14 - 05 - 2012, 06:34 AM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
زهرة بنت الصبح (1) واحد من أعظم المخلوقات الملائكيه التي خلقها الله، ولم يصل أحد غيره إلى مركزه العالي في حضره الله؛ لكنه طُرد خارجًا، وبعد أن كان نورًا أضحى ظلمةً، وبدل الجمال الكامل صار القبح بعينه، وبعد أن كان في ذات حضره الله، أصبح مصيرة الظلمة الأبدية!! فمن هو هذا وما سر خرابه وهلاكه؟ إنه “زُهرة بنت الصبح” واحد من أعظم الملائكه الكروبيم والذي أصبح بسقوطه “الشيطان”. و“زهرة” تعنى بالعبريه “هيلل” أي “اللامع أو المضيء”، و“بنت الصبح” تعنى “مثل الكوكب اللامع”. صفاته وامتيازته كما يعلنها الله «أنت خاتم الكمال ملآن حكمة وكامل الجمال». لقد خلق الله هذا المخلوق ملآن حكمة وكامل الجمال، وكان يعكس ضياءه بواسطه أحجار كريمه متنوعة، مثل العقيق الأحمر والياقوت الأصفر. «أنت الكروب المنبسط المظلل». فلقد كان واحد من الملائكة الكروبيم، والذين ترتبط خدمتهم وعملهم بالقضاء وتنفيذه. وبينما كانت الملائكة السرافيم تطوي أجنحتها في حضرة الله، مغطّية رجليها ووجهها، كان هذا الكروب يبسط (أي يفرد) جناحيه؛ مما يدل على ما كان له من إمكانيات خاصة. «على جبل الله المقدس كنت، بين حجاره النار تمشيت». أي أنه كان قريبًا جدًا من عرش الله، وكان يعاين حضرة الله وقداسته وأيضًا أمجاده النارية «لإن إلهنا نار أكله». فلم يكن في كل الكون من هو أعظم منه إلا الله الذي خلقه، والذي منحه هذا السلطان، وعيَّنه ليكون بالقرب من عرشه («وأقمتك» أي عينتك). عزيزي.. أليست هذه الظروف الرائعة والجو السماوي والإمكانيات العظيمة تقود صاحبها لحياة السجود الدائم لله العلي والعيشة في خدمته؟ أ وَلا تهيّء لصاحبها حياه في السماء؟ لكن ما حدث.. أن إمكانياته لم تحفظه من الكبرياء والتفكّر في الإثم، ومن ثم الطرد من حضرة الله. والسؤال: ما الذي فعله هذا الكروب؟ وما هي خطيته؟ وماذا جرى له؟ فى إشعياء14: 12-15 نجد الإجابه: «كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح؟ كيف قُطعت إلى الأرض يا قاهر الأمم؟ وأنت قلت في قلبك: أصعد إلى السماوات، أرفع كرسيَ فوق كواكب الله، وأجلس على جبل الاجتماع في أقاصي الشمال. أصعد فوق مرتفعات السحاب. أصير مثل العليّ. لكنك انحدرت إلى الهاوية إلى أسافل الجُبِّ». ويمكن أن نستخلص خمسه أسباب لسقوطه وهلاكه كالآتي: أصعد الى السماوات: كان لهذا الكروب الحق أن يمثُل أمام الله في السماوات، لكنه طمع أن تكون هي مقرَّ ملكه الدائم، ونسى أن «السماوات سماوات للرب» (مزمور115: 16). لقد تمرَّد المخلوق وتطاول على من عمله!! فيا له من تطاول! أرفع كرسيَّ فوق كواكب الله: لم تصبح مشغولية هذا الكروب بخدمة كرسي الله، لكنه تطلع إلى كرسيه هو، فالخادم يريد كرسي سيده!! فيا لها من نذالة وخيانة!! أجلس على جبل الاجتماع: وجبل الاجتماع يعنى “مكان الحكم” الذي فيه يأتي الملائكة ليقدِّموا تقاريرهم إلى الله (أيوب1:6). لقد أراد أن يأخذ هو ذات المكانة. فيا للطمع!! أصعد فوق مرتفعات السحاب: السحاب يكلِّمنا عن حضور الله وأمجاده «الجاعل السحاب مركبته» (مزمور104:3). لقد قال الله مرة: «ومجدي لا أعطيه لآخر»، وهذا الكروب المتعجرف يريد أن يأخذ مجد الله شخصيًا. فيا له من اختلاس! أصير مثل العلي: ولقد اختار هذا الاسم من ضمن أسماء الله، لأنه يعبِّر عن رفعة الله وسموه؛ فأراد لنفسه ما يخص جلال العلي. فيا له من كبرياء!! أخيرًا بماذا حُكم الله عليه؟ ما أن تطاول وتكبَّر هذا الكروب المظلَّل على خالقه حتى جاء عليه القضاء الإلهي: «أطرحك من جبل الله وأبيدك أيها الكروب من بين حجاره النار». لقد طرده الله من الحضرة الإلهية للنار الأبدية. فيا للخسارة! «انحدرت إلى الهاوية إلى أسافل الجب». لقد أراد أن يصعد، لكنه انحدر. ورغب أن يرتفع، فطُرح إلى أسافل الجب؛ لأنه «قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح» (أمثال16:18). عزيزي.. أليس لنا درسًا وعبرة من هذا المتكبر الساقط والجميل الهالك؟ أولاً: حذار من الكبرياء والزهو والإعجاب بالنفس. فآه مِن تطاول القلب وتمرّده على خالقه. وآه من الوهم الكاذب، بأنك لست في حاجة لله ومحبته وفداءه «أنا غني وقد استغنيت ولا حاجة لي إلى شيء» (رؤيا3:17)، والظن أنه فى استقلالك عن حياة الله ستصل إلى قمم الجبال وفوق كواكب العلي! حذار فما سقط فيه إبليس يريد أن يوقعك فيه لتكون معه في الجحيم الأبدي. ألا تصلي معي «احفظني يا الله لأني عليك توكلت، قلت للرب: أنت سيدي، خيري لا شيء غيرك... تعرفني سبيل الحياة، أمامك شبع سرور في يمينك نعم إلى الأبد» (مزمور16:1،2،11). ثانيًا: حينما أخطأ هذا الكروب، لم يُعِدَّ له الله فداءً بل قضاءً. لكن نعمة الله أعدّت لي ولك، نحن المذنبين، خلاصًا هذا مقداره؛ «لأنه حقًا ليس يمسك الملائكة، بل يمسك نسل إبراهيم» (عبرانيين2: 16). أي أن الله لم يقدِّم يَدَه مخلِّصًا ومساعدًا الملائكة الساقطة (إبليس ومجموعته)، بل ينتظرهم دينونة عظيمة. لكنه قدَّم ابنه على الصليب، وبه يخلِّص كل من يلجأ إليه بالإيمان (للذين يتمثلون بإيمان إبراهيم). ألا تشعر بنعمة الله المخلِّصة المتجهة لك، ألا تقدِّر معي امتيازنا بخلاص المسيح «ولكن لله بيَّن محبته لنا؛ لأنه ونحن بعد خطاة، مات المسيح لأجلنا» (رومية5: 8). أرجوك صديقى، أن تستفيد بفرصة الخلاص التي لم يأخذها هذا الملاك الساقط “زهره بنت الصبح”. وحذار أن يخدعك فتكون معه إلى أبد الآبدين في بحيرة النار المُعَدَّة لإبليس وملائكته. |
||||
14 - 05 - 2012, 06:34 AM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
زهرة بنت الصبح (2) رأينا في المرة السابقة أن هذا الاسم تسمَّى به أعظم المخلوقات الملائكية، والذي كان ملاكًا كروبًا، يتمتع بالوجود في محضر الله؛ لكن بسبب كبريائه وتطاوله على الخالق، طُرح من جبل الله وأُبيد من بين حجارة النار - محضر الله - ليصبح هو الشيطان. وإبليس يعمل ضد الله محاولاً أن يفسد سبله المستقيمة، موجِّهًا كل طاقته لخداع الإنسان بشهوات مختلفه لإبعاده عن خلاص المسيح، بل يجول ملتمسًا من يبتلع. والآن.. ما هي قصه هزيمة وهلاك هذا الأثيم؛ مصليًا أن تكون هذه عبرة لك فلا تنخدع منه، ولا تهلك معه.. تعالَ نتأمل في هذه المراحل الأربعة، والتي في كل منها جزء من قصة هلاكه. أولاً: الوعد الإلهي في القديم (تكوين3: 15) جاء الشيطان لحواء في الجنة في صورة الحية، وتمكَّن من خداعها، وهكذا سقط آدم وحواء في عصيان الله. وجاء الرب في الجنه ليستر آدم وأمرأته، وفى ذات الوقت ليعلن حكم القضاء على إبليس؛ منبئًا بمجيء الفادي المسيح، قائلاً «هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه». والمقصود بـ“هو” نسل المرأه، ربنا يسوع. «لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودًا من امرأه» «غلاطية4: 4). وتم هذا الوعد بعد آلاف السنين حينما سُحق إبليس وهُزم في صليب ربنا يسوع. ثانيًا: تجسّد ابن الله العظيم (عبرانيين2: 14) وجاء اليوم الموعود، ووُلِد ربنا يسوع حسب الجسد. وإن كان في حياته عمل وعلّم الكثير، لكنه أيضًا أعلن عِدّة مرات أنه أُظهر لكي ينقض أعمال إبليس. في بداية خدمته: أُصعد من الروح لكي يجرَّب من إبليس أربعين يومًا في البرية. لكن الرب يسوع، الإنسان الكامل، أشهر سيف النصرة، مستندًا على قوة الكلمة مكرِّرًا «لأنه مكتوب». ثم فارقه إبليس إلى حين. في نهاية خدمته: أعلن الرب يسوع ثلاثه مرات هزيمه الشيطان ودينونته. «الآن دينونه هذا العالم. الآن يُطرح رئيس هذا العالم خارجًا» (يوحنا12: 31). «رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيَّ شيء» (يوحنا 14: 30). «رئيس هذا العالم قد دين» (يوحنا 16: 11). ثالثًا: صليب المسيح وهزيمة الأثيم (كولوسي2: 15) وجاءت ساعة المعركة الحاسمة في الجلجثة؛ يوم أن مضى ربنا ليُصلَب بكامل اختياره، ليتمِّم مشورة الله المحتومة، وفي ذات الوقت يربط القوي - الشيطان - وينهب أمتعته. ولم يكن هذا أمرًا مجهولاً لدى سيدنا؛ فلقد أعلن لصالبيه «هذه ساعتكم وسلطان الظلمة» (لوقا22: 53). ورغم أن إبليس أهاج الجمع قائلين: «أصلبه.. أصلبه»، وفعلاً صُلب ربنا يسوع، ومات، ودُفن؛ والخصم قد ظَنَّ بأنه ظفر؛ إذ دُفِنَ الربّ يسوع وخُتم الحجر!! ولكن المفاجأة المذهلة لإبليس كانت أن الرب يسوع لم يَقُم من القبر فقط، لكنه تمَّم القول «يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس» (عبرانيين2: 14). بل وأكثر من ذلك، أن الرب يسوع جرَّده من كل ما له من نفوذ «إذ جرَّد الرياسات والسلاطين، أشهرههم جهارًا ظافرًا بهم فيه (الصليب)» (كولوسي2: 15). إننا فخورون بربنا يسوع المسيح، الأسد الخارج من سبط يهوذا، بطل الجلجثة والصليب. يا ليتنا نعطيه المجال ليكون بحق سيدي وسيدك، ونحتمى فيه «اسم الرب برج حصين، يركض إليه الصدّيق ويتمنَّع» (أمثال18: 10). وبه، ومعه، على الأسد والصل نطأ، الشبل والثعبان ندوس. رابعًا: مجيء المسيح وطرح إبليس في جهنم (رؤيا20: 10) كان تجسد ربنا يسوع وصلبه بمثابة إعلان النصرة على إبليس، لكن في مجيء ربنا يسوع من السماء سيكون التنفيذ النهائي. فبينما يأخذ المسيح مفدييه إلى السماء، ونكون معه كل حين، ستنصبّ الأحكام والويلات على هذا المتمرد الأول والهالك الأكبر: سيُطرح من السماء (رؤيا 10: 7-12): بعد اختطاف المؤمنين إلى السماء، نقرأ عن حرب ستحدث في السماء (سماء الطيور والفلك) بين إبليس وملائكته وميخائيل وملائكته، والتى ستنتهي بهزيمة إبليس وطرحه الى الأرض. وحينئذٍ تترنم السماء قائلة «الآن صار خلاص إلهنا وقدرته وملكه وسلطان مسيحه، لأنه قد طُرح المشتكي على إخوتنا». فيا له من إنتصار! سيُطرح في الهاوية (رؤيا20: 1-3): بعد ظهور ربنا يسوع المسيح، سيأتي ملاك قوي معه مفتاح الهاوية ويقيّد إبليس «وطرحه في الهاوية وأغلق عليه... حتى تتم الألف سنة». فيا له من عار لذاك الجبار! سيُطرح في الجحيم الأبدي (رؤيا20: 10): يقول الكتاب المقدس إنه بعد الألف السنة، يُحَلّ إبليس من قيده، ويخرج من الهاوية أيامًا قليلة، ثم يُقبض عليه للمرة الأخيرة. فنقرأ «وإبليس الذي كان يضلّهم، طُرِحَ في بحيرة النار والكبريت، حيث الوحش والنبي الكذاب، وسيعذَّبون نهارًا وليلاً إلى أبد الآبدين». فيا له من دمار! القارئ العزيز هكذا سيهلك الكروب المظلَّل. سيهلك الجميل والمغنّي القديم.. صاحب القلب المتكبِّر والفكر المتجبِّر. هذه هي نهاية إبليس الذي أضل الكثيرين، وأغوى بالجمال والشهوة، وأضل بالمال والشهرة. أراد أن يصعد فوق كواكب العلي، فانحدر إلى أسافل الجُبِّ، واهتزت الهاوية لقدومه. كذب على الكثيرين، وقيَّدهم، بل وذبحهم حينما استسلموا له، ولم يتركهم إلا في جوف الهاوية بلا رجاء. إنني أصرخ إليك بحقِّ الأبدية الطويلة: اهرب الآن من يده أرجوك! اهرب إلى المسيح المحبّ، والحمل المذبوح، الذي جاء متجسدًا «لكي ينقض أعمال إبليس» (1يوحنا3: 8)، و«ويبيد بالموت (في الصليب) ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس، ويعتق أولئك الذين... كانوا... تحت العبودية» (عبرانيين2: 14، 15). نعم يقدر أن يحررِّك الآن ويطهِّرك بدمه الكريم. إنه الأسد الغالب، سيمتعك بوجوده في حياتك فالشرير لا يمسَّك. وأخيرًا أعد لك في بيت الآب مسكنًا لتكون معه إلى الأبد |
||||
14 - 05 - 2012, 06:35 AM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
قــــورح “قورح” اسم عبري معناه “قرع” أو “أقرع”. وكان معاصرًا لموسى وهارون؛ وكان ابن عمهما، فقد كان ابن يصهار أخي عمرام أبي هارون وموسى (خروج6: 18، 21؛ عدد16: 1-50). وقد تزعم ثورة ضد موسى وهارون، وكان الدافع إلى هذه الثورة هو الحسد والغيرة المُرّة. وقد اتحد معه، في هذه الثورة، داثان وأبيرام، ابنا آلياب، واون بن فالت من سبط رآوبين، ومعهم 250 من رؤساء الجماعة وذوي الاسم بين الشعب. وقد اتهم قورح، ومن معه، موسى وهارون أنهما يرتفعان على جماعة الرب. كان قورح من سبط لاوي، وكان المفروض أن يعلِّم الشعب طريق الرب (تثنية33: 10)، لكنه قاد الشعب في ثورة عارمة من التمرد والتطاول، التي أدت في النهاية إلى هلاكه المرعب، وبطريقة إلهية قضائية لم تحدث من قبل. ودعنا عزيزي أن نتأمل في أسباب هلاك هذه الشخصية: أولاً: التمرد والعصيان هذه هي الحيلة الرابحة للشيطان، ليقود الإنسان بعيدًا عن الله. وغالبًا ما يعدّ لها شخصًا قوي الشخصية، ذا حجة في الإقناع، يوهم الناس بأنهم مظلومون واعدًا إياهم بالحرية. وكان قورح المستعد، والمُعَدّ لهذه الثورة. لكن الشيء العجيب هو: على من يتمرد؟ وعلى أي شيء؟ يقول لموسى وهارون «كفاكما... ما بالكما ترتفعان على جماعة الرب؟!». موسى الحليم، وهارون الخادم؛ يتهمهما بالكبرياء والتعالي!! والواقع كان هو المتعالي والمتمرد. وحينما دعاهم موسى ليتكلم معهم، رفضوا ندائه، وأتهموه بالكذب، وبأنه لم يأت بهم إلى الأرض التي تفيض لبنًا وعسلاً (عدد16: 12-14). قال الله مرة لصموئيل «لأنهم لم يرفضوك أنت، بل إياي رفضوا حتى لا أملك عليهم» (1صموئيل8: 7). أ ولم يقل الشعب صراحة لبيلاطس، بخصوص المسيح: «لا نريد أن هذا يملك علينا»، «ليس لنا ملك إلا قيصر»!! عزيزي.. إنها ضربة قلب الإنسان المتكبر واالمتمرد، يتظاهر بالغيرة على أمور الله، والحقيقة هو رافض لله وترتيبه. فلنتحذر! ثانيًا: الطمع وتعالي قلب الإنسان أراد قورح، ومن سار في ركابه، أن يكون لهم المركز الذي أعطاه الله لموسي وهارون «تطلبون أيضًا كهنوتًا» (عدد16:?10). وهو تمرد على ترتيب الله؛ فلقد أعطى الله موسى الوصية، وأعطى هارون تقديم الذبيحة. وهنا نلاحظ عدة أمور: 1. رفض ترتيب الله وصوته.. وكأنّ الله لم يوزِّع الأدوار بعدل!! في رفضهم لموسى ولهارون نري رفضهم لكلمة الله والخضوع لها. أ لم يقل الرب يسوع «الذي يسمع منكم يسمع مني، والذي يرذلكم يرذلني» (لوقا10: 16). لقد تطاولوا برغبتهم في أخذ ما ليس لهم (عدد16: 9). فالله أعطاهم مركزًا في خدمته؛ لكنهم أرادوا ما لغيرهم. والكتاب يعلن أنه «لا يأخذ أحد هذه الوظيفة بنفسه، بل المدعو من الله كما هارون» (عبرانيين5: 4). وكأن قورح يقول: أنا أفضل من الباقين، أنفع لكل المهام. 2. هو رفض لابن الله، الكلمة والذبيحة. وهذا هو بيت القصيد. فلقد أرسل الله ابنه، الكلمة متجسدًا، وحملاً ليُذبَح ويرفع خطية العالم. لكن الإنسان المتمرد رفض المسيح وكلمته، بل موته وكفارته.. لذا يقول الكتاب «فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصًا هذا مقداره» (عبرانيين2: 3). ثالثًا: الازدراء بالرب صاحب السلطان إن هؤلاء القوم قد ازدروا بالرب. والرب، الخبير بقلوب البشر، يكشف لنا الداء الدفين؛ لم يكن هو التمرد على موسى، وليس هو الازدراء بخدمة الكلمة وأقوال الله والتعليم الصحيح، فالداء هو “الأزدراء بالرب شخصيًا”. فيا للهول! أ يحتقر الإنسان خالقه؟! للأسف هذا ما تكشفه كلمة الله لنا: «وقالوا كيف يعلم الله وهل عند العلي معرفة» (مزمور73: 11)، «مَن هو القدير حتى نعبده وماذا ننتفع إن التمسناه» (أيوب21: 15). أحبائي لنتحذر من هذا الداء الخطير، وليكن للرب وكلمته وموته وكفارته، كل التقدير بل والخضوع الكامل «فكم عقابًا أشر تظنون أنه يحسب مستحقًا من داس ابن الله... وازدري بروح النعمة» (عبرانيين10: 29). وما أروع ما قاله المختبِر «قلت للرب أنت سيدي. خيري لا شيء غيرك» (مزمور16: 2). رابعًا: نهاية العصيان الهاوية والنيران «هلكوا في مشاجرة قورح» (يهوذا 11؛ عدد16: 31-35). كانت هذه خطية المتكبر والمتمرد الأول، الشيطان، الذي قال يومًا «أصير مثل العلي»، ثم نقرأ الحكم عليه «اهبط إلى الهاوية» (إشعياء14: 11). فيا للرعب والقضاء! هذا ما حدث مع قورح ومن له، فنقرأ عنهم «انشقت الأرض تحتهم... وابتلعتهم وبيوتهم... فنزلوا هم وكل ما كان لهم أحياء إلى الهاوية»؛ لقد هلكوا بخطاياهم. أحبائي.. لنحذر من هذا الخطر والضرر: التمرد والعصيان على الله وكلمته ووصاياه؛ فمن تصلّب عليه فسلم (أيوب9:?4)؟ لنحذر أيضًا التمرد على الوالدين «أطيعوا والديكم في الرب»، وكل من أوصانا الرب بالخضوع لهم «أطيعوا مرشديكم وأخضعوا». فقد نجد في التمرد لذّة جسدية وإثبات للذات الردية، لكن أرجو أن لا ننسى أن نهايته النار الأبدية. خامسًا: بنو قورح واحتمائهم في الرب الحنان «وأما بنو قورح فلم يموتوا» (عدد26: 11). ما أعظم رحمة إلهنا.. في وسط جو التمرد والعصيان، تظهر رحمة الله في قبول بني قورح الذين لم يشاركوا أبوهم هذا الشر، لكنهم ارتموا في أحضان إله كل نعمة، فلم يموتوا، فإلهنا طويل الروح وكثير الرحمة لا يحاكم إلى الأبد ولا يحقد إلى الدهر. بل أكثر من ذلك إنهم كانوا ضمن الفرق المسبِّحة في هيكل الرب، ويظهر هذا في عدة مزامير كتبوها.. اسمعهم يقولون «عطشت نفسي إلى الله إلى الإله الحي، متى أجيء وأتراءى قدام الله» (مزمور42: 2). «ما أحلى مساكنك يا رب الجنود... لأن يومًا واحدًا في ديارك خير من ألف. أخترت الوقوف على العتبة في بيت إلهي على السكن في خيام الأشرار» (مزمور84: 1، 10). عزيزي... هلك قورح ومن معه؛ لتمردهم وعصيانهم، أغواهم المتمرد الأول - الشيطان - وأسمعه يقهقه عاليًا وهم يهبطون إلى الهاوية!! ويريد أن يوقعك في ذات الهاوية. إني أدعوك، باسم المسيح المحب، أن تتوب عن كل تمرد وعصيان في داخلك، وتأتي بخضوع أمام الذي أحبك؛ فيخلصك، ويغيّر قلبك، ويمنحك طبيعة إلهية جديدة، تخضع بحب لمن بذل نفسه لأجلك، والذي يفعل لخيرك.. فهل تصلي معي صارخًا تائبًا. سيدي ماذا تريد إنني لست أريد أهدني حيث تريد غير فعل ما تريد |
||||
14 - 05 - 2012, 06:35 AM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
فرعون “فرعون” هو لقب كان يُعطَى لملوك مصر القدماء، والكلمة تعني “البيت الكبير”؛ دلالة على مركز السلطان والحكم، مثل البيت الأبيض في الولايات المتحدة، أو البيت العالي بتركيا. وابتداءً من الأسرة 22، بدأ المصريون في إضافة الاسم الشخصي لملك إلى لقب “فرعون” «ها أَنَذَا أدفع فرعون حَفْرَع ملك مصر ليد أعدائه» (إرميا44: 30). وقد ذكر لنا الكتاب المقدس حوالي 14 فرعونًا، بداية من فرعون ملك مصر في أيام إبراهيم (تكوين12)، إلى فرعون حَفْرَع في أيام إرميا النبي. لكننا سنتكلم عن فرعون أيام موسى، وهو غير معروف الاسم بالتحديد؛ لكن هذه الشخصية شهدت الكثير من الأحداث ؛ فقد رأى أعمال الله وعجائبه، لكنه قسَّى قلبه وتمرد على الله وضرب بكلامه عرض الحائط، فهلك بطريقة لم تحدث من قبل! فلماذا هلك فرعون ملك مصر؟! أولاً: كبرياء القلب وشموخه كان فرعون عند شعبه إلهًا بين الناس، وإنسانًا بين الآلهة، وهو الوسيط بين شعب مصر القديمة والآلهة في الكون، وفي العصور المبكرة كان الملك نفسه إلهًا متجسدًا على الأرض، وبخاصة الإله حورس معبود مصر العليا. وفرعون الذي نتكلم عنه هو من عائلة بُناة الأهرامات، وكان له من القوة العسكرية الكثير؛ فيوم أن خرج وراء شعب الرب، خرج بست مئة مَركبة مُنْتَخَبة. ونسمعه في خروج5: 2 يقول متعجرفًا: «من هو الرب حتى أسمع لقوله؟». لكن قوته وكبرياء جبروته لم ينقذاه من الغرق في البحر الأحمر! مسكين الذي لا يعرف قدر نفسه؛ أنه تراب وإلى التراب يعود، كالعشب الأخضر يذبل وكالحشيش يُقطع! هذا ما لم يفهمه فرعون، والنتيجة أنه تَجَبَّر وانكسر، استعبد شعب الله دون ذنب لهم؛ فأيًّا شاء قتل منهم وأيًّا شاء استحيا! فتم فيه المكتوب: «من يسلك بالكبرياء فهو قادر على أن يُذِله» (دانيآل4: 37). ثانيًا: قساوة القلب أرسل الله موسى إلى فرعون برسالة مُحَددة: «هكذا يقول الرب: إسرائيل ابني البكر. فقلتُ لك: أطلق ابني ليعبدني؛ فأَبَيْتَ أن تطلقه. ها أنا أقتل ابنك البكر» (خروج4: 22، 23). والرب في رحمته يرسل له رسالة، لا مرة ولا اثنتين، بل أكثر من ثماني مرات وبهذا القول: «هكذا يقول الرب...». لكننا نقرأ أكثر من ثماني مرات: «اشتد قلب فرعون» أو «أغلظ فرعون قلبه هذه المرة أيضًا» (خروج8: 19، 32). كان فرعون يواجه كل رسالة من الله بموجة من القساوة والعناد، رغم العجائب والضربات التي رآها والتي قال عنها حكماؤه: «هذا أصبع الله». آه، أحبائي من عواقب قساوة القلب أمام دعوة الله المُحب! كانت النتيجة: «شدد الرب قلب فرعون» (خروج9: 12). أحب فرعون القساوة فقَسَّى الله قلبه! يقول الرب في أمثال1: 24، 26: «لأني دعوتُ فأَبَيْتُم، ومددتُ يدي وليس من يبالي... فأنا أيضًا أضحك عند بَليَّتكُم. أَشْمَتُ عند مجيء خوفكم». «لذلك كما يقول الروح القدس: اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم!» (عبرانيين3: 7، 8). ثالثًا: التأثر الوقتي دون توبة اشتدت الضربات فوق رأس فرعون وعلى كل أرض مصر؛ وفي كل مرة يصرخ فرعون ويقول: «أخطأتُ هذه المرة. الرب هو البار وأنا وشعبي الأشرار. صَلِّيَا إلى الرب... فأُطلقكم» (خروج9: 27، 28؛ اقرأ أيضًا 10: 16، 17). وما أن يرفع الرب الضربة، يقول الكتاب عن فرعون: «عاد يخطيء وأغلظ قلبه هو وعبيده» (خروج9: 34). وكم من الناس يبكون وقت ضيقهم، ويَعِدُون الرب أنه إذا أنقذهم سيعيشون له؛ وما أن ينقذهم الإله الرحيم، سُرعان ما يعودون لخطاياهم! عزيزي، هل راوغتَ مع الله ولم تَتُب؟! لا تُعَلِّق توبتك بحدوث هذا أو ذلك؛ بل هيَّا الآن اُصرخ مُصَلِّيًا: «ارحمني يا الله حسب رحمتك. حسب كثرة رأفتك اُمحُ معاصيَّ» (مزمور51: 1). رابعًا: الرفض الصريح كان فرعون من البداية إلى النهاية رافضًا للرب ومعاملاته؛ فنجده في أولى مقابلاته مع موسى يقول: «من هو الرب حتى أسمع لقوله... لا أعرف الرب» (خروج5: 2)، وفي المرة قبل الأخيرة قال لموسى: «اذهب عني. احترز. لا ترَ وجهي أيضًا. إنك يوم ترى وجهي تموت» (خروج10: 28). فهو لا يريد الرب ولا يريد من يكلمه عن الرب! وحينما رفض الله، لم يكن له نصيب في الاحتماء في فدائه العظيم؛ أي خروف الفصح؛ فهلك ابنه البكر، وهلك هو بعده! ما أصعب رفض الإله المُحِب! يقول أيوب: «في لحظة يهبطون إلى الهاوية. فيقولون لله: اُبْعُد عَنَّا وبمعرفة طرقك لا نُسَرُّ» (أيوب21: 13، 14). خامسًا: الهلاك الرهيب الله المُحِب الرحيم لكل البشر نادى على فرعون مرات عديده، لكنه قوبل بالرفض والتحدي السافر. وبينما فدى الله مؤمنيه بدم خروف الفصح المرشوش على الأبواب، دخل المُهْلِك إلى بيت فرعون وبيت عبيده وقتل كل بكر. وحينما خرج الشعب من مصر لعبور البحر الأحمر، جُنَّ جنون فرعون وخرج وراءهم؛ وبينما هم يعبرون في الطريق الذي شقَّه لهم الرب داخل البحر، أراد أن يدخل وراءهم في تَحَدٍّ لله مرة أخرى، ولم يعلم أن هلاكه قريب! جاء الرب في الصبح وأشرف على فرعون وعسكره في عمود النار والسحاب؛ فأزعجهم وخَلَع بَكَرَ مركباتهم؛ وأمر الرب موسى فَمَدَّ يده على البحر فرجع البحر كما كان؛ ودفع الرب فرعون وجنوده وسط الماء وغَطَّت المياه مركبات جيش فرعون وفرسانه (خروج14: 24-31)! ومات الملك الإله في البحر غريقًا، وهلك بخطاياه في الجحيم وحيدًا! عزيزي، هذه قصة أخرى من سِجِل الهالكين، سَجَّلَها الروح القدس في كلمة الله لكي لا تهلك أنت! أُصلي أن لا تكون كفرعون متكبرًا بل متضعًا، قارعًا صدرك كالعشار، قائلاً: «اللهُمَّ ارحمني أنا الخاطيء»؛ ولا تُقَسِّ قلبك، عزيزي؛ فلن ينتظر الله كثيرًا بعد الآن؛ فالوقت منذ الآن مُقَصَّر! واخضع لتبكيت الروح القدس تائبًا عن كل خطاياك، واقبل الرب يسوع مُخَلِّصًا ليطهِّر قلبك بدمه الكريم؛ فتتمتع بالفداء العظيم الذي رآه فرعون ولم يأخذه؛ فما زال الصوت الإلهي يُدَوِّي: «أَرَى الدم وأعبر عنكم. فلا يكون عليكم ضربة للهلاك» (خروج12: 13). «فالله الآن يأمر جميع الناس، في كل مكان، أن يتوبوا؛ مُتَغَاضِيًا عن أزمنة الجهل. لأنه أقام يومًا هو فيه مُزْمِع أن يدين المسكونة بالعدل، برجل قد عَيَّنَه مُقَدِّمًا للجميع إيمانًا إذ أقامه من الأموات» (أعمال17: 30، 31). أرجوك، لا تكن مثل فرعون، ولا تذهب إلي حيث هو |
||||
14 - 05 - 2012, 06:36 AM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
شاول الملك (1صم9- 31) هو شاول بن قيس من سبط بنيامين، ومعنى اسمه “المطلوب”، أول ملك على إسرائيل. ولم يكن حسب فكر الرب بل بطلب من الناس. ملك 40 سنة، ومات منتحرًا على جبل جلبوع في معركته الأخيرة. ولنا في شخصيته دروس وعبر من حياته ومماته.. كيف سلك؟ ولماذا هلك؟ أولاً: شاول صاحب المنظر الجذاب والقلب الرديء كان شاول شابٌ، حسن المنظر (1صموئيل 19)، وأطول من كل الشعب. لكن للأسف لم يكن هذا إلا منظرًا خارجيًا فقط، أما قلبه فكان مبتعدًا تمامًا عن الرب، حتى أن الكتاب يصفه «مات شاول بخيانته للرب»، وقال عنه الرب «رجع من ورائي ولم يُقِم كلامي». ما أكثر أولئك الذين لهم المظهر الجذاب والقلب الكذاب! قال عنهم المسيح «تشبهون قبور مبيضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملؤة عظام أموات وكل نجاسة» (متى 3: 27). أحبائي.. لنحذر من الانخداع من المنظر الخارجي مهما كان جميلاً «أما الرب فإنه ينظر إلى القلب». ثانيًا: شاول العنيد.. صاحب الكلمات الحلوة والأفعال المرة منذ أن ظهر شاول في المشهد ظهرت فيه الذات والعناد، فكان: 1. شخص يفعل أي شيء، بل وكل شيء، لنفسه وليس للرب. «وأختار شاول لنفسه ثلاثة آلاف..» (13: 2)، «وإذا رأي شاول رجلاً جبارًا أو ذا بأس ضمه إلى نفسه» (14: 52). 2. يفعل ما يراه هو وليس ما يريده الرب. قال له الرب: اذهب حارب عماليق وحرِّم كل ما له. لكن شاول نفَّذ نصف الوصيه فقط «وعفا شاول والشعب عن أجاج و عن خيار الغنم» (15: 3، 9). 3. أراد أن يخلِّد ويعظِّم نفسه، فنصب لنفسه نصبًا (15: 12)!! وهذا ما يبغضه الرب وأوصى قائلاً «لا تقم لك نصبًا، الشيء الذي يبغضه الرب إلهك» (تثنية 16: 22). ورغم كل هذه الحماقات تسمعه يتشدق بالكلمات الروحية الرنانة، فتسمعه يقول «قد أقمت كلام الرب»، «ذهبت في الطريق التي أرسلني فيها الرب» (15: 13، 20). ما أصعب أن يعيش الفرد مخدوعًا بكلمات دينية رنانة بينما هو يسلك حسب شهواته الردية، وما أروع أن يخضع القلب للسيد قائلاً له: «ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت» (متى 26: 39). ثالثًا: ملك شعب الرب، يقتل كهنة الرب!! لا عجب ممن يعيش لذاته أن يتملكه إبليس، فيصبح قاتلاً مجرمًا. وقد ظهر شاول على حقيقته، قاتلاً لكل من يحب الرب. فحاول قتل داود أكثر من مرة، وحاول قتل ابنه يوناثان، بل وقتل كل كهنة الرب 85 كاهنًا، لا لجريمة فعلوها بل لأن واحد منهم طلب من الرب لأجل داود! فهو لم يقتل أعداء الرب (أجاج) لكنه قتل خدّام الرب (22: 18). والأمر الغريب أنه لم يشعر بأي ذنب لهذه الجريمة البشعة. والكتاب يقول «أن كل قاتل نفس ليس له حياة أبديه ثابتة فيه» (1يوحنا 3: 15). فيا للخساره الأبدية! إن شاول لم يرجع إلى الرب ويخلص، لكننا نقرأ في العهد الجديد عن شاول آخر تقابل معه المسيح وخلَّصه فقال «أنا الذي كنت قبلاً مجدِّفًا ومضطهِدًا ومفتريًا، ولكننى رُحمت... المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلِّص الخطاة الذين أولهم أنا» (1تيموثاوس1: 13). رابعًا: تنبأ بين الأنبياء وعاش حياه الأردياء يا له من تناقض صارخ في حياة هذا الخاطئ العنيد؛ نجده يتكلم عن الله وخلاصه، بل ويجلس وسط الأنبياء ويتنبأ بينهم (19: 1، 24)، لكنه على النقيض عاش أردأ حياة، ونطق بأفظع الألفاظ والشتائم. ومن هنا نستنتج الآتي: 1. قال الرب يسوع «ليس كل من يقول لي يارب يارب يدخل ملكوت السماوات، بل الذي يفعل إِراده أبي» (متى 7: 21، 23). 2. التنبؤ ليس دليلاً على الإيمان ونوال الحياة الأبدية. وشاول أعظم دليل!! هذا ما أكَّده ربنا «كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب يا رب أليس بأسمك تنبأنا... فحينئذٍ أصرح لهم إني لم أعرفكم قط. اذهبوا عنى يا فاعلي الإثم» (متى7: 22). 3. وجود الخاطي وسط المؤمنين ومصاحبتهم لا يغير قلبه، ولا مصيره الأبدي. فالسيد أمر عبيده أن يتركوا الزوان ينمو وسط الحنطة حتى يأتي يوم الحصاد، حيث سيُحزم الزوان ويُحرق وتدخل الحنطة إلى مخزنه (متى 13: 30). عزيزي.. أحذّرك بشدة ألا تنخدع بمظاهر وكلمات دينية زائفة تحياها دون تغيير وولادة حقيقية من الله، «الحق الحق أقول لك أن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يري ملكوت الله» (يوحنا3: 3). خامسًا: ومات شاول بخيانته للرب كلمة لا نحبّها ولا نقبل من يعيشها وهي “الخيانة”، سواء بين الأصدقاء أو الأزواج. فما بالك حين يخون إنسان إلهه !! هذا ما فعله شاول، وهذا هو تقرير الله عن هذا المسكين الهالك. فبعد أن أكرم الله شاول وجعله ملكًا، وأعطاه انتصارات كثيرة؛ فبدلاً من أن يكرم شاول الرب، نجده يخونه ويهينه في أمرين خطيرين: 1. «فمات شاول بخيانته... من أجل كلام الرب الذي لم يحفظه» (1أخبار 10: 13). ويقصد بالحفظ احترام وتنفيذ كلمات الرب التي أوصاه بها من جهه أجاج الشرير والقضاء عليه، ومن جهه عدم التسرع وتقديم الذبيحة، لكنه فعل العكس تمامًا. فما أخطر أن يدوس إنسان كلام إلهه! «أما المستمعُ لي فيسكن آمنًا، ويستريح من خوف الشر» (أمثال 1: 33). 2. «وأيضًا لأجل طلبه إلى الجان للسؤال ولم يسأل من الرب فأماته». ملك إسرائيل - شعب يهوه - يذهب ليسأل ساحرة صاحبة جان، وهو الذي يعرف شريعة الرب التي تقول إن الرب يجعل وجهه ضد تلك النفس التى تلتفت للسحرة (لاويين 20: 6). عزيزي.. هذه باختصار قصة شاول الملك الذي عاش لذاتِهِ وفى عناده للرب، سالكًا في شروره، رافضًا الله المحب، مستسلمًا لإله هذا الدهر- إبليس - الذي دمّر حياته وأبديته. ولا تتعجب فكل منا مثل شاول «الذين نحن جميعًا تصرفنا قبلا ًبينهم في شهوات جسدنا عاملين مَشيئات الجسد والأفكار... الله الذي هو غني في الرحمة، من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها، ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح» (أفسس 2: 3). فهل تسرع إلى مخلِّص النفوس، الرب يسوع المصلوب.. لا بتديّن ظاهري كشاول، بل بقلب منكسر وروح منسحق، طالبًا غفران المسيح وتغييره لقلبك. أرجوك لا تهلك مثل شاول الملك.. |
||||
14 - 05 - 2012, 06:36 AM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
سدوم وعمورة (اقرأ تكوين 13, 18, 19) “سدوم”: اسم عبري معناه “احتراق” أو “محروق”. و“عموره”: كلمة عبرية معناها “مغمورة”. وهما مدينتان رئيسيتان في مدن دائرة الأردن الخمس، أهلكهما الله في زمن إبراهيم ولوط؛ إذ كان شرّهما قد كثر، وخطيتهما عظمت جدًا أمام الرب، فصدر الحكم عليهما بالخراب، وأمطر الرب عليهما كبريتًا ونارًا من السماء، فصعد دخان حريقها كدخان الأتون (تكوين 19: 23-29). وكل هذه المنطقه الآن هي عبارة عن أرض ملحية كبريتية لا تُزرع ولا تُسكن. فما هو سر شقاء وهلاك المدينتين؟! أولاً: كان أهل سدوم أشرارًا وخطاة لدي الرب جدًا (13: 13) ما أصعب أن يكون كل سكان البلد من الأشرار! لكن هذه كانت حقيقة أهل سدوم وعمورة. والخطية السائدة كانت الإباحية الجنسية بلا قيود «كما أن سدوم وعمورة والمدن التي حولهما إذ زنت على طريق مثلهما، ومضت وراء جسد آخر؛ جُعلت عبرة، مُكابدةٌ عقاب نار أبدية» (يهوذا 7). بل تمادوا في هذه الخطيه، إلى درجة الشذوذ الجنسي، «فاعلين الفحشاء ذكورًا بذكور» (رومية1: 27). فحينما دخل الملاكان في هيئة رجلين إلى بيت لوط، قال أهل سدوم «أخرج لنا الرجلين لنعرفهما (أي نمارس الجنس معهما)»!! فيا للفجور! ولم يكن هذه تصرفات بعض الشباب الماجن الفاجر، بل هي خطية كل سدوم «من الحدث إلى الشيخ»! وإن كان أمر بشع أن يوجد مجموعة زناة في بلد ما، فإنه من المرعب أن تتحول المدينة كلها إلى زناة!! لقد أغرق الشيطان العالم ببضاعة النجاسة والأباحية، وجعلها سهلة متاحة في الإنترنت والقنوات الفضائية.. لكن حذار، فإنها تقود إلى العبودية والنجاسة، بل والمتاعب النفسية والنار الأبدية. لكن الرب يسوع المحرِّر يخلِّص إلى التمام إن جئت إليه، فتختبر الحرية وطهارة الفكر والقلب بل والقداسة في المسيح «وهكذا كان أُناس منكم. لكن اغتسلتم، بل تقدّستم، بل تبرّرتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا» (1كورنثوس 6: 11). ثانيًا: رفضت رسل الرب وحاولت التنكيل بهم (19: 4) آه من طول أناة الله ومحبته؛ لم يشأ أن يهلك سدوم وعمورة بسرعة، لكن أراد أن يعطيها فرصه للتوبة (18: 21). ثم أرسل ملاكين برسالة قضائية «لأننا مهلكان هذا المكان؛ إذ قد عظم صراخهم أمام الرب فأرسلنا الرب لنهلكه». فماذا كان جوابهم على صوت الله؟! أرادوا أن يمسكوا هذان الرجلين ويفعلوا بهم كل نجاسة وبكل شراسة.. يا للهول!! أن يرفض الإنسان مُرسَل من الله برسالة خطيرة، فهذا شر. وأن يحاول التنكيل بهذا المرسل، فهذه جريمة شنعاء. وقديمًا قالها المسيح لأورشليم: «يا قاتله الأنبياء وراجمة المرسلين إليها... هوذا بيتكم يُترك لكم خرابًا» (متى23: 37، 38). وحينما خرج لوط ليحذِّرهم أن «الرب مهلك المدينه»، فكان كمازح في أعينهم. فانطبق عليهم قول الرسول بطرس: «قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات أنفسهم، وقائلين أين هو موعد مجيئه؟» (2بطرس2: 3، 4). عندما وصلت نفس الرساله إلى نينوي بعدها بمئات السنين، رجع أهل نينوي إلى الله (يونان3: 5)، والنتيجه لم يُهلك الله نينوي بل وأشفق عليها، فما أروع التوبة! ثالثًا: لم يكن فيها أبرار (18: 23) توسل إبراهيم كثيرًا للرب في محادثة طويلة حتى لا يهلك المدينة، قائلاً: «أفتُهلك البار مع الأثيم؟»، ظانًا أن فيها على الأقل خمسون بارًا، والرب يرد عليه بأنه إن وجد أقل عدد من الأبرار لن يهلك المكان. وأخذ إبراهيم يتكلم مع الرب، لعل عدد الأبرار أقل من الخمسون أو أربعون أو ثلاثون، إلى أن وصل العدد إلى عشرة. وفى كل مرة يؤكد الرب أنه لا يوجد فيها هذا العدد. وكانت هذه صدمة محبطة لإبراهيم أن المدينه لن تنجو إذ لا يوجد فيها أبرار!! أليست هذه صورة لعالمنا، الذي فيه «أحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة».. ما أعظم البر.. إنه «يرفع شأن الأمة، وعار (ودمار) الشعوب الخطية» (أمثال 14: 34). وإن كان الكتاب يعلن أنه «ليس بار ولا واحد»، لكن الخبر الحلو أن المسيح هو بر كل من يحتمي فيه، وغطاؤه ونجاته. «فإذا كما بخطية واحدة صار الحكم إلى جميع الناس للدينونة، هكذا ببر واحد (المسيح) صارت الهبة إلى جميع الناس لتبرير الحياة» (رومية 5: 18). وكيف نحصل على هذا البر الذي ينجى حياتنا: «فإذ قد تبررنا بالإيمان؛ لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح» (رومية 5: 1) رابعًا: مدينة السبي، والعار، ودمار النار (19: 27) أول ما رأى لوط سدوم رأها «كجنه الرب»؛ فاندفع إليها مقيمًا هناك، لكنه لم يهنأ يومًا واحدًا فيها: من الناحية الروحية كان معذَّبًا من أفعال أهل البلد الشنعاء (2بطرس 2: 8). جاء كدرلعومر ملك عيبال وشن حربًا على سدوم، وسبى كل من فيها، ومنهم لوط المسكين. كانت نهايه سدوم وعموره مرعبه «فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتًا ونارًا من عند الرب من السماء. وقلب تلك المدن وكل الدائرة وجميع سكان المدن ونبات الارض... وإذا دخان الأرض يصعد كدخان الأتون» (19: 24-25). والنار والدمار كانت هي العقوبه الحتمية والأبدية لشرور الناس ونجاستهم الردية. هكذا أصبحتا عبرة لمن يعتبر!! «واذ رمّد مدينتي سدوم وعمورة، حكم عليهما بالانقلاب، واضعًا عبرة للعتيدين أن يفجروا» (2بطرس 2: 6). مكان فيه خسر لوط كل ممتلكاته، فهو لم يأخذ من سدوم شيء، بل أخذت منه كل شيء، حتى زوجته صارت عمود ملح. بل خسر كرامته وشرفه، واختبر معنى أنه «تكثر أوجاعهم الذين أسرعوا وراء آخر» (مزمور16: 4). هذا هو العالم بمغرياته، وهذه هى نهايته المحتومة. فقد يجعله الشيطان في عينيك كالجنة؛ ويقدم الأباحية والشهوات النجسة في بريق جذاب، فتتخيل أن هناك، في عالم الليل والشهوة، ستعيش أجمل الأوقات؛ لكنك لن تجد إلا السبي والحطام، بل والنار الأبدية. أتريد سعادة حقيقية؟.. أتريد راحة نفسية؟.. أتريد متعة أبدية؟ في دم الرب يسوع تطهير لك من كل أدناسك وخطايا قلبك. إنه «الذي أحبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه» (رؤيا1: 5). وفي شخصه كل راحة وشبع فقد قال «أنا هو خبز الحياة، من يُقبِل إليَّ فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلا يعطش أبدًا» (يوحنا 6: 35). لذا أرجوك.. اهرب لحياتك.. لا تحترق في سدوم أو تغرق في نيران عمورة. |
||||
14 - 05 - 2012, 06:37 AM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
أخاب الملك أخآب بن عُمري هو سابع ملك لإسرائيل، مَلَك اثنتين وعشرين سنة، من 876 – 854 ق.م، وتزوج امرأة شريرة اسمها إيزابل ابنة إيثبعل؛ ملك الصيدونيين، والتي أدخلت عبادة البعل رسميًّا إلى إسرائيل. وكان أخآب من أقوى ملوك إسرائيل عسكريًّا، فنجح سياسيًا وكان له الكثير من الانتصارات، وفي نفس الوقت أضعفهم؛ فلقد كان فاشلاً روحيًّا وعمل كل أنواع الشرور، فترك العنان لإيزابل زوجته لتقود المملكة للشرِّ والدمار. ولُقِّب أخآب بأنه “الشرير” و“المبغض للرب”، فاستحق بذلك القضاء الإلهي الزمني والأبدي! لكن لماذا هلك هذا الملك؟ أولاً: أخآب الشرير الذي تفنن في إغاظة الرب (1ملوك16: 33) قال الرسول بولس عن حياته الماضية في الخطية: «فعلتُ بجهل في عدم إيمان» (1تيموثاوس1: 13)، لكن أخآب يذكر له الكتاب ستة شرور مُتَعَمَّدة في 1ملوك16، أخطرها بناء معبد للبعل؛ “إله الصيدونيين”، وأقام مذبحًا له كاسرًا وصية الرب: «لا يَكُن لك آلهة أخرى» (خروج20: 3). بل يقول الكتاب «زاد أخآب في عمل الشر لإغاظة الرب إله إسرائيل أكثر من جميع ملوك إسرائيل الذين كانوا قبله». عمل الشر في عيني الرب، ولإغاظة الرب! أحبائي، ما أبغض الشر لدى قلب إلهنا القدوس الذي قال عنه داود: «لأنك أنت لستَ إلهًا تُسَر بالشر. لا يُساكِنك الشرير» (مزمور5: 4)، والذي قال عنه حبقوق: «عيناك أطهر من أن تنظرا الشر» (حبقوق1: 13). ثانيًا: يقتل أتقياء الرب ويسالم أعداء شعب الرب يقول الرسول يوحنا: «كل من يحب الوالد يحب المولود منه أيضًا» (1يوحنا5: 1). ولأن أخآب وزوجته كانا يبغضان الرب؛ فلا عجب من كراهيتهما للرب ولأتقيائه؛ فقتلوا أنبياء الرب وبحثا عن إيليا لقتله أيضًا. وحينما جاء بنهدد ملك أرام وحارب إسرائيل، وطلب بوقاحة أن يأخذ نساء وممتلكات شعب الله والملك، وأعطى الرب أخآب نصرة على بنهدد، كانت المفاجأة أن أخآب يصادق بنهدد ويقول عنه: «هو أخي» (1ملوك20: 32)، وأصعده إلى مركبته وأعطاه ممتلكات! فيا للهول! «مُبَرِّئ المُذنِب ومُذَنِّب البريء كلاهما مكرهة للرب» (أمثال17: 15). ومرة أخرى يقتل أخآب رجلاً تقيًّا مسكينًا، اسمه نابوت اليزرعيلي، لا ذنب له إلا إنه متمسك بشريعة الرب ورفض بيع كرامته قائلاً: «حاشا لي من قبل الرب أن أعطيك ميراث أبائي» (1ملوك21: 30). فأظهر أخآب طمعه وفراغ قلبه رغم كل ممتلكاته، وأظهر كراهيته وشراسته بقتله تقيًّا يخاف الرب. أحبائي، تقول كلمة الله إن «كل قاتل نفس ليس له حياة أبدية ثابتة فيه» (1يوحنا3: 15)، وأيضًا عن القاتلين: «فنصيبهم البحيرة المُتَّقِدَة بنار وكبريت» (رؤيا21: 8). ثالثًا: يسمع لصوت الضلال ويبغض كلام الحق (1ملوك22) يقول الرب يسوع: «لهذا قد أتيتُ إلى العالم: لأشهد للحق... كل من هو من الحق يسمع صوتي» (يوحنا18: 37). لكن المسكين أخآب لم يكن مُحِبًّا لصوت الحق؛ فمرة من المرات خرج للحرب وجمع حوله 400 رجلاً من أنبيائه الذين ملأهم روح الكذب ليسألهم عن رأي الرب في الخروج للحرب، فقالوا له: «اصعد وأفلح فيدفعها الرب ليدك»! وفى ذات الوقت استبعد ميخا بن يملّة النبي التقي، بل سجنه في حبس، لأنه تكلم إليه بكلام الرب بصدق. إن ما يميز أولاد الله أنهم يحبّون الحق، يعرفون الحق (يوحنا8: 32)، بل ويسلكون حسب الحق (2يوحنا3)، أما الأشرار فيقولون: «كلمونا بالناعمات... اعزلوا من أمامنا قدوس إسرائيل!» (إشعياء30: 10، 11). وانطبق على أخآب ما قاله الكتاب: «لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا... لأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال حتى يصدّقوا الكذب» (2تسالونيكي2: 10). أحبائي، صدّق أخآب الكذب وذهب للحرب ومات هناك (1ملوك22: 34، 35). أ لم يقل الرب: «أما المُستَمِع لي فيسكن آمِنًا ويستريح من خوف الشر» (أمثال1: 33). رابعًا: القضاء الإلهي على أخآب وأسبابه (1ملوك21: 17-26) تَأَنَّى الرب على أخآب سنوات عديدة حتى يتوب عن شروره فلم يَتُب، بل يومًا بعد الآخر كان يصير إلى حالٍ أردأ، ولم يستعجل الرب الرحيم القضاء عليه؛ «لأن القضاء على العمل الرديء لا يُجرَى سريعًا فلذلك قد امتلأ قلب بني البشر فيهم لفعل الشر» (جامعة8: 11). وبدلاً من أن يتوب أخآب ازداد في عمل الشر؛ لذلك أرسل الله إليه إيليا بحكم القضاء لأنه أغاظ الرب بعمل الشر، ولأنه جعل إسرائيل يُخطِئ، وأخيرًا لأنه باع نفسه لعمل الشر (1ملوك21: 17-26). وأما عن القضاء الإلهي عليه يقول الرب لأخآب: 1. في المكان الذي لَحَست فيه الكلاب دم نابوت تلحس دمك أنت أيضًا؛ فالذي يزرعه الإنسان إيَّاه يحصد أيضًا. 2. من مات لأخآب في المدينة تأكله الكلاب، ومن مات في الحقل تأكله طيور السماء. 3. هأنذا أجلب عليك شرًّا وأُبيد نسلك. 4. أرسل الرب رجلاً اسمه ياهو وقضى على كل بيت أخآب وعلى إيزابل (2ملوك10: 11). أحبائي، هلك أخآب بسبب كلمة تكرّرت كثيرًا عنه وهي “عمل الشر”، فالشر نار مدمِّرة، ويُميت الشرير. هلك لأنه أحب الكذب ولم يقبل كلام الحق من الله. لكن الرب المُحِب يقدم نداء لكل من يسلك في طريق الشر قائلاً: «ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره وليَتُب إلى الرب فيرحمه وإلى إلهنا لأنه يُكْثِر الغفران» (إشعياء55: 7). والرب المُحِب الذي حمل خطايانا وشرورنا في جسده على الخشبة هو غافر الإثم وصافح عن الذنب، فهل تأتي إليه مُحتميًا في دمه وكفَّارته تائبًا عن خطاياك؟! لن يُخرِجك خارجًا! قال المرنم: لما سمعت صوته كيف بتنادي عليّ قال لي: دمي يطهر أنا بحب الخاطي قلت له: يا ربي وأنا مش طايق ذنبي من كل الشرور وأخـرجه للـــنور أرجوك لا تَعِش مثل أخآب ولا تهلك معه! |
||||
14 - 05 - 2012, 06:38 AM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
إيزابل 1ملوك16-22؛ 2ملوك9 وهي ابنة “أثبعل” ملك الصيدونيين؛ أي الفينيقيين، وزوجة أخآب ملك إسرائيل. ولم يكن مثلها في تاريخ إسرائيل في الشراسة والقساوة، وساعدها على ذلك ضعف شخصية أخآب فجعلها تتحكم في كل أمور المملكة؛ فاستبدلت عبادة الرب “يهوه”؛ إله إسرائيل، بعبادة البعل والمرتبطة بالزنى والنجاسة، وقتلت أنبياء الرب وجاءت بأربعمئة وخمسين نبيًّا للبعل. كانت نهايتها مأساوية بطريقة لم تحدث من قبل وكان هلاكها مرعبًا؛ فالرب إلهنا «هو حكيم القلب وشديد القوة. من تصلب عليه فسلم؟» (أيوب 9: 4). أولاً: الساحرة والزانية (2ملوك9: 22) «فلما رأى يهورام ياهو قال: أ سلام يا ياهو؟ فقال: أي سلام ما دام زنى إيزابل أمك وسحرها الكثير؟!». هذه العبارة تكشف لنا الجانب الأول لشخصية إيزابل. 1. الساحرة: وقد يكون هذا بسبب هذه العبادة التي أدخلتها إلى إسرائيل؛ عبادة البعل - الإله الذكر للصيدونيين والكنعانيين - والتي ارتبطت عبادته، والعشتاروث زوجته، بكثير من الشعوذة والسحر والضلال. 2. الزانية: ومعنى اسم إيزابل هو “بلا زوج”، رغم أنها متزوجة من أخآب، فقد كانت متحررة من كل قيم والتزام لزوجها، تعيش كما يحلو لها. فبعد موت زوجها في الحرب لم تحزن عليه بل بالعكس، أرادت جذب انتباه الملك الجديد: «فجاء ياهو إلى يزرعيل. ولما سمعت إيزابل كحَّلت بالأُثمد عينيها وزيَّنَت رأسها وتطلعت من كُوَّة» (2ملوك 9: 30). ويقول الرائي يوحنا: «الزناة والسحرة... نصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت» (رؤيا 21: 8). ثانياً : إيزابل القاتلة والمتدينة! 1. قتلت الكثير من أنبياء الرب والأمناء أيضًا، «حينما قطعت إيزابل أنبياء الرب... حين قتلت إيزابل أنبياء الرب» (1ملوك 18: 4، 13). ثم نقرأ عن سفكها لدماء الأمناء في 2ملوك 9: 7 «وأنتقم لدماء عبيدي الأنبياء ودماء جميع عبيد الرب من يد إيزابل». 2. قتلت نابوت اليزرعيلي (1ملوك 21: 8-16) لتأخذ كرمه لزوجها أخآب الجشع، مُلفِّقة له تهمة بشعة وضعتها في فم الشهود بأن نابوت قد جَدَّف على الله والملك! والشيء المدهش أنها نادت بصوم! يا للعجب؛ تتخفى في ستار الدين لتقتل المسكين! قال الرب مرة: «لست أطيق الإثم والاعتكاف... إن كثَّرتم الصلاة لا أسمع. أيديكم ملآنة دمًا» (إشعياء1: 15). ثالثًا: إيزابل المعلِّمة والنبية (رؤيا2: 20)! حينما أراد الرب أن يصف أولئك الكذبة الدنسين لقَّبهم بإيزابل؛ فهي صاحبة مدرسة ومبادئ الشر، فهي لا تفعل الشر فقط بل تعلمه للآخرين، وكان لإيزابل وأتباعها درسين تحاول إغواء عبيد الرب بهما: 1. «أن يزنوا». ولنحذر، أحبائي، من أولئك الأشرار والشريرات الذين يحاولون خداع البسطاء وإغواءهم بكل الوسائل لطرق الزنى والنجاسة والإباحية التي وصفها الحكيم قائلاً: «المياه المسروقة حلوة وخبز الخفية لذيذ. ولا يعلم أن الأخيلة هناك وأن في أعماق الهاوية ضيوفها» (أمثال 9: 17). 2. «أن يأكلوا ما ذُبِح للأوثان». فليس فقط عبادة الأوثان، لكن الاستمتاع بولائمهم، وترك العنان للجسد للتمرغ في كل ما هو دنس. ونلاحظ أن الزنى والأكل مما ذبح للأوثان مرتبطان معًا، وهذا ما فعله بلعام حينما أغوى الشعب: «وابتدأ الشعب يزنون مع بنات مؤاب، فَدَعَوْنَ الشعب إلى ذبائح آلهتهنَّ فأكل الشعب وسجدوا لآلهتهنَّ» (عدد 25: 1)، وتم فيهم القول الإلهي: «الذين نهايتهم الهلاك، الذين إلههم بطنهم، ومجدهم في خزيهم» (فيلبي 3: 19). رابعًا: إيزابل ونهايتها الرهيبة! امتلأ مكيال شر إيزابل بل وزاد جدًا؛ بسبب احتقارها للرب الإله الحقيقي وقتلها أنبيائه وافترائها على رجل مسكين اسمه نابوت، فأرسل الرب إيليا بمنطوق الحكم الإلهى عليها هي وكل بيتها قائلاً: «إن الكلاب تأكل إيزابل عند مترسة يزرعيل. مَن مات لأخآب في المدينة تأكله الكلاب ومَن مات في الحقل تأكله طيور السماء» (1ملوك21: 23). ويحكي لنا الكتاب المقدس كيف ماتت إيزابل... أمر ياهو الملك عبيده أن يرموا إيزابل من كُوَّة بيتها: «فطرحوها فسال من دمها على الحائط وعلى الخيل فداسها... ولما مضوا ليدفنوها لم يجدوا منها إلا الجمجمة والرجلين وكفَّي اليدين... وتكون جُثة إيزابل كدمنة على وجه الحقل في قسم يزرعيل حتى لا يقولوا: هذه إيزابل» (2ملوك 9: 32-37). لقد مُحِي كل أثر لها في يزرعيل. أحبائي، ماتت إيزابل شر ميتة، وليس هذا هو الأخطر، فالمرعب هو ذلك المصير الأبدي لكل من داس ابن الله وازدرى بروح النعمة، حيث هناك إيزابل وأتباعها في وقائد أبدية ونار آكلة. يقول الرب عنها: «وأعطيتها زمانًا لكي تتوب عن زناها ولم تَتُب. ها أنا ألقيها في فراش والذين يزنون معها في ضيقة عظيمة إن كانوا لا يتوبون عن أعمالهم» (رؤيا2: 21). الرب المُحِب يدعوك من فوق الصليب لتتوب، حيث حمل خطاياك وآثامك ونجاستك: «وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه وبحُبُره شُفِينا» (إشعياء53: 5). فهو على استعداد أن يقبلك غافرًا آثامك إن كنت تأتى إليه محتميًا في دمه وخلاصه. أرجوك أن ترجع إليه ولا تستمع إلى غواية الساحرة الزانية حتى لا تُلقَى معها في الجحيم الأبدي! «والآن أيها الأبناء اسمعوا لي، واصغوا لكلمات فمي: لا يَمِل قلبك إلى طرقها ولا تشرد في مسالكها؛ لأنها طرحت كثيرين جرحَى وكل قتلاها أقوياء. طرق الهاوية بيتها، هابطة إلى خدور الموت» (أمثال7: 24-27). |
||||
14 - 05 - 2012, 06:38 AM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
بيلشاصر الملك هو ابن الملك نبوخذنصر وآخر الملوك الكلدانيين بين عام553-538 ق.م. واسمه بالكلدانية بيل-شار-أوسر (Bel Shar Usur)، ومعنى اسمه “أمير بيل”؛ أي المُعين والمحمي من الإله بيل، الإله الوثني البابلي.. وللأسف لم يستطع بيل أن يحميه من القتل! أقام بيلشاصر احتفالاً ضخمًا لعظمائه أثناء حصار الفُرس لبابل عام 538 ق.م، مستخدمًا آنية بيت الله، والتي أحضرها أبوه من أورشليم، واستخدمها ليشرب فيها الخمر، متحدّيًا بذلك الله رب السماء. وقد أعلن الله قضاءه عليه في ذات الاحتفال؛ ففي تلك الليلة قُتل بيلشاصر وأخذ المملكة منه داريوس المادي. عزيزي، هلك بيلشاصر، كما قال له دانيآل، لأنه لم يضع في قلبه ويعتبر مما حدث لأبيه.. فليتك أنت تضع في قلبك سبب هلاك هذا الرجل فلا تهلك مثله! أولاً: الاستهانة بالله وبأموره رغم أن بيلشاصر سمع عن الله وعرف من هو من خلال أحداث المملكة وما حدث مع أبيه، وما قاله أبوه عن الله إنه «الحي إلى الأبد الذي سلطانه سلطان أبدي... ومن يسلك بالكبرياء فهو قادر على أن يُذله» (دانيآل4: 34، 37)، إلا إنه قرَّر أن يعمل وليمة عظيمة لرجال المملكة وزوجاته وسراريه، ويعلن تحديه وتطاوله على الإله الحي، مسبِّحًا آلهة الذهب والخشب والحجر، بل وزاد تطاوله بشربه الخمر في آنية بيت الله المُقدَّسة مع أولئك السكارى والنجسين المُعربدين. آه يا عزيزي من احتقار الله والتهاون بشخصه - جَلَّ جلاله - والازدراء بكل ما يخصه! نعم، هو الرحيم لكنه قال: «الذين يحتقرونني يصغرون» (1صموئيل2: 20). هل تُقدِّر إلهك يا صديقي، وموت ابنه على الصليب لأجلك؟ أم تهينه بالخطية وتدوس وصاياه الإلهية؟! ثانيًا: لم يتعظ مما حدث لأبيه (دانيآل 5: 18 21) كثيرًا ما يكلمنا الله من خلال ما يحدث للآخرين، فمثلاً يقول المسيح: «اذكروا امرأة لوط» (لوقا 17: 32)، التي بعصيانها تحوَّلت إلى عمود ملح. وبيلشاصر عرف ما حدث لأبيه نبوخذنصر؛ الإمبراطور المهيب الذي صار كالثور يسكن مع الحمير الوحشية حين ارتفع قلبه وقَسَت روحه، وانحط عن كرسي ملكه (دانيآل5: 20). بل ويقول له دانيآل: «وأنت يا بيلشاصر ابنه لم تضع قلبك مع أنك عرفتَ كل هذا». الله المُحب يريدك أن تتعظ مما يحدث حولك من أمور مرعبة للبعيدين عن الله، والهدف أنك تضع في قلبك أن لا تكون مثلهم في ابتعادهم عن الله، وحتى لا يأتي عليك القضاء الإلهي مثلهم. فحينما مات حنانيا وسفيرة بسبب كذبهما، يقول الوحي: «فصار خوف عظيم على جميع الكنيسة وعلى جميع الذين سمعوا» (أعمال5: 11). لكن بيلشاصر لم يتعظ، بل وفعل أكثر مما فعل أبوه! فهل تضع أنت هذا في قلبك؟! ثالثًا: تعظَّم على رب السماء الذي بيده نسمته (دانيآل5: 22) تطاول بيلشاصر على الله إله السماء. اسمع ماذا قال له دانيآل: «بل تعظمتَ على رب السماء فأحضروا قدامك آنية بيته وأنت وعظماؤك وزوجاتك وسراريك شربتم بها الخمر وسبّحت آلهة الفضة والذهب والنحاس والحديد والخشب والحجر التي لا تبصر ولا تسمع ولا تعرف. أما الله الذي بيده نسمتك وله كل طرقك فلم تمجده». هل من عاقل يكرم الصنم ويهين الله الحي العظيم؟! يقول كاتب المزمور الثاني: «اعبدوا الرب بخوف واهتفوا برعدة... قَبِّلوا الابن لئلا يغضب فتبيدوا من الطريق لأنه عن قليل يتقد غضبه. طوبى لجميع المتكلين عليه». فاحذر، عزيزي، من إهانة إلهك بتفضيل الخطية وشرور الجسد عليه! هو طويل الروح وكثير الرحمة، غافر الإثم وصافح عن الذنب، لكنه قدوس لا يتساهل مع الشر! رابعًا: القضاء الإلهي المرعب (دانيآل5: 25-30) 1- في تلك الساعة ظهرت أصابع يد إنسان تكتب على الحائط بنور ساطع كلمات الحُكم الإلهي: «منا منا تقيل وفرسين». فيا له من منظر مرعب! وطبعًا لم يفهم الملك معنى هذه الكلمات فصرخ بشدة وانحلت خَرَز حقويه، واصطكت رُكبتاه؛ فيا للرعب! 2- وجاء إليه دانيآل ليفسر نص القضاء الإلهي قائلاً له: هذا هو معنى الكلمات؛ “منا منا” أي: أحصى الله ملكوتك وأنهاه. “تقيل” أي: وُزِنتَ بالموازين فوُجِدتَ ناقصًا. “فرسين” أي: مملكتك ستكون لمادي وفارس. فيا للهول! 3- في تلك الليلة قُتل بيلشاصر ملك الكلدانيين وهو يصرخ مرتعبًا، فيا للدمار! عزيزي، ما كان يتخيل بيلشاصر تلك النهاية المُرعبة لكنها حدثت.. أتت لحظة وأنهى الله مُلكه، بل وحياته أيضًا. لقد كان ناقصًا رغم عظمته وعظمائه وسلطانه. إن الإنسان بدون المسيح ناقص مهما امتلك، فهو بلا غطاء أو ستر نجاة من أهوال دينونة خطاياه الآتية. لكن في المسيح يسوع غفران للذنوب وحماية من الهلاك. «الله كان في المسيح مُصالِحًا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم... لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه» (2كورنثوس5:19،21). أرجوك ضع هذا في قلبك، واحتمِ بتوبة في دم المسيح فلا تهلك كبيلشاصر، بل ترنم قائلاً: ربى في ستر دِماك يا مناصي لستُ أخشى اليوم من أي قصاصِ ربى في ستر دماك قد غفرتَ لي شروري والمعاصي صرتَ حصني صرتَ ملجأ خلاصي ربى في ستر دماك إيليا كيرلس |
||||
27 - 05 - 2012, 10:54 AM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
سراج مضئ | الفرح المسيحى
|
ميرسى جدا ع الموضوع الكامل ده ربنا يباركك ويعوضك يا جون |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سلسلة أسماء نسل أدم فى الكتاب المقدس |
شخصيات من الكتاب المقدس |
شخصيات الكتاب المقدس 1 |
شخصيات من الكتاب المقدس |
سلسلة شخصيات باسم زكريا في الكتاب المقدس |