|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عذراء القبلة الحلوة عذراء القبلة الحلوة Γλυκοφιλούσα: هذه الأيقونة موجودة في الجبل المقدس في دير فيلوثيو Ιερά Μονή Φιλοθέου. تعود هذه الأيقونة إلى أيام الملك ثاوفيلوس المحارب للأيقونات. في ذلك الزمان كان أمير اسمه سمعان وكانت له دالة كبيرة على الملك وكان متزوجاً من امرأة فاضلة وورعة وتقية اسمها فكتوريا. هذه المرأة الفاضلة كانت تكرّم الأيقونات وكانت تحتفظ بهذه الأيقونة سرًا في بيتها. عندما عرف سمّعان رجلها بوجود الأيقونة عند زوجته طلب منها الأيقونة ليحرقها خوفاً من أن يعلم بوجودها الملك وجنوده فيقع تحت اللوم والتوبيخ. إلا أن الزوجة التقية فكتوريا فضّلت أن ترمي هذه الأيقونة في البحر على أن تسلمها لمحاربي الأيقونات وهكذا كان الأمر. بعد مدة ظهرت هذه الأيقونة في البحر بالقرب من جبل آثوس مقابل دير فيلوثاوس. فقبلها الرهبان باحتفال كبير ووضعوها في كنيستهم الكبرى. والمكان الذي وجدت فيه الأيقونة قرب الشاطئ أطلق عليه الرهبان اسم (الماء المقدس) وفي كل عام يوم اثنين الفصح يقومون بزياح كبير من الدير إلى هذا المكان حاملين هذه الأيقونة المقدسة. لقد أظهرت السيدة العذراء بواسطة أيقونتها هذه عجائب مختلفة. من هذه العجائب أنه في أحد الأيام أتى زائر إلى الدير ودخل كنيسته، وبعد أن سجد للأيقونة المقدسة ورأى ما عليها من الجواهر والقطع الذهبية، غرّه الشيطان، فسرق من أمام الأيقونة بعض هذه القطع وفرّ بها هارباً. ثم دخل مركباً وانطلق في البحر، فبعدما أقلع المركب وسار مسافة قليلة، وقف ! ولم يتمكن قائد المركب أن يواصل سيره بالرغم من كل محاولاته. فتعجب جميع الركاب لهذا الحادث. شعر رهبان الدير بسرقة القطع الذهبية من أمام الأيقونة فأخذوا يفتشون، ويبحثون عن السارق ولكنهم لم يعثروا على أحد. لاحظ الرهبان وجود المركب في وسط البحر ساكناً في مكانه، فأرسلوا بعض الرهبان من أجل المساعدة، ولما وصلوا إلى المركب، اعترف السارق بما فعل، وردّ القطع المسروقة، فللوقت عاد المركب إلى وضعه الصحيح، فعاد الرهبان إلى قاربهم وسار المركب في البحر بلا مانع وكأن شيئاً لم يكن. ففرح الرهبان وأدوا مجداً لله وشكروا السيدة العذراء التي أظهرت قوتها بنوع عجيب. وهذه عجيبة أخرى من عجائب هذه الأيقونة، وهي أن أحد الزوار جاء إلى الدير، وطلب من الرهبان أن يقصّوا له عجائب السيدة العذراء التي تمت في دير هم، فقصّ له أحد الرهبان عما كان يعرفه بكل بساطة. ولكن الزائر اعتبر أن كل هذه الأخبار خرافات وحكايات لا تصدق. بعد قليل صعد الزائر إلى مكان مرتفع في الدير، فسقط من فوق إلى أسفل، عندئذٍ شعر بأن ذلك كان قصاصاً له بسبب قلة إيمانه، فصرخ للحال: "يا والدة الإله أعينيني". فلم يصبه أدنى ضرر، فأسرع للاعتراف بما حدث له. |
18 - 11 - 2016, 04:33 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أيقونات العذراء العجائبية وجميع القديسين
شرح أيقونة القدّيس النبي ايلّيا للنبي* إيليّا* أكثر* من* أيقونة،* بعضها* يصوّره* جالسًا* متأملًا* أمام* المغارة،* فوقه* غراب* حامل* في* فمه* خبزةً* يجلبه* له. وفي* أيقونة* أخرى،* نرى* النبي* إيليّا* جالسًا* في* مركبةٍ* من* نار،* تجرّها* أحصنةٍ* نحو* السماء،* تلفّها* غيومًا* بيضاء* * اللون* الأحمر* طاغٍ* في* الأيقونة،* نراه* أولاً* في* النار* حول* النبي* إيليا،* وهي* تدلّ* على* قلب* إيليّا* المشتعل* دائمًا* بحبّ* الله* وغيرته* الكبيرة* على* بيت* الرّب* وكلمته*. *- الأحصنة* لونها* أحمر* دلالة* على* الاندفاع* الدائم* لكلمة* الله* وخدمته،* والمركبة* المتّجهة* نحو* السماء،* هي* موطن* القدّيسين* الذي* يحبّه* الله*. *- الغيوم* ترمز* إلى* العاصفة* التي* حملت* المركبة* إلى* السماء،* أما* اللون* الأبيض* فيدلّ* على* طهارة* الرّب* ونقاوته*. فالسحاب* علامة* على* حضور* الله* وعظمته*. * - نرى* النبي* إليشاع* إلى* جانب* المركبة* السفليّ* يحمل* عباءة* النبي* إيليا* دلالةً* على* أنّه* تلميذه* الذي* سيسير* على* خطاه،* ولونها* الأحمر* يدلّ* على* المجد* الإلهيّ* الذي* يعطيه* الرّب* لكل* من* يتقدّس* باسمه*. * - أمّا* إلى* الجهة* الشمالية،* فنرى* النبيّ* إليشاع* يضرب* النهر* بالعباءة،* ليشقّه* قسمين،* فيمرّ* إلى* القسم* الآخر*. وترمز* العباءة* إلى* النعمة* الإلهيّة* التي* يحصل* عليها* القدّيسون،* وإلى* قوّة* شفاعتهم* عند* الله،* فحتّى* العباءة* باتت* مقدّسة* ومغلّفة* بالنار*. *- الخلفية* الصفراء* ترمز* إلى* مجد* الملكوت* الصافي* الذي* يدعونا* إليه* الرّب،* والنور* المشرق* في* أعلى* الأيقونة،* هو* نور* الرّب* الذي* يضيء* على* الناس* جميعًا،* مهما* تكن* جنسيتهم،* وأينما* كانوا*. * - ثياب* النبي* إيليا* هي* خضراء،* دلالةً* على* تجدّد* الحياة* الدائمة* بالروح* القدس،* التي* يعطيها* الله* لكلّ* من* يحبّه* ويتّكل* عليه* ويجاهد* في* حياته* ليبقى* معه*. |
||||
18 - 11 - 2016, 04:35 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أيقونات العذراء العجائبية وجميع القديسين
شرح أيقونة عيد العنصرة " ستنالون قوة متى حلّ الروح القدس عليكم وتكونون لي شهوداً"(أع8:1) تجسّد هذه الأيقونة حلول الروح القدس على التلاميذ بشكل ألسنة ناريّة، ابتدأ على أثره التلاميذ يشهدون للرّب دون خوف. فإنه عيد تأسيس الكنيسة ومولدها. - بعد الفصح أي القيامة شهدنا الصعود وها الآن العنصرة. وهي المرحلة الثالثة في الكنيسة، في العهد الجديد: فالمرحلة الأولى هي: من البشارة الى الصليب، والمرحلة الثانية هي من الصليب الى القيامة، والمرحلة الثالثة من القيامة الى العنصرة مروراً بالصعود. - الروح القدس قوّى التلاميذ وأضاء لهم كلّ شيء من جديد. فهموا الكتب، الأحداث التي حصلت معهم... فهذه هي معموديتهم بالروح. - حدث العنصرة يعيدنا إلى برج بابل ولكن هذه المرة بالعكس. كانوا يتكلمون لغة واحدة ثم ما عادوا يفهمون على بعضهم البعض، وأما الآن فتكلّموا بلغات مختلفة ولكنهم فهموا على بعضهم البعض. - مكان العنصرة: العليّة. وهذا يعيدنا بالذاكرة الى العشاء السرّي في علّية صهيون. - الرداء الأحمر فوق ما يرمز الى العلّية يشير الى المجد الإهي الذي كان يظلّل المكان. ونراه في عدة أيقونات مختلفة. - وضعية التلاميذ وعددهم: كما في الصعود، إثني عشر مع بولس الرسول، ستة من كلّ جهة، أما المكان الوسطي الذي يشكّل مكان الرئيس فهو شاغر، لأن هذا هو مكان الرّبّ يسوع رئيس الكنيسة الدائم. - يجلس التلاميذ على مقعد نصف دائري وكأنهم في مجلس أعلى، وهذا يذكرّنا بما قاله الرّبّ يسوع: ستجلسون معي وتدينوا الأمم. - التلاميذ هم على هذا الشكل: 1- من اليمين: بولس، يوحنا، لوقا، اندراوس، برثلماوس وفيليبس. 2- من جهة اليسار: بطرس، متى، مرقس، يعقوب، سمعان، توما. - على خلاف الصعود، لا نجد مريم في هذه الأيقونة، وذلك لأن مريم نالت معموديتها يوم حلّ عليها الروح القدس في البشارة. - بطرس يحمل ملفّاً يدل أنه كتب رسالتين، بولس رسول الامم ويحمل مجموعة رسائل ولوقا ومتى ومرقس ويوحنا يحملان أناجيل كونهم كتبوا أناجيل. وكل من بشّر في المسكونة يحمل ملفّاً. - الرجل المسّن في الأسفل يمثل المسكونة التي تنتظر البشارة لهذا نجده داخل كهف مظلم لأن نور المسيح لم يدركه بعد. وهو مسنّ لأنه يمثّل الخليقة جمعاء الثاقلة تحت ثقل الخطيئة. ويحمل بين يديه قطعة من القماش وضع عليها إثني عشر ملفاً رمزاً للرسل الإثني عشر الذين حملوا البشارة الى العالم وعلى أيديهم تأسست المسكونة. - طروبارية العنصرة، نجدها في هذه الأيقونة: - الصيادين هم الرسل، المسكونة تتمثّل بالشيخ الذي يقف في الوسط، والروح القدس بالألسنة النارية الهابطة من فوق." أسكب عليهم روحي- يوئيل". ومعمودية الروح القدس تنشئ ولادة جديدة: الروح القدس في البشارة، كانت نتيجته ولادة المخلّص، وأما الآن فهي ولادة الكنيسة. |
||||
18 - 11 - 2016, 04:37 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أيقونات العذراء العجائبية وجميع القديسين
أيقونة دخول السيّد إلى الهيكل أيقونة دخول السيّد إلى الهيكل تُتَرجم ببساطتها ما كتبه الإنجيلي لوقا في الإصحاح الثاني من إنجيله. عناصرها الأساسيّة ثابتة وهي : - الطفل يسوع. - العذراء مريم والدة الإله. - يوسف خطيب مريم. - سمعان الشيخ. - حنّة النبيّة. - المذبح الذي يعلوه قبة قائمة على أربعة عواميد. القبّة ترمز إلى الرّب الضابط الكلّ والعواميد الأربعة إلى الإنجيليين الأربعة. ولكن طبعًا هناك مدارس عدة في كتابة الأيقونة (نقول الأيقونة تُكتب ولا تُرسم) فقد نشاهد تنوّعًا في ألوان الثياب، وتمايزًا في خلفيّة الأشخاص والمذبح والهيكل. كذلك نرى في بعض الأيقونات الرّب يسوع في يدي العذراء مريم وسمعان الشيخ ينتظر اللقاء، وفي أيقونات أخرى نشاهد يسوع محمولاً على ذراعي سمعان الشيخ إمّا يشير إلى العذراء وإمّا يبارك سمعان، وقد تم اللقاء. وقد تختلف وضعيّة الأشخاص في الأيقونة وتوزيعهم. وعلى الرغم من هذا التنوع يبقى الحدث الأساسي دائمًا في الوسط: الرّب يسوع وخلفه العذراء مريم أمّ النور، ويقابلهما سمعان الشيخ نفسه. وجه يسوع بالغٌ دائمًا وهذا يشير إلى ألوهيته بمعنى أنه كان موجودًا قبل أن يتجسّد. في هذه الأيقونة مثلًا ، نشاهد: 1- سمعان الشيخ يحمل الطفل بوقار واحترام: ما أجمل هذا اللقاء: سمعان الشيخ، القديم الأيام يلتقي الله الظاهر بالجسد. الشيخ يحتضن الإله طفلاً، سائلاً الله أن يطلقه، ليصير طفلاً في ملكوته. 2- الطفل يسوع يُشير بيده إلى العذراء مريم لأنها والدة الإله: فهذه هي أمّه وأمّ البشريّة جمعاء. 3- مريم تنحني إزاء الحدث الإلهي وترفع يديها قبولاً لمشيئة الله، وهي تُصغي لكلام سمعان الشيخ: فهو يبشّرها بالصليب والقيامة معًا، وهي تضع كلّ شيء في قلبها بنور البشارة والنعمة الإلهيّة. 4- لباس والدة الإله من الخارج داكنٌ إشارةً إلى المجد الإلهي والصبر والجهاد الحسن من دون كللٍ ولا ملل. 5- حنة النبيّة تقف خلف العذراء، تنظر إلى يوسف، وتشير بيدها إلى يسوع علامةً لتحقيق النبؤة. 6- لباس حنّة أخضر، رمزًا للحياة الجديدة بالرّب يسوع. 7- الراية في اليد اليسرى لحنة النبيّة مدوّن عليها: هذا الصبي ثبّت السماء والأرض، به كوّن كلّ شيء ومن دونه لم يكن شيء. 8- القدّيس يوسف يحمل حمامتين كعادة اليهود للذبيحة والتطهير كما ترمزان أيضًا إلى طبيعتَي يسوع الإلهية والبشرية وإلى العهدَين القديم والجديد. |
||||
18 - 11 - 2016, 04:44 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أيقونات العذراء العجائبية وجميع القديسين
شرح أيقونة الظهور الإلهيّ الموجودة في دير السيّدة - كفتون شرح أيقونة الظهور الإلهيّ - دير السيّدة - كفتون تعريف: هي أيقونة تعود إلى القرن الثالث عشر محفوظة في دير سيّدة كفتون - لبنان. لهذه الأيقونة مميّزات عديدة ومختلفة عن باقي الأيقونات التي تعبّر عن الظهور الإلهيّ، وسنأتي على شرحها تباعًا. - الأيقونة بطول 104سم * 76سم، ذات وجهين: وجه عليه أيقونة لوالدة الإله ووجه عليه أيقونة الظهور الإلهيّ. - هي مصنوعة من خشب، ومكتوبة (نقول الأيقونة تُكتب ولا تُرسم لأنها صفحة إنجيليّة) بطريقة ال Tempera حيث يُستعمل صفار البيض مع ألوان نباتيّة طبيعيّة والصمغ العربيّ أو الغراء الحيوانيّ. أقسام الأيقونة الرئيسيّة: تتألّف الأيقونة من سبعة أقسامٍ تتوالى بحسب الأشخاص والمشاهد فيها، وسنقوم بِشَرحِها قسمًا قسمًا، على التّوالي، لا على حسب الأولويّة أو الأهمّيّة. 1- الحمامة: - هي تمثّل الروح القدس تماشيًا مع ما قاله الإنجيل: "وإذا السماوات قد انفتحت له، فرأى روح الله نازلًا مثل حمامة وآتيًا عليه" (مت 16:3). - تشير الحمامة أيضًا إلى عهد السلام الآتي في العهد الجديد، وهذا يذكّرنا بالحمامة التي أرسلها نوح من السفينة وبشّرته بنهاية الطوفان، وهنا أيضًا نبشَّر بنهاية الموت وتحرُّرِنا من الخطيئة إذا جعلنا المسيح سيّدًا على حياتنا حقًّا. - شكل الحمامة في هذه الأيقونة معروفٌ في بلادنا الأنطاكيّة، وهي تتميز بالشكل واللون، فلا هالةَ حولها، بل تتوجّه مباشرة إلى المسيح، ولونها أصفر أي ذهبيّ، وهو لون الملكوت الصافي. - نصف الدائرة فوق يشير إلى كمال الله، وإلى قبّة السماء التي انفتحت في هذا الحدث العظيم. - الشعاع ثلاثيّ الأبعاد يدلّ على طبيعة الله الثالوثيّة ويسير في ثلاث خطوط متوازية، دلالةً على الأقانيم الثلاثة المتساوية في الجوهر: آب وابن وروح قدس إله واحد» - دلالتها على السيّد تذكّرنا بنجم أيقونة الميلاد الذي قاد المجوس إلى المخلّص، فأتوا وآمنوا به وسجدوا له، ودعوتنا أن نتمثّل بهم. - أمّا وضعيّتها فتشير إلى الصفحة الأولى من سفر التكوين: « في البدء خلق الله السموات والأرض، وكانت الأرض خربة خالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرفّ على وجه المياه»، وقال الله ليكن نور فكان نور. - من هنا يدعى أيضًا هذا العيد عيد الأنوار إلى جانب تسميته بالظهور الإلهيّ، إذ تمّ فيه تمّ أوّلُ ظهور وكشف إلهيّ ثالوثي في العهد الجديد بشكل علنيّ. 2- القدّيس يوحنّا المعمدان: - لباس القدّيس يوحنا المعمدان بسيط جداً وأقرب من أيقونات أخرى لما جاء في الإنجيل « ويوحنا هذا كان لباسه من وبر الإبل، وعلى حقويه منطقة من جلد. (مت4:3). - ملامح وجهه نسكيّة بالكامل، ألم يقل الإنجيل إنّ طعامه كان جرادًا وعسلًا برّيًا (مت4:3)، - إنحناؤه يُشير إلى التواضع والإنسحاق. ليس هو النور بل جاء ليشهد للنور. ولنلاحظ جيّدًا، لا أحد مستقيم في وقفته إلاّ الرّب يسوع. - بيده اليمنى يعمّد السيّد وباليد الاخرى يّشير إلى الحمامة وينظر إلى فوق، فهو ليس فقط يعمّد بل يشهد لمجيء النور. - على خلاف الأيقونات الروسيّة حيث نرى الأجسام ممشوقة جداً، نرى هنا الأجسام معتدلة الطول، الأمر الّذي يشير إلى الطابع المحلّيّ للأيقونة. - الهالة خلف رأسه تشير إلى قداسته كسائر القدّيسين في الأيقونات، 3- الملائكة: - عدد الملائكة في هذه الأيقونة ستة. وهذا مرتبط بالتالي: - يوجد عند بعض الأباء في الكنيسة أمثال القدّيس كليمنضس الإسكندري(القرن الثالث) كلامٌ عن دور كبير لملائكة أوّلين يساعدون الله في عمله الله التدبيريّ. وقد تكلّموا عن دور لهم في الخلق، أيّ عن خروج ملاك من يد الله كلّ يوم من أيّام الخلق الستّة ليكون حاضرًا ومشرفًا على هذا العمل التدبيريّ والخلاصيّ. - كذلك تكلّم كتاب هرماس الراعي (القرن الثاني) عن ستة ملائكة وعذارى يحيطون بالصخرة التي هي المسيح وبالبرج الذي هو الكنيسة. - فوجود الملائكة في هذه الأيقونة الجميلة هو من هذا المنطلق. من هنا نشاهد على يسار السيّد الملائكة الستّة على الشكل التالي: " ميخائيل- جبرائيل- أوريل - أبساساكس - روفائيل - عزرائيل " - كلّ هذا ليشير إلى أهمية هذه الأيقونة شعبيًّا وقربها من المؤمنين وإيمانهم وتقاليدهم، بالإضافة إلى عمقِ مدلولها اللاهوتيّ. فإذا كانت الملائكة حاضرة في أيّام الخلق الأُولى، ألا تكون اليوم حاضرة في الخلق الجديد للمسكونة جمعاء بتجسّد الله وظهور طبيعته الثالوثيّة ؟ - هذا هو اللاهوت الذي انطلق منه كاتب هذه الأيقونة، فهو أراد أن يعبّر عن مجد الحدث وعظمته. فكاتب الأيقونة ليس مجرد رسّام بل هو لاهوتيّ، أو أقلّه يغرف من اللاهوت ليترجمه بيد الله إنجيلًا للعيان ودعوة للصلاة والتسبيح والترنيم. - فالملائكة الذين أوجدهم الله ليراقبوا عمليّة الخلق في العهد الجديد نراهم اليوم يشهدون أيضًا على الخلق الجديد للإنسان في العهد الجديد. - ثياب الملائكة تجمع بين الشهادة والحياة الجديدة. فاللون الأحمر في الأيقونات يرمز إلى الإستشهاد من أجل المسيح ، فكيف إذا كان المسيح نفسه هنا، أي الذي يعتمد، هو الذي سيُصلب من أجلنا جميعًا؟! - كذلك الستر الذي يحمله الملاك الأوّل ليجفّف الجسد الطاهر، يرمز إلى الأقمطة في الميلاد والصلب والقيامة. - وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أن الأحداث الخلاصيّة لا ينفصلُ واحدُها عن الآخَر، وهذا ما تبرزه الأيقونات، وكذلك الليتورجيا بقوّة، فالأقمطة مثلًا في أيقونة الميلاد هي نفسها التي نشاهدها في أيقونة القبر الفارغ حيث تأتي النسوة لِيُطيّبن يسوع. 4- الملك داود: في أعلى الأيقونة على جهة اليسار ، أيّ فوق القدّيس يوحنا المعمدان، نشاهد الملك داود يحمل رايةً مكتوبًا فيها باللغة العربيّة ما ترتّله الكنيسة الأرثوذكسيّة في هذا العيد، وهي آيات من المزمورين 87 و114: - البحر رآه فهرب. - الأردن رجع إلى خلف، الجبال قفزت مثل الكباش والآكام مثل حملان الغنم. - ما لك أيها البحر قد هربت وما لك أيها الأردن قد رجعت إلى خلف. - وما لكن أيتها الجبال قد قفزتن مثل الكباش وأيتها التلال مثل حملان الغنم؟ - أيتها الأرض تزلزلي من قدّام الرّبّ من قدام إله يعقوب! المحوِّل الصخرة إلى غدران مياه.. - الصوّان إلى ينابيع مياه... 5- أشعياء النبيّ: في الجهة المقابلة على جهة اليمين، أيّ فوق الملائكة، نشاهد أشعياء النبيّ يحمل رايةً تحوي مقاطع من آياته مكتوبة باللغة السريانيّة تدعو إلى التطهير، وهي أيضًا ترتّل في ليتورجيا العيد. اللغة السريانيّة ليست غريبة بتاتًا عن الكنيسة الأرثوذكسيّة، بحيث كانت تستعمل في الصلوات لأنّها بكلّ بساطة كانت لغّة الشعب، وهناك كتب طقسيّة كثيرة تشهد على ذلك، ويعود تاريخها إلى ما بعد الألف الاول بعدّة قرون. - اغتسلوا. تنقّوا. اعزلوا شرّ أفعالكم من أمام عينيّ. كفّوا عن فعل الشرّ. (أش16:1). - أيها العطاش هلّموا جميعًا إلى المياه...( أش1:55). - فتستقون مياهًا بفرحٍ من ينابيع الخلاص(أش3:12). 6- الرجل القديم: في الأسفل ، في عمق المياه وتحت أقدام يسوع رجل شيخ متقوقع مهزوم يتوسّل إلى الرّب كي لا يفنيه، وهو يمثّل الشيطان المنهزم أمام الله المتجسّد, غُلب إله الشرّ ولم تعد المياه مسكنًا له. بالمعموديّة تجدّدت الخليقة وكلّ شيء أصبح نقيًّا وجديداً طاهرًأ. والإنسان مدعو إلى أن يحافظ على هذه الحالة، وإن سقط فله التوبة والإغتسال بمياه دموعٍ عن خطاياه وطلب الغفران والمسامحة. «تعبت في تنهدي. أعوّم في كلّ ليلة سريري، بدموعي أُذَوِّبُ فراشي (مز-6:6)» 7- الرّب يسوع المسيح المخلّص: محور الأيقونة والعيد. - أول ما يلفت نظرنا في هذه الأيقونة، الرّب يسوع المسيح في الوسط عريانًا بالكليّة. - عري يسوع يُشير إلى حالة آدم الأول في الفردوس قبل السقوط، أيّ الحالة الإلهيّة التي خُلق عليها الإنسان الأوّل، حالة الطهارة والنقاوة، الإنسان مخلوق على صورة الله ومدعوّ أن يحقّق المثال، والخطيئة هي دخيلة عليه وليست من طبيعته بتاتًا، فالله خلق كلّ شيء حسن. - لنحدّق جيّدًا فيه، إنّه الوحيد الذي يقف مستقيمًا، كما أشرنا سابقًا، لأن الرّب دائمًا قائمٌ ونحن به وفيه قائمون. - الغلبة والنصر له على الدوام وقد أعطانا هذه الحالة القياميّة إذا نحن فعلًا ثبتنا فبه: « أثبتوا فيّ وأنا فيكم (يوحنا 4:15)» - رأسه منحنٍ بإرادته، مشيئة الله الثالوثيّة هي خلاص الإنسان. هذا هو العبد المتألّم “ابني الحبيب” (اشعياء 53) لقد ارتضى الله بنفسه أن يأتي إلينا لأنّه أحبّنا أوّلاً. - من هنا كانت شهادة الله الآب على القبول الطوعيّ للإبن بالروح القدس فكان: « صوتٌ من السماوات قائلا: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت مت17:3». هذه الوقفة بالذات مع انحناء الرأس صورة مسبقة للصلب، وهذا تمامًا يذكّرنا باللحظات الاخيرة على الصليب. « فلما أخذ يسوع الخل قال: قد أكمل. ونكّس رأسه وأسلم الروح (يو 30:19 ) ». ولا تنتهي وقفة يسوع هنا فقط، بل تمتدّ إلى القيامة، فوقوفه في وسط المياه الداكنة هو في الحقيقة وقفة في وسط الجحيم أيّ في وسط الموت لتكون القيامة. فالقدّيس باسيليوس الكبير يدعو المياه هنا « بالقبر الجاري». وهذا هو المعنى الحقيقي لكلمة عماد أي اصطباغ في اللغة اليونانيّة Baptizo والتي تشير إلى التغطيس الكامل - الموت والحياة. من هنا يدعى القدّيس يوحنّا المعمدان يوحنّا الصابغ . وهذا ما تعتمده الكنيسة الأرثوذكسيّة بالتغطيس الثلاثيّ الكامل للمزمع أن يعتمد: « فنحن نموت مع المسيح ونقوم معه ». - فلنسترجع ما حصل مع يسوع وهو صاعد إلى أورشليم ليسلّم إلى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت، ويسلمونه إلى الأمم لكي يهزأوا به ويجلدوه ويصلبوه وفي اليوم الثالث يقوم: « حينئذ تقدّمت إليه أم ابني زبدي مع ابنيها ، وسجدت وطلبت منه شيئا. فقال لها: ((ماذا تريدين؟)) قالت له: ((قل أن يجلس ابناي هذان واحد عن يمينك والآخر عن اليسار في ملكوتك)). فأجاب يسوع وقال : ((لستما تعلمان ما تطلبان. أتستطيعان أن تشربا الكأس التي سوف أشربها أنا ، وأن تصطبغا بالصبغة التي أصطبغ بها أنا؟» (متى20) - إذًا نزول يسوع إلى المياه وصعوده منها على الفور، يعني النزول إلى الجحيم والصعود منها على الفور بعد تفجيرها بنوره البهيّ وحضوره الإلهيّ. - فكيف يمكن للجحيم أن يقبض على المخلّص ولو حتى لبرهةٍ؟!! وهكذا نحن لا يتغلّب علينا الموت إذا كنّا حقًأ متّحدين بالقائم. - وهذا ما يفسّر وضوح تقاسيم الأحشاء الظاهرة في جسد يسوع، لتعلن أنّ الرّبّ ليس ضعيفًا، بل على العكس تمامًا، هو يتحدّى الشيطان في عمق مملكته ويينتصر عليه. وجميلٌ أن نعرف أن التقاسيم هذه موجودةٌ أيضًا في أيقونة الصلب. ملاحظة: الأحرف اليونانيّة الأربعة على يمين ويسار هامة الرّب يسوع المسيح هي في الحقيقة الحرفان الأوّلن لكلمَتي يسوع المسيح باللغة اليونانيّة. والهالة التي خلف رأسه يوجد في داخلها دائمًا صليب إشارةً إلى صلبه. الألوان في الأيقونة: إعتمد كاتب هذه الأيقونة خلفيّة غامقة تتألف من اللونين الأسود والأزرق الداكن ليعطي قوّةً كبيرة للأشخاص في هذا الحدث الإلهي وبالأخص الرّب يسوع، من هنا نلاحظ ما يلي: - القسم العلوي في الخلفيّة من الأيقونة أسود اللون لأن يسوع هو النورالآتي ليبدد ظلمة الخطيئة. «الجالسون في الظلمة أشرق عليهم نور». - المياه خلف الرّب يسوع داكنة لكثرة الخطيئة فيها، وهذا ما يبرر وجود الرجل في الأسفل الذي يرمز إلى الخطيئة منذ القدم. - ألوان الملائكة، بالإضافة إلى الأحمر الذي يرمز إلى الشهادة والاخضر إلى الحياة الجديدة كما ذكرنا سابقًا، فهي بمجملها تبرز بوضوح فرحة العيد. - الرّب يسوع يطغى عليه اللّون الذّهبي الذي هو لون الملكوت الصافي النقي، وهذا يذكّرنا بما هو مدعو الإنسان لأن يرتديه: أي أن يلبس الرّب يسوع نفسه، وأيضًا بما نقرأه في سفر الرؤيا:« لأنك تقول إني أنا غني وقد استغنيت، ولا حاجة لي إلى شيء، ولست تعلم أنك أنت الشقي والبائس والفقير والأعمى والعريان. أشير عليك أن تشتري مني ذهبًا مصفىً بالنار لكي تستغني، وثيابًا بيضاء لكي تلبس، فلا يظهر خزي عريتك. وكحّل عينيك بكحل لكي تبصر (18-3:17)» خلاصة: إذا كان عنوان الأيقونة كما هو مدوّن عليها أعلاه باللغّة اليونانيّة: «التغطيس»، فهو لكي نخلع في هذا العيد المبارك الإنسان العتيق، إنسان الخطيئة، الإنسان الأنانيّ، الإنسان المائت، الإنسان الترابيّ، الإنسان الزائل، وندخل مع الرّب عراةً من كلّ شهوة وخطيئة، لنلبس معه الإنسان الجديد، الإنسان النورانيّ والإنسان القياميّ. |
||||
20 - 01 - 2017, 03:53 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أيقونات العذراء العجائبية وجميع القديسين
أيقونة القيامة أو النزول إلى الجحيم حوالي سنة 1310 كنيسة المخلص - (خورا) اسطنبول أيقونة حديثة واضحة المعالم المقدمة: في كنيستنا الأرثوذكسية أيقونة النزول إلى الجحيم هي نفسها أيقونة القيامة لأن عيدنا بقيامة المسيح هو نفسه عيدنا بهدمه للجحيم وإماتة الموت. "إننا معيدون لإماتة الموت وبهدم الجحيم...." (قانون الفصح). ونحن أمام أيقونة القيامة هذه التي تعود إلى القرن الرابع عشر عصر النهضة التصويرية، لفنان مجهول الهوية، موجودة على الحنية خلف الهيكل في معبد بجانب الكنيسة الرئيسية كنيسة المخلص "خورا" في القسطنطينية التي ترجع إلى القرن الخامس التي أُعيد بناؤها في القرن الثاني عشر والتي حوَّلها الأتراك إلى الجامع "كريه جامي" بعد احتلالهم عاصمة الأباطرة البيزنطيين. نترك هذه الأيقونة لتتحدث عن نفسها في تقسيماتها الأربع التالية: تتجلى في هذه الأيقونة عقيدتي الفداء والقيامة، أما الفداء فنكتشفه من خلال جروحات المسيح الخمس علاوة على أنه بالصليب نزل إلى الجحيم أما القيامة فتظهرها هذه الأيقونة على أن قوة قيامة المسيح، قادرة على إقامة من يريد. فالأيقونة ترينا كيف أنه أقام آدم وحواء (الذين يمثلان البشرية كلها). وهذا مدلول قيامة لإقامة كثيرين. 1- مقطع يسوع المجلل بالنور: نرى هنا يسوع الغالب المجلل بالنور والمجد الإلهي يملؤه العطف والحنان والحب الذي بسببه قبل أن يتجسد وأن يتألم ويموت أيضاً. بالقوة والقدرة والانتصار. نراه الآن قد نزل إلى أسافل دركات الجحيم ليبشر الموتى وينهضهم بقيامته. وكما هو ظاهر في الأيقونة أنه اليوم حضر النور الساطع كالبرق (قانون الفصح). لينير الظلمة ويغلبها. حضر السيد ليكمل بشارته التي بدأت بالذين على الأرض واليوم يعلنها للذين في الجحيم "قد بشّر الأموات أيضاً بالإنجيل" (بطرس 6:4). كما نرى أيضاً في هذا المقطع من الأيقونة أن السيد قد جاء بقدرتهالقادرة على تحطيم الأقفال القوية التي احتجزت آدم وذريته "أيها المسيح.... فسحقت الأمخال الدهرية المثبتة الضابطة المعتقلين" (قانون الفصح) ولا يفوتنا أن نرى في الأيقونة أيضاً أنه الآن كشف عن مجده الحقيقي ونوره الساطع وقدرته الخالقة كل البرايا. اليوم كشف عن الهوية، الذي احتار به الشيطان من يكون. 2- وفي المقطع الثاني من الأيقونة: نرى الرجل المقيد والأبواب المكسرة والقيود المفككة الأغلال)، ويسوع يقف فوق أبواب مكسرة وأقفال ورجل مقيد في ظلمة داكنة ألا وهو إبليس سبب الموت والفساد قُيِّد ووُضع في الهاوية التي صنعها والظلمة التي هو سببها، وعرف أن وعد الله صادق هو وأصبح حقيقة. قيَّد الذي كان يُقيّد قديماً الداخلينإليه، بقيوده ذاتها، بعد أن كسّر أبوابه التي لم تستطع أن تحتويه داخلها "اليوم الجحيم تنهد صارخاً، لقد كان الأَجود لي ألا أقتبل المولود من مريم لأنه مع ما أقبل نحوي حل اقتداري وطحن أبوابي النحاسية وأنهض النفوس التي كنت استوليت عليها، بما أنه إله..." (ستيشيرات مساء السبت المقدس). 3- الجهة اليسرى من الأيقونة: أي على يمين السيد نرى يوحنا المعمدان يشير إلى السيد ويقف بجانبه الملك داود، والملك سليمان، وكأنهم يتحدثون. فتقول هنا الأيقونة: وكانت بشارة يوحنا المعمدان سابقةً للسيد المسيح أيضاً في الجحيم موضحاً ومطمئناً للذين هناك بقرب الفرح الكبير ونهاية القيود. 4- وعلى الجهة اليمنى من الأيقونة: في قسمها الرابع نجد جمع غفير من أهمهم الأنبياء موسى وإيليا وهابيل الذين كانوا في الجحيم جميعهم أنبياء وأبرار وصدِّيقون غمرهم الفرح وتهللوا بهذا اليوم وأسرعوا نحو النور الذي أضاء ظلمتهم لتقول الأيقونة برموزها الواضحة النشيد الكنسي: "أيها المسيح إن المكبلين في سلاسل الجحيم لما لاحظوا إفراط تحننك الذي لا يقدر، حضروا مسرعين نحو النور بإقدام متهللة. عاقدين فصحاً أبدياً" ( قانون الفصح). الخاتمة: وهناك عظة للقديس إيبفانيوس يوم (سبت النور) فيها وصفاً فعلياً لهذه الأيقونة، إذ ينزل السيد المسيح إلى آدم ويخاطبه قائلاً: أنا إلهك وبك صرت ابنك! قم أيها النائم, لأنني لم أطلقك لتقيد هنا. قم من الموت أنا حياة الميت. قم يا جبلَتي يا شكلي،يا من خُلقت على صورتي كشبهي تعال هيا بنا نذهب من ههنا، فأنت فيَّ وأنا فيك، وكلانا شخص واحد وحيد بلا انفصال. |
||||
20 - 01 - 2017, 03:53 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أيقونات العذراء العجائبية وجميع القديسين
تفسير أخر "اليوم الجحيم تنهدت صارخة. قد انكسرت شوكتي .لأن الراعي صلب و أنهض آدم . والذين كنت مستولية عليهم فقدتهم .الذين ابتلعتهم باقتداري تقيأتهم بالجملة .لأن المصلوب أخلى القبور و اضمحلت شوكة الموت . فالمجد لصليبك يا رب و لقيامتك ". هذا ما تطلعك به الكنيسة الأرثوذكسية ، في ليتورجيا غروب السبت العظيم المقدس ، فبأجلى بيان ترسم كتاباتها أيقونة تعبّر أصدق تعبير عن تمرمر الجحيم عند معاينتها السيد ، آت بملكه ليحلّ القيود القديمة كما لعنة آدم السّاقط وجاعلاً كلّ شيء جديد. تعلّم كنيستنا المقدّسة ،أنّه بينما كان جسد المسيح يوم السبت في القبر ، كانت نفسه في الجحيم ، و قبل التجسد كانت أبواب الفردوس مغلقة أمام البشر ، و هنا يجب ألاّ نخلط بين الجحيم و جهنم . فالجحيم هي المكان الذي تذهب اليه أروح جميع الراقدين ، حيث لا مكافأة و لا خلاص . فهي بمثابة "سجن" لأنفس الخطأة و الأبرار . و بما أن المسيح مات على الصليب . طلب الموت انزال نفسه الى الجحيم . ولكن هذه حصلت على معطي الحياة الّذي حطم الموت و القيود الّتي منذ القديم ليزيل عنّا حمل الخطيئة الثقيل و يحررنا من اللّعنة التي كانت لآدم. و الأيقونة التي أمامنا توضح هذه الفكرة . على الرغم من أن الأيقونة تصوّر مجرى الأحداث يوم السبت العظيم فإنها تسمّى أيقونة القيامة لأنها تُنبئ بالاحتفال بقيامة المسيح وبالتالي بقيامة الأموات الآتية. أما بالنسبة لأيقونة القبر الفارغ، فإن التصوير الأعم لهذا الحدث نراه في أيقونة حاملات الطيب. الملاك يجلس على طرف القبر والعمامة على الطرف الآخر وهو يشير إليها بأصبعه مبشّراً النسوة بالقيامة: "لِمَ تطلبْنَ الذي في النور الأزليّ مع الموتى كإنسان؟ ليس هو ههنا لكنه قام". وبدرجة ثانية هناك زيارة بطرس ويوحنا القبر ورؤيتهما الأكفان موضوعة على حدة. يطغى على الأيقونة في الغرب الكثير من الواقعيّة التصويريّة، فتبقى أيقونة القيامة على هامش الحقيقة التاريخيّة والإنجيليّة خصوصاً، على سبيل المثال، بتصوير لحظة خروج المسيح من القبر: يظهر ملاك يدحرج الحجر والمسيح ناهض بالعلم في يده (علامة الظفر). الانطباع السائد هو أن الملاك دحرج الحجر ليخرج المسيح بينما يظهر حوله الجنود-الحرّاس بدهشة وخوف، على نمط إقامة لعازر، وهذا عكس الرواية الإنجيليّة. في رواية متى الإنجيليّ هناك حديث عن الملاك الذي يدحرج الحجر، ولكن قبيل ذلك تمّت زيارة النسوة للقبر. والغاية من ذلك إفساح المجال للنسوة لتعاينَّ أن القبر فارغ وليس لكي يخرج المسيح منه. قيامة المسيح لم يرها أحد ولا نعرف متى وكيف حصلت. الزلزال ودحرجة الحجر حصلا قبيل وصول حاملات الطيب المتحيّرات: "كيف ومن سيدحرج لنا الحجر"؟ أما الحرّاس فصاروا كالأموات عند مشاهدتهم الملاك الكثير الضياء واقفاً عند الحجر المدحرج عن باب القبر. لا تتكلّم أيقونة القيامة، والمعروفة بأيقونة "النـزول إلى الجحيم"، عن حدث ما حصراً، ولكن عن واقع الغلبة على الموت، هيمنة النور على الظلمة، ربط الشيطان وتحرير المعتقلين، الثقة بالقيامة والاستهتار بالموت، لأن عيدنا بقيامة المسيح هو نفسه عيدنا بهدمه للجحيم وإماتة الموت. "إننا معيدون لإماتة الموت وبهدم الجحيم...." (قانون الفصح) . لهذا السبب نجد أن فن رسم الأيقونات لا يرسم لحظة القيامة لأنه لم يوجد شاهد بشري ولا شهادة انجيلية قط عليها. أما الأيقونات(غير الأرثوذكسية) التي تصور المسيح لحظة القيامة فهي أيقونات متأخرة الظهور ومتأثرة بفن عصر النهضة في أوروبا وبالتالي فقد فقدت الحس اللاهوتي الصحيح(حتى القرن الثالث عشر كان المسيح يصور كشهيد على الصليب،ولكن كشهيد غالب منتصر.أما في العصور الوسطى فقد حول عصر النهضة هذا الفن الكنسي وبدأ يرسم المسيح متألماً على الصليب، ومبالغاً بتصوير كل بشاعات الألم والعذاب) أما فن الأيقونات الأرثوذكسية فيرسم القيامة في أيقونتين رئيسيتين الأولى: نزول المسيح إلى الجحيم.والثانية ترسم حاملات الطيب عند القبر. نترك لأيقونة النزول إلى الجحيم أن تتحدث عن نفسها في تقسيماتها الأربع التالية: تتجلى في هذه الأيقونة عقيدتي الفداء والقيامة، أما الفداء فنكتشفه من خلال جروحات المسيح علاوة على أنه بالصليب نزل إلى الجحيم أما القيامة فتظهرها هذه الأيقونة على أن قوة قيامة المسيح، قادرة على إقامة من يريد. فالأيقونة ترينا كيف أنه أقام آدم وحواء (الذين يمثلان البشرية كلها). وهذا مدلول قيامة لإقامة كثيرين. 1.مقطع يسوع المجلل بالنور: نرى هنا يسوع الغالب المجلل بالنور والمجد الإلهي يملؤه العطف والحنان والحب الذي بسببه قبل أن يتجسد وأن يتألم ويموت أيضاً. بالقوة والقدرة والانتصار. نراه الآن قد نزل إلى أسافل دركات الجحيم ليبشر الموتى وينهضهم بقيامته. وكما هو ظاهر في الأيقونة أنه اليوم حضر النور الساطع كالبرق (قانون الفصح). لينير الظلمة ويغلبها. حضر السيد ليكمل بشارته التي بدأت بالذين على الأرض واليوم يعلنها للذين في الجحيم "قد بشّر الأموات أيضاً بالإنجيل" (بطرس 6:4). كما نرى أيضاً في هذا المقطع من الأيقونة أن السيد قد جاء بقدرته القادرة على تحطيم الأقفال القوية التي احتجزت آدم وذريته "أيها المسيح.... فسحقت الأمخال الدهرية المثبتة الضابطة المعتقلين" (قانون الفصح) ولا يفوتنا أن نرى في الأيقونة أيضاً أنه الآن كشف عن مجده الحقيقي ونوره الساطع وقدرته الخالقة كل البرايا. اليوم كشف عن الهوية، الذي احتار به الشيطان من يكون. بالصليب الذي بيده و الّذي غدا بحنوّه و عظيم قدرته علامة فداء و نصرة على الموت فهو يظهر مجللاَ بالبياض دلالة على ألوهيته و الهالة التي تحيط به ، رمز نوره الساطع الّذي أنار به الظلمة و غلبها . وأبواب الجحيم تظهر محطمة عند قدمي السيد ، مفاتيحها و أقفالها المتكسرة قد تبعثرت أيضاً عند أقدامه. |
||||
20 - 01 - 2017, 03:53 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أيقونات العذراء العجائبية وجميع القديسين
أيقونة الصعود أيقونة روسية من القرن الخامس عشر - مدرسة موسكو للرسم وهي موجودة في رواق متحف تريتاكوف في موسكو أيقونة واضحة المعالم 1547م مقدمة: لنعد إلى كل من النص الإنجيلي في رواية الصعود عند (لو50:24-53) وعند لوقا أيضاً في سفر الأعمال (أع9:1-11) نراه معّبر عنه ليتورجياً بأدق المعاني اللاهوتية وقوة النص في حياكة بالروح يوصلنا لنكون نحن المعاينين للصعود بما نحمله من قلوب ممتلئة بالبهجة, تلك التي قادت بولس الرسول ليعبر عنه بقوله: "إن الذي نزل هو نفسه صعد أيضاً إلى ما فوق السماوات كلها ليملأ كل شيء" (أف10:4). وبما أن حياة المؤمن ترتقي النفس فيها من خلال نصوص الإنجيل, وتعابير الآباء القديسين في عيشها ليتورجياً, فإن هذه الأنفس قادرة على نقل اللغة الروحية إلى صور روحية التي هي الأيقونات المتشكلة من تلك الاقتباسات لتساعدنا في تأملنا فيها مُشكّلة بالإضافة لما سبق, قوة روحية في صميم حياتنا آتية من سر التجسد الإلهي, فكما أن المسيح كلمة صار جسداً,كذلك الأيقونة هي بالظاهر رسم لكن بالحقيقة طريق يقود المؤمن ليرفع قلبه إلى الله, وإلى القديسين بعون الروح القدس ذاته الذي ألهم هؤلاء الرسامين ليضعوا بين أيدينا نوعاً من الإنجيل الذي يقودنا عن طريق التأمل لنصل إلى سر الله في المسيح. 2- أيقونة الصعود: كثيرة هي أيقونات الصعود, وكلها تستقي من الإنجيل موضوعاتها. كما وتستعين بالمفهوم اللاهوتي ليتورجياً, أو تتفاعل مع الليتورجيا لتعطينها العون على صياغات جديدة آتية من التأمل الروحي في الأيقونة. "يا يسوع الحلو أنك من الأحضان الأبوية لم تنفصل وتصرّفت على الأرض مثل إنسان. اليوم ارتقيت بمجد من طور الزيتون وبإشفاق منك أصعدت طبيعتنا الهابطة وأجلستها مع الآب. فلذلك مصاف السماويين الذين لا أجسام لهم عراهم الذهول وارتاعوا مبهوتين وارتعدوا من العجب وعظموا محبتك للبشر فمعهم ونحن الأرضيين نمجد تنازلك إلينا وارتقاءك من عندنا متوسلين وقائلين: يا من أوعبت تلاميذك ووالدتك والدة الإله بصعودك فرحاً يفوق الحد أهلنا بوسائلهم لفرح مختاريك لأجل عظمة مراحمك" (قطعة غروب ذكصا كانين العيد). مع عيد الصعود اليوم اخترنا أيقونة روسية, قد تكون متميزة بفنها القادر على محاكاة النفس, فالأنفس المعتادة على الصمت بخشوع قادرة على أن تستسلم للجمال الإلهي الذي به نصل إلى القصد خلف ما تعطينا الأيقونة إياه. نحن الآن مع فنان روسي كنسي مجهول, يرتبط فيه بشخصية المعلم اليوناني الكبير ثيوفانس بدءاً من القرن الرابع عشر ليكون له تلاميذ كثيرون من بينهم الراهب أندره روبلوف الشهير خاصة في أيقونته عن (زيارة ضيوف إبراهيم) أو (الثالوث الأقدس). وربلوف بدوره ترك تلامذة من بينهم راسم أيقونة الصعود هذه. نحن إذن الآن مع الأيقونة في جبل الزيتون حيث التلاميذ مجتمعون ليشكلوا مع ألوان الرسم ومعطياته حركة كمثل حركة مركبة الصعود المحمولة من الملائكة كمثل المركبة النارية التي تحمل إيليا النبي في صعوده. حيوية لا توصف يتمتع بها هذا الرهط من الأشخاص الشاخصة نحو العلاء, يغمرهم الفرح الممتزج بسلام, دون ما أن يغيب عنهم الاندهاش والتساؤل والاستغراب علاوة على ذلك يتصفون بشكل ملحوظ بحركة دؤوبة تدل على منطلقهم المقبل لكرازة هي رسالتهم المحمولة من ذاك المحمول على عربة الملائكة. كان لهم هو قاعدة وضمانة حضور الله بشخصه. والآن سيبقى هو الحاضر بالروح أما هم فكما نرى بقاعدتهم الرسولية يشكلو قاعدة الكنيسة ليبقى كما في الأيقونة هو الرأس. جمال هذا الرأس أي المسيح أنه محاط بشكل دائرة بما يعرف في الرمز دائرة الكرات الكونية التي تظهر مجده الصاعد إليه. ولا يغرب عن نظرنا مشهد ملاكين يلبسان ليس ثياب بيضاء, بل ثياب الرسل في لونها الذي بدل عليهم بعلاقتهم معه, هذه العلاقة تدل على سر التجسد الإلهي المرموز لها بالثياب ذات اللون الأخضر. أي أن المسيح وإن صعد بالجسد فهو باقٍ بكنيسته من خلال عطاءات دمه الإلهي الذي أُعطي للمؤمنين فيسر الفداء سيبقى غذاءهم في كنيسة. هذا ونرى المسيح يبارك بيد ويحمل الإنجيل باليد الأخرى. وكأن الأيقونة تقول إن البركة تعطي للمؤمنين الذين يحيون الإنجيل . هذه هي رابطتهم بالمسيح الصاعد إلى السماء . نعود إلى أرضية جبل الزيتون التي فيها حركة الرسل لنرى بالمقابل وفي الوسط ثبات السيدة العذراء التي بدءاً من ثباتهافي قولها للملاك "ليكن لي" (لو38:1) تعلمنا أن نثبت في قولنا (نعم) عندما يكلمنا الله. لهذا تشكل وقفتها مع الرسل الثبات والحركة مع قوة البركة الآتية من السماء في صعود المسيح المتجسد بألوهيته المقدسة. الجميل جداً والمؤثر جداً والبعد الروحي الذي لا يوصف هو يدا السيدة العذراء كمعلمة من خلال وجه يستلهم من السماء في صعود ابنها عطاء بركة وشفاعة بحركة كلٍ من يديها الذين يحملان من شخصها رقّة ورشاقة وشفافية. فوجهها الصافي ينقل إلينا كل نقاوة قلبها وكيانها الداخلي. خاصة وجود الملاكين بثياب بيض اللذين لا يفارقانها. هما صلتها بالله وهما صلة الله بها. وهما اللذان نقل لنا الإنجيل في سفر الأعمال عنهما, وهذا ما نجده بالأيقونة, يكلمان الرسل الشاخصين إلى السماء بقولهما لهم: "أيها الرجال الجليليون, ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء, إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء, سيأتي هكذا كما عاينتموه منطلقاً إلى السماء" (أع11:1). 3- علاقة أيقونة الصعود بمشهد المجيء الثاني للمسيح: يلتقي في الأيقونة صعود المسيح, ومعه صعود آخر للقلوب الخاشعة التي ترى البعد الروحي غير المنظور, والذي الأيقونة تقود إليه. فلنتأملها بإيمان فنلتقي معيسوع كلنا بقلوب واحدة شاخصة إلى الذي يقول وهو صاعد أنه سيأتي هكذا كما صعد. لنقف قليلاً عند آخر جملة كتبناها "سيعود هكذا كما صعد" !!! هل في الأيقونة مدلول غير مباشر مع صعود المسيح, ينقل لنا مشهد مجيئه الثاني بصورة سرية وغير مدركة ولا معروفة كيف؟ لكن الأيقونة تعطي فرصة للتذكر الدائم بأن هذا الصعود هو إتيان أي مجيء ونزول. فالكنيسة المرموز لها بالعذراء والرسل هي نحن الشعب المؤمن الذي سيلاقي المسيح في هذا القدوم خاصة وأن الملاكيين يقولان لنا: أنظروا "إنه آتٍ" !!! فهل ستقول وقتها "نعم تعال يا يسوع" أم سنكون خائفين؟. 4- خاتمة: إذا تأملنا الأيقونة من جديد مستعينين بمتأملين لاهوتيين فإننا نرى مع اللاهوتي الروس (بول أفدوكيموف) أن هذه الأيقونة تكشف عن أشكال هندسية سرية تدعم حقيقة الأيقونة. فالتناسق الظاهر يكشف لنا عن أن هناك مثلث متساوي الأضلاع بصورة خفية بإمكاننا أن نتحقق منه إذا رسمنا يبدأ من أقد السيدة العذراء لينتهي مع انحناءة الملاك الواقف يمينها, ماراً بطرف أصبع الملاك الواقف عن اليسار. إن رؤوس المثلث المتساوي هو رمز للثالوث الأقدس, والحاضن للكنيسة ليعطيها الحياة. أيضاً تجد دائرة منتظمة تتضمن التلاميذ من رؤوسهم إلى أرجلهم هيبمثابة صورة مكبرة للدوائر التي يجلس المسيح عليها في صعوده. فهم يتحركون بحركته. ثم إننا نجد خطاً عامودياً مستقيماً ينطلق من المسيح نحو مريم ليعبر عن تدفق الألوهة المنسكب عليها. فيقسم اللوحة قسمين متساويين ملتقيين بخط الأفق المكون صليباً يدعم فيه الأيقونة. هكذا يريد الرسام المغبوط أن نشكل مع المسيح أماكن يكون لنا فيها علاقة معه. هدف الأيقونة هو: وصولنا إلى الله بالمسيح الصاعد يسوع إليه, لنكون في عالم الملكوت هناك, لكن بعون الروح القدس. |
||||
20 - 01 - 2017, 03:55 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أيقونات العذراء العجائبية وجميع القديسين
أيقونة البشارة أيقونة أثرية من دير القديس جاورجيوس مقدمة: "ها الآن قد ظهرت إعادة دعوتنا. لأن الإله يتحد بالبشر بحال تفوق الوصف وبصوت رئيس الملائكة قد تلاشت الضلالة. لأن العذراء تقبلت الفرح. وصارت الأرضيات سماويات. والعالم أعتق من اللعنة القديمة. فلتبتهج الخليقة. ولتسبح هاتفةً. أيها الرب مبدعنا وفادينا المجد لك" قطعة الابوستيخن في غروب عيد البشارة. بشارة الملاك جبرائيل للعذراء هي بداية قصة ميلاد المسيح، وتحقيق وعد الله الصادق بالخلاص للبشر. حيث تدبير الله الفائق على العقول وأحكامه العظيمة ومحبته الواسعة. هذه القصة، البشارة، هي قصة كتابية رواها لنا القديس لوقا في إنجيله "وفي الشهر السادس أُرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها الناصرة إلى عذراء مخطوبة برجل من بيت داود اسمه يوسف ... فمضى من عندها الملاك" (لو26:1-38). 1-الأبنية: وهي ترافق العذراء في أيقوناتها، التي تحمل مناسبات كأيقونة ميلاد العذراء والبشارة. الأبنية التي تدل على الهيكل التي تربت فيه هذه الفتاة النقية والتي تمثل العهد القديم، والأبنية الأخرى التي تمثل الهيكل الجديد والعهد الجديد والوشاح الأحمر الذي يربط بينهما (بين العهدين) والذي يدل على السيدة العذراء التي بواسطتها انتقلنا من القديم إلى الجديد. 2-الملاك: "لقد أُرسل من السماء غفرائيل رئيس الملائكة ليبشر العذراء بالحبل فجاء إلى الناصرة مفتكراً في نفسه ومنذهلاً من العجب. كيف أن الذي في الأعالي وهو غير مدرك يولد من بتول..." قطعة ذكصا كانين غروب العيد. نرى في الملاك حركة قدوم من مكان ما حيث أن الله أرسله وبنفس الوقت حركة تعجب ورعدة من الخبر والبشرى المُرسل من أجلها وبيده يعطي العذراء البركة المرسلة إليها من الله. 3-العذراء: فتاة عذراء وفي نيتها أن تبقى عذراء، فجأة يظهر أمامها ملاك الله وليس هذا فقط بل ويقول لها كلام يصعب فهمه على البشر وهي العذراء التي تندهش وتتعجب من كل هذه الأحداث التي صارت عليها دفعة واحدة، ومع ذلك رضيت ووافقت مع أنها لم تفهم الأمر تماماً ونرى كل هذا في وضعية السيدة العذراء، ومن لحظة تقبلها للبشارة بدأ دورها المهم والأساسي في "جعل كل شيء جديد" وهذا الدور بدأ بنسج جسد السيد المسيح من دمائها، وهذا ما ترمز إليه الخيوط الحمراء التي في يدها. "أيتها الفتاة لقد تجاوزت حدود الطبيعة. إذ أنك حملت الإله بحالٍ تفوق الوصف لأنك وأنت ذات طبيعة فانية تنزهت في حال ولادتك عما يختص بالأمهات. فلذلك تسمعين كما يليق. افرحي يا ممتلئة نعمة الرب معك" قطعة التاسعة في قانون العيد. |
||||
20 - 01 - 2017, 03:58 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أيقونات العذراء العجائبية وجميع القديسين
أيقونة رقاد السيدة العذراء أيقونة من المدرسة الحلبية في دير سيدة البلمند أيقونة حديثة الرسم مقدمة: إيقونة الرقاد تشير بوضوحٍ إلى موت العذراء لكنها تشير أيضاً إلى انتقالها إلى ولدها الحاضر أمام نعشها المستقبلها في المجد. ولابد هنا من المقارنة بين ولادة المسيح ورقاد العذراء: بالولادة أعطت مريم يسوع الجسد وحملته طفلاً بين ذراعيها، والعكس حصل في الرقاد إذ نرى الابن يحمل أمه بهيئة طفل ويدخلها إلى الحياة الأبدية. والدة الإله الطفلة: في القسم الأعلى من هذه الإيقونة نرى السيد المسيح في الوسط، في مجده، يتلقى روح أمه. نراه ينظر إلى جسد أمه ويحمل في يده اليسرى ما يشبه طفلاً لابساً رداءً أبيضاً حاملاً هالة. الطفل يمثل هنا "روح الكلية النور". مجيء الرسل والمؤمنين: نرى في أعلى الإيقونة إشارة إلى مجيء الرسل العجائبي من أقصى الأرض "في السحب". كما نجد الملائكة تحيط بالسيد المسيح مع أربعة مطارنة قديسين يقفون وراء الرسل هم: القديس يعقوب (أخو الرب) أول أسقف لأورشليم وتلاميذ للرسل ثلاثة. وتظهر في الجزء الأخير من الإيقونة مجموعة من النساء تمثل المؤمنين وترمز مع الرسل والأساقفة إلى الجماعة الصغيرة التي أُعطي لها أن تشهد سر رقاد والدة الإله. قداسة جسد والدة الإله: يظهر في الإيقونة اليهودي آثوتيوس الذي تجاسر ولمس النعش فقطعت يداه. هذه القصة مستقاة من التقليد وبعض النصوص المنحولة، والتي تؤكد أيضاً أن نهاية حياة والدة الإله سر على الكنيسة أن تحافظ عليه ولا يجوز أن يتعرض للتدنيس من قبل غرباء لا يستطيعون وعي مجد رقاد العذراء. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تدنيس أيقونات كنيسة القديسة العذراء |
تضرع إلى القوات السماوية وجميع القديسين 🙏 |
أيقونات للسيدة العذراء مريم |
أيقونات مشغولة للسيدة العذراء |
أيقونات للسيدة العذراء |