أنهار الكتاب المقدس

[Mary Naeem]

ويسمَّى هذا النهر الآن دجلة (أنظر دانيال10: 4) - الاسم المأخوذ من الكلمة السامية «دجرا» ومعناها «سهم» رمزاً لسرعة جريانه كقول الكتاب «الجارى شرقى أشور» (تكوين2: 13)، كما أن «حداقل» تعنى السريع. وينبع النهر من جبال طوروس فى أرمينيا. وطوله حوالى 0081 كم ويلتقى قُرب مصبه مع نهر الفرات ليكوّنا شط العرب.

ويمر نهر دجلة على الكثير من المدن الهامة مثل الموصل (بقرب خرائب نينوى) وأشور، وسمارا، وبغداد.

ولقد رأى دانيال واحدة من رؤاه عند نهر دجلة هذا (دانيال 10: 2، 4).

ولأن أول إشارة فى الكتاب تذكر أنه الجارى شرقى أشور (تلك الأمة ذات التاريخ المُعادى لله وشعبه) فإن النهر يصوّر لنا نعمة الله المتجهة إلى الأعداء.

[Mary Naeem]

نهر فرفر:

يُسمَّى اليوم «الأعوج» وهو جدول يبدأ من جبل حرمون (جبل الشيخ فى المرتفعات السورية) ويجرى شرقاً نحو 65 كم ماراً بسهول دمشق (على بُعد 12 كم من دمشق).

ونظراً لأن مياهه تتكون من ذوبان الثلوج فهى صافية، ولهذا كانت فى نظر نعمان السريانى (أنظر 2ملوك5) أفضل من مياه الأردن العكرة فى أجزاء كثيرة منها. ومن قصة نعمان هذا نرى أن هذا النهر (مع نهر أبانة) يشير إلى كبرياء الانسان النجس ورفضه علاج الله لحالته بالايمان.

نهر قدرون:

مجرى مائى ينساب فى فصل الشتاء ويجف فى باقى السنة، ووادى قدرون يقع بين أورشليم وجبل الزيتون، والجزء الأدنى من النهر يمر خلال برية يهوذا إلى البحر الميت.

ويسجل التاريخ المقدس اجتياز هذا المجرى المائى مرتين فى مناسبتين هامتين : فلقد عبر داود وادى قدرون وهو مُطارد من أبشالوم ابنه. ثم ان الرب يسوع اجتازه فى الليلة الى أُسلم فيها وهو ذاهب إلى بستان جثسيمانى فى أسفل جبل الزيتون.

[Mary Naeem]

كلمة «قدرون» تعنى كدر أو أسود - وهو يصوِّر لنا الكدر الذى يصيب النفس نتيجة للخطية والحماقة - خطية الشخص نفسه كما فى حادثة داود، وخطايانا نحن المؤمنين كما فى حادثة المسيح.

نهر قيشون:

نهر يبدأ من جبل طابور (جلبوع) وتلال الناصرة. ويمر بالقُرب من جبل الكرمل ويصب فى البحر الأبيض بالقُرب من حيفا. ويجف هذا النهر فى الصيف لهذا يشتهر باسم «النهر المقطع».

يشتهر فى التاريخ المقدس بنصرات الله العظيمة على الأعداء الأشرار. فلقد شاهد نُصرة دبورة وباراق على جيوش المديانيين (قضاة 4،5) وعنده قتل إيليا النبى أنبياء البعل (1مل18).

ونتعلم من هذا النهر أن الله يُمهل ولايهمل، وأن عقاب الله على الخطية شديد.

[Mary Naeem]

نهر كريث:

جدول أو نهر يقع شرقى الأردن «مقابل الأردن» (1ملوك17: 3) بين نهر يبوق وبحيرة طبرية، حيث اختبأ إيليا من الملك آخاب وهناك عاله الرب بطريقة معجزية عن طريق الغربان فى الفترة الأولى من سنوات الجوع التى أتت على شعب اسرائيل بسبب خطاياهم.

ويحدثنا النهر عن أمانة الله واعتنائه بشعبه فى أصعب الظروف.

نهر يبوق:

ويُسمَّى نهر الزرقاء - جدول شرق الأردن ينبع بقرب عمان ويمر بمدينة الزرقاء التى سُميّت باسم النهر أيضاً لأن لون مياهه فى تلك البقعة أزرق، وطوله حوالى 100كم. وعلى أحد روافده تقع مدينة جرش الأردنية الشهيرة ويصب فى الأردن بقُرب مدينة أدام (يشوع3).

ويشتهر يبوق بالمصارعة التى تمت بين ملاك الرب وبين يعقوب عندما كان راجعاً من عند خاله لابان، وكان مُزمعاً أن يلتقى بأخيه عيسو (تكوين32).

والدرس الذى نتعلمه من مخاضة يبوق هو عدم الاستناد على قوتنا الذاتية، بل على الله «لأنى حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوى» (2كورنثوس 12: 10).

[Mary Naeem]

أنهار الكتاب

نـــهر أبــــانة
نهر فى سوريا يُسمَّى اليوم نهر البردى (أى البارد - نظراً لبرودة مياهه)، طوله 17 كم،ينبع من سهول الزبدانى فى لبنان على بُعد 73 كم شمال غرب دمشق. وهو يخترق دمشق مما جعلها أكثر البلاد خصوبة على وجه الأرض. وينقسم النهر إلى عشرة أفرع على شكل مروحة ليسقى السهل الشرقى (غوطة دمشق الجميلة).

ولقد ورد هذا النهر فى الكتاب المقدس مرتين؛ الأولى فى سفر الملوك الثانى5 باسم «أبانة»، وهو اسم أرامى يعنى صخرة. والثانية فى سفر نشيد الأنشاد 4: 8 باسم «أمانة» ويعنى الدائم أو الثابت.

عندما ذهب نعمان السريانى إلى السامرة ليُشفى من برصه (2ملوك5) طلب إليه أليشع أن يغتسل سبع مرات فى نهر الأردن فيطهر. فغضب نعمان جداً وقال «أليس أبانة وفرفر نهرا دمشق أحسن من جميع مياه اسرائيل؟ أما كنت أغتسل بهما فأطهر؟».

ولقد كان نهر «أبانة» أحسن من مياه اسرائيل فى نظر نعمان، لأن مياهه دائمة الجريان بعكس مياه اسرائيل التى (باستثناء الأردن) تجف فى معظم أيام السنة. وأيضاً لأنها صافية بعكس مياه الأردن التى تكون فى أجزاء كثيرة كدرة. ومن كلمات نعمان هذه نرى صورة لكبرياء الانسان النجس، واكتفائه بما عنده من بر ذاتى، ورفضه لعلاج الله البسيط المبنى على تصديق أقوال الله.

[Mary Naeem]

نهـــر أهــــوا
نهر فى بابل (جنوب العراق اليوم). ورد فى الكتاب المقدس ثلاث مرات (عزرا8: 31،21،15). وهو فرع صغير من نهر الفرات، وعنده جمع عزرا (كاتب السفر المُسمّى باسمه) المجموعة الثانية من الراجعين من السبى حيث تأمل الشعب واستكمل احتياجاتهم. ثم نادى بصوم على نهر أهوا. وعندما استكمل حاجة الشعب أحس بمعونة الرب الماضية، لكن هذا لم يمنعه من أن يطلب معونة الرب للمستقبل، لينقذهم من أعدائهم. ونحن إن تواضعنا أمام الله بالصوم والصلاة فهذا أفضل أسلوب نواجه به الصعاب والمهمات الجسيمة. والرب يكرم هذه الثقة فيه «صُمنا وطلبنا .. من إلهنا، فاستجاب لنا» (عزرا8: 23).

نـــهر أولاى
فى ولاية عيلام (ايران حالياً)، وكان يمر بعاصمتها شوشن ويسمَّى اليوم «كيره»، ويذكره الكتاب المقدس فى دانيال8 حيث رأى دانيال رؤيا وإذا هو فى شوشن عند نهر أولاى، وهناك أراه الله واحدة من رؤاه. ونحن نقرأ عن كثير من الأنبياء رأوا رؤاهم وهم بجوار الأنهار. مثل حزقيال عند نهر خابور (حزقيال1: 3) ودانيال مرة أخرى عند نهر دجلة (دانيال10: 4). ولأن النهر يشير إلى كلمة الله (الكتاب المقدس - أنظر مزمور1: 2،3). فالمؤمن الذى يكون قريباً من كلمة الله سيعرف فكر الله سواء من جهة الحاضر، أو المستقبل.

[Mary Naeem]

نـــهر خــابور
فرع من الفرات يقع فى أرض الكلدانيين (جنوب العراق) بين نهرى دجلة والفرات، عنده سبى نبوخذنصر سبى يهوذا. وهناك رأى حزقيال رؤاه (حزقيال1: 1، 3: 23،15...). وهو يختلف عن خابور نهر جوزان.

خابور نـــهر جوزان
فى أرض أشور (حدود سوريا والعراق) ويسمى اليوم «الخابور الأكبر» وهو أحد روافد الفرات. طوله 320 كم، ويصب بقرب حاران، وعنده سبى شلمناصر ملك أشور الأسباط العشرة (1أخبار الأيام5: 26؛ 2ملوك17: 6؛ ...) وهكذا فإن نهرى الخابور، سواء خابور العراق أو خابور سوريا يُذكّراننا بأن الله لايتساهل مع الخطية، وأنه بعد طول أناة يعاقب عليها.

[Mary Naeem]

أنهار الكتاب المقدس

نهر الفرات
ثالث أهم نهر فى الكتاب المقدس (بعد الأردن والنيل)، ذُكر باسمه 21 مرة بالإضافة إلى مرات كثيرة فيها يُشار إليه بالنهر (أنظر تكوين 31: 21)، أو النهر الكبير (أنظر تثنية 1: 7). ينبع النهر من مصدرين مختلفين فى أرمينيا، ثم يتحد المصدران معاً مكونين نهراً واحداً يتجه نحو البحر الأبيض خلال سلسلة جبال طوروس، إلى أن يصطدم بجبال لبنان الشمالية التى تمنع استمرار سيره نحو البحر فينحرف ناحية الجنوب الشرقى إلى أن يصب فى الخليج العربى.

أما منبعا النهر فأحدهما يقع فى جبال أرمينيا والثانى فى جبال أراراط الشهيرة التى استقر عليها فلك نوح (تكوين 8: 4). وفى سير النهر يمر بتركيا ثم سوريا ثم العراق. والبقعة التى فيها يقطع الحدود التركية السورية قريبة من مدينة كركميش، وهى مدينة هامة فى التاريخ إذ كانت عاصمة مملكة الحثيين القديمة وفيها وقعت حرب بين مصر وبابل، وانحاز فيها الملك يوشيا التقى لصف ملك بابل فقتله نخو ملك مصر. ويستمر النهر متدفقاً إلى أن يبلغ أقصى اتساع له بالقُرب من التقاء نهر الفرات بنهر خابور.

[Mary Naeem]

هذه المنطقة تُسمَّى فى الكتاب «أرام النهرين» (وهما نهر الفرات ونهر خابور) وفيها تقع مدينة حاران التى سكن فيها ابراهيم فترة من حياته (تكوين 11: 31)، وإليها أرسل عبده ليأخذ زوجة لاسحق (تكوين 24: 10). ثم يستمر النهر حاملاً اسم «الفرات» متجهاً إلى الجنوب الغربى، مُنتهياً عند مدينة البصرة حيث يتحد مع نهر دجلة، ويكوّن النهران معاً مايسمى بشط العرب وهو مجرى مائى صالح للملاحة طوله حوالى 190 كم قبل أن يصب ماءه فى الخليج العربى.

والمنطقة الواقعة بين نهرى دجلة والفرات تُسمى فى الكتاب «مابين النهرين»، التى دُعى ابراهيم منها أولاً (أعمال 7: 2،3)، وفيها نمت أقدم حضارة فى العالم.

من ضمن المُدن الشهيرة التى بُنيت قديماً على نهر الفرات؛ مدينة كركميش، وقيش، وبابل، وأور.

طول النهر الاجمالى حوالى 2850 كم، وهو يُعتبر أطول وأهم نهر فى غرب آسيا. وهو كما فهمنا يمر بثلاثة بلاد: تركيا وسوريا والعراق (40 % من النهر فى تركيا، 15 % فى سوريا، 45 % فى العراق).

[Mary Naeem]

ونتيجة ذوبان الثلوج على جبال أرمينيا فى فصل الربيع يحدث فيضان سنوى (خلال شهر مايو). .. .. .. ورد ذكر الفرات فى أول وآخر أسفار الكتاب المقدس. فيَرِد فى رؤيا 9: 14، 16: 10، كما يذكر فى تكوين 2: 14 باعتباره أحد أفرع النهر الذى كان يسقى الجنة. .. .. .. يرتبط نهر الفرات فى الكتاب المقدس بمملكة أشور، تلك المملكة التى يميزها العداء ضد شعب الله، هذا العداء المقترن بالشراسة والقسوة. لكن لاولئك الأعداء يوجه إليهم الله النعمة العجيبة؛ نهر الفرات الذى معنى اسمه الغزير أو المتدفق. وهكذا يتجه الله بالبركة الروحية الفائضة حتى للأشرار. ألم يكن شاول الطرسوسى مثالاً للعداء ضد يسوع الناصرى وكنيسته، لكن النعمة اتجهت إليه كقوله «أنا الذى كنت قبلاً مجدفاً ومُضطهداً ومفترياً، ولكننى رُحمت لأنى فعلت بجهل فى عدم ايمان وتفاضلت نعمة ربنا جداً» (1تيموثاوس 1: 13،14). صديقى؛ مهما كان عداؤك للمسيح فإن الله مستعد أن يرحمك إن أنت أتيت إليه بالتوبة والايمان.