منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23 - 12 - 2013, 04:34 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

محبة الله الآب

ومن محبة الله لنا، أنه دعانا أبناء له.
وفي هذا يقول القديس يوحنا الرسول (انظروا أية محبة أعطانا الآب، حتى ندعي أولاد الله) (ايو3:1). وهكذا نصلي باستمرار ونقول (أبانا الذي في السموات) (مت 6: 9). وتتكرر عبارة (أبوكم السماوي) مرات عديدة في العظة علي الجبل. وترتبط بالكمال المطلوب منا حينًا (مت5:48). وبالمغفرة حينًا آخر (مت6:14). بالعمل في الخفاء أحيانًا (مت6:4،6،18). وترتبط بعناية الله أيضًا إذ يقول (فكم بالحري أبوكم الذي في السموات يهب خيرات للذين يسألونه) (مت7:11). (لا تهتموا قائلين ماذا نأكل، أو ماذا نشرب، أو ماذا نلبس.. لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلي هذه كلها) (مت6:31،32). ما أعمق أن نعتمد باستمرار علي محبة هذا الآب السماوي.

كتاب المحبة قمة الفضائل
ومحبة الله دعتنا أبناء أيضًا حتى في العهد القديم.
فهو ينادي كلًا منا قائلًا (يا أبني أعطني قلبك، ولتلاحظ عيناك طرقي) (أم 23:26). ويقول الوحي في قصة الطوفان قائلًا عن نسل شيث (رأي أولاد الله بنات الناس أنهن حسنات) (تك6:2). ويعاتب الله شعبه قائلًا (ربيت بنين ونشأتهم أما هم فعصوا علي) (أش1:2). ويعاتب في سفر ملاخي قائلًا "«الابْنُ يُكْرِمُ أَبَاهُ، وَالْعَبْدُ يُكْرِمُ سَيِّدَهُ. فَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَبًا، فَأَيْنَ كَرَامَتِي؟ وَإِنْ كُنْتُ سَيِّدًا، فَأَيْنَ هَيْبَتِي؟" (سفر ملاخي 1: 6) (ملا1:6).
ويناديه الشعب في سفر إشعياء النبي قائلين (تطلع من السموات، وانظر من مسكن قدسك.. فإنك أنت أبونا, وإن لم يعرفنا إبراهيم.. أنت يا رب أبونا، ولينا، منذ الأبد اسمك) (أش63:15،16)،وأيضًا (والآن أنت أبونا. نحن الطين وأنت جابلنا) (أش 64:8).
إن كلمة أب تحمل مشاعر عميقة لا تحصي.
تحمل معاني الحب والحنان، والرعاية أيضًا. وتحمل معاني الرأفة والإشفاق أيضًا. وهكذا يقول داود النبي في المزمور (كما يترأف الأب علي البنين، يترأف الرب علي خائفيه. لأنه يعرف جبلتنا، يذكر أننا تراب نحن) (مز 103). وعبارة الأبوة تعني أنه يعاملنا كأبناء وليس كعبيد. وتعني أيضًا أن لنا ميراثًا في السماء كبنين. وتعني كذلك أنه يجب علينا أن نبادل هذا الأب حبًا بحب. كما قال القديس يوحنا الرسول (نحن نحبه، لأنه هو أحبنا أولًا) (1يو4:19).. وإلا فإننا نستحق توبيخ الرسول حينما قال (إن كنتم تحتملون التأديب، يعاملكم الله كالبنين. فأي ابن لا يؤدبه أبوه. ولكن إن كنتم تحتملون التأديب، يعاملكم الله كالبنين. فأي ابن لا يؤدبه أبوه. ولكن إن كنتم بلا تأديب.. فأنتم نغول لا بنون) (عب12:7،8).
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 04:41 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

ألقاب أخرى للمحبة

كتاب المحبة قمة الفضائل
ما أكثر أيضًا ألقاب الحب التي يلقبنا بها الله.
ليس فقط أبناء. بل يشبهنا أيضًا بالعروس. ويقول القديس يوحنا المعمدان عن المسيح والكنيسة (من له العروس فهو العريس أما صديق العريس (عن نفسه) الذي يقف ويسمعه، فيفرح فرحًا) (يو3:29). نفس التشبيه يقوله السيد الرب في مثل العذارى الحكيمات اللائي يسهرن في العريس (مت25). ونفس التشبيه في (أف5:25:33). وعن هذا التشبيه في الحب ورد سفر كامل في الكتاب هو سفر نشيد الأناشيد عن العلاقة بين الله والنفس البشرية.
كذلك يشبه علاقتنا به بالعلاقة بين الجسد والرأس.
فالمسيح هو رأس الكنيسة، وهو مخلص الجسد (أف5: 23). وكلنا أعضاء في جسده.. أو هناك تشبيه آخر مماثل، أنه الكرمة ونحن الأغصان. والغصن الثابت فيه، أي في الكرمة، هو الذي يأتي بثمر (يو15:5)،. ولذلك كله -من محبته لنا- دعانا خاصته. وقيل عنه إنه أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم حتى المنتهي) (يو13:1).
ومن محبته لنا دعانا هياكل لروحه القدوس.
فقال القديس بولس الرسول (أما تعملون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم.. لآن هيكل الله مقدس الذي أنتم هو) (1كو3: 16،17). وكرر ذلك في (1كو6:19).
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 04:44 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

سكني الله فينا


من محبة الله لنا: سكناه في قلوبنا.
الله الذي يقول (يا ابني أعطني قلبك) (أم23:26). إنه ينظر إلي قلب كل واحد منا، وإلي نفس كل واحد منا، وإلي نفس كل واحد منا، ويقول (ههنا هو موضع راحتي إلي أبد الأبد. ههنا أسكن لأني اشتهيته) (مز132). قيل عنه في
تجسده أنه: لم يكن له موضوع يسند فيه رأسه (لو9:58).
أحسن موضوع يسند فيه الرب رأسه، هو القلب النقي..
هو القلب الذي يحب الله، ويحب أن يكون الله في أعماقه.. من محبة الله لنا، إنه يقف علي باب قلب كل منا، ويقرع لكي يفتح له (رؤ3:20). يقول لكل نفس من نفوسنا (افتحي لي يا أختي، يا حبيبتي، يا كاملتي) (نش5:2). وإن تباطأت النفس في أن تفتح له، يظل منتظرًا قارعًا علي أبواب قلوبنا، حتى يمتلئ رأسه من الطال وقصصه من ندي الليل (نش5:2)
كتاب المحبة قمة الفضائل
الله المحب الذي لا تسعه السموات ولا سماء السموات (1مل8:27).. يريد أن يسكن فينا.
أن أعظم سماء يحب الرب أن يسكنها، هي قلبك وأعظم هيكل يوجد في هو قلبك. بل أعظم عرش يجلس عليه هو قلبك، كما قيل في قصيدة:


كتاب المحبة قمة الفضائل
*** همسة حب ***
في سماء أنت حقًا أنما كل قلب عاش في الحب سماك
عرشك الأقدس قلب قد خلا من هوي الكل فلا يهوي سواك
ما بعيد أنت عن روحي التي في سكون الصمت تستوحي نداك
نعم، نحن هياكل الله، والله يسكن فينا (1كو3:16). انه يقول (أن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي. واليه نأتي، وعنده نصنع منزلًا) (يو14:23) أي الأب والابن يسكنان فيك، وأنت أيضًا مسكن للروح القديس (اكو3: 16).
فيكون مسكنًا لثالوث القدوس.. حقًا، ما أعمق محبة الله لنا. وما اسمي القلب المحب لله.
هذا القلب الذي يسكنه الله ومحبة الله، هو -بدون مبالغة- أسمى من لسماء التي فوقه!!
نعم، هذا هو عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا (مت1:23).
من نحن يا رب، حتى تكون معنا؟ نحن التراب والرماد، والمزدري وغير الموجود (1كو1:28) وكأن الله يقول: أنا معكم كل الأيام، لأني أحبكم وأحب أن أكون في وسطكم. قد وعتكم من قبل أنه (حيثما أجتمع أثنين أو ثلاث باسمي فهناك أكون في وسطهم) (مت18:20). نعم أن مسرتي في بني البشر. أنا أحب أن أسكن فهم.. أنتم سمائي الخالدة. أنت عرشي الذي أجلس عليه.. أنتم ملكوتي.
كتاب المحبة قمة الفضائل
ألم يقول الكتاب "ملكوت الله داخلكم" (لو17:21).
نعم، داخل هذه القلوب، أفتح قلبك، تجد داخله ملكوت الله تجد محبة الله.. انه الله الذي يقول (يا ابني أعطني قلبك) (أم 23:26). عجيب أنه يقول الرب أعطني قلبك.
من أنا يا رب حتى أعطيك؟! أنت مصدر كل غني. أنت الذي تشبع كل حي من رضاك. أنت مالك الكل، أنت لك الأرض وما عليها، المسكونة وكل الساكنين فيها (مز24:1).. أنت يا رب الكائن الوحيد الذي لا يحتاج إلى شيء.. ومع ذلك سأعطيك يا رب قلبي، كما طلبت. ولكن لكي تقدسه وتنظفه وتطهره، وتسكن فيه، فيتبارك بك ويكون لك..
خذه يا رب، وأسند فيه رأسك.. أنت الذي خلقته. وأنت الذي أعطيتني إياه، أوصيتني قائلًا (فوق كل تحفظ أحفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة (أم4:23). ليتك أنت تحفظه، هذا الذي أعطيتني إياه، ليكون لك. وحينما يقدمه موضعًا لسكناك، أقول لك كما قال الشعب في القديم، حينما تبرعه لبناء بيت الرب..
(منك الجميع، ومن يدك أعطيناك) (أي29:14).
مبارك أنت يا رب في محبتك، حينما تقبل من أيدينا شيء،ومبارك أنت في تواضعك حينما تقول (يا ابني أعطني) مثلما قلت للمرأة السامرية أعطني أشرب (يو4:7).. وأنت الذي عند الماء الحي، الذي كل من يشرب منه، لا يعطش إلي الأبد (يو4:14) حقًا يا رب، ليس لك شبيه بين الآلهة، كما قال داود عبدك (من مثلك) (مز89: 6، 8).
أنت يا رب حنون جدًا، وعطوف جدًا، ومحبتك فوق الوصف، وفوق الشرح، لا يستطيع لسان أن يعبر عنها..
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 04:47 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

محبة الله صانع الخيرات


كتاب المحبة قمة الفضائل

من محبه الله، صانع الخيرات لنا. قيل عنه أنه يجول يصنع خيرًا (أع10: 38).
أنه يعطي الخير للكل، حتى لأعدائه، والذين ينكرون وجوده. وعطاياه كلها نابعة من حبه ومن كرمه وجوده. مرت فترة كانت فيها الوثنية تسود العالم، ومع ذلك لم يمنع الله خيره عن العالم وعندما عرفته هذه الأمم الوثنية، كان هذا الذي منحهم الأيمان به، كمبادرة من عنده، مثلما فعل مع شعب نينوى (يون3)، ومثلما فعل مع كثيرين بمعجزاته وآياته.. وأيضًا بإحساناته الكثيرة، هذه التي تغني بها داود النبي فقال:
باركي يا نفس الرب، ولا تنسي كل حسناته) (مز103:2).
(باركي يا نفس الرب، وكل ما في باطني ليبارك أسمه القدوس) (الذي يغفر جميع ذنوبك الذي يشفي كل أمراضك، الذي يفدي من حفرة حياتك. الذي يكللك بالرحمة والرأفة. الذي يشبع بالخير عمرك علامة فيتجدد مثل النسر شبابك) (مز103:1-5).
يغفر جميع ذنوبك في المعمودية. ويشفي كل أمراضك الروحية في اعترافك وتناولك وفي رعايته الروحية لك،.ويفدي من الحفرة حياتك، لأنه بالفداء ينقذك من الذهاب إلي الجحيم. ويكللك بالرحمة والرأفة، حينما يمنحك إكليل الحياة وإكليل البر. ويشبع بالخير عمرك في الأبدية السعيدة والنعيم الأبدي، فيتجدد مثل النسر شبابك..
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 04:48 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

ما أكثر حسنات الله إلي الذين يحبونه ويحبهم
كتاب المحبة قمة الفضائل
يوحنا الرسول كان يتكئ في حضنه، ويسمع نبضات قلبه. ومريم أخت مرثا كانت تجلس عند قدميه، وتسمع كلمات الروح من فمه. وكل الذين اتصلوا به، كأنه ينالون من حنانه بل أنه قال للكنيسة كلها (هوذا علي كفي نقشتك) (أش49:16). وقال لتلاميذه..
"أما أنتم، وحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاه" (مت10:30). وهكذا نري من محبة الله البشرية، حفظه الدائم لها وعنايته الدائمة لها. وهكذا يقول المرتل في المزمور (لولا أن الرب كان معًا حين قام الناس علينا. لابتلعونا ونحن أحياء) (نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين. الفخ أنكسر ونحن نجونا. عوننا من عند الرب الذي صنع السماء والأرض (مز124).
ويركز العناية في الله واحده فيقول أن لم يبن الرب البيت، فباطلًا يتعب البناؤون. وأن لم يحرس الرب المدينة، فباطلًا يسهر اث (مز127).
ويطمئن المرتل نفسه من واقع اختباراته مع الله ومحبته، فيقول (الرب عوني، فلا أخشى ماذا يصنع به الإنسان. والرب لي عوني، وأنا أري بأعدائي) (أحاطوا بي احتياطا واكتنفوني، وبأسم الرب قهرتهم) دفعت لأسقت والرب عضدني. قوتي وتسبحتي هو الرب، وقد صار لي خلاصًا (مز118).

ما أكثر ما في المزامير من أناشيد عن معونة الله ورعايته ومحبته. وما اكثر خبرات داود وخبرات القديسين.
أختبر داود معونة الله أمام جليات الجبار. لذلك قال لهم مسبقًا (أنت تأتي إلى بسيف وبرمح وبترس، وأنا أتى إليك بأسم رب الجنود) وقال له أيضًا (لأن ب للرب) (1صم 17: 45- 47). وأختبر داود كذلك حفظ الله له في كل مؤامرات شاول الملك ضده.
الثلاثة فتي اختبروا محبة الله وحفظه، حينما القوهم في أتون النار (دا 3).
وأختبر دانيال محبة الله وحفظة، حينما القوه في جب الأسود. كذلك أيضًا محبة الله وحفظة بطرس الرسول وهو في السجن (أع 12). وأختبرها بولس الرسول في سجن فيلبي (أع 16). وأيضًا حينما قال له الرب (أنا معك، ولا يقع بك أحد ليؤذيك) (أع 18: 10). وأختبرها يعقوب أبو الأباء حينما قال له الرب (ها أنا معك، واحفظك حيثما تذهب، وأردك إلى هذه الأرض) (تك 28: 15).

وقصص محبة الله وعنايته بأولاده، لا تدخل تحت حصر، سواء في الكتاب المقدس أو في تاريخ الكنيسة.
مجرد هذه النقطة وحدها في موضوعنا، لو أننا استفضنا في الحديث عنها، لاحتاجت إلى كتاب خاص، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. علي أن محبة الله وعنايته، لم تشمل القديسين فقط، أنما كانت تشمل الكل كما ذكرنا. ومعجزات الشفاء وإخراج الشياطين التي اجراها الرب، كانت للأمم وليست فقط لأبينا إبراهيم.
والله في أعمال محبته وحنانه لم يضع أمامه علي الدوام مبدأ مستحقين وغير المستحقين..

لو كان الله لا يعتني إلا بالقديسين فقط، ولا يحب سواهم، لهلكنا جميعًا..!
صدقوني، لو أن الله أمسك في يده هذا الميزان، ميزان الاستحقاق، وأعطي فقط من يستحق، لما وجد من يستحق..
فكلنا خطاة. (وكلنا كغنم ضللنا، ملنا كل واحد إلي طريقة) (أش 53:6). فلو كان الله يعطي المستحقين فقط، ما أعطي (الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله. ليس من يعمل صلاحًا، ليس ولا واحد) (مز14).
وقد علمنا أن نفعل هكذا مثله، فقال (إن أحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم؟ أليس العشارون أيضًا يفعلون هكذا) (أما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم، باركوا لأعينكم. أحسنوا إلي مبغضيكم. وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات) (مت5:44-46).

وهذا المبدأ الإلهي، علمه الرب حتى للطبيعة.
تأملوا زنابق ل، الورود والزهور: إنها لا تعطي رائحتها الذكية للأبرار فقط وللمستحقين، بل للكل.. الكل يستنشق عبيرها، حتى للأشرار.. إنها تعطي من رائحتها لكل أحد، حتى للذي يقطفها ويفركها بيده، تظل رائحتها - حتى بعد
أن تلفظ أنفاسها - لاصقة بيده. كذلك الشمس تعطي من حرارتها وضوئها لكل أحد، والشجرة تعطي من ظلالها لكل أحد والينبوع يعطي من مائه لكل أحد. ولا تفرق بين مستحق وغير مستحق..
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 04:50 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل



إن الله قد أحبنا ونحن بعد خطاة. وفدانا بدمه، ونحن أموات بالخطايا (رو5:8) (أف2:4،5).
تري من فينا كان مستحقًا لدمه الكريم؟!

كتاب المحبة قمة الفضائل
لذلك فأنا في كل مرة أتناول من السرائر المقدسة، أقول في صلاتي (ليس يا رب من أجل استحقاقي، إنما من أجل احتياجي). وعملت هذه الصلاة لكثيرين..
إن الله يعطي غير المستحقين، علي الأقل لثلاثة أسباب: أولًا لأن من طبيعته الحب والعطاء. وثانيًا من أجل احتياجهم.
وثالثًا، لعله بالحب يجذبهم إليه. فتؤثر فيهم محبته، علي من عدم استحقاقهم.
الرب يهتم بكل أحد، وفي كل وقت..
كتاب المحبة قمة الفضائل
حتى وهو علي الصليب، كان يهتم بغيره، ويعطي.
تصوروا وهو متعب جسديًا إلي أقصي حد، وقد مزقت السياط جسده، والشوك أنزف الدم منه، مع الإرهاق الزائد، من الجلد وحمل الصليب ودق المسامير في يديه ورجليه.. ومع كل ذلك في عمق محبته، يفكر في صالبيه، ويطلب لهم المغفرة، ويقدم عنهم عذرًا، ويقول في محبة عجيبة فوق الوصف:
(يا أبتاه اغفر لهم، لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون) ((لو23:34). إن آلامه التي لا تطاق، لم تمنع محبته من التفكير في صاليبه وطلب المغفرة لهم، بل من أجل هذه المغفرة، قد أسلم ذاته للصلب.
وبنفس الحب - وهو علي الصليب - منح اللص التائب وعدًا بأن يكون معه في الفردوس في نفس اليوم.. (لو23:43). وهكذا أراح نفس هذا اللص، قبل أن يلفظ اللص أنفاسه.
وبنفس الحب، وبنوع آخر، فكر في أمه العذراء القديسة، وفي إيوائها والعناية بها، فكلف بذلك تلميذه يوحنا الحبيب.
(ومن تلك الساعة، أخذها التلميذ إلي خاصته) (يو19:27).
كان بمحبته لا يفكر في ذاته، وإنما في راحة غيره. فالمحبة لا تطلب ما لنفسها (1كو13:5)، بل تنكر ذاتها.
ليس غريبًا إذن أن المهاتما غاندي، الزعيم الروحي للهند - كما ذكر المؤرخ فيشر عنه - لما زار فرنسا، ورأي أيقونة المسيح المصلوب، بكي..
كان الناس يرون المسيح من قبل، محبة تتحرك علي الأرض. وظلت المحبة فيه تتحرك بأكثر شدة علي الصليب، حتى عندما كان جسده بلا حركة مسمرًا بالمسامير.
بل في الطريق إلي الصليب أيضًا، كانت محبته أيضًا تعمل من أجل الغير، المستحقين وغير المستحقين..
فقد تحنن علي ملخس عبد رئيس الكهنة، لما استل بطرس سيفه، وضربه فقطع أذنه.. أمر بطرس بأن يرد سيفه إلي غمده. أما عن العبد، فإن الرب (لمس أذنه وأبرأها) (لو22: 50، 51).
أما عن تلاميذه، الذين خافوا في وقت القبض عليه، فقال عنهم لمن جاءوا يقبضون عليه (أنا هو. إن كنتم تطلبونني، فدعوا هؤلاء يذهبون) (يو18:8). وهكذا سهل لهم الهرب في سلام.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 04:53 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

محبة الله المتحنن


محبة الله لنا، محبة مملوءة عاطفة.
لعل من أعمق مظاهرها، تلك العبارة المؤثرة التي قيلت في معجزة إقامة لعازر من الموت، اعني قول البشير (بكي يسوع) (يو11:35). أنها كلمة تدل علي عمق المشاعر، عمق الحنان، عمق القلب.
تكرر نفس التعبير بالنسبة إلي أورشليم التي كان ينتظرها الخراب بعد سنوات. وقد قيل في ذلك (وفما هو يقترب من المدينة بكي عليها) وقال (ستأتي أيام ويحيط بك أعداؤك: ويحاصرونك من كل جهة، ويهدمونك وبنيك فيك ولا يتركون فيك حجرًا علي حجر) (لو19:41-44).
كتاب المحبة قمة الفضائل
ومثل عبارة "بكي" في إظهار محبة الرب لأولاده، كذلك عبارة "تحنن".
ومن أجمل مواقفها قول الإنجيل (ولما رأي الجموع تحنن عليهم، إذ كانوا منزعجين منطرحين، كغنم لا راعي لها) (مت9:36). لذلك قال لتلاميذه من أجلهم (أطلبوا إلي رب الحصاد أن يرسل فعلة لحصاده)..
ويكرر معلمنا متى البشير هذه العبارة في شفاء المرضي، ويقول عن الرب إنه (تحنن عليهم وشفي مرضاهم) (مت14:14). إذن كانت معجزات الشفاء ناتجة عن حنان قلب وحب. وهكذا يقول أيضًا في شفاء الأعميين (فتحنن يسوع ولمس أعينهما. فللوقت أبصرت أعينهما فتبعاه) (مت20:34). وفي أقامه ابن أرملة نايين - وكانت أمه تبكي، وهو وحيد أمه (فلما رآها الرب تحنن عليها، وقال لها لا تبكي) وأقام الشاب (ودفعه إلي أمه) (لو7:12-15).
كتاب المحبة قمة الفضائل
حاولوا يا أخوتي أن تتبعوا كلمة)تحنن(في معاملات الرب. بل في العهد القديم وردت كثيرًا عبارة (الرب حنان ورحيم) (مز111:4) (مز145:8) وكما يقول عنه نحميا انه (إله غفور، حنان ورحيم، طويل الروح) (نح9:17)
ويقول عن مغفرته للشعب وعدم إفنائهم علي الرغم من صلابة رقابهم (ولكن لأجل مراحمك الكثيرة لم تفنهم ولم تتركهم، لأنك إله حنان ورحيم) (نح9:31).
كتاب المحبة قمة الفضائل
من محبة الله لنا أيضًا أنه ينادينا بأسمائنا.
فيقول (أعرف خاصتي، وخاصتي تعرفني) (خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني، ويقول أيضًا أن (الخراف تسمع صوته، فيدعو خرافه الخاصة بأسماء ويخرجها) (يو10).
جميل أن الله يعرف الكل منا باسمه، ويناديه باسمه ويقول لتلاميذه (أفرحوا بالحري أن أسماءكم كتبت في السموات) (لو10:20). وجميل أيضًا أننا نري في الكتاب سفرًا أسمه سفر العدد، فيه يحصي الله أولاده ويكتبهم بأسمائهم. كذلك في سفر أخبار الأيام نره يكتب الأسباط وتفرعاتها بالأسماء (1 أى1-9).. ليس أحد غائبًا أمامه. وإن غاب أحد يبحث عنه حتى يجده، ويحمله علي منكبيه فرحًا (لو15:5).
كتاب المحبة قمة الفضائل
ومن محبة الله لنا، أنه جعلنا واحدًا معه.
فيقول (أثبتوا في وأنا فيكم) (يو15:4) كما يثبت الغصن في الكرمة. ويقول للآب (أنت أيها الآب في، وأنا فيك، ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا) (يو17:21). ويقول أيضًا (أنا فيهم، وأنت في، ليكونوا مكملين غلي واحد) (يو23:17).
كتاب المحبة قمة الفضائل


كتاب المحبة قمة الفضائل
ومن محبته أنه اعتبرنا كشخصه.
فلما اضطهد شاول الطرسوسي الكنيسة، قال له الرب (لماذا تضطهدني؟) (أع9:4). وعن الفقراء قال (مهما فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الصغار، فبي قد فعلتم) (مت25:40) لذلك قال عنهم (كنت جوعانًا فأطعمتموني) (مت25:35)، وقال (من يقبلكم يقبلني) (مت10:40).
ومن محبة الله أيضًا الدالة العجيبة بينه وبين أولاده.
ومن أمثلتها أنه قبل أن يحرق سادوم (قال الرب هل أخفي عن عبدي إبراهيم ما أنا فاعله؟) وأخبره بما سيفعله، وقبل أن يدخل إبراهيم معه في حوار، حتى أن يقول له (حاشه لك أن تفعل مثل هذا الأمر، أن تميت البار مع الأثيم.. أديان الأرض كلها لا يصنع عدلًا) (تك18:17،25).
نفس الوضع مع موسى، إذ قال له بعد أن عبد الشعب العجل الذهبي (الآن أتركني ليحمي غضبي عليهم فأفنيهم) ولم يتركه موسى، بل حاوره في الأمر، وقال له ارجع يا رب عن حمو غضبك واندم علي الشر) وقبل شفاعته (خر32:9-14).
كتاب المحبة قمة الفضائل
وإلي جوار هذه الدالة، دفاعه أيضًا عنهم.
فقد دافع عن يوحنا المعمدان فقال: (ماذا خرجتم إلي البرية لتنظروا؟ إنسانًا لابسًا ثيابًا ناعمة؟! هوذا الذين يلبسون الثياب الناعمة هم في بيت الملوك.. أنبياء؟ نعم أقول لكم وأفضل من نبي.. الحق أقول لكم لم يقم من بين المولودين من النساء من هو أعظم من يوحنا المعمدان..) (مت11:8-11).


كتاب المحبة قمة الفضائل
ودافع عن موسى النبي لما تقول عليه هرون ومريم بعد زواجه من أمراة كوشية، كما فوبخهما الرب قائلًا (إن كان منكم نبي للرب، فبالرؤيا استعلن له. في الحلم أكلمه. وأما عبدي موسى فليس هكذا، بل هو أمين في كل بيتي. فمًا لفم وعيانًا أتكلم معه، لا بالألغاز. وشبه الرب يعاين. فلماذا لا تخشيان أن تتكلما علي عبدي موسى؟!) (عد12:6-8). وضرب الرب مريم بالبرص، فحجزت خارج المحلة سبعة أيام..
كتاب المحبة قمة الفضائل
ودافع عن إبراهيم، لما أخذ أبيمالك الملك زوجته.
فظهر له في حلم وقال له (ها أنت ميت بسبب المرأة التي أخذتها، فإنها متزوجة ببعل.. فالآن رد امرأة الرجل، فإنه نبي فيصلي لأجلك فتحيا) (تك20:3،7).
كتاب المحبة قمة الفضائل
ودافع عن أيوب الصديق ضد أصحابه الثلاثة.
فقال لأليفاز التيماني (قد احتمي غضب عليك وعلي كلًا صاحبيك، لأنكم لم تقولوا في الصواب كعبدي أيوب. والآن فخذوا لأنفسكم سبعة ثيران وسبعة كباش. واذهبوا إلي عبدي أيوب، واصعدوا محرقة لأجل أنفسكم. وعبدي أيوب يصلي من أجلكم -لأني أرفع وجهه- لئلا أصنع معكم حسب حماقتكم. لأنكم لم تقولوا في الصواب كعبدي أيوب..) (أي42:7،8).
بل دافع الرب عن أيوب لما اشتكي علية الشيطان.
وقال له (هل جعلت قلبك علي عبدي أيوب؟ لأنة ليس مثله في الأرض، رجل كامل ومستقيم، يتقي الله، ويحيد عن الشر، وإلى الآن هو متمسك بكماله..) (أي 2: 3).
وأمثله دفاع الرب عن أولاده كثيرة جدًا..
دافع عن الشعب في مصر ضد فرعون. ودافع عنهم في أيام القضاء، ودافع عن دانيال والثلاثة فيتيه في سنوات السبي. ودافع عن تلاميذه ضد كل اتهامات الكتبة والفريسيين، وقال لبولس (لا تخف لأني أنا معك، ولا يقع بك احد ليؤذيك) (أع 18: 9، 10). ودافع عن الكنيسة في كل زمان، ووعد بأن أبواب الجحيم لم تقوي عليها (مت 16: 18).
كتاب المحبة قمة الفضائل
والأعجب من هذا كله دفاع الرب عن الخطاة.
دافع عن المرأة الخاطئة التي بللت قدميه بدموعها في بيت سمعان الفريسي. ووبخ الفريسي الذي أدانها. واراه أن تلك الخاطئة كانت أبر منه، لأنها أحبت كثيرًا (لو 7: 36-47) بينما كانت تلك المسكينة صامتة لا تملك الدفاع عن نفسها.
دافع أيضًا عن المرأة التي ضبطت في هذا الفعل.
وقال للقساة الذين قدموها لحكم الموت (من كان منكم بلا خطية، فليرمها أولا بحجر) (أي 8: 7). ولما أراح المرأة من الذين أدانوها، إذ أنصرف الجميع، قال للمرأة (ولا أنا أدينك. اذهبي ولا تخطئي أيضًا)..
كتاب المحبة قمة الفضائل
كذلك المرأة التي سكبت عليه الطيب في الأسبوع الأخير:
لما تذمر عليها البعض وقالوا (لماذا هذا الإتلاف؟! لأنه كان يمكن أن يباع هذا الطيب بكثير ويعطي للفقراء!) فدافع الرب عن هذه المرأة وقال (لماذا تزعجون المرأة؟! فإنها قد عملت بي عملًا حسنًا. فأن الفقراء معكم في كل حين..
فأنها سكبت هذا الطيب علي جسدي.. لأجل تكفيني) (مت 26: 6- 12). ولم يدافع عن المرأة فقط، وإنما طوبها أيضًا بقوله (الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا الإنجيل. في كل العالم، يخبر أيضًا بما فعلته هذه تذكارًا لها)..
حقًا إن الرب في محبته يرفع وجوه المساكين..
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 04:55 PM   رقم المشاركة : ( 18 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

محبة الله الغفور


ومن محبة الرب لنا، انه منحنا التوبة للمغفرة.
تظهر محبته هذه في قول الرسول إن الله (يريد أن جميع الناس يخلصون، وإلى معرفة الحق يقبلون) (1تي 2: 4). بل أن السيد الرب نفسه يقول في سفر حزقيال النبي، أنة لا يسر بموت الشرير، بل برجوعه عن طرقه فيحيا (حز 18: 23). لذلك منحنا الله التوبة للحياة (أع 11: 18).
حقًا من محبة الله أنه لم ينه حياتنا ونحن في خطايانا.
وإنما رأي وصبر، وأطال أناته علينا لكي نتوب وإنما (بغني لطفه، وإمهاله وطول أناته). أنما يقتادنا إلى التوبة (رو 2: 4).. كان يمكن أن يمسك بشاول الطرسوسي. وهو يضطهد الكنيسة، ويلقي به في الجحيم.‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍
كتاب المحبة قمة الفضائل
بل أن ضل أحد يذهب ويبحث عنه ليرجعه..

كتاب المحبة قمة الفضائل
كما هو واضح في قصة الخروف الضال والدرهم المفقود. وبحث الرب عن الخطاة يتضح من قوله: (أنا واقف علي الباب وأقرع. أن فتح أحد لي، أدخل وأتعش معه) (رؤ3:20). بل أن الرب من محبته أرسل والأنبياء كسفراء عنه، وأعطاهم خدمة المصالحة، لكي ينادوا أن (اصطلحوا مع الله) (2كو5:18: 20).
بل أنه يمد يده طول النهار لشعب معاند ومقاوم (رو10:21).
ومن محبته يدعو الناس، لكي يتوبوا فيغفر لهم ويقول (هلم نتحاجج -يقول الرب- إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج..) (أش1:18).
ومن محبة الله أنه يفرح بالراجعين إليه.
لا يعاتبهم، بل يفرح بهم. كما قال في عودة الابن الضال (ينبغي أن نفرح ونُسَرّ. لأن ابني هذا كان ميتًا فعاش، وكان ضالًا فَوُجِدَ) (لو15:5). بل تفرح الملائكة أيضًا معه. وهكذا يقول الكتاب إنه (يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب) (لو15:10).
كتاب المحبة قمة الفضائل
والرب في قبوله للخطاة، يكون في محبته عميق المغفرة.
تغني داود النبي بهذه المغفرة فقال (باركي يا نفسي الرب، ولا تنسي كل حسناته، الذي يغفر جميع ذنوبك.. الرب رحيم ورءوف، طويل الروح، وكثير الرحمة. لا يحاكم إلي الأبد، ولا يحقد إلي الدهر. لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب آثامنا. لأنه مثل ارتفاع السموات فوق الأرض، قويت رحمته علي خائفيه. كبعد المشرق عن المغرب، أبعد عنا معاصينا.. لأنه يعرف جبلتنا يذكر أننا تراب نحن) (مز103).
كتاب المحبة قمة الفضائل
ومن محبة الله، فإنه في مغفرته لخطايانا، يمحوها ولا يعود يذكرها.
وهكذا يقول في سفر ارميا النبي (لأني أصفح عن إثمهم، ولا أذكر خطيئتهم بعد) (أر31:34).
ويقول في سفر حزقيال النبي عن الشرير التائب (كل معاصيه التي فعلها، لا تذكر عليه) (خر18:22) (حز33:16). ويقول بولس الرسول (إن الله -في المسيح- كان مصالحًا العالم لنفسه، غير حاسب لهم خطاياهم) (2كو5:19).
ويتغني المرتل في المزمور بهذه المغفرة التي تمحي فيها الخطايا، فيقول (طوبى للذي غفر إثمه وسترت خطيته. طوبي للإنسان الذي لا يحسب له الرب خطية) (مز32:1،2). وقد اقتبس بولس الرسول هذا التطويب (رو4:7،8).
بل أحس داود بعمق مغفرة الله في محبته فقال:
ما أعظم هذه المحبة التي تغسل الخاطئ من خطيته، فيبيض أكثر من الثلج..
كتاب المحبة قمة الفضائل
بل أكثر من هذا كله، فإن الله - لكي يغفر خطايانا - حملها بدلًا منا.
وكما قال إشعياء النبي (كلنا كغنم ضللنا. ملنا كل واحد إلي طريقه. والرب وضع عليه إثم جميعنا) (أش53:6)،وقال عنه يوحنا المعمدان (هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم) (يو1:29).. وهكذا دفع ثمن خطايانا علي الصليب. ومات عنا، لكي نحيا نحن بموته.. وهكذا قال القديس بولس الرسول إن (الله بين محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة، مات المسيح لأجلنا) (رو5:8).
كتاب المحبة قمة الفضائل
إذن المسيح -بالفداء- كان علي الصليب ذبيحة حب.
إن عمل الكفارة والفداء، كان عملًا يدل علي عمق محبة الله لنا (هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد. لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية) (يو3:16). وهكذا يقول القديس يوحنا الرسول عن المحبة بيننا وبين الله (ليس أننا نحن أحببنا الله. بل أنه هو أحبنا، وأرسل ابنه كفارة عن خطايانا) (1يو4:10). لهذا نقول:
كتاب المحبة قمة الفضائل
قبل أن يصلب اليهود المسيح، صلبته محبته للبشر.
هو صعد علي الصليب بإرادته، دفعته إلي ذلك محبته للبشر ورغبته في خلاصهم. لقد قال عن نفسه (أضع نفسي لآخذها ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها، وسلطان أن آخذها أيضًا) (يو10: 17، 18).
إذن عقيدة الفداء، التي هي أعظم عقائد المسيحية، كان أساسها الحب وسببها الحب، حب الله للناس..
كتاب المحبة قمة الفضائل
الحب هو الذي سمر المسيح علي الصليب.
لقد تحدوه قائلين (لو كنت ابن الله، انزل من علي الصليب، فنؤمن بك) (مت27: 40، 42). وكان يستطيع أن ينزل، ولكنه لم يفعل. لأن محبته هي التي كانت تسمره علي الصليب، وليس المسامير.. إنها المحبة التي أشار إليها بقوله:
"ليس حب أعظم من هذا: أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو15:13).
كتاب المحبة قمة الفضائل
بل هو قد وضع نفسه عن المسيئين إليه، عن الخطاة الذين كسروا وصاياه. وهكذا يقول بولس الرسول (إنه بالجهد يموت أحد عن بار.. ولكن الله بين محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة، مات المسيح لأجلنا) (مات في الوقت المعين لأجل الفجار) (رو5: 7،8،6).
ولكن لكي يموت، كان لابد أن يلبس جسدًا قابلًا للموت. وهكذا نقول:
الله محبة الله للبشر، هي سبب التجسد.
من أجلنا، ومن أجل خلاصنا (وأخذ ذاته، وأخذ شكل العبد، وصار في الهيئة كإنسان.. وأطاع حتى الموت، موت الصليب) (في2: 7،8).
من أجلنا، وبسبب محبته، قبل الآلام، وتعرض للإهانات، ليس عن ضعف، وإنما عن قوة حب، لكي يدفع ثمن خطايانا.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 04:58 PM   رقم المشاركة : ( 19 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

اهتمام الله بالمحتاجين إلي الحب


لقد اهتم الله بالكل، وبخاصة أولئك الذين لم يكن أحد يهتم بهم. فأولاهم حبًا كانوا في مسيس الحاجة إليه. ومنح حبه للمظلومين والمقهورين، وقال للتعابى:
(تعالوا إلي جميع المتعبين والثقيلي الحمال، وأنا أريحكم) (مت11:28).
وكانت هذه النقطة هي من أبرز خواص رسالة السيد المسيح له المجد. وقال في ذلك (روح السيد الرب علي، لأنه مسحني لأبشر المساكين. أرسلني لأعصب منكسري القلب. لأنادي للمسببين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق.. لأعزي جميع النائحين.. لأعطيهم جمالًا عوضًا عن الرماد، ودهن فرح عوضًا عن النوح، ورداء تسبيح عوضًا عن الروح اليائسة) (أش61:1-3).
نعم، إنه رجاء لمن ليس له رجاء..
ومعين من ليس له معين -كما نقول في صلوات القداس الإلهي- عزاء صغيري القلوب، وميناء الذين في العاصف..
وهكذا كان يعطي الحب للذين لا يجدون حبًا من أحد. وكان يذكر الذين ليس لهم أحد يذكرهم. وهو باستمرار الباب المفتوح، حينما تكون سائر الأبواب مغلقة. وسنضرب بعض أمثلة:
كتاب المحبة قمة الفضائل
الحب الذي قدمه الرب للعشارين المحترقين من الناس.
كان العشارون منبوذين من المجتمع اليهودي، يرونهم عنوانًا للظلم والبعد عن الروحانية. ولكن الله الحب أراد أن يرد لهم اعتبارهم، ويعيد إليهم كرامتهم، وبخاصة أمام الفريسيين المشهورين. بالتدقيق في حفظ الوصايا. فذكر مثل الفريسي والعشار. وكيف أن العشار في توبته وانسحاق قلبه، كان أفضل من الفريسي في كبريائه وافتخاره. وكيف أن العشار خرج من الهيكل مبررًا دون ذاك (لو18:9-14).
وكان يحضر ولائم العشارين، ويدخل بيوتهم. وبهذا يرفع من معنوياتهم وبجذبهم إليه.

كتاب المحبة قمة الفضائل
وما كان يبالي بانتقاد الفريسيين والكتبة له (لو15:2). حتى أنهم قالوا لتلاميذه (لماذا يأكل معلمكم مع العشارين والخطاة؟!). أما هو فكان يجيب (لا يحتاج الأصحاء إلي طبيب بل المرضي.. لم آت لأدعو أبرارًا بل خطاة إلي التوبة) (مت9:11-13). وكان يقول أيضًا (يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب، أكثر من تسعة وتسعين لا يحتاجون إلي توبة) (لو15:7).
كتاب المحبة قمة الفضائل
حقًا ما أعمق اهتمام المسيح بالخطاة والمرضي.
أنه ما كان يتعالي عليهم أو يحتقرهم، كما كان يفعل الفريسيون، بل كان يدخل إلي بيوتهم، كما دخل إلي بيت زكا رئيس العشارين، حتى تذمر الجمع قائلين إنه دخل ليبيت عند رجل خاطئ (لو19:7). أما السيد فقد منح زكا الحب الذي تاب به. وقال: اليوم حصل خلاص لأهل هذا البيت، إذ أيضًا ابن إبراهيم) بل قال إنه:
(قد جاء ليطلب ويخلص ما قد هلك) (لو19:10).
عميقة جدًا هذه العبارة.. لم يقل يخلص من قد ضل أو أخطأ، بل ما قد هلك..! إذن فتحي الهالك له رجاء، وله مكان في محبة الله يمكن به أن يخلص. وليس فقط يخلص، بل أن الرب قد اختار أحد هؤلاء العشارين، ليكون واحدًا من تلاميذه الاثني عشر، وهو متى الذي كان جالسًا عند مكان الجباية (مت9:9).
كتاب المحبة قمة الفضائل
أي حب هذا، هو حب الرب الذي قيل عنه:
(المقيم المسكين من التراب، والرافع البائس من المزبلة، ليجلسه مع أشراف شعبه) (مز113: 7، 8).
هذا هو تعامل الرب المملوء حبًا والمملوء اتضاعًا، مع المساكين والمحتقرين، مع الخطاة والعشارين، المنبوذين من المجتمع. أعطاهم فوق ما كانوا ينتظرونه منه بمراحل.. لقد أذاب قلوبهم بهذا الحب.. زكا مثلًا، كانت أقصي أمنيته أن يراه. أما أن يقف الرب عنده، ويناديه باسمه، ويدخل إلي بيته، ويعلن أنه أيضًا من أبناء إبراهيم، فقد كان هذا فوق احتماله.. فأعلن توبته، وأعلن الرب خلاصه..
كتاب المحبة قمة الفضائل
طائفة أخري هي السامريون، وكان المجتمع اليهودي لا يعاملونهم (يو4:9). وكيف عاملهم الرب بحب..
كان اليهود يحتقرونهم، ويرون أنهم غير مؤمنين. وفعلًا لم يكن إيمانهم سليمًا.. ولكن حتى هؤلاء، ما كنت محبة الرب بعيدة عنهم، ولا كان خلاصه مغلقًا أمامهم. وإذا بالرب يشرح مثل السامري الصالح، الذي أظهر فيه كيف أن ذلك
السامري كان أفضل في حبه من الكاهن واللاوي (لو10:25-37). ورد بهذا المثل علي سؤال أحد الناموسيين (من هو قريبي) فأظهر له أن السامري أيضًا قريبه.
وفي معجزة شفاء العشرة البرص، أظهر أن الوحيد الذي رجع فشكر كان سامريًا.. وقال لهذا الرجل (الغريب الجنس) (إيمانك خلصك) (لو17:12-19).
إن محبة الله تشمل أيضًا "الغريب الجنس"، وترفع معنوياته، وتفتح له باب الإيمان والخلاص.
ولم يكتف الرب بهذا من جهة السامريين، بل زارهم ودخل مدينتهم. ومعروفة قصة هدايته للمرأة السامرية، وحديثة معها عن الماء الحي، واجتذابها إلي التوبة وإلي الإيمان.. ثم بعد ذلك أهل مدينتها كلهم (جاء إليه السامريون وسألوه أن يمكث عندهم. فمكث هناك يومين) وآمن كثيرون وقالوا (إن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم) (يو4:5-42).
إنه بالحب قد خلص كثيرين من السامرة.
وقال لتلاميذه (ارفعوا عيونكم وانظروا الحقول: إنها قد ابيضت للحصاد.. أنا أرسلتكم لتحصدوا ما لم تتعبوا فيه) (يو4:35،38). وهكذا لم ينس الرب السامرة في إرساليته لتلاميذه، بل قال لهم بعد القيامة (وتكونون لي شهودًا في أورشليم، وفي كل اليهودية، والسامرة، وإلي أقصي الأرض) (أع 1:8).
كتاب المحبة قمة الفضائل
جميل أن يعرف كل إنسان أنه ليس منسيًا من الله، ولو كان في أقصي الأرض. وهذا يذكرنا بالأمم.
كان الأمم أيضًا محتقرين من اليهود، لأنهم ليسوا أبناء لإبراهيم، وليسوا من شعب الله!! ولكن الرب أظهر محبته لهم أيضًا، من جهة المعجزات، والإيمان..
يكفي أنه بالنسبة إلي قائد المائة الأعمى الذي شفي الرب غلامه، أنه قال عنه: الحق أقول لكم:
(لم أجد ولا في إسرائيل كلها إيمانًا بمقدار هذا) (مت8:10).
ثم فتح بمحبته باب الملكوت أمام الأمم وقال: (إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب، ويتكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوت السموات) (مت 8: 11).
كتاب المحبة قمة الفضائل
كذلك نذكر محبة الرب للأطفال..
هؤلاء لم تكن لهم قيمة في المجتمع، بل للأسف كانوا يطردونهم أحيانًا من حضرة المسيح. ولكنه في حب قال لهم (دعوا الأولاد يأتون إلي ولا تمنعونهم. لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات) (مت19:14). ووضع يديه عليهم وباركهم.
وفي مناسبة أخري دعا ولدًا وأقامه في وسط التلاميذ وقال (الحق أقول لكم: إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد، فلن تدخلوا ملكوت السموات) (مت18:3). وحامي عن هؤلاء الصغار، فقال (من أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي، فخير له أن يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر) (مت18:6).
والرب احتضن الأطفال، ووضع يديه عليهم، وباركهم (مر10:16) (مر9:36).
وكما رفع معنويات الأطفال، رفع معنويات النساء.
سمح للمرأة أن تنضم إلي جماعة تلاميذه. ونسوة كثيرات كن يخدمنه من أموالهن (لو8:3). وكان من بين من أقامهم من الأموات ابنه يايرس (لو8:54،55). وقد شفي نازفة الدم، وقال لها إيمانك قد شفاك (لو8:48). وكان يدخل بيت مريم ومرثا. وامتدح مريم قائلاُ إنها (اختارت النصيب الصالح الذي لن ينزع منها) (لو10:42).
كتاب المحبة قمة الفضائل
وتكفي المكانة العظيمة التي قدمها للقديسة العذراء.
التي أصبحت جميع الأجيال تطوبها. ولما وصل سلامها إلي أليصابات امتلأت أليصابات من الروح القدس. وارتكض الجنين في بطنها (لو1:48،41). وخاطب السيد المسيح أمه علي الصليب وجعلها أمًا روحية لتلميذه يوحنا (يو19:26،27).
وبعد القيامة قيل إنه (ظهر أولًا لمريم المجدلية) (مر16:9). وقال لها ولمريم الأخرى (اذهبًا بسلام وقولًا لأخوتي أن إلي الجليل، هناك يرونني) (مت28:10).
كتاب المحبة قمة الفضائل
ولا ننسي دفاع الرب عن المرأة.
دافع عن المرأة التي ضبطت في ذات الفعل، وأنقذها من الرجم (يو8). ودافع عن المرأة التي بللت قدميه بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها (لو7). ودافع عن المرأة سكبت الطيب علي رأسه في بيت سمعان الأبرص. ولما احتج البعض قائلين (لماذا هذا الإتلاف. لأنه كان يمكن أن يباع هذا الطيب بكثير ويعطي للفقراء) قال الرب (لماذا تزعجون المرأة؟! إنها قد عملت بي عملًا حسنًا.. إنما فعلت ذلك لأجل تكفيني) بل طوبها قائلًا (حيثما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم، يخبر أيضًا بما فعلته هذه المرأة تذكارًا لها) (مت26:6-13).
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 05:00 PM   رقم المشاركة : ( 20 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

الله المحب يستخدم المحبين

نقطة أخري نقولها في محبة الله لنا. وهي.
إن الله المحب يختار المحبين للعمل معه في الخدمة.
لقد اختار داود المحب، الذي من فرط محبته أشفق علي شاه وانتزعها من فم الأسد لينقذها (1صم17:34،35).
وموسى، لما كان في بدء حياته قائدًا قويًا، يمكنه أن يقتل رجلًا ويطمره في الرمل (خر2:12).. في ذلك الوقت لم يختره الرب. إنما أخذه ودربه في عمل الرعي أربعين عامًا، حتى وصل إلي الوضع الذي قيل عنه فيه (وكان الرجل موسى حليمًا جدًا أكثر من جميع الناس الذين علي وجه الأرض) (عد12:3).
كتاب المحبة قمة الفضائل
واستخدم الرب موسى المملوء من الحب.
الذي دافع عن مريم بعد أن تكلمت ضده. ولما ضربها الرب بالبرص، دافع عنها موسى (وصرخ موسى إلى الرب قائلًا: اللهم أشفها) (عد 12: 13،1).
ودافع موسى عن الشعب لما أراد الرب إفناء ذلك الشعب بعد عبادته العجل الذهبي. وإذا بموسى المملوء محبة يتشفع فيهم ويقول لله (لماذا يا رب يحمي غضبك علي شعبك؟ أرجع عن حمو غضبك واندم علي الشر بشعبك) (خر 32: 11، 12).

كتاب المحبة قمة الفضائل
ذكرتني هذه العبارة بقول القديس بولس الرسول:
(كنت أود لو أكون أنا نفسي محرمًا من المسيح، لأجل أخوتي أنسبائي حسب الجسد) (رو 9: 3).
هذه المحبة العجيبة لم تكن موجودة عند بولس في عهده قبل أن يعرف المسيح، حينما كان أسمه شاول الطرسوسي وكان مضطهدًا للكنيسة، وكان (ينفذ تهديدًا وقتلًا علي تلاميذ الرب) (حتى وجد أناسًا من الطريق، رجالًا أو نساء، يسوقهم موثقين إلى أورشليم) (أع 9:1،2) ويجر رجالًا ونساء ويسلهم إلى السجن (أع 8:3). ولكنه لما عرف الرب المحب.. تحول إلى صورة المحبة هذه.
وأصبح بولس الذي قال إن المحبة أعظم من الإيمان الذي ينقل الجبال (1كو 13: 2، 13) أصبح بولس الذي كان يقول (استعبدت نفسي للجميع لا ربح الكثيرين صرت للضعفاء كضعيف، لا ربح الضعفاء، صرت للكل كل شيء، لأخلص علي كل حال قومًا) (1كو 9: 19-22). صار بولس الذي قال (متذكرين أني ثلاث سنين ليلًا ونهارًا، ولم أفتر عن أن أنذر بدموع كل واحد) (أع20: 31).. نعم ينذر بدموع، وليس بعنف. ويقول أيضًا في محبته للكل "من يضعف وأنا لا أضعف؟! ومن يعثر وأنا لا ألتهب؟!" (2كو 11: 29).
كتاب المحبة قمة الفضائل
نعم إن الرب أعد تلاميذه بالحب لكي يخدموا والذين كانوا عنفاء منهم غيرهم إلى محبين.
نذكر مثالًا آخر غير شاول الطرسوسي، هو يعقوب ويوحنا، اللذين سماهما الرب بوانرجس أي ابني الرعد (مر3: 17).
وقد كانا عنيفين في بادئ الأمر قبل أن يدربهما المسيح علي المحبة..
حدث مرة أن الرب لم يقبله قرية السامريين (فلما رأي ذلك تلميذاه يعقوب ويوحنا، قالا: يا رب، أتريد أن نقول تنزل نار من السماء فتفنيهم كما فعل إيليا أيضًا. فانتهرهما الرب وقال (لستما تعلمان من أي روح أنتما. لأن ابن الإنسان لن يأت ليهلك أنفس الناس، بل ليخلص) (لو 9: 52- 56).
وإذا بيوحنا الذي قال تلك العبارة العنيفة، يتحول إلى يوحنا الحبيب أكثر تلميذ تكلم عن المحبة.
يكفي أنه هو الذي قال (الله محبة. من يثبت في المحبة، يثبت في الله، والله فيه) (1يو 4: 16). ويحكي التاريخ قصصًا عجيبة عن المحبة..
إن الله المحب، يريد أن يكون خدامه علي نفس صورته في الحب، وبنفس أسلوبه في الحب. والذي لا تسكنه المحبة لا يصلح أن يكون خادمًا للرب.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
المحبة راس الفضائل
المحبة قمة الفضائل
المحبة كنز الفضائل
المحبة هي قمة الفضائل
المحبة هي قمة الفضائل


الساعة الآن 11:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024