30 - 12 - 2013, 05:04 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الذات (الأنا) لقداسة البابا شنودة الثالث
ضع أمامك مثال المسيح * نقطة أخرى تساعدك على علاج الذات وهى: ٥) ضَع أمامك مثال المسيح: إن كان الإنسان الأول قد إنهزم في حرب الذات، واشتهى أن يصير مثل الله (تك٣: ٥)، فإن السيد المسيح الذي بارك طبيعتنا فيه، صحح هذه النقطة. وكيف ذلك؟ يقول الرسول عنه إنه: «أخلى ذاته، وأخذ شكل العبد، صائرًا في شبه الناس» (فى٢: ٧). وعاش على الأرض فقيرًا، ليس له أين يسند رأسه (لو٩: ٥٨) بلا وظيفة رسمية في المجتمع. وتنازل عن كرامته «ظلم. أما هو فتذلل ولم يفتح فاه» «وأحصى مع أثمة» (أش٥٣: ٧، ١٢). ولم يدافع عن نفسه. أنكر ذاته من أجلنا. ووضع ذاته لكي يرفعنا نحن. ووقف كمذنب لكي نتبرر نحن. ذاته لم يضعها أمامه، بل وضعنا نحن.. أليس هذا درسًا لنا من هذا الذى عظمته لا تحد.. درسًا لنا نحن المحاربين بالأنا، بينما نحن لا شيء. السيد المسيح أخلى ذاته من المجد الحقيقى. أما أنت، فتخلى ذاتك من كل مجد باطل. إن إخلاء المسيح لذاته موضوع واسع، ليس الآن مجاله... |
||||
30 - 12 - 2013, 05:05 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الذات (الأنا) لقداسة البابا شنودة الثالث
تدريب الميل الثاني * نقطة أخرى في علاج (الأنا) وهى: ٦) تدريب الميل الثانى: قال السيد الرب: «من سخرك ميلًا، فاذهب معه اثنين whoever compels you to go one mile, go with him two. من أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك، فأترك له الرداء أيضًا» (مت٥: ٤٠، ٤١). وبنفس الوضع تحدث الرب عن الخد الآخر، فقال: «من لطمك على خدك الأيمن، فحول له الآخر أيضًا» (من٥: ٣٩). وكأنه أراد أن يقول: كن مظلومًا لا ظالمًا. وكن مصلوبًا لا صالبًا. لا تنتقم لنفسك. إن الذات تريد أن تأخذ حقها، وتأخذه بنفسها، وهنا على الأرض، وبسرعة على قدر الإمكان. أما تعليم الرب لنا فى إنكار الذات فهو «لا تقاوموا الشر» (مت٥: ٣٩). لا تجعل ذاتك تتدخل، لتنال حقوقك أو لتنتقم. واذكر الكتاب «لى النقمة. أنا أجازى، يقول الرب» (رو١٢: ١٩). ومع أن النقمة للرب، لكن لا تطلبها أنت منه لنفسك. بل الكتاب يقول: «المحبة لا تطلب ما لنفسها» (١ كو١٣: ٥). ولماذا لا تطلب ما لنفسها؟ لأنها بعيدة عن الذات، بعيدة عن الأنا التي تطلب... |
||||
30 - 12 - 2013, 05:07 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الذات (الأنا) لقداسة البابا شنودة الثالث
استخدام القديسين تدريب آخر في التخلص من الذات، وهو قول الرسول: «لأحيا لا أنا...» (غل٢: ٢٠). ٧) إستخدام القديسين: أما الآباء الأنبياء والرسل والقديسون، فقد استخدموا كلمة (أنا) في مجال الأتضاع وانسحاق النفس... إبراهيم أبو الآباء، الذي باركه الله، وجعله بركة، وقال له: «وفيك تتبارك جميع قبائل الأرض» (تك١٢: ٢، ٣)، نراه فى مجال كلمة (أنا) يقول «أنا تراب ورماد» (تك١٨: ٢٧). وداود النبى، الذي مانت له دالة كبيرة عند الله، وقد صنع الله به نصرًا عظيمًا على جُليات (١صم١٧)، نراه بعد ذلك لما عرضوا عليه مصاهرة الملك شاول، يقول لهم «هل هو مستخف في أعينكم مصاهرة الملك، وأنا رجل مسكين وحقير» (١صم١٨: ٢٣)... وما أكثر اعترافه في مزاميره بضعفه. كأن يقول «ارحمنى يا ربى فإنى ضعيف» (مز٦: ٢). ويوحنا المعمدان، مع أنه كان أعظم من ولدته النساء (مت١١: ١١)، يقول للرب «أنا المحتاج أن أعتمد منك» (مت٣: ١٤). ويقول للناس «يأتى بعدى من هو أقوى منى، الذي لست أنا مستحقًا أن أحل سيور حذائه» (مت٣: ١١) (لو٣: ١٦). وبولس الرسول العظيم، الذي اختطف إلى السماء الثالثة (٢ كو١٢: ٢)، قال عن ظهور السيد المسيح للرسل بعد القيامة «وآخر الكل، كأنه للسقط ظهر لي أنا، لأنى أصغر الرسل، أنا الذي لست أهلًا أن أدعى رسولًا، لأنى اضطهدت كنيسة الله» (١كو١٥: ٨، ٩). هذا هو الإستخدام السليم لكلمة (أنا) بروح الإنسحاق. وبنفس الروح، يرسل القديس العظيم بولس الرسول إلى تلميذه تيموثاوس فيقول: «أنا الذي كنت قبلًا مجدفًا ومضطهدًا ومفتريًا. ولكنى رحمت لأنى فعلت بجهل في عدم إيمان» (١تى١: ١٣). يقول ذلك عن نفسه في رسالة إلى تلميذه، بينما العادة أن يفتخر المعلمون أمام تلاميذهم ولكنه يستخدم كلمة (أنا) بالطريقة السليمة. ونلاحظ أنه عندما تحدث عن اختطافه للسماء الثالثة، لم يقل أنا، إنما قال «أعرف إنسانًا فى المسيح يسوع» (٢كو١٢: ٢). فلم يستخدم كلمة (أنا) في مجال التمجيد بينما استخدمها في الإعتراف بأخطائه. في تمجيد الذات، اهتم الآباء بتمجيدها في السماء لا على الأرض. في مجد (الأنا) على الأرض، في هذه الحياة الحاضرة القصيرة، كان يخيفهم قول الرب عن هؤلاء الذين ينالون مديحًا هنا من الناس: «الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم» (مت٦: ٢) وتكررت نفس العبارة في (مت٦: ٥: ١٦). وبنفس المعنى قال أبونا إبراهيم لغني لعازر: «يا ابنى، اذكر انك استوفيت خيراتك في حياتك» (لو١٦: ٢٥). أما الذين أجرهم عظيم في السماء، فهم أولئك الذين أخفوا كلمة (أنا)، وعملوا الفضيلة في الخفاء، أمام أبيهم السماوى الذي يرى في الخفاء، وسيجازيهم علانية (مت٦). وأيضًا الذين استخدموا عبارة (لا أنا) وما يشابهها. |
||||
30 - 12 - 2013, 05:08 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الذات (الأنا) لقداسة البابا شنودة الثالث
لا أنا مثال ذلك القديس بولس الرسول الذي قال عن خدمته الناجحة: «ولكن بنعمة الله، أنا ما أنا. ونعمته المعطاة لي لم تكن باطلة. بل أنا تعتبت أكثر من جميعهم. ولكن لا أنا بل نعمة الله التي معى» (١كو١٥: ١٠). وهنا نركز على عبارة: «لا أنا، بل نعمة الله التي معى». ويكرر بولس الرسول نفس المعنى، فيقول «مع المسيح صُلبت. فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فىّ» (غل٢: ٢٠). لا أنا الذي يعمل، بل المسيح الذي فىّ يعمل كل شيء. أما أنا فقد صُلبت معه. لقد صلبت كلمة (أنا) فما عادت تظهر. وهكذا كل الخدام، لا تريد أن (الأنا) تنال مجدًا، بل يقولون: «ليس لنا يا رب ليس لنا. لكن لإسمك القدوس أعطِ مجدًا» (مز١١٥: ١). نعم، في مجال التمجيد يقول كل منا: لا أنا، ليس أنا. وهذا هو التدبير الذي سار عليه القديس يوحنا المعمدان. فكان يرفض كل تمجيد موجه إليه، إلى «الأنا» ويحوله إلى السيد المسيح قائلًا عبارته الخالدة: «ينبغى أن ذلك يزيد، وأنى أنا أنقص» (يو٣: ٣٠). ما أكثر ترديد المعمدان لعبارة لا أنا، أو لست أنا... أما أنا فمجرد «صديق العريس، يقف ويسمعه فيفرح فرحًا من أجل صوت العريس. إذن فرحى هذا قد كمل» (يو٣: ٢٩) وعبارة (لا أنا) نقولها ليس فقط من جهة علاقتنا بالله، بل أيضًا من جهة علاقتنا ببعضنا البعض... فمن جهة الكرامة، يقول كل منا: لا أنا، عملًا بوصية الرسول: «مقدمين بعضكم بعضًا في الكرامة» (رو١٢: ١٠). ومن جهة الرئاسة يقول أيضًا كل منا لا أنا، عملًا بوصية الرب الذي قال: «من أراد أن يكون فيكم عظيمًا، فليكن لكم خادمًا ومن أراد أن يكن فيكم أولًا، فليكن لكم عبدًا» (مت٢٠: ٢٦، ٢٧). وفي عبارة (لا أنا) نتبع وصية الرب في المتكأ الأخير. نترك المتكآت الأولى للكتبة والفريسيين الذين يشتهونها (مت٢٣: ٦). وإن عرضت علينا يقول كل منا. لا أنا. بل أخى أفضل منى وأولى. وهكذا نحيا حياة الأتضاع... |
||||
30 - 12 - 2013, 05:10 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الذات (الأنا) لقداسة البابا شنودة الثالث
إنكار الذات هكذا قال القديس بولس الرسول: " مع المسيح صُلِبت. لكي أحيا – لا أنا – بل المسيح يحيا في (غل 2: 20).. ذاتى لا تحيا مطلقا. قد دققت فيها مسامير. صلبتها . تخلصت من سلطة الأنا. لم أعد أفكر فيها. بذلتها لأجل الرب، ولخدمة أخوتى. بل ما أعجب قوله " كنت أود لو أكون أنا نفسى محروما من المسيح، لأجل أخوتى، أنسبائى حسب الجسد.." (رو 9: 3) إنه إنكار الذات الذي دعانا إليه الرب، كشرط لإتباعه. إذ قال " إن أراد أحد أن يأتى ورائى، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني" (مت 16: 24) (مر 8: 34). و الذى فعله القديس بولس من أجل أخوته وأنسبائه حسب الجسد، هو نفس ما قاله موسى النبى للرب متشفعا في الشعب " والآن، إن غفرت خطيتهم، وإلا فامحني من كتابك الذي كتبت" (خر 32: 32). بل السيد المسيح له المجد، بدأ تجسده بنفس المبدأ. إذ قيل عنه إنه " أخلى نفسه، آخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس. وإذ وجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه و أطاع حتى الموت موت الصليب.." (فى 2: 7، 8). هذا هو السيد الرب الذي قال للآب "فلتكن مشيئتك" (مت 26: 42) " ليس كما أريد أنا، بل كما تريد أنت" ( مت 26: 39) وقال أيضا " لأنى لا أطلب مشيئتى، بل مشيئة الآب الذي أرسلنى " (يو 5: 30). وكرر ذلك في (يو 6: 38). إنه يعطينا بكل ذلك درسا.. عجيب هذا: إنه حتى السيد المسيح يقول "لا أنا".. لا مشيئتى. لا ما أريد أنا.. يقول هذا على الرغم من وحدته في المشيئة مع الآب! ويقول السيد المسيح "من أراد أن يتبعنى، فلينكر ذاته، إنما قد جعل إنكار الذات هو بداية الطريق.. إذن ماذا تكون نهايته..؟! بعض أمثلة: بمبدأ "لا أنا" بدأ دعوته أبونا إبراهيم أبو الآباء والأنبياء. بدأ بطاعته لقول الرب "اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك الى الأرض التي أريك" (تك 12: 1) نعم يا رب. لا أنا أختار مكان سكناى، ولا أنا أتمسك بأرضى وعشيرتى ولا بيتى. و هكذا ذهب وراء الرب " وهو لا يعلم أين يمضى" (عب 11: 8)، لا أنا الذي يطلب أن يعلم أين يمضى. يكفى أن تقود أنت خطواتى. هذه الخبرة وصل إليها إيليا النبى عندما قال: " عرفت يا رب أنه للإنسان طريقه. ليس لإنسان يمشى أن يهدى خطواته" (أر 10: 23) وأبونا إبراهيم مارس أيضا عبارة (لا أنا) حينما أخذ أبنه وحيده ليقدمه محرقة للرب (تك 22). لا أنا أتمسك بمشاعرى كأب. ولا أنا أناقشك في حكمتك وفي أمرك. كل ما أفعل هو أن أطيع. ولتكن يا رب مشيئتك. أتريد أن تأخذ منى هذا الأبن الذي انتظرته سنوات طويلة حسب وعدك. ليكن ما تريده أنت، لا ما أريده أنا. و عبارة (لا أنا) اختبرها موسى النبى أيضا. هذا الذي كان يعيش أمير في قصر فرعون. ولكنه قال في نفسه: لا أنا الذي يحيا في هذه العظمة والرفاهية، و شعبى مستعبدا بل أنه " أبى أن يُدعى ابن أبنة فرعون. مفضلا بالأحرى أن يُذل مع شعب الله، على أن يكون له تمتع وقتى بالخطية. حاسبا عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر" (عب 11: 24 – 26). عبارة (لا أنا) اختبرها تلاميذ الرب ورسله. تركوا السفن والشباك، و الأهل والأسرة، وتبعوا الرب (مت 4: 20). ومتى ترك مكان الجباية وتبعه ( مر 2: 14). وشاول الطرسوسى ترك السلطة وفريسيته وتبعه. وعبر عن هذا كله القديس بطرس الرسول، حينما قال للرب " ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك" (مت 19: 27). وكأن كلا منهم يقول (لا أنا، بل المسيح). لا أهلى، ولا بيتى، و لا سفينتى، ولا وظيفتى، بل المسيح. هو الذي من أجله أترك كل شيء. و في هذا المعنى قال القديس بولس الرسول: " لكن ما كان لي ربحا، فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة. بل إنى أحسب كل شيء أيضا خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربى. هذا الذي من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية، لكي أربح المسيح وأوجد فيه.." (فى 3: 7 – 9) |
||||
30 - 12 - 2013, 05:13 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الذات (الأنا) لقداسة البابا شنودة الثالث
إنكار الذات في الخدمة لابد أن يمارس الأنسان عبارة (لا أنا) في الخدمة، ويجعل الله هو هدفه ووسيلته في الخدمة. ولا يسعى الى مجد شخصى، بل ينشد مع المرتل فى المزمور تلك العبارة الجميلة: " ليس لنا يا رب ليس لنا. لكن لاسمك أعط مجدا" (مز 115: 1). هذا هو المبدأ الذي عاش به القديسون في الخدمة. مثال ذلك القديس يوحنا المعمدان، الذي كان يختفي ليظهر الرب، والذي أستطاع أن ينفذ عبارة "لا أنا" في خدمته، وكان يقول: " ينبغى أن ذاك يزيد، وأنى أنا أنقص" (يو 3: 30). لست أنا المسيح، بل أنى مرسل أمامه. من له العروس فهو العريس. وأما صديق العريس الذي يقف ويسمعه، ففرح فرحا من أجل صوت العريس. إذن فرحى قد كمل.. الذي يأتى من فوق، هو فوق الجميع" (يو 3: 27 – 31). كانت (الأنا) معدومة تماما عند يوحنا المعمدان.. هذا الذي حينما كان يمدحونه، أو يظنون أنه المسيح، كان يجيبهم (لا أنا).. "لست أنا المسيح..فى وسطكم قام الذي لستم تعرفونه. هو الذي يأتى بعدى، الذي صار قدامى. الذي لست بمستحق أن أحل سيور حذائه" (يو 1: 20، 26، 27). أما المنهزمون أمام (الأنا) فهم عكس ذلك. لأنه ما أسهل أن الخادم يربط المخدومين بشخصه وليس بالله. أو يكون له منهم مجموعة تتبعه و تدافع عنه مهما أخطأ، وتمدحه وتمجده، وتعادى الذين يعادونه. وتسير وراءه حتى إن هرطق، كما سار أتباع آريوس وراءه في هرطقته. وهكذا صار الآريوسيون خطرا على الكنيسة طال مداه أكثر من آريوس نفسه. وهنا نرى الذات واضحة.. أما المنتصرون على (الأنا) فليسوا كذلك. الخدمة بالنسبة إليهم، هى محاولة مخلصة للدخول الى أعماق النفس، لأجل تطهيرها وتقريبها الى الله بترك خطاياها وبمحبة الله والخير، أيضا كانت اللغة أو الأسلوب. هدف الخدمة هو هدف روحى. إنها خدمة المصالحة مع الله. (1كو 5: 18، 20). شتان بين عظة يخرج منها السامعون قائلين (هذا واعظ علامة) وبين عظة يخرج منها السامعون قائلين: نريد أن نتوب، وأن نصطلح مع الله. ليس الهدف من العظة تمجيد الواعظ، بل هدفها خلاص النفس. و الواعظ الناجح هو الذي يكسب نفوسا للرب. ولا تكون ذاته هى الهدف، يبحث لها عن تقدير شخصى من سامعيه.. الهدف من العظة، هو أن تكشف للموعوظ ذاته وما فيها من عيوب، وكيف ينتصر عليها ويقترب الى الله وكيف يصطلح مع الله ويثبت فيه. وليس هدف العظة أن تقدم للموعوظ معلومات، لا يُدان في اليوم الأخير على جهله إياها..! لو أن كل واعظ نقى ذاته من الذات، ونقى عظته من الأهتمام بذاته، وركزها على خلاص الآخرين، إذن لكسبنا للملكوت نفوسا كثيرة. ليست كل الخدام يكونون كيوحنا المعمدان يمهدون الطريق قدام المسيح، ويهيئون له شعبا مستعدا (لو 1: 17). هنا أمران تنجح بهما الخدمة البعيدة عن الذات، وهما: 1. يكون الله هو الهدف، وهو الوسيلة. 2. ولا تكون الذات هدفا ولا وسيلة. نقول هذا لأن كثيرين يكون هدف خدمتهم هو ظهور الذات وتمجيدها. وتكون وسيلتهم في الخدمة هى الأعتماد على الذات وذكائها وقدرتها. و هكذا لا يدخل الله في الخدمة، بينما المفروض أنها خدمة الله!! و هكذا أيضا تقل الصلاة في الخدمة. فتضعف لأن الله لم يباركها، ولم يعمل فيها!! أو لم يشترك مع الخدام فى خدمتهم. وإذ تدخل الذات في الخدمة، قد يحدث فيها انقسام بين الخدام، ويصير هذا لبولس، وذلك لأبولوس (1كو 3: 3، 4 ). بكلمة (أنا) قد تدخل محبة الرئاسة أو محبة الأولوية في محيط الخدمة، لذلك منعهم الرب عن ذلك قائلا لهم "لا يكون هكذا فيكم. بل من أراد أن يكون فيكم عظيما، فليكن لكم خادما..كما أن ابن الإنسان لم يأت ليُخدم، بل ليخدم، ويبذل نفسه فدية عن كثيرين" (مت 20: 26 – 28). |
||||
30 - 12 - 2013, 05:14 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الذات (الأنا) لقداسة البابا شنودة الثالث
إنكار الذات في الصلاة بمبدأ (لا أنا) علمنا الرب أن نطلب أولا ملكوت الله وبره قائلا لنا عن الطلبات المادية "هذه كلها تطلبها الأمم. إن أباكم السماوى يعلم أنكم تحتاجون الى هذه كلها. لكن أطلبوا أولا ملكوت الله وبره. وهذه كلها تزدادونها" (مت 6: 32، 33). ولما علمنا الصلاة الربانية، جعل طلباتنا الأولى خاصة بالله. وكأن المصلى يقول (لا أنا) بل يا أبانا الذي في السموات "ليتقدس أسمك، ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض.." (مت 6: 9، 10). ثم بعد ذلك يذكر طلبات أخرى خاصة بملكوت الله وبره فيه.. مثل الخبز الروحى الخاص بملكوت الله. وطلب مغفرة الخطايا ليصطلح مع الله. وأن ينجينا من الشرير، لكي نصل بها الى نقاوة الله حتى نصير أهلا لسكنى الله فينا.. هناك صلوات أخرى لا طلب شخصى فيها على الأطلاق. بل هى تأمل في صفات الله الجميلة. مثل الثلاثة تقديسات: قدوس الله، قدوس القوى، قدوس الحى الذي لا يموت قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت. السماء والأرض مملوءتان من مجدك الأقدس. ومثل صلوات أخرى كثيرة في القداس الغريغورى يقول فيها المصلى".. أنت الذي تسجد لك الملائكة ورؤساء الملائكة، أنت الذي تنطق السلاطين بمجدك. أنت الذي ترسل لك الكراسى الكرامة. ألوف ألوف وقوف قدامك، وربوات ربوات يقدمون لك الخدمة. أنت الذي يسبحك غير المرئيين، وأنت الذي يسجد لك الظاهرون.." كلها صلوات تنطبق عليها عبارة "لا أنا". تلى صلوات التسبيح، صلوات الأنسحاق. التى نطلب فيها حقوق الله منا، وتعتذر الذات عن أخطائها إليه. وتبدو مخطئة ومهانة وليست كيبيرة و فخورة. وقد تقرن صلواتها بالمطانيات، تحنى بها ذاتها الى الأرض معترفة بخطاياها نادمة عليها. لا ترتفع. وإنما تبكت نفسها قدامه. إن أعلى درجة في الصلاة هى صلوات التسبيح التي يبعد فيها الإنسان ذاته، ولا يذكر سوى الله فقط متأملا عظمته ومجده.. ثم بعدها صلوات الإنسحاق وصلوات الشكر، وفيها يتمجد الله أيضا. |
||||
30 - 12 - 2013, 05:15 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الذات (الأنا) لقداسة البابا شنودة الثالث
إنس نفسك في مبدأ (لا أنا) إنس نفسك ، وتذكر الله وحده. في كل حياتك العملية قل "لا أنا، بل نعمة الله التي معى " (1كو 15: 10). لا علمى، ولا قوتى، ولا ذكائى. ولا فكرى كما قال الرسول " أما نحن، فلنا فكر المسيح" (1 كو 2: 16). وقل معه أيضا "أحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فى" (غل 2: 20). قل للرب " أنا لا أدبر نفسى، بل أنت الذي تدبرنى. أنا لا أعتمد على فكرى. فوصيتك تقول "وعلى فكرك لا تعتمد " (أم 3: 5)... وأيضا لا أنا الذي يقدر بجهاده أن يتوب، بل توبنى فأتوب" (أر 31: 18). نفسى أنا قد نسيتها منذ زمان ، حينما عشت في حياة التسليم لك. بل حياتى كلها هى لك. أنشد فيها مع الرسول لي الحياة هى المسيح. والموت هو ربح.. لي أشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح. ذاك أفضل جدا" (فى 1: 21، 23). وفي سبيل ذلك قل أيضا "ولا نفسى ثمينة عندى". و ثق يا أخى أنك بعبارة (لا أنا) يمكنك أن تدخل الى الملكوت. فأنت حينما تنكر ذاتك، و تجحد ذاتك، وتبغض حتى نفسك لأجل الرب، سوف تلتصق بالله أكثر. ويصير الله ليس فقط هو الأول في حياتك، بل بالأكثر هو الوحيد.. وحينما تقول (لا أنا) ستبعد عن تمجيد الذات وتكبيرها. وتنجو من مدح الذات ومن الفخر ومن الكبرياء و المجد الباطل، هذه الأمور التي سقط بها كثيرون (اقرأ مقالًا آخراُ عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وتصل الى حياة الأتضاع التي تستطيع بها أن تقترب الى الله. فالكتاب يقول "أما المتواضعون فيعطيهم نعمة" ( يع 4: 6). و عندما تقول (لا أنا)، سوف تقدم غيرك على نفسك في الكرامة حسب الوصية" (رو 12: 10). وتأخذ المتكأ الأخير الذي يرفعك منه الله. بل أيضا تصير محبوبا من الناس، لأنك لا تنافسهم في الرفعة، ولا تزاحمهم في طريق الحياة وإنما تعطيهم فرصتهم ليتقدموا... إنك عندما تقول (لا أنا) سوف لا تجامل نفسك، ولا تبررها، ولا تلتمس لها الأعذار. بل على العكس تبكتها وتؤدبها، وتقبل أيضا تأديب الرب ولا تتذمر " لأن الذي يحبه الرب يؤدبه" (عب 12: 6). ما أكثر الفضائل التي نقتنيها من عبارة لا أنا. |
||||
|