21 - 02 - 2014, 05:56 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب قانون الإيمان لقداسة البابا شنودة الثالث
نؤمن برب واحد ويبدأ بعد ذلك الكلام عن الابن. وأول ذلك: نؤمن برب واحد يسوع المسيح. كلمه رب معناها سيد، و معناها إله، مثلما نقول في صلواتنا يا رب بمعني يا الله.. وقد استخدمت كلمه رب في قانون الإيمان بمعني إله والسيد المسيح أطلقت عليه كلمه (رب)، في الإنجيل المقدس بتعبير يدل علي لاهوته. مثال ذلك قوله عن يوم الدينونة الرهيب: "كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب يا رب، أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين ، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟! فحينئذ أصرح لهم إني لم أعرفكم قط. اذهبوا عنى يا فاعلي الإثم" (مت7: 22، 23) واستخدم نفس اللقب (يا رب) في الدينونة واضح في (مت25: 37، 44). قيل له ذلك وهو جالس علي كرسي مجده ليدين (مت25: 31) كذلك قال له القديس اسطفانوس في وقت استشهاده أيها الرب يسوع إقبل روحي (أع7: 59). وكذلك استخدم لقب (رب) في مجال الخلق تعبيرا عن لاهوته. فقال الرسول "ورب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الأشياء ونحن به" (1كو 8: 6). وقيل أيضا إنه "رب السبت" (مت 12: 8) وقيل أيضا أنه "رب المجد" (1كو 2: 8). واستخدم لقب (رب) بالنسبة إلي السيد المسيح في مجالات المعجزة.ومن أجمل ما يقال في هذا المجال أن ربنا يسوع المسيح لم يلقب بكلمة رب فقط، إنما أيضا رب الأرباب (رؤ 19: 16). وتكرر ذلك أيضا في (رؤ17: 4) "رب الأرباب وملك الملوك" وهذا اللقب خاص بالله وحده. كما قيل في سفر التثنية " لأن الرب إلهكم، هو إله الآلهة، ورب الأرباب، الإله العظيم الجبار المهوب" (تث10: 17) ولئلا يظن البعض أن استخدام كلمة (رب) بدلا من كلمة (إله) هو أن السيد المسيح أقل من الآب!! نرد قائلين: 1- قانون الإيمان ذكر اللقبين بالنسبة إلي السيد المسيح: رب وإله. فكما قيل "نؤمن برب واحد يسوع المسيح" قيل بعدها "إله حق من إله حق". وهذا يذكرنا بقول القديس توما له بعد القيامة "ربى وإلهي" (يو 20: 28). 2- كما أن كلمة (رب) أطلقت علي كل من الأقانيم الثلاثة: كما أطلقت علي الابن أطلقت أيضًا على الآب وعلى الروح القدس فعن الآب قيل "فدخل الملك داود وجلس أمام الرب وقال.. يا رب من أجل عبدك داود وحسب قلبك فعلت كل هذه العظائم. يا رب ليس مثلك، ولا إله غيرك" (1 أي 17: 16، 19، 20). وقيل عن شاول الملك "وذهب روح الرب من عند شاول. وبغتهُ روح رديء من قبل الرب" (1صم 16: 4). أنظر أيضا (أش 61: 1). وفي قانون الإيمان قيل أيضا عن الروح القدس "الرب المحيي". إن كل واحد من الأقانيم الثلاثة رب وإله. 3- عبارة "نؤمن بإله واحد: الله الآب" يمكن أن تفهم بأننا نؤمن بإله واحد، الذي هو الثالوث القدوس: ثم بعد ذلك يدخل قانون الإيمان في تفاصيل الثالوث. فيقول الله الآب، ثم بعد ذلك رب واحد يسوع المسيح.. |
||||
21 - 02 - 2014, 06:00 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب قانون الإيمان لقداسة البابا شنودة الثالث
نؤمن برب واحد يسوع المسيح كلمه يسوع معناها مخلص. وقد قيل في البشارة بميلاده "وتدعو أسمه يسوع، لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" (مت 1: 21) أما كلمه المسيح فتعني رسالته باعتباره ملكا وكاهنا ونبيا. وقد ورد عنه في نبوءة أشعياء "روح السيد الرب علي. لأن الرب مسحني لأبشر المساكين. أرسلني لأعصب منكسري القلوب. لأنادى للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق" (أش 61: 1 ) وكلمة (مسيح) كانت تطلق علي كل من يمسح بالزيت المقدس بواسطة الأنبياء. سواءً كان كاهنًا أو ملكًا أو نبيًا. فهارون رئيس الكهنة مسح كاهنا بواسطة موسى النبي حسب أمر الرب له "وتلبس هرون الثياب المقدسة وتمسحه وتقدسه ليكهن لي. وتقدم بنيه وتلبسهم أقمصة، وتمسحهم كما مسحت أباهم ليكهنوا لي" (خر 40: 13، 14) وهكذا فعل موسى " صب من دهن المسحة علي رأس هرون ومسحه لتقديسه" (لا8: 12) وكان الملوك أيضا يمسحون بدهن المسحة. كما مسح صموئيلشاول ملكا، فحل عليه روح الرب" (1صم 10: 1، 10) وكما مسح أيضا داود ملكا، فحل عليه روح الرب كذلك (1 صم 16: 13 ) ومن أمثله مسح الأنبياء أمر الرب لإيليا النبي " وامسح أليشع.. نبيا عوضا عنك (1مل 19: 16). وكان كذلك. وكل من هؤلاء الممسوحين كان يدعى مسيح الرب. ولما اضطهد شاولالملك داود و أراد أن يقتله. ثم وقع في يد داود. وأشار أصحاب داود عليه أن يقتل شاول، امتنع عن ذلك وقال " حاشا لي من قبل الرب أن أعمل هذا الأمر بسيدي مسيح الرب فأمد يدي إليه. لأنه مسيح الرب هو" (1صم 24: 6). والسيد الرب لقب هؤلاء بكلمة (مسحائي) وهكذا قال الرب "لا تمسوا مسحائي"، ولا تسيئوا إلي أنبيائي" (مز105: 15) أما ربنا يسوع المسيح، فلم يكن مجرد مسيح، أي أحد المسحاء. بل كان المسيح. وكانوا يسمونه أيضا (المسيا). وهكذا قالت المرأة السامرية "أنا أعلم أن المسيا الذي يقال له المسيح يأتي. فمتي جاء ذاك يخبرنا بكل شيء ( فقال لها: أنا الذي أكلمك هو) (يو4: 25، 26). ثم قالت المرأة لأهل السامرة "هلموا انظروا إنسان قال لي كل ما فعلت. ألعل هذا هو المسيح" (يو4: 29). ولما استمع إليه أهل السامرة قالوا "نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم" (يو4 :42) والسيد المسيح تميز عن كل أولئك المسحاء بأنه "مسح بزيت البهجة أفضل من رفقاءه" (عب 1: 9). وبأنه جمع الوظائف الثلاثة الخاصة بالمسحاء فكان ملكًا وكاهنًا ونبيًا في نفس الوقت. كما أنه كان المسيح يسوع أي مخلص العالم. اليهود كانوا ينتظرون المسيا (المسيح المخلص). وهكذا أراد القديس يوحنا الرسول بمعجزاته التي انفرد بها أن يثبت أن يسوع هو المسيح. فقال في أواخر إنجيله "وآيات آخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح. ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه" (يو 20: 30، 31). وطبعًا هذا المسيح الذي ينتظرونه هو الذي تتركز فيه كل نبوءات العهد القديم ورموزه... نلاحظ أن السيد المسيح لم يلقب نفسه باسم يسوع المسيح، إلا في يوم خميس العهد، في حديثه الطويل مع الآب قبل ذهابه إلي بستان جثسيماني (يو 17: 3) أما الآباء الرسل، فقد كرروا هذا اللقب كثيرا في الحديث عنه فكانوا يقولون " يسوع المسيح ربنا" (رو1: 4) " نعمه ربنا يسوع المسيح.. تكون مع جميعكم" (2كو 13: 14) " يسوع المسيح له المجد إلي الأبد آمين" (رو16: 27 ) " بولس الرسول يسوع المسيح" (2كو 1: 1). والأمثلة كثيرة جدا، لا داعي لحصرها. عجيب أن البعض لا يدعو السيد الرب إلا بكلمة (يسوع) ناسيا لاهوته وأمجاده كلها، وربوبيته، وأنه المسيح. ولكن الرسل كرروا كثيرًا عبارة "ربنا يسوع المسيح" ونحن نقول في مقدمة قراءة الإنجيل في الكنيسة "ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا. ربنا يسوع المسيح الذي له المجد إلي الأبد، آمين لذلك نرجو إجلالا للرب أننا لا نستخدم مجرد كلمة يسوع. نتابع قانون الإيمان إذ يقول: نؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد. |
||||
21 - 02 - 2014, 06:03 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب قانون الإيمان لقداسة البابا شنودة الثالث
يسوع المسيح ابن الله الوحيد عبارة (الوحيد) لتمييزه عن بنوتنا نحن لله. فهو الوحيد الذي هو ابن الله من نفس طبيعته وجوهره ولاهوته. وقد وردت عبارة ابن الله الوحيد في الآيات الآتية: (يو 1: 18) "الآب لم يره أحد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خَبَّر. أي أعطي خبرًا عنه. أي عرفنا به، إذ يقول "من رآني فقد رأي الآب" (يو 14: 9). (يو 3: 16) "هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد. لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية". (يو 3: 18) "الذي يؤمن به لا يدان. والذي لا يؤمن به قد دين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد" (1 يو 4: 9) "بهذا أظهرت محبة الله فينا: أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلي العالم لكي نحيا به (يو 1: 14) " و الكلمة صار جسدا وحل بيننا. ورأينا مجده كما لوحيد من الأب مملوءًا نعمة وحقًا"، أي باعتباره وحيدًا للآب. عبارة (ابن الله الوحيد) تميزه عن جميع البشر الذين دعوا أبناء الله، وهم ليسوا من طبيعته.. فنحن أبناء الله بمعني المؤمنين به. كما قيل في بدء إنجيل يوحنا "وأما كل الذين قبلوه، فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه" (يو 1: 12). أو دعانا الله أبناء له، من فيض محبته لنا. وهكذا يقول القديس يوحنا الرسول "انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعي أولاد الله" (1 يو 3: 1) أو أن بنوتنا لله هي نوع من التبني. كما قال القديس بولس الرسول "ولما جاء ملء الزمان، أرسل الله أبنه مولودًا من امرأة، مولودا تحت الناموس، ليفتدى الذين تحت الناموس، لننال التبني" (غل4: 3، 5). أنظر أيضا (رو8: 23) ولكننا لسنا أبناء من طبيعة الله ولسنا من جوهره. الوحيد الذي هو من طبيعة الله ومن جوهره ومن لاهوته هو ربنا يسوع المسيح. لذلك دعي أيضا (الابن). مجرد كلمة (الابن) تعني ابن الله الوحيد.. وهكذا قيل في إنجيل يوحنا "الله يحب الابن، وقد دفع كل شي في يده. الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية. والذي لا يؤمن بالابن، لن يري حياة بل يمكث عليه غضب الله" (يو 3: 35، 36). وقيل في نفس المعني "لأن الأب لا يدين أحدا بل قد أعطي كل الدينونة للابن. لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب" (يو 5: 22، 23). وقيل أيضا "كما أن الآب يقيم الأموات ويحيي، كذلك الابن أيضا يحيي من يشاء" (يو 5: 2). وكلها - كما هو واضح - آيات تدل علي لا هوت الابن. يؤكد نفس المعني بلاهوته (عن طريق عبارة الابن) قول الرب في حواره مع اليهود " إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا (يو 8: 36 ). وقيل أيضًا "من له الابن، فله الحياة. ومن ليس له ابن الله، فليست له الحياة" (1 يو 5: 12) وهكذا قال الرب عن نفسه "كل شيء دفع إلي من أبي. ليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب ولا من هو الآب إلا الابن، ومَنْ أراد الابن أن يعلن له" (لو 10: 22). وبهذا استخدمت عبارة (ابن الله) للدلالة علي ربنا يسوع المسيح وحده. كما ورد في (1 يو 5: 12). وكما ورد في سؤال السيد المسيح للمولود أعمي "أتؤمن بابن الله؟" فأجاب "مَنْ هو يا سيد لأؤمن به؟" فقال له "قد رأيته والذي يتكلم معك هو هو". فقال الرجل "أؤمن يا سيد وسجد له" (يو 9: 35 -38). هذه إذن بنوة تستدعي الإيمان والسجود، وليست بنوة عادية كباقي المؤمنين. إنها بنوة من جوهره، بنوة الابن الوحيد.. وكان الجميع يفهمون وصفه ابن الله بهذا المعنى. ولذلك في معجزات الصلب، من حيث أن "حجاب الهيكل انشق، والأرض تزلزلت والصخور تشققت.. قيل" وأما قائد المئة والذين معه.. فلما رأوا الزلزلة وما كان. خافوا جدًا وقالوا: حقًا كان هذا ابن الله" (مت 27: 51 -54). وطبعًا ما كانوا يقصدون بنوة عامة كسائر البشر، إنما بنوة إلهية، تعني أيضا ابن الله الوحيد. وبسبب هذا طوب الرب اعتراف بطرس الرسول. لما سأل الرب تلاميذه قائلًا "وأنتم من تقولون إني أنا؟ " فأجاب سمعان بطرس وقال "أنت هو المسيح ابن الله الحي". فطوبه الرب قائلًا "طوبى لك يا سمعان بن يونا. إن لحمًا ودمًا لم يُعْلَن لك لكن أبي الذي في السموات وأنا أقول لك أنت بطرس. وعلي هذه الصخرة أبني بيعتي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها" (مت 16: 13-18) أي علي صخرة الإيمان بأنني ابن الله. حتي الشيطان نفسه كان يعرف معني عبارة (ابن الله). وكان يدرك تماما أنها لا تدل مطلقا علي بنوة عامة كبنوة سائر المؤمنين، إنما هي بنوة فيها قوة المعجزات. لذلك قال له في التجربة علي الجبل " إن كنت ابن الله، فقل أن تصير هذه الحجارة خبزا" (مت 4: 3) ونفس أعوان الشيطان من الأشرار كانوا يفهمون عبارة (ابن الله) بنفس هذا المعني اللاهوتي المعجزي. وهكذا قيل له أثناء صلبه".. إن كنت ابن الله، فانزل عن الصليب" (مت 27: 40) ونفس هذه الحقيقة هي التي قصدها مجمع السنهدريم. I <FONT size=6>حيث أجتمع <SPAN lang=ar-sa> |
||||
21 - 02 - 2014, 06:03 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب قانون الإيمان لقداسة البابا شنودة الثالث
المولود من الآب قبل كل الدهور سنحاول أن نتبع هذا الأمر بشيء من التبسيط فنقول إنه قال لليهود ".. قبل أن يكون إبراهيم، أنا كائن" (يو 8 :56). فهو لاهوتيًا كان قبل إبراهيم من جهة الزمن. ومع أنه قد قيل عنه بالجسد إنه ابن إبراهيم بن داود"، إلا إنه قال "أنا أصل وذرية داود" (رؤ 22: 16). فهو أصله من جهة لاهوته. وهو ذريته من جهة الناسوت.. إذن لاهوتيا كان قبله. بل أنه قال للآب في مناجاته معه التي سجلت في (يو 17): "مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك، بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم" (يو 17: 5) وكونه كان قبل كون العالم، هو أمر طبيعي، لأن "العالم به كُوِّن" (يو 1: 10). بل إن "كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يو 1: 3). وقال عنه بولس الرسول إن الآب "كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه.. الذي به أيضا عمل العالمين" (عب 1: 2). فخالق العالمين (أي السماء والأرض)، لابد أنه كان قبل كل الدهور. أي كان منذ الأزل. وعن ذلك قال الرب في سفر ميخا النبي عن بيت لحمأفراته: "منك يخرج لي الذي يكون متسلطا علي إسرائيل. ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل. (مي 5: 2). يخرج من بيت لحم في ميلاده الجسدي. ولكنه مولود من الآب قبل كل الدهور، منذ أيام الأزل.. و هو الذي قال عنه دانيال النبي "تتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة.. سلطانه سلطان أبدى، ما لن يزول. وملكوته ما لا ينقرض" (دا 7: 14). |
||||
21 - 02 - 2014, 06:08 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب قانون الإيمان لقداسة البابا شنودة الثالث
نور من نور نور بالمعني اللاهوتي، وليس بالمعني المادي. قال عن نفسه "أنا نور العالم. من يتبعني لا يمشي في الظلمة، بل يكون له نور الحياة". وطبعا المقصود بالنور هنا تعبير غير مادي. وقيل عن الله "أن الله نور" (1 يو 1: 5). وقيل أيضا عن الآب "ملك الملوك ورب الأرباب.. ساكنًا في نور لا يُدني منه، الذي لم يره أحد من الناس.." (1 تي 6: 15، 16). إذن الآب نور. والابن المولود منه نور من نور. ولعل البعض يسأل: لقد قال الرب "أنتم نور العالم" (مت 5: 14)، كما قال عن نفسه "أنا نور العالم" (يو 8: 12). فما الفرق إذن في المعني؟ الفرق يظهر كما في مثال الشمس و القمر. وقيل عنهما في قصة الخليقة " فعمل الله النورين العظيمين: النور الأكبر لحكم النهار، والنور الأصغر لحكم الليل" (تك 1: 16). هما الشمس و القمر. ولكن الشمس نور بذاتها. والقمر ليس له نور في ذاته إنما هو ينير بانعكاس نور الشمس عليه. هكذا السيد المسيح هو "النور الحقيقي الذي يُنير كل إنسان" (يو 1: 9). أما نحن فنصير نورا بقدر ما نأخذ منه.. بنوره نعاين النور هو ينيرنا فننير.. وهكذا قيل عن يوحنا المعمدان "هذا جاء للشهادة ليشهد للنور، ليؤمن الكل بواسطته. لم يكن هو النور بل ليشهد للنور" (يو1: 7، 8) ونحن - في صلاة باكر - نقول للرب "أيها النور الحقيقي الذي ينير لكل إنسان آت إلي العالم"، ونقول أيضًا "أنر عقولنا وقلوبنا وأفهامنا يا سيد الكل".. الرب بطبيعته "نور لا يُدني منه" ولكنه لما أخذ جسدا وحل بيننا، استطعنا أن نقترب إليه. |
||||
21 - 02 - 2014, 06:09 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب قانون الإيمان لقداسة البابا شنودة الثالث
إله حق من إله حق إله حق، أي له طبيعة الله بالحق. وليس مثل الذين دعوا آلهة بمعني سادة، وليسوا هم آلهة بالحقيقة. * مثل موسى النبي الذي قال له الله " جعلتك إلها لفرعون" (خر 7: 1) كلمة إله هنا لا تعني أنه خالق، أو أنه أزلي، أو أنه قادر علي كل شئ!! كلا، بل إن موسى قال عن نفسه " لست أنا صاحب كلام، لا اليوم ولا أمس ولا أول من أمس.. أنا ثقيل الفم واللسان" (خر 4: 10) وقال "أنا أغلف الشفتين. فكيف يسمع لي فرعون؟!" (خر 6: 30). فقال له الرب " جعلتك إلها لفرعون" (خر 7: 1) بمعني سيدا له ومتسلطا عليه. وليس بمعني أنه إله حقيقي. * وبنفس الوضع قال الرب لموسى الثقيل الفم واللسان. إنه قد أعطاه هرون أخاه، ليكون له فما. فقال له: " تكلمه وتضع الكلمات في فمه. وأنا أكون مع فمك ومع فمه.. هو يكلم الشعب عنك. هو يكون لك فما. وأنت تكون له إلها" (خر 4: 15، 16). تكون له إلها، بمعني أن توحي إليه بما تريد أن تقول. وليس بمعني إله حقيقي يخلق. فهرون كان أكبر سنا من موسى. وكان موجودا قبل موسى. كذلك استخدمت كلمة (آلهة) عن آلهة الأمم، وعن كثير من البشر الذين دعوا أبناء الله. فقيل في مزمور 82 "الله قائم في مجمع الآلهة. في وسط الآلهة يقضى. إلي متي تقضون ظلمًا وترفعون وجه الأشرار"؟! ولاشك أن هؤلاء الظالمين لم يكونوا آلهة حقيقيين!! ولكنهم تصرفوا كما لو كانوا آلهة! ويقول في نفس الإصحاح "ألم أقل إنكم آلهة وبني العلي تدعون. ولكنكم مثل البشر تموتون، وكأحد الرؤساء تسقطون" (مز 82: 6، 7) وطبعا الذين يموتون ويسقطون، ليسوا هم آلهة بالحقيقة، ولكنهم دعوا كذلك. أيضا قيل في المزامير "الرب إله عظيم، ملك كبير علي كل الآلهة" (مز95: 3) أي من يسميهم الأمم آلهة، وهم ليسوا آلهة حقيقيين. وأيضًا قيل "الرب عظيم وممجد جدًا، مهوب من كل الآلهة. لأن كل آلهة الأمم شياطين" (مز 96: 4، 5). وقيل في ترجمه أخري "لأن كل آلهة الشعوب أصنام"، ومع ذلك أخذوا لقب آلهة ليسوا آلهة حقيقيين.. ولكن السيد المسيح هو إله حق، أي له كل صفات الألوهية: فهو أزلي خالق، قادر علي كل شيء، موجود في كل مكان، غير محدود.. فاحص القلوب والكلى، قدوس، رب الأرباب، غافر الخطايا.. إلي آخر كل تلك الصفات الخاصة بالله وحده. وأحيل القارئ في هذه النقطة إلي كتابنا لاهوت المسيح المنشور هنا في موقع الأنبا تكلا. وذلك حتى لا أكرر الكلام. و حيث تثبت للسيد كل هذه الصفات الإلهية، سواء ما ذكر عنها الإنجيل، أو ما برهنت عنه أعماله إلهية.. أنظر كمثال ( رو9: 5)، (يو 1: 1)، (1تي 3: 16)، (أع 20: 28) وما قيل عنه من حيث هو الأول والأخر (رؤ 1: 8، 11، 17).. الخ. إله حق من إله حق. أي أنه إله حق، مولود من الآب الذي هو أيضًا إله حق. فكلًا من الآب والابن إله حقيقيي له كل صفات الألوهية، وكل قدراتها، وكل المجد والقدرة، إلي أبد الآبدين. وليست كلمة (إله) هنا مجرد لقب كما قيل عن آلهة الأمم أو كما قيل عن بعض البشر. |
||||
21 - 02 - 2014, 06:10 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب قانون الإيمان لقداسة البابا شنودة الثالث
مولود غير مخلوق السيد المسيح -كما قال القديس أوغسطينوس- له ميلادان: ميلاد أزلي من أب بغير أم، قبل كل الدهور. وميلاد آخر في ملء الزمان من أم بغير أب. هو مولود من الآب، غير مخلوق، إذ أن له ميلاد أزليًا "لا بداءة أيام له، ولا نهاية حياة" (عب7: 3). ومادامت ليست له بداية أيام، إذن هو غير مخلوق. لأن كل مخلوق له بداية، وهي يوم خلقه. هنا قانون الإيمان يُعطي التعليم السليم، الذي هو ضد تعليم الأريوسيين. إنه مولود من الآب كما يولد الفكر من العقل، وكما يولد الشعاع من الشمس.. لذلك قيل بعد ذلك في قانون الإيمان |
||||
21 - 02 - 2014, 06:14 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب قانون الإيمان لقداسة البابا شنودة الثالث
مساوٍ للآب في الجوهر إنه رد علي الأريوسية التي لم تفهم معني قول الرب "أبي أعظم مني" (يو 14: 28). فالآب ليس أعظم من الابن في الجوهر، لأن الابن له نفس طبيعة الآب، ونفس جوهره ونفس لاهوته: فهو مساو له في كل شيء. ولكن عبارة "أبي أعظم مني" قيلت عن حاله إخلاء الذات في التجسد. كما قيل إنه "إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله. لكنه أخلي نفسه آخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس. وإذا وجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب" (في2: 6-8). حاله الإخلاء هذه هي التي قيل عنها "أبي أعظم مني"، أي من صورة العبد التي أخذتها، مع بقاء جوهر اللاهوت كما هو. أعظم من صورة الآلام والصليب. في كل ما تحمله الابن في تجسده من إهانات. أما جوهر اللاهوت المتحد بهذا الناسوت، فهو كما هو، لم ينقصه تواضع الناسوت شيئًا. وهكذا استطاع في ناسوته أن يقول ويعمل ما يناسب لاهوته الذي يتساوى فيه مع الآب. فقد قال "أنا والآب واحد" (يو 10: 30) "من رآني فقد رأى الآب" (يو 14: 9) "أنا في الأب والآب فيَّ" (يو 14: 10). وقال "لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب" (يو 5: 23).كما أنه في تجسده قال للمفلوج " مغفورة لك خطاياك" (مر2: 5، 10). وقال نفس العبارة للمرأة الخاطئة التي بللت قدميه بدموعها (لو 7: 48). وفي تجسده مشي علي الماء (مت 14: 25)، وانتهر الريح والأمواج فسكنت وهدأت (مر 4: 29). وفي تجسده خلق مادة جديدة في معجزة الخمس خبزات والسمكتين (مت 14: 17)، وفي تحويل الماء إلي خمر في عرس قانا الجليل (يو2). وفي منح البصر للمولود أعمى (يو 9) وعمل أعمالا كثيرة تدل على لاهوته.. كذلك قيامته والقبر مغلق، ودخوله العلية والأبواب مغلقة (يو 20: 19). وصعوده إلي السماء. |
||||
21 - 02 - 2014, 06:14 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب قانون الإيمان لقداسة البابا شنودة الثالث
الذي به كان كل شيء هنا يتحدث قانون الإيمان عن الابن كخالق، خلق كل شيء كما ورد في إنجيل يوحنا: "كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يو 1: 3). وأيضا كما ورد في الرسالة إلي كولوسي "الكل به وله قد خلق" (كو 1: 16) وهنا نسأل: من خلق العالم؟ أهو الآب أم الابن؟ ونجيب: الآب خلق كل شيء بالابن. "فإنه فيه خلق الكل: ما في السموات، وما علي الأرض. ما يُرى وما لا يُرى: سواء كان عروشًا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين" (كو 1: 16). هو عقل الله الناطق. والله خلق كل شيء بعقله ونطقه. وهو " قوة الله وحكمة الله" (1 كو 1: 24). والله خلق كل شيء بقوته وحكمته. |
||||
21 - 02 - 2014, 06:17 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب قانون الإيمان لقداسة البابا شنودة الثالث
هذا الذي من أجلنا نحن البشر، ومن أجل خلاصنا إن الابن كانت له أعمال كثيرة إلي جوار الغرض الأساسي من التجسد، أعني الفداء. * فهو قد أعاد إلي الإنسان الصورة المثالية التي خلق عليها كان الإنسان قد خلق علي صورة الله ومثاله (تك 1: 26، 27) ولكنه بخطيئته فقد هذه الصورة الإلهية. فأتي السيد المسيح ليعيد هذه الصورة الإلهية مرة أخري بحياته المثالية في كل شيء. * كذلك جاء يقدم للناس التعليم السليم، ويصحح المفاهيم الخاطئة التي انتشرت نتيجة لتفسير القادة الجهال، الذين أغلقوا ملكوت الله أمام الناس. فلا هم دخلوا، ولا تركوا الداخلين يدخلون (مت 23). لذلك تكررت في عظته علي الجبل عبارة: "سمعتم أنه قيل للقدماء.. أما أنا فأقول لكم.." (مت 5). وهكذا كانوا يسمونه (المعلم الصالح).. * كذلك جاء يعطي الناس فكرة سليمة عن الله من حيث هو الآب السماوي الذي يحبهم. * وجاء يؤدي رسالة نحو المساكين المحتاجين، كما قيل عنه في نبوة أشعياء النبي ".. مسحني لأبشر المساكين. أرسلني لأعصب منكسري القلوب. لأنادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق" (أش 61:1). وهكذا قدم للعالم صورة الراعي الصالح، كما جاءت في سفر حزقيال النبي (حز 34:15) "أنا أرعى غنمي وأربضها -يقول السيد الرب- وأطلب الضال، وأسترد المطرود، وأجبر الكسير، وأعصب الجريح". ومع هذا كله، كان العمل الأساسي للسيد الرب في تجسده، هو الخلاص والفداء. فنزل من السماء من أجلنا ومن أجل خلاصنا. لو أنه لم يعمل شيئًا سوى الفداء والخلاص، لكان هذا يكفي ولكن من الناحية العملية كان لابد أن يؤدى المسيح رسالة قبل أن يقوم بعمل الفداء.. لكي يعرفه الناس. ولأنه لا يمكن أن يبقي بلا عمل. وهكذا أدى رسالة كمعلم وكراعي للخراف الضالة، وكصورة مثلي أمام الناس، وكقلب مملوء بالحب. من أجل خلاصنا نزل من السماء. |
||||
|