منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23 - 05 - 2014, 05:17 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,873

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ذكرى آلامه المقدسة: قصة الحب العجيب، رؤية آبائية

عجائب المحبة حتى الموت

ما أعجب أنك تعلمت الطاعة مما تألمت به، وإحتملت الصليب مستهينا بالخزى لكي بدمك الخاص تشترى كل ما تحت السماء وتحرر الناس من دين العصيان، وكأنك تقول لنا: "إنى أموت من أجل الجميع بنفسى لأنى جعلت نفسى فدية عن أجساد الجميع، فإن الموت سيموت بموتى". ولم تكن هناك وسيلة أخرى لإبادة ذاك الذي له سلطان الوت ولإبادة الموت نفسه ايضا إلا بأن تبذل نفسك فدية من أجلنا، الواحد من أجل الجميع لأنه فائق للجميع.
ما أعجب ان يموت الحمل الواحد من أجل الجميع لكي يخلص كل القطيع الأرضى لله الآب، الواحد من أجل الجميع لكي يخضع الجميع لله ولكي يربح الجميع، حتى فيما بعد لا يعيش الجميع من أجل أنفسهم بل من أجل الذي مات من أجلهم وقام. فإذ كنا بعد خطاة مباعين للفساد والموت بذل الآب ابنه فدية من أجلنا الواحد من أجل الجميع فيك وأنت أكرم الجميع، الواحد مات من أجل الجميع ليعيش الجميع فيك.
ما أعجب أن تأخذ على عاتقك جميع ضعفات البشرية. وما أعجب حب أبيك الذي من أجل حياة العالم قدم ابنه الخاص وحيد الجنس الذي هو منه حقا، فأى عقل وأى سمع يقدر أن يحد لجة محبتك للبشر التي لا توصف يا الله، فمن أجل تحننك ومحبتك للبشر أخضعت نفسك للآلام والإهانات لكي تبطل الألم، وغلبك تحننك لكي بموتك المحيي تبطل الموت وتتدفق نحونا جميع الخيرات. وما أعجب أنك تألمت خارج المحلة وتأخذ وضعنا لكي تعطينا وضعك، فبخروجك خارج المحلة دفعت الثمن الذي ندخل به نحن "دعى اسمه عجيبا" (أش 9: 6).
ما أعجب أن تحسب مصابا مضروبا من الله ومذلولا، بينما أنت الذي ناديت بالخلاص للناس، فكيف لا تخلص نفسك وأنت منقذ حياتنا من الفساد ومكللنا بالمراحم والرأفات!! وما أعجب أن ينقض هيكل جسدك بينما لا تزول كلمة واحدة من كلامك ولن تزول ولو زالت الأرض والسماء، فلقد كان موتك مرة واحدة بلا تكرار، لأنك لم تمت عن ضعف بل عن قوة الحب الخلاصى الباذل، لكي إذ لا نموت مرة أخرى تهبنا، ونحن نشترك معك في موتك، أن نشاركك قيامتك التي لا يغلبها الموت.
ما أعجب أن تكون لعنة لنتبارك نحن. وما أعجب أن تتعرى لتكسو آدم المفضوح. ما أعجب أن يكون أكليلك من الشوك لتقتلع أشواكنا. ما أعجب أن يبصق عليك بينما أنت جئت لنحتضن البشرية. وما أعجب أن تقبل آلامك لنتبرأ بإتهامك ونحيا بموتك.

كتاب ذكرى آلامه المقدسة: قصة الحب العجيب، رؤية آبائية
وما أعجب دمك الذكى الذي يحفط من الموت الذين يؤمنون بك، فإذا كان دم الخروف الأعجم في القديم قد أعطى خلاصا، أفلا يقدر دمك بالأحرى أكثر كثيرا جدا، وأنت الذي لم تعرف لعنة قد صرت لعنة، وأنت الذي لم تعرف خطية قد صرت خطية لأجلنا لتقدم دمك مهراقا ومعتصرا في كأس خلاصنا. ما أعجب دمك الذي دخلت به مرة واحدة إلى الأقداس فوجدت لنا فداء أبديا. وما أعجب دمك الذي بروح أزلى يطهرنا من الأعمال الميتة. وما أعجب دم نفسك الذي قدست به الشعب لما تألمت خارج المحلة، وبقربانك قربتنا لأبيك وأكملت إلى الأبد المقدسين في دمك المعروف سابقا قبل تأسيس العالم.
ما أعجب الربوبية التي كانت في شكل العبد. وما أعجب المجد الإلهي في الهوان البشرى. وما أعجب الكرامة الملكية في المذلة المتناهية، إلا أنه بينما يراك البعض مجرد شخص منظور، نحن نرى فيك اللوغوس الذي من الله الآب لتمتزج الحياة بالموت، ونحن نؤمن أن لاهوتك لم يفارق ناسوتك لحظة واحدة ولا طرفة عين.
ما أعجب أن يكون المصلوب هو نفسه اللوغوس وحيد الآب والأزلى وغير المائت والواحد من الثالوث،وما أعجب أن يكون صليبك هو عرشك يا الله إلى دهر الدهور. وما أعجب أن يكون ملكك على خشبة يا ملك الكل. وقدوس أنت لأن لا يمكن للموت أن يمسكك وهو لا يعرفك.
ما أعجب أن تأتى بيننا لتقدم ذبيحة نفسك عن الجميع، لأنه كان صروريا أن يوفى الدين الذي استحق على الكل إذ استحقوا الموت بسبب الخطية. وما أعجب أن تسلم جسدك للموت لكي تحرر البشرية كلها من معصيتها القديمة ولتظهر أنك أقوى من الموت بقيامتك بعد أن تممت الموت نيابة عن الجميع لتوفى الدين المستحق عليهم.
ما أعجب أن يكون موتك أصل ورأس ومبدأ الحياة لنا، فذبيحتك وضعت حدا لحكم الموت الذي كان قائما ضدا لنا، ووضعت لنا مبدأ الحياة برجاء القيامة من الأموات الذي أعكيته لنا. وما أعجب أن تقهر الموت وتشهر به على الصليب فلم يعد للموت سلطانا بل قد مات موتاً حقيقياً.
ما أعجب إظهارك لمجد لاهوتك قبل آلامك على جبل طابور، ذلك المجد الذي أدهش تلاميذك، حتى عندما يرونك مصلوبا يفهمون أن آلامك كانت بإختيارك. وما أعجب تجليك وآلامك ودفنك فكلها أفعال إنتصارية مشيئة بقوة لاهوتك.
ما أعجب أن تتعب من ثقل حمل الصليب بينما أنت راحة التعابى والثقيلى الأحمال (مت 11: 28). ما أعجب أن تكون كخروف سيق إلى الذبح بينما أنت راعى إسرائيل بل راعى العالم كله، وكحمل كنت صامتا مع أنك أنت الكلمة. وما أعجب ان ينشق حجاب الهيكل في يوم صلبك لتفتح أبواب السماء السرية.
ما أعجب رائحتك الزكية التي هي موتك، فبذبيحتك ننال القوة لشفاء طبيعتنا وتقويتها، ونتمكن من مقاومة الموت والخطية. إن محبتك العظيمة من نحونا لم تجعلك تطلب أدنى شيء لنفسك من وراء تقديم ذبيحتك، بل كل شيء كان مدبرا لأجلنا ولأجل خلاصنا.
ما أعجب أن تأخذنا كلنا في حضنك على عود الصليب، لأن حبك مع دمك المسفوك وأثار المسامير في يديك وأثار طعنة الحربة في جنبك، يجعلنا حاملين في أجسادنا كل حين إماتتك، لكي تظهر فينا حياتك المجردة من سطوة الموت، ونبلغ في الدهر الآتى إلى أن نصير على مثالك (1يو 3: 2).
ما أعجب أن الآب السماوى تقبل ذبيحتك يا يسوع ليس لأنه كان محتاجا إليها، بل لأنه في تدبيره كان لابد أن يتقدس من خلال بشريتك. ما أعجب أن تدعونا لنفسك من خلال خلاصك العجيب الذي أكملته لمجدك.
ما أعجب صعودك على الصليب، وما أعجب حوادث الصلب وأدواته وظروفه ومناسباته وأقواله وأعماله التي هي صدى تصويرى للنبوات القديمة، فصليبك هو مركز الحياة والموت معا، وصعودك على الصليب هو حكم ببراءة الإنسان إذ لا دينونة الآن على الذين هم فيك يا يسوع المصلوب. وما أعجب خشبة صليبك المحيية التي صارت علامة نصرة وإفتخار (ارتفاع على الصليب ارتفاع بالقيامة وارتفاع بالصعود).
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 05 - 2014, 05:18 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,873

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ذكرى آلامه المقدسة: قصة الحب العجيب، رؤية آبائية

عجائب الصليب

ما أعجب صعودك على الخشبة بينما ملعون كل من علق عليها، لكنك لم تمسك يا رب في اللعنة بل حملتها وألغيتها، وأعطيتنا أن لا تسود علينا الخطية لأننا تحت النعمة، وبصعودك على الصليب اشتريتنا وعملت لنا الصلح بدمك وباحتمالك للصلب مستهينا بالخزى من أجل السرور الموضوع أمامك.
ما أعجب أن تصلب عوض باراباس فتأخذ أنت موضع هذا القاتل (يو 19: 19- 22). وما أعجب أن تكون علة صلبك أنك ملك اليهود لتنهى محاولة آدم أن يكون ملكا بدون الله، فإذا كان آدم الأول قد أراد أن يملك بالتمرد على الله، جئت أنت آدم الثاني لكي تملك بالطاعة والبذل (فى 2: 5).
ما أعجب أن تكتب علة صلبك بثلاث لغات "العبرانية واليونانية واللاتينية"، فالأولى لغة الدين والثانية لغة الفكر، والثالثة لغة المجتمع، وكأنك أردت أن يكون هذا تمهيد لطريق الكرازة بخلاصك العجيب على مستوياته الثلاثة الدينية والفكرية والإجتماعية. لقد أردت بتدبيرك الإلهي غير المدرك أن يكون هذا العنوان بلغاته الثلاثة إعلانا لملكوتك جهارا بأكثر اللغات المعروفة.
ما أعجب يوم جمعة صلبوتك. إنه يوم واحد معروف لم يكن فيه النور (زك 4: 6) فلم يكن نهارًا عاديًا تشرق فيه الشمس كعادتها من الشروق إلى الغروب، بل في ذلك اليوم غيب الله الشمس في الظهر وقتم الأرض في يوم نور (عا 8: 9)، لأن أذهان صالبيك قد إلتحقت بالظلمة والإظلام فلم ينظروا (مز 69: 23)،فما أعجبك أيها المسيح المصلوب يا من ألبست السموات ظلاما وجعلت المسح غطاءها في ذلك اليوم (أش 50: 3).
ما أعجب يديك المبسوطتين على عود الصليب لتجمع الشعوب، فهاتان اليدان تجمعان الكل لأن رأسك تتوسطهما لتكون إله واحد على الكل وبالكل وفي كلنا (أف 4: 6) حيث أن خلاصا واحدا من الأنبياء إلى الإنجيل حققه الرب الواحد عينه عندما بسط يديه لصالبيه لأنه هو ذلك العبد المتألم الممدود الذراعين لخلاص كل الشعوب، والذي على امتداد ذراعيه سيثبت بره وحقه نورا للأمم.

كتاب ذكرى آلامه المقدسة: قصة الحب العجيب، رؤية آبائية
ما أعجب أن تحيط بك ثيران كثيرة وأن توثق كذبيحة بربط على قرون المذبح، وما أعجب أنهم قد ثقبوا يديك ورجليك واحصوا عظامك. وما أعجب أن يحصوك مع الأثمة وينظرون إليك ويتفرسون فيك. وما أعجب أن يقتسموا ثيابك بينهم وعلى لباسك يقترعون. وما أعجب أن يجعلوا في طعامك علقما وفي عطشك يسقونك خلا. وما أعجب أن تحفظ جميع عظامك وواحدة منها لا تنكسر.
ما أعجبك يا رب وأنت مسمر على الصليب كمن تقول لنا: "لاشئ يمكنكم أن تصنعوه بى قادر أن يوقف محبتى من نحوكم. من الممكن ان تضربونى وتسحقونى وتجلدونى، ويمكنكم أن تصلبونى، لكننى لن أتوقف عن محبتكم، هذا هو عظم محبتى لكم (يا أبتاه إغفر لهم)". إن ما حدث على الجلجثة كان نافذة يمكننا ان نرى من خلالها قلب المحب المتألم من أجلنا. لقد قدم الإنسان لله ذبائح كثيرة لعدة قرون خلت، أما أنت يا رب فما أعجب ذبيحة جلجثتك التي قدمت فيها ذاتك فدية عن الإنسان، وهذا هو حبك العجيب لكل واحد منا.
ما أعجب صلبك وآلامك التي جمعت الجرح والدواء معا، المرضى والطبيب، فما قد سقط في الموت أقمته من جديد إلى الحياة، وما وقع تحت الفساد طردت الفساد عنه. لقد ظهرت كأنك أمسكت في الموت بينما أنت أقوى من الموت. أرادوا أن يحرموك من الحياة وأنت معطى الحياة. إنه سر أتخاذك أيها الكلمة بالجسد الإنسانى لتصنع سر الفداء.
ما أعجب أن تصلب بين لصين، واحد عن يمينك والآخر عن يسارك، بينما أنت سيد عظيم ورب وفادى. وما أعجب أنهما احتلا اليمين واليسار لك يا رب عوض يعقوب ويوحنا. وما أعجب أن الذي صلب على يسارك كان يعيرك لكي تحصى مع أثمة ليس بسبب اللصين بل من أجل أنك حسبت خاطئا من الخطاة بل أخطى الخطاة جميعا، بل الحامل للخطاة ولخطاياهم معا. وما أعجب هذا اللص الذي آمن في الوقت الذي فيه فشل المعلمون، واعترف بذاك الذي رآه مسمرا على الصليب ولم يره قائما أو ملكا. وما أمجدك وأعجبك يا يسوع المصلوب لأنك جلبت اللص المصلوب معك من الصليب إلى الفردوس.
ما أعجب أن تصلب مع لصين ومن أجلهما حتى أن من يقبلك منهما ترتفع به إلى فردوسك. ما أعجب أن تفتح باب الفردوس للص وأنت معلق على الصليب بينما هو لم يراك متجليا على جبل طابور، لكنه رأى المسامير والصليب والهزء، وأبصر صليبك وعرش قضائك الذي صلبت عليه أيها الديان في الوسط، لكنه آمن فخلص، والآخر جدف فدين، لتتأكد الخليقة كلها من أنك ديان الأحياء والأموات، نعم فالبعض سيكون عن يمينك والآخر عن يسارك.
ما أعجب أن يجدف عليك وأن تتهم بأنك لا تقدر أن تخلص نفسك بينما أنت وضعت ذاتك بإرادتك وسلطانك وحدك لترضى مشيئة أبيك، وأنت القادر أن تحضر جيوش من الملائكة لتهلك الأثمة، لكن كان يجب أن تشرب الكأس التي يريد الآب أن يقدمها لك.
ما أعجب أن تصلب أنت العود الرطب الذي تحمل أوراقا وثمار وأزهارا لتى هي تعاليمك وقوة لاهوتك ومعجزاتك التي لا ينطق بها. حقيقة أنك العود الرطب لأنك أنت الحياة وقوة الطبيعة الإلهية أما نحن البشر فندعى العود الجاف، ولكن بك تكون لنا الجرأة والقدوم عن الثقة (أف 3: 12).
ما أعجب أن بتمدد جسدك على خشبة الصليب وأنت الحمل الذي بلا عيب ولا دنس، بينا صنعت هذا التدبير الخلاصى لتجعل حياة البشر تعبر من الشر إلى الخير. وما أعجب أن يموت الحمل الإلهي نحو المساء لأن آلامك تمت في آخر الزمن حيث مساء العالم، فليس في قدور أحد آخر أن يجعل المائت غير قابل للموت سواك أنت يا ربي يسوع المسيح إذ أنت "الحياة نفسها" يا صاحب الاسم العجيب.
لقد حملت حزنى لتهبنى سعادة ونزلت حتى هوة الموت لترجعنا للحياة ثانية، وتألمت لتنصرنا على الحزن. إنك تتألم لا بسبب جراحاتك بل بسبب ضعفاتنا، وهذا الضعف ليس من طبعك يا رب لكنك أخذته لأجلى.
ما أعجب أن يموت الحمل الواحد من أجل الجميع لكي يخلص كل القطيع الأرضى لله الآب، الواحد من أجل الجميع لكي يخضع الجميع لله ولكي يربح الجميع، حتى فيما بعد لا يعيش الجميع من أجل أنفسهم بل من أجل الذي مات من أجلهم وقام. فإذا كنا بعد خطاة مباعين للفساد والموت بذل الآب ابنه فدية من أجلنا، الواحد من أجل الجميع لأن الجميع فيك وأنت أكرم الجميع، الواحد مات من أجل الجميع ليعيش الجميع فيك.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 05 - 2014, 05:19 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,873

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ذكرى آلامه المقدسة: قصة الحب العجيب، رؤية آبائية

أعاجيب المحبة الإلهية

ما أعجب أن تصلب على رابية الجلجثة في المكان الذي دفنت فيه جمجمة آدم، وهكذا صار مكان صلبك هناك حتى يتقابل معطى الحياة مع معطى الموت لتنتصر الحياة بالنهاية. إن رفع صليبك في موضع الجمجمة كان لتهب حياة للعظام الجافة الميتة ولكي لا يعود بعد في آدم بموت الجميع (1كو 15: 22) إنما فيك يحيا جميعنا ونشفى من لدغة الحية القديمة. وما أعجب أن ترتفع على شجرة الصليب في الجمجمة لتهب حياة لآدم فاقد الحياة بسبب أكله من الشجرة.
ما أعجب أنك سحقت إبليس (عب 2: 14) بينما آدم الأول غلبه إبليس. وما أعجب أنك قهرت الموت ودست شوكته (1كو 15: 54) بينما آدم الأول قد مات. ما أعجب أنك أبطلت الخطية بذبيحة نفسك (عب 9: 26) بينما آدم الأول أوجد الخطية. ما أعجب أنك فتحت الفردوس (لو 23: 42) بينما آدم الأول أغلقه (تك 3: 24) وبما أن صلبك وموتك كان يوم الجمعة فلا يستبعد أن يكون موت آدم وطرده قد كانا في يوم جمعة أيضا.
ما أعجب أن تدخل بوتقة الألم بينما لم تكن قد ارتكبت أية خطية إنما صنعت كل ذلك حبا فينا. وما أعجب آلامك التي كانت فريدة واحتملتها نيابة عن البشرية لتحقق إرادة الآب، وعوض العصيان الذي مارسه آدم الأول جئت أنت يا رب آدم الثاني لتصحح موقفنا بتسليم الإرادة أيها الابن، بل لكما مشيئة واحدة ولاهوت واحد، فلم تكن آلامك عملا تحقق بغير إرادتك.
ما أعجب ملكك على الصليب، فبينما أراد آدم أن يكون إلها، لم ترد أنت آدم الثاني أن تكون ملكا دنيويا ولا أن تكون مملكتك من هذا العالم، إذ أن ملكك ملك أزلى أبدى لا يكون له نهاية لأنك مسحت بزيت البهجة أكثر من رفقائك. وما أعجب ملكك على الخشبة، ذلك الملك السماوى الذي به ستأتى لتدين الأحياء والأوات ولن يكون له إنقضاء.

كتاب ذكرى آلامه المقدسة: قصة الحب العجيب، رؤية آبائية
ما أعجب ملكك الذي اقتنيته بدمك الكريم حين اشترينا بعد أن كنا مبيعين بسبب الخطية. وما أعجب رفضك لأى ملك أرضى، فبينما أرادوا أن يأتوا ويختطفوك ليجعلوك ملكا (يو 6: 15) أعلنت أنك مجدا من هذا العالم لست تقبل (يو 5: 41) لترد آدم وبنيه إلى الفردوس ملكوتك الأبدى.
ما أعجب أن يجعلوا في طعامك علقما وفي عطشك يسقونك خلا ممزوجا بالمر، لأنه كان ضروريا ولائقا بك لأجل التدبير أن تصير إنسانا مثلنا وتمارس أعمالنا عندما استلزم الأمر بذلك، إذ أنك افتديتنا لا بأشياء تفنى بل بدم كريم، وبالجملة رددت كل الأشياء إلى الصلاح والكمال مبطلا تسلط الموت ولعنة الأرض وإنفتاح الجحيم وإغلاق الفردوس وفساد الإنسان وتوحشه (مز 49).
ما أعجب يديك ورجليك المثقوبتين يا مسيح الآلام. وما أعجب المعصرة التي اجتزتها ودستها وحدك، بينما دبرت ذلك وقبلته لتحمل عارنا حيا وميتا، ورضيته من أيدى الأثمة وألسنتهم معا، وأنت البار الذي بره أقوى من الموت لأنك بر الله، بر الحياة الأبدية، هذا ما أعلنته في صلاتك الوداعية أنك مجدت أبيك وأكملت العمل الذي أعطاه لك، لذلك تمجدت بالمجد الأزلى الذي لك، وتحمله الآن وأنت في الجسد كبر إلهي لتكون لتكون لنا برا نعيشه ونمارسه ونقول الرب برنا.
ما أعجب أفواههم التي فغروها عليك وما أعجب إنسكابك كالماء، فبينما لم يكن هناك من يحكى ولا من ينعى ولا من يدرك صورة آلامك وأحزانك الواقعية، إلا أن سرها يدوى غى عالم الإنسان حتى اليوم وإلى الأبد، إذ تزلزلت أعتاب السماء وسماء السموات لما علق أحد الثالوث المقدس على الصليب!!
ما أعجب أن تذوق الموت، إذ لم تبق مائتا معنا لأنك أنت الحياة، وكنت حيا حتى عندما ذقت الموت بالجسد في وقت الساعة التاسعة، محاربا الموت عنا في جسدك الخاص لتبطله وتستطيع بذلك أن نقدم لأجسادنا المائتة كمال عدم الفساد، وهكذا يصير لنا نحن ايضا طريق الحياة.
ما أعجب أنك يا رب وأنت على الصليب توصى يوحنا حبيبك وتلميذك على أمك، بينما هي واقفة على رابية الجلجثة تنظر إليك وهي يجوز في نفسها السيف (لو 2: 35)،وها هي واقفة صامتة تشخص نحوك وقلبها يعتصر حزنا وألما، وبينما أنت قد سبقت ووعيتها تماما بكل ما ستجوزه إلا أحشاءها قد غلتهبت من أجل صلبوتك الذي أنت صابر عليه، أما العالم فيفرح لقبوله الخلاص.
ما أعجب حملك للصليب وأنت مكلل بالأشواك، لأن بذلك كانت الرياسة على كتفك (أش 9: 6)، فالصليب هو رئاستك، وإكليل الشوك هو ملكك، وما أعجب أن تصلب في موضع الجمجمة حيث آدم مدفون، لأنك أنت آدم الثاني الذي حررتنا من سقوط آدم الأول، وفي حنان سكبت نفسك حتى نتجمع في حضن أبيك.
ما أعجب صلاتك يا رب من أجل مضطهديك لأنهم لا يعرفون ماذا يعملون!! وما أعجب وعدك بالفردوس للص اليمين وأنت معلق على الصليب، إذ أنك السيد الملك. وما أعجب فرحك على الصليب بعد أن ذقت الخل لأنك قد أكملت كل النبوات قبل أن تموت. نعم فقد وبدت من أجلنا وتألمت من أجلنا ومت من أجلنا ثم قمت ايضا من أجلنا ومن أجل خلاصنا.
وما أعجب أن تكون أول قدم وطئت الفردوس هي قدم هذا اللص الطوباوى ديماس الحلو اللسان والمنطق، والذي جعلته ملكا للتائبين لتعلمنا أنه ليس من يبدأ حسنا هو الكامل بل الذي يبدأ ويكمل ويواصل إلى التمام هو الذي يربح الميراث الأبدى.
وما أعجب صليبك لأن أسماءنا قد نقشت عليه، وما أعجب موتك الذي يبعث الأموات إلى الحياة وما أطهر جرحك الذي يجدد القوى. وما أعجب قطرات دمك المنسابة لأن بها تمحى خطايانا واحدة فواحدة، وما أعجب محاكمتك التي حملت فيها خطايانا بينما أنت الديان والحاكم العادل والقاضى المعين لفحص كل إتهام، وما أعجب قبولك لحكم الموت دون أن ينفصل لاهوتك قط لا عن نفسك ولا عن جسدك، إلا أنك بذلك ألغيت قانون حكم الموت الأبدى بكل مشتملاته، وما أعجب طعنة الحربة التي فتحت باب صمام الحياة ليفيض من جنبك نهر أسرار الكنيسة ويخرج منه دم الكأس لمغفرة الخطايا وماء الجرن المحيية التي للحياة الأبدية.
ما أعجب أن تكتب على صلبك Titulus "يسوع الناصرى ملك اليهود" إلا أن في هذا إعلان ملكوتك، وبأنك ملكت على خشبة وأن صليبك هو عرشك وأنك لست ملكا لليهود لكنك ملكا للعالم كله، وملك الملوك ورب الأرباب، ملك الدهور الذي لا يفنى (1تى 1: 17).
ما أعجب قولك "إلهي إلهي لماذا تركتني" لأنك جعلت نفسك واحدا منا تتكلم باسم الطبيعة البشرية كلها فبألامك الإلهية وحدها تم خلاصنا وشفاؤنا، لأنك لم لم تكن قد خفت لما كانت طبيعتنا قد انعتقت من الخوف، ولو لم تكن قد حزنت لما كنا تخلصنا من الحزن، ولم لم تكن قد بكيت بشريا لم جففت دموعنا، وهكذا بتدبيرك الخلاصى صرت ضعيفا في بشريتك لكي تبطل ضعفاتنا. وما أعجب الطلبات التي قدمتها للآب في بستان جثيمانى لكي تجعل آذان الآب صاغية لصلواتك فنأخذ نحن شجاعة لائقة بالله ولا نخاف فيما بعد من الموت.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 05 - 2014, 05:20 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,873

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ذكرى آلامه المقدسة: قصة الحب العجيب، رؤية آبائية

محبة حتى الموت

ما أعجب أن تسند رأسك على الصليب وتسلم روحك ساكبا إياها بنفسك في يد الآب لأنه ليس أحد يأخذها منك بل أنت تضعها بسلطانك. وما أعجب أن يقال أنك سلمت الروح بدلا من أن يقال أنك مت، لتضع لنا بداية وأساس الرجاء الثابت. فنحن نؤمن أن نفوس القديسين عندما تفارق أجسادها الترابية وأساس الرجاء الثابت. فنحن نؤمن أن نفوس القديسين عندما تفارق أجسادها الترابية تسلم في يدى الآب المحب، ولا تكون مثل نفوس الأشرار التي تسلم إلى عذاب لا نهاية له أي الجحيم.
ما أعجب أن يأتى يوسف الرامى ذلك الرجل البار الصالح والمثير الشريف الذي ينتظر أن يقدم على هذا العمل العظيم والجرئ عندما تخلى الكل عن المصلوب، فتقدم بشجاعة يطلب الجسد المقدس ونال هذه الكرامة العظيمة. وما أعجب أن حجر الزاوية المختار الكريم يرقد قليلا خلف حجارة القبر بينما هو صخرة الخلاص الكلية. وما أعجب أن تدفن في بستان يا رب لأن ذلك خلاص لآدم الذي مات موت الخطية في بستان، فندفنك أيها السيد في بستان مثيله كان لتزيل تبعة الجناية عنا ولتردنا إليك ثانية.
ما أعجب أن تضع ذاتك وتأخذها بسلطانك وبحسب الوصية التي قبلتها من أبيك، حتى أنك قلت "قد أكمل" ونكست الرأس وأسلمت الروح لكي بدم عهدك تطلق الأسرى الذين في الجب، وترجع إلى الحصن أسرى الرجاء (زك 9: 11) وتضم الذين سباهم الشيطان وتصعد فوق جميع السموات لكي تملأ الكل ولكي تشفى لعنة الأرض.
ما أعجب إنشقاق حجاب الهيكل إلى إثنين من فوق غلى أسفل، فقد حدث هذا ليكون لنا ثقة في الدخول إلى الأقداس بدمك بعد أن كرست لنا طريقا حيا بالحجاب أي جسدك (عب 10: 19). إنه إنفتاح قدس الأقداس. فبموتك انفتح باب السموات للمرة الأولى لكي بدالتك ندخل قدس الأقداس الإلهية خلال إتحادنا بك، بعد أن فارقت نعمة الله الهيكل القديم لتفتح لنا باب الهيكل الجديد.
ما أعجب أن تسلم روحك لله أبيك لكي بهذا تحسن إلينا، لأن نفوس الناس في القديم كانت ترسل إلى المواضع السفلية المظلمة لمى تملأ سراديب الموت، لكن منذ أن سلمت الروح فقد افتتحت لنا هذا الطريق الجديد، فإننا لن نمضى إلى الجحيم بل بالحرى سنتبعك في هذا ايضا، بعد أن نكون قد استودعنا نفوسنا للخالق الأمين (1 بط 4: 19) في رجاء الخيرات العتيدة وأنت ستقيمنا جميعا.
ما أعجب أن موتك كان سريعا (مر 15: 45) إذ أنك سلمت الروح عندما وجدت أن كل شيء قد أكمل، لأن روحك لم تنزع منك بل أنت الذي تنفستها خارجا. لقد لفظت النفس الأخير وسلمت الروح لتكمل عقوبة الموت بالجيد معنا وعنا كفارة عن خطايانا.


كتاب ذكرى آلامه المقدسة: قصة الحب العجيب، رؤية آبائية
ما أعجب أن ترفع وتبيد في الحال حكم الموت، لأنك أعلى من الجميع: كلمة الله، فإذا قد صرت إنسانا حققت إبادة الموت وقيامة الحياة. وما أعجب موتك لأجل الجميع ليعيش الجميع، إذ أنك العظيم الأبدى الذي خلق الإنسان على غير فساد، وبموتك أعطيتنا الخلود لأنك صورة الآب، وجئت إلى عالمنا لتجدد الإنسان المصنوع على صورته، كواحد قد ضل، وبك وحدك نقضت كل أعمال إبليس (1يو 3: 8).
ما أعجب أن تموت بسرعة تعجب لها بيلاطس، وما أعجب أن يأتى يوسف عضو السنهدرين والذي كان تلميذا لك، والذي لم يكن راضيا عن إدانتك وصلبك، وقد نال تصريحا ليقوم بواجب دفنك ومعه نيقوديموس، وقد أحضروا معهم الكتان ومزيج من المر والعود ليكفنوك كعادة اليهود.
ما أعجب أن يحملك يوسف الرامى ونيقوديموس بينما أنت الذي تحمل المسكونة كلها على مفك، وما أعجب نزولك من على خشبة الصليب بينما أنت الذي تعلق الأرض كلها على لا شيء، وما أعجب أن يحملوك بينما أنت الذي تحمل الكل فيك وتجمع الخليقة كلها في شخصك. وما أعجب أن يأتوا إليك بالطيب والحنوط بينما أنت منبع كل الأطياب والعطور والذي تجعل البحر كقدر عطارة.
ما أعجب ما صنعته في نفوس اللص اليمين وقائد المئة وبيلاطس وكذلك نفوس يوسف ونيقوديموس اللذين ذهبا ليطلبا جسدك ولم يخافا من بطش بيلاطس وإنتقام اليهود. وما أعجب ما صنعاه: حملا الجسد وذهبا إلى البستان حيث القبر الذي نقره يوسف. ويالكرامة هذين الشيخين اللذين لمست أيديهما جسدك المصلوب ومسحت دمك المسفوك بإكرام جزيل وسخاء وحب شديد.
ما أعجب نزولك من على الصليب وانتزاع المسامير والأشواك المغروسة في جسدك بواسطة يوسف الرامى ونيقوديموس اللذين مسحا دمك الذكى الكريم وكفناك وطيبا جسدك بالعطور والأطياب.
ما أعجب نزولك من على الصليب، إذ عندما رأى قائد المئة ما كان معك، مجد الله وشهد بالحقيقة أنك بار وأنك ابن الله، فبينما شاهد من قبل كثير من المصلوبين يموتون، كان موتك فريدا يهز أعماق القلوب، خاصة وأنك ناديت بصوت عظيم "يا أبتاه في يديك استودع روحي" وأن جموع الذين كانوا مجتمعين رجعوا بعد صلبك وهم يقرعون صدورهم،ما أعجب انتحاب الطبيعة وإنشقاق حجاب الهيكل وقت نزولك من على الصليب. فعظيم هو سلطانك أيها المصلوب. (الشمس أظلمت والأرض تزلزلت والصخور تشققت والقبور تفتحت وحجاب الهيكل إنشق).
ما أعجب انزال جسدك من على الصليب في اليوم السادس ووقت الغروب، لأنه يوم الاستعداد ولأنك صنعت الخليقة في ستة أيام وفي اليوم السابع استرحت. ما أعجب أنك لم تسمح بأن يكفنك تلاميذك حتى لا يقوم الاتهام بأنهم سرقوك دون دفنك، بل كفنك رجل شريف وبار، وقد تأكد الكل من دفنك عندما ختم القبر.
وما أعجب ما قاله قائد المئة "حقا كان هذا ابن الله". فلقد ارتفعت يا رب لتجتذب إليك الجميع، لتجتذب هذا القائد وكثيرين ممن كانوا معه ولتجتذب اللص ديماس.
ما أعجب الظلمة التي سادت على وجه الأرض في وقت صلبك. وما أعجب إنقباض الدرارى فلا نهار ولا ليل، نعم إنتحبت الطبيعة ذاتها لموت رب الطبيعة، إلا أن الساعات الثلاث التي سادت فيها الظلمة تحولت إلى نور يكتسح إلى الأبد، وصارت نصرة لسلطان النور. وما أعجب عتابك للكهنة والجند والشيوخ الذين مدوا عليك الأيادى في ساعة الظلمة بينما كانوا يلتقون معك في الهيكل كل يوم ليتمتعوا بأشعة برك وإشراقات محبتك والحكمة التي كانت تخرج من فمك.
ما أعجب رأسك التة نكستها إذ أنه لم يكن لك أبدا أين تسند رأسك، وأخيرا سندتها على الصليب، كمن يستسلم للنوم، ثم اسلمت الروح، لأن روحك لم تؤخذ منك كأى بشر، بل أنت تسكبها بنفسك وبإرادتك، تسمبها في يد الآب، كمن يستودع وديعة. وما أعجب قبرك الذي دفنت فيه الفساد والظلمة، وتركته منيرا فارغا تفوح منه رائحة أطياب وعطور الحياة.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 05 - 2014, 05:23 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,873

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ذكرى آلامه المقدسة: قصة الحب العجيب، رؤية آبائية

الفرح بالخلاص الإلهي

وما أعجب موتك لأنه حياة الجميع وبه سلمتنا النصرة والغلبة وسر الحياة إلى الأبد، وما أعجب رأسك التي نكستها لترفع بها رؤوسنا في قيامتك في اليوم الثالث.
حقا انك معى ومن أجلى تتألم، ومن أجلى ونيابة عنى وفي مكانى أنت حزين بينما لم يكن عندك سبب في نفسك يجعلك تحزن أو تتألم. فجروحي يا رب يسوع وليس جروحك هي التي آلمتك، وكما أن موتك قضى على الوت وجروحك قد أبرأت كل الجروح، هكذا أحزانك قد أزالت أحزاننا. لهذا كله أسبحك مع كنيستك: "لك القوم والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين. عمانوئيل إلهنا وملكنا. قوتى وتسبحتى هو الرب وقد صار خلاصا".
ما أعجب أن يكفن يوسف البار جسدك بالفائف وبالطيب التي هي جمالك وبرك غير الموصوف. ما أعجب أن تكفن بكفن جديد وتوضع في قبر جديد بينما لم يكن لك مقبرة خاصة بك، لأن القبر يقام من أجل الذين يتعرضون لقانون الموت، أما أنت فغالب الموت وليس لك مقبرة ملكا لك.
ما أعجب أن لا تدفن مع آخرين بل تدفن وحدك، وما أعجب أن يوضع الحجر على قبرك ليكون صخرة أساس الإيمان. ما أعجب كتانك الأبيض ورائحة أطيابك ومصاحبة الملائكة لقبرك، إذ أنك مت لتقوم من بين الأموات كعربون لقيامتنا كلنا منتصرا على الموت والجحيم والشيطان وجميع جنود الظلمة.

كتاب ذكرى آلامه المقدسة: قصة الحب العجيب، رؤية آبائية
ما أعجب أن تدخل بالليل إلى الجحيم لتفك قيود المأسورين في الظلمة لتنطلق بهم إلى نور الفردوس الذي بلا ظلمة. وما أعجب القبر الذي صار مصدر النور والحياة وأشرقت منه حقيقة الغفران بينما كان قبلا مستودع الظلام والموت. وما أعجب أن يدحرج وينفتح باب القبر مهما كانت الأختام والحراسات.
ما أعجب نزولك إلى الجحيم لتحرر أسرى الرجاء وما أعجب دخول الحياة إلى عالم الموت، حيث تزلزل الجحيم وإنكسرت شوكة إبليس بإفتدائك النفوس التي كانت مباعة بسبب الدين. وما أعجب الدين الذي وفيته فمزقت الصك وأرعبت قوات الجحيم وطرحت التنين وخلصت نفوس الراقدين وكرزت للأرواح التي في السجن لأنك صانع العجائب (خر 15: 11).
ما أعجب نزولك إلى الجحيم لتنزع عار آدم وبنيه وتعتقهم من أسر العدو، لأن بيدك تعظيم وتشديد الجميع، فليس إله مثلك حافظ العهد والرحمة. وما أعجب عجائبك التي بها أذبت الآكام الدهرية، وبفروسيتك صنعت خلاصا وكسرت قسى الأقوياء، ومنطقت رجالك بالقوة لأنك خرجت لخلاص شعبك ولتخلص الذين مسحتهم لأن اسمك عجيب يا رب في كل الأمم.
ما أعجب أن تنزل يا رب إلى أقسام الأرض السفلية لتعلن مجيئك لهؤلاء الذين كانوا ينتظرونك على الرجاء، وقد سبق وأخبروا بمجيئك وأطاعوا وصاياك. ما أعجب أن يكون موتك بالنسبة لهؤلاء الأنبياء والبطاركة والأتقياء شفاء لهم ومغفرة لخطاياهم. ما أعجب أن تقول للأسرى اخرجوا وللذين في الظلمة تقدموا. ما أعجب أن تنادى على هؤلاء الآباء العظام لأنك أنت إله الكل وأعظم من الكل. ما أعجب أن تربط القوى بالصليب وتدخل بيته أي الجحيم ثم تصعد إلى العلا من أجل الذين كانوا في قبضة الموت بسبب الحكم. لقد درت مملكة الموت وأطلقت راح أسرى الرجاء، وكسيد نزلت لكي تخلص، وكمحييا في الروح ذهبت لتكرز وعندئذ رآك بوابوا الجحيم فارتعدوا، أما هؤلاء الآباء الذين أغلق عليهم كانوا يصرخون طالبين الرحمة والخلاص حتى أظهرت لهم سر خلاصك الذي كانوا ينتظرونه بنزولك إلى الجحيم.
ما أعجب قبرك الفارغ الذي تركته لنا يا رب مفتوحا لأنه علامة الغلبة على الموت وشهادة على قيامتك التي بها نبشر،وما أعجب محبيك الذين قدموا إلى قبرك ومعهم الهدايا والعطور والمشاعر التي هي أثمن من الذهب الفاني، يسكبونها عند جدران قبرك المجيد والممجد، في إيمان وخشوع وهم يقبلون حجارة القبر وصخرته المنقورة، وهناك يذرفون الدموع.
ما أعجب أن القبر بعد أن كان مستودع ظلام وموت صارت تشرق منه حقيقة النور والغفران، فلا بكاء ولا نحيب بل قوة قيامتك قد سرت بالرغم من الأحجار والأختام.
وما أعجب أن يكون قبرك جديدا لم يوضع فيه أحد من قبل.
ما أعجب قبرك الفارغ الذي برهن على قيامتك التي بها نقضت أوجاع الجسد وأسست الرجاء. وما أعجب أن ترضى أن توضع في قبر، ولكن بينما جميع الأموات يتركون هكذا إلى الأبد، قمت أنت في اليوم الثالث لتلتقى عند القبر مع محبيك وتعود سريعا إلى التلاميذ في العلية، تاركا الأكفان لتحى ضمائرنا من كل الأعمال الميتة.
ما أعجب قيامتك غالبا الموت بعد عبور حزن السبت. ما أعجب أن تقوم يا رب والحجر مختوم على باب القبر كما ولدت من البتول وهي عذراء (حز 44: 1). ما أعجب دحرجة الملاك للحجر عن باب قبرك، لكي تعلن لنا قيامتك. وما أعجب أن تكون الملائكة داخل قبرك وخارجه، فقد حولت القبر كما إلى سماء تشتهى الملائكة أن تسكن فيه بعد أن كانت القبور مسكن الأرواح الشريرة.
ما أعجب خروجك من القبر وهو مغلق. وما أعجب النسوة اللاتى أخذن معهن الطيب بينما أنت قمت. لقد قبلت الصليب كى تثبت للناس ناسوتك وقبلت القيامة كى تثبت لاهوتك. فقيامتك والأختام قائمة كانت نظير لما تم في ميلادك من القديسة مريم البتولية. وما أعجب دحرجة الحجر بعد القيامة من أجل النسوة ليؤمنوا أن الرب قام ناظرين الحق وأن القبر بدون جسد.
ما أعجب الملاكين اللذين كرزا بقيامتك للنسوة عند باب القبر وكأنك اشركت السمائيين في إعلان بهجة قيامتك مؤكدين أنك لست ههنا لكنك قد قمت.
وما أعجب أن يرفع الرؤساء أبوابهم وأن ترتفع الأبواب الدهرية لكي تدخل في ملك مجدك وتجعل باب الفردوس مفتوحا بعد أن كان مغلقا أمامنا.
ما أعجب قيامتك من الموت ناقضا أوجاع الموت وجراح الصليب وحقد الحاقدين، بينما أنت تعيد الإيمان للمؤمنين وتسجل الدينونة على رؤوس الذين أسلموك حسدا، وتحول عثرة الصليب إلى فخر للذين قبلوك، وبقيت علة هلاك للرافضين وإلى يوم صليبك باق كما هو حجر عثرة للذين يرفضون وسبب مجد للذين يقبلون.
ما أعجب ثوبك الأبيض المشرق بالفرح الحقيقي الذي جعل العدو يهرب والملكوت يستعاد. وما أعجب قيامتك لأن فيك كانت الحياة ولأنك حى إلى أبد الأبدين ولك مفاتيح الهاوية والموت (رؤ 1: 18). وما أعجب أن تغلب الهاوية وتكسر شوكة الموت بقيامتك، بل وتصير باكزرة الراقدين. ما أعجب قول الإنجيل أن تلميذك لما رأى المنديل والأكفان مرتبة هكذا "رأى وآمن" (يو 20: 8).
إن عيد قيامتك هو ملك الأعياد وعيد الأعياد كلها. فما أعجب أن تعلق الكنيسة أبواب الهيكل قبل عمل تذكار قيامتك إشارة إلى غلق أبواب الفردوس بواسطة آدم، لكي بفتحه نتذكر خلاصك وزوال العداوة التي تسبب فيها آدم وذريته بغواية إبليس. ما أعجب فتح قدس الأقداس السماوى في هذه الليلة. وما أعجب ما تردده الكنيسة عن الأبواب الدهرية وعن رفع الملوك للأبواب: فالكاهن رسم للمسيح والهيكل رسم للسماء، وهذه هي الترنيمة النبوية التي أنشدتها الملائكة.
ما أعجب استعداد الكنيسة لإستقبالك ظافرا فائزا غالبا الموت في ليلة القيامة، إذ نحتفل ليلا لنعاين قيامتك باكرا والظلام باق (يو 20: 1) حيث صياح الديك. وما أعجب أن نطوف يأيقونة قيامتك لننشر نبشر بقيامتك ونعاين مع التلاميذ والنسوة أفراحها.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب مع المسيح في آلامه حتى الصليب – الأب متى المسكين
كتاب الصليب في المسيحية: رؤية كنسيّة آبائية - الأنبا ياكوبوس
رؤية فنية في ذكرى إصعاد جسد العذراء مريم
العَشاءُ السيديُ (رؤية آبائية) القمص أثناسيوس جورج
هو الحب بيتنسى .. ولا ممكن حد يعيش على ذكرى الحب ..؟؟


الساعة الآن 11:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024