إبصلمودية
من الكلمة اليونانية ψαλμός (بصالموس) أي مزمور أو نشيد. وهو كتاب التسبحة اليومية وكتاب التسبحة الكيهكية. وهذا الأخير ما هو إلا كتاب التسبحة اليومية (باستثناء إبصاليات وطروحات وذكصولوجيات المناسبات) مضافا إليه إبصاليات أخرى كثيرة، ومدائح عربية غزيرة في مديح العذراء لا تحمل في معظمها سمات اللاهوت الإسكندري، دخل أولها في القرن السابع عشر الميلادي، وكان مديحا لأبي السعد الأبوتيجي.
راهبان أقباط (رهبان) يصليان صلاة تسبحة نصف الليل، التسبحة - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت، 2007
وأقدم إشارة وصلت إلينا عن زمن تأليف الأبصلمودية المقدسة واستخدامها في الكنيسة هو ما ذكره البابا الإسكندري ديونيسيوس الكبير (248 – 265م) عن نيبوس أسقف الفيوم (أرسينوي) فيقول: "...أرحب بأعماله وأحبه بسبب أمانته وجهاده ودراسته العميقة والصبورة للأسفار المقدسة، وجهاده الكبير في عمل الأبصلمودية التي أصبح يستخدمها الكثيرون بارتياح...".
ولقد طبع كتاب الأبصلمودية السنوية أول مرة في روما بواسطة روفائيل الطوخي سنة 1744 م تحت اسم "كتاب الإبصاليات والهوسات"، أما في مصر فقد طبعه أقلاديوس بك لبيب للمرة الأولى في القاهرة تحت نفس الاسم سنة 1897م. وأقدم "أبصلمودية سنوية" في مكتبة دير القديس أنبا مقار فهي مخطوط رقم (103 طقس) ويعود تاريخه إلى سنة 1774 م.
ثم طبع الطوخي الشكل الأولي لكتاب الأبصلمودية الكيهكية لأول مرة في روما سنة 1764 م، تحت اسم "التاودوكيات (الثيؤتوكيات) كترتيب شهر كيهك". وطبعت الأبصلمودية الكيهكية كاملة لأول مرة أيضا في مصر بواسطة أقلاديوس بك لبيب في القاهرة سنة 1911م، نقلا عن مجموعة مرجان، المجد الثاث عشر وعنوانه: "كتاب التفاسير المقدسة"، والمجلد الرابع عشر وعنوانه: "كتاب الدفنار المقدس للشهداء وأعياد القديسين كما وضعه معلمو الكنيسة". أما أقدم أبصلمودية كيهكية في مكتبة دير القديس أنبا مقار فهو مخطوط يعود إلى القرن السادس عشر أو السابع عشر تحت رقم (97 طقس).
لقد استمر استعمال الكتب الخطية في الخدمة بالكنائس إلى أواسط القرن التاسع عشر ثم شرع المتنيح البطريرك كيرلس الرابع (1853 – 1861 م) في إحضار مطبعة من الخارج لطبع الكتب الكنسية. وتولى بعده طبع جزء من هذه الكتب المرحوم رزق بك جرجس لوربا حوالي سنة 1588ش / 1871م، ثم جاء بعده أقلاديوس بك لبيب وقام بطبع جزء كبير من الكتب الخطية الكنسية على نفقة الأنبا كيرلس الخامس (1874 – 1927 م). ومنذ ذلك الوقت حلت الكتب المطبوعة محل المخطوطة في الأديرة والكنائس.