منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04 - 12 - 2012, 11:18 AM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كيف تتخلص من الخطية ؟ للراهب كاراس المحرقي

سر في نور المسيح فيتبدد ظلام الخطية




" سيروا في النورمادام لكم النور لئلا يدرككم الظلام "
( يو 35:12)


يُخبرنا الوحي الإلهيّ بأنَّ الأرض في بداية خلقتها كانت خربة وخالية ومغمورة في ظلمة حالكة (تك1: 2)، لكنَّ الله استطاع أن يُحوّل هذه الظلمة إلى نور عظيم(تك1: 3،4)، إلاَّ أنَّ البشر أحبوا ظلام الخطية أكثر من نور التوبة! لكنَّ الله لم يُسرْ بهذه الظلمة أيضاً، فدبَّر أن يُشرق بنوره الإلهيّ لكي يبددها، فأرسل ابنه الحبيب نوراً للعالم وقد تم المكتوب: " اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُوراً عَظِيماً، الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظَِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورًٌ " (إش9: 2).
لقد وُلِد المسيح نوراً للعالم واستطاع بأشعته السماوية البرّاقة، أن يجعل سُحب الظلام تتوارى وتهرب! فالظلام ضعيف ولا يستطيع أن يصمد أمام لهب صغير، ولكنَّه يُقاوم ولا يستسلم، آملاً أن يسدل ستاره الكثيف على الوجود، وإن كان يعلم أنَّه لن يقدر، إلاَّ أنَّه يشنّها حرباً على ذاك الذي يكرهه، أعنى النور، لأنَّهيكشف قُبحه ويبدده ويُعلن ضعفه! والسؤال الحائر هنا: إن كان الظلام ضعيفاً ومملاً ومخيفاً وضاراً.. فلماذا يعشقه الكثيرون ويفضّلّونه على النور؟! هل لأنَّ النور يفضح أعمالهم الشريرة بينما يخفيها الظلام؟!
قبل مجيء السيد المسيح كانت هناك أنوار كثيرة يتبعها الناس، بعضها أشعة من نور الحق، وبعضها شعلات كاذبة تتأجج ثمَّ تنطفيء تاركة الإنسان في ليل أشد سواداً، وإلى الآن لازالت هناك أنوار جزئية لا تُعلن كل الحق، وأنوار كاذبة تُضلّل البشر، والناس بالرغم من هذا يتبعونها! ويعتقدون أنَّها تكفي لإرشادهم في طريق الحياة! وهم بهذا لم يدركوا أنَّ يسوع وحده هو النور الحقيقيّ، الذي يُنير قلب الإنسان والذي يُضيء الطريق أمامه.
قديماً كان الله يحيا بالنسبة للأُمَميّ، إمَّا في عالم يسوده الظلام فلا يستطيع أحد أن يصل إليه، أو في نور لا يقدر أحد أن يدنو منه! ولكن عندما جاء المسيح وعم بنوره المسكونة كلها، استطاع الناس أن يروا فيه صورة الله.

لقد ذهبت الأشباح المخيفة وتوارى الظلام، فالنور قد جاء ليُضيء للجالسين في الظلمة وظلال الموت، وأيضاً لكي يتلاشى ظلام الموت، ذلك العدو اللدود للبشر الذي كان الناس يخشونه، وفى خوفهم قد أصبحوا طيلة حياتهم عبيداً له، فأشجع القلوب وأقواها كان يذوب عند ذِكر هذا العدو، ولكن بمجيء المسيح وانتصاره على الموت، أظهر لنا أنَّ الموت ليس هو نهاية الحياة الحقيقية بل بدايتها، فهل لنا أن نقول: إن متنا فذاك الموت يُحيينا؟!
إن قلنا إنَّ الله نور فالخطية ظلام، والنور والظلام لا يجتمعان معاً، شأنهما شأن الصباح والليل، فالصباح لا يلتقي بالليل إلاَّ لكي يبدده! ولهذا منذ بداية الخليقة " َفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ، وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَاراً وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً " (تك9:1).
والعجيب في قصة الخلق أنَّ الله لم يمحُ الظلمة، فلم يقل: لا تكن ظلمة، إنَّما قال: " لِيَكُنْ نُورٌ " (تك3:1)، فكان نور وبقيت الظلمة ولا تزال باقية كما هي، وقد علّمنا بهذا أنَّ أفضل وسيلة لمواجهة الظلام هي زيادة الأنوار، والحق إنَّ شمعة واحدة مُضيئة تكفي لأن تُضيء مساحة كبيرة من الظلام، فإلى هذه الدرجة الظلام ضعيف!!
لعل أهم بركات النور أنََّه يكشف لنا مدى قُبح الخطية، فإذا أتينا بثوب ملطخ ووضعناه في مكان مظلم، فإننا لا نرى ما فيه من أقذار، أمَّا إذا أُضيء المكان ففي الحال سنرى ما ستره الظلام..
وكم من نفوس عاشت وهى لا تشعر بعيب فيها! لأنَّ الظلام كان قد أعمى عينيها، ولكن ما أن واجهها نور المسيح فسرعان ما استيقظت وشعرت بخطيتها وثقل ذنوبها.. ألم يضطهد شاول الطرسوسيّ كنيسة الله ظاناً أنّه بهذا يُقدّم خدمة مرضية لله؟! ولكنَّه ما أن نظر نور المسيح حتى خر كالميت وشعر بأقذاره، فصرخ بصوت الطفل الرضيع، والتائب النادم وقال: " يَا رَبُّ مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟ " (أع9: 6).

والنور لا يكشف لنا قُبحْ الخطية فقط، بل ويُهدينا إلى طريق الله أيضاً، فالذي يمشي في الظلمة لا يعلم إلى أين هو يمضى، أمَّا الذي يمشي في النور فلا يتعثر، والعالم بلا يسوع لا يعرف إلى أين يذهب، أمَّا من يسير في نوره فيصل إلى الميناء بسلام.

بدون الله لا حياة ولا أمل في حياة، وبدون نور المسيح حتماً سنشكو من الظلام، ألم يقل إشعياء النبيّ:" ابْتَعَدَ الْحَقُّ عَنَّا وَلَمْ يُدْرِكْنَا الْعَدْلُ، نَنْتَظِرُ نُوراً فَإِذَا ظَلاَمٌ، ضِيَاءً فَنَسِيرُ فِي ظَلاَمٍ دَامِسٍ نَتَلَمَّسُ الْحَائِطَ كَعُمْيٍ وَكَالَّذِي بِلاَ أَعْيُنٍ نَتَجَسَّسُ، قَدْ عَثَرْنَا فِي الظُّهْرِ كَمَا فِي الْعَتَمَةِ فِي الضَّبَابِ كَمَوْتَى " (إش59: 9،10).
حقاً إنَّ بعض الملحدين قد أنكروا وجود الله، وجعلوا من الدين عرضاً من أعراض طفولة الشعوب أو قصور العقل البشريّ! ولكنَّ الإنسان مهما حاول أن يطرد فكرة الله من عقله، فإنَّ هذه الفكرة لابد من أن تعود إليه بصورة أُخرى، مادام العالم الذي نعيش فيه ناقصاً لا يستطيع أن يكتفي بنفسه! وهل نُنكر أنَّ كثيرين حاولوا أن يلغوا فكرة الله وبالتالي العبادة الدينية من حياتهم، لكنَّهم وجدوا أنفسهم مضطرين إلى الاستعاضة عن الديانات القائمة بديانات أُخرى جديدة من صنع البشر! ألا يدل هذا على أنَّ الإنسان مخلوق غير كامل، وهو في حاجة إلى قوة أُخرى يسد بها ما في عالمه من نقص؟!
هل تُسمّى الحياة حياة إذا عاش الإنسان لشهواته ؟! إنَّها حياة عقيمة! تصير الحياة ذات معنى إذا عاش الإنسان من أجل هدف سامٍ، واعتقد أنَّ أسمى هدف هو الله! أمَّا إذا عاش الإنسان لشهواته فسوف يُشبه الحيوان، لأنَّ الحياة الشهوانية تُحطّم قيمة الإنسان، وأعتقد أنَّ الله في اليوم الأخير سيسأل كل من عاش لشهواته قائلاً: لقد خلقتك إنساناً فلماذا لم تُصبح إنساناً؟!

إنَّ من يزرع بذور الشهوة، ثمَّ يطمع أن يأكل ثمار المحبة الإلهية هو إنسان جاهل، لأنَّ بذور الشهوة لا تُثمر سوى الحقد والكراهية والخوف... وكيف يطلب إنسان شهوانيّ، أن يأكل ثمار الحُب الإلهيّ وهو لا يعي وجود الله؟! والعجيب أننا نُسمّيه إنساناً حيـاً! فإن كان مثل هذا حياً فمن يا تُرى ذلك الإنسان الذي يحق أن ندعوه ميتاً؟!

عندما تكون حرارة الروح مشتعلة، فإنَّها تملأ الجسد دفئاً روحياً، وتُعيد إليه نشاطه من جديد! ولهذا أوصى الآباء بأن نجتهد ونُشعل حرارة الروح فينا، مادام في جسدنا قوة وشهوة الطبيعة تعمل فينا، لكي نستبدل شهوة بشهوة، وتأخذ شهوة الروح الغَلَبة، وتنتصر على شهوة الجسد! فإذا اشتعلت شهوة الروح خمدت شهوة الجسد..

  رد مع اقتباس
قديم 04 - 12 - 2012, 11:18 AM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كيف تتخلص من الخطية ؟ للراهب كاراس المحرقي

أحب الرب إلهك لتطرد من قلبك محبة الخطية






" المحبـة لا تسـقط أبداً "
(1كو8:13)


إن أحببت الله من كل قلبك، تستطيع بسهولة أن تطرد محبة الخطية من قلبك، لأنَّ من يُحب الله لا يجد في الخطية لذة علي الإطلاق، بل ينفر منها، لأنَّها خاطئة ولا توافق طبعه..
ويجب أن تعلم أن الله خلق الإنسان وهو يحمل في داخله غريزة الحب، فإن لم يُحِب الله سيحب الشيطان، وإن لم يُحِب القداسة سيحب حياة النجاسة.. فإن كنت تريد أن تتخلص من شهوة خطية تملكت عليك فلابد أن تستبدلها بشهوة أُخري أقوي وأفضل منها، ولا أظن أنَّ هناك أحلي من شهوة الحُب الإلهي.. ولهذا يقول ابن العبريّ: " من أحب أمر أبغض ما هو ضده، ولا يرغب التفكير في هذا المضاد ".
أمَّا مار إسحق السريانيّ فيقول: " الشهوة إذا تسلّطت علي النفس واستعبدتها، تُخرجها من حريتها وتجذبها لتكميل ما تأمرها به، ولا تنقلع من النفس إلاَّ بمحبة شهوة أُخري تُضادها، لأنَّ الشهوة بشهوة تبطل أيضاً، ومحبة بمحبة، وعادة بعادة تتغير.. "
ولا توهم نفسك بأنك تستطيع أن تجمع بين هاتين الشهوتين في وقت واحد، لأنَّ محبة الله لا تتفق مع محبة الشيطان " لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَ الإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ " (2كو6: 14-16).
وإذا سألت كيف أُحِب الله؟ لقلت لك: إنَّ التفكير الكثير في الله، يلد محبته في قلبك، كما أنَّ محبته إذا تولدت في قلبك، تجعلك تفكر فيه بالأكثر، وكل من الأمرين يوصل إلي الآخر ويقويه.
ولو أكثرت التفكير في صفات الله أو أعماله أو معاملاته للناس، أو من جهة وصاياه وكلامه.. ستنشغل بالله كثيراً، ومشغوليتك به ستجعلك تفكر فيه بالأكثر، وتفكيرك فيه سيزيد محبتك وهكذا تدور الدائرة.
كما أنَّ تفكيرك في الله سيقدس فكرك، ويلد في قلبك مشاعر روحانية سامية، وفي ذلك تستحي أن تفكر في أيّ شيء خاطيء أو شرير، ويكون صعب عليك أن تخلط أفكارك المقدسة بأيّ فكر نجس أو حتي عالمي.
ويوصلك التفكير في الله إلي نقاوة القلب، فتتعود الصلاة الدائمة، وتشعر بأنك في حضرة الله باستمرار، وفي هذا الحضور الإلهيّ لا يجرؤ الشيطان أن يقترب إليك.. وبالتالي من الصعب عليه أن يُسقطك في الخطية..
يقول القديس يوحنا الحبيب: " هَذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ اللهِ: أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ. وَوَصَايَاهُ لَيْسَتْ ثَقِيلَةً " (1يو 3:5)، وبهذا أعلمنا أن حفظ الوصايا الإلهية يُوّلّد في القلب محبة الله.

فالذي يحفظ وصايا الرب يقترب منه، ومن يقترب من الله يقترب من أخيه، ومن يقترب من أخيه من الصعب أن يُخطيء إليه.. وإليك هذا التشبيه:
تصور دائرة تخرج من مركزها خطوط، فبقدر ما تبتعد الخطوط عن المركز بقدر ما تفترق عن بعضها البعض، وبالعكس كلّما اقتربت من المركز تقاربت نحو بعضها البعض.. افترض أنَّ هذه الدائرة هي العالم، ومركزها الله، والخطوط هي حياة البشر، فإذا اقترب الناس من المركز عن طريق حفظ الوصايا، اقتربوا نحو بعضهم، وإذا ابتعدوا عن المركز (الله) متجهين نحو الأمور الخارجية، ابتعدوا عن بعض، وهذا يجعلهم يرتكبون الشر بعضهم نحو بعض.
فإذا أحببت الله وأشرق عليك الحبيب بشعاع من حُبّه، فكما يقول الشيخ الروحانيّ: لن تحتمل السكني بين الناس، بل ستلقِ عنك كل حُب جسداني، وتتغرّب عن كل شيء في طلب المحبوب، ستنفض كل لذة جسمية وتنبذ كل تمتّع بشريّ ستترك الأب والأم والأخ والصديق.. وتسعي وراء الغنيّ بحُبّه لأنّك ستدرك أن في قلبه حب كثير لك.

  رد مع اقتباس
قديم 04 - 12 - 2012, 11:19 AM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كيف تتخلص من الخطية ؟ للراهب كاراس المحرقي

رثاء

للقديس مار أفرآم السرياني من أقوال متفرقة
للحث على ترك الخطية

أطلب إليك ألاَّ تفسد هيكل الله، ولا تحزن روح الله الساكن فيك، ولا تغم الملائكة المأمورين أن يحفظوك ليلاً ونهاراً.. فإن كانت الحيطان تكتنفنا والسقف يُغطينا والباب مُغلق علينا والظلمة مشتملة، لكن الفاصل النور من الظلمة لا يكتم عنه شيء من أمورنا..
قل لذاتك: لك زمان تصنع شهوات الجسد وأمياله، فماذا ربحت؟ هل زدت علي قامتك ذراعاً واحداً؟ أصرت سميناً؟ فما خزّنت لذاتك سوي طعام الدود، ها إخوتك الذين اتّقوا الله، تزينوا بالفضائل الحقيقية، وأنا أذهب إلي الظلمة، وهب الرب لي حياة وأنا أسخط بها عمداً..
أيها الشيطان الخبيث قد جعلتني عاراً للملائكة والناس، لأني صرت مطيعاً لمشورتك النفاقية، لأنك خطرت لي قائلاً: أعمل شهوتك مرّة واحدة ولا تصنعها أيضاً، وها هو الصغير صار لي هوة، الماء وجد ثقباً صغيراً فصنع هوة عظيمة واضحة للكل، لأنَّ عادة الخطية تقود إلي أشر حال..
فاكرهي يا نفسي الخبيث، والتصقي بالإله المتعطف علي البشر.. استحي يا نفسي من الآن وأسرعي في طريق الخلاص.. انهضي وتشجعي، لا تلبثي في الهوة لكيلا تُدفَعي كالجثة طعاماً لطيور السماء والوحوش، اركعي لملك المجد معترفة له بخطاياك، فإنَّ له رأفات كثيرة..
إلي متي تحتمل العدو النجس مكملاً بلا خجل مشيئته، فهو يتمني أن يزج بك في النار، هذا هو حرصه وهذه هي مشيئته، فهو يُحارب دائماً بالشهوات الرديئة.. فاهرب منه وأمقت مشوراته.. أبغض الخبيث وفر من الغاش، فإنّه قتال للناس مذ الابتداء وإلي الانتهاء.. فاهرب منه أيها الإنسان لئلا يقتلك..
تأمل يا أخي واختر الأفضل: أتبكي هنا علي خطاياك وتتضرع لتخلص بالتوبة؟ أم تبكي هناك في النار ولا ينفعك شيء؟ لأنّك إذا بكيت هنا تنال رحمة مع تعزية.. فعد إلي ذاتك.. واعرف أنَّه من أجلك نزل الإله علي الأرض ليرفعك من الأرض إلي السماء..
أيها المُحبّون انهضوا فقد جاء الملك السماويّ، ليعطيكم نياحاً وسروراً في الحياة الخالدة عوض تعب نسككم.. قوموا فشاهدوا مملكته التي أعدها لكم.. قوموا وانظروا المن الذي لا يشبع منه أحد..
تقدم إلي أب الرأفات معترفاً بخطاياك قائلاً: أيها الرب إلهيّ، الممسك الكل، قد أخطأت في السموات وقدامك ولست مستحقاً أن أُدعي لك ابناً.. ولا أن أُبصر علو السماء من كثرة آثامي، ولا أن أذكر اسمك العظيم بشفتي الخاطئتين، لأني جعلت ذاتي غير مستحق للسماء ولا للأرض..
أسألك يارب وأتضرع إليك ألا تطرحني من قدام وجهك، ولا تبعد عني لئلا أهلك، لأنَّ لولا يدك سترتني لكنت هلكت وصرت كغبار قدام الريح..
أسكب علي رأفتك كما سكبتها علي الابن الشاطر، ارحمني وسامحنى علي سيرتي الطالحة، كما سامحت الزانية والعشار.. ترأف علي كاللص.. إقبل توبتي أنا العبد البطّال فإني يائس من الكل، لأنّك ما جئت لتدعو صديقين بل خطاة إلي التوبة..
صل أيها الحبيب..واعترف.. لتقدم صلاتك كبخور قدام الله
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لماذا الخطية ؟! للراهب كاراس المحرقي
موتى الخطية للراهب كاراس المحرقي
الخطية ضعف لا قوة للراهب كاراس المحرقي
نجاسة الخطية للراهب كاراس المحرقي
مرض اسمه الخطية _ للراهب كاراس المحرقى.


الساعة الآن 03:56 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024