الحروب في الإنجيل
كاتب سفر القضاة لخَّص سفره، بل لخَّص موضوع الحروب كله في الآيات (قض11:2 -23) وملخص ما قاله أن الشعب حين أغاظ الله أرسل عليهم شعوب من حولهم تُحاربهم لتؤدبهم. وحين يضيق بهم الأمر يُرسل لهم قضاة ليخلصوهم. ويقول أنه ترك بعض الوثنيين لأنه يعلم عصيان شعبه لذلك ترك هؤلاء ليؤدبوا شعبه. وبنفس الفكر ترك الله الشيطان ليؤدب أولاده.
والحروب أنواع وكلها تُشير للحروب الروحية:
1) حروب لا يُحارب فيها الإنسان بل يُحاربها الله لأجل الإنسان "الرب يُقاتل عنكم وأنتم تصمتون" (خر14:44) + سقوط أسوار أريحا بالدوران حولها. وهذا رمز لما حدث بالصليب. هو حارب وحده "قد دُست المعصرة وحدى ومن الشعوب لم يكن معى أحد" (إش3:63).
2) حروب يُخبر فيها الإنسان كيف يُحارب، بل يُعطيه خطة حربية، أمثلة: "عاى" (المرة الثانية) + حرب داود مع الفلسطينيين (2صم22:5 -25).
3) الرب قائد في الحروب (2صم2:5 + 2صم14:8 + 2صم10:5).
4) يهوشافاط رجل بار صنع إصلاحات كثيرة، فإغتاظ الشيطان وأرسل عليه أمماً كثيرة فخاف يهوشافاط وصلى لله. والله يقول له لا تخف، فقط سبحوا وصلوا. وفي الصباح وجدوا جيوش الأعداء أمواتاً، وأخذوا يحولون الغنائم لمدة ثلاثة أيام (2أى1:20 -30).
وبهذا نفهم معنى الحسد:
فكل نعمة نحصل عليها بسبب صلاحنا (صلاح يهوشافاط) يحسدنا الشيطان عليها ويثير ضدنا حربًا،لذلك نُصلى "كل حسد وكل تجربة وكل قوة العدو.."، والمسيح علمنا أن نُصلى "لا تدخلنا في تجربة. لكن إذا سمح الله بالتجربة فهذا سيعود علينا بغنائم كثيرة (ثلاثة أيام والشعب يُحوِّل الغنائم). ولنرى ماذا حدث في تجربة المسيح على الجبل إذ غلب الشيطان " ورجع يسوع بقوة الروح" (لو14:4)، فالله يسمح بالتجربة لفائدتنا الروحية.