منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02 - 06 - 2014, 01:45 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,344,398

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الثالـــــــوث الأقـــــــــــــدس

الروح القدس يكمل كشف الثالوث

إن للروح القدس أعمال كثيرة قام بها ليتمم عمل الله على الأرض ويرافق يسوع المسيح في حياته العلنية ويساند الكنيسة في مسيرتها الخلاصية إلى يومنا هذا. فالروح القدس هو الأقنوم الثالث من الثالوث الأقدس والذي في العهد القديم قد جاء ذكره بعدة ألقاب كلّها تدل على نفس الأقنوم.فقد سميّ الروح، وروح الله، وروح الرب، والروح القدس، وروح قدوس الله. لنرجع الى الكتاب المقدس، العهد القديم لنرى وجود الروح القدس:
"روح الله يرفرف على وجه المياه" (تك 1: 2).
"لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد لزيغانه"(تك 6: 3).
"وأعطيتهم روحك الصالح لتعليمهم ولم تمنع مَنَّكَ عن افواههم"(نحميا 9: 20).
"لكنهم تمردوا وأحزنوا روح قدسه"(أشعيا 63: 10).
"فكلمني ملاك الرب: هذه كلمة الرب الى زربابل: لا بالقدرة ولا بالقوة، بل بروحي قال رب الجنود" (زكريا 4: 6).
"ترسل روحك فتُخلَق وتجدد وجه الأرض" (مز 104: 30).
وهناك مراجع أخرى. إلا اننا نريد أن نظهر أن الروح الذي يرفرف على المياه ويدين الانسان ويعلم ويمنح المَنَّ وبعض الأحيان يحزن لأن الشعب تمرد على الله وهو ملهم الأنبياء، لا يمكن ان نعتبره أنه قوة خارقة تزول بعد إنهاك كل قواها بل هو شخص إلهي، أقنوم إلهي.
والعهد الجديد يتحدث بصراحة عن الروح القدس لكن بأقل من الكلام عن يسوع المسيح. فمن الأسماء التي جاءت للتحدث عن الروح القدس منها: روح الله، روح المسيح، وروح الرب، والروح القدس، وروح الله القدوس، وروح الموعد، وروح الحياة، وروح النعمة، وروح الحق، وروح المجد، والمعزي، والمرشد، وروح النصح. فكل هذه الأسماء وغيرها تدل على الجوهر والمجد الألهي، وأيضا تدل على أهمية عمله. راجع يوحنا 14: 26؛ 15: 26؛ 16: 8؛ 16: 13. ويرد ذكر الروح القدس عندما أوصى السيد المسيح رسله وتلاميذه أن ينشروا الإنجيل ومعميدن الذين آمنوا "باسم الاب والابن والروح القدس" (متى 28: 19)
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 06 - 2014, 01:46 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,344,398

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الثالـــــــوث الأقـــــــــــــدس

انبثاق الروح القدس من الآب والابن (عن الأب يعقوب حنا سعادة)

عندما يقول بعض المؤمنين "وبالروح القدس المنبثق من الآب"، هل بهذه العبارة ينكرون انبثاقه من الابن؟
إنهم في الأصل يعترضوا انبثاق الروح القدس من الابن بل على إضافة عبارة "والابن" في قانون الإيمان رغم أن العملاء القديسين الشرقيين يقرون ويجاهرون بانبثاق الروح القدس من الابن ولكنهم يستعملون في أغلب الأحيان عبارة المنبثق من الآب "بالابن" والمعنى واحد، إذن ما اختلفنا. هكذا قال القديس الشرقي أبيفانوس في المرساة العدد 67:
إنه ينبثق من الاثنين، والقديس الشرقي أيضا كيرلس الاسكندري في كتاب الكنز في رقم 34: ينبثق من الآب والابن.
فقد ذكر المجمع المسكوني الأول في نيقية 325 "ونؤمن بالروح القدس" بدون أي توضيح آخر. فادعى الهراطقة أن الابن كون الروح القدس وخلقه لذلك جاء في المجمع المسكوني (القسطنطيني الأول) سنة 371 وجدد الإعلان وأوضح ألوهية الروح القدس بأن اكتفى وذكر أنه ينبثق من الاب كما جاء في يوحنا 15: 26.
ولم يذكر "من الابن" لتسليمه بهذا الأمر ولأنه يخشى إذا ذكر" ومن الابن" أن يظن الناس أن الابن خلقه. ولكن لما نشأت في القرن التاسع اعتراضات على انبثاق الروح القدس من الابن أضيفت عبارة "والابن" في قانون الايمان.
يسألون: ألا يقول الأناجيل أن الروح القدس منبثق من الآب فقط. نعم: يقول من الآب ولكن لا يقول: فقط.
  • بل هنالك عبارة تعادل: "والابن" في يوحنا 16: 15، يتكلم يسوع عن الروح القدس ويقول: "يأخذ مما لي ويخبركم" جميع ما للآب فهو لي (أي جوهر اللاهوت) من أجل هذا قلت لكم "أنه يأخذ مما لي" (ولا يأخذ منه غير جوهره). وفي يوحنا 10: 30 أنا والآب واحد.
  • في الإنجيل الاب يرسل الابن والآب والابن يرسلان الروح القدس.
  • راجع يوحنا "ومتى جاء المعزي الي أرسله إليكم من عند الآب" 15: 26.
  • راجع أيضا: "أما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم كل ما قلته لكم". يوحنا 14: 26. وأيضا "إذا مضيت أرسلته إليكم" يوحنا 16: 7.
  • يقول الكتاب عن الروح القدس أنه روح الابن كما قال أنه روح الله:
  • "روح الله" 1 قو 2: 11 و12.
  • "روح الابن" غلا 4: 6.
  • ترتيب الأقانيم يوضح مصدر كل منهم.
  • "باسم الآب والابن والروح القدس" الآب مصدر الابن والابن مع الآب مصدر الروح القدس.
  • وما قولك في آية لوقا 4: 18 " أن روح الرب على ولأجل ذلك مسحني وأرسلني لأبشر المساكين". أعاد المسيح هنا آية أشعيا النبي: ومعناها لا إرسال الروح القدس لأقنوم الابن بل أن روح القدس مسح طبيعة يسوع الإنسانية ولهذا سمي المسيح لنه ممسوح بنعمة الروح القدس في ناسوته.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 06 - 2014, 01:46 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,344,398

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الثالـــــــوث الأقـــــــــــــدس

خاتمة

فبهذه الوصية الأخيرة بدأت الكنيسة تنقل البشرى السارة لجميع الأمم من مشرق الشمس إلى مغربها معتمدة كل الاعتماد على الروح القدس الذي ألهبهم بنار محبته في علية صهيون وأعطاهم القوة الأبدية لمحاربة جميع أنواع الشر الذي يصدر عن الشيطان بواسطة الإنسان ولإهداء جميع الناس إلى طريق المسيح، طريق النور والحق والحياة.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 06 - 2014, 01:46 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,344,398

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الثالـــــــوث الأقـــــــــــــدس

الفصل الثالث
الثالوث الأقدس في الكنيسة والتفكير اللاهوتي


تمهيد

"باسم الأب والابن والروح القدس" صلاة صغيرة تعلمناها من السيد المسيح ونرددها مع الكنيسة في أي مكان كنّا أو أي عمل عملناه أو بداية صلواتنا. هنالك قول يقوله الناس أثناء الحديث لإقناع شخص متصلب في آرائه ولمحاولة تبسيط الأمور. يقول هذا القول: "الله لم يروه لكن بالعقل عرفوه". فقد عرفناه بكل ما يميزه عن سواه وعن جميع الآلهة التي أوجدها الإنسان في حياته. فالله سرمدي غير محدود، غير متغير في وجوده وقدرته وقداسته وعدله وجودته وحقه. فإيماننا المسيحي يحوي "أسراراً"، خصوصا فيما يتعلق بالله لأنه غير متناه في ذاته وكماله. عقلنا محدود جداً. فهل من المستطاع أن تستوعب علبة صغيرة قصراً شامخا؟ وسر الثالوث الأقدس" هو من الأسرار الأكثر تحديا لنا أمام العالم غير المسيحي، وأيضا في العالم المسيحي. فالعديد يتساءل عن هذا السر العظيم.
إن إيماننا بسر الثالوث الأقدس ينشأ معنا من خلال البيت والتعليم المسيحي خلال المرحلة الدراسية. ولكن ما أن نتصل بالمجتمع نتواجه بالعديد من الأسئلة، من أنفسنا أو من غيرنا، من هذه الأسئلة لماذا هنالك التثليث في إيماننا وليس الوحدانية؟ لقد ضعف الأيمان بشكل عام في هذا العصر، عصر السرعة والتقدم. عصر الكومبيوتر و"الستلايت". فأين الإيمان من هذا كله؟ فأصبح الإنسان بعيدا كل البعد عن كل ما يمت بصلة إلى الإيمان، وخاصة الإيمان بالثالوث الأقدس واستيعابه في كلياتنا. سنحاول في هذا الفصل أن نتقرب من هذا السر، سر الوحي الإلهي في ثلاثة أقانيم متساوين ومتميزين. سنرى كيف أن السيد المسيح قد كشقه لنا من خلال أعماله وأقواله وحياته. ثم كيف أن الكنيسة واجهت التحديات للدفاع عن هذا الإيمان. ثم علاقة الإنسان المعاصر مع الثالوث الأقدس في عصر الشرائح الدقيقة والمعجزات الطبية.
"إني أوليت كل سلطان في السماء والأرض. فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا كل ما أوصيتكم به، وهاءنذا معكم طوال الأيام إلى نهاية العالم" (متى 28: 18-20).
كلمات وداع وتعزية قالها السيد المسيح لتلاميذه قبل أن يصعد إلى السماء ليجلس عن يمين الله. كلمات جميلة تظهر لنا الثالوث الأقدس من فم شخص "مسؤول". واعتماد السيد المسيح في نهر الأردن هو من أجمل الصور الحركية التي تظهر الثالوث الأقدس. فالابن يعتمد والآب يتكلم من السماء والروح القدس يستقر على الابن. صورة جميلة تنبض بالحياة حدثت أمام المئات من الذين جاءوا للاعتماد وللتوبة عن يد يوحنا المعمدان. واعتلن ملء هذه الصورة بعد صعود السيد المسيح إلى السماء عندما حلّ الروح على التلاميذ وهم مجتمعون في علية صهيون. ومنذ ذلك الوقت تعمد الكنيسة "باسم الآب والابن والروح القدس" (متى 28: 19). هنالك تساؤل: هل ظهر الثالوث الأقدس واضحا في العهد القديم مثل العهد الجديد؟.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 06 - 2014, 01:46 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,344,398

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الثالـــــــوث الأقـــــــــــــدس

الثالوث الأقدس يثبّت الكنيسة الأولى

إن سفر أعمال الرسل ما هو إلا سفر الروح القدس. لأن الروح القدس هو المحرك الرئيسي لجميع رسل وتلاميذ السيد المسيح. فقد عملوا المعجزات باسم السيد المسيح وبقوة الروح القدس. فأعطاهم الخطابة المقنعة وغير المرعوبة؛ أعطاهم القوة لتحمل جميع أنواع العذابات وللوقوف أمام مضطهديهم. لماذا كل ذلك؟ لكي يبشروا بالله ومسيحه وروحه، أي بالثالوث الأقدس، حتى وإن لم يذكروه علنا إلا أنهم بشروا به من خلال أقانيمه الثلاثة. وخير مثال على ذلك هو القديس بولس، رسول الأمم.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 06 - 2014, 01:47 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,344,398

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الثالـــــــوث الأقـــــــــــــدس

بولس الرسول والثالوث الأقدس

يستخدم القديس بولس عبارات يذكر فيها الآب والابن والروح القدس في وحدة عمل. فهنالك عدة نصوص يحث فيها المسيحيين على السلوك بقداسة ناظرين إلى المثال الثالوثي:
"أما نحن فعلينا أن نشكر الله دائما في أمركم، أيّها الاخوة، يا أحباء الرب، لأن الله اختاركم منذ البدء ليخلصكم بالروح الذي يقدسكم والإيمان بالحق. إلى ذلك دعاكم ببشارتنا لتنالوا مجد ربنا يسوع المسيح. (2 تس 2: 13-14)
ويذكر أيضا القديس بولس أن على المسيحيين أن يتخذوا الثالوث كمثال لحياتهم:
"إنّ الذين ينقادون لروح الله يكونون أبناء الله حقا. لم تتلقوا روح عبودية لتعودوا إلى الخوف، بل روح تبنٍّ به ننادي: أبّا، يا أبت! وهذا الروح نفسه يشهد مع أرواحنا بأننا أبناء الله. فإذا كنّا أبناء الله فنحن ورثة الله وشركاء المسيح في الميراث، لأننا إذا شاركناه في آلامه، نشاركه في مجده أيضاً. (رو 8: 14-17). راجع أيضا رو 15: 15-16؛ أفسس 2: 18،22)
ويصلي بولس إلى الله الثالوث كي يهب الشعب الفهم وإدراك محبة المسيح (أفسس 3: 14-19) ويدعوهم لأن تكون سيرتهم مثل سيرة الثالوث:
"ملؤها التواضع والوداعة والصبر، محتملين بعضهم بعضا في المحبة ومجتهدين في المحافظة على وحدة الروح برباط السلام. فهناك جسد واحد وروح واحد، كما أنكم دعيتم دعوة رجاؤُها واحد. وهناك رب واحد وإيمان واحد ومعمودية واحدة، وإله واحد أبُ لجميع الخلق … (أفسس 4: 3-6).
وهناك تعابير كتبها القديس بولس يتم استخدامها في الليتورجيا في الصلاة والتسبيح والتوسل. من ابرز هذه الصلوات:
"لتكن نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس معكم جميعا. (2قو 13: 13).
إذا تأملنا العهد الجديد جيدا رأينا بأنه يتعلّق بوحدة الله ويتعرف فيه إلى ثالوث: الآب والابن والروح القدس الذين يتميزون الواحد عن الآخر في تحقيق الخلاص، ومع ذلك فإنهم مرتبطون لدرجة أن الابن والروح لا يمكن أن ننظر إليهما وكأنهما مجرد قوات (منحطة) لعمل الله في العالم
.
نرى أن إيمان الرسل بالثالوث الأقدس جاء من خلال اختبارهم لحياة السيد المسيح أعماله وأقواله وفي ضوء قيامة المسيح من بين الأموات. وعلى ضوء إيمان الرسل بنت الكنيسة إيمانها بالثالوث الأقدس، فكان لتعاليم الآباء والمجامع المسكونية الأثر الكبير في أن يصل إلينا هذا الإيمان والتعليم.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 06 - 2014, 01:47 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,344,398

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الثالـــــــوث الأقـــــــــــــدس

إيمان الكنيسة والثالوث الأقدس

إن الكنيسة وعلى خطى الرسل آمنت وما تزال تؤمن بسر الثالوث الأقدس. "فقد انطلق إيمان الكنيسة بسر الثالوث الأقدس من خبرة الرسل الذين عاشوا مع المسيح ابن الله واختبروا عمل الروح القدس في المسيح وفيهم من بعد قيامة المسيح". كان عمل الكنيسة التبشيريّ يقوم على التعليم ثم التعميد حسب تعاليم السيد المسيح التي فيها أوصى تلاميذه بالتبشير ثم التعميد (متى 28: 19-20)، وأيضا طمأنهم بأن من آمن واعتمد سيخلص (راجع مر 16: 15-16). كانت الكنيسة في القرون الأولى تهيئ الموعوظين لتقبّل سر المعمودية حيث كانت تشرح لهم معاني العماد وقبل الاعتماد كانت تسألهم، أو تؤكد على إيمان الموعوظين بثلاثة أمور:
  • الإيمان بالله الآب القدير؛
  • الإيمان بيسوع المسيح ابن الله الذي ولد بفعل الروح القديس من مريم العذراء ومات وقبر وقام من بين الأموات في اليوم الثالث، وجلس عن يمين الله، وسوف يأتي ليدين الأحياء والأموات؛
  • الإيمان بالروح القدس، وبالكنيسة المقدسة وبقيامة الجسد.
هذا الإيمان هو ما نعلنه كل يوم خاصة خلال القداس الإلهي: "نؤمن بإله واحد نؤمن بيسوع المسيح نؤمن بالروح القدس".
إن لآباء الكنيسة شأن عظيم في تعليم الكنيسة حول الثالوث. فكتاباتهم وعظاتهم حول الثالوث جاءت مكملة لتعليم العهد الجديد الذي يؤكد تثليث الأقانيم ووحدة الجوهر. فمن هؤلاء الآباء القديس نجد إيريناوس، أسقف ليون الذي فصّل في كتابيه "ضد الهراطقة" و "تبيين الكرازة الرسولية" الخالق والعقيدة المسيحية. وحول الثالوث يقول في كتابه "ضد الهراطقة":
هوذا تعليم إيماننا المنهجي وأساس خلاصنا وركن بنائه: إنه الله الآب الذي لم يُخلق ولم يولد ولا يرى، الإله الواحد، خالق كل شيء، هذا هو البند الأول من إيماننا. أما البند الثاني فهو التالي: إنّه كلمة الله، وابن الله، ربنا يسوع المسيح، الذي ظهر للأنبياء في الشكل الذي وصفوه به في نبوءاتهم ووفق تدبير الآب الخلاصيّ، الكلمة الذي كوّن كل شيء، والذي في ملء الأزمنة، صار إنساناً ليعيد كل شيء ويضبطه، فولد من البشر، وصار منظورا ًوملموسا ليبيد الموت ويظهر الحياة، ويعيد الوحدة بين الله والإنسان. أما البند الثالث فهو الروح القدس الذي نطق بالأنبياء، وعلّم آباءنا الأمور الإلهية، وقاد الصديقين في طريق البِرّ. وهو الذي في ملء الأزمنة، أفيض بشكل جديد على البشرية، فيما كان الله يجدّد الإنسان على الأرض كلها" (الكرازة الرسولية 3 و 6)
.
كان للآباء الشرقيين في القرن الرابع الميلادي شأن كبير في توضيح الثالوث الأقدس والدفاع عن الإيمان ضد الأريوسية. ومن هؤلاء الآباء نجد الكبّاذوكيّين ومنهم باسيليوس الكبير وأخوه غريغوريوس النيصيّ وغريغوريوس النزينزي حيث كان لهم الفضل الكبير في رسم نهج واضح للاهوت الثالوث الأقدس وقد سار على هذا النهج لاهوتيو الشرق والغرب. من ميزاتهم في عرضهم لعقيدة الثالوث فإنهم:
* ينطلقون من تثليث الأقانيم، ويبيّنون أنّ الأقانيم الثلاثة متّحدون في جوهر واحد، هو جوهر الألوهية، أو الطبيعة الإلهية؛
*يرون في الكتاب المقدس أساس تثليث الأقانيم ووحدة الجوهر: فالآب ظهر بالابن وبالروح، وعمل الآب والابن والروح هو عمل واحد بالنسبة إلى تقديس الإنسان وتأليهه. فعلى السؤال الذي يمكن طرحه: لماذا نؤمن أنّ الإله الواحد هو في ثلاثة اقانيم وليس أكثر، نجيب انطلاقا من هذه النظرة: لأن الله ظهر لنا في الوحي الكتابي ثالوثاً، وهذا الظهور هو كمال وحي الله لذاته؛
*الميزة الثالثة تقوم على الترتيب الذي يضعونه بين الأقانيم، مع تأكيد وحدة الجوهر: فالآب هو المصدر الذي منه وُلد الابن، ومنه انبثق الروح
.
وعند الآباء الغربيين نجد القديس أغسطينوس يتحدث عن الثالوث ويستوحي حديثه هذا من رسالة يوحنا الأولى (1 يو 4: 16) "الله محبة".
فهو يرى في الأقانيم الثلاثة العناصر الثلاثة الضرورية التي تكوّن المحبة: المحب، المحبوب والمحبة ذاتها. فالآب هو الذي يحب الابن، والابن هو الذي يحبّه الآب، والروح القدس هو المحبة ذاتها، كما جاء في قول بولس الرسول: "إن محبة الله قد أُفيضت في قلوبنا بالروح القدس الذي أعطيناه" (رو 5: 5). فالروح القدس هو علاقة المحبة التي تربط الآب بالابن والابن بالآب، هو المحبة المتبادلة بين الآب والابن
.
ومن الآباء الشرقيين نرى القديس يوحنا الدمشقي الذي في نظرته لموضوع الثالوث الأقدس لا تختلف عن الآباء الكباذوكيّين. ففي مؤلفه "المئة مقالة في الإيمان الأرثوذكسي" ينطلق من الإيمان بالإله الواحد وبعدها يميز بين الأقانيم مبتدئاً من التمييز بين الآب والابن ويوضح دعوة يسوع الابن بـِ "ابن الله الوحيد". ويوضح الفرق بين الابن والروح. وأخيراً يوضح كيف أن الثلاثة إله واحد. فيؤكد وحدة الجوهر، أي وحدة الألوهية. ووحدة الخواص الإلهية: الصلاح والقوّة والمشيئة والفعل والسلطة. لذلك لا نقول بآلهة ثلاثة، بل بإله واحد. ولكن الإله الواحد الذي نؤمن به هو في ثلاثة أقانيم غير مختلطين، أي متميزين، وغير منفصلين ولا منقسمين. ويتابع في مؤلفه ليشبه الأقانيم الثلاثة في الجوهر الواحد بالشمس وشعاع الشمس ونور الشمس
.

  رد مع اقتباس
قديم 02 - 06 - 2014, 01:47 PM   رقم المشاركة : ( 18 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,344,398

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الثالـــــــوث الأقـــــــــــــدس

المجامع المسكونيّة والثالوث الأقدس

إن إيمان الكنيسة بالثالوث الأقدس لم يتزعزع بسبب الهرطقات والبدع التي خرجت لتناقض هذا الإيمان. وقد حرصت الكنيسة على الثبات على هذا الإيمان، فقامت بعقد مجامع مسكونيّة لترسِّخَ عقيدة الثالوث الأقدس ومنها أعلنت الكنيسة إيمانها بالثالوث الأقدس من خلال وضع "قانون الإيمان" الذي نتلوه كل يوم وأيام الآحاد والأعياد. فهذه المجامع هي مجمع نيقية 325 م ومجمع القسطنطينية 381 م. "فقانون الإيمان هو إعلان ثالوثيّ: أن سر الآب اللامنظور هو مصدر كل شئ، وسر الابن المتجسد هو ظهور الآب ومصدر خلاصنا، وسر الروح القدس المحيي هو رباط الشركة مع الله وعامل تقديسنا في الكنيسة وعربون قيامتنا"
هذا هو إيماننا،
هذا هو إيمان الكنيسة،
هذا هو الإيمان الذي نعلنه بافتخار
في المسيح يسوع ربنا (رتبة العماد في الطقس اللاتيني)"
.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 06 - 2014, 01:47 PM   رقم المشاركة : ( 19 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,344,398

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الثالـــــــوث الأقـــــــــــــدس

كنيسة اليوم والثالوث الأقدس

لا نعني هنا بقولنا أن كنيسة اليوم هي غيرها عن كنيسة الأمس. بل هي واحدة منذ تأسيسها عن يد السيد المسيح وتثبيتها من قِبَل الروح القدس. تعيش كنيسة اليوم في عصر يتقدم بسرعة البرق. والكثيرون قد ابتعدوا عن الكنيسة لأنهم يقولون أن الكنيسة لا تواكب العصر. والعكس صحيح. فالمجامع المسكونية الأخيرة، خاصة المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني جاء ليؤكد مواكبة الكنيسة مع العصر وليثبت إيمانها. فماذا يقول التعليم الرسمي في الكنيسة حول الثالوث الأقدس:
أ) الثالوث هو سرّ في المعنى الحصري (سر مطلق) من غير الممكن أن يُعرف بدون وحي والذي لا يمكن، حتى وإن أوحى به، أن يسبر غوره العقل المخلوق. يُعبَّر عن هذا السر بالصورة التالية:
ب) أن الإله الواحد هو في ثلاثة اقانيم يؤلفون الطبيعة الإلهية الواحدة (جوهر واحد، جوهر إلهي واحد وكلهم بالتالي متساوون بالأزلية وبالقدرة المطلقة.
ج) هذه الأقانيم تتميز حقيقة الواحد عن الآخر: للآب الكيان الإلهي بدون أن يكون له سبب وهو كائن واجب الوجود؛ الابن موجود بأنه يقبل أزليا الكيان الإلهي من الآب وحده الذي يلد أو يقول "كلمته"؛ الروح القدس ليس مولوداً إنما ينبثق من الآب والابن كما ومن مبدأ واحد بانبثاق واحد.
د) أن في الله بالتالي، إنطلاقا من هاتين صلتي الأصل والمنبت، صلات وصفات تتميّز حقيقة إنما لا تتميز من الجوهر الإلهي. كل أقنوم هو الإله الواحد وكل شيء هو واحد في الله بدون أي تمييز إلاّ عندما يكون هناك تعارض الصلات. كل أقنوم موجود بكليته في كل من الأقنومين غيره، وكل أقنوم هو الإله الواحد الحقيقي. وبالنسبة إلى الخارج أي الخلائق فإن الأقانيم ليست سوى مبدأ واحد عملي فاعل".
والكنيسة في تعليمها ونشاطها الإرسالي تعتمد وصية السيد المسيح بالكرازة والتعميد (متى 28: 19-20) (ك 17، ن ر 50؛ ح د 1). فترسل المبشرين من كهنة وعلمانيين للبشارة بالإنجيل مستلهمة الروح القدس ومصلية له في تحقيق تصميم الله الذي أقام المسيح مبدأ خلاص العالم. فهي تصلي وتعمل لكي يتغير العالم كلّه إلى شعب الله، أي جسد المسيح وهيكل الروح القدس، ويؤدي في المسيح، رأس الكلّ، إلى الآب خالق الكون، كل إكرام وتمجيد (ك 17؛ ن ر24 ). هنا الكنيسة تستوحي الثالوث في رسالتها ونشاطها الإرسالي. وتقر أيضا، الكنيسة الكاثوليكية إيمان غير الكاثوليك بالثالوث الأقدس (ك 15؛ ح م 15؛ ك ع 92). فالكنيسة تطلب الوحدة كما طلبها القديس بولس (أف 4: 1-16). فهذه الوحدة منبعها المحبة والوحدة في الروح.
يعطينا القديس كيرلس الإسكندري نموذجا لوحدة الثالوث لتسير على مثاله الكنيسة. فيقول في عظته
:
"لقد اتخذ المسيح الوحدة الجوهرية التي له مع الآب والتي للآب معه كصورة أو نموذج للمحبة التي لا تسقط أبداً وللتناغم والوحدة التي تُرى حيثما كان هناك اتفاق حقيقي وعميق.
ولذلك فهو يظهر إرادته أنه في قوة الثالوث القدوس الواحد في الجوهر، يجب أن نصير نحن أيضا وكأننا ممتزجون الواحد مع الآخر، بحيث يُرى جسد الكنيسة كله وكأنه جسد واحد، … لقد أكدنا من قبل على أن وحدانية الفكر والنفس التي تكوّن وحدة المؤمنين يجب أن تكون تعبيرا واقتداءً بنمط الوحدة الإلهية، أي وحدانية الجوهر والاتحاد الكامل للثالوث الأقدس … . فإذا كنّا نعتبر أن الوحدة التي بين الآب والابن – وطبعا الروح القدس – هي وحدة طبيعية، وأن اللاهوت في الثالوث الأقدس واحد هو الذي نعبده ونؤمن به، فإنه لا بد أن ننتبه إلى الطريقة التي بها نصير نحن أيضا واحدا في الجسد والروح من جهة بعضنا البعض ومن جهة علاقتنا بالله".
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 06 - 2014, 01:48 PM   رقم المشاركة : ( 20 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,344,398

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الثالـــــــوث الأقـــــــــــــدس

الليتورجيا والثالوث الأقدس

"الليتورجيا، ولا سيما ذبيحة الافخارستيا الإلهية "التي بها يتم عمل فدائنا"، تسهم إلى حد بعيد، في أن يعبّر المؤمنون بحياتهم للآخرين عن سر المسيح وعن الطبيعة الأصلية للكنيسة الحقّة ويظهروها لهم. لأنه من خصائص هذه الكنيسة أن تكون في آن واحد، إنسانية وإلهية، منظورة وغنية بالحقائق غير المنظورة، غيورة في العمل ومجتهدة في التأمل حاضرة في العالم … وبما أن الليتورجيا تبني كل يوم الذين هم في الداخل كي ترفع منهم هيكلاً مقدساً في الرب ومسكناً لله في الروح إلى بلوغ ملء اكتمال المسيح، وهكذا تقوّي عزائمهم بطريقة عجيبة تحملهم على التبشير بالمسيح، فتظهر الكنيسة للذين هم خارجا عنها وكأنها راية مرفوعة في وجه الأمم، تحتها يجتمع في الوحدة أبناء الله المشتتون، إلى أن يكون قطيع واحد وراعٍ واحد"(ل 2).
فالليتورجيا هي صلاة نشيد حمد وشكر للثالوث الأقدس. إنها تمجيد الآب بواسطة الابن في الروح القدس. فأقدم تسبحة تشدد على ترتيب الوحي والعمل (التدبير الخلاصي) للأقانيم الثلاثة. وجاءت هذه التسبحة على الشكل التالي: المجد للآب والابن والروح القدس (أو، كما ذكرها القديس باسيليوس: المجد للآب مع الابن ومع الروح القدس). وهذه عبارات سادت منذ القرن الرابع (أثر النقاشات الثالوثية) وتشدد على المساواة في الطبيعة الواحدة بالرغم من التمييز في الأقانيم.
وكل عمل ليتورجي هو عمل الآب فينا ولأجلنا ويجدد فينا بشكل فعال سر حياة المسيح إذ يدمجنا به بقوة الروح القدس الذي يقدسنا. إن كلمات العماد هي أبلغ شاهد على ذلك
. سيكون هنالك توسع في هذا الموضوع في الفصل الخامس.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع


الساعة الآن 12:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025