منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 03 - 2023, 11:35 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي


القديس أثناسيوس الرسولي


الأنبا أنطونيوس والحب الإلهي



جاء في فردوس الآباء:

[قال أنبا أنطونيوس: ”أنطوني لا يخاف الله“. فقال له تلميذه:
”ما هذه الكلمة الصعبة يا أبتاه؟" قال: "نعم يا ابني لأنِّي أحبه،
والحب يطرد الخوف من الله" (1 يو 4: 18).].
رد مع اقتباس
قديم 22 - 03 - 2023, 11:36 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي

كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي


القديس أثناسيوس الرسولي




شركة الطبيعة الإلهية والحياة الرهبانية


ظن البعض أن القديس أنبا أنطونيوس أب الأسرة الرهبانية قد استخف بالجسد وتجاهله، وأن الرهبنة المصرية كان لها أثرها على الفكر اللاهوتي السكندري، الذي ركز على شركة الطبيعة الإلهية أو ما دعاه بعض آباء الإسكندرية وغيرهم بالتأله.

سحب "التأله" بالمفهوم الإنجيلي المعتدل قلب مدرسة الإسكندرية، حيث يرى المؤمن حب الله العجيب الذي يشكل أعماق الإنسان ليحمل صورة خالقه (كو 3: 10)، ويقيم منه شريك الطبيعة الإلهية هاربًا من الفساد الذي في العالم بالشهوة (2 بط 1: 4)، لا يقف عند الأعماق، بل ويرى في الجسد ذاته كأنه يتحول تدريجيًا إلى الطبيعة المجيدة التي يتمتع بها في يوم الرب العظيم. تصير حياة المؤمن أشبه برحلة يومية، فيها ينطلق بكل كيانه نحو السماء، جاذبا إخوته معه ليختبروا معه عربون السماء.

إن كانت الرهبنة المصرية قد حولت البراري والقفار إلى فراديس، والبشر إلى ملائكة، فإن القديس أثناسيوس حتى في حواراته اللاهوتية، كانت غايته أن يحول كيان الإنسان إلى سماء جديدة متهللة بالله مصدر فرحها ومجدها.

من كلماته: [نتأله، لا بشركتنا لجسد إنسانٍ ما، بل بقبولنا جسد الكلمة نفسه[6].]

[صار إنسانًا لكي نصير نحن آلهة[7].]
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 04 - 2023, 02:23 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي

كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي


القديس أثناسيوس الرسولي




الأنبا أنطونيوس وروح الغلبة



الخط الواضح في كتاب "حياة أنطونيوس" Vita Antonii الذي سجله تلميذه البابا أثناسيوس هو صراع القديس مع الشياطين، موضحًا ما يحمله المؤمن الحقيقي من روح الغلبة والنصرة حتى على الشياطين والأرواح النجسة. جاء في رسائله:
[قاوموا الشيطان، واجتهدوا أن تعرفوا خداعاته، فقد اعتاد أن يخفي المرارة وراء مظهر العذوبة حتى لا تنكشف، مقدمًا أوهامًا تبدو لناظريها جميلة، غير أن حقيقتها تختلف عن مظهرها. هذا كله يفعله لكي يخدع القلوب بدهائه المتشبه بالحق وله جاذبيته.
يوجه الشيطان كل جهوده لهذا الهدف، مقاومًا كل النفوس المتعبدة لله حسنًا، بجميع الطرق الممكنة. وما أكثر أنواع الشهوات التي يبثها في النفس لعله يطفئ النار الإلهية، مستعينًا بالقصور الذاتي للجسد وكل ما يتعلق به.

عندما يرى البعض متحفظين منه، لا يقبلون منه شيئًا، ولا يسمعون له في شيء، يُولّى عنهم في خزي. عندئذ يعطيهم روح الله راحة ويجعل لهم لذة في كل عمل، يصير حمل نير الرب حلوًا، كما هو مكتوب في الإنجيل: "فتجدوا راحة لنفوسكم" مت 29:11. رغم قبولهم النير وحملهم إياه لا يعودون يكلِّون من التدريب في الفضيلة أو القيام بالخدمة والسهر الليلي، ولا يشعرون بالغضب من جهة أي مضايقة بشرية، ولا يخافون إنسانًا أو حيوانًا مفترسًا أو روحًا شريرًا، لأن فرح الرب يستقر فيهم نهارًا وليلًا، معطيًا الحياة لعقولهم، فيكون الفرح طعامهم، وبه تنمو نفوسهم وتقترب من كل شيء ومن كل كمال، وبه ترتفع إلى السماء[8].]
كان هذا المعلم العجيب قائدًا خفيًا لتلميذه الذي عاش أغلب حياته في سلسلة لا تنقطع من الصراع. لم يعرف فترات السلام الخارجي في خدمته إلا القليل النادر. وجاءت رسائله الفصحية السنوية تكشف لا عن نفس مرة من أجل مقاومة الكثيرين والمستمرة له، بل عن اعتزاز حي بالجهاد المستمر مع رجاء صادق في التمتع بنصرات لا تنقطع.
قيل له: "العالم كله ضدك يا أثناسيوس!" وكانت إجابته التلقائية النابعة من خبراته اليومية، "وأنا ضد العالم". لم يكن هذا عن كبرياءٍ أو تشامخٍ ولا عن انغلاق القلب عن البشرية، وإنما عن يقين في إمكانيات الله العاملة فيه مهما بلغت المقاومة، حتى وإن شملت كل العالم.
آمن القديس أثناسيوس أنه مختفي في المسيح، وما يمارسه إنما باسم المسيح ولحسابه، يعمل عمل المسيح، لهذا لم يدخل اليأس قط إلى قلبه، ولم يحمل روح الفشل بل روح الغلبة والنصرة.
دُبرت مؤامرات كثيرة ضده، لكنه آمن بذاك الذي ينقذ العصفور من فخ الصيادين، في يقين بروح الغلبة بلا خوف. إذ خطط الأريوسيون لتحطيمه انطلق إلى القسطنطينية، وفي شجاعة انطلق إلى حيث مركبة الإمبراطور وأمسك بلجام الفرس. ارتبك الكل قائلين: "من هو هذا المتجاسر ليوقف المركبة الإمبراطورية؟" وإذ عرف قسطنطين شخصه أُعجب بشجاعته، ودعاه ليجلس معه في المركبة، ويتحقق مما جاء من أجله.
لقد قضى أغلب حياته في ضيقٍ خارجيٍ دون أن يفقد سلامه وإيمانه بنواله روح النصرة.
لقد دامت رئاسته 46 عاما، قضى منها 17 عامًا في النفي:
ا. في عهد قسطنطين ( 335 -337م ) في تريف.
ب. في عهد قسطنطيوس ( 339 - 346 م ) حيث زار روما.
ج. في عهد قسطنطيوس ( 356 - 362 م ) حيث عاش في براري مصر.
د. في عهد يوليانوس ( 362 - 363 م ) حيث عاش في براري مصر.
هـ. في عهد فالنس ( 365 - 366 م ) حيث عاش في براري مصر.
أتهم في مجمع صور عام 335 م بقتل الأسقف الميلاتي أرسانيوس، وهتك بتولية عذراء، وتحطيم كأس الإفخارستيا الذي كان يستخدمه أسخيراس وظهر بطلان هذه الاتهامات.
عبّر عن التمتع بروح الغلبة على الموت كما على قوات الظلمة:
v بعد قيامة مخلصنا الجسدية، لم يعد يوجد سبب للخوف من الموت.
الذين يؤمنون بالمسيح يطأون على الموت كأنه لا شيء، مفضلين أن يموتوا بالحري عن أن ينكروا الإيمان بالمسيح. فإنهم مقتنعون أن الموت لا يعني دمارًا بل حياة، خلال القيامة يصيرون غير قابلين للدمار...
الدليل الواضح على هذا هو أنه قبل الإيمان بالمسيح كان الناس يتطلعون إلى الموت كموضوعٍ مرعبٍ، كشيءٍ يجعلهم جبناء. وما أن قبلوا الإيمان وتعليم المسيح، حتى صاروا على العكس يحسبون الموت أمرًا صغيرًا يدوسون عليه، ويجعلهم شهودًا للقيامة التي حققها المخلص ضد الموت[9].
v إذ بسط يديه على الصليب طرح رئيس سلطان الهواء الذي يعمل في أبناء المعصية (أف 2:2)، مهيئًا لنا طريق السماوات[10].
v حين رُفع جسده إلى العُلا ظهرت الأمور التي في السماء[11].
v بعلامة الصليب يبطل كل سحر، وتنتهي كل عرافة.
القديس أثناسيوس الرسولي
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 04 - 2023, 02:29 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي

كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي


القديس أثناسيوس الرسولي




الأنبا أنطونيوس وروح الفرح | العذوبة السماوية



تتلمذ القديس أثناسيوس على روح الفرح، فمع كونه رجل آلام إلا أنه كان دائم الفرح حتى وهو تحت الاضطهاد. أرسل إلى شعبه يدعوهم إلى حياة الفرح الدائم. قال لهم أن السيد المسيح هو فصحنا أي عيدنا. فمادمنا معه نصير في عيدٍ دائمٍ.
يرى القديس أنبا أنطونيوس أن الفرح هو طعام النفس، فكما لا يستطيع الجسد أن يعيش بدون طعامٍ، هكذا لا تستطيع النفس أن تعيش بدون الفرح. بدونه تجوع النفس وتموت. الفرح الداخلي السماوي أو العذوبة السماوية يسند النفس في تغربها عن موطنها السماوي، ويهيئ الجسد ليحمل سمة أشبه بالروحانية، فيتهيأ ليصير جسدًا روحانيًا في يوم الرب العظيم. فمن أقواله:
[لكل الخليقة الناطقة -الرجال والنساء- ينبوع حب، به تقدر أن تحتضن كلًا من الإلهيات والجسديات. فرجال الله يحبون ما يخص الله، وأبناء الجسد يحبون ما يخص الجسد.

الذين يحبون الإلهيات ينقّون قلوبهم من النجاسات ومن كل أعمال (ارتباكات) هذا الدهر الزائل، فيبغضون العالم (أي ليس للأمور الزمنية مكان في القلب) وينكرون أنفسهم ويحملون الصليب تابعين الرب، وسالكين حسب إرادة الله في كل شيء. لذلك يسكن الله فيهم معطيًا إياهم فرحًا وعذوبة يغذيان النفس ويقوتانها ويجعلانها تنمو. كما أن الأشجار إن لم تشرب من الماء الطبيعي لا يمكنها أن تنمو، هكذا النفس إن لم تقبل الفرح السماوي لا يمكنها أن تنمو وتصعد إلى العلاء. أما النفوس التي قبلت الروح والفرح السماوي فهي التي تستطيع الارتفاع إلى العلاء.. فقد انكشفت لها أسرار ملكوت السماوات وهي بعد في هذا الجسد، ووجدت دالة قدام الله في كل شيء، وكملت لها جميع طلباتها .]
[النفس دائما تتربى بهذا الفرح وتسعد به، وبه تصعد إلى السماء، فهي كالجسد لها غذاؤها الروحي.]
اتسمت شخصية الأنبا أنطونيوس بروح الفرح الدائم، الأمر الذي أدهش كثير من المؤمنين والفلاسفة. جاء إليه جماعة من المؤمنين، وكانوا يسألونه وهو يجيب، وكان أحدهم صامتًا. تعجب منه القديس أنبا أنطونيوس فسأله عن صمته مع أنه تكبد متاعب كثيرة لكي يأتي إليه. أجابه الرجل: "رأيت يا أبي وجهك فعرفت الإجابة على كل أسئلتي". هكذا رأى في بشاشة وجهه المستمرة أيقونة السماء المتهللة، فوجد إجابة على كل أسئلته خلال الفرح الذي يمارسه الأب أنبا أنطونيوس في المسيح يسوع.
أراد جماعة من الفلاسفة أن يلتقوا بالشيخ أنطونيوس ويتعرفون عليه، وحسبوه كفيلسوف يعيش في البرية فيعزله يحمل وجهه علامات الجدية بدون بشاشة، وأنهم يرون رجلًا كهلًا ضعيف البنية، تتسم ملامح وجهه بالحزم الشديد والجدية بلا ابتسامة كعادة الفلاسفة، خاصة وأنه يسكن في البرية الموحشة لعشرات السنوات. فوجئوا به إنسانًا يحمل روح الشباب، بشوشًا متهللًا في أعماقه، قوي البنية. سألوه عن سبب فرحه هذا وهو يعيش في مغارة مجردة من كل شيءٍ حتى من الكتب ليتعزى بها، ولا يوجد حتى دواء أو طبيب حوله. أجابهم أنه لا يعيش في عزلة، بل يسكن معه السيد المسيح مسيحه الذي يملأ كل جوانب حياته فرحا وتعزية، يشبع كل احتياجاته. هكذا كان متهللًا بالمسيح يسوع، قلبه متسعًا بالحب لله والناس.
كان لبشاشة وجه القديس أنبا أنطونيوس وهو في ساحة الصراع مع عدو الخير أثرها العجيب على تلميذه القديس أثناسيوس، إذ كتب عن معلمه:
[كانت نفسه متحررة من كل اضطراب. وكان مظهره الخارجي هادئًا. من فرح نفسه كان يحمل ملامح متهللة، ومن حركات جسمه يمكن إدراك حال نفسه. كما هو مكتوب: "القلب الفرحان يجعل الوجه طلقًا، وبحزن القلب تنسحق الملامح" (أم 13:15)...
كان أنطونيوس هذا معروفًا، فإنه لم يضطرب قط، إذ كانت نفسه في سلامٍ ولم يتحطم قط، لأن عقله كان فرحًا .]
انعكس ذلك على شخصية تلميذه البابا أثناسيوس الرسولي، فنراه في وسط ضيقاته لا يكتب عن منفاه ولا عن القبر الذي اختفي فيه، ولا عن حرمانه من التقائه بشعبه بالإسكندرية، إنما سجل لنا وسط آلامه عن نظرته لحياته كعيدٍ دائمٍ. يقول إن عيدنا هو المسيح.
أينما وُجد، حتى إن كان مختفيًا في مقبرة، يكون كمن يحتفل بعيدٍ سماويٍ لا ينقطع، حيث يتجلى شخص المسيح القائم من الأموات في أعماقه.
بروح الفرح الدائم لا يتوقف عن ممارسة عمل المسيح، جاذبًا بصلواته ورسائله الكثيرين ليشاركوه احتفاله الدائم بالعيد.
كتب في إحدى رسائله الفصحية:
[بهجة عيدنا يا إخوتي هي دائمًا بين أيدينا. ولا يفشل من يشتاق إلى الاحتفال به من اقتناء البهجة. لأن الكلمة (اللوغوس) هو قريب منا، هذا الذي هو كل شيءٍ لنفعنا. لقد وعدنا ربنا يسوع المسيح أن تكون سكناه دائمًا معنا، إذ صرخ: "ها أنا معكم كل أيام العالم" (مت 20:28).
إنه الراعي ورئيس الكهنة والطريق والباب، وكل شيءٍ في ذات الوقت بالنسبة لنا، لهذا يظهر نفسه أنه العيد واليوم المقدس كقول الرسول الطوباوي: "فصحنا المسيح قد ذُبح" (1 كو 7:5) .]
كما يقول: [الروح المستقرة تنسى آلامها، وبترتيل الكلمات المقدسة تتطلع بفرح إلى المسيح وحده .]
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 04 - 2023, 01:22 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي

كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي


القديس أثناسيوس الرسولي



الأنبا أنطونيوس والبصيرة الداخلية


لم يلتحق القديس أنبا أنطونيوس بمدرسة الإسكندرية اللاهوتية، لكنه كان متفاعلًا معها، وكانت هي متفاعلة معه.

زار القديس أنبا أنطونيوس عميد المدرسة في أيامه القديس ديديموس الضرير أكثر من مرة، وكانا يلتقيان معا حول مائدة الفكر اللاهوتي الروحي، أو حول مائدة الحياة السماوية الحية.

سأل القديس أنطونيوس القديس ديديموس إن كان يتألم بسبب فقدانه بصره، وإذ لم يجبه الأخير، كرر السؤال للمرة الثانية ثم الثالثة. فأظهر القديس حزنه على فقدانه البصر، أما القديس أنبا أنطونيوس فقال له: إني اندهش أن رجلا حكيما يحزن على فقدان ما يشترك فيه النمل والذباب والحشرات، ولا يبتهج بالأحرى (بالبصيرة الداخلية) التي لا يتأهل لها إلا القديسون والرسل .

بهذه البصيرة التي يعتز بها الأنبا أنطونيوس تطلع تلميذه إلى اللاهوتيات ليس كأفكار فلسفية للحوار، بل كإدراك حيّ للمعرفة، وتلامس مع الحق. لهذا لم ينشغل البابا أثناسيوس بالتعبيرات اللاهوتيات Theological Termenology، إنما اهتم بالمعنى .
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 04 - 2023, 01:41 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي

كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي


القديس أثناسيوس الرسولي



الأنبا أنطونيوس وانفتاح قلبه


لم يمارس أنبا أنطونيوس الرهبنة كهروبٍ من الناس، بل كانفتاح القلب على الله محب البشر، فبعد حوالي عشرين عاما من العزلة التامة، انفتحت مغارته وشهد الكل انفتاح قلبه بالحب نحو كل البشر، فلم يلتقِ فقط بالمشتاقين للحياة الرهبانية، بل وبالفلاسفة والحكام، لهذا قال له القديس هيلاريون من فلسطين: "سلام لك يا عمود النور، المضيء للعالم".

هذا هو قلب راهب متوحد يشتهي خلاص الجميع، حتى الفلاسفة الوثنيين، كم بالأكثر حمل تلميذه البابا البطريرك روح الحب والشهادة لإنجيل المسيح أمام الجميع. لقد تعلم من معلمه أن يسلم قلبه بين يدي روح الله القدوس الناري، الذي يلهب النفس بالحب الحقيقي.

كان قلب أنبا أنطونيوس ملتهبا بالحب، يحمل الكنيسة على ذراعيه ليقدمها لمسيحه في صلواته المستمرة. وعندما التهبت نيران الاضطهاد زار الإسكندرية ليخدم المعترفين ويشجعهم أثناء محاكماتهم.

جاء في فردوس الآباء: [قيل إنه في أيام اضطهاد الإمبراطور مكسيميانوس إنّ أنبا أنطونيوس قال في نفسه: "فلأذهبنّ إلى الإسكندرية حيث نيران العذاب، فإذا سمحت النعمة الإلهية باستشهادي تجدني مستعدًّا، وإن لم تسمح بذلك أكون على الأقل قد وقفتُ إلى جانب المضطهَدين من أبناء القديس مرقس الإنجيلي الشهيد". فزار القديس المسجونين في الإسكندرية مشجِّعًا ومعزِّيًا لهم، وكان يصحبهم إلى مكان الإعدام ليشجعهم بالتراتيل وكلام الإنجيل، فاغتاظ الحكّام من عمله وأمروا بمنع رجال الدين من مرافقة المحكوم عليهم، ومع هذا فقد كان القديس يرتدي ثوبه الأبيض ويحضر المحاكمات ثم يرافق المسيحيين إلى مكان الاستشهاد، ومن العجيب أنّ الله لم يسمح بأن يستشهد معهم رغم مجازفاته الكثيرة، إذ حفظه لأجل تثبيت قواعد الرهبنة.]

نزل أيضا ليقف بجانب تلميذه أثناسيوس، بل بجانب الحق الإيماني في الصراع ضد الأريوسية..
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 04 - 2023, 01:46 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي

كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي


القديس أثناسيوس الرسولي



الأنبا أنطونيوس وحياة الخلوة


تلمذة القديس أثناسيوس على يدي الأنبا أنطونيوس قرابة ثلاث سنوات بلا شك سحبت قلبه إلى حياة الخلوة والتأمل.

فإن كان الله لم يسمح له بالحياة الرهبانية الديرية أو التوحد، لكنه مارس نسكه في حياته الرعوية.
وإذ سمح الله له بالضيقات كان يهرب إلي قبر والده أو يختفي في منزل أو يصعد إلي بعض أديرة الصعيد.
لم تكن هذه الفترات تمثل ضيقًا، بل تعكس عليه بهجة، إذ يحقق أمنيته في الخلوة والتأمل دون تجاهل لدوره الأبوي الرعوي.
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 04 - 2023, 01:49 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي

كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي


القديس أثناسيوس الرسولي



الأنبا أنطونيوس والحياة التقوية



إذ ذاق عذوبة الحياة التقوية في عشرته للقديس

أنبا أنطونيوس لم يستطع أن يفصل بين اللاهوت والسلوك العملي،
وبين الإيمان والتقوى، فالعقيدة المسيحية في ذهنه تدفع
الإنسان ليتمتع بالحياة التقوية في الرب. ومن كلماته:

[الإيمان والتقوى حليفان وأختان، من يؤمن بالله فهو تقي،

ومن يسلك بتقوى يؤمن بالأكثر .]
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 04 - 2023, 01:51 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي

كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي


القديس أثناسيوس الرسولي


الأنبا أنطونيوس وروح الرجاء



تدرب القديس أنبا انطونيوس عل السلوك بروح الرجاء لا اليأس، كما جاء عنه في بستان الرهبان:

[حدث أنّ أخًا في كينوبيون سقط في تجربةٍ فطردوه من هناك، فذهب إلى الجبل حيث أنبا أنطونيوس، ومكث الأخ عنده مدةً، ثم أعاده أبّا أنطونيوس إلى الكينوبيون الذي طُرِد منه، فلما رآه الإخوة طردوه ثانيةً، فرجع الأخ إلى أبّا أنطونيوس قائلًا: "رفضوا أن يقبلوني يا أبي". فأرسل الشيخ إليهم قائلًا: "سفينة كادت تغرق في البحر وتلفت كل شحنتها، وبتعبٍ كثير رجعَتْ سالمة إلى البرّ، فالذي سَلِمَ تريدون أنتم أن تُغرقوه؟!" فلما علم الإخوة أنّ أنبا أنطونيوس هو الذي أعاد إليهم الأخ قبلوه في الحال.]


لقد تعلم روح الرجاء من الله، فقد جاء عنه في فردوس الآباء:

[قيل عن أنبا أنطونيوس: ظهرت له مرةً رؤية بخصوص عذراء كانت قد سقطت في خطية، فنهض وأخذ عصاته الجريد في يده واتخذ طريقه نحو الدير (الذي فيه العذراء) لكي يوجِّه إلى العذارى توبيخات شديدة جدًا، وذلك بسبب طهارة سيرته. ولما تقدّم في سيره واقترب من الدير ظهر له المسيح ملك المجد الرحوم وحده، ذاك الذي عنده كنوزٌ عديدة من الرحمة، ذاك الذي يغفر ويمحو خطايا وتعدِّيات البشر، وقال له المخلِّص بوجهٍ باشٍّ وبابتسامةٍ مملوءة نعمة: "يا أنطونيوس، هل يوجد سبب لتكبُّدك هذا التعب؟" فلما سمع الشيخ هذا الكلام من الرب انطرح على الأرض على وجهه وقال: "يا رب، طالما أنك جعلتني أهلًا أن أعاين حضرتك، فأنت أول من يعرف ما هي حماقة تعبي". فقال له محبّ البشر: "لقد احتملتَ هذا التعب والمجهود بسبب خطية هذه العذراء الصغيرة". فانطرح أنبا أنطونيوس على الأرض على وجهه وقال له: "يا رب، أنت تعلم كل الأمور قبل أن تحدث". فقال له الرب: "قُم، اتبعني".

ولما دخل معه إلى المكان الذي كانت فيه العذراء أغلِقت الأبواب، وسمع العذراء تبكي وتقول: "يا ربي يسوع المسيح، إن كنتَ للآثام راصدًا فمن يستطيع أن يقف أمامك؟ لأنّ من عندك المغفرة (مز129: 3-4 حسب السبعينية)، يا سيدي يسوع المسيح، انتقم لي من الذي يبغضني والذي يسبِّب لي الهلاك، يا سيدي يسوع المسيح، إنني أصلِّي إليك، لا تحجب وجهك عني (مز27: 9)، لأنني آنية ضعيفة (1 بط 3: 7)". وكانت تقول ذلك بدموع غزيرة.

وإنّ ربنا يسوع المسيح إلهنا الرحوم الشفوق قال: "يا أنطونيوس، ألم تتحرك أحشاؤك الآن؟ ألا تبكي عيناك عندما تسمع بضعف طبيعتها القابلة للانكسار، وكيف تصرخ إليَّ بدموعٍ مؤلمةٍ؟ ألم تجتذب مراحمي إليها بالحق مثل الخاطئة التي غسلت قدميَّ بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها، ولأجل توبتها نالت مني غفران خطاياها بسبب إيمانها (لو7: 36-50)؟ ومع ذلك فلن أترك تعبك يذهب سُدًى، أعطها قليلًا من التعليم ثم ارحل". . ولما قال المخلِّص ذلك اختفى.

ورجع أنبا أنطونيوس ممجِّدًا الله، وكانت دموعه تسيل بغزارةٍ على الأرض، وكان مندهشًا جدًا من صلاح الله وفيض مراحمه العديدة على كل صنعة يديه، والطريقة التي بها يقبل إليه فورًا كل إنسانٍ يخطئ ويرجع إليه تائبًا بقلب مستقيم.]

يقول القديس الأنبا أنطونيوس الكبير: [الروح القدس الذي يعمل فينا للتوبة يفتح قلوبنا بالرجاء في الله واهب القيامة من الأموات، لكي بروح التواضع يهبنا أن نعترف بخطايانا.]

بهذا الروح كان القديس أثناسيوس يتحدى كل الظروف القاسية والتي تبدو مظلمة تمامًا، واثقًا أن الرب حتمًا يحقق خطته الإلهية نحو خلاص الناس وبنيان ملكوته الإلهي. لهذا عندما قيل للقديس: "العالم كله ضدك يا أثناسيوس"، أجاب: "وأنا ضد العالم". فقد وثق أن رسالة المسيح لن تفشل حتى إن وقف العالم كله ضده.

يرى البابا الأنبا أثناسيوس أن الله لم يعد جهنم للإنسان بل لإبليس وملائكته (مت 41:25)، إنما أعد لنا الملكوت منذ تأسيس العالم لكي نرثه أبديًا (مت 34:24). لقد دعا السيد المسيح الأشرار أبناءً لإبليس إذ يعملون أعمال أبيهم (يو 41:8)، ويقول الرسول يوحنا "أولاد الله ظاهرون وأولاد إبليس" (1 يو 10:3). فمن يقبل البنوة لإبليس ويصير كيهوذا الخائن ابنًا للشيطان والهلاك إنما يعد نفسه لكي ينحدر إلى جهنم.

* أمثال هؤلاء ينالون جزاءهم عن غباوتهم، حيث أن رجاءهم يصير باطلًا لعدم اعترافنا بالجميل، فإن النار الأخيرة المعدة للشيطان وجنوده تنتظر أولئك الذين أهملوا النور الإلهي. هكذا تكون نهاية الإنسان غير الشاكر[19].

* لقد أعد الرب منازل كثيرة عند أبيه (يو 2:14)، لكن بالرغم من أن مكان السكنى نجد فيه درجات متنوعة حسب تقدم كل واحدٍ، غير أننا جميعًا سنكون في داخل الحصون، محفوظين في داخل نفس السياج حيث يطرد العدو (الشيطان) وكل جماعته خارجًا[20].

البابا الأنبا أثناسيوس الرسولي
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 04 - 2023, 02:12 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي

كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي


القديس أثناسيوس الرسولي


الإيمان بتنوع المواهب



كان القديس انطونيوس فريدًا في شخصه، امتد أثر نجاحه على مستوى العالم، لا خلال خطة بشرية وضعها أمامه ليحفظها، وإنما خلال إيمانه بأن لكل عضوٍ في الكنيسة دوره الفريد وإن كان يليق بالكل أن يكونوا مخلصين في إيمانهم، جادين في حياتهم. خلال هذه الأمانة يصير كل عضوٍ نموذجًا حيًا في الحياة الروحية الإنجيلية على مستوى العالم عبر الأجيال.

لقد تبنى نظام التوحد ومع هذا مدح القديس باخوميوس لقيامه بنظام الشركة، كما مدح نظام الجماعات الذي تبناه القديس مقاريوس الكبير.

بنفس الروح مع اختلاف المواهب صار أثناسيوس نموذجًا حيًا للراعي المهتم بخلاص شعبه، يقدم لهم غذاء الروح، خلال الإنجيل المفتوح، والإيمان المستقيم، والحياة الكنسية الصادقة.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
كتاب القديس كيرلس الأورشليمي - القمص تادرس يعقوب ملطي
كتاب دعوني أنمو القمص تادرس يعقوب ملطي
كتاب مصر في تاريخ خلاصنا - القمص تادرس يعقوب ملطي
كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي


الساعة الآن 06:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024