|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هذه الآية تشير لأن المسيح هو الله وهو موجود منذ الأزل ولا ينفرد بوجوده من دون الله، بل هو كائن في الله، كما يوجد العقل في الإنسان، وكما توجد الكلمة في عقل الإنسان. إذن هو ليس مخلوقاً. ولذلك حين ظهرت الكلمة إلى الوجود (أو ظهر الكلمة إلى الوجود بالتجسد) كان المسيح يستعلن الله لنا. في البدء= الديباجة التي بدأ بها يوحنا إنجيله تذكرنا بديباجة سفر التكوين فبينهما أوجه تشابه وأوجه تباين. ومن أوجه التشابه أن الديباجتين تبدآن بكلمة واحدة "في البدء" وفي العدد الثالث من كل منهما تتجلى لنا علة الخلق "قال الله" (تك3:1). كل شئ به كان (أي بالكلمة) (يو3:1) وقال الله أي قال بكلمته الذي خلق كل شئ. وفي (تك2:1-3) نسمع عن الحياة والنور وهكذا في (يو4:1) وأما عن أوجه التباين فإن موسى ويوحنا التقيا معاً عند كلمة في البدء ثم إنحدر موسى متمشياً مع التاريخ حتى حدثنا عن المخلوقات. وإرتقى يوحنا صاعداً حتى أرانا من هو علة الخلق. مثلهما مثل شخصين التقيا عند نقطة في نهر، ثم إنفصلا. فمضى أولهما متتبعاً مجرى النهر حتى بلغ مصبه وارتقى ثانيهما إلى أعالي النهر حتى اكتشف منبعه. لذلك فهم البعض أن كل منهما، موسى ويوحنا، قصد شيئاً مختلفاً بكلمة "في البدء" فالبدء في مفهوم موسى هو بدء الخليقة ولكن البدء عند يوحنا هو البدء المطلق الذي عنده يتوقف فكر الإنسان، هو البدء السابق للزمن قبل كون العالم (يو5:17+24) في البدء هنا هو الأزل أي الذي لا بداية له وباليونانية أرشي أي ما قبل الزمن. ففي بدء أي بداية أي شئ وأي زمن كان المسيح كائن. البدء في إنجيل يوحنا هو ما قبل الخلق وما قبل الزمن، وليس قبل الخلق إلا الله أما البدء في سفر التكوين فهو بدء الزمن. وبداية إنجيل يوحنا تتشابه مع بداية سفر التكوين، لأن سفر التكوين يتحدث عن الخليقة الأولى، وإنجيل يوحنا يتكلم عن الخليقة الجديدة.لذلك يذكر هنا أنه به كان كل شئ وبغيره لم يكن شئ مما كان، فبه وفيه ستكون الخليقة الجديدة. والمسيح هو بدء الخليقة الجديدة. فالعهد القديم يبدأ بالخليقة الجسدية، والعهد الجديد يبدأ بالتجسد والخليقة الجديدة. العهد القديم يقدم صورة العالم المادي والعهد الجديد يقدم ما سوف يصير إليه العالم الروحي من سماء جديدة وأرض جديدة حيث تعمل النعمة في الطبيعة البشرية. لذلك لم يقل يوحنا في البدء كان الله، لأنه يقصد الحديث عن الكلمة الذي بتجسده صار الخلاص والخليقة الجديدة. من هذا البدء ارتفع يوحنا بجناحي النسر، فرأى المسيح موضوع بشارته ورآه في أزليته في حضن أبيه، أما متى ولوقا اللذان رجعا بتاريخ المسيح لآدم وإبراهيم ليثبتوا أن ابن الله صار إبناً للإنسان وتجسد ليرفع الإنسان فيصير ابناً لله. لذلك ينهي لوقا سلسلة نسب المسيح بقوله ابن آدم ابن الله. وفي سفر التكوين حين قال موسى في البدء فهو لا يعنى زمناً معيناً، إذ لم يكن الزمن قد أوجد بعد، فلم تكن الكواكب والشمس قد تكونت بنظمها الدقيقة. لكنه يعني أن العالم المادي له بداية وليس كما إدعى بعض الفلاسفة أنه أزلي، يشارك الله أزليته. ولكن تعبير في البدء هنا يعني حركة أولى لا كماً زمنياً وذلك كالقول "بدء الحكمة مخافة الله" (أم10:9 |
28 - 09 - 2012, 06:26 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح
ويأخذ كثير من الآباء بجانب هذا التفسير الحرفي أو التاريخي، التفسير الرمزي والروحي فيرون أن "في البدء" = في المسيح يسوع أو "في كلمة الله الأزلي" وتصير الآية (تك1:1) "في المسيح يسوع كلمة الله خلق الله السموات والأرض". وأغسطينوس يقول أن الابن نفسه هو البدء. فعندما سأله اليهود من أنت أجابهم أنا من البدء أو أنا هو من البدء (يو24:8-25) فالمسيح هو بكر كل خليقة أو هو خالق كل شئ وبهذا يتفق يوحنا وموسى في أن المسيح هو الذي "في البدء" وأنه خالق كل شئ. وهذا التفسير الروحي الرمزي يرى البدء أنها لا تحمل معنى زمني بل معنى العلة. وبنفس المفهوم بدأ يوحنا رسالته بقوله الذي كان من البدء= (الكلمة- الأزلي) الذي سمعناه.... = (تجسد). ونلاحظ أن اسم الأسفار المقدسة بالعبرية هو أول كلمة في السفر. لذلك يسمى اليهود سفر التكوين "في البدء" وحينما تُرجم إلى اليونانية اسموه التكوين genesis. وهنا نلاحظ أن الاسمين لهما إشارة للمسيح. الاسم العبري لسفر التكوين أي في البدء يشير للمسيح الابن الكلمة الأزلى. والاسم اليوناني للسفر وهو التكوين genesis يشير للمسيح الذي تجسد وصار ابناً للإنسان. ولذلك فإنجيل متى الذي بدأ بقوله كتاب ميلاد وبالإنجليزية the book of the generation of jesus christ وكلمة generation هي من نفس أصل كلمة genesis. وإثبات لاهوت المسيح اهتم به يوحنا وإثبات تجسد المسيح اهتم به متى. |
||||
28 - 09 - 2012, 06:26 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح
كان= حينما سأل موسى الله عن اسمه، قال الله ان اسمه "أهية الذي أهية" أي أكون الذي أكون، أي أنا الكائن بذاتي أو أنا الكينونة وبهذا نرى أن كان تشير لكيان المسيح الإلهي القائم منذ الأزل. ولغوياً كان المفروض أن يقال في البدء كانت الكلمة، ولكن الترجمة هنا جاءت "في البدء كان اللوجوس (عقل الله) واللوغوس مذكر. هو الكلمة مشخصاً، فالكلمة هنا لا تعني اللفظ بل هو شخص. والمسيح سُمِّي الكلمة لأن به وفيه تكلم الله غير المنظور (عب1:1-2) فاللوغوس هو العقل الإلهي ظاهراً في الوجود، فقبل الكلمة أي اللفظ يوجد العقل أو الفكر الذي يلد الكلمة.
ونلاحظ في (56:8-58) أن المسيح يقول عن نفسه "أنا كائن" فهو ليس فقط موجود قبل إبراهيم بل هو كائن. فالمقارنة هنا بين المسيح وبين إبراهيم هي مقارنة بين الخالق والمخلوق، بين الأزلى والزمنى لذلك لم يقل المسيح أنا كنت قبل إبراهيم بل كائن قبل إبراهيم. الكلمة= كما رأينا فالكلمة أي اللوغوس (هكذا هي الآية في الأصل اليوناني في البدء كان اللوغوس) لها أصول يهودية ويونانية فهي كلمة معروفة تشير للعقل الإلهي. ولكن أيضاً نلاحظ في (مز6:33) قول المرتل بكلمة الرب صنعت السموات.." فتعبير الكلمة الخالقة ليس جديداً على اليهود ولا على اليونانيين. فاللوجوس يشير للفكر. والكلمة هي تعبير عن الفكر. وكان العبرانيون يعبرون عن الفكر بأنه الكلام في القلب والباطن. والعرب يقولون "من بنات أفكاره" وفي (رؤ12:19-13) نسمع فيها أن اسم المسيح هو كلمة الله وأن ثوبه مغموس بدم وهذه علامة أبدية لإنهزام وقهر العدو إبليس (رؤ11:12). ولكن نلاحظ أن الاسم كلمة الله يشير لحالة خروج من الله وإرسال للإعلان عن مشيئة الله وتتميمها، فالاسم كلمة الله هو اسم المسيح بعد أن إضطلع بالعمل والرسالة. أما اسم الكلمة فقط كما جاء في هذه الآية فهو يعبر عما قبل الخروج والإرسال والإعلان عن الله. هو اسمه الذاتي وليس صفة عمل. ولذلك فحينما أُرْسِلَ الكلمة ليعلن الله ومشيئته قال الكتاب الابن الوحيد.. هو خَبَّر (يو18:1). وكثير من الآيات في إنجيل يوحنا أتت بلفظة لوغوس وترجمتها الترجمة العربية "كلامي" مثل (24:5+ 3:15)+ (31:8-32+51)+(24:14+ 14:17). ويصير المعنى ليس كلاماً عادياً. فإذا كان اللوغوس هو المسيح كلمة الله، فمن يقبل اللوغوس (كلامي) يقبل المسيح فتكون له حياة أبدية. ومن يثبت في اللوجوس (كلامي) يثبت في المسيح يو (7:15). لذلك قال المسيح عن نفسه أنا هو الحق (يو6:14) وقال كلامك حق (17:17) ونلاحظ في آية (43:8) أن هناك فرقاً واضحاً بين الكلام العادي واللوغوس (الكلمة) |
||||
28 - 09 - 2012, 06:26 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح
"لماذا لا تفهمون كلامي. لأنكم لا تقدرون أن تسمعوا قولي"
"لماذا لا تفهمون (كلامي العادي). لأنكم لا تقدرون أن تسمعوا اللوغوس (أي تقبلوني) ككلمة الله. والمعنى أنتم لا تفهمون كلامي لأنكم لا تقبلونني. والمترجم للعربية استخدم هنا كلمة (قولي) لأن لوغوس بالعبرية هي قول. ونلاحظ أن الكتاب المقدس هو كلمة الله والمسيح هو كلمة الله وهذا كما فسره الآباء أن من يتأمل في الكتاب المقدس يكتشف شخص المسيح كلمة الله،فالمسيح هو الحق المخفي في كلامه وفي الكتاب المقدس كلمة الله، هو ينطق بين السطور كومضات نور أو دفقات حياة تنطلق بلا توقف، فالمسيح لا يعطي كلام يصلح للحياة، بل هو يعطي الحياة، فكلامه روح وحياة. " كلمة الله حية وفعالة..." (عب 4: 12 ) والكلمة كان عند الله= كلمة عند باليونانية (بروس) وتترجم أيضاً مع. وتشير لعلاقة متصلة كما في (يو19:5) فهناك اتصال دائم فعال وشركة كاملة مع الله الآب، وبنفس المعني "الابن الوحيد الذى هو فى حضن الآب هو خبر" (يو 1: 18 ) وأيضاً نرى في (1يو2:1) نرى الحياة عند الآب بمعنى الاتصال وكذلك في (يو24:17) فالمسيح كائن في الآب متصل به له ملء حياة الله وله المجد معه. ولكن قوله عند الله تفيد أيضاً تمايز الأقانيم فالآب ليس هو الابن والابن ليس هو الآب. وقوله عند الله تفيد أيضاً أزلية المسيح فالآب لم يكن أبداً بدون الكلمة (العقل) ولم يكن أيضاً بدون قوة. فالكلمة هو قوة الله التي كانت مستعدة دائماً أن تخلق. إذاً كلمة عند تفهم عن أن الابن شريك للآب أزلياً بدون إنفصال. وكان الكلمة الله= قوله وكان الكلمة عند الله تفيد التمايز بين الأقانيم وقوله وكان الكلمة الله تشير للوحدانية الإلهية. وفكرة ألوهية المسيا المخلص لم تكن غائبة عن أذهان من يقرأ العهد القديم بفكر وقلب مفتوح (هو7:1+ أر6:23). ونلاحظ في الآية السابقة وكان الكلمة عند الله أن الكلمة والله جاءتا في اليونانية معرفتين بألـ توضيحاً أن لكل منهما وجوده الشخصي. والعكس في هذه الآية فالله جاءت بدون أداة التعريف ألـ وهذا يشير إلى: 1- أن طبيعة جوهر الكلمة هي طبيعة إلهية. 2- لو ذُكِرَ هنا الله مُعَّرف بألـ يصبح لا تمايز بين الأقانيم، أي يكون الله هو الكلمة وبالتالي لا فرق بين الآب والابن. وهذه بدعة سابيليوس الذي قال أنها مجرد أسماء وقال أن الله كان فترة آب ولما نزل للأرض صار ابن ولما صعد صار معنا باسم روح قدس. والمعنى أن الكلمة اللوغوس ليس بمفرده الذات الكلية لله، ولكن الله والكلمة (طبعاً والروح القدس) هو الله. |
||||
28 - 09 - 2012, 06:26 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح
مقارنة بين كلمة الله وكلمة الإنسان
الكلمة في الإنسان تُصوِّر شخصية الإنسان تصويراً جزئياً، وقد تخطئ فتبقى كلمة الإنسان شيئاً ويبقى الإنسان شيئاً أخر. أما كلمة الله فهو صورة كاملة لله كمالاً مطلقاً، هناك تطابق بين الله وكلمته وهناك تساوي ووحدة، ولا توجد ثنائية قط. ولذلك فهناك تطابق بين إرادة الله وفعل كلمته، فالكلمة يقول ويعمل بحسب مشيئة الله بالتمام والكمال (يو49:12-50). ونفس الكلام يقال عن الأعمال التي عملها المسيح (يو19:5+10:14) إذاً كلمة الله، اللوغوس، يحمل طبيعة الله ويُعبِّر عن ذاته تعبيراً كلياً مطلقاً وولادة الكلمة من الله هي ولادة مستمرة أزلية أبدية، ومع هذا يظل قائماً في الله يمثل الحضرة الإلهية بكل طبيعتها وقوتها وجلالها. وهذا نفسه ما حدث بعد أن تجسد إذ هو دائماً يحمل اسم الله وسلطانه كذات الله "من رآنى فقد رأى الآب" "أنا في الآب والآب فيّ" راجع (يو20:5-23+ 44:12-45+ 30:10+ 9:14) في هذه الآية رأينا: 1) متى كان المسيح...... منذ الأزل/ لا بداية له/ هو بداية كل خليقة. 2) أين كان...........هو عند الله. 3) من هو............ هو الله/ هو عقل الله (اللوجوس). |
||||
28 - 09 - 2012, 06:27 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح
أية (2): "هذا كان في البدء عند الله." هذا= أي الكلمة. وهنا نلاحظ أن التكرار مقصود لتأكيد أن الكلمة أزلي وأنه من جوهر الله وطبيعته وأنه قبل أن يكون خليقة فهو عند الله، فهو قوة الله وحكمة الله اللتان خلق بهما العالم. والله لم يكن قط بدون قوته ولا بدون حكمته. ولكن التكرار له هدف ثانٍ خاصة إذا نظرنا للآية التالية "كل شئ به كان" والتي نرى فيها الكلمة خالقاً. وبذلك تصير آية (2) لها مفهوم آخر، وهو أن الكلمة الذي كان منذ الأزل عند الله (آية1) بدأ في عملية الخلق وبدء أن يكون هناك زمن وهناك خليقة. أزلياً الآب يحب الابن الذي عنده والآن هذا الحب إمتد للعالم فبدأت الخليقة زمنياً علامة الحب الإلهي للخليقة. وبنفس المفهوم كانت أول آية في الكتاب المقدس "في البدء خلق الله السموات والأرض" هي تعبير عن محبة الله وخيريته التي ظهرت في خلقة الإنسان. أية (3): "كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان." الكلمة هو خالق كل شئ ما يرى وما لا يرى، في السماء وعلى الأرض (أف9:3) والخليقة أخذت كيانها منه ووجودها منه، ولا توجد خليقة تتخذ لها وجوداً بدونه، فالكلمة أزلى ولكن الخليقة أخذت مبدأها الزمني منه، وهي مرتبطة به تأخذ كيانها منه. وكلمة كان في هذه الآية تختلف عن كان في آية (1). ففي آية (1) تعنى الكينونة ولكنها هنا تعني صار الشيء become. به كان= الأصل اليوناني يفيد به صار الشيء وظهر بحسب تدبير العناية الإلهية. وبه في الإنجليزية Through him وهذه أدق من صار أو كان في العربية فالكلمة بعد أن خلق، ظل حافظاً ومقيماً وماسكاً ومدبِّراً للخلق. كنا في عقل الله أولاً ثم صرنا خليقة "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً" (يو5:15) لذلك هو ضابط الكل "به نحيا ونتحرك ونوجد" أما من ينفصل عنه فيقال له "لك اسم أنك حي وأنت ميت" (رؤ1:3) ويوحنا يشير لهذا فهو يريد أن يتكلم عن الخليقة الجديدة. ومعنى الكلام أن المسيح خالق الخليقة الأولى هو تجسد ليقوم بالخليقة الجديدة. وبغيره لم يكن شيئاً مما كان= بدونه لا يصير للخليقة وجود وكيان. فهو يخلق أولاً ثم يحفظ، فهو ضابط الكل. وإذا كان الكلمة هو الذي يخلق ويحفظ ويضبط العالم فهو ليس أقل من الله، بل هو الله نفسه. راجع(عب2:1،3+ أع28:17+ رو19:1-20+ كو16:1-17+ مت29:10-31+ لو6:21+ أم23:8-31) |
||||
28 - 09 - 2012, 06:27 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح
أية (4): "فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس."
فيه كانت الحياة= الكلمة فيه الحياة كإحدى خصائص الجوهر الإلهي الأزلى (يو26:5). وهي حياة أزلية أبدية، وهي قادرة أن تحيي أي لها القدرة أن تخلق حياة (يو21:5) فالمسيح الكلمة هو أساس الحياة لكل كائن حي ولكل ما في الوجود. هو فيه الحياة كينبوع فهو ليس فقط حي بل هو الحياة، وهو حياة أبدية لا تنتهي ولا تموت (وإن كان هو الحياة فلا يمكن أن يوجد وقت لم يكن موجوداً فيه، أي لا يمكن أن يكون مخلوقاً) وهذا هو سر إرتباط الخليقة به فهو مصدر حياتها. ولكننا لا نفهم حتى الآن سوى الحياة بالمفهوم الزمني فالإنسان لا يرى سوى ما يلمسه ويراه بعينيه المادية. أما الحياة الأبدية سنفهمها فيما بعد، وهي التي بلا حزن ولا كآبة. والحياة التي يقصدها بقوله فيه كانت الحياة، هي الحياة الأبدية (1يو2:1) "الحياة أظهرت" بصورة أساسية. ولكنه هو أيضاً يحفظ الحياة الآن لقد فقد الإنسان الحياة بسبب خطيته فجاء المسيح وهو الحياة ليعيدها له. ولذلك قال بولس الرسول "مع المسيح صلبت لأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ" (غل20:2 + في21:1) والحياة كانت نور الناس= الإنسان العادي الحي له أعين ليرى بها العالم، وهنا يتكلم عن الإنسان الذي أعاد له المسيح حياته الروحية فصار له بصيرة روحية. الله الكلمة أعطى حياة لكل الخليقة ولكن تميز الإنسان عن باقي الخليقة بأنه صار له نوراً به يعرف الله ويدركه ويتكلم معه. ويوحنا هنا يرى أن أهم ما في الحياة للإنسان أن يدرك الله ويتصل به ويعرفه، هذه رسالة الكلمة (يو3:17) فمن له حياة المسيح فبنوره ندرك الله نفسه ومجده، بل سأدرك هدف ومعنى حياتي فنحن لا يمكننا أن ندرك الله سوى عن طريق المسيح:- نحن يمكننا أن نرى الله في الطبيعة التي خلقها ولكن نكون كمن يرى الشمس في صورة. ويمكننا أن نرى الله من خلال العهد القديم والناموس ونكون كمن يرى الشمس من خلف غيمة. ولكننا في المسيح نراه في كامل محبته.. أليس هو بهاء مجد الله ورسم جوهره. فالمسيح الذي هو الحياة الحقيقية وهو مصدرها وهي حياة قدسية كاملة أبدية الوجود، هو صار نوراً للإنسان يعرف به الله ويرى به الله. إتحادنا بالمسيح وثباتنا فيه هو الوحيد الذي به ندرك الله ونراه وندرك الأمجاد المعدة لنا، ولذلك بالروح القدس الذي يملأنا عند ثباتنا في المسيح. والله قد خلق آدم في جنة ليحيا للأبد، ويرى الله ويفرح به للأبد، لكنه حرم نفسه بنفسه من هذه الحياة فحُرِم من أن يرى الله وصار في ظلمة. والظلمة في إنجيل يوحنا تشير للخطية، فيهوذا حين خرج قيل وكان ليلاً (يو30:13) وقيل عن نيقوديموس أنه جاء ليلاً إظهاراً لعدم المعرفة عند نيقوديموس قبل إيمانه. ولكن على الرغم من أن الناس قد سقطوا في ظلمة الخطية إذ خالفوا وصايا الله، فإن السيد المسيح وهو خالقهم وهو الحياة الذي أعطاهم الحياة، وهو أيضاً النور جاء بتجسده ليبدد ما يكتنفهم من ظلمات، ويعطي الحكمة لمن يريد. الله في ملء الزمان أرسل ابنه ليرد الحياة إلى آدم وبنيه ليكون لهم نور يرون به نتيجة خطيتهم فيشمئزوا منها ويرون الله فيحبونه ويحبون وصاياه فيختارونه. كل هذا لأن المسيح صار لهم حياة ومن هو حي يكون له نعمة النظر. والمقصود هنا هو النظر الروحي وليس الجسدي الذي يقود الإنسان للإنقياد لشهواته أي للظلمة وبالتالي للموت الروحي. أرسله كخبز الحياة ليأكل منه الإنسان فترتد إليه روحه ويعيش للأبد وتنفتح عيناه ويعاين نور الحياة وتكون له حكمة يختار بها أن ينفذ وصايا الله ولا يتعثر في ظلمة الشهوات والخطية. وهذه هي العلاقة بين الحياة والنور "وهذه هي الحياة.. أن يعرفوك" (يو3:17). فمعرفة الله هي الحياة الأبدية وهي الثبات في الله. ولأن المسيح هو النور الذي عَرَّفنا الآب قال أنا هو الطريق والحق والحياة وقال أنا نور العالم. ورؤية النور الإلهي لا تكون بالعين الجسدية بل خلال الروح حينما تنشط من الداخل فتدخل لها القوة الإلهية المنيرة. كما ظهر نور لبولس الرسول في الطريق لدمشق فعرف الله وصارت له حياة (يو12:8) وغياب النور عن الإنسان يكون باختياره حين يرفض الحياة في النور أي في الحق والمحبة والقداسة، وغياب النور معناه غياب الله. إذاً الله نور 1) يكشف خطاياي 2) أقدم عنها توبة 3) أقترب إلى الله وأعرفه 4) أشتهي السمويات 5) أثبت في المسيح 6) أتحول إلى نور 7) تكون لي الحياة الأبدية |
||||
28 - 09 - 2012, 06:27 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح
أية (5): "والنور يضئ في الظلمة والظلمة لم تدركه."
والنور يضئ في الظلمة= كان آدم في الجنة يرى الله، فكان آدم في نور. وسقط آدم فإنفصل عن الله وصار في ظلمة. ولا شركة للنور مع الظلمة. وسادت الظلمة العالم فانتشرت الوثنية والخطية، فلقد تبع الإنسان، (ما عدا قلة) الشيطان سلطان الظلمة. والمسيح أتى للعالم وهو النور لينير للعالم، فيعرف العالم الله ويعبده تاركاً الخطية (إش1:9-6+ 5:49) فالمسيا الآتي هو النور للجالسين في الظلمة. فبنورك يا رب (المسيح) نعاين النور ولكن كل من يرفض المسيح يظل في الظلمة ونهايته تكون الظلمة الخارجية "اطرحوه في الظلمة الخارجية" أي خارج عن جسد المسيح (النور الحقيقي). وكما يضئ النور المخلوق للعينين الجسديتين فنرى الأشياء، هكذا فالنور الحقيقي وهو الله،(هو طبيعة الله) يضئ للإنسان ويرشده كعطية سخية من طبيعته الإلهية. وتجسد المسيح كان مجيئاً للنور إلى العالم (يو19:3) فهو شمس البر. فمن قَبِلَهُ صار إنسان النور الذي له حياة أبدية، ومن لا يقبله يبقى في الظلمة. ولكن بصفة عامة فالله يعطي لكل إنسان نوراً يستطيع به أن يميز الله ويعرفه (رو14:2-15+ 19:1-20) ويعطي لكل إنسان نوراً هو الضمير يميز به الخير من الشر، لذلك فالنور يضئ في الظلمة بصورة عامة منذ بدء الخليقة، لذلك قال الكتاب أنهم بلا عذر (رو1:2+ 20:1) والظلمة لم تدركه= ما هي الظلمة؟= هي غياب النور. فإذا كان الله هو النور فالإنسان الذي يخلو من النور (نور الله) هو الظلمة. والشيطان حين إنفصل عن نور الله صار سلطان الظلمة (لو53:22). وإذا كان النور أي الله هو المحبة والرحمة والسلام والحق والأمانة، تكون الظلمة هي الكراهية والقتل والقسوة والقلق والغش والكذب والخيانة.. الخ لذلك صار إبليس قتالاً للناس منذ البدء وصار كذاباً وأبو الكذاب (يو44:8-45) فهو ظلمة وهكذا كل من يتبعه. ومن كان له المسيح الحياة يكون له المسيح نور ينير له الطريق للحق فتكون له مصدر لكل الإيجايبات. ولكن الإنسان فشل في أن يتمسك بالنور ابتداء من آدم الذي اختار الظلمة (رو21:1-23+ 1كو21:1). |
||||
28 - 09 - 2012, 06:27 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح
ونلاحظ أن من يُصِّرْ على أن يعيش في الخطية، فهو يعيش في الظلام ولن يدرك المسيح أي لن يعرفه ولن يعرف حقيقته، وكلما إزدادت ظلمة الإنسان يبدأ يهاجم المسيح النور الحقيقي إذ هو لا يعرفه ولكنه لن يستطيع أن يدركه أي يظفر به. فالظلمة درجات تبدأ بإهمال حقيقة النور ثم اختيار الخطية، فالحياة في ظلمة ثم رفض المسيح ثم الهجوم عليه.
وكلمة لا تدركه بالتالي تشير لأن من اختار الظلمة لن يعرف المسيح. وإذا بدأ في هجومه علي المسيح لن يظفر به. فالنور الإلهي غير قابل للإنطفاء أو الإندحار. بل نرى في (مت44:21) أن من اختار الظلمة هو من سقط على هذا الحجر، إذ هو لا يرى وهذا بسقوطه وعثرته يترضض، وأما من يقاوم المسيح يسقط هو عليه ويسحقه. ودائماً يشرق الله بنوره ليضئ للإنسان (إش2:9). ودائماً فالظلمة تطارد الإنسان (بالذات الذي فيه نور المسيح) (تك15:3) ولكن الغلبة ستكون للنور (رؤ2:6) وحرب الظلمة هي حرب خداع وتزييف (تك1:3+2كو3:11) فمنهو فى ظلمة لن يرى نهاية طرق ابليس وهى الموت. ولكن الظلمة لم تدرك المسيح بمعنى ما قاله المسيح "رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيّ شئ" (يو30:14+46:8). فالشيطان أثار اليهود والرومان فصارت ظلمة لاحقت المسيح حتى الصليب، ولكنها لم تدركه، بل هو الذي أمسك سلطان الظلمة وقيده (كو14:2-15+ رؤ1:20-2). لاحظ أن النور يضئ في حجرة مظلمة وينهي ظلامها ولكن لا يمكن أن الظلمة تنتصر على النور فتظلم حجرة بها مصدر إضاءة. وهذه نصيحة لكل من هو يائس من خطيته وهذه ظلمة. ما على هذا الإنسان إلا أن يلتصق بالمسيح فيضئ ظلمة قلبه ويترك خطيته. ونور المسيح أيضاً يعطي رجاء للخاطئ فلا ييأس، هو سيري وجه المسيح المبتسم الذي يقبل الخاطئ فيندفع إليه. وعلى كل واحد ان لا يعطى للشيطان حجما اكبر من حجمه، فهو ظلمة والظلمة لن تدرك او تقوى على من هو فى النور اى ثابت فى المسيح، ولا تنصدق هذا الكذاب الذى يدعى ان قوته لا تقاوم. |
||||
28 - 09 - 2012, 06:28 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح
الآيات (6-8): "كان إنسان مرسل من الله اسمه يوحنا. هذا جاء للشهادة ليشهد للنور، لكي يؤمن الكل بواسطته. لم يكن هو النور، بل ليشهد للنور."
هنا نرى الكلمة يبدأ يدخل للتاريخ الإنساني، هنا الإنجيلي بدأ يربط بين الكلمة وبين خليقته كنور ينير لها فلا تضل بسبب حريتها. ويوحنا المعمدان كان سابقاً للمسيح، وهذا ما سجلته كل الأناجيل ويسجله يوحنا هنا أيضاً، فيوحنا الإنجيلي كان تلميذاً للمعمدان ثم صار تلميذاً للمسيح. ولأن يوحنا الإنجيلي يتكلم عن لاهوت المسيح فهو لم يذكر قصة ميلاده بالجسد. ويوحنا الإنجيلي أورد قصة المعمدان هنا بعد أن تحدث عن ألوهية وأزلية المسيح ليعقد مقارنة بين ألوهية المسيح وإنسانية يوحنا المعمدان. والنور لا يحتاج لأحد يشهد عنه، لذلك المسيح غير محتاج لشهادة يوحنا المعمدان. لكن النور يحتاج لمن يراه. وكان المعمدان هو المبصر الذي يشهد للعميان. فالأعمى يحتاج لمبصر يرى ويخبره. اسمه يوحنا= معنى اسمه الله يتحنن، فالمعمدان حتى باسمه كان يكرز بعمل المسيح المخلص. هذا= أي يوحنا المعمدان. وعمل يوحنا المعمدان كان هو الدعوة للتوبة، وكل من يقدم توبة تنفتح عينيه فيعرف المسيح الآتي. (وهذا حدث مع التلاميذ مثلاً). أما من رفض تقديم توبة فلقد ظل في ظلام خطيته ولم يعرف المسيح. جاء للشهادة= فلأن يوحنا الإنجيلي يتكلم عن لاهوت المسيح فهو يهتم بأن يضع الشهود الذين يشهدون بهذه الحقيقة، ولذلك فكلمة الشهادة ترد في إنجيل يوحنا 14مرة، والفعل يشهد ورد 33مرة. بينما كلمة الشهادة وردت في إنجيل مرقس 3مرات ولوقا مرة واحدة ولم ترد في متى نهائياً. وهناك 8 شهادات للمسيح: 1- شهادة الآب: (31:5+34+37 )+(18:8) "الآب الذي أرسلني يشهد لي" 2- شهادة المسيح نفسه: (14:8+18)+ (11:3+32)+ 37:18 "وإن كنت أشهد لنفس فشهادتي حق" 3- شهادة الروح القدس: (15:26+ 14:16) "فهو يشهد لي" 4- شهادة الأعمال التي يعملها المسيح: (36:5+ 25:10+ 11:14+ 24:15) (معجزاته وحياته وطهارته واتضاعه) 5- شهادة الأسفار المقدسة: (39:5+46) "موسى شهد لي" وكل رموز العهد القديم والنبوات. 6- شهادة التلاميذ ويوحنا الإنجيلي وتوما: (27:15+ 35:19+ 24:21+ 28:20) 7- شهادة يوحنا المعمدان: (راجع يو34:1) وراجع أقوال وشهادة المعمدان عن المسيح في (يو19:1-39) + (يو27:3-36) وهذه الآية التي نحن بصددها. ويسجلها الإنجيلي الذي كان تلميذاً للمعمدان وصار تلميذاً للمسيح، فقد سمع كل ما قال المعمدان عن المسيح. 8- شهادة نثنائيل ثم السامرية ثم المولود أعمى: لم يكن هو النور= يبدو أن هناك كثيرين ظنوا أن المعمدان هو المسيح فتبعوه على هذا الأساس ولم يعرفوا المسيح. ويوحنا الإنجيلي هنا يشير إلى أن المعمدان مجرد شاهد ليظهر المسيح للناس. راجع (لو15:3+ أع24:18-25+ أع1:19-7) ليشهد للنور= الإنجيلي هنا يتحدث عن المسيح كنور فهو لم يأتي بعد للحديث عنه كإنسان بعد أن تجسد وصار إلهاً متأنساً. لذلك فما زال يشير له بطبيعته الإلهية. لكي يؤمن الكل= أي اليهود الذين شهد لهم المعمدان (يو34:1) بل للعالم أجمع. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
موضوع متكامل عن يسوع المسيح |
" ميلاد الرب يسوع" موضوع متكامل |
موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح |
موضوع متكامل عن دخول المسيح ارض مصر |
موضوع متكامل عن قيامة يسوع المسيح والخماسين |