منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30 - 04 - 2014, 05:02 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟

إعلان الابن هو إعلان العهد الجديد



وكما تنبأ الأنبياء عن كل ما يختص بالسيد المسيح تنبأوا أيضا أنه سيؤسس، سيقيم، عهدًا جديد غير العهد الأول الذي قطعه الله مع إبراهيم وإسحق ويعقوب وموسى، هذا العهد الجديد سيقيمه بصورة مختلفة تمامًا عن العهد الأول، القديم؛
"ها أيام تأتى يقول الرب وأقطع مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهدًا جديدًا. ليس كالعهد الذي قطعته مع آبائهم يوم أمسكتهم بيدهم (155) لأخرجهم من أرض مصر حين نقضوا عهدي فرفضتهم يقول الرب (156)"،
"وأقطع عهدًا أبديًا لأني لا أرجع عنهم لأحسن إليهم وأجعل مخافتي في قلوبهم فلا يحيدون على (157)"،
"أميلوا آذانكم وهلموا إلى. أسمعوا فتحيا أنفسكم وأقطع لكم عهدًا أبديًا مراحم داود الصادقة (158)".

كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
هذا العهد الجديد هو العهد الذي أقامه السيد المسيح بدمه مع شعبه، جماعة المؤمنين، الكنيسة، إسرائيل الجديد، إسرائيل الروحي، وقد قطعه مع تلاميذه، الأسباط الاثني عشر لجماعة الله الجديدة، في العشاء الرباني وأتمه على الصليب بدمه، بدم نفسه وليس بدم تيوس أو عجول كما كان يحدث في العهد القديم "وليس بدم تيوس أو عجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداءً أبديًا. لأنه إن كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش على المنجسين يقدس إلى طهارة الجسد فكم بالحرى يكون دم المسيح الذي بروح أزلى قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي. لأجل هذا هو وسيط عهد جديد لكي يكون المدعوون إذ صار موت لفداء التعديات التي في العهد الأول ينالون وعد الميراث الأبدي (159)"، ويقول الكتاب أنه بعد عشاء الفصح "وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال خذوا كلوا. هذا هو جسدي. وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلًا أشربوا منها كلكم. لأن هذا هو دمى الذي للعهد الجديد الذي يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا (160)".
هذا العهد الجديد كما أنه يؤسس على دم المسيح وليس على دم الحيوانات الطاهرة التي كانت تقدم منها الذبائح، فهو مؤسس أيضًا على "قسم" من الله وعلى كون المسيح هو الإله المتجسد ابن الله الحي، الحي دائمًا "أمسًا واليوم وإلى الأبد (161)"، الوسيط الوحيد والشفيع الوحيد "الحي في كل حين" الذي يتوسط بين الله بسبب كونه إله وإنسان في آن واحد ولأنه الحي دائمًا "لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع (162)". لذلك فقد دعى ب "العهد الأعظم"، كما دعى أيضا "بالعهد الأفضل" لأن مواعيده أعظم وأفضل، بل وأسمى:
"وأما هذا فبقسم من القائل لهُ اقسم الرب ولن يندم أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق. على قدر ذلك صار يسوع ضامنًا لعهد أفضل … فمن ثم يقدر أن يخلص أيضًا إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم (163)"،
"ولكنه الآن قد حصل على خدمة أفضل بمقدار ما هو وسيط أيضا لعهد أعظم قد تثبت على مواعيد أفضل. فإنه لو كان الأول بلا عيب لما طلع الثاني (164)"،
"لأنكم لم تأتوا إلى جبل ملموس مضطرم بالنار وإلى ضباب. وظلام وزوبعة وهتاف بوق وصوت كلمات استعفى الذين سمعوه من أن تزداد لهم كلمة. لأنهم لم يحتلموا ما أُمر به وأن مست الجبل بهيمة تُرجم أو ترمى بسهم. وكان المنظر كذا مخيفًا حتى قال موسى أنا مرتعب ومرتعد، بل قد أتيتم إلى جبل صهيون وإلى مدينة الله الحي أورشليم السماوية وإلى ربوات هم محفل ملائكة وكنيسة أبكارًا مكتوبين في السموات وإلى الله ديان الجميع وإلى أرواح أبرار مكملين وإلى وسيط العهد الجديد يسوع وإلى دم رش يتكلم أفضل من هابيل (165)".
  رد مع اقتباس
قديم 30 - 04 - 2014, 05:03 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟

ملكوت الله في العهد القديم



كلمة ملكوت في العبرية هي "مالكوت" وفى الآرامية التي كتبت بها بعض أجزاء العهد القديم والتي كان يتحدث به اليهود في زمن السيد المسيح "مالكوتا" وتعنيان في العهد القديم والكتاب المقدس كله حكم الله وسلطانه الشامل وسيادته على الناس والأمم والزمن في الماضي والحاضر والمستقبل، أي التاريخ الذي يحدد مساره ويحقق فيه إرادته، والطبيعة والكون كله، في السماء وعلى الأرض، فهو خالق الكون ومدبره والمهيمن عليه:
"يحمدك يا رب كل أعمالك ويباركك أتقياؤك بمجد مُلكك ينطقون وبجبروتك يتكلمون. ليعرّفوا بنى أدم قدرتك ومجد جلال مُلكك ملك كل الدهور وسلطانك في كل دور فدور (1)"،

كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
"الرب في السموات ثبت كرسّيهُ ومملكتهُ على الكل تسود.. باركوا الرب يا جميع أعماله في كل مواضع سلطانه باركي يا نفسي الرب (2)"،
"لأن الله ملك الأرض كلها رنموا قصيدة. ملك الله على الأمم (3)"،
"ليكن اسم الله مباركًا من الأزل وإلى الأبد لأن لح الحكمة والجبروت. وهو يغير الأوقات والأزمنة يعزل ملوكًا وينصب ملوكًا (4)"،
"لكي تعلم الأحياء أن العلى متسلط في مملكة الناس فيعطيها من يشاء وينصب عليها أدنى الناس (5)"،
"أن الله العلى سلطان في مملكة الناس وأنه يقيم عليها من يشاء (6)"،
"من لا يخافك يا ملك الشعوب (7)".
والكتاب يبين لنا قوة الله وسلطانه بصورة علمية عندما يذكر لنا أعماله مثل إغراق الأرض بالطوفان (8) وإرجاع الشمس للوراء (9) وشق البحر الأحمر وإغراق فرعون وجيشه فيه ونجاة شعب الله (10) وأنبع الماء من الصخر (11) وحرك النجم لإرشاد المجوس إلى مكان ميلاد المسيح (12) وجعل الشمس تختفي في الظهر وقت صلب المسيح (13) وجعل الملك نبوخذ نصر يعيش فترة من الزمن كالحيوان (14) ويستخدمه كآلة لتأديب شعبه وتحويلهم إلى سبايا (15) ويدعو الملك الفارسي كورش ليعيدهم ثانية (16)، وهو الذي يسمح لأمة بالنصر في الحروب وأخرى بالهزيمة وذلك بحسب قصده ومشيئته وعلمه السابق.
ولكن البشر كما يقول الوحي الإلهي؛ "حمقوا في أفكارهم وأظلم قلبهم الغبي. وبينما يزعمون أنهم حكماء صاروا جهلاء وأبدلوا مجد الله الذي لا يفنى بشبه صورة الإنسان الذي يفنى والطيور والدواب والزحافات.. استبدلوا حق الله بالكذب واتقوا وعبدوا المخلوق دون الخالق الذي هو مبارك إلى الأبد (17)". سقط البشر في عبادة الأوثان وتركوا الإله الحي ملك الملوك ووضعوا أنفسهم في مجال ودائرة حكم الشيطان وسيادته وملكوته. ومن ثم فقد أختار الله إبراهيم ودعاه ليخرج من أرضه ويترك أهله وعشيرته ويسير في الطريق التي رسمها له ليأتي منه ويخرج من صلبه شعبًا خاصًا به يكون في دائرة ومجال حكمه المباشر. هذا الشعب يقوم دستوره على القداسة والبر والتبعية المطلقة لله وتدور طقوسه وشعائره حول التطهير "وتكونون لي قديسين لأني قدوس أنا الرب. وقد ميزتكم من الشعوب لتكونوا لي (18)"، ويعبد الله وحده باعتباره الإله الواحد الوحيد ولا إله غيره:
"أسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد (19)"،
"لا يكن لك إلهة أخرى أمامي. لا تصنع لك تمثالًا منحوتًا ولا صورة ما مما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض وما في الماء من تحت الأرض. لا تسجد لهن ولا تعبدهن (20)"،
"أنا الرب وليس آخر. لا إله سواي.. ولا إله آخر غيري.. ليس سواي.. أنا الله وليس آخر. الإله وليس مثلى (21)".
وكان قصد الله أن يكون هذا الشعب، في المستقبل، سبب بركة لجميع الأمم عن طريق النسل الآتي، المسيح المنتظر، الذي سيقيم ملكوت الله في العالم أجمع ويخضع كل ممالك الأرض للرب ومسيحه، أو كما يقول الوحي الإلهي "لتصير بركة إبراهيم للأمم في المسيح يسوع لننال بالإيمان موعد الروح (22)" :
"وقال الرب لإبر آم (إبراهيم) أذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك. فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم أسمك. وتكون بركة. وأبارك مباركيك ولاعنك العنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض (23)".
وقطع الله عهدًا "ميثاقا" مع إبراهيم بواسطة الذبائح وكشف له عن المستقبل في رؤيا (24) وجدد العهد مع ابنه إسحق "ولكن عهدي أقيمه مع إسحق (25)" ثم مع حفيده يعقوب الذي ظهر له في حلم وقال له "أنا الرب إله إبراهيم أبيك وإله إسحق.. ويتبارك فيك وفى نسلك جميع قبائل الأرض (26)".
وجدد الله هذا العهد ثانية مع الشعب بعد خروجه من مصر بواسطة موسى النبي وقال لهم "أن سمعتم لصوتي وحفظتم عهدي تكونون لي خاصة من بين جميع الشعوب. فإن لي كل الأرض. وأنتم تكونون لي مملكة كهنة وأمة مقدسة (27)". وكان عهد الله معهم مشروطًا بحفظ وصاياه وسماع كلامه.
ولكن الله لم يختر هذا الشعب لميزة فيه أو فصيلة لأنه أختارهم وهم في صلب إبراهيم وإسحق ويعقوب ورباهم بذاته كما يقول "ربيت بنين ونشأتهم (28)". وإنما أختارهم بنعمته وأحبهم فضلًا ليحقق من خلالهم مشورته الإلهية كما سبق أن وعد إبراهيم وإسحق ويعقوب: "لأنك أنت شعب مقدس للرب إلهك. إياك قد أختار الرب إلهك لتكون له شعبًا أخص من جميع الشعوب الذين على وجه الأرض. ليس من كونكم أكثر من سائر الشعوب التصق الرب بكم وأختاركم لأنكم أقل من سائر الشعوب. بل من محبة الرب إياكم وحفظه القسم الذي أقسم لآبائكم أخرجكم الرب بيد شديدة وفداكم من بيت العبودية ومن يد فرعون ملك مصر (29)".
فقد وجدت هذه الأمة وتأسست وقامت على أساس لاهوتي ولهدف سامي كان في قصد الله وهو فداء العالم في "ملء الزمان" عن طريق النسل الآتي والمسيح المنتظر الذي سيقيم ملكوت الله وينشره في جميع الأمم، وبالرغم من أنها عاشت أحداث زمنية وتاريخية في سياق التاريخ العام للعالم إلا أن هذه الأحداث كانت تسير بحسب قصد الله ومشيئته وعلمه السابق وبسماح منه تعالى. فقد كشف الله ما سيحدث لها على مر العصور لأنبيائه؛ كشف لإبراهيم في رؤيا مدة عبوديتها في مصر "أربع مئة سنة (30)" وكشف لسليمان عن انقسامها بعد موته (31) وكشف لإشعياء وإرمياء النبيين عن استخدامه لنبوخذ نصر ملك بابل في تأديبها وحمل شعبها سبايا إلى بابل وعن استخدامه لكورش ملك فارس في إعادة هذا الشعب ثانية إلى حيث كان بعد تمام سبعين سنة (32)، وكشف لدانيال النبي عن الدور الذي ستلعبه الإمبراطوريات العالمية الأربع، بابل وفارس واليونان وروما، في تاريخ هذه الأمة (33).
ولم يكن اختيار الله لإسرائيل يعنى أنه تنازل عن ملكه وسيادته على بقية الأمم، كلا، فهو ملك كل الأمم "أنت هو الإله وحدك لكل ممالك الأرض (34)" وهو الذي "يعزل ملوكًا (35) وينصب ملوكًا".
وقد أعطى لنبوخذنصر ملك بابل حكم بلاد كثيرة "قد دفعت كل هذه الأراضي ليد نبوخذ نصر ملك بابل عبدي (36)"، وسلط كورش ملك فارس على أمم كثيرة ودعاه بمسيحه "هكذا يقول الرب لمسيحه لكورش الذي أمسكت بيمينه لأدوس أمامه أممًا وأحقاء ملوك أحلُّ لأفتح أمامه المصراعين والأبواب (37)" ودعى مصر وأشور وكوش بشعوبه وكما أخرج إسرائيل من مصر فقد نقل أيضا شعوب أخرى من مكان إلى مكان: "مبارك شعبي مصر وعمل يدى أشور وميراثى إسرائيل (38)"،"ألستم لي كبني الكوشيين يا بنى إسرائيل يقول الرب ألم أصعد إسرائيل من أرض مصر والفلسطينيين من كفتور والآراميين من قير (39)". وبرغم أن هذه الأمم كانت غارقة في الوثنية ولكن الله دبر في قصده الإلهي ومشورته الأزلية أن يفدى هذه الأمم ويعيدها إلى حظيرة ملكوته الروحي ثانية عن طريق النسل الآتي من بنى إسرائيل. وقد رأى الله بعلمه السابق أن هذه الأمم ستعود ثانية إليه كالابن الضال في حين يخرج شعب إسرائيل، الأمة المختارة، من الملكوت بسبب تطلعهم إلى ملكوت مادي يقوم على الحروب وسفك الدماء وبسبب رفضهم لابن الله الآتي ليملك على القلوب ويقيم مملكة ليست من هذا العالم، أي روحية غير مادية "أن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوت السموات. وأما بنو الملكوت فيطرحون في الظلمة الخارجية (40)".
عاش شعب إسرائيل تحت حكم الله المباشر وسيادته وسلطانه بواسطة الأنبياء والقضاة من موسى إلى صموئيل ولكنهم رفضوا حكم الله وطلبوا من صموئيل النبي أن يقيم لهم ملك يحكم عليهم مثل سائر الشعوب (41). رفضوا حكم الله وفضلوا عليه حكم البشر، وبرغم أن الله قال "إياي رفضوا لكي لا املك عليهم (42)" إلا إنه طلب من صموئيل أن يمسح لهم ملكًا حسب إرادتهم، فمسح شاول البنياميني ملكًا عليهم وحل عليهم روح الله وتنبأ مع الأنبياء ودعى "مسيح الرب" وكان عليه أن يحكم بحسب إرادة الله وشريعته (43) ولكنه فشل في ذلك، فرفضه (44) الرب وأختار داود ولم يفارقه وأخذ داود يسبح الله ويمجده ويتنبأ حتى دعى بالروح "الرجل القائم في العلا مسيح إله يعقوب ومرنم إسرائيل الحلو (45)"، ودعى أيضًا بالرجل الذي بحسب قلب الله "أنتخب الرب لنفسه رجلًا حسب قلبه وأمره أن يترأس على شعبه (46)"، "وجدت داود بن يسى رجلًا حسب قلبى الذي يصنع كل مشيئتي (47)"، وبالرجل "الذي وجد نعمة أمام الله (48)"، وقيل عنه "وجدت داود عبدي. بدهن قدسي مسحته (49)"، وكان داود نموذجًا أمام بنى إسرائيل في كل العصور وقد وعده الله أن من صلبه سيأتي النسل الآتي والمسيح المنتظر ليملك على كرسيه إلى الأبد:
"أقسم من بعدك نسلط الذي يخرج من أحشائك وأثبتت مملكته... أنا أكون له أبًا وهو يكون لي أبنًا.. كرسيك يكون ثابتًا إلى الأبد (50)"،
"وأجعل على الأبد نسله وكرسيه مثل أيام السموات.. مرة حلفت بقدسي إني لا أكذب لداود. نسله إلى الدهر يكون وكرسيه كالشمس أمامي. مثل القمر يثبت إلى الدهر (51)".
قال القديس بطرس بالروح عن وعد الله لداود أنه "كان نبيًا وعلم أن الله حلف له بقسم انهُ من ثمرة صلبه يقيم المسيح حسب الجسد ليجلس على كرسيه (52)". وتطلع الأنبياء جميعًا إلى هذا الملك الآتي من نسل داود ليجلس على كرسيه ووصفوه بالروح ب "الرب برنا (53)" و"الإله القدير.. رئيس السلام (54)" و"الأزلي (55)" والذي سيكون "عادل ومنصور وديع (56)" و"ابن الإنسان" الذي تتعبد له كل الشعوب والألسنة (57)"، وستكون قوته في "فمه" وسلاحه في "شفتيه" ومنطقه هو "بره وأمانته (58)"، ولن يحارب بالسيف ولن يقود جيوش تغزو وتهلك وتدمر بل يستولى على الأمم بالحب والسلام، ولا يضم الناس إلى ملكوته بالسيف أو بقوة الجيوش بل بالروح القدس "سيعمد بالروح القدس ونار (59)".
وقد رأى دانيال النبي ملكوته يسود على كل الأمم ويكتسحها أمامه بقوة إلهية. فقد رآه كحجر قطع من جبل بغير يدين وأكتسح جميع ممالك العالم "كنت تنظر إلى قطع حجر بغير يدين فضرب التمثال على قدميه اللتين من حديد وخزف فسحقهما. فانسحق حينئذ الحديد والخزف والنحاس والفضة والذهب معًا وصارت كعاصفة البيدر في الصيف فحملتها الريح فلم يوجد لها مكان. أما الحجر الذي ضرب التمثال فصار جبلًا كبيرًا وملأ الأرض كلها"، وبعد التفسير الخاص بالممالك التي يرمز إليها التمثال، والتي هي إمبراطوريات بابل وفارس واليونان والرومان، قال الوحي أن الحجر الذي قطع بغير يدين وأكتسح هذه الإمبراطوريات جميعًا وملأ الأرض كلها هو المسيح الآتي الذي سيقيم ملكوت أبدي لا نهاية له؛ "وفى أيام هؤلاء الملوك يقيم إله السموات مملكة لن تنقرض أبدًا وملكها لا يترك لشعب آخر وتسحق وتفنى كل هذه الممالك وهى تثبت إلى الأبد. لأنك رأيت أنه قد قُطع حجر من جبل لا بيدين فسحق الحديد والنحاس والخزف والفضة والذهب (60)".
ورآه دانيال في رؤيا ثانية ولكن بصورة أوضح كابن الإنسان الذي يملك إلى الأبد على شعب قديسي العلى في ملكوت أبدى لا نهاية له:
"كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحاب السماء مثل ابن إنسان آتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه. فأعطى سلطانًا ومجدًا وملكوتًا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدى ما لن يزول وملكوته ما لن ينقرض.. والمملكة والسلطان وعظمة المملكة تحت السماء تعطى لشعب قديسي العلى. ملكوته ملكوت أبدى وجميع السلاطين إياه يعبدون ويطيعون (61)".
  رد مع اقتباس
قديم 30 - 04 - 2014, 05:04 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟

ملكوت الله في العهد الجديد

كان موضوع "ملكوت الله" أو "ملكوت السموات" هو جوهر ولب وأساس ومحور كرازة السيد المسيح، الذي يقول الكتاب إنه جاء ليكرز "ببشارة ملكوت الله (62)"، وأول كلمات يسجلها الوحي الإلهي للسيد المسيح هي "قد كمل الزمان وأقترب ملكوت الله. فتوبوا وآمنوا بالإنجيل (63)". وكان "يطوف المدن كلها والقرى يعلم في مجامعها. ويكرز ببشارة الملكوت (64)". وقد أرسل تلاميذه الاثني عشر ليكرزوا في كل مكان "قائلين أنه قد أقترب ملكوت السموات (65)"، كما عين سبعين آخرين وأرسلهم لينادوا، أيضًا، "قد أقترب ملكوت الله (66)".
وقد وردت عبارة "ملكوت الله" في العهد الجديد حوالي 72 مرة، خاصة في الأناجيل الأربعة، ووردت عبارة "ملكوت السموات" حوالي 32 مرة في الإنجيل للقديس متى فقط ولم ترد في أي مكان آخر، وهذا يرجع لأن القديس متى قد دون إنجيله بالروح القدس لليهود، وبصفة خاصة يهود فلسطين، والذين كانوا يتجنبون النطق أو التلفُظ باسم الله يهوه خشية ورهبة (67)، فراعى عادتهم هذه، كيهودي أصلًا، وأستخدم التعبير الذي كان شائعًا في وسطهم وهو "ملكوت السموات"، ومع ذلك فقد أستخدم تعبير "ملكوت الله" حوالي ست مرات للتعبير عن طبيعة وجوهر "ملكوت الله (68)".

كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
كما استخدم العهد الجديد أيضًا عبارات "الملكوت"، "ملكوتك"، "ملكوته" التي تعود على الآب (69)، أو على الابن (70) "المسيح"، واستخدم أيضًا عبارات "ملكوت أبى (71)" و"ملكوت ابن محبته (72)"، أي المسيح، و"ملكوت المسيح (73)" و"ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح (74)" و"ملكوت يسوع المسيح (75)" و"صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه (76)"، أي الآب والابن. وهذا يعنى أن ملكوت الله هو ملكوت المسيح وملكوت الآب هو ملكوت الابن، أو كما يقول السيد المسيح "كل م للآب هو لي (77)". فالمسيح هو الملك "الآتي باسم الرب (78)"، ملك الملوك، ملك الملكوت الذي تنبأ الأنبياء أنه سيجلس على عرش داود إلى الأبد، الإله الأبدي القدير رئيس السلام.
وعندما جاء المسيح إلى العالم في "ملء الزمان (79)" و"ظهر في الجسد (80)" أعلنت الملائكة أنه الملك السمائي الآتي ليقيم ملكوت الله، فقال الملاك للعذراء مريم أثناء بشارته لها "هذا يكون عظيمًا وابن العلى يدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه. ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية (81)"، وهتف جند السماء عند ميلاده "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة (82)" وذلك لحلول ملك السلام على الأرض، وجاء مجوس من المشرق مهتدين بنجم في السماء ليسجدوا له كملك "أين هو المولود ملك اليهود (83)" وقدموا له هدايا كملك، ولما رأى نثنائيل قدرته على معرفة الغيب، في أول لقاء لهما، قال له "يا معلم أنت ابن الله. أنت ملك إسرائيل (84)"، وهو يقصد الملك الآتي الذي تنبأ عنه الأنبياء، ولما أشبع الجموع بخمسة أرغفة وسمكتين آمنوا إنه هو الملك الآتي وأرادوا أن ينصبوه ملكا "فلما رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم. وأما يسوع فإذ علم أنهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكًا أنصرف إلى الجبل وحده (85)"، لقد كان هو حقًا الملك الآتي ولكنه لم يكن ملكًا أرضيًا يحكم على مجرد شعب واحد بل ملكًا سمائيًا روحيًا لكل الأمم والشعوب والقبائل والألسنة، كما قال هو لبيلاطس "مملكتي ليست من هذا العالم. لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أُسّلم إلى أيدي اليهود. ولكن الآن مملكتي ليست من هنا (86)". مملكته هي مملكة "قديسي العلى" التي تنبأ عنها دانيال النبي (87)، "مملكة لا تنقرض أبدًا ومُلكها لا يترك لشعب آخر وتسحق وتفنى كل هذه الممالك وهى تثبت إلى الأبد (88)"، وملكوته "ملكوت أبدى وجميع السلاطين إياه يعبدون ويطيعون (89)"، ملكوت يسود فيه على ما في السماء وما على الأرض، كما قال هو "دفع إلى كل سلطان في السماء وعلى الأرض (90)"، "كل شيء قد دفع إلى من أبى (91)"، "الآب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده (92)" ومن ثم فقد دعاه الوحي في سفر الرؤيا ب "رئيس ملوك الأرض (93)" و"ملك القديسين (94)" و"رب الأرباب وملك الملوك (95)" و"ملك الملوك ورب الأرباب (96)".
وفى حديثه عن "ملكوت الله" في الدهر الآتي، في المستقبل، بعد المجيء الثاني قال أن "ملكوت الله" هو ملكوته هو "يرسل أبن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم (97)"، "الحق أقول لكم عن من القيام هنا قومًا لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيًا في ملكوته (98)" وقال لتلاميذه "وأنا أجعل لكم كما جعل لي أبى ملكوتًا. لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي (99)" وعندما قال له اللص اليمين وهو على الصليب "اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك. فقال له يسوع الحق أقول لك أنك اليوم تكون معي في الفردوس (100)".
وعلى الرغم من أن السيد المسيح رفض أن يُنصّب ملكًا على إسرائيل، لأنه ملك الملوك ورب الأرباب، فقد قبل أن يدخل أورشليم كملك، ولكن ملك "وديع ومتواضع" تحقيقًا لنبوءة زكريا النبي عنه "ابتهجي جدًا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت أورشليم. هوذا ملكك يأتي إليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان (101)" والجموع هتفت له "مبارك الآتي باسم الرب. مباركة مملكة أبينا داود الآتية (باسم الرب). أوصنا في الأعالي (102)".
  رد مع اقتباس
قديم 30 - 04 - 2014, 05:05 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟

تأسيس الملكوت والكنيسة


أختار السيد المسيح تلاميذه الاثني عشر "وأرسلهم ليكرزوا بملكوت الله" وقال لهم "وفيما أنتم ذاهبون أكرزوا قائلين قد أقترب منكم ملكوت السموات (103)". وقد أيد كرازتهم بعمل معجزات للبرهان على اقتراب ملكوت الله "أشفوا مرضى. طهروا برصًا أقيموا موتى. أخرجوا شياطين (104)". ثم عين سبعين آخرين وقال لهم أيضًا "وأية مدينة دخلتموها وقبلوكم فكلوا مما يقدم لكم. وأشفوا المرضى الذين فيها وقولوا لهم قد اقترب منكم ملكوت الله (105)".
وقد أسس السيد المسيح كنيسته على صخرة الإيمان أنهُ "المسيح ابن الله الحي (106)" ووعد بأنها لن تقهر أبدًا "على هذه الصخرة ابني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها"، وأعطاها مفاتيح ملكوت السموات. فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطًا في السموات. وكل ما تحله على الأرض يكون محلولًا في السموات (107)". وقد أسماها "كنيسة" وفى اليونانية "أكّليسيا – Ekklesia" وتعنى في العهد الجديد "جماعة المؤمنين – Congregation" وقد استخدمت في ترجمة العهد القديم إلى اليونانية أكثر من مئة مرة للإشارة إلى إسرائيل كشعب الله، ليؤكد أن الكنيسة هي جماعة المؤمنين، شعب الله وإسرائيل الجديد، إسرائيل الروحي التي تضم جميع المؤمنين سواء من الذي كانوا من اليهود أو من الأمم. وأصبحت الكنيسة هي دائرة ومجال عمل الله الفدائي في التاريخ، أي دائرة ملكوت الله ومجاله، ملكوت الله على الأرض.

كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
كان الهدف الأول لوجود إسرائيل كشعب الله المختار هو أن تكون بركة لجميع الأمم بواسطة نسل إبراهيم وإسحق ويعقوب، النسل الآتي الذي سيكون له السيادة، القضيب الذي يأتي من سبط يهوذا، شيلون، والغصن الذي يأتي من بيت داود، المدبر الذي سيولد من بيت لحم، الإله القدير رئيس السلام الذي سيأتي من إسرائيل بحسب الجسد (108)، مشتهى كل الأمم "ويكون أسمه إلى الدهر. قدام الشمس يمتد أسمه. ويتباركون به. كل الأمم يطوبونه"، "والكتاب إذ سبق فرأى أن الله بالإيمان يبرر الأمم سبق فبشر إبراهيم أن فيك تتبارك جميع الأمم.. لتصير بركة إبراهيم للأمم في المسيح". ولأن اليهود توقعوا أن هذا النسل الآتي والمسيح المنتظر سيكون ملكًا أرضيًا وأنه سيؤسس بهم إمبراطورية عالية ويجعل منهم سادة على كل الأمم. توقعوا أن يقيم لهم إمبراطورية سياسية استعمارية تسود على العالم كله بالحروب وسفك الدماء متناسين أن أهم أسس ملكوت المسيح هي السلام والبر والحق والعدل والوداعة "لنمو رياسته وللسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الآن إلى الأبد (109)"، "هو عادل ومنصور وديع (110)". كما توقعوا أن يشبعهم بالخيرات المادية من أكل وشرب دون أن يعلموا أن "ملكوت الله ليس أكلًا وشربًا. بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس (111)" وأن "لحمًا ودمًا لا يقدران أن يرثا ملكوت الله. ولا يرث الفساد عدم الفساد (112)". كما رفضوا فكرة انضمام الأمم إلى ملكوت المسيح وأرادوا ملكوتًا عنصريًا يتميزون فيه على سائر الأمم وحاولوا الحفاظ على تميزهم وتراثهم ومن ثم فقد رفضوا يسوع المسيح ورفضوا الإيمان بأنه المسيح المنتظر لأن الملكوت الذي جاء فيه وكرز به جاء مخيبًا لأمالهم وقرروا قتله "إن تركناه هكذا يؤمن الجميع به فيأتي الرومان ويأخذون موضعنا وأمتنا (113)".
ولأنهم رفضوا المسيح وصلبوه ومن قبله قتلوا ورجموا وجلدوا الأنبياء الذين أرسلهم الله إليهم، كما قال السيد المسيح في مثل الكرامين الذين قتلوا المرسلين إليهم، فقد رفضوا من الملكوت "أن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره (114)" وكان السيد المسيح قد أعلن أن كثيرين من الأمم سينضمون إلى ملكوت الله "وأقول لكم أن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوت السمواتوأما بنو الملكوت فيطرحون في الظلمة الخارجية (115)". وبكى السيد عليهم وعلى الخراب القادم على أورشليم مدينة الملك ولكنه يُعلم أنهم سيعودون إليه وينضمون إلى حظيرة الكنيسة ودائرة ملكوت الله يومًا ما "يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خرابًا. لأني أقول لكم لا ترونني من الآن حتى تقولوا مبارك الآتي باسم الرب (116)".
حلت الكنيسة كشعب الله في العهد الجديد محل إسرائيل، شعب الله في القديم، وكما كانت إسرائيل هي دائرة ومجال حكم الله وسيادته وملكوته أصبحت الكنيسة هي ملكوت الله على الأرض، أو بمعنى أدق هي الدائرة والمجال الذي يعمل خلاله ملكوت الله، هي مملكة المسيح الروحية التي آمنت به وتطهرت من خطاياها بدمه فصار أعضاؤها ملوكًا وكهنة في ملكوت المسيح "الذي أحبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه وجعلنا ملوكًا وكهنة لله أبيه (117)"، مستحق أنت (أيها المسيح) أن تأخذ السفر وتفك ختومه لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة وجعلتنا لإلهنا ملوكًا وكهنة فسنملك على الأرض (118)".
وقد بدأت الكنيسة وبدأت الكرازة بملكوت الله بعدد قليل جدًا من التلاميذ الاثني عشر والرسل السبعين وبعض التلاميذ الآخرين، وقد وصفهم السيد "بالقطيع الصغير"، "لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم سر أن يعطيكم الملكوت (119)" والمساكين بالروح "ورفع عينيه إلى تلاميذه وقال طوباكم أيها المساكين لأن لكم ملكوت السموات (120)"، وعلمهم دائمًا أن يصلوا "ليأت ملكوتك كما في السماء كذلك على الأرض (121)"، وأن لا يهتموا بالماديات ولا بالجسديات بل بالروحيات "اطلبوا أولًا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم (122)"، وكشف لهم أسرار ملكوت الله " أعطى لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت الله (123)"، وأعطاهم سلطان الحل والربط كممثلين له "الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطًا في السماء. وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولًا في السماء (124)"، ومغفرة الخطايا" ولما قال هذا نفخ وقال لهم أقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تغفر له. ومن أمسكتم خطاياه أمسكت (125)".
وقد وصف هذا القطيع الصغير الذي كان عليه أن يحمل الكرازة بملكوت الله لجميع الأمم والشعوب والقبائل والألسنة بحبة الخردل المتناهية في الصغر ولكنها عندما تزرع تصير شجرة عظيمة تتآوى في أغصانها طيور كثيرة "يشبه ملكوت السموات حبة خردل أخذها إنسان وزرعها في حقله. وهى أصغر جميع البذور. ولكن متى نمت أكبر البقول وتصير شجرة حتى أن طيور السماء تأتى وتتآوى في أغصانها (126)".
ولأن الكنيسة أصبحت، هي، مجال ودائرة ملكوت الله، أو ملكوت الله على الأرض، فقد أصبح أعضاؤها، أعضاء الملكوت، أو كما يصفهم السيد المسيح "بنو الملكوت"، وصار لهم نفس ألقاب "أبناء الملكوت" التي لقب بها، سابقًا، بنو إسرائيل، وذلك إلى جانب الألقاب الجديدة التي صارت بحكم إنمائهم للملكوت، وأهمها "أبناء الله" الذين يصلون لله الآب ويخاطبونه بلقب "أبانا"، "أبانا الذي في السموات". يقول بطرس الرسول بالروح القدس وهو يخاطب أعضاء الكنيسة:
"وأما أنتم فجنس مختار وكهنوت ملوكي أمة مقدسة شعب اقتناء لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب. الذين قبلًا لم تكونوا شعبًا وأما الآن فأنتم شعب الله. الذين كنتم غير مرحومين وأما الآن فمرحومون (127)". وهذا ما سبق وقيل في لبنى إسرائيل في القديم.
  رد مع اقتباس
قديم 30 - 04 - 2014, 05:07 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟

ملكوت الله في الحاضر وفي الدهر الآتي

فى مثل الحنطة والزوان (128) وصف السيد المسيح ملكوت الله بالزارع الجيد الذي زرع حنطة في حقله وجاء عدوه ليلًا وزرع في وسطه زوانًا ولما نما الزرع ووضع ثمرًا نما الزوان أيضا مع الحنطة فأقترح عليه عبيده أن يجمعوا الزوان ولكنه رفض لئلا تقلع الحنطة مع الزوان وقال لهم "دعوهما ينميان كلاهما معًا (الحنطة والزوان) إلى وقت الحصاد". وفى وقت الحصاد اجمعوا الزوان أولًا وأحرقوه بالنار "وأما الحنطة فاجمعوها إلى مخزني". ثم فسر المثل هكذا "الزارع الزرع الجيد هو ابن الإنسان (المسيح) والحقل هو العالم. والزرع الجيد هو بنو الملكوت. والحصادون هم الملائكة. فكما يجمع الزوان ويحرق بالنار هكذا يكون في انقضاء هذا العالم. يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم. ويطرحونهم في آتون النار. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان. حينئذ يضئ الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم (129)".

كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
وفى هذا المثل وتفسيره يوضح لنا السيد المسيح صورة ملكوته على الأرض، حيث يختلط بنو الملكوت وبنو الشرير، في العالم الحاضر، وملكوته في السماء حيث الأبرار، بنو الملكوت يضيئون كالشمس في ملكوت أبيهم، بينما يلقى بنو الشر في نار جهنم.
والعالم الحاضر أو "هذا الدهر" أو "الدهر الحاضر"، كما يتكرر في العهد الجديد،يعبر عن الفترة التي تتركز حول وعند تجسد السيد المسيح وتمتد إلى الوراء إلى بداية الخليقة وتمتد إلى الأمام إلى المجيء الثاني للسيد المسيح وقيامة الموتى وانقضاء العالم، أي الفترة الزمنية التي يعيشها البشر على هذه الأرض حتى يوم الدينونة. و"الدهر الآتي" أو "ذلك الدهر" هو ما يبدأ بعد المجيء الثاني للمسيح في المجد وقيامة الموتى وانقضاء العالم والدينونة ويمتد إلى الأمام في الأبدية التي لا زمن لها ولا نهاية. ويميز العهد الجديد بين حياتين؛ حياة "هذا الدهر" أو "العالم الحاضر" ولاذى لا يعنى به مجرد المكان "الأرض"، بل بالدرجة الأولى "الزمان"، والذي يسميه القديس بطرس بالروح "زمان غربتكم (130)" باعتبار أن بنى الملكوت "غرباء ونزلاء على الأرض (131)" كما يقول بولس الرسول بالروح، بدليل أن الكتاب عندما يقول "العالم الحاضر" لا يستخدم كلمة "كوزموس – Kosmos" والتي تعنى "العالم" بل يستخدم كلمة "إيون _ Aiwn" والتي تعنى "الدهر" مما يؤكد أنه يقصد "الزمان الحاضر". وهذا "الزمان الحاضر" أو "العالم الحاضر" أو هذا الدهر سينتهي تمامًا بالمجيء الثاني والدينونة. وأما "الدهر الآتي" أو "ذلك الدهر" والذي يبدأ بالمجيء الثاني والدينونة ويدخل في الأبدية أتلازمن فيمتد ببركاته ويذوق بنو الملكوت مواهبه وينالون عربونه في العالم الحاضر:
"ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين مع فحينئذ يجلس على كرسي مجده. ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم عن بعض كما يميز الراعي الخراف عن الجداء.. ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي أبى رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم (132)".
"الذين استنيروا مرة وذاقوا الموهبة السماوية وصاروا شركاء الروح القدس وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي (133)"،
"الذي أعطانا أيضا عربون الروح (134)"،
"الذي ختمنا أيضا وأعطى عربون الروح في قلوبنا (135)"،
"روح الموعد القدوس الذي هو عربون ميراثنا (136)"،
"الحق أقول لكم ليس أحد ترك بيتًا أو أخوة أو أخوات أو أبًا أو أمًا أو امرأة أو أولادًا أو حقولًا لأجلى ولأجل الإنجيل إلا ويأخذ منه ضعف الآن في هذا الزمان بيوتًا وأخوة وأخوات وأمهات وأولادًا وحقولًا مع اضطهادات وفى الدهر الآتي الحياة الأبدية (137)".
  رد مع اقتباس
قديم 30 - 04 - 2014, 05:08 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟

أبناء الملكوت والعالم الحاضر


كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
يختلط أبناء الملكوت وأبناء الشرير، كما قال السيد المسيح في مثل الحنطة والزوان، في هذا العالم الحاضر الذي يصفه القديس بولس بالروح ب "العالم الحاضر الشرير (138)". فهذا العالم يقع تحت سلطان إبليس والذي يسمى أيضا "بإله هذا الدهر"؟ "إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضئ لهم إنارة إنجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله (139)"، و"رئيس هذا العالم" و"رئيس سلطان الهواء". الذي يعمل في الخطاة، أبناء المعصية "رئيس سلطان الهواء الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية (140)"، وفى أبناء الظلمة الذين يعيشون "في الظلمة (141)" ويعملون "أعمال الظلمة (142)"، فهو أيضا "سلطان الظلمة (143) "الذي طرحه الله مع جنوده" في سلاسل الظلام (144)" وحفظ "لهم قتام الظلام (145)" كما قيده أيضًا "بقيود أبدية تحت الظلام (146)"، ويوصف جنوده بـ "أجناد الشر الروحية"؛ "فإن مصارعتنا ليست مع دم أو لحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات (147)"، وهو يعمل جاهدًا لإسقاط أبناء الملكوت "إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسًا من يبتلعه هو (148)".
ولكن المسيح قهره وهزمه وأنتصر عليه بتواضعه العجيب "أفتقر وهو غنى (149)"، "أخلى نفسه آخذًا صورة عبد.. وضع نفسه وأطاع الموت موت الصليب (150)"، وأذله ببره غير المحدود "رئيس هذا العالم يأتي وليس له فىّ شيء (150)"، وأدانه بموته الكفاري على الصليب "الآن دينونة هذا العالم. الآن يطرح رئيس هذا العالم خارجًا. وأنا أن ارتفعت عن الأرض أجذب إلى الجميع. قال هذا مشيرًا إلى آية ميتة كان مزمعًا أن يموت (152)"، وأسقطه بأعماله الإعجازية وسلطانه غير المحدود "فرجع السبعون بفرح قائلين يا رب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك. فقال لهم رأيت الشيطان ساقطًا مثل البرق من السماء (153)". ولهذا فإن أبناء الملكوت يستطيعون هزيمته أيضًا لأن المسيح أعطاهم سلطان عليه "ها أنا أعطيكم سلطانًا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شيء (154)"، كما أن من يدخل حظيرة ملكوت المسيح لا يمكن أن يتركه "من يقبل إلىّ لا أخرجه خارجًا (155)"، "خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعنى. وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها أحد من يدى (156)".
ولكن على أبناء الملكوت أن لا يتمثلوا بأهل العالم "لا تشاكلوا هذا الدهر. بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية (157)"، وأن لا يكون لهم علاقة مع الظلمة "أية شركة للنور مع الظلمة (158)"، "ولا تشتركوا في أعمال الظلمة (159)" لأنهم ملح الأرض ونور العالم "أنتم ملح الأرض.. أنتم نور العالم.. فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة فيمجدوا أباكم الذي في السموات (160)".
  رد مع اقتباس
قديم 30 - 04 - 2014, 05:10 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟

المعمودية، وظهور ملكوت الله وانتشاره

ظهر ملكوت الله منذ التجسد في معمودية السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان وفى تجليه على الجبل وفى أعماله وصلبه وقيامته وصعوده وفى إرساله الروح القدسيوم الخمسين. منذ ذلك ينتشر الملكوت في العالم بقوة كلمة الله وعمل الروح القدس.
أ- المعمودية:

كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
كان الكتبة والفريسون، قبل كرازة السيد المسيح، سيدون طريق الملكوت أمام الناس بريائهم ووقفهم كحجر عثرة في طريق الدخول إليه، لذا قال لهم "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المرأوون لأمتكم تغلقون ملكوت السموات قدام الناس فلا تدخلون أنتم ولا تدعون الداخلين يدخلون (189)". وكان ملكوت الله يؤخذ بالقوة "ومن أيام يوحنا المعمدان إلى الآن ملكوت السموات يغضب والغاضبون يختطفونه (190)". ثم ظهر ملكوت الله بقوة بتجسد السيد المسيح وظهوره وأصبح متاحًا للجميع، يهود وغير يهود، لكل البشرية في العالم أجمع. وكانت المعمودية هي بداية هذا الظهور.
فقد "جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية. قائلًا توبوا لأنه قد أقترب ملكوت الله (191)". وكانت غاية رسالته هي المناداة بالتوبة "اصنعوا أثمارًا تليق بالتوبة (192)"، ليهيئ الناس للمسيح الآتي، أو كما قال الملاك ل "يهيئ للرب شعبًا مستعدًا (193)" و"كما هو مكتوب في الأنبياء. ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي (رسولي) الذي يهيئ طريقك قدامك (194)". وقال المعمدان نفسه "أنا أعمدكم بماء التوبة. ولكن يأتي بعدى هو أقوى منى الذي لست آهلًا أن أحمل حذاءه. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار (195)". ولما جاء السيد ليعتمد قال له المعمدان يعلم أنه القدوس البار، فبالرغم من أنه اتخذ جسدًا وصورة العبد إلا أنه، كما يقول الوحي، كان بلا خطية "مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية (196)". ثم قال ليوحنا "أسمح الآن. لأنه لا يليق بنا أن نكمل كل بر." فسمح له يوحنا "فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء. وإذا السموات انفتحت له فرأى روح الله نازلًا مثل حمامة وآتيًا عليه. وصوت من السماء قائلًا: هذا هو ابن الحبيب الذي به سررت (197)".
كان على السيد المسيح، القدوس البار، أنم "يتمم كل بر" برغم أنه هو نفسه "الرب برنا"، "كان ينبغي" كما يقول الوحي "أن يشبه أخوته في كل شيء لكي يكون رحيمًا ورئيس كهنة أمينًا في ما لله حتى يكفر خطايا الشعب. لأنه فيما هو قد تألم مجربًا يقدر أن يعين المجربين (198)". وأمام هذا التواضع العجيب أعلنت السماء أنه ابن الله "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت". وبعد هذا الإعلان كانت شهادة المعمدان للمسيح هي "وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله (199)".
وبعد المعمودية ذهب الرب بالروح إلى البرية ليجرب من "رئيس هذا العالم (200)"، إبليس، "رئيس سلطان الهواء (201)" الذي تقدم إليه بعد أن صام "أربعين نهارًا وأربعين ليلة" ليجربه في ثلاثة أمور هي: احتياجات الجسد المادية "إن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزًا (202)"، تجربة الله بعمل معجزات لا تمجده "إن كنت ابن الله فأطرح نفسك (من على جناح الهيكل) إلى أسف. لأنه مكتوب أنه يوصى ملائكته بك. فعلى أياديهم يحملونك لكي لا تصطدم بحجر رجلك (203)"، ثم طلبه الخضوع لإبليس ليعطيه ممالك العالم "ثم أخذه إبليس على جبل عال جدًا وأراه جميع ممالك العالم ومجدها. وقال له أعطيك هذه جميعًا أن خررت وسجدت لي (204)". وكان رد السيد الذي قهر الشيطان هو أن ملكوت الله لا يعتمد، في الحاضر، فقط على الطعام والشراب بل بالدرجة الأولى على احتياجات الإنسان الروحية "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله (205)"، أو كما يقول بولس الرسول بالروح "لأن ملكوت الله ليس أكلًا أو شربًا. بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس (206)"، ولا يعتمد على مجرد المعجزات الخارقة التي تتطلب لمجرد تجربة الله. ولا تهدف إلى مجده "لا تجرب الرب إلهك (207)"، ولا على الخضوع لإبليس لأن المسيح ما جاء إلا لينقض أعمال إبليس ويهدم ملكوت "لأجل هذا أظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس (208)"،"لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس (209)"، فقال له "للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد. ثم تركه إبليس وإذا ملائكة فد جاءت فصارت تخدمه (210)".
  رد مع اقتباس
قديم 30 - 04 - 2014, 05:11 PM   رقم المشاركة : ( 18 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟

أعمال السيد المسيح، وظهور ملكوت الله وانتشاره


كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
كانت أعمال السيد المسيح ومعجزاته وآياته التي تفوق الحد والوصف والخيال برهان إرساليته من الآب، وهو لم يعمل أي معجزة لحد ذاتها أو لمجرد الإبهار، بل كانت برهانًا لإعلان لاهوته ومجده ومجد الآب وظهور ملكوت الله:
"لأن الآب يحب الابن ويريه جميع ما هو يعمله وسيريه أعمالًا أعظم من هذه لتتعجبوا أنتم (211)"،
"صدقوني إني في الآب والآب في. وإلا فصدقوني لسبب الأعمال نفسها (212)"،
"ولكن إن كنت أعمل فإن لم تؤمنوا بي فأمنوا بالأعمال لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الآب فىّ وأنا فيه (213)"،
"وتبعه جمع كثير لأنهم أبصروا آياته التي صنعها في المرضى (214)".
قال السيد عن مرض لعازر "هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله ليتمجد ابن الله به (215)" وقال عن المولود أعمى "لا هذا أخطأ ولا أبواه لكن لتظهر أعمال الله فيه.. ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني مادام نهار.. مادمت في العالم فأنا نور العالم (216)". وأكد للفريسيين أن أعماله هي برهان تراجع مملكة إبليس أمامه كما أنها برهان ملكوت الله "إن كنت أنا بروح الله، بإصبع الله (217)" أخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله (218)"، ولما "رجع السبعون بفرح قائلين يا رب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك. فقال لهم رأيت الشيطان ساقطًا مثل البرق من السماء (219)".
  رد مع اقتباس
قديم 30 - 04 - 2014, 05:22 PM   رقم المشاركة : ( 19 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟

التجلي وظهور ملكوت الله




كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
بعد الإعلان عن حقيقة كونه "المسيح ابن الله الحي (220)"، أعلن الرب عن حتمية آلامه وصلبه وقيامته وبدأ يتحدث عن مجيئه في ملكوته، ملكوته الآتي "فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازى كل واحد حسب عمله". ثم أعلن لتلاميذه الإعلان التالي "الحق أقول لكم أن من القيام ههنا قومًا لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيًا في ملكوته (221)". ثم يقول الكتاب "وبعد ستة أيام" من القول السابق "أخذ يسوعبطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وصعد بهم إلى جبل عال منفردين. وتغيرت هيئته قدامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور. وإذا موسى وإيليا ظهرا لهم (للتلاميذ) يتكلمان معه (222)" ويقول القديس لوقا بالروح أنهما تكلما "عن خروجه الذي كان عتيدًا أن يكمله في أورشليم (223)" ثم جاء "صوت من السحابة قائلًا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت له اسمعوا (224)"، لقد منح الرب لمحات من مجده لتلاميذه وأظهر ملكوته كما وعد
  رد مع اقتباس
قديم 30 - 04 - 2014, 05:23 PM   رقم المشاركة : ( 20 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟

ظهور ملكوت الله في الصليب والقيامة


كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
كان مزود بيت لحم هو العرش الأول للملك، ملك الملكوت، على الأرض، وكان الصليب الذي كان رُفع عليه في الجلجثة هو عرش التتويج الذي توج من عليه ملكًا يجذب إليه الجميع "وأنا أن ارتفعت عن الأرض أجذب إلى الجميع. قال هذا مشيرًا إلى أية ميتة كان مزمعًا أن يموت (225)". كان بعض اليونانيين يريدون أن يروا المسيح وسألوا تلاميذه من أجل ذلك فقال لهم "قد أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان" وأخذ يتكلم عن موته الوشيك على الصليب والذي سيكون سببًا لانضمام الكثيرين إلى الملكوت " الحق الحق أقول لكم إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقى وحدها ولكن إن ماتت تأتى بثمر كثير (226)". فهو ذاته البذرة التي كان يبج أن يموت لكي بموته يجذب الكثيرين إلى ملكوته. قال ليوحنا ويعقوب ابن زبدي عندما طلبت أمهما من السيد أن يجلسا واحد عن يمينه والآخر عن يساره في ملكوته "أتستطيعان أن تشربا الكأس التي سوف أشربها أنا وأن تصطبغا بالصبغة التي اصطبغ بها أنا.. كما أن ابن الإنسان لم يأتي ليُخدم بل ليخدِم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين (227)"، فقد جاء ليبذل نفسه على الصليب لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. قال في العشاء الرباني "هذا هو دمى الذي للعهد الجديد الذي يسفك عن كثيرين لمغفرة الخطايا (228)" وقال القديس بولس بالروح "هكذا المسيح أيضًا بعدما قُدّم مرة لكي يحمل خطايا كثيرين سيظهر ثانية بلا خطية للخلاص للذين ينتظرونه (229)" وأيضا "منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح الذي بذل نفسه لأجلنا لكي يفدينا من كل إثم ويطهر لنفسه شعبًا خاصًا غيورًا في أعمال حسنة (230)".
وكما كان موته على الصليب هو مجده والصليب هو العرش الذي يتجه إليه الجميع كانت القيامة، التي لم يتحدث أبدًا عن آلامه وصلبه دون ذكرها، هي برهان الحياة الأبدية في الملكوت وقد تحدث بعدها السيد مدة أربعين يومًا عن "الأمور المختصة بملكوت الله (231)"، وبعدها صعد الملك إلى السماء وجلس عن يمين الآب يقول بطرس الرسول بالروح "فيسوع هذا أقامه الله ونحن جميعًا شهود لذلك. وإذا أرتفع بيمين الله وأخذ موعد الروح القدس من الآب سكب هذا الذي أنتم تبصرونه وتسمعونه. لأن داود لم يصعد إلى السموات. وهو نفسه يقول قال الرب لربى أجلس عن يميني. حتى أضع أعدائك موطئًا لقدميك. فليعلم جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم ربًا ومسيحًا (232)".
من على الصليب أجتذب المسيح، الملك المتوج على الصليب، الجميع إليه وبالقيامة والصعود والجلوس عن يمين العظمة في السموات صار موضوع عبادة الجميع باعتباره رب المجد، ملك الملكوت، المعبود الذي يجب أن تقدم له العبادة:
"الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلًا لله لكنه أخلى نفسه آخذًا صورة عبد صائرًا في شبه الناس وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب. لذلك رفعه الله وأعطاه أسمًا فوق كل اسم. لكي تجثوا باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض. ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب (233)".
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لقد وصل الإنجيل إلينا فخلُصنا بدم المسيح الكفاري
«الإنجيل» أول كتاب تمت طباعته في العالم
الإنجيل، كيف كتب، وكيف وصل إلينا؟
كيف كُتِبَ الإنجيل؟ وكيف وصل إلينا؟
ما معنى قول الرب في الإنجيل: "أحبوا أعداءكم" (مت 44:5).. وكيف يمكن تنفيذ ذلك..؟


الساعة الآن 07:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024