|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اتحاد النفس والجسد القديس أغسطينوس أسقف هيبو وفى هذا المثال تتحد طبيعة النفس الروحانية، بطبيعة الجسد المادية الترابية، ويتكون من هذا الاتحاد طبيعة واحدة هي الطبيعة البشرية. هذه الطبيعة التي ليست هي الجسد وحده، ولا النفس وحدها، وإنما هما الاثنان معًا متحدين بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ولا استحالة. فما استحالت النفس إلى جسد، ولا استحال الجسد إلى نفس، ومع ذلك صار الاثنان واحدًا في الجوهر وفي الطبيعة، بحيث نقول إن هذه طبيعة واحدة وشخص واحد. فإن كنا نقبل مثال اتحاد النفس والجسد في طبيعة واحدة، فلماذا لا نقبل اتحاد اللاهوت والناسوت في طبيعة واحدة؟! |
17 - 02 - 2014, 03:45 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب طبيعة المسيح
طبيعة واحدة و طبيعتين هنا ونطرح سؤالًا هامًا بالنسبة إلى تعبير طبيعة واحدة وتعبير طبيعتين: ألا نعترف كلنا أن هذه التي نسميها طبيعة بشرية، كانت فيه قبل الاتحاد طبيعتان: هما النفس والجسد. ومع ذلك فالذين يستخدمون تعبير (الطبيعتين) اللاهوتية والبشرية، لا يتكلمون عن طبيعة النفس وطبيعة الجسد، إنما عن طبيعة واحدة بشرية فى المسيح. فإن كان لابد من التفصيل، فإن هذا سيؤدى إلى أن في المسيح ثلاث طبائع!!! هي اللاهوت، والنفس، والجسد، وكل من هذه الطبائع له كيانه الخاص وجوهره الخاص.. وطبعًا لا يقبل أحد هذا الكلام، لا هذا الجانب ولا ذاك. أما إن قبلنا اتحاد النفس والجسد في طبيعة واحدة في المسيح، واستخدمنا هذا التعبير لاهوتيًا، فإنه يكون من السهل علينا أذن أن أن نستخدم عبارة طبيعة واحدة للمسيح أو طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد.. وكما أن الطبيعة البشرية يمكن أن يقال عنها أنها طبيعة واحدة من طبيعتين، كذلك نقول عن الكلمة المتجسد أنه طبيعة واحدة من طبيعتين. فإن قيل إن إن طبيعة اللاهوت مُغايرة لطبيعة الناسوت، فكيف يتحدان، نقول أيضًا أن طبيعة النفس هي كذلك مُغايرة لطبيعة الجسد، وقد اتحدت معه في طبيعة واحدة هي الطبيعة الإنسانية. ومع أن الإنسان تكون من هاتين الطبيعتين، إلا أننا لا نقول عنه مطلقا أنه اثنان، بل إنسان واحد. وكل أعماله ننسبها إلى هذه الطبيعة الواحدة. وليس إلى النفس فقط، ولا إلى الجسد فقط. فنقول أكل فلان أو جاع أو تعب أو نام أو تألم ولا نقول إن جسد فلان هو الذي أكل أو جاع أو تعب أو نام أو تألم. والمفهوم طبعًا أنه جاع أو نام بالجسد.. لكننا ننسب هذا الأمر إلى الإنسان كله، وليس إلى جسده فقط.. كذلك كل ما كان يفعله المسيح كان ينسب إليه كله، وليس إلى لاهوته وحده أو إلى ناسوته وحده. كما قال لاون في مجمع خلقيدونية وسنشرح هذه النقطة بالتفصيل فيما بعد إن شاء الله.. إن اتحاد النفس والجسد، هو اتحاد ذاتي جوهري حقيقي، اتحاد أقنومى، كذلك اتحاد الطبيعة الإلهية للمسيح بالطبيعة البشرية في رحم العذراء، هو اتحاد أقنومى، ذاتي جوهري حقيقي. وليس مجرد اقتران أو مصاحبة كما يزعم نسطور. ومع أن مثال وحدة النفس والجسد في الطبيعة البشرية هو مثال شامل في أوجه شتى، هي التي قصدناها وحدها، إلا أن هذا التشبيه فيه نقطة نقص، هي إمكانية انفصال النفس عن الجسد بالموت، وعودتها إليه بالقيامة. أما وحدة الطبيعة بين اللاهوت والناسوت في المسيح، فهي وحدة بغير انفصال. فلم ينفصل لاهوته عن ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين. |
||||
17 - 02 - 2014, 03:46 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب طبيعة المسيح
وحدة الطبيعة في الميلاد من الذي ولدته العذراء؟ هل ولدت إلهًا فقط؟ أم إنسانًا فقط؟ أم ولدت إلها وإنسانًا؟ أم ولدت الإله المتجسد؟ من المستحيل أن تكون قد ولدت إلهًا فقط، لأنها ولدت طفلًا رآه الكل. ولا يمكن أن تكون ولدت إنسانًا فقط، لأن هذه هي هرطقة نسطور! ثم ما معنى قول الكتاب "الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تظللك. فلذلك أيضًا القدوس المولود منك يدعى ابن الله" (لو35:1)؟ وما معنى أن ابنها يدعى عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا (متى 23:1): وما معنى قول اشعياء النبي "لأنه يولد لنا ولد، ونعطى ابنًا، وتكون الرئاسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيبًا مشيرًا إلها قديرًا، أبًا أبديًا رئيس السلام" (اش6:9). إذن هو لم يكن مجرد إنسان، وإنما كان ابن الله وعمانوئيل وإلهًا قديرًا. والعذراء أيضًا لم تلد إنسانًا وإلهًا، وإلا كان لها ابنان: الواحد منهما إله، والآخر منهما إنسان. لم يبق إلا أنها ولدت الإله المتجسد. إن المسيح. ليس ابنين، أحدهما ابن لله المعبود، والآخر إنسان غير معبود. ونحن لا نفصل بين لاهوته ناسوته. وكما قال القديس أثناسيوس الرسولى عن السيد المسيح "ليس هو طبيعتين نسجد للواحدة، ولا نسجد للأخرى، بل طبيعة واحدة هي الكلمة المتجسد، المسجود له مع جسده سجودًا واحدًا". ولذلك فإن شعائر العبادة لا تقدم للاهوت وحده دون الناسوت، إذ لا يوجد فصل، بل العبادة هي لهذا الاله المتجسد. إن السيد المسيح هو الإبن الوحيد المولود من جوهر الآب قبل كل الدهور، وهو نفسه ابن الإنسان الذي صار بكرًا وسط اخوة كثيرين (رو29:8). وكما قال عنه أحد الآباء إنه ولد من الآب قبل كل الدهور بغير أم، وولد من العذراء، في ملء الزمان بغير أب. ولذلك قال الرسول "لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة تحت الناموس" (غل40:4). إذن الذي ولد من العذراء هو ابن الله وفي نفس الوقت هو ابن الإنسان كما قال عن نفسه. إن الابن (اللوجوس) قد حل في بطن القديسة العذراء، وأخذ له ناسوتًا منها، ثم ولدته. وليس مثلما يقول نسطور إن العذراء قد ولدت إنسانًا عاديًا، وهذا الإنسان سكن فيه الله فيما بعد، أو حل فيه، أو صار حاملًا لله دون اتحاد طبيعي أقنومى. ولذلك فنحن نقدم العبادة لهذا المولود. ونقول له في تسبحة الثلاثة تقديسات " قدوس الله، قدوس القوى، قدوس الحي الذي لا يموت، الذي ولد من العذراء ارحمنا". كما قال الملاك " القدوس المولود منك يدعى ابن الله. لقد اتحدت في المسيح الطبيعة الإلهية بالطبيعة البشرية في بطن العذراء. لذلك حينما زارت العذراء اليصابات قالت لها تلك القديسة العجوز: "من أين لي هذا، أن تأتى أم ربى إلى" (لو 43:1). وكانت مريم حبلى لم تلد بعد، ودعيت أم الرب. ويقول قانون الإيمان عنه "نؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور.. الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء وتأنس وصلب عنا.. وتألم وقبر وقام.. إذن ابن الله الوحيد هذا هو الذي نزل من السماء وتجسد، فالمركز الأصلي له هو لاهوته الذي نزل في بطن العذراء وتجسد. وليس كما يقول نسطور أن أصله إنسان ثم سكن فيه الله بعد ولادته!! الذي تجسد هو أصلًا ابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور. ولذلك استطاع أن يقول "قبل أن يكون ابراهيم أنا كائن" (يو58:8). والذي قال هذا هو يسوع المسيح وهو يكلم اليهود. ولم يقل لاهوتي كائن قبل ابراهيم، وإنما قال أنا كائن مما يدل على وحدة الطبيعة فيه. |
||||
17 - 02 - 2014, 03:47 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب طبيعة المسيح
إمكانية الوحدة إن هذه الوحدة بين الطبيعة الإلهية والطبيعة الناسوتية أمر ممكن، وإلا ما كان ممكنًا أن تتم. إنها أمر كان في علم الله منذ الأزل. كان يعرفه ويدبره بسابق عمله بما يحتاجه الإنسان من خلاص. ولذلك قال القديس بولس الرسول عن تجسد الرب يسوع: " السر الذي كان مكتومًا في الأزمنة الأزلية. ولكن ظهر الآن وأعلم به جميع الأمم " (رو25:16). بل إن أحد الآباء فيما تأمل في قول الكتاب " ما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على بال إنسان، ما أعده الله للذين يحبونه" (1 كو9:2). وهى عبارة تقال عن النعيم الأبدي.. هذا الأب قال هذا الذي لم يخطر على قلب بشر، أن يصير الله إنسانًا ويصلب ويموت، لكي يفتدينا ويشترينا بدمه. وقال أب آخر إن حضور الله في خليقته يكون بثلاثة أنواع: إما حضور عام بحكم وجوده الإلهي في كل مكان، أو حضور بنعمته في قديسيه. أما النوع الثالث الفريد الذي لم يحدث سوى مرة واحدة، فهو وحدته بأقنومه في المسيح، حينما اتحدت طبيعته الإلهية بطبيعة بشرية في رحم العذراء. |
||||
17 - 02 - 2014, 03:48 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب طبيعة المسيح
طبيعة واحدة للكلمة المُتجسِّد إنها طبيعة واحدة μία φύσις τοῦ θεοῦ λόγου σεσαρκωμένη ولكن لها كل خواص الطبيعتين: كل خواص اللاهوت وكل خواص الناسوت. فيها الناسوت لم يصر لاهوتًا، بل ظل ناسوتًا، ولكنه ناسوت الله الكلمة. والكلمة لم يتحول إلى ناسوت، بل بقى كما اللاهوت مع الناسوت في الجوهر وفي الأقنوم وفي الطبيعة، بدون انفصال. ولم يحدث انفصال بين اللاهوت واللاهوت الناسوت في موت المسيح. وكما نقول في القسمة السريانية عن موته "انفصلت نفسه عن جسده. ولاهوته لم ينفصل قط عن نفسه ولا عن جسده. وهكذا نفسه وهى متحدة باللاهوت ذهبت إلى الجحيم، لتبشر الراقدين على الرجاء.. وتفتح لهم باب الفردوس وتدخلهم فيه. وبقى جسده في القبر متحدًا باللاهوت. وفى اليوم الثالث أتت نفسه المتحدة بلاهوته، لتتحد بجسده المتحد بلاهوته وهكذا صارت القيامة. وأمكن للإله المتجسد القائم من الأموات، أن يخرج من القبر وهو مغلق وعلية حجر عظيم. وأمكن أن يدخل التلاميذ والأبواب مغلقة (يو19:20). فهل دخل من الأبواب المغلقة بلاهوته أم بناسوته؟ أليس هذا دليلًا على وحدة الطبيعة. ومن هذا الذي خرج من القبر؟ أهو لاهوته أم ناسوته، أم هو المسيح الكلمة المتجسد؟ إننا لا نتحدث هنا عن طبيعتين منفصلتين: إله، وإنسان. فهذا التعبير يدل على اثنين لا واحد. وتعبير اثنين لا يدل مطلقًا على اتحاد. فالاتحاد لا يقسم إلى اثنين. وأنا أحب أن استخدم عبارة الاتحاد للتكلم عن الذي حدث في بطن العذراء. أما بعد ذلك فنسميها وحدة الطبيعة. كذلك تعبير اثنين يوحي بالانفصال أو إمكانيته. |
||||
17 - 02 - 2014, 03:50 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب طبيعة المسيح
أهمية الوحدة للكفارة والفداء إن الإيمان بطبيعة واحدة للكلمة المتجسد، هو أمر لازم وجوهري وأساسي للفداء. فالفداء يتطلب كفارة غير محدودة، تكفى لمغفرة خطايا غير محدودة، لجميع الناس في جميع العصور. ولم يكن هناك سوى تجسد الله الكلمة ليجعل بلاهوته الكفارة غير محدودة. فلو أننا تكلمنا عن طبيعتين منفصلتين. وقامت الطبيعة البشرية بعملية الفداء وحدها. لما كان ممكنًا على الاطلاق أن تقدم كفارة غير محدودة لخلاص البشر. ومن هنا كانت خطورة المناداة بطبيعتين منفصلتين، تقوم كل منهما بما يخصها. ففي هذه الحالة، موت الطبيعة البشرية وحدها لا يكفى للفداء. ولذلك نرى القديس بولس الرسول يقول: " لأنهم لو عرفوا لما صلبوا رب المجد" (1كو8:2). ولم يقل لما صلبوا الإنسان يسوع المسيح. إن تعبير رب المجد هنا يدل دلالة أكيدة على وحدة الطبيعة ولزومها للفداء والكفارة والخلاص. لأن الذي صلب هو رب المجد. طبعًا صُلِبَ بالجسد، ولكن الجسد كان متحدًا باللاهوت في طبيعة واحدة. وهنا الأمر الأساسي اللازم للخلاص. ويقول القديس بطرس الرسول لليهود "أنكرتم القدوس البار وطلبتم أن يوهب لكم رجل قاتل. ورئيس الحياة قتلتموه" (أع3:14،15). وهنا أشار إلى أن المصلوب كان رئيس الحياة، وهذا تعبير ألهي، فلم يفصل الطبيعتين مطلقًا في موضوع الصلب لأهمية وحدتهما من أجل عمل الفداء. ويقول القديس بولس الرسول أيضًا في رسالته إلى العبرانيين "لأنه لاق بذاك الذي من أجله الكل وبه الكل، وهو آت بأبناء كثيرين إلى المجد، أن يكمل رئيس خلاصهم بالآلام" (عب10:2). وهنا في مجال آلامه، لم ينس مطلقًا لاهوته، إذ أنه من أجله الكل، وبه الكل. هذا الذي قال عنه في موضع آخر " الكل به وله قد خلق" (كو16:1). والسيد المسيح نفسه حينما ظهر ليوحنا الرائي قال له: " أنا هو الأول وآلا خر والحي وكنت ميتًا". " وها أنا حي إلى أبد الآبدين آمين. ولى مفاتيح الهاوية والموت" (رؤ1: 17،18). فهذا الذي كان ميتًا هو الأول والآخر، وبيده مفاتيح الهاوية والموت. وهكذا لم يفصل لاهوته عن ناسوته هنا وهو يتحدث عن موته. إذن فالذي مات هو رب المجد، ورئيس الحياة، ورئيس الخلاص، هو أيضًا الأول والآخر. إنها خطورة كبيرة على خلاصنا أن نفصل ما بين الطبيعتين أثناء الحديث عن موضوع الخلاص ولعل البعض يقول: ومن هذا الذي فصل؟! أليس مجمع خلقيدونية يقول بطبيعتين متحدتين؟! نعم يقول هذا. ويقول معه طومس لاون أيضًا: إن المسيح اثنان إله وإنسان، الواحد يبهر العجائب، والثاني ملقى للإهانات والآلام..! |
||||
17 - 02 - 2014, 03:51 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب طبيعة المسيح
الطبيعة الواحدة والآلام حقا إن اللاهوت غير قابل للآلام. ولكن الناسوت حينما وقع عليه الألم، كان متحدًا باللاهوت. فنسب الألم إلى هذه الطبيعة الواحدة غير المحدودة. ولذلك نرى أن قانون الإيمان الذي حدده مجمع نيقية المقدس يقول إن ابن الله الوحيد، نزل من السماء، وتجسد وتأنس وصلب عنا على عهد بيلاطس وتألم وقبر وقام.. فرق كبير بين أن نقول إن الناسوت وحده منفصلًا عن اللاهوت قد تألم، وبين أن نقول إن نقول إن الابن الوحيد تجسد وصلب وتألم وقبر وقام. هنا فائدة الإيمان بالطبيعة الواحدة التي تعطى الفداء فاعلية غير المحدودة. فهل تألم اللاهوت إذن؟ نقول إنه بجوهره غير قابل للألم.. ولكن المسيح تألم بالجسد، وصلب بالجسد. ونقول فى قطع الساعة التاسعة "يا من ذاق الموت بالجسد في وقت الساعة التاسعة..". مات بالجسد، الجسد المتحد باللاهوت. فصار موته يعطى عدم محدودية للكفارة. وقد قدم لنا الآباء مثالًا جميلًا لهذا الموضوع وهو الحديد المحمى بالنار. مثال اللاهوت المتحد بالناسوت: فقالوا إن المطرقة وهى تطرق الحديد إنما تضرب الحديد المحمى بالنار فتقع على الاثنين. ولكن الحديد يتثنى (يتألم) بينما النار لا يضرها الطرق بشيء. ومع ذلك فهي متحدة بالحديد أثناء طرقه. وفى صلب المسيح يقدم لنا الكتاب آية جميلة جدًا في حديث القديس بولس الرسول مع أساقفة أفسس حيث قال "لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه" (أع28:20). ونسب الدم هنا إلى الله، بينما الله روح، والدم هو دم ناسوته. ولكن هذا التعبير يدل دلالة عجيبة جدًا على الطبيعة الواحدة للكلمة المتجسد، حتى أن ما يتعلق بالناسوت يمكن أن ينسب في نفس الوقت للاهوت، بلا تفريق إذ لا يوجد انفصال بين الطبيعتين. إن انفصال الطبيعتين الذي ناد به نسطور لم يستطع أن يقدم حلًا لموضوع الكفارة والفداء. وقد حرصت الكنيسة على تعبير الطبيعة الواحدة من أجل أهمية هذا الموضوع، كما لباقي النتائج أيضًا المترتبة على وحدة الطبيعة. ونحن في التعبيرات العادية نقول فلان مات، ولا نقول أن جسده فقط قد مات، إن كانت روحه على صورة الله وهبها الله نعمة الخلود.. والروح لا تموت. وإن كان الهدف الأول من التجسد هو الفداء. والفداء لا يمكن أن يتم عن طريق الطبيعة البشرية وحدها، إذن الإيمان بطبيعة واحدة للكلمة المتجسد أمر جوهري لا يستطيع أحد أن ينكره ولا يمكن أن يتم الفداء إن قلنا أن الناسوت وحده هو الذي له الآلام والصليب والدم والموت. انظر إلى الكتاب كيف يقول عن الله الآب: " الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين" (رو 32:8). وقوله أيضًا " هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به" (يو16:3). ويقول أيضًا "هو أحبنا أرسل ابنه كفارة لخطايانا" (1يو 10:4). إذن فالذي بذله الآب هو الابن، والابن الوحيد، أي الاقنوم الثاني، الكلمة.. ولم يقل بذل ناسوته أو أي شيء من هذا القبيل، مع أنه مات على الصليب بالجسد ولكن هذا دليل كبير على وحدة طبيعة الله الكلمة، وأيضًا أهمية هذه الوحدة من أجل عمل الفداء. ويقول أيضًا في هذا المجال عن الله الآب، الذي أنقذنا من سلطان الظلمة، ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته، الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا، الذي هو صورة الله غير المنظور.." (كوا:13-15). حينما يتحدث عن مغفرة الخطايا بدم المسيح، ينسب هذا إلى الابن الذي هو صورة الله غير المنظور الذي له الملكوت. وهذا دليل آخر على وحدة الطبيعة واهتمام الكتاب بها في موضع الفداء. ومثال آخر مشابه، ظهر في حديث المسيح عن الكرامين الأردياء. يقول إن صاحب الكرم أرسل أخيرًا ابنه لهؤلاء الكرامين. فلما رأوا الابن.. أخذوه وأخرجوه خارج الكرم وقتلوه" (متى 21: 37-39). وهنا ينسب الموت إلى الابن، ولم يقل إلى ناسوته. فما أعمق هذا الكلام عن الطبيعة الواحدة. ويعوزنا الوقت إن تحدثنا عن باقي الأمثلة. نكتفى بهذا الآن. في كل هذه الأمثلة نرى أن الكتاب – وعلى لسان السيد المسيح نفسه – لا يفصل مطلقًا بين طبيعة المسيح ناسوتيًا أو لاهوتيًا، إنما يتكلم عنها كطبيعة واحدة ما يقوله عن ابن الله، هو ما يقوله عن ابن الإنسان. |
||||
17 - 02 - 2014, 03:54 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب طبيعة المسيح
تعبير ابن الإنسان استخدام عبارة ابن الإنسان في مناسبات تدل على اللاهوت: لاشك أن عبارة ابن الإنسان تعبر عن ناسوت المسيح، كما أن عبارة ابن الله تدل على لاهوته. ومع ذلك فإن السيد المسيح استخدم عبارة ابن الإنسان في مواضع كثيرة نذكر منها: 1- شرح أن ابن الإنسان موجود في السماء وعلى الأرض: وذلك في قوله لنيقوديموس "ليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يو13:3). فمن هو هذا ابن الإنسان الذي نزل من السماء؟ والذي هو من السماء ويكلم نيقوديموس على الأرض؟ أهو الطبيعة الإلهية أم الطبيعة البشرية؟ لا يمكن أن يكون هو الكلمة المتجسد. فهذه العبارة واضحة جدًا في اثبات الطبيعة الواحدة. 2- وقال " إن ابن الإنسان هو رب السبت أيضًا" (متى 8:12). فإن كان تعبير ابن الإنسان يعنى الطبيعة البشرية، وفي نفس الوقت هو رب السبت أي الله، إذن فقد اجتمع اللاهوت والناسوت معًا في تعبير واحد. وهذا دليل على وحدة الطبيعة. 3- قال إن ابن الإنسان له سلطان على الأرض أن يغفر الخطايا (متى 6:9). بينما لا يغفر الخطايا إلا الله وحده. فهل الذي قال للمفلوج " مغفورة لك خطاياك " هو الناسوت أم اللاهوت؟ أليس حسنًا نقول إنه الكلمة المتجسد. 4- قال إن ابن الإنسان هو الذي سيدين العالم. فهل الطبيعة البشرية هي التي ستدين العالم أم اللاهوت؟ يقول إن ابن الإنسان سوف يأتى في مجد أبيه مع ملائكته. وحينئذ يجازى كل واحد بحسب عمله (متى 27:16). نلاحظ هنا أنه يقول ابن الإنسان وفي نفس الوقت يقول. " في مجد أبيه". أي يجمع بين كونه ابن الإنسان وابن الله في عبارة واحدة، مما يدل على وحدة الطبيعة. ويقول ابن الإنسان مع ملائكته بينما تعبير ملائكته يدل على لاهوته. وهكذا نرى هنا أن تعبير ابن الإنسان، لا يمكن أن يدل على الطبيعة الإنسانية وحدها ولا على الطبيعة اللاهوتية وحدها. وإنما على وحدة الطبيعة أي الطبيعة الواحدة التي للكلمة المتجسد. 5- ونفس التعبير نجده في (متى 25:31-34) " ومتى جاء ابن الإنسان في مجده، وجميع الملائكة والقديسين معه، فحينئذ يجلس على كرسى مجده.. ويقيم الخراف عن يمينه، والجداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين عن يمينه. تعالوا إلى يا مباركي أبى رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم". هنا ابن الإنسان، وأبى في عبارة واحدة. أي أن المتكلم هو ابن الإنسان، وهو ابن الله في نفس الوقت. وابن الإنسان هو الذي سيدين العالم، بينما الدينونة هي للابن ابن الله (يو22:5). وهنا وحدة الطبيعة واضحة. 6- وقال لرئيس الكهنه (في محاكمته) " من الآن تبصرون ابن الإنسان جالسًا عن يمين القوة، وآتيًا على سحاب السماء" (متى 26:63-65). وفي ذلك قال القديس اسطفانوس وقت استشهاده " ها أنا أنظر السماء مفتوحة، وابن الإنسان قائم عن يمين الله" (أع 56:7). فمن هذا القائم عن يمين الله؟ والجالس عن يمين القوة والآتي على سحاب السماء؟ هو الطبيعة البشرية أم الطبيعة اللاهوتية؟ لا نستطيع هنا أن نفصل أو نميز، بل نقول أنها الطبيعة الواحدة طبيعة الكلمة المتجسد. 7- وهو كابن الإنسان يدعو الملائكة ملائكته والمختارين مختاريه. إذ يقول " يبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير، فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت، فيجمعون مختاريه.." (متى 24: 29-31). وهنا كابن الإنسان يتصرف كإله ولا نستطيع في هذه العبارة أن نقول هنا الطبيعة البشرية وهنا الطبيعة الإلهية. فالمتكلم هو يسوع ابن مريم، والمتكلم في نفس الوقت هو ابن الله ديان الأرض كلها، الذي له سلطان على الملائكة يرسلهم. وله سلطان على البشر يجمع مختاريه من أقصاء السماوات إلى أقصائها. إنها طبيعة واحدة لا فصل فيها. 8- قال السيد المسيح أيضًا في حديثه مع تلاميذه: " فإن رأيتم ابن الإنسان صاعدًا حيث كان أولًا" (يو 62:6). المهم هنا في عبارة (حيث كان أولًا). أي أنه كان أولًا في السماء. والمعروف طبعًا أن الذي كان في السماء هو اقنوم الابن. ولكن هنا لوحدة الطبيعة يقول عن ابن الإنسان، ما يقوله عن اقنوم الكلمة، لأنه هو الكلمة المتجسد. وهذا يطابق أيضًا قوله لنيقوديموس عن ابن الإنسان، إنه هو الذي نزل من السماء (يو13:3)، بينما الذي نزل من السماء هو اقنوم الابن أي اللاهوت. وبنفس هذا المعنى يقول بولس عن السيد إنه " الرب من السماء" (اكو 47:15). |
||||
17 - 02 - 2014, 03:55 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب طبيعة المسيح
شهادة نصوص كتابية بخصوص الطبيعة الواحدة آيات كثيرة من الكتاب تثبت الطبيعة الواحدة: 1- شهادة من الله الآب نفسه يقول عن يسوع الذي يعمده يوحنا المعمدان "هذا هو ابني الوحيد الذي به سررت" (متى 17:3). وطبعًا لم يقل هذا هو ناس، لأن ناسوته غير منفصل عن لاهوته لحظة واحدة ولا طرفة عين. وعبارة (هذا) لا تطلق على اثنين، بل على مفرد. وهنا تطلق على الطبيعة الواحدة التي للكلمة المتجسدة. 2- ونفس التعبير قاله القديس يوحنا المعمدان، إذ أشار إلى المسيح وقال " هذا الذي قلت عنه إن الذي يأتى بعدى صار قدامى، لأنه كان قبلي" (يو1: 15،30). فكيف يكون بعده وقبله؟ إنه بعده في الميلاد الجسدي، وقبله باللاهوت. ولكن المعمدان لا يفصل بين الناسوت واللاهوت، وإنما يقول (هذا) الذي أمامي (الكلمة المتجسد) كان قبلي. واضح هنا وحدة الطبيعة. إن الذي يعمده هو نفسه الذي كان قبله. 3- يقول القديس يوحنا الإنجيلي " الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب خبر" (يو18:1). والابن الوحيد هو الله الكلمة، الاقنوم الثاني، فكيف أنه أعطانا خبرًا عن الآب؟ لاشك حينما تجسد. فهل الذي خبر هنا هو الناسوت، إنه يقول عنه " الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب " بينما خبرنا ناسوته. وهذا دليل على وحدة الطبيعة. 4- ونفس الكلام يقوله نفس الرسول في رسالته الأولى " الذي كان من البدء، الذي سمعناه الذي رأيناه الذي شاهدناه ولمسته أيدينا" (1يو1:1). وإنه يقول عن هذا الذي رأوه ولمسوه إنه الذي كان من البدء أي الله: فكيف رأوا الله ولمسوه، إلا إن كان هو الكلمة المتجسد. لأن الكلام هنا ليس عن الناسوت وحده ولا يلمس بالأيدي. 5- وبنفس المعنى نأخذ حديث السيد المسيح مع الرجل الذي ولد أعمى ومنحه الرب البصر. إنه يسأل من هو ابن الله، فيقول له الرب " قد رأيته. والذي يتكلم معك هو" (يو9:35-37). وابن الله هو الله الكلمة أي اللاهوت. والذي يتكلم معه أهو الناسوت؟ لا يمكن أن يكون الناسوت وحده لأنه يقول له إنه هو ابن الله. إذن فهو الله المتجسد، الذي ظهر في الجسد (1تى 16:3). 6- يقول القديس بولس الرسول عن بنى إسرائيل حينما كانوا في برية سيناء " وجميعهم شربوا شرابًا واحدًا روحيًا، لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم، والصخره كانت المسيح" (1كو 4:10). والمعروف أن بنى إسرائيل هؤلاء، كانوا في برية سيناء قبل ميلاد المسيح بأربعة عشر قرنًا فكيف يكون معهم يرتوون منه؟ إلا لو كان يتكلم عن الطبيعة اللاهوتية التي هي الله الكلمة. والله الكلمة لم يصر اسمه المسيح إلا بتجسده. ولكن نظرا للطبيعة الواحدة، لم يستطع الرسول أن يفصل. فتكلم عن أزلية المسيح ووجوده قبل مولده. ويتابع الرسول كلامه بنفس المعنى فيقول " ولا تجرب المسيح كما جرب أناس منهم فأهلكتهم الحيات" (1كو 9:10). 7- من الذي سجد له المجوس (متى 11:2)؟ هل سجدوا للاهوت وحده؟ كلا، إنهم سجدوا لطفل في مزود وقدموا له هدايا. أم تراهم سجدوا للناسوت؟ إن الناسوت لا تقدم له العبادة. إذن لا جواب سوى أنهم سجدوا للإله المتجسد، كما المولود أعمى فيما بعد. وكما سجد الذين كانوا في السفينة لما انتهر الرب الرياح ومشى على الماء لقد سجدوا له ليس مجرد احترام. وإنما "جاءوا وسجدوا له قائلين: بالحقيقة أنت ابن الله" (مت 23:14). 8- كذلك نسأل: من الذي مشى على الماء وانتهر الريح؟ أهو اللاهوت أم الناسوت؟ لا شك أنه الكلمة المتجسد. وهكذا باقي المعجزات: من الذي كان يصنعها؟ أهو اللاهوت وحده؟ إذن ما معنى عبارة " كان يضع يده على كل واحد فيشفيه" (لو40:4). وما معنى أن نازفة الدم لمست هدب ثوبه فشفيت (مر5غ 29). وفي شفاء المولود أعمى. من الذي تفل على الأرض وضع من التفل طينًا، وطلى بالطين عيني الأعمى (يو6:9)؟ لا شك أن الذي صنع هذه المعجزات كلها وشبيهاتها كثيرات هو السيد المسيح "الكلمة المتجسد" ويقول القديس يوحنا الإنجيلي " وآيات أخرى صنعها يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب" (يو30:20). لاحظ هنا عبارة (يسوع). نكتفى بهذه الأمثلة الآن، لأننا لو تابعنا ما في الكتاب، فلن ندخل تحت حصر، لأن لغة الطبيعة الواحدة شاملة فيه. لذلك ننتقل حاليًا من الحديث عن الطبيعة الواحدة، إلى موضوع يتصل بها وهو المشيئة الواحدة. |
||||
17 - 02 - 2014, 03:57 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب طبيعة المسيح
المشيئة الواحدة والفعل الواحد هل السيد المسيح له مشيئتان وفعلان، أي مشيئة إلهية ومشيئة بشرية. وفعلان أي فعل باللاهوت، وفعل بالناسوت. إننا الذين نستخدم تعبير طبيعة واحدة للكلمة المتجسد كما استخدمه من قبل القديس كيرلس الكبير: نؤمن أن له مشيئة واحدة وفعل واحد. وطبيعي أنه مادامت الطبيعة واحدة، تكون المشيئة واحدة، وبالتالي يكون الفعل واحدًا. إن ما يختاره اللاهوت، لا شك أنه هو نفسه ما يختاره الناسوت، لأنه لا يوجد تناقض مطلقًا بينهما في المشيئة والعمل. والسيد المسيح قد قال " طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله" يو34:4) وهذا دليل على أن مشيئته هي مشيئة الآب. وقد قال عن نفسه في ذلك " لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئًا إلا ما ينظر الآب يعمله. لأنه مهما عمل ذاك، فهذا يعمله الابن كذلك" (يو19:5). وهو لا يطلب لنفسه مشيئة خاصة غير مشيئة الآب، لذلك يقول " لأني لا أطلب مشيئتي، بل مشيئة الذي أرسلني" (يو38:6). واضح أن الآب والابن في الثالوث القدوس لها مشيئة واحدة، لأنه قال " أنا والآب واحد" (يو30:10). ومادام هو واحدًا معه في اللاهوت، فبالضرورة يكون واحدًا معه في المشيئة. والابن كان في تجسده على الأرض ينفذ مشيئة الآب السماوي، إذن لابد كانت له ولناسوته مشيئة واحدة. لأنه ما هي الخطيئة سوى أن تتعارض مشيئة الإنسان مع الله. والسيد المسيح لم تكن فيه خطيئة البتة، حاشا.. بل قال لليهود متحديًا " من منكم يبكتني على خطية" (يو46:8) وإذن كانت مشيئته هي مشيئة الآب. إن البشر القديسين الكاملين في تصرفاتهم، يصلون إلى اتفاق كامل بين مشيئتهم ومشيئة الله: بحيث تكون مشيئتهم هي مشيئة الله، ومشيئة الله هي مشيئتهم. وكما قال القديس بولس الرسول " وأما نحن فلنا فكر المسيح" (1كو16:2). ولم يقل صارت أفكارنا متمشية مع فكر المسيح، بل لنا فكر المسيح. وهنا الوحدانية. فإن كان قد قيل هذا مع الذين يعمل الرب معهم وفيهم، فكم بالأكثر تكون الوحدة بين الكلمة وناسوته في المشيئة والفكر والعمل، وهو الذي قد اتحد اللاهوت فيه بالناسوت اتحادًا أقنوميًا جوهريًا ذاتيًا، بغير افتراق، لم ينفصل عنه لحظة واحدة ولا طرفة عين إن لم تكن هناك وحدة بين لاهوت المسيح ناسوته في المشيئة، فهل يكون هناك تعارض إذن أو صراع داخلي، حاشا. وكيف إذن يكون المسيح قدوة لنا ومثالًا، حتى كما سلك ذاك نحن أيضًا (1يو 6:2). البر الكامل الذي عاش فيه المسيح القدوس كان مشيئة ناسوته كما هو مشيئة لاهوته. وكذلك كان خلاص البشر، أي الرسالة التي جاء من أجلها المسيح وقال " ابن الإنسان قد جاء لكي يخلص ما قد هلك" (متى11:18). وهذه نفس مشيئة الآب الذي "أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا" (1يو10:4). إذن فالصلب اختاره اللاهوت والناسوت. ولو لم تكن مشيئة واحدة، ما كان يقال أن المسيح مات بإرادته عنا. ومادامت المشيئة واحدة، لابد أن يكون الفعل واحدًا: وهنا لا نفرق بين الطبيعتين. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مخطوطة عن كتاب “آدم سميث” “طبيعة وأسباب ثروة الأمم” |
طبيعة المسيح |
طبيعة المسيح |
كتاب طبيعة السيد المسيح لقداسة البابا شنودة الثالث |
كتاب المسيح حياته - أعماله كتاب للأب المتنيح القمص متى المسكين |