03 - 03 - 2017, 11:47 AM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن شخصية مجنون كورة الجدريين
عما ينطبق على حالة مجنون كورة الجدريين، فإذا رابطت فرقة بأكملها في إنسان بائس، فنحن أمام فرقة تحكمها قواعد الجيوش المنظمة من رتب متدرجة يخضعها إبليس جميعًا تحت سلطته، وكما أن هناك جيوشًا ملائكية من الخاضعين لأمر الله، وسلطانه، فإن هناك جيوشًا أخرى تخضع لسلطان إبليس وتحت إمرته وسفر الرؤيا يكشف لنا عن الصراع الرهيب بين جيوش الخير، وجيوش الشر! وقصارى الأمر أن الحلول الشيطاني هو حقيقة من أدق الحقائق وأصدقها، وأنه من المثير أن الشيطان نفسه يحاول انتزاعها من الفكر البشري ليعمل عمله الرهيب في دهاء وخبث وغدر وبشاعة، وهو عند ملايين البشر يحاول أن يقنعهم باسم التحليل العلمي أو النفسي أو ما أشبه بأنه لا يوجد شيء اسمه الشيطان، وهذه المحاولة في حد ذاتها ليست إلا الحيلة الرهيبة الشيطانية الجهنمية!! |
||||
03 - 03 - 2017, 11:48 AM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن شخصية مجنون كورة الجدريين
المجنون والآثار الشيطانية وما أكثر ما ظهر من آثار في حياة هذا المجنون، ولعل أولها هو انفصام الشخصية أو ازدواجها كما يقولون، يقول الدكتور فواد الأهواني : «الأصل أن تكون الشخصية موحدة ثابتة لا يتغير صاحبها في سلوكه في الظروف المختلفة من الحياة، ولكن قد تنحل الشخصية وتتعدد وتذهب وحدتها المميزة لها، فيصبح الإنسان ذا شخصيتين مختلفتين كل الاختلاف، ويعد هذا مرضًا من أمراض الشخصية إذ ينسى في حالة كل ما يعرفه عن شخصيته في حالة أخرى، وقد ينسى اسمه وأسرته وأصدقاءه وعمله ويتخذ اسمًا جديدًا وأصدقاء مختلفين وعملاً يغاير عمله الأول، ثم يعود بعد فترة طويلة أو قصيرة إلى شخصيته الأولى دون أن يذكر شيئًا عن شخصيته الثانية، ويبدو لنا كأن هناك نفسين تحلان في جسد واحد على التتابع. والشخصية الثانوية لا تختفي أصلاً ثم تعود بل تنحدر إلى اللاشعور وتظل كامنة هناك حتى تجد الفرصة الملائمة للظهور، وقد استطاع بعض العلماء بواسطة التنويم المغناطيسي أن ينقلوا المريض من إحدى الشخصيتين إلى الأخرى. وفي هذا دليل على وجود الشخصية الأخرى في اللاشعور وقصة الدكتور جيكل ومستر هايد توضح لنا الرجل ذا الشخصيتين وفي كثير من القصص نجد مثل ذلك» وقد لا يعرف الكثيرون من رجال النفس أن روبرت لويس استفنسون عندما كتب قصة دكتور جيكل ومستر هايد كان يستوحيها من الاصحاح السابع من رسالة رومية. |
||||
03 - 03 - 2017, 11:48 AM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن شخصية مجنون كورة الجدريين
هذا المجنون كانت به الشخصيتان، فهو عندما رأى المسيح ركض وسجد له، ومع ذلك عندما سأله المسيح عن اسمه، بدأ الرجل يتكلم بلغة المفرد «اسمي» وتحول إلى لغة الجمع «لجئون لأننا كثيرون» ومن العجيب أن هذا الازدواج في الشخصية هو الظاهرة الرهيبة في ملايين الناس على الأرض، فهيرودس قاتل المعمدان : «كان يهاب يوحنا عالمًا أنه رجل بار وقديس وكان يحفظه. وإذ سمعه فعل كثيرًا وسمعه بسرور» (مر 6 : 20) ومع ذلك : «فللوقت أرسل الملك سيافًا وأمر أن يؤتى برأسه» (مر 6 : 27).. على أن الأمر أكثر من الازدواج أو الانفصام في الشخصية، إذ هو الشذوذ، لقد ترك المجنون المدن العامرة ليسكن في القبور، الحياة عنده موت، والموت عنده حياة، وهو في الحقيقة يمثل الجنس البشري كله، عندما انقلبت أوضاعه، واختار الموت على الحياة، ومهمة الرسالة المسيحية أن تعيد وضعه المقلوب، فالناس لا تسير على أقدامها في الأرض، بل تسير على رؤوسها كما يسير البهلوان، وأقدامها إلى أعلى!! سأل أحدهم صاحبه : هل تستطيع أن تخبرني عن عدد المجانين في العالم؟ وأجابه الآخر : أستطيع أن أخبرك عن عدد العقلاء، أما المجانين فلا أستطيع عدهم، لأنهم أغلبية العالم..
|
||||
03 - 03 - 2017, 11:48 AM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن شخصية مجنون كورة الجدريين
وقف عاقل ومجنون يرقبان جيشًا عظيمًا يسير في طريقه إلى القتال، وقال المجنون للعاقل : من أين جاء هؤلاء!!؟... فأجاب : من أرض السلام!!؟.. وإلى أين يذهبون!!؟ إلى الحرب! وماذا يفعلون هناك!؟ يقتلون بعضهم بعضاً!؟ ولماذا يفعلون هذا!؟ ليحافظوا على السلام! وقال المجنون : قد أكون مجنونًا حقًا، ولكني لا أستطيع أن أفهم هذا الذي يفعله العقلاء!! كتب واعظ إنجليزي اسمه مارك جي بيرس قصة أسماها «لغز يوبيك» أو «لغز كل مكان» وفيه يتصور سائحًا يدخل مدينة غريبة اسمها «يوبيك» وقد تعجب لأن جميع سكانها حفاة الأقدام، ولم يكن هذا بسبب فقرهم، إذ أنهم يلبسون أفخر الثياب، وتبدو عليهم مظاهر الرفاهية والثروة، ومع ذلك يسيرون حفاة في الصقيع القاسي، وفي الطرق الصعبة! وقد ازداد عجبه لأنه رأى بنايات كبيرة، كتب عليها «مصانع الأحذية» وإذ ولج واحدًا من هذه المصانع رأى جمعًا من العرج والجرحى، وواحدًا يلقي محاضرة : «هل يوجد شيء اسمه قدم» وقد أدرك أن ما تصوره أولاً مصانع للأحذية لم تكن إلا أماكن لإلقاء المحاضرات عن الأقدام والأحذية، ورأى عناوين عجيبة : «ظاهرة القدم قصيدة شعر» «المخالب قديمًا وحديثًا» «فلسفة الكعوب» .. «المظهر الفائق لأصابع القدم» وكانت هذه المواضيع التي تناقش في المكان بجدية وحماس!! وخرج من المكان ليرى على بعد رجلاً يصنع أحذية، فأسرع إلى أهل المدينة يخبرهم، ولم يهتم الناس بما يقوله، بل عدوه تدخلاً فيما لا يعنيه، وخروجًا على القواعد اللائقة، ولغوا لا يجوز الإنصات إليه، ربما يبدو هذا الكلام عجيبًا وغريبًا لكنه هو حقيقة الإنسان في كل مكان وزمان، الإنسان الذي رفض الله، وغبي عن صخرة خلاصه، وانطلق وراء كل إفك وبطل وفساد، وعاش فلسفة كاذبة في الحياة، وهو يرفض الحكمة الإلهية، وانطلق وراء شهواته ونزواته، وهو يعلم أنها تقوده إلى الضياع!! إنه مجنون وشاذ يرفض الحياة في البيت، ويعيش مع الموتى في القبور!!
|
||||
03 - 03 - 2017, 11:48 AM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن شخصية مجنون كورة الجدريين
وهو المجنون النجس، لأن الحياة التي تمس العظام نجسة، وحياة المجنون كلها نجاسة في نجاسة، والشيء المثير أنه في هذه النجاسة كثيرًا ما يطلق على نفسه أو يطلق الناس عليه ألقاب الفضيلة والشرف والسمو والأخلاق، وهي أبعد عنه بعد السماء عن الأرض، عندما أدرك يوحنا نيوتن حياته على حقيقتها بعد التجديد، لم يتردد أن يصف حياته الأولى، بأنها حياة الحيوان والقذارة، بل مرات كثيرة ما يعف الحيوان عما يفعله البشر، ... والمجنون إلى جانب هذا كله مؤذ لنفسه، إذ يجرح نفسه، وما أقسى جراح الخطية! أليس من الجنون أن نسمع صيحة الإنسان عما يطلق عليه : «شر لابد منه» فهو يعلم أن التدخين يقتله ويجلب له السرطان، ومع ذلك يدخن، وهو يعلم أن الشهوات العارمة تعصف عمره، ومع ذلك فهو يندفع إليها بكل ما يملك من عنف وقوة دون تردد.
|
||||
03 - 03 - 2017, 11:49 AM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن شخصية مجنون كورة الجدريين
قال روبرت بارنز الذي هز مشاعر اسكتلندا : لو إني دخلت إلى غرفة ووجدت برميلا من الويسكي في ركن منها، وفي الركن الآخر مدفع على استعداد أن ينطلق لمن يدنو من البرميل، لشربت منه وأنا أعلم أني سأموت موتًا! ونفس الشيء كان مع ادجار إلن بو أعظم كاتب للقصة القصيرة في أمريكا والذي كان عبدًا للمسكر والخمر، لورد كليف فاتح الهند، والذي أرسل إليه أبوه برقية تقول : إن إنجلترا بأكملها اهتزت بالفرح لأخبار نجاحك، أسرع إلى الوطن، فأسرع، وقرر البرلمان الإنجليزي أن يعطيه مليونًا من الجنيهات، ولكنه لم يستلمه، بل ترك رصاصة تخترق رأسه إذ مات منتحرًا، والمجنون لا يؤذي نفسه بل يؤذي الآخرين أيضًا، إذ كان مجنون الجدريين يقطع الطريق على العابرين في المكان، إن طريق الشيطان دائمًا مليئة بالضحايا والخراب!!.
|
||||
03 - 03 - 2017, 11:49 AM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن شخصية مجنون كورة الجدريين
اهتز إيمان أحد المحامين بسبب وفاة زوجته الجميلة في أثناء الوضع، وكان كثيرًا ما يسأل بحنق : «بأي حق يلسبني الله زوجتي» وشيئًا فشيئًا أنكر الإيمان، وكم حدثت مناقشات حادة بينه وبين الآخرين بهذا الخصوص، وكان يقول للكثيرين وهم يتحدثون عن الخلود، إنك إذا مت مت كمسمار الباب! أما ابنه الذي وضعته زوجته قبل موتها بقليل فقد تربى في رعاية مربية، ومع أنه لم تكن له فرص كثيرة يرى فيها والده، إلا أنه سمع مرات كثيرة مناقشاته الحادة!! وقد طلبت المربية يومًا أن ترى المحامي، ولما قابلته قالت له : لقد بدأ الولد يحلف ويشتم، ويلزم أن تكلمه في ذلك، وطلب منها المحامي أن ترسله، فلما جاء الغلام إليه، رأى فيه صورة زوجته العزيزة فرق قلبه، ولكن كلمه بخشونة عن غلطته وأمره بالذهاب. على أن المربية جاءت إلى المحامي مرة أخرى تحدثه عن عادات الغلام الردية، وأخيرًا فكر الرجل في طريقة يؤثر بها على ابنه فقال له : يا ابني لو كانت أمك تعيش لما قبلت أن تسمعك تتحدث كما تتحدث الآن!! وأجاب الولد بتهكم : لكن أمي ليست عائشة هي ميتة كمسمار الباب!! وقد صدمت هذه الكلمة قلب الرجل الحزين، وتأثر ووثب على قدميه وصرخ : «هي ليست ميتة.. اسمع يا ابني أمك حية، وهي تسمع كل كلمة تقولها! وصمت المحامي قليلاً ثم قال : لقد كنت شريرًا أحمق، وكثيرًا ما تكلمت غير الحق!! لنبدأ من الآن أن يرى كل منا الآخر أكثر مما رأينا قبلاً حتى يمكن أن نعيش بكيفية لائقة مجيدة!! وعاد الرجل عن حماقته التي أوشكت أن تؤذيه هو فقط، بل أن تؤذي ابنه أيضًا.
|
||||
03 - 03 - 2017, 11:49 AM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن شخصية مجنون كورة الجدريين
المجنون والقيود المحطمة قبل أن ينقذ المسيح المجنون حاول البشر ربطه وتقييده ولكن هيهات : «ولم يقدر أحد أن يربطه ولا بسلاسل. لأنه قد ربط كثيرًا بقيود وسلاسل فقطع السلاسل وكسر القيود، فلم يقدر أحد أن يذلله» (مر 5 : 4).. وهي صورة لما يحاوله الإنسان في الأرض، في تقييد جنون الناس وخطاياهم وشرهم وتعدياتهم!! فهناك قيود القانون، ولكن هل استطاع القانون أن يقضي على الجريمة في الأرض!؟ وهل منع القانون الفساد بين الناس!! إن الواقع الثابت أنه مهما تعددت القوانين الجنائية والتجارية والمدنية والدولية والشخصية فهي جميعًا عاجزة سواء من ناحية الوقاية أو من ناحية العلاج!!.. ومسارح التاريخ خير شاهد على ذلك، ونظريات العود إلى الجريمة، أو الإدمان عليها أو صحائف السوابق، كلها تثبت أن القانون يكشف عن الجريمة، كالناموس، ولكنه لا يملك أن يجعل الناس ينتصرون عليها، وهناك قيود التهذيب وما يقوم به الناس من حملات بكافة وسائل الأعلام ليعلنوا للناس الأضرار والأخطار التي قد تصيبهم إذا مارسوا فعلاً معينًا، بل إنهم يستخدمون تدريبات معينة رياضية أو علمية، لعلهم ينتصرون على المآخذ أو العادات السيئة الشريرة، وقد تنجح هذه كربط وقيود إلى حين، ولكنها لا تلبث أن تحطم وتنقض، كما يروض الحيوان ولكنه يعود إلى الافتراس بعد فترة تقصر أو تطول، بدافع الغرائز الكامنة فيه. |
||||
03 - 03 - 2017, 11:49 AM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن شخصية مجنون كورة الجدريين
وهناك قيود العقوبات البدنية والمادية والمعنوية والأدبية، ولكنها تنتهي دائمًا بالإنسان إلى الصرخة القديمة : «فإننا نعلم أن الناموس روحي وأما أنا فجسدي مبيع تحت الخطية لأني لست أعرف ما أنا أفعله إذ لست أفعل ما أريده بل ما أبغضه فإياه أفعل، فإن كنت أفعل ما لست أريده فإني أصادق الناموس أنه حسن، فالآن لست بعد أفعل ذلك أنا بل الخطية الساكنة في. فإني أعلن أنه ليس ساكن في أي في جسدي شيء صالح، لأن الارادة حاضرة عندي وأما أنا أفعل الحسنى فلست أجد. لأني لست أفعل الصالح الذي أريده بل الشر الذي لست أريده فإياه أفعل، فإن كنت ما لست أريده إياه أفعل فلست بعد أفعله أنا بل الخطية الساكنة في. إذًا أجد الناموس لي حينما أريد أن أفعل الحسنى أن الشر حاضر عندي، فإني أسر بناموس الله بحسب الإنسان الباطن، ولكنى أرى ناموسًا آخر في أعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي. ويحي أنا الإنسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت. أشكر الله بيسوع المسيح ربنا. إذًا أنا نفسي بذهني أخدم ناموس الله ولكن بالجسد ناموس الخطية» (رو 7 : 14-25).
|
||||
03 - 03 - 2017, 11:50 AM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن شخصية مجنون كورة الجدريين
المجنون والمخلص العظيم ولا يمكن لإنسان أن يقرأ القصة دون أن يرى نهاية الشيطان على يد المخلص العظيم، والقصة ذاتها تعطينا الصورة لفزع الشيطان من المسيح، وعلمه بأن مصيره الأبدي محتوم ومؤكد، والأمر أولا وأخيرًا مرتبط بالزمن المحدد، أو كما يقول متى : «مالنا ولك يا يسوع ابن الله أجئت إلى هنا قبل الوقت لتعذبنا» (مت 8 : 29).. على أي حال فإن قصة خلاص الرجل من الشيطان تعلن أولاً وقبل كل شيء عن حب المسيح للبائس المعذب، إن نفس هذا المجنون عزيزة على السيد، وهي عنده أهم من ألفي خنزير، دخلت فيها الأرواح النجسة، واندفعت من على الجرف إلى البحر لتختنق في المياه. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مجنون كورة الجدريين ونظرة الناس له |
لوقا 8، مجنون كورة الجدريين |
حوار مع مجنون كورة الجدريين |
مجنون كورة الجدريين |
مجنون كورة الجدريين |