منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08 - 02 - 2014, 05:19 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

ليتقدس اسمك | معنى التقديس

إننا هنا نخاطب أبانا الذي في السموات، أي المرتفع عن كل مستوياتنا، وعن كل حواسنا "الذي لم يره أحد قط" (يو 1: 18). هذا الإله العالي فوق كل علو، الله غير المرئي وغير المدرك وغير المحدود، نخاطبه قائلين " ليتقدس إسمك". فما معني هذه العبارة؟
إن إسم الله قدوس بطبيعته، وليس محتاجًا إلي تقديس من الناس.
ونحن نصلي له قائلين "قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت السماء والأرض مملوءتان من مجدك الأقداس".. "قدوس الله. قدوس القوي، قدوس الحي الذي لا يموت". وقد أخذنا تسبحة الثلاثة تقديسات من تسبحة السارافيم التي سمعها أشعياء النبي (أش 6: 2، 3). فما معني عبارة " ليتقدس إسمك" إذن؟
إننا لا نطلب أن يتقدس إسم الله، إنما نطلب أن يكون مقدسًا في حياتنا، نستعمله بما يليق به من قدسية، كما هو مقدس بطبيعته.
فلا يتجرأ أحد علي إسم الله بما لا يليق.
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
· إنها صلاة مرفوعة إلي الله من جهة الإلحاد الموجود في العالم، بسبب الملحدين الذين ينكرون وجود الله، ولا يعترفون بإسمه، ولا يوقرون هذا الإسم، بل يهزأون به ويشككون الآخرين ويعثرونهم.. إننا نطلب أن يعرف هؤلاء أبانا الذي في السموات، ويقدسوا اسمه.. كأنما نطلب مثلًا من أجل اَلاف الملايين في الشرق الأقصى الذين لا يعرفون إلهنا، ولا يوجهون صلواتهم إلي اسمه القدوس، وإنما إلي إسم آخر، مثل براهما أو بوذا أو كونفوشيوس Confucius - 孔子.. أو أننا نصلي من، أجل الملايين من أعضاء القبائل البدائية وفي بيئات كثيرة من بلاد العالم التي لا تعرف إسم الله، إنما تعبد الأرواح، أو النار أو أبطال أساطيرهم. فنحن نقول "ليتقدس اسمك عند هؤلاء وأولئك".
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
· وكما نطلب أن يكون إسم الله مقدسًا عند الملحدين وأصحاب الديانات البدائية، نطلب أن يكون مقدسًا عند المجدفين عليه.
أولئك الذين يجدفون علي الرب بسبب وبغير سبب. ويظنون أن الله هو السبب في كل ما يحل بهم من فشل أو مرض أو كوارث أو موت أحباء وأقرباء! فيجدفون علي اسم الله القدوس، ويشتمون ويقولون ما لا يليق. أو يتهمون الله بأنه في سماه لا يهتم بالبشر، تاركًا الظلم في غير مبالاة منه، وبلا ضبط ولا رعاية للكون!! وهكذا تتحول مشاكلهم الإجتماعية والنفسية إلي تجاديف علي اسم الله. بعكس أيوب الصديق، الذي فقد كل شيء. ومع ذلك وهو في عمق الضيقة، بارك الله قائلًا "الرب أعطي، الرب أخذ. فليكن إسم الرب مباركًا" (أي 1: 21).
هناك أشخاص إن حل بهم ظلم يجدفون علي اسم الله! وإن صلوا صلوات ورأوا أنها لم تستجيب، يجدفون أيضًا!
كما لو كان الرب لا يري ولا يسمع بما يجري في الأرض، ولا يبالي بطلبات الناس.ونحن نحتج علي هؤلاء، ونقول للرب: ليتقدس إسمك، في السعة وفي الضيقة، في الراحة وفي التعب، مهما كانت الظروف الخارجية. وفي نفس الوقت نصلي من أجل الناس الذين تهزهم الضيقات فيخرجون عن نطاق تقديس إسم الله.
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
إسمك يا رب هو هو لا يتغير:

أنت هو الراعي الصالح، وأنت هو الأب الحنون، وأنت الحافظ والساتر والمعين والمخلص والمحب والشفوق، مهما كانت الأمور تبدو مظلمة أمامنا. ليتقدس اسمك علي كل فم، وفي كل قلب وفكر، مهما كانت الظروف المحيطة ونوعية نظر البعض إليها.. وكأننا بعبارة يتقدس اسمك، نصلي من أجل الذين تهزهم الضيقات، حتى لا يخطئوا إلي اسم الله في آلامهم. ولا يبدو اسم الله أمامهم في جماله الأول وفي محبته الأولي.
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
· عبارة " يتقدس إسمك " نقصد بها أيضًا عدم النطق بإسم الرب باطلًا" (تث 5: 11) فلا يستخدم مثلًا في اللهو والعبث..
كما يستخدمه البعض في الأغاني، وفي الفكاهات، وفي الحكايات الماجنة. وحينما يسمعون أغنية تعجبهم، أو حتى فكاهات غير لائقة. فيستخدمون إسم الله في إظهار إعجابهم بأمور قد لا تكون روحية علي الإطلاق.. أو كما يستشهدون باسم الله كذبًا، أو في الضرر. كأن يقسم إنسان باسم الله أقسامًا مغلظة أنه سوف يؤذي إنسانًا أو ينتقم منه.. أو يستخدم اسم الله بأسلوب التهكم، وفي أمور تافهة.. أو يتعود النطق بهذا الإسم في كل أحاديثه، بغير خشوع وبغير إحترام.. ونحن نصلي أن يتقدس إسم الله في أفواه كل هؤلاء. فلا ينطقون به الإ بكل تقدير وإجلال.
ونحن حينما نذكر إسم الله ننحني في خشوع.
وبخاصة حينما نقول قدوس قدوس، أو حينما نقول باسم الآب والإبن والروح القدس. أو حينما نقول المجد للآب والإبن والروح القدس (ذكصابتري..). يقال أن أحد السادة كان له عبد مؤمن بار. وكان هذا السيد يحلف كثيرًا باسم الرب بلا مبالاة، ويستشهد باسم الرب في التافهات. ولم يكن عبده البار يستطيع أن ينصحه أو يبكته. وإنما كان كلما ينطق هذا السيد باسم الرب، ينحني العبد أو يسجد إلي الأرض. فتعجب السيد من ذلك، وسأله عن السبب، فأجاب: كيف لا أسجد وأنا أسمع إسم إلهي العظيم الذي خلق السماوات والأرض، الذي تسبحه الملائكة ورؤساء الملائكة وكل القوات السمائية..؟! فكان هذا العبد درسًا لسيده الذي تخشع، وأبطل النطق باسم الله باطلا. لعلنا أيضًا نتعود في تقديس إسم الرب، أن نمتنع عن الحلفان..
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 02 - 2014, 05:20 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

ما هو اسم الرب؟

يذكرني هذا السؤال بقصة وردت في سفر القضاة، عن منوح وإمراته لما بشرهما الرب بميلاد إبنهما شمشون. فسأل منوح الرب عن اسمه فأجابه " لماذا تسأل عن إسمي وهو عجيب؟!" (قض 13: 18). وقد تكرر هذا أيضًا في سفر أشعياء النبي، إذ قيل " ويدعي إسمه عجيبًا، إلهًا قديرًا، أبًا أبديًا، رئيس السلام" (أش 9: 6).
نعم إن الرب عجيب في كل شيء.
عجيب في أزليته، وعجيب في قدرته علي الخلق، من العدم..! عجيب في كونه غير مدرك وغير مرئي.. عجيب في تجسده من العذراء وفي أخلائه لذاته.. عجيب في قيامته وصعوده إلي السماء.
عجيب في كل معجزاته التي عملها، حتى سميت عجائب.
وقيل له في المزامير "أي إله عظيم مثل الله؟! أنت الإله الصانع العجائب" (مز 77: 13، 14)".. الصانع العجائب وحده" (مز 72: 18) وأتذكر عجائبك منذ القدم، وألهج في جميع أعمالك" (مز 77: 11).. ويتعمق المتأمل في عجبه حتى يقول:

كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
أيها الرب إله الجنود، من مثلك؟! (مز 89: 8).
يا الله الذي صنعت العظائم، يا الله من مثلك؟ (مز 71: 19) "ليس لك شبيه في الآلهة يا رب" من يتأمل في أحكام الله وطرقه فهي فوق الفحص، وفوق الاستقصاء (رو 11: 33).
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
عجيب هو الله في قدرته علي كل شئ:

هو الفاحص القلوب والكلى، القارئ الأفكار، العارف بالغيب والخفيات، الذي يعرف مشاعر الناس وأحاسيسهم ونياتهم.. الله الآتي علي السحاب، الماشي علي أجنحة الرياح (مز 104: 3). الذي ليس هو فقط عجيبًا، بل هو صانع العجائب أيضًا. هذا الإله العجيب أيضًا في تواضعه، وفي تعليمه السامية، وفي محبته للبشر، وفي غفرانه، وفي الخلاص العظيم الذي قدمه لنا. وكلما نتأمل إسمه العجيب، نصاب بالدهش والذهول، وتقف عقولنا عن الإدراك..
عجيب في تحويله للناس، وكسبه لهم..
الجندي الذي طعنه بالحربة، تحول إلي شهيد هو القديس لنجينوس! وأريانوس أقسى ولاة ديوقلديانوس، تحول إلي قديس شهيد أيضًا..!! حقًا يا رب أنت عجيب. ما أعمالك! كيف حولت شاول الطرسوسي مضطهد الكنيسة إلي أعظم رسول في المسيحية؟! وكيف حولت مريم المجدلية التي كان فيها سبعة شياطين إلي مبشرة للرسل بالقيامة؟! وكيف حولت مريم القبطية الخاطئة إلي قديسة سائحة؟!
حقًا إن إسم الرب عجيب، ويشمل أسماء كثيرة.
ولست أدري بأي إسم ننادي هذا الأب السماوي! هو الرب، وهو الله، وهو عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا (مت 1: 23). وكان يدعي في العهد القديم، الوهيم، وأدوناي، ويهوه، الكائن الذي يكون. وفي سفر الرؤيا يقول عنه "الكائن، والذي كان، والذي يأتي، القادر علي كل شئ" (رؤ 1: 8، 4). وقيل عنه أيضًا " ملك الملوك، ورب الأرباب" (رؤ 19: 16). و"ملك القديسين" (رؤ 15: 3).
هو القدوس وحده (رؤ 15: 4)، وهو الصالح وحده (مت 19: 17).
هو الخالق، وهو الديان، "ديان الأرض كلها" (تك 18: 25)، وهو فاحص القلوب والكلي (مز 7: 9) (رؤ 2: 22). هو الأزلي (عب 9: 14)، وهو الأبدي (أش 9: 6)، الموجود في كل مكان، غير المحدود.. هو الحق والحياة (يو 4: 6).وهو الألف والياء، البداية والنهاية، الأول والآخر (رؤ 1: 8، 11، 17). هو عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا (مت 1: 23) وهو المخلص، وهو النور الذي لا يدني منه (اتي 6: 16). ويعوزنا الوقت إن تكلمنا عن كل أسماء الله وصفاته.
علي أن المسيحية قدمت له إسمًا آخر هو المحبة.
وهكذا قال القديس يوحنا الرسول " الله محبة. من يثبت في المحبة، يثبت في الله، والله فيه" (ايو 4: 16).
وقدمه لنا السيد المسيح باسم الآب.
وأحيانًا باسم الآب السماوي (مت 6: 14، 26، 32). ونحن في الصلاة الربية ندعوه "أبانا الذي في السموات" (مت 6: 9). وقد تكرر هذا التعبير كثيرًا في العظة علي الجبل (مت 5: 16، 48) (مت 6: 1)، (يو 7: 11، 21). كل كائن له اسم واحد، أو اسمان أو ثلاثة.. أما الله، فإن أسماءه لا تحصي.
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
فبأي اسم نناديك يا رب؟

هل نقول أيها الراعي الصالح (يو 10: 11، 14) أم " أيها النور الحقيقي" (يو 1: 9) أم تقول "أيها الطبيب الحقيقي الذي لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا " كما نقول في أوشية المرضي؟ أم أيها الثالوث القدوس، الآب والإبن والروح القدس (مت 28: 19) (1 يو 5: 7) أم أيها الملك السمائي المعزي؟ أم "ضابط الكل وصانع الخيرات" كما نقول في صلاة الشكر..؟ يكفي أن نردد ما نقوله في التسبحة.
" إسمك حلو ومبارك، في أفواه قديسيك".
فمن حلاوة إسمك في أفواهنا نريد أن نردده باستمرار، لأنه يفرح قلوبنا. لذلك نقول في صلاة التسبحة: أعطي فرحًا لنفوسنا، تذكار إسمك القدوس.. وكما قال داود النبي في المزمور الكبير "محبوب هو إسمك يا رب، فهو طول النهار تلاوتي" (مز 119).
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 02 - 2014, 05:22 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

فاعلية اسم الرب

* مجرد اسمك يا رب يكون تعزية في الضيقات، فأنت هو الملك السمائي المعزي. فليتقدس اسمك إذن في كل قلب وفكر وفهم، لأنه مصدر التعزيات والفرح. لذلك كلما تحيط بنا ضيقة، ونقول يا رب، نتعزى. مجرد أن نتذكر نتعزى ولهذا نحن نصلي ونقول لك "أيها الملك السمائي المعزي".. كلما أتذكر اسمك المدبر، الحافظ، المعين، الساتر، ضابط الكل، صانع الخيرات، محب البشر، الغافر الرحيم، حينئذ يمتلئ القلب عزاء وسرورًا وفرحًا ونعيمًا، ونقول في صلواتنا.. يا مدبر كل أحد، تعهدنا بخلاصك. هنا تخلصنا من جميع الشياطين. لهذا كان آباؤنا يجدون لذة في ترداد اسمك آلاف المرات كل يوم.
· مجرد ذكر اسمك يا رب يخيف الشياطين.
· وبذكر اسمك يكون حضورك في وسطنا.
لأنك أنت قلت "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة بأسمى، فهناك أكون في وسطهم" (مت 18: 20). وحينما تكون في وسطهم يرتعب الشياطين ويخافون. لذلك نحن دائمًا نبدأ الصلاة باسمك فنقول باسم الآب والابن والروح القدس. والذين يعتمدون ينالون المعمودية بهذا الاسم (أع 2: 38)، فتخاف الشياطين وتتركهم.
· اسمك عون في الضيقات، كما قال الحكيم في سفر الأمثال:

كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
"اسم الرب برج حصين، يركض إليه الصديق ويمتنع" (أم 18: 10).
كل من يضع اسم الله علي شفتيه أو في قلبه، يشعر بقوة الله معه، ويستطيع باسم الرب أن يعمل عملًا. وهنا نذكر داود النبي حينما تقدم لمقاتلة جليات الجبار.. قال له "أنت تأتي إلي بسيف وبرمح وبترس. وأنا آتى إليك باسم رب الجنود.." (ا صم 17: 40). وباسم الرب انتصر داود الصبي علي جليات الجبار. وليس الانتصار فقط علي الأعداء، وإنما علي الشياطين أيضًا. فيقول داود النبي "اللهم باسمك خلصني" (مز 54: 1) ويقول أيضًا في المزمور "نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين. الفخ انكسر ونحن نجونا. عوننا باسم الرب الذي صنع السماء والأرض" (مز 124: 7، 8). وما أكثر ما أنقذه اسم الرب في هجمات الأعداء عليه (مز 118).
هنا، وأتذكر قصة مدرس وتلميذه:
خرج مدرس وتلميذه في رحلة. وكانت هناك مشاكل كثيرة خاصة بالمدرسة وبالرحلة. وحل وقت النوم. فرقد التلميذ وسبح في نوم عميق. أما المدرس فظل ساهرًا يفكر في المشاكل، ولم يستطيع أن ينام. وأخيرًا أيقظ تلميذه وسأله: كيف استطعت أن تنام، وأنت علي علم بكل المشاكل؟! وهنا سأل التلميذ أستاذه: هل تؤمن أن الله كان يدبر الكون قبل أن نولد؟ فأجاب المدرس: نعم أؤمن. فسأله التلميذ ثانية: وهل تؤمن أن الله سيدبر الكون بعد أن نموت؟ فأجاب المدرس: نعم هو قادر أن يدبر الكون بعد أن نموت.. وحينئذ قال التلميذ: ليتك إذن يا أستاذي تنام، وتترك الله يدبر هذه الليلة، ويدبر المشاكل التي تضايقك..! لذلك أحيانًا يكون إنسان مرتبكًا بمشكلة، فيقول له صديق مؤمن قل يا رب، والمشكلة تنحل".. مجرد ذكر اسم الرب يطمئن في المشاكل ويريح النفوس.. مجرد أن نذكر اسم الرب، أو نقول ربنا موجود
· باسم الرب أيضًا تصنع العجائب والمعجزات.
وهكذا صلي المؤمنون في بداية العصر الرسولي قائلين " امنح عبيدك أن يتكلموا بكلامك بكل مجاهرة. بمد يدك للشفاء. ولتجر آيات وعجائب باسم فتاك القدوس يسوع" (أع 4: 29، 30). ولما أقام القديس بطرس الرجل الأعرج عند باب الجميل وانذهل الناس، قال لهم بطرس "لماذا تشخصون إلينا كأننا بقوتنا أو تقوانا قد جعلنا هذا يمشي؟! أنتم أنكرتم القدوس البار.. ورئيس الحياة قتلمتوه.. وبالإيمان باسمه، شدد إسمه هذا الذي تنظرونه. (أع 3: 12 16).وذلك لأن القديس بطرس قال للرجل الأعرج "باسم يسوع الناصري قم وأمش" (أع 3: 6) "فوثب ووقف وصار يمشي".. حتى في اليوم الأخير سيقولون له " أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين". وقد وعد السيد المسيح تلاميذه قائلًا "و هذه الآيات تتبع المؤمنين. يخرجون الشياطين باسمي، ويتكلمون بألسنة جديد.." (مز 16: 17).
· إسم الله يمنح الإنسان استحياء من الخطية:
فمهما كان الإنسان محاربًا بالفكر، فإنه إذا سمع إسم الله يستحي، ويخاف من الإستمرار في فكر الخطية. لذلك فإن الخطاة المتعلقين بالخطية، يحاولون أن يهربوا من إسم الله، لأن تذكرهم له يتعب ضميرهم، ويجدون هاتفًا في داخلهم ضدهم. وهكذا فإن الشياطين إذا حاربت إنسانًا، تحاول أن تنسيه إسم الله. وإذا أوصلته إلي حالة من العبودية للخطية، فإنه نفسه لا يحب أن يسمع إسم الرب، ولا شيئًا يتعلق بالرب.
إسم الله حتى لو لفظه طفل صغير، يكون له تأثيره وقوته:
كأن يقول ربنا شايف ربنا سامع..
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 02 - 2014, 05:24 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

كيف يتقدس اسم الله

أولًا: نقدس إسم الله في صلواتنا.

لأننا في وقت الصلاة، نذكر إسم الله بكل خشوع وإكرام، ونتذكر ما في الله من قدسية وعظمة وحب، وتقف أمامنا كل الصفات اللائقة بالله. لذلك نحن دائمًا نبدأ صلواتنا باسم الآب والإبن والروح القدس. باسم الله القوي. وأيضًا جميع أسرار الكنيسة نبدأها باسم الله. وباسم الله تحل كل بركة.
وكما نقدس إسم الله في صلواتنا وننحني ونحن نذكره، كذلك نقدس إسم الله في حياتنا وأفعالنا.
هذا الإسم الذي دعي علينا، لما آمنا به، والذي قد يجدف عليه بسببنا إذا أخطأنا ولم نسلك كما يليق.. لذلك إذا أردنا أن نبعد التجديف عن إسم الله، ينبغي أن نسلك في كمال وبر، كثيرون كانوا ينضمون إلي الإيمان، حينما يرون الأعمال الصالحة التي للمؤمنين. وكثيرون كانوا يتقدمون إلي الإستشهاد، حينما يرون إيمان وبسالة الشهداء لاشك أن أعمال القداسة تمجد إسم الله، وتظهر طريقه المنير بل هي برهان عملي علي قوة الله التي يهبها لأولاده، فيمكنهم بها أن يسلكوا حسنًا.. وأن يبرهنوا عمليًا علي أن وصايا الله ليست مثاليات خيالية.. إنما هي قوة الروح تعمل في الكلمة.. وحينما يراك الناس ناحجًا في حياتك وفي خدمتك، إنما يمجدون الله الذي جعل أولاده هكذا ناجحين، ويباركون إسم الله الذي يرعي أولاده ويحوطهم بعنايته.. وعكس ذلك إن كنت فاشلًا وفي نفس الوقت تنتسب إلي الكنيسة، فهل تذكر هذا وأنت تقول لرب "ليتقدس إسمك". وكأنك تقول هذا الإسم الذي دعي علي، فليكن مقدسًا أمام الجميع، في حياتي وحياة إخوتي جمعًا.. وكأنها صلاة ترفعها إلي الله أن يهبك القوة التي بها تمجد إسمه علي الأرض..
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
· نقدس إسم الله بسلوكنا الحسن، كما قال الرب: "لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذي في السموات" (مت 5: 16).
يري الناس فيكم صورة الله ومثاله، فيحبون الله بسببكم ويقدسون إسمه. وبالعكس إن كان سلوكنا رديئًا، ما أسهل أن يقول الناس "هؤلاء هم الذين يحملون إسم المسيح..! ما تأثير المسيح وتعاليمه المثالية في حياتهم؟! كما قال القديس بولس الرسول لأهل رومية "لأن إسم الله يجدف عليه بسببكم بين الأمم" (رو 2: 24). حينما يراك الناس ناجحًا في حياتك وفي خدمتك، يمجدون الله الذي جعل أولاده هكذا ناجحين وقديسين.. فهل حياة كل منا تمجد الله، وتجذب الناس إلي إسم المسيح..؟ يا ليت كل منا يراجع نفسه وكل ما يعمله، حينما يذكر في صلاته عبارة "ليتقدس إسمك".. سواء من النواحي السلبية أو الإيجابية.
· نمجد إسم الله أيضًا بأن ننسب إليه كل خير.
نعمل كل شيء لأجله، من أجل مجد إسمه، وكل خير يعمله الله عن طريقنا، ننسبه إلي الله وليس لأنفسنا. ونقول مع المرتل "ليس لنا يا رب ليس لنا، لكن لإسمك القدوس أعط مجدًا" (مز 115: 1). ونختفي نحن لكي يظهر إسم الرب في كل خدمة نقوم بها. ونجعل قدوتنا في ذلك قول القديس يوحنا المعمدان:
" ينبغي أن ذاك يزيد، وأني أنا أنقض" (يو 3: 30).
ومثال ذلك أيضًا القديس بطرس الرسول، الذي التف الناس حوله، وحول القديس يوحنا، بعد شفاء الرجل الأعرج المستعطي عند باب الهيكل.. حينئذ قال القديس بطرس للناس: ما بلكم تتعجبون من هذا؟ ولماذا تشخصون إلينا، كأننا بقوتنا أو تقوانا قد جعلنا هذا يمشي (يو 3: 12). وبدأ يوجه أنظارهم إلي الرب قائلًا "وبالإيمان باسمه، شدد إسمه هذا الذي تنظرونه". وهكذا بدلًا من إعجابهم بالرسول وبالمعجزة، تحول الأمر إلي قيادتهم للإيمان..وبهذا تمجد إسم الله عن طريق إنكار الرسل لذاتهم، وتركيزهم علي إسم الرب. إذن في كل ما تعمله، وجه أنظار الناس إلي الله.. إذا أعطيت أحد شيئًا، اشعره أن العطية هي من الله وليس منك وهكذا يشكر الله علي عطائه.. وإن قمت بخدمة ناجحة، قل: نشكر الله الذي تدخل في هذا الموضوع وأنجحه. نشكره لأنه – تبارك إسمه – أعطانا نعمة في أعين فلان وفلان. وبارك العمل.. وفي إنقاذك لأي إنسان، إشعره أن الله هو الذي أنقذه. وإذا زرت مريضًا، فلا تركز علي الطبيب وعلي الدواء، وإنما علي الله الذي يشفي، الذي هو الطبيب الحقيقي لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا..
· إشعر الناس باستمرار أن الله هو مصدر كل نعمة ومعونة.
وكل بركة ننالها، هي من الله. والأب الكاهن حينما يبارك إنسانًا، إنما يقول له "الله يباركك".. وفي البركة الختامية لكل إجتماع، يصلي ويقول: "ليتراءف الله علينا ويباركنا".. كذلك الله مصدر كل عطية.. إنسان ينجب إبنًا فيقول "الله أعطاني إبنًا".. وإنسان يغتني في حياته فيقول "خير الله علي كثير".. واَخر ينجو من ضيقة، فيقول "كنت في ضيقة والله أنقذني"..
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
· وهكذا فليكن إسم الرب علي لسانك باستمرار، وحتى فيما بينك وبين نفسك.
لا تركز علي ذاتك، وماذا فعلت، إنما علي الله وكم فعل الرب بك. لا تقل أنا، وأنما نعمة الله العاملة فيك، وقوة الله العاملة معك. واذكر قول الرب "بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئًا" (يو 15: 5) وردد باستمرار قول المزمور: "إن لم يبن الرب البيت، فباطلًا تعب البناؤون. وإن لم يحرس الرب المدينة، فباطلًا سهر الحارس". وهكذا يتقدس إسم الله في قلبك وفي إيمانك، وفي حديثك مع الناس. الهج باسمه النهار والليل، في خلوتك وأمام الناس. في صلواتك وفي مساعدتك للناس، وفي حياتك العملية والإجتماعية. أولًا يدخل إسم الله في قلبك، وحينئذ يظهر علي لسانك وفي كل معاملاتك وتصرفاتك.
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
· وأنت تقدس الله أيضًا بالكرازة وخدمة الكلمة.
لأنك بالكرازة إنما تقدس إسم الله للناس، تعرفهم إسمه، تجعل لهم صلة به، فيرددون إسمه في كل حين، ويؤمنون بهذا الإسم ويذكرونه. وكان هذا هو الذي فعله السيد المسيح بالنسبة إلي الآب، وهكذا قال له في صلاته الطويلة في (يو 17): "أنا أظهرت إسمك للناس الذين أعطيتني من العالم.. وقد حفظوا كلامك"، "أيها الآب البار، إن العالم لم يعرفك، أما أنا فعرفتك.. وعرفتهم إسمك وسأعرفهم، ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به" (يو 17: 6، 25). إذن هدف الكرازة هو الله نفسه. ليست الخدمة مجرد نشاط وحركة. كلا، بل هي أن يعرف الناس إسم الله ويؤمنوا به ويتعلقوا به..
علي أن يكون إسم الله حلوًا في فكر الناس وفي مشاعرهم.
حسنًا أن تعرف الناس بالله. ولكن أي إله؟ تعرفهم بالله المحب الحنون الطيب، الذي يحبهم حتى المنتهي الذي فداهم وخلصهم، ومازال يعمل.
كم عدد الذين عرفوا إسم الرب عن طريقك؟
وعرفوا كلامه ووصاياه وطريقه.. بواسطتك. وصارت لهم صلة بالله بسببك. وصار إسم الله يذكر في بيوتهم، لأنك علمتهم ذلك.. تعجبني عبارة قالها شعب إحدى كنائس المهجر للكاهن الذي أرسلته الكنيسة لرعايتهم قالوا له:
لقد عرفنا الله، يوم عرفناك..
وهكذا يتقدس إسم الله بعمل الرعاية. فيقول الناس: ما كان أحد يسأل عنا. كنا كغنم لا راعي لها، إلي أن أرسل الله لنا الأب فلان.. مبارك إسم الرب في كل إحساناته إلينا..
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
هناك طريقة أخري تقدس بها إسم الله وهي:

* حذار أن تخيف الناس من الله، قدمه لهم بصورة محببة.
أقول هذا لأن البعض يقدم الله للناس في صورة مخيفة، ويضع أمامهم وصايا الله، ومعها جهنم النار إن لم يطيعوا هذا الجبار القادر علي إهلاكهم. ولا يزال يهددهم بالهلاك؟! هنا وأتذكر الأم التي تقول باستمرار لإبنها الطفل في لعبه وتسلياته "اسكت، احسن ربنا يزعل".. ودائمًا تصور له الله في صورة كائن غضوب، يتضايق من كل شئ!! حاشا لله أن يكون هكذا.. كلا، يا أخوتي.. فلنقدم للناس إسم الله المحبوب، الذي نقول عنه: إسمك حلو ومبارك في أفواه قديسيك. كثيرًا ما شوه البعض علاقة الناس بالله، عن طريق نشر أفكارهم الخاصة الخاطئة عن الله. أما القديس يوحنا الرسول، فقد قدس إسم الله أمام الناس بقوله "الله محبة" الله هو النور، والراعي، والحق، والحياة. حقًا، إن الله عال في السماء، ولكنه ناظر إلي المتواضعات علي الأرض، يقيم المسكين من التراب، والبائس من المزبلة، ليجلسه مع رؤساء شعبه..إذن عندما تقول في صلاتك: ليتقدس إسمك، كأنك تصلي أن يعطيك الله قوة، لكي تظهر إسمه للناس، ولكي تجعل الناس يحبون هذا الإسم، إسم عمانوئيل، الذي هو الله معنا.. وإسم يسوع، الذي هو المخلص، خلص شعبه من خطاياهم، حسب بشارة الملاك المفرحة للرعاة.. أما السيد المسيح فقدم الله لنا كأب حنون، يعطينا دون أن نطلب. والقديس يوحنا الرسول يقدم لنا الله قائلًا "الله محبة. من يثبت في المحبة، يثبت في الله، والله فيه" (ا يو 4: 16).
اجعل الناس يحبون الله، واشعرهم بمحبته لهم.
واجعلهم يشعرون أنه قريب منهم جدًا. حقًا هو في السماء، ولكن روحه القدس ساكن في قلوبهم. أنت هياكل الله، وروح الله ساكن فيكم (1 كو 3: 16).. كأنك وأنت تحمل إسم الله إلي الناس، تقول لهم مع الملاك "ها أنا أبشركم بفرح عظيم.." (لو 2: 10).
· لا تحمل الناس أحمالًا عسرة الحمل (مت 23: 4) ولا تشعرهم أنهم بسبب الله يحملون نيرًا!!
فإن هذا لا يمجد إسم الله.. وإنما اجذب الناس برفق في طريق الرب، وتدرج معهم إلي أن يصلوا.. وعلمهم أن يبدأوا يومهم باسم الرب، ويختموا به يومهم، ويباركوا به طعامهم وكل عملهم. إذن في تقديسنا لإسم الله، لا نخيف الناس من الله. وبهذا الوضع أيضًا، لم يثقل رسل المسيح عل الأمم الداخلين إلي الإيمان.
إن تسهيل طريق الوصول إلي الله، وطريقة الحياة معه إنما بهذا يتمجد إسم الله..
لا تجعل الدين قيودًا أمام الآخرين، وضياعًا لشخصياتهم، وعدم أشعار لهم بوجودهم أمام الوصية التي ترغمهم. فبهذا الأسلوب ضاع الوجوديون، الذين ظنوا أن وجود الله أنما يلغي وجودهم، فجحدوا الله، وأصبح إسمه غير محبوب منهم.. أما أنت فقدم الله للناس بطريق تجعلهم يحبون الفضيلة، وحينئذ يحبون الله، وبهذا إسم الله يتقدس عندهم. كل هذه المعاني التي قلناها والتي يمكن أن تضاف إليها، لتكن جميعها في ذهنك وفي تأملاتك، وأنت تقول للرب: ليتقدس أسمك.
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 02 - 2014, 05:26 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

ليأت ملكوتك

الملك الحقيقي، والمالك الحقيقي، هو الله وحده.
إنه يملك علي كل شيء، لأنه خالق كل شيء، وموجود كل شيء.. يملك الكون كله، بكل ما فيه من مخلوقات. وهكذا قال المرتل في المزمور "للرب الأرض وملؤها، المسكونة وجميع الساكنين فيها" (مز 22: 1). ثم دخلت الخطية إلي العالم (رو 5: 12)، وملكت علي قلوب الناس وعلي إرادتهم. وبالخطية دخل الموت، وإجتاز إلي جميع الناس (رو 5: 12) وملك الموت (رو 5: 14، 17)، وأصبح الجميع تحت سلطانه!
ملكت الخطية دون إذن (رو 5: 21) وملك معها الموت.
وإذ ملكت الخطية، ملك الشيطان، وأصبح يلقب برئيس هذا العالم! (يو 14: 30) أي رئيس هذا العالم الخاطئ.. واستمر الشيطان يسيطر علي الكل.. اختفي النور، وملكت الظلمة، لأن الناس أحبوا الظلمة أكثر من النور (يو 3: 19). لذلك قال لهم السيد في مناسبة القبض عليه "هذه ساعتكم وسلطان الظلام" (لو 22: 53). لقد ملكت الظلمة علي أفكار الناس ورغباتهم..
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
وكان لابد أن يستعيد الله ملكه.
كان لابد أن تنتهي دولة الشيطان، ويطرح خارجًا (يو 12: 31). ويسقط رئيس هذا العالم مثل البرق من السماء (لو 10: 18). كان النور الحقيقي اَتيًا إلي العالم (يو 1: 9) فيملك علي العالم وينقشع الظلام..
ولكن متي ملك الرب؟ وكيف؟

" الرب ملك علي خشبة " كما قال المزمور (مز 95).
أي أنه ملك علي الصليب، واشترانا بدمه (رؤ 5: 9)، فصرنا ملكه. وعلي الصليب غَنَّت الملائكة بقول المزمور "الرب قد ملك، فلتتهلل الأرض. لتفرح الجزائر الكثيرة" (مز 96) "الرب قد ملك فلترتعد الشعوب" (مز 96).
ملكوت الرب إذن مرتبط بالصليب والفداء. ومن هنا كان أبناء الملكوت هم كل المفديين.
وقد تم الفداء، بموت المسيح علي الصليب، وقت الساعة التاسعة. لذلك فإن مزامير الساعة التاسعة تكثر فيها عبارة "الرب قد ملك". ولما كان الصلب هو مقدمة الموت، فإن آخر مزمور في صلاة الساعة السادسة ساعة الصلب- هو مزمور "الرب قد ملك ولبس الجلال" (مز 92: 1). إذن في قولنا ليأت ملكوتك، نذكر الفداء العظيم، فبدون الفداء ما كان ملكوت.
ونحن بعبارة "ليأت ملكوت" نطلب أن يشمل الفداء كل أحد، يؤمن به الكل، ويتمتع به الكل.
وذلك لأن الرب لم يقدم الخلاص لفرد، وإنما حمل خطايا العالم كله (يو 1: 29) لخلص الكل بالفداء..
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
بدأت تباشير الملكوتبميلاد المسيح. واقترب الملكوت بكرازته. وتم الملكوت علي الصليب.
ولذلك نجد أن يوحنا المعمدان كان يكرز قائلًا "توبوا فقد اقترب ملكوت السموات" (مت 3: 2).وكانت هذه هي أيضًا كرازة السيد المسيح. كان "يكرز ببشارة ملكوت الله. ويقول: قد كمل الزمان، واقترب ملكوت الله. فتوبوا واَمنوا بالإنجيل" (مز 1: 14، 15). ولما أرسل تلاميذه في أول مرة، أمرهم قائلًا "و فيما أنتم ذاهبون، اكرزوا قائلين إنه قد إقترب ملكوت السموات" (مت 10: 7). وهكذا كانت الكرازة والبشارة بالملكوت، هي عمل السيد المسيح، وعمل المعمدان الذي سبقه، وعمل الرسل من بعده. بل كان الملكوت أيضًا طلبة اللص اليمين علي الصليب (لو 23: 43).
وطلب هذا الملكوت هو صلاة يومية لجميعنا.
فهكذا علمنا الرب – متي صلينا – أن نقول لأبينا السماوي " ليأت ملكوتك" (لو 11: 2).. لكي تصبح هذه الطلبة – من عمق أهميتها – لاصقة بقلوب الكل، يذكرونها كل يوم وكل ساعة، وفي كل صلاة..
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 02 - 2014, 05:28 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

ما هو الملكوت؟

هذا الملكوت هو مملكة الله..
يملك فيها الله بالبر وبالسلام. ولذلك يقال عن الله إنه ملك السلام، وملك البر. ونحن نرتل إلي الله قائلين له: يا ملك السلام، اعطنا سلامك..
هذا الملكوت هو مملكة القديسين..

كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
وفي هذا المجال تعجبني أغنية جميلة سجلها القديس يوحنا الرسول في رؤياه، سمعها من الغالبين، وهم يرتلون في السماء قائلين "عظيمة وعجيبة هي أعمالك، أيها الرب القادر علي كل شيء. عادلة وحق هي طرقك يا ملك القديسين" (رؤ 15: 3).
حقًا إن الله هو ملك علي القديسين.
منطقيًا هو ملك علي العالم كله، كخالق وكإله.. ولكن من الناحية العملية هو ملك علي القديسين الذين سلموه حياتهم بالتمام، يملك عليها ويدبرها حسب مشيئته الصالحة. أما الأشرار فهم متمردون علي ملكوته.. الله هو إذن ملك علي الذين يفتحون له قلوبهم.
والذين يفتحون قلوبهم هم القديسون، لذلك فالرب ملك القديسين.
كل أعضاء مملكة الله، من القديسين. وكل من لا يحيا حياة البر والقداسة، ليس هو عضوًا في ملكوت الله. ولأن القداسة هي محبة الإنسان لله من كل قلبه..
لذلك قال الكتاب " ملكوت الله داخلكم".
ملكوت الله هو أن يملك الله علي قلب المؤمن، وعلي فكره وعلي حواسه، وعلي حياته كلها. فيصبح كل ما فيه ملكًا لله، مقدسًا لله. وبهذا دعي أعضاء الملكوت بأنهم قديسون.. هؤلاء القديسين هم " الذين قبلوه " الذين آمنوا به، واعتمدوا، وصاروا أعضاء في جسده، أي في الكنيسة، يمارسون حياتها، ويتمتعون بأسرارها المقدسة، ويحفظون وصايا الرب.
لذلك حسن أن نقول أن مملكة الله هي الكنيسة المقدسة.
ورؤساء الكنيسة، إنما هم وكلاء لله، أقامهم علي عبيده لرعايتهم، وسيعطون حسابًا عنهم أمامه.. وكل من هو داخل الكنيسة، محفوظ في الملكوت. أما الأشرار فإنهم يقفون خارجًا، في الظلمة البرانية. لا لأن الله رفضهم من ملكه، وإنما لأنهم هم الذين رفضوا أن يملك الله عليهم..
والأبرار يسميهم الكتاب " بنو الملكوت"..
فلينظر كل إنسان إلي نفسه، هل هو من أبناء الملكوت؟ إن الله يريد أن يمتلئ ملكوته بالمؤمنين. وهؤلاء يصرخون إليه قائلين "تقلد سيفك علي فخذك أيها الجبار. استله، وانجح، واملك". ولكن الله لا يشاء أن يملك إلا بإرادتنا. إنه يريدنا أن نحب ملكوته، ونسعي إليه، لا أن يدخلنا إلي الملكوت قهرًا وإجبارًا.الله له الملك. ولكنه وهب الناس حرية الإرادة، يخضعون بها لملكه إن أرادوا، أو لا يخضعون. يسيرون تحت قيادته الروحية أو لا يسيرون.. البعض قبلوه ملكًا. والبعض في تمرد وخيانة، صاحوا قائلين " ليس لنا ملك إلا قيصر" (يو 19: 15).
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
هنا ونسأل: ما المقصود بطلبة "ليات ملكوتك "؟

إنها بلا شك تدل علي عدة معان أو مقاصد، من الممكن أن تكون موضع تأمل المصلي. فيركز علي أحد هذه المعاني أو عليها كلها:
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 02 - 2014, 05:29 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

ملكوت الله على القلب

كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
1 – المعني الروحي: ملكوت الله علي القلب.

إنه الملكوت الداخلي الذي قال عنه الرب "ملكوت الله داخلكم" (لو 17: 21).. أي أن الله يملك علي المشاعر والعواطف والنيات ويملك علي الإرادة وعلي الرغبات والشهوات، ويملك أيضًا علي الأفكار والحواس. وإذا ملك الرب علي القلب، يملك بالتالي علي كل ما يصدر عن هذا القلب. لأن " الإنسان الصالح، من كنز قلبه الصالح يخرج الصالحات. والإنسان الشرير، من كنز قلبه الشرير يخرج الشرور" (مت 12: 35). لقد تكلمنا عن عبارة (ليأت ملكوتك)، من جهة الملكوت الداخلي، الذي به يملك الرب حياة الإنسان كفرد..علي أن العبارة قد تتسع، فيشمل الملكوت كل القلوب الخاضعة للرب. وهنا يكون الملكوت هو الكنيسة.. وحينما يقول الكتاب إن الإبن سيسلم الملك كله للآب (1 كو 15: 24) إنما يعني إنه سيسلمه الكنيسة..
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 02 - 2014, 05:30 PM   رقم المشاركة : ( 18 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

الملكوت بالمعنى الكرازي

كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
2 – المعني الثاني، هو الملكوت بالمعني الكرازي.

أي ينتشر ملكوتك في الأرض كلها. ينتشر الإيمان في كل الأمم وكل الشعوب، وفي كل مدينة وقرية.. ويعرف الجميع إسم الرب، ويسيرون في طرقه. وهنا تكون الطلبة صلاة إلي الله أن يعمل روحه القدوس علي نشر الإيمان، ويعطي قوة للكرازة ونعمة للسامعين.. وعن الملكوت بهذا المعني نصلي في المزمور قائلين:
فلتعترف لك الشعوب يا الله، فلتعترف لك الشعوب كلها (مز 66).
وبه يتحقق أيضًا قول المرتل " للرب الأرض وملؤها، المسكونة وكل الساكنين فيها" (مز 24: 1). أي يصبح العالم كله ملكًا لله، لأنه له.. وكان الرب يقصد هذا الملكوت حينما قال لتلاميذه "اذهبوا إلي العالم أجمع، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. من آمن واعتمد خلص" (مز 16: 15،16). وكما قال لهم أيضًا "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الأب والإبن والروح القدس، وعلموهم جميع ما أوصيتكم به" (مت 28: 19، 20). هذه هي مملكة الله: كل الذين آمنوا واعتمدوا ونفذوا الوصايا.
مملكة الله هي صورة سفر الرؤيا: الكنائس السبع، وفي وسطها إبن الإنسان، أي كل الكنائس، والرب وسطها.
مملكة الله هي المنائر الذهبية، تشع نورًا عل العالم.
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
ونحن نصلي أن يكون جميع الناس، أعضاء في هذا الملكوت وأبناء للنور. ولأن الأمر لايمكن أن يتم بمجرد بشري، لذلك نصلي إلي الله قائلين "ليأت ملكوتك". نصلي إليه من أجل الذين لم يعرفوه بعد، لم يؤمنوا به، وام يقبلوه فاديًا ومخلصًا. نصلي من أجل البلاد الملحدة، والبلاد التي تعبد عبادات أخري مثل بوذا وبراهما وكنفوشيوس Confucius - 孔子 وأمثالها. ومن أجل البلاد التي لا تؤمن بالإنجيل. ونقول من أجل كل هؤلاء "ليأت ملكوتك".
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
ولسنا نصلي من أجل الإيمان فقط، إنما أيضًا قدسية الحياة.
لا نقصد ليأت ملكوتك بالنسبة للملحدين والوثنيين فحسب، إنما أيضًا من أجل الذين دعي إسم المسيح عليهم، ولكنهم محتاجون إلي التوبة، لأن مجرد الإسم بدون حياة لا يخلص. نطلب أن يملك الرب إيمان هؤلاء ويعطيه ثمرًا..
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 02 - 2014, 05:31 PM   رقم المشاركة : ( 19 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

الملكوت السماوي

كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
3 - المعني الثالث للملكوت، يقصد به الملكوت السماوي، الأبدي في أورشليم السمائية..

هناك مسكن الله مع قديسيه، يجتمع معه الملائكة، وكل القديسين الذين إنتقلوا، والقديسين الذين يحيون معنا، والذين سيولدون.. الكل ينضمون كأعضاء في جسد المسيح، تكميل القديسين. هذا الملكوت السماوي، هو الذي قال عنه الرب " نعمًا أيها العبد الصالح والأمين، كنت أمينًا في القليل، فسأقيمك علي الكثير. أدخل إلي فرح سيدك" (مت 25). وقال عنه أيضًا "تعالو يا مباركي أبي، رثوا الملك المعد لكم من قبل إنشاء العالم". أي ملكوت الله، وموعده بعد القيامة والدينونة، حينما يأتي في مجيئه الثاني، لينهي هذا العالم المادي، ويضم مختاريه إلي ملكوت السموات، إلي أورشليم السمائية التي هي مسكن الله مع الناس (رؤ 21: 2، 3).. حينما يخضع الكل، واَخر عدو يبطل هو الموت، ويسلم الملك لله الآب (1كو 15: 24، 27). كأننا هنا في صلاتنا هذه نطلب الأبدية السعيدة.. ولكننا في طلبتنا (ليأت ملكوتك). نقصد الأنواع الثلاثة من الملكوت:
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 02 - 2014, 05:32 PM   رقم المشاركة : ( 20 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

الله الملك

الله في ملكوته يملك بالحب لا بالضغط.
يملك علي الذين يحبونه، لا يضغط علي أحد، ولا يرغم أحدًا علي الإنضمام إلي ملكوته. إنما يريد الذين ينضمون إليه بإرداتهم الحرة، كذلك القديس الذي قال " من كل قلبي طلبتك، فلا تبعدني عن وصاياك" (مز 119). هوذا الله يخاطب كل أحد منذ القديم قائلًا "قد جعلت قدامك الحياة والموت، البركة واللعنة. فاختر الحياة لكي تحيا أنت ونسلك. إذ تحب الرب إلهك، وتسمع لصوته وتلتصق به، لأنه هو حياتك" (تث 30: 19، 20).
إنه يقول "يا إبني أعطني قلبك" (أم 23: 26).
لأنه يريد أن يملك علي هذا القلب بالذات.

كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
إنه واقف علي باب هذا القلب يقرع (رؤ 3: 20). إن فتح أحد له، يدخل ويتعشى معه. يكشف له ذاته، ويمتعه بالحياة معه.. وإن لم يفتح له، يظل واقفًا علي الباب يقرع. لا يدخل بالعنف ولا بالضغط ولا بالسيطرة. إنما بالحب. يظل واقفًا علي الباب يقرع، حتى لو إمتلأ رأسه من الطل، وقصصه من ندي الليل (نش 5: 2).
ملكوت الله ليس مظاهر، وإنما حب..
إنه ليس علاقة بين سيد وعبيد، إنما مشاعر بين أب وأبناء. لذلك دعي في ملكه أبًا، بكل ما تحمله كلمة أب من حنان ورعاية. وأما أعضاء هذا الملكوت، فهم أبناء الملكوت، أبناء ذلك الأب السماوي، بكل ما تحمله كلمة البنوة من مشاعر وأحاسيس وعواطف. يطيعون أباهم، ليس بخضوع العبيد، إنما بولاء الأبناء وثقتهم في أبيهم.
أنظروا كيف ملك الرب علي السامرة مثلًا؟
ذهب إلي هناك، ورفضت قرية سوخار أن تقبله. فتضايق تلميذاه يعقوب ويوحنا وقالا له "هل تشاء يا رب أن تنزل نار من السماء، وتحرق هذه المدينة؟".. فقال لهما الرب "لستما تعلمان من أي روح أنتما. إن إبن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس، بل ليخلص" (لو 9: 51 56).
أنا سأملك علي السامرة. ولكني سأملك عليها بالحب، وبقبول إرادتها، وليس بالعنف..
العنف ليس طريقتي، ولن يوصل إلي القلب. وأنا ما أريده هو القلب "يا أبني اعطني قلبك" (أم 23: 26)..والقلب هو الحب. واعطني قلبك معناها اعطني حبك. وعندما أملك قلبك وحبك، سأملك بالتالي إرادتك.. وهذا هو ملكوتي. وأنا لا أريد أن أملك كل ذلك بالعنف، فالعنف ليس هو إسلوب الله في امتلاك القلوب.
وطريق الحب طويل المدى، كثير الجهد.
والله مستعد أن يتعب ليملك هذا الإنسان. هو مستعد أن يمد يده طول النهار لشعب معاند مقاوم (رو 10: 21). والله مستعد أن يصبر حتى يملك القلب، والقلب يحرك الإرادة، يحركها نحو الله، فيريد الإنسان أن يحيا مع الله. وهذا ما يريده الله.
ونحن حينما نقول: ليأت ملكوتك، إنما نقصد ملكوته علي إرادتنا وقلوبنا.
إنها صلاة منا إليه، أن يحول قلوبنا نحوه، وأن يحول إرادتنا نحو مشيئته. وكأننا نقول له "تعال يا رب وأملك". وإن أردت أن تملكنا، ولم نرد نحن، فلا تتركنا بل حول قلوبنا نحوك. اسكب محبتك في قلوبنا بروحك القدوس (رو 5: 5).
تعال يا رب واملك. ولا تسمح للخطية أن تملك علينا..
ولا تسمح للشيطان أن يبقي رئيسًا لهذا العالم، ولا رئيسًا لأبنائك الذين اشتريتهم بالدم الكريم. نحن ملكك، فتمسك بملكوتك علينا. ولا تسمح لأي أحد أو لأي شيء، أن يخطفنا من يدك (يو 10: 28) أو يبعدنا عنك..
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أبانا الذي في السموات ، " الصلاة الربانية" بلغة الإشارة - مينا إبراهيم
تأملات في الصلاة الربانية - البابا شنودة الثالث
كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
الغضب كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث
بدع حديثة كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 01:16 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024