القديس ساويرس الأنطاكي
في الصلوات الكنسية:
ويُلاحَظ اهتمام الكنيسة بالقديس ساويرس الأنطاكي حتى أنها وضعته في صدارة القدِّيسين الذين يُذكَرون في الصلوات الليتورجية بدايةً من تسبحة نصف الليل في مجمع القدِّيسين, حيث تضعه مع القديس أثناسيوس الرسولي وقبل البابا ديسقورس حامي الإيمان في الربع الـ 63؛ وهكذا تَجْمَع الكنيسة الآباء المُدافعين عن الإيمان، وبالأخص المعترفين الذين تعرَّضوا للنفي عن كراسيهم.
وورد ذِكْره في ذوكصولوجية باكر الآدام: ”البطريرك العظيم أبونا أنبا ساويرس, الذي أنارت تعاليمه المقدسة عقولنا“, ذاكرة إيَّاه قبل القديس البابا ديوسقورس. وفي صلوات القدَّاس يُقال مثلاً في تحليل الخدَّام القديس ساويرس قبل القديس أثناسيوس الرسولي!! وفي مجمع القدَّاس يُذكَر مباشرة بعد القديس مار مرقس الرسول.
وهُنا يطرح السؤال نفسه عن سبب وضع اسم القديس ساويرس الأنطاكي في صدارة أسماء القديسين، بل وقبل قديسين من القرن الرابع، وفي نفس الوقت قبل لاهوتيين عِظام مثل القديس أثناسيوس الرسولي, والقديس كيرلس الكبير, وبالأحرى قبل بطاركة الكرسي السكندري؟!
يرجع ذلك إلى رهبان دير القديس أنبا مقار حيث دوَّنوا أسماء آباء شيهيت العظام في القداس القبطي في الصلاة المعروفة بالمجمع. وإنَّ نوع وكيفية ترتيب أسماء القديسين في المجمع الذي يتلوه الكاهن في القداس يكشف بصورة واضحة عن قصة هذه الترتيبات واتجاهاتها التاريخية. فمثلاً القديس ساويرس يُذكَر في القداس قبل القديس أثناسيوس الرسولي, وهذا يرجع إلى الصلة الوثيقة التي قامت بين القديس ساويرس ودير أنبا مقار(1).
ولكن يُعلِّق الأب متى المسكين على ذلك أسفل صورة لمخطوطة تحوي أسماء البطاركة وتنتهي باسم القديس ساويرس الأنطاكي فيقول: ”المجمع ينتهي بساويرس الأنطاكي, وهذا وضعه السليم وليس قبل أثناسيوس“(2).