25 - 05 - 2012, 10:05 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
ايقونة الاجهاض في فصح عام 1984 في اليوم الثالث من أسبوع التجديدات، رأى الشيخ باييسيوس الرؤيا التالية في منتصف الليل: انبسط أمامه حقل عظيم مزروع بالقمح الذي ابتدأ بالنمو. وقف الشيخ هناك خارج الحائط الذي شكل سوراً للحقل وأنار شموعاً من أجل الراقدين كما يفعل عادة في واقع الأمر، من على يسار الحقل كان هناك مكان موحش ومقفر ومظلم بدون زرع، وكله صخور. وكان ثمة هزة مستمرة للأرض تهزه باستمرار، وسمع صوت صرخة قوية ترددت في كل مكان. انتبه الشيخ لهذه الصرخة، فوجد أنها تتألف من آلاف التنهيدات المتقطعة، التي لم يعلم من أين مصدرها، ولكنه كان يتألم لسماعها. وبينما هو يتألم من جراء سماعه لهذه التنهدات، كان يتحير في ذات الوقت متسائلا عن معنى هذه الرؤيا، فسمع صوتاً يفسر له ويقول: "إن الحقل المزروع مع السنابل التي لم تنضج بعد يرمز إلى مثوى أنفس الأموات الذين سوف يقومون من الموت. وأما المكان المخيف عن يساره، فقد كان المكان الذي تجمعت فيه أنفس الأطفال الذين قتلوا بعمليات الإجهاض". تألم الشيخ كثيراً لما رآه، وكان متعباً جداً حتى بعد أن انتهت الرؤيا، ولم يستطع أن يستلقي على فراشه لينام قليلا |
||||
25 - 05 - 2012, 10:14 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
ايقونة ينبوع الحياة : أيتها المنعم عليها من الله, الينبوع الذي لا يفرغ, إذ تفيضين بغير انقطاع أشفية نعمتك بما يفوق الوصف, فبما أنك ولدت الكلمة بحال لا تدرك, أبتهل إليك أن تنديني بنعمتك, حتى أصرخ إليك , إفرحي يا ماءً مخلصاً. |
||||
25 - 05 - 2012, 10:17 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
ايقونة العذراء المعزية أيقونة " لا تتكلمي " توجد هذه الأيقونة في دير فاتوبيذي (دغل الفتى) في جبل آثوس وفي أوائل القرن الرابع عشر, اقتربت عصابة لصوص من الجبل تنوي الدخول إلى الدير عند فتح أبوابه في الصباح من أجل نهب ثرواته الكثيرة والفتك بالرهبان. إلا أن السيدة العذراء حارسة الجبل لم تسمح بتحقيق غاية اللصوص. ففي الغد ذهب كل من الأخوة إلى قلايته للاستراحة بعد صلاة السحر وبقي رئيس الدير في الكنيسة فسمع وهو يصلي صوتاً يقول له : لا تفتحوا أبواب الدير اليوم بل اصعدوا إلى الجبل إلى السور واطردوا اللصوص فاضطرب وذهب إلى مصدر الصوت إلى أن اقترب من الأيقونة التي كانت على الحائط الخارجي للكنيسة. فأمعن النظر فيها فبدت له منها إعجوبة مدهشة ألا وهي أنه رأى رسم والدة الإله ورسم طفلها على يدها قد انتعشا فبسط الطفل الإلهي يده على فم أمه وأدار وجهه إليها قائلاً " لا ياأمي لا تقولي لهم هذا بل دعيهم يعاقبون" ولكن والدة الإله أعادت قولها للرئيس مرتين و هي مجتهدة في إمساك يد ابنها و ربها وفي تحويل وجهها عنه إلى الجهة اليمنى. تخشع الرئيس ونادى الرهبان وقص عليهم ما حدث له مكرراً حوار والدة الإله مع ابنها الرب يسوع بسبب كسلهم وتوانيهم في الحياة الرهبانية. ولاحظ الأخوة أن رسم السيدة و رسم ابنها الإلهي وهيئة الأيقونة بشكل عام قد انقلبوا عكس ما كانوا عليه. فعظموا والدة افله لحمايتهم ومجدوا الرب يسوع المسيح الذي رحمهم من اجل شفاعتها وتعاهدوا على السلوك حسناً بجد ونشاط في حياتهم الرهبانية وصعدوا إلى السور فدفعوا هجوم اللصوص |
||||
25 - 05 - 2012, 10:22 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
ايقونة العذراء ذات الثلاث ايدي ارتبطت هذه الأيقونة بسيرة حياة القديس يوحنا الدمشقي. تعود هذه الأيقونة إلى القرن الثامن الميلادي عندما استلم الحكم في القسطنطينية الملك لاون الذي انشأ حرباً ضد الأيقونات المقدسة فأمر برفعها من الكنائس وأخذ يضطهد المؤمنين المستقيمي الرأي الذين كانوا يؤدون الإكرام الواجب لهذه الأيقونات. سمع القديس يوحنا وهو في مدينة دمشق عاصمة الدولة الأموية، بهذه الموجة العنيفة ضد الكنيسة، وكان حينئذ علمانياً يشغل منصب وزير الخزينة لدى الأموية. وكان اسمه المنصور بن سرجون. فانبرى للرد على كل من يهاجم الأيقونات المقدسة واصفاً إياه بالهرطقة وبأنه يحارب تجسد ابن الله من العذراء، وتأله البشر بالنعمة الإلهية. واعتمد كثيراً على قول القديس باسيليوس الكبير: إن إكرام الأيقونة يعود إلى عنصرها الأول. ولما وصل الخبر إلى الملك الكاره للأيقونات، أراد أن ينتقم من القديس يوحنا فلجأ إلى الغش والخداع. فدعى إليه بعض الخطاطين ليقلدوا خط القديس برسالة مزورة ملفقة وكأنها على لسان القديس موجهة للملك لاون، وفيها يعرب للملك بأنه مستعد للتعاون معه ضد الخليفة الأموي وأن يسلم له مدينة دمشق. وبعد ذلك أرسل الملك لاون إلى الخليفة الأموي الرسالة المزورة مع رسالة أخرى يكشف فيها خداع وخيانة المنصور له. لما استلم الخليفة هاتين الرسالتين أسرع باستدعاء المنصور (يوحنا)، فأراه الرسالة المزورة قائلاً له: أتعرف يا منصور هذه الخط ومن كتبه، فأجاب القديس: أيها الأمير كأن الخط مشابه لخطي وهو ليس خطي وألفاظه ما نطقت بها شفتاي ولم أرى هذا الكتاب إلا في هذه الساعة الحاضرة، ولم يصدقه الخليفة، فأمر بقطع يده اليمنى. تم تنفيذ الحكم في الحال وعلقت يده في وسط مدينة دمشق. عند المساء أرسل يوحنا إلى الخليفة طالباً منه أن يهبه يده المقطوعة. فأذن له الخليفة بأخذها. أخذ القديس يوحنا كفه المقطوع وعاد إلى بيته وصعد إلى عليته(مكان الصلاة) التي كانت فيها هذه الأيقونة. وضع كفه على الأيقونة وارتمى أمامها مصلياً بخشوع ودموع كي يكشف الله براءته من هذه التهمة وأن يشفي له يده كتأكيد لبراءته وكذلك تشفع إلى السيدة العذراء، إلى أن تعب، فنام. وإذ بالسيدة العذراء تظهر له في الحلم قائلة: قد شفيت يدك التي ستكون قلم كاتب سريع الكتابة". وأخذت اليد عن الأيقونة ووضعتها مكانها، فعادت كما كانت، فاستيقظ القديس معافى اليد وأخذ يصلي شاكراً الله وأمه الفائقة القداسة. وللشهادة على قطع يده بقي موضع القطع كالخيط الأحمر. ويقال أنه بعد نهوضه من النوم أنشد في الحال ترنيمة "إن البرايا بأسرها تفرح بك يا ممتلئة نعمة". في الصباح ذاع صيت هذا الشفاء العجيب في دمشق كلها. وبلغ إلى مسمع الخليفة. فجاء الوشاة إليه قائلين بأن يوحنا لم تقطع يده، بل أنه أعطى أحد عبيده أموالاً كثيرة تقطع يده عنه. فأستدعى الخليفة القديس ليسمع منه الدفاع، فأراه القديس علامة القطع التي بقيت كالخيط الأحمر. استغرب الخليفة، وسأله بدهشة عن الطبيب الذي أعاد له يده كما كانت. فأخبره يوحنا عن الأعجوبة التي حدثت معه، فعرف الخليفة بالخديعة وبأنه حكم على القديس ظلماً، فطلب منه المسامحة والمعذرة وأعاد له كرامته السابقة كوزير، لكن القديس الذي كان قد عاهد نفسه على ترك الحياة الدنيوية، والتفرغ للحياة الملائكية، طلب من الخليفة أن يأذن له بترك كل شيء كي يتفرغ لربه. فحزن الخليفة على خسارته يوحنا كصديق ووزير، ولكنه تركه أخيراً. ذهب القديس إلى بيته، وباع ماله ووزعه على الفقراء، وذهب متوجهاً إلى فلسطين حيث التجأ إلى دير القديس سابا المقدس ولم يأخذ معه سوى هذه الأيقونة المقدسة. وقد صاغ القديس معصماً من الفضة ووضعه على هذه الأيقونة شكراً منه على شفائه العجيب وتذكيراً به. بقيت هذه الأيقونة في دير القديس ساباً من منتصف القرن الثامن حتى القرن الثالث عشر حين زار القديس سابا رئيس أساقفة صربيا الدير، فقدمت له هذه الأيقونة المقدسة كبركة له فحملها معه إلى صربيا. عند اختلال الأتراك لبلاد صربيا، أخذ الأرثوذكسيين هذه الأيقونة وربطوها على حمار وأطلق فيما بعد على هواه بلا قائد ولا مرشد له. وكان لإيمانهم بأن الله سيعتني بهذه الأيقونة ويوصلها إلى مكان أمين. وهكذا كان الأمر. فوصل الحمار إلى جبل أثوس ووقف عند باب دير خيلاندار(فم الأسد). فتلقى الرهبان هدية والدة الإله هذه بابتهاج، وحملوها إلى هيكل الكنيسة الكبرى. في بدء القرن السابع عشر توفي رئيس الدير فاجتمع الرهبان لينتخبوا خليفة له. فاختلفوا فيما بينهم وحصل اضطراب وانشقاق. وفي أحد الأيام أثناء صلاة السحر رأوا الأيقونة على كرسي الرئيس في وسط الكنيسة فأرجعوها إلى الهيكل ظانين بأن خدام الكنيسة هم الذين وضعوها. ولكن هذه الحادثة تكررت مرات عدة، إلى أن ظهرت السيدة العذراء لأحد النساك وقالت له: من اليوم أنا سأكون رئيسة للدير كي لا يحصل فيما بينكم الشقاق والخصام بسبب انتخاب رئيس جديد. ومن ذلك الحين إلى اليوم لا تزال الأيقونة قائمة على مقام الرئاسة وسط الكنيسة. فلا ينتخب رئيس لهذا الدير، وإنما يسوسه ويدبر أعماله كاهن راهب في وظيفة وكيل |
||||
25 - 05 - 2012, 10:24 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
ايقونة العذراء الدامعة طروبارية العذراء الدامعة باللحن الرابع "أيتها العذراءُ الطاهرة النقية، إنَّ أيقونَتكِ الدامعة في رام الله يا والدةَ الإله، قد وهبتْ ينبوع الأشفية للمستغيثين بكِ، لأجل ذلك، وفدَ إليك مُكرموكِ من أقطار المسكونة ليتباركوا منك أيتها السيدة." هذه هى أيقونة العذراء الطاهرة الموجودة في دير تجلي الرب برام الله، وقد رسمت عام 1992 للخلاص من قبل راسم الأيقونات الارثوذكسي المحلّي جبرائيل جايلمنتيان. هذه الأيقونة عجائبيّة وقد تمّ شفاء الكثيرين بمجرّد مسحهم بالميرون (الزيت المقدس) الذي تذرفه الأيقونة. وقد تم اكتشافها كما يلى: في صباح 17\6 الموافق 4\6 يولياني (شرقي) عام 1998، دخل إلى الكنيسة الكاهن نيقولا عقل ليشعل القناديل كالعادة، فوجد برواز الأيقونة الطاهرة الزجاجي ساقطاً على الأرض ومحطّماً (مع العلم أن معظم أيقونات الكنيسة مغطّاة بالزجاج خوفاً من التلف). ارتبك الكاهن وذهب مسرعاً ليبلغ الأرشمندريت ميليتيوس بصل وهو رئيس دير تجلي الرب منذ عام 1997. كلا الكاهنين ظنا أن سبب سقوط الزجاج هو تصادم القنديل الذي أمام الأيقونة بالزجاج بفعل الرياح الشديدة التي أتت من نافذة مفتوحة. لكن سرعان ما لاحظوا أن القنديل ما زال مضاءاً من اليوم السابق مما يدل على أن السبب لم يكن الريح. فتركا الموقع دون أن يفعلا شيئاً وكانت تغمرهما الدهشة والحيرة. بعد ساعات، طلب من الكاهن جريس مرزوقة دخول الكنيسة وإزالة الزجاج المكسور عن الأرض. وأثناء قيامه بعمل التنظيف جرحت يده وصرخ طالباً المساعدة، فأتاه الأرشمندريت ميلاتيوس مسرعاً، وعندما رأى أن يده تنزف بشدة، ذهب ليأتي ببعض القطن والكحول ليطبب جراح الكاهن الآخر. والدهشة كانت عندما عاد الأرشمندريت ميلاتيوس حاملاً القطن والكحول فوجد أن الأب جريس مندهشاً وساجداً ومصلّياً، ونزيف الدم قد توقّف وإلتأم الجرح وكأنّه لم يكن جرحاً. وأنّ لا أثر لوجود الدم. بعد هذا الإرتباك، وعندما تأملا في الأيقونة بدقّة، لاحظوا أن على الأيقونة خطوط سيلان من "الميرون" وكانت العذراء في الأيقونة تذرف الدمع. وما زالت الأيقونة تذرف الدمع إلى يومنا هذا. ويجمع الدمع "الميرون" ليدهن به المؤمنين المستمدّين الشفاء والأدعية |
||||
25 - 05 - 2012, 10:30 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
ايقونة العذراء المطعونة : في نفس الدير أي دير فاتوبيذي توجد هذه الأيقونة في الدهليز المؤدي من كنيسة القديس ديمتريوس إلى الكنيسة الكبرى. سبب تسمية هذه الأيقونة بالمطعونة هو أنه في أحد الأيام أبطئ مرة الشماس القندلفت بسبب انشغاله في تنظيف الكنيسة وأتى إلى المائدة بعد الجميع طالباً غذاءه. فرفض المسؤول عن المائدة أن يعطيه منبّهاً إياه على وجوب الحضور في الوقت المحدد لأنه هكذا تفترض الحياة المشتركة. (هذه الحادثة تكررت عدة مرات). فانفعل الشماس وعاد إلى الكنيسة وتلفّظ وهو في حالة من الغضب أمام الأيقونة بهذه الكلمات: (يا والدة الإله حتى متى أخدمك؟ إني أتعب وأتعب وليس لدي شيء حتى ولا كسرة خبز تشددُّ قواي المنهوكة). قال هذا وأخذ السكين الذي كان يزيل به الشمع عن المصابيح وطعن به خدّ السيدة العذراء الأيمن. فانغرست السكين فيها فاصفرّ للحال رسم العذراء وفار الدم من الجرح فسقط الطاعن وعمي ويبست يده. علم به رئيس الدير مع الرهبان فبدؤوا الصلاة من أجله بحرارة مدة ثلاث سنين كان خلالها هذا الراهب لا يفارق المكان الذي اتخذه في زاوية أمام الأيقونة حيث كان يبكي بدموع التوبة، ويصلّي بحرارة من أجل المغفرة. بعد ثلاث سنين أعلن له بأنه قد صفح عنه، فقبل وفاته ظهرت له السيدة العذراء وأفرحته بالعفو عنه. ولكن أنذرته بأن يده الجسورة لا بد وأن يحكم عليها في مجيء المسيح الديّان. ومنحته الصفح والرحمة فأبصر وعاد كما كان، أما يده فبقيت يابسة حتى مماته. عندما كشفت بقاياه بعد ثلاث سنين من دفنه على عادة رهبان جبل آثوس، انذهل جميع الأخوة من المنظر لأن أعضاء الدفين كانت كلها نيّرة وعليها علامة الرحمة الإلهية. أما يده الجسورة التي طعنت الأيقونة المقدسة فبقيت غير بالية وسوداء حتى الآن وتعرض أحياناً على الزائرين موضوعة في صندوق تحت الأيقونة العجائبية، تذكيراً بالأعجوبة وإرشادا لهم، أما أثر الدم فهو باق حتى الآن كما هو واضح في الأيقونة. |
||||
25 - 05 - 2012, 10:32 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
الأيقونة هى تعبير عن عقيدة الكنيسة ومفتاح لفهم العقائد الكنسية. الأيقونة ليست مجرد فقط تبسيط للإعلان الإلهى، وجعل الإيمان شعبيًا في متناول البسطاء أو الجهلاء. إنها سر وهى طريقة لاهوتية تهدف إلى تناول الحقائق الكنسية.إنها تصوير صادق للمعجزة التي مازالت هى سرًا: ألا وهى إخلاء الله وارتفاع الإنسان. الارتباط بين العقيدة والأيقونة يشهد بأن رسم الأيقونة ليس فنًا فرديًا مستقلاً لكنه فن كنسى. لأن هذا الرسم، لا يُعبّر عن أفكار وآراء دينية، وخيال عقيدى وإبداع لفنان لكنه يُصوّر ويُظهر الإيمان الشامل للكنيسة. إن رسم الأيقونات في الأرثوذكسية ليس مجرد فن "دينى"، أو محاولة الإنسان المتدين لأن يُعبّر فنيًا عن موضوع إبداع دينى. إنه فن لاهوتى، فهو فن يعبر عن الحقيقة اللاهوتية، والحياة الجامعة والتعاليم الأخلاقية الكنسية، المتعلقة بالعقيدة والتعاليم الروحية والعبادة. إنه فن يعتمد على الخبرة اللاهوتية وتقليد الكنيسة . أن رسم الأيقونة هو بمثابة خروج من عالم معتم ومكتفى بذاته، فالأيقونة نافذة تطل من الواقع البشرى والأرضى على الإمكانيات غير المحدودة لسر الله والعالم السماوى: فإنها تظهر حضور المجد غير الموصوف للأبدية العتيدة في حاضرنا على الأرض، تصور ظهور المسيح والكنيسة السماوية وسط المجتمع البشرى. تصور حقيقة ملكوت الله والخليقة الجديدة بطريقة واضحة وتقدم عالم التجلى والتأله، والنور غير المخلوق وتعلن عن شفافية وتجلى المادة بواسطة اتحاد المخلوق مع غير المخلوق. والرسام في هذا الاطار يجعل ذاته خادمًا لله، إذ ينمو في جذور التقليد الكنسى، إذ هو يخضع أفكاره للإعلان الإلهى ولكل تطلع نحو الكمال السماوى الأخير وهو يضع عمله في خدمة الكنيسة واحتياجاتها. الفنان العادى الذي يتناول موضوعات دينية يعبر فقط عن مشاعره وهو يستخدم المادة التي في متناول يديه لكى يكشف ما في ذاته. ومهما كان مدى قانونية تعبيره في التكوين الإبداعى الفنى، فلا يمكن أن يكون له أى موضع في عبادة الكنيسة. أما رسام الأيقونة فهو مثل الكاهن أمام المذبح، يجب أن يقدم كل كيانه في خدمة الله، ومثل الكاهن لا ينبغى أن يفرض شخصيته أو يستخدم فنه كوسيلة ليعبر عن فرديته. رسم الأيقونة هو دياكونية (خدمة كنسية) تتطلب من الخادم أن يتقدس. إن رسالة وخدمة الرسام تتشابه مع رسالة وخدمة الكاهن: " الواحد يقدس لإظهار جسد المسيح ودمه والآخر يصوّره]. هكذا يوجد اختلاف كبير بين الرسام الدينى ورسام الأيقونات في الكنيسة الأرثوذكسية فيما يتعلق بالمفهوم والهدف: " الرسم الدينى يظهر العالم الذي نشعر به بمشاعرنا وانطباعاتنا، أى يشعر بالله بحسب تصور الإنسان، في هذه الحالة لم تعد الكنيسة (بتقليدها) هى التي تعلم المؤمنين، بل شخصية الرسام البشرية هى التي تفرض الآراء الفردية. لكن رسم الأيقونة لا يهدف إلى التأثير العاطفى، لكنه يُغير الإحساس والشعور البشرى ويسمو به الأيقونة لها ملمح ليتورجى، فإن فن الأيقونة مثل أى فن في الكنيسة هو فن ليتورجى، " الفن الكنسى والليتورجيا هما واحد في محتواهما وفي الرموز التي يعبران عنها. الأيقونة، والإبصلمودية ليس لكل واحد منهما طريق خاص، لكن تعبران معًا عن الفكرة العامة للكنيسة التي هى المسكونة المتجلية، والتصوير المسبق للسلام العتيد أن يأتى الرسم الأرثوذكسى للأيقونة هو فن كنسى والأيقونات المقدسة لها ليتورجية كنسية، أى لها مكان في الحياة الليتورجية. فالأيقونة ليست مجرد لوحة دينية أو مجرد إبداع لفنان عبقرى لكن ثمرة الحياة الليتورجية. الأيقونة تعمل كـ " شهادة للحياة الليتورجية وللاتحاد الإلهى الأيقونة تُفسر المحتوى الديناميكى للإفخارستيا: سر خلاص العالم في المسيح. الأيقونة نفسها هى حضور لسر الخلاص، وشهادة لانتصار رئيس الحياة على الموت، إنها تقدمة حياة وقداسة لأنه في الأيقونة: " ليس لدينا أصالة تاريخية خاصة، لكن تحول ديناميكى ليتورجى. فحوادث الخلاص في الأيقونة لا تُفسر تاريخيًا لكن سرائريًا وتتحد بنا ليتورجيًا وتصير هذه الحوادث شهادة "للحياة الأخرى" التي اقتحمت حدود الفساد. إنها تدعونا لوليمة روحية، الآن هنا الأيقونة الأرثوذكسية [ تمثل جزءً أساسيًا في الليتورجيا لأن الله المتجسد يسمع الكلمة (الصلاة) التي تُقدم أمام الأيقونة... وذاك الذي يقوله لنا الكتاب بالكلمة، تخبرنا عنه الأيقونة منظورًا وتجعله حاضرًا فالأيقونة تجعل ما يتم في العبادة يصير محسوسًا وتجعله حاضرًا. الأيقونة تهدف إلى أن يكون ـ بطرق منظورة واختبارية ـ سر التدبير الإلهى قريبًا من الروح البشرية للمؤمن، سر التدبير هذا الذي هو مركز العبادة الأرثوذكسية. الأيقونة هى طريقة للحضور الإلهى مملوءة من النعمة الإلهية هى نظام رؤيوى يفرض ويشدد على الحوادث الروحية التي تمثل أساسيات المسيرة الليتورجية أى سر المسيح. الأيقونة هى فن ليتورجى، أى إنها واحدة من الوسائل التي توصل إلى المؤمنين حقيقة التجسد والتجلى، إنها واحدة من الوسائل التي بها يأتى المؤمن إلى الحالة الروحية المناسبة لاختبار غاية الليتورجية وذروتها التي هى سر الإفخارستيا، قلب السر المسيحى كله[ |
||||
25 - 05 - 2012, 10:35 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
يوحنا الدمشقي والمجمع السابع تظهر مسألة الأيقونات التي أثيرت في بيزنطية في نهاية القرن السابع في القانون الثاني والثمانين من قوانين مجمع ترولو ( القبة). وأهمية هذا النص أنه يلقي ضوءً على المسألة الخريستولوجية. نص القانون الثاني والثمانين من قوانين مجمع ترولو: " نشاهد في بعض الأيقونات المكرمة صورة حمل والسابق يشير إليه بأصبعه. وقد كان الحمل يعتبر رمزاً للنعمة. فإن الشريعة قديماً أشارت إلى المسيح إلهنا الذي هو الحمل الحقيقي. ولكن لمّا كانت الرسوم القديمة والظلال قد اتُخذت رموزاً للحقيقة. فنحن في الكنيسة نفضّل "النعمة والحق" وقد أعطيناهما متممين للشريعة. ولكي يظهر الكامل بارزاً على الأقل في صورة ملوّنة للعيون. نأمر بأن يعرض الحمل الذي رفع خطايا العالم في الصور من الآن فصاعدا بالشكل الإنساني عوض رسم الحمل القديم. فيفهم الجميع بذلك عمق اتضاع الله الكلمة ونتمكن من أن نعيد إلى ذاكرتنا سيرته بالجسد بيننا وآلامه الخلاصية وموته الفدائي من أجل العالم كله". ظهرت صورة المسيح الحمل لآباء مجمع ترولو كنبوءة عن التجسد التاريخي لا تستطيع أن تعبّر عن نفسها بصورة رمزية. فالحمل رمز للمسيح ونحن لا نستطيع رسم رمز الرمز بصورة الحمل. بل توجد ضرورة لإبراز المسيح في "شكل بشري". محاربو الأيقونة جرمانوس الأول (715–730) بطريرك القسطنطينية، عارض المحتجّين على رسم الأيقونات ومحاربيها ومقدمي الحجج ضدها انطلاقاً من قصر لاون الثالث الذي أظهر عدائية حيال الأيقونات وأصدر قرارات بنزعها من الكنائس فنلخص رده بما يلي: "من أجل ذكر أبدي لحياة ربنا يسوع المسيح بالجسد وآلامه وموته الخلاصي وفدائه للعالم الناتج عن موته، تسلّمنا تقليداً بأن نرسمه بشكله البشري، هذا يعني بظهوره الإلهي المرئي، يستنتج من هذا أننا هكذا نبرز تواضع الله الكلمة". وبات جرمانوس أول الأرثوذكس المتصدّين لمحطمّي الأيقونات في بيزنطية وتسلّم بعده القديس يوحنا الدمشقي مهمّة الدفاع عن الأيقونات وإبراز أهميتها عقائدياً وروحياً، لكن ضغوطات الإمبراطور أجبرت الحبر الشيخ على ألاّ يتمّ رسالته. فانتقل الدفاع عن الأيقونات إلى منطقة بعيدة جغرافياً، إلى القديس يوحنا الدمشقي، الراهب الذي عاش وكتب في الجزء الناتج عن الاحتلال العربي. هذا الراهب الجليل في دير القديس سابا في فلسطين، في مقالاته الثلاث: "الدفاع عن الأيقونات"، ساهم في توحيد الرأي الأرثوذكسي في كل العالم البيزنطي. فأول مقال في التأكيد على المستند الخريستولوجي: "رسم الرب غير المنظور ليس نسبة إلى أنه غير مرئي، بل بالقياس إلى أنه صار منظوراً حين شاركنا اللحم والدم". لقد عاش يوحنا بشكل أساسي على التغيير الحاصل في العلاقة ما بين الله والعالم المرئي حين صار إنساناً بإرادته. فالله صار مرئيا لاقتباله الوجود المادي بإعطائه للمادة عملا جيداً وقيمة جيدة. يقول القديس يوحنا: " في العهد القديم لم يكن لله جسد ولا شكل فلم يكن يستطاع تمثيله ولا بأية طريقة. ولكن اليوم، منذ أن ظهر الله بالجسد وعاش بين الناس، فأني أقدر أن أرسم ما هو مرئي في الله " Tó őpατου τοữ εοữ " فأنا لا أكّرم المادة ولكني أكرم خالق المادة. الذي صار مادة لأجل محبته لي. الذي تحمّل وتقبّل الحياة بالجسد فأكمل مصالحتي عبر المادة" بالإضافة إلى هذا المعتقد الرئيسي استخدم القديس يوحنا مواضيع ثانوية أخرى أقل دقة. فمثلا إرتكز على أن العهد القديم لم يكن ضد الأيقونات كلياً، لأنه أستخدم بعض الصور على الأخص في العبادة داخل الهيكل التي يمكن للمسيحيين اعتبارها مقدمة لرسم المسيح. وقد عيب على محاربي الأيقونات تشبيههم الأيقونة بالنموذج الأصلي. فالأيقونة عندهم هي "الله". وفي هذا الخصوص أعتبر أن أساليب الأفلاطونية الحديثة والأوريجانية التي أستخدمها محاربو الأيقونات هي لصالح الأرثوذكس وتدعمهم أيضاً: فقط الابن والروح هما "الأيقونة الطبيعية" للآب. وبالتالي هما متساويان له. بينما تختلف الصور الأخرى معه جوهريا. الا انها ليست اصناما. هذه المحاورة حول طبيعة الأيقونة استخدمت لابراز أهمية تكريم الأيقونات وتعريفها. الأمر الذي قبله المجمع المسكوني السابع سنة سبع مئة وسبعة وثمانين(787)( ثاني مجامع مدينة نيقية). فالصورة والايقونة تتميز عن النموذج الالهي الأصلي. يمكننا أن نميزها بالسجود التكريمي. فالتكريم يعود إلى أصلها وليس بالعبادة، لأن العبادة توجّه لله فقط. هذا التأكيد المستمد سلطته من المجمع المسكوني يحرم بوضوح عبادة الأيقونات، التي غالباً ما نُتَّهم بها. بالنسبة لهذا الموضوع فإن الفهم السيء قديم ومتأتي من صعوبات في الترجمة. فالعبارة اليونانية " prosNÚõElslS " (السجود التكريمي) ترجمت إلى اللاتينية "عبادة"، في ترجمة أعمال المجامع، التي استخدمها شارلمان في كتبه المشهورة "كارولين". ولكن بعد فترة فهم توما الاكويني العبارة فوافق مجمع نيقية الثاني. يتحدث القديس يوحنا الدمشقي عن تكريم القديسين في الكنيسة. حسب رأيه، هذا التكريم مرتبط بعبادة الله إذ هناك علاقة ما بين الخالق والمخلوقات: oÚsευἱỏε وهذا المبدأ العام ينطبق على تكريم القديسين وذخائرهم وعلى تكريم الأيقونات عامة. فنحن نكرّم القديسين لأنهم خدام الله وأولاده وورثته بالنعمة، أصدقاء المسيح وهياكل الروح القدس الحية. وهذا التكريم يعود إلى الله ذاته إذ هو ممجد في قديسيه وفي خدامه الأمناء الذين ننعم بإحساناتهم إلينا. وفي الحقيقة أن القديسين هم شفعاء للجنس البشري بأكمله"-------------" ----- ولكن ينبغي أن ننتبه لئلا نحسبهم في عداد الأموات. إنهم دوماً أحياء وأجسادهم نفسها وبقاياهم ذاتها تستحق إكرامنا لها. هذه هي أفكاره التي عالجها في كتاب "الإيمان الأرثوذكسي" وفي الحوارات حول الأيقونات. فباعتقاده أن كل تكريم للقديسين إنما يعود إلى يسوع المسيح. فالتكريم له، من خلال قديسيه وبقاياهم والأشياء المختصة بهم وأيضا للصليب المقدس ولأدوات تعذيب السيد وكذلك من خلال الأماكن التي تقدست بحضور الرب يسوع فيه، أو باحتكاكها به، أو من العذراء. على الأخص في دفاعه عن الأيقونات، الذي ألّفه ضد محاربي الأيقونات ومحطميها، حيث جمع كل مصادر علمه اللاهوتي في ثلاثة دفاعات حول الأيقونات. ثم لخّصها في عرض الايمان الأرثوذكسي(1، 17، 16). كل براهينه تهدف لإيضاح هذه النقاط الثلاث: 1" لا تصوير لجوهر الله، بل للكلمة المتجسد. 2" تكريم الأيقونات عائد لأصلها. 3" الأيقونة كتاب مصور. وُجد التصوير المقدس بهدف أن التكريم الموجه للأيقونات المقدسة هو تكريم مسموح به من الوجهة اللاهوتية وأن هذا التكريم يعطينا الكثير من البركات وهو يقر بأننا لا نستطيع صنع صورة لله تمثله كما هو في جوهره. في طبيعته اللامرئية غير المتجسدة التي لا توصف واللامحدودة. فلو حاول أحد رسم مثل هذه الصورة لجاءت صورة كاذبة وليس لها أساس من الحقيقة وهذا المبدأ لا جدل فيه. ليس فقط عند الدمشقي ولكن عند كل اللاهوتيين الأرثوذكسيين البيزنطيين المدافعين عن الأيقونات. والقديس يوحنا الدمشقي قد وجه كلمات قاسية للمحاولين تمثيل الألوهة بالذات، لأن مثل هذه المحاولة هي قمّة الغباء وعدم التقوى. لا نجد في الغرب وضوحاً كمثل وضوحه. فهو يقر بأن الكتاب المقدس يرفض تمثيل الله بصور ويتساءل إن كان الله اللامنظور وغير الموصوف لا يمكن تصويره. فمن يمنعنا عن تصوير الله المتجسد من العذراء أمه أو تصوير والدة الإله والقديسين والملائكة القديسين؟ ليس فقط لأنهم ظهروا بأشكال مرئية ولكن على الأخص قد بدت للعيان طاقاتهم فباتوا قابلين للوصف والرسم. فالأيقونوغرافيا المقدسة لها أساس في حقيقة الأشياء. إذاُ، على عكس ما يدعى محاربو الأيقونات، فمثل هذه الأيقونوغرافيا ليست محرّمة في الكتاب المقدس. فالعهد القديم يمنع الأصنام المخترعة ولكنه يخلق وفرة من الصوَر. على كل، نحن لسنا تحت الناموس، لأننا دخلنا في نضوج المسيح. فالله بتجسده صار مرئياً وهو بطريقة ما يدعونا لتصوير صورته المرئية. أليس هو أول من صنع أيقونة؟ فإنه ولد الكلمة قبل الدهور صورة جوهره الكاملة. ألم يصنع الإنسان على صورته ومثاله؟ ألا يحمل في ذاته أفكار وصور كل الأشياء؟ لقد أراد أن يكون العهد القديم صورة للعهد الجديد، وبالتالي إن كان مسموحا صنع أيقونات تمثل هذه الحقائق فمسموح إكرامها أيضاً. إن ما قاله القديس يوحنا الدمشقي هو التقليد الأرثوذكسي. فإذا كان محطمو الأيقونات على حق فالكنيسة كانت مخدوعة كل تلك الحقبة، وهذا غير معقول، ويشكل هذا الرأي إدانة للهراطقة فلا يمكنهم الإدّعاء بأن تصوير الأيقونات وتكريمها هو ضرب من الصنمية بينما ينبغي أن نتوجه بعبادتنا إلى الله وحده. احترام الأيقونة وتكريمها لا يتوجهان إلى الأيقونة من حيث هي مادة بسيطة، ولكن من حيث هي صورة. هذا يعني أنها تظهر النموذج الأصلي. وهذا الإكرام (ΠροσηÚυησις ) لا يتوقف عند الأيقونة ولكن من خلالها يصل إلى العنصر الأول بحسب قول القديس باسيليوس الكبير: "إن إكرام الأيقونة يرجع إلى عنصرها الأول". فإن كنا نكرّم سيدنا يسوع المسيح وأمه والقديسين فلماذا لا نكرّم أيقوناتهم؟ هذا ما قاله القديس يوحنا الدمشقي للإمبراطور لاون الإيصوري: "فإما أن تلغي الاحتفال بأعياد القديسين أو فاسمحوا لنا بإكرام أيقوناتهم. ويفسّر لاهوتيونا بوضوح تام بأن العبادة لله وإكرامه يصير في عدة وجوه. هناك سجود العبادة، الذي لا يجوز لغير الله، الذي هو الأعظم وسيد كل المخلوقات. إنها العبادة ή ІІροσúυησις ηατά λατρείαυ” “ ή λατρεία وبعد هذه العبادة الفائقة هناك علامات الشكر، الكثيرة والمختلفة، والإحترام والتكريم المقدمة للمخلوقات بسبب بعض ميزاتها المعطاة لها كالسجود التكريمي مثلا أمام بقايا قديس، أو أيقونة، أو شخص قديس، أو أشياء مخصصة للخدمة الالهية، أو لأصحاب الجلالة، أو لأي شخص، لأنه صورة الله. فبهذا الشكل يعتبر السجود الإكرامي للأيقونة أمراً طبيعياً. اعتبار الأيقونة واحترامها يعطيان للمؤمنين آلاف البركات: - فالأيقونة هي كتاب لغير القادرين على القراءة. إنها تذكرنا بتاريخ الخلاص كله وبصنيع الله وبأسرار تدبيره الإلهي. - أنها تعليم صامت للتشبّه بمثل القديسين. - أنها قناة لانسكاب النعم الإلهية. فهي صلة وصل بالنعمة وبها ومن خلالها يوزع الله إحساناته وعطاياه علينا. فهي تشترك، بشكل من الأشكال، في قوة النموذج الأول، الذي تمثله وفي صلاحه. ويمكننا القول بأن النعمة الإلهية، والعمل الإلهي يقيمان ويسكنان في الأيقونة كما يسكنان في البقايا المقدسة. فالقديسون منذ حياتهم على الأرض كانوا مملوئين من الروح القدس وبعد موتهم لم تبتعد النعمة الإلهية التي بالروح القدس، عن أرواحهم ولا عن أجسادهم في القبور، ولا عن أيقوناتهم المقدسة. ليس لأنها تلازمهم جوهرياً، ولكن لأنها من خلالهم، تعمل البركات هذه ليست فكرة الدمشقي وحده بل هي أفكار الآباء الأرثوذكسيين أجمع، الرأي الذي تبنته الكنيسة في المجمع المسكوني السابع، الذي دافع عن تكريم الأيقونات وأعطانا مثل هذه التوصيات. إن ما أراد الأرثوذكس قوله هو أن الله يقبل منا الإكرام فيكافئنا بالمعجزات أحيانا، حين نكرمه من خلال تكريمنا للأيقونات المقدسة وبقايا القديسين. |
||||
25 - 05 - 2012, 10:37 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
ايقونة سيدة صيدنايا العجائبية إن أيقونة والدة الإله العجائبية هذه إنما هي في دير صيدنايا في جوار دمشق المشيّد لشرف مولد العذراء مريم الفائقة القداسة. إن هذا الدير يتمتع في الشرق بمجد واحترام عظيمين بواسطة أيقونة والدة الإله العجائبية المعروفة بإسم (شاغورة السيدة). فإليه تتبادر ألوف المصلين من مسحيين ومسلمين ودروز من جميع أقطار سورية وفلسطين ومصر ولبنان. لأن مجد الأعاجيب التي تتم بأيقونة صيدنايا العجائبية قد جاز إلى ما هو أبعد من حدود سورية ومصر. أما الوصف المفصّل لهذه الأيقونة المقدسة ولعجائبها وآياتها وهو في مخطوط صغير باللغة اللاتينية فهو محفوظ في مكتبة الفاتيكان في روما، وعنوانه: (عجائب أيقونة مريم الدائمة البتولية قرب دمشق). وأما أساس هذا الدير فمعروف بالوثائق التاريخية كما يلي:- إن الإمبراطور يوستينيانوس الحسن العبادة سافر سنة (546) إلى الأرض المقدسة لتكريم قدسيات فلسطين المسيحية وكان يشيد في طريقه كنائساً وادياراً أينما نزل للاستراحة، فلما بلغ قرية صيدنايا التي تبتدئ منها الصخور العارية المعتلية بالتدريج والمنتهية بقنّة صخرية نزل فيها، وذهب مرة إلى الصيد مساء فأنير بنور سماوي غير اعتيادي منبعث من قمة ذلك الجبل الصخري. وبانجذابه بحب الاستطلاع رأى وهو صاعد إليها أُرويّةً أي أنثى الإيّل إلا أنه لما اقترب منها بدت له إمرأة جليلة ساطعة المحيا بنور إلهي غير اعتيادي وقالت لهيا يوستينيانوس! من تطارد؟ أو من تريد أن تقتل بسهمك؟ أفيمكن أن تطارد مريم الدائمة البتولية وتتوخى أن ترمي بنبلتك أم الله المتشفعة بالخاطئين؟ فأعلم أنك إنما جئت إلى هذا الجبل بإرادة العناية الإلهية ويجب عليك أن تشيد لي ههنا ديراً لأكون أنا المحامية عنه). فلما رجع الامبراطور يوستينيانوس الحسن العبادة إلى حاشيته وحشمه أخبرهم بالرؤية واستدعى لساعته بالمهندس وأمره بأن يأخذ في الشغل. إلا أن البنائين تحيروا طويلاً في كيف يضعون الأساس على هذا الجبل الصخري ويقيمون الدير عليه. حينئذ ظهرت والدة الإله نفسها ليلاً على قمة الجبل ورسمت عليها خريطة الدير التي ابتدأ البناؤون في اليوم التالي بالبنيان على مقتضاها. وما شُيّد هذا الدير حتى اكتسب شهرة واسعة جداً فتواردت إليه الراهبات من جميع نواحي سورية ومصر وغيرهما من الأقطار. وفي أواخر القرن الثامن تولت رئاسته الراهبة مارينا البارة التي تمجدت بتقواها وقداسة حياتها. واتفق في أيامها للمتوحد المصري ثيوذوروس الذاهب إلى أورشليم لتكريم قدسياتها إن نزل في مستضاف الدير لأن طريقه كانت مارة في قرية صيدنايا. فسألته الرئيسة مارينا أن يقتني لها من أورشليم أيقونة والدة الإله وأعطته الثمن. إلا أن ثيوذوروس نسي وهو في أورشليم ما كُلّف به ورجع في طريقه. وفيما هو غير بعيد عن المدينة أوقفه صوت غريب قائلاً له أما نسيت في أورشليم شيئاً؟ وماذا عملت بتكليف الرئيسة مارينا؟ " فعاد ثيوذوروس للحال إلى أورشليم واقتنى أيقونة والدة الإله التي أدهشته ببهاء أشعة رسمها. وعلى طريق عودته بُهت للعجائب التي تمت بهذه الأيقونة لأنها أنقذته أولاً مع أصحابه من اللصوص ثانياً من الوحش البري فأثار فيه ذلك الرغبة في امتلاك الأيقونة الثمينة.وبعد أن زار الأماكن المقدسة جاء من الناصرة إلى عكا حتى إذا أغفل صيدنايا أبحر تواً إلى مصر، إلا أنه ما كاد يدخل السفينة حتى لجب البحر وثارت عاصفة هوجاء فيها الهلاك المحتوم. وإذ قرّعه ضميره بادر إلى ترك السفينة، ورجع بطريق اليابسة المارة في صيدنايا ونزل هناك عوداً في مستضاف الدير. ولكن عاودته الرغبة القاهرة في امتلاك الأيقونة التي أبدت له مقداراً عظيماً من آيات رحمتها العجائبية. فأقام في الدير أربعة أيام مستخفياً عن عينيى الرئيسة مارينا خوف أن تعرفه. ولما تهيّأ للانصراف سراً من الدير جاء المخرج ولكنه بُهت جداً لعدم مقدرته على الخروج من باب السور، لأنه تقدم إلى الباب فرأى بغتة أمامه حاجزاً صخرياً متلاحماً. فعرف وقتئذ ذنبه وندم وأسرع إلى الرئيسة مارينا فسلمها الأيقونة المقتناة بنقودها. وقص عليها أخبار الأعاجيب والآيات كلها التي تمت بالأيقونة المقدسة. فمجدت الرئيسة مارينا الرب وأمه الفائقة القداسة بدموع الشكر وذاع مجد الأيقونة العجائبية في العالم المسيحي والإسلامي فأخذت ألوف المصلين يلتجئون إلى حماية والدة الإله حتى ينال المرضى الشفاء والحزانى العزاء والمحتاجون تعاليم حياة التقى المفيدة والمهذبة. وقد أحرز الدير تأثيره الروحاني بفضل الآيات العديدة والمعجزات الصادرة عن أيقونة والدة الإله الفائقة القداسة التي هي الآن في المزار الصغير الغني بزينته في الجهة اليمنى من كنيسة الدير. إن هذه الأيقونة العجائبية موضوعة على الحائط الشرقي في إطار من ذهب على لوح من المرمر عليه تقعير صغير يتجمع في الميرون الجاري أحياناً من الأيقونة العجائبية المقدسة. ولم يهمل الامبراطور يوستينيانوس دير صيدنايا من عنايته حتى ولا بعد عودته من فلسطين إلى القسطنطينية فكان كل سنة يرصد له النفقات من خزينة الدولة ويعين له كهنة وشمامسة ورئيسات وأقطعة أراضي في جوار دمشق. وجلب له الماء من النبع الذي في القرب منه. إلى غير ذلك من المنافع. وقد نفر في شاكلته خلفاؤه بل وولاة سورية من العرب والترك والسلاجقة والعثمانيين والفرنسيين والسوريين، فالجميع أجاروا هذا الدير الشريف واكتنفوه بالاحترام والإكرام |
||||
25 - 05 - 2012, 10:41 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
العذراء الشافية من السرطان أو "ملكة الكل" (Pandanassa) في يوم من الأيام أتى شاب إلى الكنيسة لتكريم أيقونة والدة الإله. وإذ اقترب منها، أخذ وجه العذراء القدّيسة، فجأة، باللمعان وقوة غير منظورة طرحته أرضاً. فلمّا عاد إلى نفسه، اعترف أنه كان يحيا بعيداً عن الله وبأنه يتعاطى الشعوذة. وإثر التدخّل العجائبي لوالدة الإله، غيّر الشاب مسلك حياته وغدا مسيحيّاً تقيّاً. هذه الإيقونة مُجّدت، أيضاً، من خلال عدة أشفية لمرض السرطان المنتشر بكثرة في أيامنا هذه. لهذا كُتب مديح لهذه الأيقونة سنة 1996، ودُوّنت أشفية كثيرة من خلال تلاوة هذا المديح بتواتر. نسخة من هذه الأيقونة رُسمت بدمج الألوان مع الماء المقدّس وبُعثت إلى روسيا حيث جرت بها عدة أشفية. |
||||
|