منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22 - 07 - 2014, 05:57 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا

تفسير لوقا 10 - إنجيل لوقا

3 - هو مسيح العالم كله (10: 1 - 24).

أرسل الرب يسوع سبعين رسولًا، إثنين إثنين، إلي كل قرية ومدينة في بيرية، التي سيجتازها بدلًا من السامرة التي رفضته، ليسبقوه ويبشروا بملكوت الله. وذلك لكثرة مدن المنطقة عبر الأردن (بيرية كلمة يونانية معناها عبر)، وكثرة سكانها. وزودهم بوصاياه التي لا تختلف عن وصاياه للأثني عشر رسولًا إلا في شيء واحد. وهى أنه حينما أرسل الأثني عشر أوصاهم قائلًا "إلي طريق أمم لا تمضوا، بل أمضوا إلي خراف بيت إسرائيل الضالة" (مت 10: 5، 6). أما هؤلاء السبعين فجاءت الوصية بالكرازة غير محصورة في شعب معين. لأن بيرية كان يسكنها يهود وأمم: فقال لهم "أي مدينة دخلتموها وقبلوكم.. قولوا لهم قد أقترب منكم ملكوت الله. وأوصاهم أن يأكلوا مما يقدم لهم ولا يخشون من التنجس حسب شريعة موسي فإنه ليس وقت للأطعمة المحللة والمحرمة، إنما الوقت لجذب النفوس لمعرفة طريق الحياة الأبدية.
وأوصاهم أيضًا:
1 - اطلبوا وصلوا قبل كل عمل.
2 - أنتظروا الضيقات في الخدمة.
3 - لا يعطلكم عن التبشير مجاملات.
4 - كونوا مكتفين بما عندكم قنوعين.
5 - إشفوا المرضي فترحموا الناس بالقوة التي أعطيتها لكم.
6 - ليكن موضوع تبشيركم هو تمام المواعيد بمجئ المسيح.
7 - إنذروا من لا يسمع البشارة بنتيجة رفضهم.
8- سيكون لكم الشرف كسفراء للمسيح أن تكونوا شركاؤه في الكرامة.
شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا

شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
ولأن القديس لوقا كان يكتب إنجيله لليونانيين من الأمم، انفرد وحده بذكر إرسالية هؤلاء السبعين. إذ أراد أن يقول أن يسوع المخلص هو مسيح العالم كله، وليس مسيح اليهود فقط.
وتوالى رجوع السبعين رسولًا وكانت قوة إيمانهم بسبب إجماعهم على نتائج موحدة لرحلاتهم. لقد زاد إيمانهم بسلطان ابن الله بعدما شاهدوا الشياطين تخضع لهم باسمه. وجدد لهم الرب يسوع وعده بأن تدوم معهم هذه النعمة، مهما شابه مقاوميهم الحيات والعقارب. فليفرحوا إذن لأن أسماءهم كتبت في ملكوت السموات.
وهنا تهلل يسوع بالروح لأن رسله عرفوا قوته وأدركوا بنوته لله. فهذه هي الحكمة الجديدة التي تفرح قلب الرب أن نصير أولاد الله أو أطفاله ونتعرف على أسراره الإلهية.
أذن لنكن أطفالًا حقيقيين ونسلك كأبناء لله بحسب وصاياه. فيكشف لنا الرب أسراره ويتهلل من أجل الحكمة التي يهبنا إياها.
شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
4- الرب يعلمني من هو قريبي: (10: 25-37)

ومرة أخرى يؤكد لنا القديس لوقا قبول المسيح للأمم. فقال، جاء ناموسي أي عالم بناموس موسى ليمتحن الرب. حمل الناموسي صورة التقوى حينما قام ليسأل السيد، واضمر الشر في داخله إذ أراد أن يجربه. ولعل الناموسي أراد أن ينصب فخًا للمسيح إذ حسبه سيقدم وصايا جديدة مستهينًا بالشريعة الموسوية. ولكن الرب الذي يعرف قلبه، لم يصده بل استخدم معه اللطف لكي يكسبه. فرد مؤكدًا أهمية حفظ الوصايا. وقدم له مثلًا ليعلمه.

شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
إن المسافة من أورشليم إلى أريحا حوالي عشرين ميلًا. وتستغرق من المسافر حوالي سبعة ساعات. وكانت أورشليم أعلى من أريحا. ومعظم الأرض في هذه المسافة صخرية لا تصلح للزراعة. لذلك خلت من السكان، وكثرت الكهوف في صخورها، واشتهرت بكثرة اللصوص حتى سميت (الطريق الحمراء أو الدموية). وبالرغم من ذلك كان يجتازها الكثيرون لأن أريحا يومئذ كانت مدينة كبيرة وغنية. فهناك من يقصدها للتجارة، وآخرون لطلب الراحة، حتى الكهنة واللاويون المفرزون لخدمة الله كانوا يقصدونها حين يفرغون من خدمة الهيكل. فجاء مثل السامري الصالح من واقع حياتهم. وبهذا المثل قدم الرب لنا ضرورة تقبل البشرية بكل أجناسها كأقرباء، لقد أظهر لنا أن القرابة لا تقف عند حدود الدم، ولكنها تقوم على تنفيذ وصية الحب والرحمة (نحن أقرباء، كل البشر أقرباء لبعضهم البعض، إذ لنا أب واحد هو الله – القديس جيروم).
ولكن توجد قرابة أخرى سماوية. فمن هو الإنسان النازل من أورشليم إلى أريحا إلا أنا وأنت وكل البشرية. تركنا أورشليم بيت الله. وسرعان ما وقعنا بين أيدي الخطية وملذاتها. وظهرت جروحها في كلامنا وسلوكنا ومعاملاتنا فمر علينا السامري أي الرب يسوع. اقترب منا بتجسده وقبوله الآلام عنا، وسكب علينا زيت رحمته، وأتى بنا مرة أخرى إلى كنيسته لنستريح (الفندق)، وترك لنا روحه القدوس (المال الذي أعطاه السامري لصاحب الفندق).
ليعيننا في كل عمل صالح حتى يرجع إلينا في مجيئه الثاني، فصار قريبنا. (ليته لا يخف إنسان ما من الهلاك، مهما كان سقوطه، فإن السامري الصالح الذي هو حارس النفوس، أقول أنه لن يتجاوزه بل يحنو عليه ويشفيه – القديس أمبروسيوس).
شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
5- هو نصيبنا الصالح (10: 38- الخ)

وصل الرب يسوع إلى بيت عنيا أي بيت الطاعة. ووجد استعدادًا كبيرًا من أسرة صغيرة لاستقباله. فدخل بيت مرثا ومريم ولعازر أخيهما، وأصبح هذا البيت فيما بعد موضع راحته وعنايته الخاصة في وقت الأحزان. ففيه استراح كلما كان بالقرب من أورشليم وبالذات في الأسبوع الأخير من حياته على الأرض. وأخذ تلاميذه إلى هناك حيث الذكريات السعيدة وودعهم وأيدهم بسلطانه وصعد إلى الأمجاد التي نزل منها. أحب الرب مريم ومرثا لأن كل منهما حاولت أن تعبر عن حبها بطريقتها وموهبتها وإمكانياتها. ولكنه نبه مرثا إلى تبسيط أمور الدنيا والاتجاه إلى ما يحتاج إليه الإنسان فعلًا، وهو السعي إلى ملكوت الله وخلاص نفسه، إلى النصيب الصالح الذي اختارته مريم. فهل سيفرح قلب الله ويرتاح حينما يدخل بيوتنا كما شعر من قبل وهو في بيت عنيا؟ هل سيجد من يهتم بخدمته وينصت لكلماته؟
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 07 - 2014, 06:00 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا

تفسير لوقا 12 - إنجيل لوقا

11 - سيرتنا نحن في السماويات (ص 12).

إن هذا الإصحاح حديث للخاصة وليس للعامة، حديث لمن احبوا المسيح من كل قلوبهم، وتمنوا ان يتبعوه دائما، ولكن توجد معطلات والتزامات ومخاوف وطموحات تخنق مشاعرهم تجاه من احبوه: لهؤلاء بالذات الموجودين وسط الجموع الكثيرة التي ازدحمت حول المسيح لأغراض مختلفة (شفاء أمراضهم، مشاهدة الغرائب منه، الإستفادة، الأنتقاد والمقاومة..)
وجه لهم حديثه قائلًا:
أ - أني أحذركم من الرياء (1 - 12)، أي التظاهر بعكس ما في داخلكم، فإن التمادي في الرياء من الممكن أن يصل بكم إلي أنكار الإيمان أمام الناس، ومن ينكرني قدام الناس، ينكر قدام ملائكة الله. أنا أعلم أنكم تحبونني ولكن خوفكم علي انفسكم هو الذي يدفعكم أحيانًا للتخلي عن مبادئكم. ولكني أحب أن أطمئنكم أن شعور رؤوسكم جميعها محصاة عندي. وإن كان لكم أن تخافوا بالرغم من عنايتي بكم، فخافوا بالأولي من هلاك النفس والجسد في جهنم. خافوا الله، فإن خوف الله يطرد خوف الناس من القلب.
وأقبلوا صوت روح الله داخلكم، لأن من يرفض هذا الصوت ليست له توبة، لأنه كيف يرجع ويندم وهو يرفض الروح الذي يبكتنا ويردنا لله مرة أخري.
ب - وأدعوكم لتكونوا أغنياء في الله (13 - 31)، فمهما كان لأحد كثير فليست حياته من أمواله. أنتم مخلوقين للسماء، تقضون فترة علي الأرض ثم ترجعون إلي موطنكم الأصلي، فلا تكونوا أغبياء في أذهانكم وتكنزوا لحساب هذا العالم وكأنكم تعيشون إلي الأبد، وأنتم لستم أغنياء لله. حان الوقت لتوقفوا الصراع بين الارتباك لترتيب الاحتياجات الزمنية والطمع والطموح الزائد، وبين السعي لغذاء أرواحكم. أسعوا أولًا لإشباع الروح بحفظ كلمة الله، وبالصلاة وممارسة وسائط النعمة، وعمل المحبة بين الناس، وكل هذه الزمنيات ستزاد لكم. ولا تقلقوا لأن أباكم يعلم أنكم تحتاجون إلي هذه كلها، ويُسر أن يعطيكم الملكوت.
جـ - وتكونوا مستعدين (33 - 40)، باستمرار عاملين لحساب الروح، لأننا لا نعلم متى يأتي الصوت الذي يطلب نفوسنا منا.
د - وتكونوا أمناء (41 - 48)، وتعلموا أن من يعطونه كثيرًا يطالبونه بأكثر. لأنكم أنتم تلاميذي، عرفتكم بكل ما يجب أن تفعلوه. فمن لا يعلم سوف يدان علي جهله، أما من يعلم الطريق ولم يسلك فيه فدينونته أعظم.
هـ - وتقبلوا الآلام لأجلي (49 - 53)، فقد جئت لألقي بنار الروح القدس الذي يشهد لي ويكرز بتعاليمي في قلوبكم، وأريد هذه النار مضطرمه في داخلكم ولكن كثيرون سيقاومونها، فينقسمون علي ذواتهم حيث يقبلون كلامي في أمر ما، ويرفضونه في أمر آخر، ويعملون به في موقف ما، ويهملونه في آخر. بل وينقسمون علي بعضهم البعض، فمنهم من يؤيد تعليمي، ومنهم من يرفضه. فلا تتوقعوا أن يكون انتشار ملكوتي بغير تحمل الآلام وقبول المقاومة من الذات أو من الآخرين.
أما أنا فلن أتراجع عن أن أشهد لنفسي مهما صبغتني الآلام، بل سأحتمل آلامي حتى يكمل فداؤكم.
و - وتميزون الوقت (54 - 59)، فكثيرون منكم حكماء في تمييز أمور هذا الدهر، أما زمان تجسد المسيح وإتمام النبوات فلا تعرفونها. أنكم لو حكمتم عقولكم وضمائركم غير ملتفتين إلي قضاتكم الخادعين الذين يضللونكم، لعرفتم أني أنا الآتي. فهيا تصالحوا معي بالتوبة والإيمان قبل فوات الوقت وحلول دينونة العالم.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 07 - 2014, 06:01 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا

تفسير لوقا 13 - إنجيل لوقا

12 - ثمر التوبة (13: 1 - 9)

تقدم قوم إلي يسوع بعد أن القي خطابه الطويل (ص 12)، يخبرونه عن حادثتين وقعا عندهم، هما حادثة قتل الجليليين، وحادثة سقوط برج سلوام علي ثمانية عشر. فقد كانت فلسطين مقسمة في ذلك الوقت ثلاثة أقسام الجليل، والسامرة، واليهودية. وكان الجليليون سكان القسم الشمالي منها، وهم أقل تمدنًا من سائر سكان فلسطين، وأقل خضوعًا للرومانيين، وكثيري الفتن، وكانوا تحت حكم هيرودس، في الوقت الذي كان فيه بيلاطس واليًا علي اليهودية. وقد نادي هؤلاء الجليلييون بعدم تقديم ذبائح لله من أجل سلام الإمبراطور والدولة الرومانية، الأمر الذي أثار بيلاطس فطلب قتلهم وهم يقدمون ذبائحهم في الهيكل، في أورشليم، أنتقامًا منهم. أما الثمانية عشر فقد قتلوا خارج أسوار أورشليم، حيث يوجد برج سلوام الذي سقط عليهم.
قد ذكر هؤلاء القوم هاتين الحادثتين لكي يعرفوا رأي المسيح في أفكارهم. فهم يظنون أن كل حادثة تحدث بينهم هي بسبب خطاياهم. وعلي هذا كانوا يرون أن كل من يتعرض لكارثة فهو أشر من غيره.
أما ربنا يسوع فلم ينف إمكان تعرضنا لبعض العقاب علي خطايانا هنا، ولكن ليست الكوارث هي الوسيلة الوحيدة لذلك، فالعقاب الحقيقي للخطية هو الهلاك الأبدي، ولا نجاة من هذا الهلاك إلا بالتوبة.
وأعطاهم مثلًا بالتينة التي تشبه الأمة اليهودية التي غرسها الله في العالم، وجاء يطلب منها ثمرًا فلم يجد.. ثم جاء يسوع الكرام ينقب حولها، ويذكرها بخطاياها، ويعلمها إرادة الآب، ويشفع فيها، ويموت عنها، حتى تستطيع أن تأتي بثمر. فكل من قبل عمل المسيح في حياته وصنع ثمرًا صالحًا فهذا ينجو، أما من لا يأتي بثمر فعمل المسيح من أجله يدينه في اليوم الأخير ويقطعه من بين صفوف التائبين.
شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
13 - الشفاء والتسبيح (13: 10 - 17).

لليهود هيكل واحد في أورشليم يقدمون فيه الذبائح الدموية، ولكن لهم مجامع كثيرة في كل مكان للعبادة اليومية. وفي أحد هذه المجامع شفي الرب المرأة المنحنية. إن الشيطان أحنى نفوسنا برباطات الخطية سنين طويلة، ولكن ملكنا المسيح جاء وأخذنا من قبضته إذ وضع يده علينا، فانتقل ضعفنا وخطايانا إليه وحملهم عنا بالصليب، وأنتقل بره وصلاحه إلينا بقيامته منتصرًا، فاستقامت نفوسنا وأصبحت قادرة أن تنتصب وتأتي بثمر. فلنسبحه ونمجده ونزيده علوًا، لأنه أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له.
شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
14 - ملكوت الله يقبل الجميع (13: 18 - 30).

لقد بدأ يسوع ينادي بملكوت لله يقبل الجميع، ويُعطي شفاء للكل فها هى طيور السماء بأنواعها المختلفة (اليهود والأمم) تتآوى تحته. فإن الإنجيل سيكرز به في المسكونة كلها، سينتشر ويكون شجرة كبيرة وكل من يقبل كلمة الله تصير فيه قوية وفعالة وأمضي من كل سيف ذي حدين وتدخل إلي داخل النفس فتنير الضمير وتنقي القلب وتطهر الحواس، تخمر العجين كله.
وهنا اعترض اليهود، فهم يظنون أنهم فقط القليلون الذين يخلصون فهم أبناء إبراهيم، وعندهم الناموس، ولهم المواعيد. فأجابهم يسوع قائلًا:
اجتهدوا أن تقبلوا المسيح كمخلص، وتقبلوا فعل كلمة الله فيكم حينما تدينكم علي أعمالكم، وتقبلوا الجهاد المتواصل وليس إلي حين فقط، ولا تعتمدوا علي بر أنفسكم، وعلي أنكم أولاد إبراهيم، بل أدخلوا من باب التوبة والإيمان وإنكار الذات، فهذا هو الباب الضيق الوحيد الذي يؤدي إلي الملكوت. فكثيرون سيطلبون أن يدخلوا ولا يقدرون، لأنهم يطلبون بابًا واسعًا يشبع شهوات قلوبهم، ويمتع أجسادهم بخيرات زمنية. يريدون بابا يحفظ لهم المظهر المتدين، والشكل الصالح أمام الناس، وهم في قلوبهم يرعون أطماعهم.
شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
15 - تهديد هيرودس (13: 31 + الخ)

* الإصحاحات من (13: 22 - 18: 14)
تنقل لنا خدمة المسيح في قري بيرية، وهو في طريقه إلي أورشليم. وبيرية كانت جزءًا من مملكة هيرودس كالجليل. ويبدو أن هيرودس أرسل عن طريق هؤلاء الفريسيين تحذيرًا ليسوع لكي يترك بيرية لأنه لا يريد شغبًا وسط شعبهلذلك وصفه يسوع بالثعلب إذ أتخذ أسلوب الخداع والاحتيال لكي يخيفه، فهو يعلم أن هؤلاء الفريسيين يكرهون المسيح ويحسدونه لأنه أخذ منهم منابر التعليم، ولكنه أرسلهم إليه في صورة أصدقاء ينصحونه. أما يسوع فقد كانت أمامه مسيرة يومين في قري بيرية حتى يصل إلي أورشليم. فهو لا يتحرك بأمر سلطان بشري. وهنا تذكر أورشليم حيث هو مزمع أن يذهب ليتألم هناك، فلا يمكن أن يهلك نبي خارج أورشليم، إذ أن المجلس الذي يحكم في دعاوي الأنبياء هناك، وإن حكم ذلك المجلس علي أحد بأنه نبي كاذب مجدف، وقضي عليه بأنه مستحق الموت، فإنه يسلمه للرومانيين في أورشليم لينفذوا ذلك القضاء.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 07 - 2014, 06:03 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا

تفسير لوقا 14 - إنجيل لوقا


16 - لا يمل من تعليمنا (14: 1- 6).

أنها المرة الثالثة التي يُعلم فيها المسيح عن ضرورة عمل الخير في يوم الرب. فقد وبخ الفريسيين الذين اعترضوا علي تلاميذه وهم يقطفون القمح في يوم السبت حينما جاعوا (6: 1 - 10). ووبخ رئيس المجمع الذي اعترض وهو مغتاظ حينما شفي المرأة المنحنية (14: 10 - 17). وها هو هنا يكرر تعليمه بعد أن شفي المريض بالورم في يوم السبت.
إن كلمة سبت تعنى راحة. والراحة الحقيقية هي في ترك الشر وعمل الخير. أنه لا يمل من تعليمنا، أنه سيظل يكرر لنا مقاصده من خلال كلماته في الإنجيل المقدس، ومن خلال ظروف الحياة التي تعترضنا، ومن خلال خدامه. فليعطنا الرب قلبًا مفتوحًا، لنتفهم تعليمه، قبل فوات الوقت.
شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
17 - لنسلك بالاتضاع ونهتم بالمسكين (14: 7 - 14).

لقد لاحظ رب المجد أن المدعويين لبيت الفريسي يختارون الأماكن الأولي. فدعانا لنسلك بالاتضاع بعضنا مع بعض، حتى ترتاح نفوسنا، وننال الكرامة الحقيقية. ومن خلال حديثه للفريسي الذي دعاه، إذ لاحظ أنه أشرك في وليمته الأقرباء والأغنياء، علمنا أن الفقير والمسكين والمحتاج بكل نوع هو الأولي بالاهتمام، إذا كنا نرجو المكافأة في الحياة الأبدية، وليس في هذه الأرض. لأن المحتاج ليس له ما يعطينا إياه عوض ما قدمناه له، فيكون أجرنا مخزونًا في قيامة الأبرار.
شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
18 - ويوجد لك أنت أيضًا مكان (14: 15 - 24).

وبعد أن قدم يسوع تعليمة هذا، ظن أحد المدعويين أنه يقصد بقيامة الأبرار، قيامة مملكة أرضية له، والاحتفال بها سيكون في وليمة عظيمة، فقال ما أسعد الذي يأكل خبزًا في هذه الوليمة، قال هذا وهو يظن أنه لا بد سيكون من المدعويين إليها لأنه يهودي. فأجابه يسوع بمثلٍ علمنا منه أن الدخول في وليمة ملكوت الله بعيدً جدًا عن المنشغلين بحياتهم الدنيوية، وقضاء احتياجاتهم، وتنمية مواردهم، دون الاهتمام بالله. وبعيدُ أيضًا عن من يشبعون شهواتهم الجسدية دون ضابطحتى لو كانوا يهودًا. ولكن هذا الملكوت يكون قريبًا من كل واحد يشعر أنه في احتياج إليه، ولو كان أمميًا. وقد أشار للأمم في هذا المثل حينما أرسل السيد عبده إلي شوارع المدينة وأزقتها لكي يُدخل المحتاجين، إذ أن اليهود يعتبرون أن الأمم هم وسخ مدينتهم.
ويوجد لك أيضًا مكان يا أخي، يا من تشعر بأنك خاطئ وغير مستحق لهذه الوليمة، ويوجد مكان لكل خاطئ يشعر بافتقاره إلي المسيح ونعمته. فها هو رب المجد أعد وليمة في بيته، حيث يقترب منا في صورة الخبز والخمر كل يوم علي المذبح لنأكله، فيتحول الضعف فينا إلي قوة. ونفرح به ونسعد الآن ونتعزى فنصبر حتى نأكله جديدًا في بيت الآب.
شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
19 - الصليب شرط التبعية (14: 25 - 35).

يا للعجب! كيف يدعونا المحب إلي البغضة؟ كيف يطلب منا أن لا نهتم بأقربائنا وهو الذي أهتم بأمه وتلميذه وسط آلامه؟ كيف يعلمنا أن نحب أعداءنا، ثم يطلب منا أن نبغض أقرباءنا بل وأنفسنا؟ أنه لا يناقض نفسه بل يقول "من أحب أحد هؤلاء أكثر مني فلا يستحقني" (مت 10: 37). فهو لا يريدنا أن نرفض الحب الطبيعي العائلي، بل يطلب أن يكثر حبنا له عن هذا الحب الطبيعي. وهذا هو الصليب الذي يجب أن نحمله، نقطع كل اهتمام (روابط أسرية - مال - كرامة..) يعطلنا عن النمو في محبة ربنا، حتى نضمن إتمام برج حياتنا الداخلية، الذي سبقنا وشرعنا في بنائه حينما قطعنا عهد الحب والأمانة مع الرب في عرس المعمودية، وأعلنا الحرب علي رئيس هذا العالم حينما جحدناه هناك.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 07 - 2014, 06:03 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا

تفسير لوقا 15 - إنجيل لوقا


20 - السماء تفرح بك أنت أيضًا (ص 15).

هناك شريعة طويلة قد أعطيت لليهود لتطهير من يُخطئ (لا 4-6)، كل بحسب خطيته. وقد قصد الرب من هذه الشريعة أن يعلمهم أن يكرهوا الخطية، ويشعروا ببشاعتها، ولكنهم أساءوا فهمها إذ نبذوا الخاطئ أيضًا. لذلك تعجب الفريسيون إذ رأوا يسوع الذي يظهر بينهم كمعلم وبار يسمح للعشارين والخطاة من اليهود والأمم أن يقتربوا منه، بل ويرضي أن يأكل معهم، وخرجوا بنتيجة أنه لا بد وأن يكون خاطئًا مثلهم، لأنه لو كان بارًا مثل الفريسيين لأبتعد عنهم، ولأن القديس لوقا يكتب إنجيله للأمم فقد أنفرد بذكر ثلاثة أمثال قالها السيد المسيح ليؤكد أنه جاء من أجل الخطاة، وأنه يحبهم، وأنه سيقبل الأمم كما يقبل اليهود، مثل الخروف الضال (4 - 7)، والدرهم المفقود (8 - 10)، والابن الضال (11 - 32)، بينما أكتفي القديس متى بذكر مثل الخروف الضال فقط (مت 18: 12 - 14) فها هو الرب الحنون من خلال هذه الأمثال الثلاثة يعلن:
أن عذاب الإنسان هو في الانفصال عن الله. لأنه خلق علي صورته ومثاله ولن يرتاح إلا فيه. ومهما حاول أن يشبع في بلد بعيد فلن يفلح، لأن شبعه الحقيقي هو في بيت الآب، وعلي منكبيه.
وإن هناك أماكن كثيرة في السماء لكل البشرية، لأن الرب "يريد أن الجميع يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون" (1 تي 2: 4)، ولكن يُحرم منها من يبتعد بإرادته، ويتوه في ملذات هذا العالم، وهذا يحزن السماء عليه جدًا. أما من يظل أمينًا للرب رغم الصعوبات، وحتى إن أخطأ لا يتأخر في أن يرجع إلي نفسه، ويتذكر خيرات أبيه من سلام وطمأنينة وفرح داخلي، فيسرع ويقدم توبته إليه، ويؤمن أنه سيقبله ويعيده إلي بنوته، فهذا تفرح السماء به ويحتفظ بمكانه هناك.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 07 - 2014, 06:05 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا

تفسير لوقا 16 - إنجيل لوقا


21 - يدعونا لنكون أمناء علي عطاياه لنا (16: 1 - 15).

إن كل ما نتمتع به الآن في حياتنا الحاضرة من وقت وصحة ومال وأقرباء وآباء وأولاد، إنما هي عطايا من الله الغني لنا، ونحن وكلاء عليها. وإذا أراد الرب أن نكون أمناء علي هذه العطايا، حكي مثل وكيل الظلم لتلاميذه، وكان الفريسيون يسمعونه أيضًا، فقال: كان إنسان غني له وكيل، وقد علم عنه أنه يبدد أمواله، فأراد أن يستغني عنه. ففكر الوكيل ماذا يفعل في أيامه القادمة، أنه لم يتعود العمل في الأرض وزراعتها، ويخجل في أن يمد يده ليأخذ من الناس، فنادي علي أحد مديونيّ سيده عليه مئة بث زيت (البث مكيال عبراني للسوائل يساوي نحو 22 أقة، ¾ أقة) وقال له أكتب خمسين، ونادي علي أخر عليه مئة كُر قمح (الكر يساوي 140 أقة) وقال له أكتب ثمانين فقط، وقد فعل هذا حتى يقبلوه في بيوتهم. أنه أخطأ إذ بدد أموال سيده، ولكن السيد الغني أمتدحه لأنه في حكمة فكر في مستقبله، فكر في أن يكون له أصدقاء يلجأ إليهم حينما يأخذ منه سيده الوكالة.



إن أبناء هذا العالم يعرفون جيدًا كيف يدبروا حياتهم ومستقبلهم، أن لديهم عزم ثابت علي بلوغ طموحاتهم في هذه الدنيا، ولا تعوزهم الوسائل لبلوغ غاياتهم، ولديهم غيرة واجتهاد في استعمال هذه الوسائل. أما أبناء النور، يعوزهم النظرة المستقبلية لحياتهم الأبدية، إن عطايا الله لهم في هذا العمر تشغلهم عن العمل لحساب الملكوت، مجاملاتهم الأسرية بعضهم لبعض تأخذ الوقت كله فلا يتبقى منه شيء لعبادة فردية يومية وصلاة مشتركة مع المؤمنين في الكنيسة. يحرصون علي الألفة الأسرية، والأكل سويًا، والتنزه معًا، ولا يدركون ضرورة العبادة الأسرية، والالتفاف حول كلمات الكتاب المقدس، يدخرون أموالهم ليؤمنوا مستقبل حياتهم هنا علي الأرض وينسون أن يشتروا بهذا المال أصدقاء من الفقراء والمحتاجين بكل نوع ليستقبلوهم في الحياة الأبدية.
فكيف ونحن غير أمناء في مال لم نتعب فيه، وفي عطايا زمنية أودعها لنا الله، أن نؤتمن علي حياة أبدية سعيدة مع الرب كل حين. فالأمين في القليل الذي في هذا الدهر، هو أمين في الكثير الذي في الدهر الآتي.
شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
22 - الله يعرف خفايا القلب (16: 14 - 18).

لقد كان الفريسيون يسمعون ما قد قيل من الرب يسوع وسخروا منه، لأنهم محبين للمال. حقًا أنهم يلبسون ثوب القداسة ومعرفة الناموس أمام الناس، ولكن كيف يهربون من فاحص القلوب والكلي.
أنهم كمعلمين للناموس سخروا من تعليم الرب يسوع، ويبدو أنهم نظروا إليه ككاسر للناموس. فخاطب الرب قلوبهم مؤكدًا علي كرامة الناموس، وعدم زوال كلمة منه قد سبق وتكلم بها أحد الأنبياء من موسي إلي يوحنا المعمدان، وأنهم هم الذين يكسرون الناموس بسماحهم بالطلاق، الذي يرفضه الرب، من أجل أبسط الأسباب.
شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
23 - يؤكد علي ضرورة الاهتمام بالقريب (16: 19 - 31).

لم يتعلم الفريسيون من مثل وكيل الظلم، إذ كانوا محبين للمال، فعاد الرب يسوع وأكد كلامه بمثل الغني ولعازر، كنموذج لمن أساء استخدام مال الظلم هنا، فخسر أبديته. هذا الغني لم يذكر عنه أنه فعل شيء من الخطايا، ولكن إدانته تنحصر في أنه لم يهتم إلا بإشباع نفسه، فلبس الحرير كل يوم دليل الافتخار والتنعم، ونسي أن الله ينظر إليه في صورة المحتاجين لشيء من ماله. وكأن لعازر (ومعناه الله معين) هو الطريقة التي وضعها الله أمام الغني لعله يفهم ويصنع له أصدقاء بمال الظلم، فقد أعتاد اليهود أن يضعوا الفقراء علي أبواب الأغنياء لعلهم يرقوا لهم فيجدوا ما يأكلونه، ولكن الغني لم يفهم إذ كان منشغلًا بذاته.
وقد أعتقد اليهود أن الوجود في حضن إبراهيم هو حظ كل مؤمن يهودي تقي، وأنه عند موته تأخذه الملائكة لتصعده إلي هناكوبفكرهم هذا رفعنا الرب يسوع إلي مكان الانتظار لنري حالة كل منهم.
حقًا إن ما يؤذي الإنسان هو سلوكه في الحياة، وطريقة استخدامه لعطايا الله، وليس فقره أو غناه.
يا رب أعطني عينًا تري، وأذنًا تسمع، وقلبًا يرق، لكل محتاج بأي نوع، لعله يكون طريقي للدخول إلي الملكوت.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 07 - 2014, 06:07 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا

تفسير لوقا 17 - إنجيل لوقا

24 - تعاليم خاصة (17: 1 - 10).

بعد أن رأي الرب قسوة الفريسيين، ختم كلامه قائلًا أن الذين قسوا قلوبهم تجاه الغريب والمحتاج، ولم تؤثر فيهم كلمة الله، لن يتغيروا حتي ولو قام لهم واحد من الأموات.
وحينئذ وجه كلامه لتلاميذه، وطلب منهم:
أن يثبتوا، فالعثرات لابد ستأتي من الذين يشككون البسطاء في الإيمان. ولكن ويل لهؤلاء الذين يعثرون غيرهم لأنهم لو قورنوا بمن يُلقي نفسه في البحر، سيكون عقابهم أشد. فتنبهوا أنتم لأنفسكم لكي لا تكونوا عثرة لغيركم.
اصفحوا عن إخوتكم، مهما تكررت أخطاؤهم نحوكم، طالما شعروا بشرهم، وتذكروا أن الله يغفر لنا الكثير في كل يوم.
وهنا شعر التلاميذ أن الرب يطلب منهم أمورًا يصعب تنفيذها، ولكنها جميلة ومريحة للنفس وتمنحها سلامًا، فطلبوا منه أن يزيد إيمانهم، حتى يقدروا أن يعيشوا هذا الثبات وهذه المغفرة. فقال يسوع: أنكم تملكون إيمانًا يبدو صغيرًا مثل حبة الخردل، وهى أصغر جميع الحبوب، ولكن إذا حاولتم أن تعيشوا بقوة هذا الإيمان فإن فعله سيكون عظيمًا جدًا، حتى يستطيع أن يقلع أكبر الأشجار من مكانها.
ولا تنسوا الاتضاع، فإن ثبتم وغفرتم وفعلتم كل شيء صالح، أشعروا أنكم تفعلون ما هو واجب عليكم، وأنكم لم تقدموا بعد ما يوفي محبة الله لكم.
شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
25 - أذكروا الرب في وقت الفرج (17: 11 - 18).

إننا كثيرًا ما نفرح بنعم كثيرة في حياتنا، ولكننا ننسي المنعم بها علينا. نطلب وبلجاجة ودموع حتى يستجيب لنا الرب ويعطينا ما نحتاج إليه، ثم ننسي أن نرفع أيدينا بالحمد له علي أعماله معنا. إن هؤلاء العشرة البرص فرحوا ببركة الشفاء التي نالوها بإيمانهم، ونسوا واهبها لهم.
أعطني يا رب قلبًا مهتمًا بك، فلا تشغله عطاياك عن محبتك، وذكر اسمك. فأنال بركتين، بركة العطية، وبركة استمرارها معي. فليست عطية بلا زيادة إلا التي بلا شكر.
شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
26 - رؤية المسيح تكون في القلب (17: 20، 21).

لقد كان بعض الفريسيين المتدينين يتوقعون مجيء المسيح مصحوبًا بقوة إلهية معينة أو ظاهرة عجيبة، لذلك قال لهم الرب أن ملكوت المسيح يأتي من داخلكم، أي من نسل داود، وقد أتي بهدوء مولودًا في مزود، وسار بينكم يقدم تعاليمه، ويعلن مبادئه، وأنتم لا تدركونه. وعلامة هذا الملكوت ليست ظاهرة خارجية، بل تغيير في داخلكم، في قلوبكم، حيث تتحرك للتوبة، والامتلاء من الروح القدس.
شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
27 - علامات المجيء الثاني (17: 22 - 27).

ثم التفت يسوع لتلاميذه وبدأ يحدثهم عن علامات مجيئه الثاني، ففيها سيتذكر الناس هذه الأيام التي يعيش فيها المسيح بينهم بالجسد ليعزيهم ويثبتهم، ولكنهم لا يرونها إذ يكون قد صعد عنهم، وعليهم أن يجتازوا هذه الأيام بالإيمان القوي، وليس بالعيان.
وهذا المجيء الثاني سيكون مرئيًا من الكل، مثل البرق الذي سيظهر في السماء ويراه الكل ولكن لا بد أن يتألم المسيح في الجسد أولًا، ويصلب، ويموت، ويقوم، ويصعد ليُعد لنا مكانًا، ثم يأتي في المجيء الثاني ليأخذنا معه.
وعند مجيئه الثاني سيكون أناس كثيرون مشغولون بأحوالهم الزمنية من أكل وشرب وزواج وبيع وزرع وبناء، مثلما كان أيام نوح (تك 6: 1 - 8)، وأيام لوط (تك 19: 12، 13). مساكين هؤلاء الناس لأنهم غير مستعدين للقاء الرب في الهواء.
وساعتها لن توجد فرصة للتوبة، فقد انقضى زمن الرحمة وطول أناة الرب، وأقبل زمن العدل الذي فيه يدان كل واحد بحسب أعماله، وسيكون الفرق واضحًا بين الإبرار والأشرار، إذ يؤخذ الواحد ويترك الآخر.
وبالرغم من كل هذا الشرح، ظن التلاميذ أن الرب يتكلم عن حادثة تتم في وقت معين، فقالوا له أين تتم؟ فأجابهم الرب قائلًا: متى يكافأ الأبرار علي أمانتهم، حينئذ يأتي الملائكة لتضمهم لصفوف القديسين. ومتى يدان الأشرار علي أثمهم، حينئذ يأتي الشيطان ليضمهم لمملكته.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 07 - 2014, 06:08 PM   رقم المشاركة : ( 18 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا

تفسير لوقا 18 - إنجيل لوقا


28 - الصلاة بإلحاح واتضاع (18: 1 - 14).

وبعد حديث الرب الطويل مع تلاميذه عن مجيئه الثاني، أراد أن يوجه نظرهم إلي ما ينبغي عمله وهم منتظرين مجيئه. فتكلم بمثلين، مثل المرأة المظلومة، والفريسي والعشار. فقال في مثل المرأة المظلومة التي تُلح علي القاضي لإنقاذها، أنه ينبغي أن نُجمل حياتنا بالصلاة الدائمة، ولا نمل أبدًا، بل نواظب عليها في أوقاتها، فهو ليس كالقاضي الذي يتأخر عن إنصاف المرأة عن قصد، ولكنه حينما يتمهل علينا فهو لحكمة عنده ولوقت معين، فعلينا أن ننتظره بصبر وإيمان، واثقين أنه سيستجيب.
ثم أكمل في مثل الفريسي والعشار موضحًا أنه عندما نصلي فيجب أن تكون صلواتنا باتضاع. ليس كالفريسي الذي كان حريصًا علي حفظ طقوس الدين وإتمامها، فهو يفعل أكثر مما يأمر به الناموس. فالناموس لا يُوصي إلا بصوم واحد في السنة وهو يوم الكفارة العظيم (لا 16: 29، عد 29: 7)، ولكن الفريسي يصوم اليوم الثاني والخامس من كل أسبوع، والشريعة لا تطلب إلا عُشر أثمار الحقل والبهائم (عد 18: 21، لا 27: 30)، أما هو فهو يُعشر كل ما يقتنيه. لقد ظن أن الله يرضيه إتمام الفرائض دون نقاوة القلب واتضاعه، حتى أنه في صلاته رأي أنه أفضل من غيره، ولم يفكر في أن يذكر ضعفاته وينقي قلبه من الخفيات.
أما نحن تلاميذ الرب فدعانا أن نقترب إليه في اتضاع العشار، قارعين صدورنا، مقرين بخطايانا، حتى ينظر لمذلتنا، ويغفرها لنا.
شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا

شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
29 - دعوة لنعود إلي بساطة الطفولة (18: 15 - 17).

بعد هذا الحديث، اقترب من الرب يسوع مجموعة من الأطفال، وأعترض التلاميذ علي ذلك. أما الرب فرحب بهم، لأن الكل محتاج أن يقترب من مصدر النور والفرح ليمتلأ منه، الشيخ والطفل، الرجل والمرأة، السيد والعبد، الغني والفقير. بل أكثر من هذا، نادي قائلًا من لا يقبل حقائق الإيمان بالملكوت ببساطة الطفل، فصعب عليه أن يدرك أعماقها ويدخلها.
شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
30 - علينا أن نترك شيئًا لنقتني الحياة الأبدية (18: 18 - 30).

وكان من الموجودين رجل رئيس في مجمع اليهود، وكان غنيًا، بل متعلقًا بأمواله. سأل الرب ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟ فأجابه يسوع بعد أن تأكد من أنه يحفظ الوصايا جيدًا قائلًا له يعوزك شيء واحد، أن تترك محبة المال التي تملأ قلبك، وتشبع الجائع، وتكسي العريان، فيكون لك كنز في السماء.
وكان يوجد باب صغير من ضمن أبواب سور مدينة أورشليم يسمونه ثقب إبرة إشارة لصغره، فعلق الرب علي انصراف الغني حزينًا قائلًا أن دخول الجمل بحجمه الكبير من هذا الباب الصغير جدًا، مع أنه مستحيل، إلا أنه أسهل من أن يدخل إنسان متعلقًا بأمواله إلي ملكوت السموات.
وهنا سأله بطرس وماذا لنا نحن يا سيد الذين قد تركنا كل شيء وتبعناك. فقال الرب أن كل من ترك أي شيء تتعلق به نفسه، حتى لا يعطله هذا التعلق عن محبته لله فسيأخذ عوضًا عنها مئة ضعف في هذا العالم، ويرث الحياة الأبدية.
شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
31 - الرب يعلن عن موته وقيامته (18: 31 - 33).

وأقترب الرب في مسيرته إلي أورشليم، وأحب أن يمهد لتلاميذه ما سوف يحدث له هناك، حتى لا يضطربوا حينما يرون إهانته وصلبه، وطمأنهم أنه في اليوم الثالث سيقومولكن التلاميذ لم يفهموا، فغالبًا ما يصعب فهم معنى النبوة قبل أتمامها. وربما لم يتخيل التلاميذ أن مسيحهم يتألم ويموت ويتركهم.
شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
ربي وإلهي.. كثيرًا ما أفهم خطأ مثل تلاميذك، أن طريقك كله فرح ونجاح، ولا يوجد فيه ألم البتة. أعطيني يا سيدي أن تكون صورتك وأنت مرفوع علي الصليب أمام عينيً باستمرار، فأحمل صليبي كل يوم وأتبعك. ولا أستغرب من الآلام المحيطة بي، وأدرك أن تحمل الأحزان والأتعاب لابد سيعقبه قيامة ونصرة وفرح.
شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
32 - هو نور العالم (18: 34 - 43).

ألهى.. من هو هذا الأعمى الذي قابلته في الطريق إلي أريحا سوي أنا حينما ولدتني أمي بالخطايا، ولكنك عدت ومنحتني استنارة القلب حينما ولدتني أنت من جرن المعمودية ابنًا لك.
ألهي.. حينما تضغط عليً الحياة بأحزانها ومسئولياتها، حينما يطول زمان التجربة وتئن نفسي تحت ثقلها، وحينما يعظم الإثم في داخلي فيدنس قلبي ويسبي فكري ويعمي عيني. أعطني قوة رجاء لا صرخ نحوك، يا ابن داود ارحمني من ظلمتي.
وحينما يهزأ بيَّ الناس لأني متمسك بك، حينما يوسوس ليً عدو الخير لكي أيأس من رحمتك، وحينما ترفضني نفسي لتكرار سقوطي في الضعف. أعطني إيمانًا لأصرخ أكثر كثيرًا، يا ابن داود أرحمني، لأنك أنت وحدك واهب النور الذي يضئ ظلمة نفسي، وينير بالأمل حياتي.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 07 - 2014, 06:10 PM   رقم المشاركة : ( 19 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا

تفسير لوقا 19 - إنجيل لوقا


33 - هو يطلب ويخلص ما قد هلك (19: 1 - 10).

دخل الرب أريحا. وهناك كان لقاؤه مع زكا. زكا هذا في نظر الناس رجل خاطئ لأنه رئيس للعشارين. أما قلبه فكان قد تحرك بالتوبة، سمع كثيرًا عن الرب يسوع، فطلب أن يراه. وعندما رآه أكمل توبته بأن قبله في بيته وصحح من سلوكه مع الناس.
ربي يسوع.. كم من مرة يتحرك القلب برغبة في أن يحيا بالحب والأمانة تجاهك، ولكن تعترضني محبتي للضعف، وتكاسلي في أن أراك، والتزامات الحياة.. أمنح قلبي أن يُسرع في قبول دعوتك للسكني فيه بفرح حتى تساعدني علي تغيير حياتي وتخطي كل العقبات. فتخلص نفسي من هلاك محقق وهى بعيدة عنك.
شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
34 - ضرورة الاستعداد الدائم ونحن في انتظار الملكوت (19: 11 - 27).


شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
وبعد الحديث مع زكا، ووعده بقضاء الليلة عنده. لا حظ الرب أنه اقترب من أورشليم. وعرف أن بعض الجمع الذي رافقه هو وتلاميذه يفهمونه خطأ. فهم يظنون أن هدفه من الذهاب إلي أورشليم هو إعلان ملكه، حيث يهزم كل أعداء الأمة اليهودية وبالذات الحكومة الرومانية التي كانوا يكرهونها، ويملك عليهم ملكًا أرضيًا. وأراد أن يصحح هذا المفهوم ويوضح لهم أن ملكوته ملكوت روحي وليس أرضي، فقال مثل العشرة الأمناء (الأمناء = توازي 100 درهم)، ويقصد به أن الله الذي يرمز له بالرجل شريف الجنس قدم مواهبه المختلفة (ذكاء - مال - آباء..) لكل أفراد البشرية (العشرة عبيد) حتى يستثمروها بأمانة إلي أن يأتي مجيئه الثاني ليدين كل واحد حسب أعماله. فمن كان أمينًا سيملك معه ويزيده من مواهبه، ومن يهمل سيدينه ويأخذ منه ما عنده. أما الذين يرفضونه ملكًا روحيًا عليهم من البداية إلي النهاية، فهؤلاء سيذهبون إلي النار الأبدية.
شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
الباب الرابع

إتمام الرسالة
1- خدمة المعلم (19: 28- 22: 46)
2- المعلم يقدم ذاته (22: 47- 23: إلخ)
3- القيامة (ص24)
شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
الإصحاح التاسع عشر



شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
1) خدمة المعلم في أورشليم (19: 28-22: 46)

بعد أن أنهى المعلم حديثه في بيت زكا، حيث بات ليلته هناك. سافر في صباح يوم الجمعة من أريحا صاعدًا إلى أورشليم، فأورشليم ترتفع عن أريحا حوالي 3400 قدم. أورشليم هي عاصمة اليهودية، وهي المكان الذي قضى فيه الرب الأسبوع الأخير من حياته على الأرض حيث حوكم وصلب وقبر وقام، وفيها أيضا حل الروح القدس على التلاميذ، ومنها انتشرت المسيحية إلى كل العالم.
وصل الرب إلى بيت عنيا وبيت فاجي (وهي قرى صغيرة شرق أورشليم)، مساء الجمعة، وبات هناك، وقضى السبت أيضًا، وعند نهايته حضر الوليمة التي دهنت مريم قدميه، كما ذكر لنا القديس يوحنا في إنجيله (يو12: 1-9).
شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
1- استقبال الملك في القلب (19: 29-40).

وفي صباح الأحد، أرسل الرب اثنين من تلاميذه ليأتيا له بجحش لينتقل من بيت عنيا إلى أورشليم. مع أنه سافر مسافة طويلة من أريحا إلى بيت عنيا سيرًا على الأقدام، وإنها المرة الثالثة التي يذهب فيها الرب إلى أورشليم أثناء خدمته العلنية، إذ كان يذهب ليحضر العيد كل سنة، ولكنه لم يهتم أن يدخل راكبًا مثلمًا فعل هذه المرة. فهو الآن يريد أن يركب هذه المسافة القصيرة لكي يُعلن نفسه كملك ظافر سوف يغلب الخطية بصلبه، ويكسر شوكة الموت بموته، وينتصر على الشيطان إلى النهاية بقيامته. ولم يحتفل به التلاميذ وجمهور الشعب مثل هذا الاحتفال من قبل، ولكن في هذه المرة أبهرتهم القوات العظيمة التي صنعها أمامهم، فقد سبق وشفى الأعمى بارتيماوس في أريحا (لو18: 35-43) وعمل أعظم معجزة وهي أقامة لعازر بعد موته بأربعة أيام (يو11: 44)، لذلك فرشوا ثيابهم في الطريق وعلى الجحش، واستقبلوه بأغصان الزيتون وسعف النخل كما روى لنا الإنجيليين متى ويوحنا (مت21: 8، يو12: 12-19)، وهذه كانت عادتهم في استقبال الأنبياء والأتقياء والملوك الراجعين من حروبهم بالنصرة والغلبة.
ساء بعض الفريسيين أن يروا كل هذا المجد، فطلبوا من المسيح أن يسكتهم، فأجابهم الرب بعلمه السابق قائلًا سيأتي وقت الصلب الذي يسكت فيه هؤلاء عن التسبيح وساعتها ستنطق الحجارة، إذ حدثت بالفعل زلزلة عظيمة والصخور تشققت والقبور انفتحت.
حقيقة ليس ما يفرح رب العالم أن يركب على ظهر حيوان ما لم يحمل هذا سرًا خفيًا، وهو أن يجلس داخليًا متربعًا على عرشه في أعماق نفوس البشر يملك عليهم ويقود خطواتهم.
شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا

شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
2- الرب يقف ويبكي على تهاوننا (19: 41-44)

رأى الرب أورشليم عن بُعد وبكى عليها، إنها لم تعرف زمان افتقادها، إنها لم تدرك أن الرب يسوع جاء ليخلصها من شرها، ليحل السلام فيها، فرفضته وصلبته، واستمرت في رفضها له حتى بعد قيامته إلى أن أتى عليها حصار الأعداء الرومانيين سنة 70 م.، حيث خربت بالكامل.
إلهي.. ليتك تمنحني عيون ترى أعمالك، وآذان تنصت لسماع همساتك، وقلب يستجيب لطرقات يدك، فأسرع بالرجوع إليك قبل فوات زمن الرحمة، وفوات العمر، وفوات زمن افتقادك لي.
شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
3- يدخل النفس ويطهرها (19: 45-48).

وفي الثلاثة أيام الأولى من الأسبوع الأخير الأحد والاثنين والثلاثاء، كان الرب يذهب إلى الهيكل ليُعلم ثم يرجع ليبيت في بيت عنيا. وهناك في الهيكل رأى العبادة تختفي، حيث انشغل الناس بأمور الحياة واهتموا بتجارتهم وأرباحهم، ونسوا أن يذكروا الله. أما الرب فلم يقف مكتوف اليدين أمام شر النفوس بل طهرها من أدناسها ثم وقف ليعلم فيها كل يوم أشكرك يا ربي لأنك خلقتني هيكلًا لك على غير فساد، وحينما دنست نفسي بالخطية أعدت لي ثوب بري حينما ولدتني مرة أخرى من المعمودية، وها أنت رتبت لي سر الاعتراف ليحفظ ثوبي نظيفًا من كل ما يتعلق به، وتركت لي كتابك المقدس يعلمني كل يوم عن شخصك المحبوب، فامنحني قلبًا تائبًا يرفض الشر، ونفسًا متضعه تعرف أن تخضع وتتعلم من كلامك
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 07 - 2014, 06:11 PM   رقم المشاركة : ( 20 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا

تفسير لوقا 20 - إنجيل لوقا



4- الذين رفضوه في القلب، يحاولون الإيقاع به في العلن (20: 1-25).

زاد حقد رؤساء الكهنة وعظماء الشعب على الرب يسوع واشتهوا أن يهلكوه ولكن بطرقة علنية لأن الشعب كان قد تعلق بتعليمه النقي. فحاولوا أولًا تشكيك الشعب في انه لا يستمد سلطان تعليمه من الله بل من الشيطان، لأنه ليس كاهنًا أو معلمًا رسميًا، فسألوه بخبث بأي سلطان يُعلم، أما الرب الذي عرف ضميرهم سألهم عن معمودية يوحنا، وكأنه بسؤاله هذا أراد أن يردهم إلى عقلهم حتى يتذكروا أن يوحنا الذي يعترفون به نبيًا شهد علانية للمسيح وقت عماده منه في الأردن، ولكنهم رفضوا أن يرجعوا عن عنادهم.
فوجه الرب يسوع كلامه للشعب قائلًا مثل الكرامين الخائنين ليبين لهم فيه خبث هؤلاء الرؤساء منذ البداية، فشبه نفسه بصاحب الكرم، ورؤساء الكهنة والكتبة بالكرامون، والعبد الأول الذي أرسله لهم الضمير الإنساني الذي وضعه فيهم ليرشدهم من جهة حياتهم وسلوكهم ولكنهم أماتوه بالسلوك السيئ. أما العبد الثاني فهو تعليم الناموس الذي تركه عندهم وخصهم به ولكنهم أماتوا الوصية داخلهم إذ طبقوها بحرفية جامدة دون الاهتمام بالجوهر الذي يهتم بمحبة الإخوة والرحمة بهم. أما العبد الثالث فهو النبوة التي أرسل بها مجموعة من الأنبياء ليشجعوا الشعب على التوبة ويعلنوا عن مجيء المسيح المخلص، ولكنهم امسكوهم واضطهدوهم وقتلوهم. وحتى الابن الوحيد، ربنا يسوع المسيح، الذي أرسله الله الآب صاحب الكرم لخلاصنا سيمسكوه هؤلاء الرؤساء عن قصد وحسد وسيصلبوه على جبل الجلجثة خارج أورشليم.
فهم رؤساء الكهنة والكتبة ان هذا المثل قيل عليهم وبدلًا من أن يرجعوا عن عنادهم، ازدادوا غيظًا وأرادوا أن يوقعوا به، فسألوه عن الجزية لمن تقدم؟ لأنه من وقت أن استولى الرومانيون على بني إسرائيل فرضوا عليهم ضريبة يجب أن يقدموها لهم، وكان من رأي الفريسيين في هذا الوقت أن اليهود لا يجوز أن يؤدوا الجزية لقيصر الروم لأنهم شعب الله وميراثه، فلا يجب أن يقدموا ضريبة إلا لله. وأرادوا بسؤالهم هذا أن ينصبوا فخًا ليسوع، لأنه إن قال لا، فسيشتكوا عليه لقيصر، وإن قال نعم، سيتهموه بأنه مخالف للناموس. لذلك وبخهم الرب يسوع قائلًا لماذا تجربونني؟ فالأمر بديهي لأن المؤمن الذي يقدم قلبه وسلوكه لله يعرف جيدًا أنه يجب أن يُعطى للدولة حقها أيضًا.
شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
5- العدو يأخذ أشكالًا مختلفة (20: 27-40).

بعد أن فشل الكتبة والفريسيون في التآمر على الرب يسوع، حضر قوم من الصدوقيون، وهم فرقة من اليهود نسبة إلى صادوق رئيسهم، مثقفين، وأغلبهم أغنياء، وذو مكانة مرموقة، ورؤساء كهنة، وهم لا يؤمنون بقيامة الأجساد ولا بالملائكة ولا بخلود النفس، ولهذا كانوا متخاصمين مع الفريسيين، ولكنهم اتفقوا معهم في العداء للرب يسوع فقطفقدموا له سؤال عن امرأة تزوجت ولم تنجب، وبحسب شريعة موسى يتزوجها أخو الزوج ليقيم نسل لأخيه فمات الثاني وتزوجت الثالث والرابع.. والسابع ومات الكل ولم تُنجب، ففي القيامة لمن تكون؟ فأجاب الرب موضحًا أننا في القيامة سنكون كملائكة الله لا نحتاج للزواج لننجب الأطفال بدلًا من الذين يموتون، لأنه لا يوجد موت في السماء (رؤ21: 4). ففرح الفريسيون والكتبة لهذه الإجابة التي أيدت إيمانهم.
شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
6- الرب يُعلن لاهوته (20: 41-47).

وبعدما غلب الرب يسوع مؤامرات الفريسيين والصدوقيين، أراد أن يكشف لهم فقرهم في معرفة الله وشريعته، فسألهم قائلًا أنتم تعرفون الناموس، والناموس قال أن المسيح سيأتي من نسل داود، فكيف يدعوه داود ربًا في المزامير (مز110: 1). وهو ابنه؟ فلم يعرفوا الإجابة، لم يدركوا أن داود يعني أن السيد المسيح ابنه من نسله في الجسد، ولكنه ربه بلاهوته الكائن منذ الأزل والدائم إلى الأبد.
وساعتها رفع الرب صوته وحذر كل الشعب من الكتبة والفريسيين الذين يتظاهرون بالمعرفة والتقوى، وهم يحملون في صدورهم قلوب لا تعرف الرحمة ولا تسلك بالصدق.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
(٦) انجيل مرقس (العهد الجديد) فى الكتاب المقدس ❣ - ( بلغة الأشارة )
(٩) انجيل لوقا (العهد الجديد) ❣ - فى الكتاب المقدس - بلغة الاشأرة
الكتاب المقدس مسموع / انجيل لوقا
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
تفسير الكتاب المقدس | العهد الجديد | لوقا


الساعة الآن 08:41 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024