11 - 07 - 2013, 12:45 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
صلاه و تأملات صلاة إن يداي هما التي تستحقان المسامير لأنها مّدت للخطيه ... لكنك سمّرت بدلا عني... فيا إلهي .... سمّر حبي فيك ...سمّر إيماني فيك ... سمّر نظري فيك .... سمّر آمالي فيك سمّرني كي لا أرتفع من فرط الكبرياء، سمّر وداعتك واتضاعك في قلبي ... إن صليبك الغالي هو أجمل هديه منك لي أقبله وأحمله بفرح وإن لم ترسل لي يا حبيبي صليبا سأبحث لي عن صليب داخلي ، ربما تدريب على احتمال. ربما صوم، ربما سهر ودراسه، ربما خدمه.. ولكن كل هذا بسرور . يارب ... أعطيني أن أحبك فلا أحب أكثر منك.. وأن أحب صليبك وأكرس حياتي كلها لأجلك إلهي ... أغرسني فيك غصنا حيا أيها الكرمة الحقيقبة لاثبت فيك الي الابد |
||||
11 - 07 - 2013, 12:46 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
أقوال عن الصليب +الصليب هو حياتى فلا حياة إلا من خلال الصليب . +سيظل يسوع فاتحاً ذراعيه باستمرار لأنه يريد نفسى التى مات عنها لكى يحتضنها . + ليس الصليب مكاناً للعدل الإلهى فقط ولكن مكاناً للحب حتى الموت . +ليس الصليب مكاناً ساكناً علق عليه يسوع فى أحد الأيام . بل هو قاعدة حركة قلب الرب نحو البشرية كلها. +كان الصليب فى مظهره الخارجى تعبيراً عن ظلم العالم ، أما من الداخل فالصليب كله سرور وحب وتسليم للآب لأجل خلاص العالم . + الصليب هوالمنارة التى أوقد عليها المسيح نورالعالم ،الذى من قبله صرنا نوراً للعالم . + إن الذى يسير مع يسوع حتى الصليب يستحق أن يأخذ العذراء أماً له . + الهرب من الصليب يعادل الهروب من المجد الإلهى . + الصليب مدرسة .. فالهروب منها ضياع للمستقبل . +الصليب هو الطريق الوحيد إلى القيامة .. فالهروب منها هو الدخول للموت الأبدى . +من فقد صليبه فقد مسيحيته . +من فقد صليبه افتقد طريقه لله . +من فقد صليبه صارت حياته باردة فاترة لا تعامل بينه وبين الله |
||||
11 - 07 - 2013, 12:47 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
+الصليب فى طبيعته أقوى درجات الحب وأعمقها . +بقدر ما يزداد تأملنا فى الصليب بقدر ما تتعمق شركتنا ومعرفتنا للرب يسوع . +إن كنت تطلب الحرية من الخطية فتدرب على التأمل المستمر فى المسيح المربوط لأجلك . + الصليب لا يجب أن ننظر إليه نظره عابرة ، بل أن نتملى ونشبع منه . +إن تدرب الانسان على تذوق الحلاوة فى كلمة الله والصليب سيجعل النفس تتأفف من كل لذة جسدية . + نفس بلا صليب كعروس بلا عريس . + إن سقوط يسوع تحت نير الصليب= قيامى وحريتـى من عبودية الخطية . + الصليب هو وسيلة التحرر من الذات وصلبها . + ليس الصليب مجرد لون من التأمل الروحى الجميل ، ولكنه أيضاً احتمالاً للألم من أجل الوقوف ضد العالم . + بدون ألم ليس هناك إكليل . + إن كل نفس شاركتك يا يسوع آلام صـليبك .. أبهجت قلبها بقوة قيامتك . + الذى لم يذق طعم المسامير لن يصل إلى يسوع المسيح على الصليب . + أثر المسامير شهادة أبدية على محبة الرب لنا وعلامة أبدية لنزول الدم والغفران. +الذى عرف طريق جنبك الالهى المطعون ووضع فمه على الجرح وشرب لا يعطش إلى الأبد . +إن مكان الحربة هو المكان الذى تضع فيه النفوس العطشانة أفواهها لتشرب من الحمل المذبوح وترتوى من ماء الحياة . +الصليب هو سلاحنا أثناء الحرب الروحية . +إن كل جهاد ضد الخطية من أجل الحفاظ على حريتى هو حمل الصليب . + كل فضيلة نصل فى الجهاد فيها حتى الموت تصبح لنا بمثابة استشهاد . +إن خدمة الطيب ( الصليب ) هى عمل النفوس التى فطمت عواطفها ومشاعرها عن حب العالم وشهواته وربطتها بحب الله . +العين المصلوبة عين مختونة محفوظة لله .. حيث تتدرب فى المخدع على القداسة والطهارة وتخزين الصور الشهية للصليب فى قاع العين ليستخدمها الفكر ويتمتع بها إلى أن ينام بسلام فى بحر من هذه المناظر الشهية . +الصليب سلاح النفس الطاهرة . +الصليب هو قوة الله للخلاص .. به نغلب الشيطان والموت والجحيم والعالم والجسد . +الصليب شهادة على ضعف العالم . . +الأذرع المفتوحة هى سر الانتصار . فرفع اليد بمثال الصليب قوة جبارة فى انتصارات الخدمة . +الهدف الذى يحرك الكاهن والخادم للخدمة هو حبه للمصلوب . من أقوال القمص بيشوى كامل |
||||
11 - 07 - 2013, 12:47 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
ماذا ترى في صليب المسيح؟ 1- إنه قوة الله: صليب المسيح كان دائما عثرة وجهالة للبعض (1كورنثوس 1- 23). إن التحليل والمنطق البشريين لا يقبلان بالصليب كالموضوع المحوري للكتاب المقدس، ولكن ما علمه يسوع على الصليب لم يكن ضعف بل قوة الله القدير، فالمسيح كان قادرا على ان يطلب من الآب إثني عشر جيشا من الملائكة لحمايته. إلا انه أراد أن ينتصر على الموت. 2- إنه بديلي: لقد بذل المسيح نفسه فدية عن كثيرين، والمسيح كان يمثلنا على الصليب فهو "قد مات من أجل الجميع" (2 كو 5-14). وهكذا نرى أن المسيح يمثلنا كرئيس كهنة وكفدية بديلية . كان على الإنسان أن يموت ولكن المسيح مات لأجله لذلك لم يعد لازما ان يموت الإنسان. إن صليب المسيح يظهر محبة الله "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية" (يوحنا 3-16). |
||||
11 - 07 - 2013, 12:51 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
آيات من الكتاب المقدس عن الصليب -1 1 "كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 1: 18) 2 "حَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 6: 14) 3 "مَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُني فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي" (إنجيل متى 10: 38) 4 "إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي" (إنجيل لوقا 9: 23؛ إنجيل متى 16: 24؛ إنجيل مرقس 8: 34) 5 "وَفِيمَا هُمْ خَارِجُونَ وَجَدُوا إِنْسَانًا قَيْرَوَانِيًّا اسْمُهُ سِمْعَانُ، فَسَخَّرُوهُ لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ" (إنجيل متى 27: 32) 6 "فَسَخَّرُوا رَجُلًا مُجْتَازًا كَانَ آتِيًا مِنَ الْحَقْلِ، وَهُوَ سِمْعَانُ الْقَيْرَوَانِيُّ أَبُو أَلَكْسَنْدَرُسَ وَرُوفُسَ، لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ" (إنجيل مرقس 15: 21) 7 "وَلَمَّا مَضَوْا بِهِ أَمْسَكُوا سِمْعَانَ، رَجُلًا قَيْرَوَانِيًّا كَانَ آتِيًا مِنَ الْحَقْلِ، وَوَضَعُوا عَلَيْهِ الصَّلِيبَ لِيَحْمِلَهُ خَلْفَ يَسُوعَ" (إنجيل لوقا 23: 26) 8 "يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ: اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلًا الصَّلِيبَ" (إنجيل مرقس 10: 21) 9 "مَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا" (إنجيل لوقا 14: 27) 10 "إِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2: 8) 11 "يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلًا الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ: مَا عَلَى الأَرْضِ، أَمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 1: 20) 12 "نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ" (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 12: 2) 13 "لِيُصْلَبَ" (إنجيل متى 26: 2؛ 27: 22؛ 27: 23) 14 "اصْلِبْهُ" (إنجيل مرقس 15: 13؛ إنجيل مرقس 15: 14؛ إنجيل لوقا 23: 21؛ إنجيل يوحنا 19: 6؛ 19: 15) 15 "عَالِمِينَ هذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ، كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضًا لِلْخَطِيَّةِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 6: 6) 16 "لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 2: 8) 17 "مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي" (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 2: 20) 18 "الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 5: 24) |
||||
11 - 07 - 2013, 12:53 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
صليب ربنا يسوع المسيح في هذا المقال لم نتقيد بالترتيب الذي عمد إليه المرجع عن العثور على الصليب الحقيقي عينه، وقد أجملنا الكلام حيث لم نجد داعيًا للإطالة حيث كان الغرض استجلاء كرامة الصليب المجيد واكتفينا بلب الموضوع في بعض الأجزاء مما وجدناه يفي بالغرض دون التعرض لشيء من الأسانيد طالما كانت الفكرة لا يأتيها الشك أو التأويل أو اجتهاد المؤرخين ولا تحتاج إلى الآراء الشخصية لبعض العلماء. روى أوسابيوس والقديس كيرلس والقديس أمبروسيوس وثيوفانيوس وروفينوس وبولوس ونيسيفورس وكالكت وغيرهم بما لا يمكن حصر الاعتراض على هذه القضية. فلدينا كثرة من المؤرخين كانوا على جانب كبير من الأصالة وجلهم عمالقة، كلهم متفق تمامًا، وقد كتبوا بلغات مختلفة وفي بلاد مختلفة. أيقال أنه لا يمكن أن يكون الخشب الذي صنع منه الصليب الحقيقي قد ظل محفوظًا تحت الأرض طوال كل هذه القرون دون أن يعتريه الفساد؟ فنرد بقولنا أن بمدينة "هيرقولانوم" Herculanum وفي مدينة "بومبي" Pompéi وجد خشب قديم في حالة جيدة جدًا. وفي مباني قرطاجة وجد ما يعتبر بالتأكيد من الأخشاب الأثرية، وقامت الأكاديمية بفحص بعضه، وتقرر أنه مستخرج من جزء من قنطرة قديمة، وهو في حالة جيدة جدًا. في عهد هرقل استولى كسرى الثاني على المدينة المقدسة، ونهب الكنائس وحمل ما تبقى من صليب الرب يسوع المسيح. وبعد أن كان هرقل يعاني من الفشل مدة عشر سنوات، غلب ملك الفرس وأفرج عن المسيحيين المسبيين، وأجبر خلفه على رد الصليب الحقيقي، وقد أعاده الإمبراطور إلى أورشليم كأجل غنيمة في انتصاراته. وحمله بنفسه على كتفيه إلى الجلجثة مارًا بشوارع أورشليم وهو حافي القدمين يتبعه جنوده وجمهور غفير يذرفون دموع الفرح. وذلك أصل عيد العثور على الصليب الذي تحتفل به الكنيسة في 17 توت. وبعد قليل أرسل الصليب المقدس إلى القسطنطينية إلى رئيس الأساقفة سرجيوس، ثم أعيد إلى أورشليم. وقد قسمت خشبة الصليب المقدسة بعد عودتها إلى قطع كثيرة جدًا، حتى أننا نجد أجزاء كثيرة في بلاد العالم. وبخلاف الجزء الموجود في روما والجزء الموجود في القسطنطينية، نجد في تاريخ النرويج للكاتب "ترفيوس" ما خلاصته أن الملك "سيجور" طلب جزءًا من الصليب الحقيقي، ونال ذلك وفاز بقطعة وضعها في مدينة كونجهل. وقد نال فالدمار الثالث ملك الدانمرك قطعة أعطاها له البابا أوربان الخامس. يسوع السيد المسيح على الصليب ويذكر المؤلف خبر فقد خشبة الصليب المقدسة مدة طويلة إن عندما كان أسقف بطرلمايس يحمله، جرح جرحًا مميتًا فسلمه إلى أسقف بطولمايس الذي أسر مع الملك وكل الذين كانوا حوله، وأخذوا الصليب الكبير. |
||||
11 - 07 - 2013, 12:55 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
البحوث عن البقايا بعد التحقق من كل ما يعرف عن البقايا الموجودة، أو التي بقيت ذكراها، وحساب حجمها بالملليمترات المكعبة، كان كل ما عرف عنها إنها تعادل عُشر حجم خشبة الصليب المقدسة والتسعة أعشار التي لم يعد لها أثر لابد وإنها صارت عشرات الآلاف من قطع الآثار غير المعروفة أو المندثرة. ويروى أنه بعد موت هرقل سنة 636 أحرقت كنيسة القيامة جزئيًا، وقرر المسيحيون لكي ينقذوا الصليب أن يقسموه إلى تسعة عشرة قطعة، صنعوا منها صلبانًا وأعطوها: 3 للقسطنطينية، 2 لجزيرة قبرص، 1 لجزيرة كريت،3 لأنطاكية، 1 للرها، 1 للإسكندرية، 1 لعسقلان، 1 لدمشق،4 لأورشليم،2 لجورجيا. ومن الصعب معرفة حجم هذه القطع ويذكر "انصو" أبعاد واحدة فقط من أربع القطع التي كانت قد وضعت في أورشليم والتي كانوا يحتفظون بها في كنيسة القيامة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. كان طولها 22.5سم تقريبًا وعرضها 2.7 سم وسمكها كذلك. ولم يذكر العارضة، وافترض إنها كانت نصف القائم كما كان الحال في الصليب الحقيقي. وتبعًا لذلك يكون حجم هذا الصليب حوالي نصف مليون ملليمتر مكعب، وإذ نعتبر ذلك هو المتوسط نجد بالنسبة للتسع عشرة قطعة من الصليب، أو بالحري بالنسبة للقطعة التي كانت في أورشليم التي قسموها، 9.500.000 ملليمتر مكعب، يمكن أن تمثل جزءًا أصغر مرة أو مرتين من الجزء من صليب اللص اليمين الموجود في كنيسة الصليب المقدس بأورشليم. ذلك كان بدء انتشار بقايا الصليب الحقيقي، وقد زاد ذلك بسرعة عبر القرون. وتشير وثيقة في بداية القرن التاسع إلى المدن التي كان فيها أكبر عدد من البقايا. هذه الوثيقة هي وصية شارلمان الذي ترك عند موته ثلث كنوزه لكل فقراء المسيحية، والثلثين الآخرين لرؤساء الأساقفة والأساقفة في إمبراطوريته. ولاشك إنها كانت توجد ضمن هذه الكنوز الكثير من بقايا الصليب الحقيقي. وإليك تاريخ هذه البقايا. قد نهيت صناديق الذخائر المقدسة. وأخذ بعض الأتقياء البقايا التي لم يعرفوا قيمتها، ومن هناك نشروها في العالم. وحصل دوق البندقية، "دندولو"، على قطعة من الصليب الحقيقي قيل أن قسطنطين كان يحملها أثناء الحرب وأخذ الإمبراطور "بدوان" إكليل الشوك. وفي سنة 1217 ذهب أسقف أورشليم إلى "أكر" Acra حاملًا معه جزءًا من الصليب الحقيقي. وجاء سنة 1239 بودوان الثاني الذي كان يحاربه البلغاريون، إلى فرنسا يسترضي الملك لويس، وقدم له إكليل الشوك نظير خدماته. قال واضع القائمة المذكورة في ذيل البحث: وإذا رأيت إن هذا يزيد من قيمة كل واحدة من هذه القطع، أخذت على عاتقي أن أوجه نداءًا إلى العالم، وقد مكنتني المعلومات التي حصلت عليها أن أصف القطع التي لا تزال موجودة، وأن أجعل لها قائمة تجدونها فيما يأتي. ويتبين من هذه القائمة إن الحجم الكلي للأجزاء التي وصلت إلينا هو حوالي خمسة مليون ملليمتر مكعب، بما في ذلك الأجزاء التي اندثرت مثل الأجزاء التي كانت في Onawert وAmiens Jaucourt وGrammont وSchira الخ، ولكني نقلتها عن أوصاف بدت لي دقيقة. وإذا تأملنا حجم القطع التي يحتمل وجودها في الكنائس والأديرة وعند بعض الأشخاص، نرى إننا لا زلنا بعيدين عن معرفة مصير البقايا. فإذا كنا قدرنا الحجم غير المعروف على أنه يعادل ثلاثة أضعاف حجم القطع المعروفة، تصل إلى خمسة عشر مليون ملليمتر مكعب، مما لا يعادل جزء على عشرة من المائة والثمانين مليون ملليمتر مكعب التي قدرت لحجمه الكلي. |
||||
11 - 07 - 2013, 12:58 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
مما صنع الصليب عندما نتأمل في كل الأحداث والأسباب والتفاعلات التي أوجدت الصليب، نجد أنها تنقسم إلى قسمين، احدهما صنعته الإرادة السماوية الإلهية، والآخر قامت به الأيدي الأثيمة البشرية. فالصليب يتكون من خشبتين متقاطعتين، أحدهما رأسية ترمز لمشيئة السماء، والأخرى أفقية تظهر إرادة الأرض. وكما ارتفعت السماء عن الأرض، هكذا كان الفارق بين الإرادتين. كان هدف الإنسان أن يجعل من الصليب أداة للعذاب والموت، أما الله فأراد به الخلاص، ولقد كشفت تلك الخشبة كل هذه المعاني المتناقضة دفعة واحدة. فعندما نتأمل الصليب نرى فيه الخطية مُجسمة في أبشع صورها، ولا عجب فهي الأساس الذي أوجده وأوجد أيضاً كل صلبان الحياة. المرء تصيبه الحيرة عندما يبحث عن الدوافع التي أدت إلى صلب يسوع. وإذا عدنا أدراجنا إلى ذلك اليوم الحزين لنبحث عن السبب فإننا لن نجد علّة واحدة ولا جواباً شافياً إلا في قلب الإنسان. فالبشرية الشريرة الساقطة لم تحتمل وجود ذلك الشخص الطاهر الرقيق بينها، لم تحتمل الوحوش الضارية رؤية ذلك الحمل الوديع، وما كانت الأبالسة أيضاً لتحتمل رؤية تلك البراءة الناصعة. هكذا كانت تلك النسمة الوادعة تؤجج نار الشر الكامنة في القلوب وتزيدها اشتعالاً. إن تلك الخشبة الأفقية التي سُمرّت إليها يدا الفادي قد كشفت الجانب البشري الشرير في أبشع صورة. وفي اقتضاب شديد أكد هذه الحقيقة الكتاب عندما قال «بأيدي أثمة صلبتموه». لقد كشف الصليب عن معدن الإنسان الشرير وأظهر أيضاً قداسة الله وحبه وحكمته. فإن كانت الخطية هي أساس كل صلبان الحياة، لكن يسوع ما كان ليُعلّق فوق الصليب لو لم يكن قد أحب الإنسان الخاطئ، فأساس الصليب إذاً خطية الإنسان ومحبة الله أيضاً. إنها المحبة التي دفعت يسوع لأن يأتي إلى عالم الخطية والشقاء ليُخلّص الإنسان. وكما تضافرت الخطية والبؤس والألم في صنع الإنسان الشرير، أراد يسوع بحبه وبره وفدائه أن يخلقه من جديد. وهكذا أظهر الصليب إرادة وطبيعة كل من الله والإنسان على حقيقتهما. لقد دفعت الخطية الإنسان ليقتل ذلك البار كي يتخلص منه، أما يسوع فقد سعى إلى الصليب ليُخلّص به ذلك الإنسان المسكين. وهنا تجلّى حب الله في أعظم وأبهى وأعجب صورة. لكن ذلك الحب الذي تجسّم فوق الصليب لم يكن ذروة وصل إليها حب يسوع بعد طول عناء، بل كان حبه على أشده على طول الزمان، لقد احتسب نفسه ذبيحة حتى قبل أن يرتقي المذبح، إذ كان يتحدث عن الصليب كحقيقة واقعة، وقال مؤكداً قبيل صليبه: «ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه». (يوحنا ١٣:١٥). وبعد أن وضع نفسه عرف التلاميذ وكل الخطاة على مرّ الأيام والسنين أنه حقاً لا يمكن أن يكون هناك حب أعظم من هذا. كان حب الإله لا بد وأن يكون متنازلاً ومتفضلاً ومُتفاضلاً مُنزهاً عن كل غرض شخصي، حتى يستطيع أن يصل للأشرار وأن يكون مترفقاً بالجهال. وكان هذا الحب في إشراقه يتزايد حتى جاء ملء الإعلان في ملء الزمان في قمة من البذل. وهنا ارتفع الصوت. مدوياً منادياً ومؤكداً:«لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية». عندما سمع الإنسان هذا القول أصابته الدهشة، وكان في عجب يتساءل هل هذه هي الحقيقة أم أنها أضغاث أحلام؟ وكيف يمكن أن يرحمنا الله إن لم يَصحح ماضينا؟ وكيف يمكنه أن يفعل ذلك دون أن يغفر آثامنا؟ بل حتى إن فعل ذلك فما الفائدة؟ إن غفران الخطايا وحده لا يكفي إن لم يُغيّر أيضاً طبيعتنا وقلوبنا، التي أصبحت ينابيع واسعة تتفجّر منها الرذائل والشرور دون وعي أو مجهود؟ كانت هناك تساؤلات كثيرة تخطر في قلب الإنسان من جهة محبة الله ورحمته، وكان واقع البشرية المُتعبة الساقطة هو الدافع لكل هذه التساؤلات، إلى أن جاء يسوع كلمة الله المتجسد، إذا به هو بعينه الحب والرحمة، الذي لم يأتِ بمجرد كلمات، بل أكد الحب وصنع الرحمة وأتمّ الغفران والخلاص بذبيحة نفسه. لم يكن حب يسوع شعاراً أو كلاماً مُنمقاً بل كان عرقاً وجهاداً وبذلاً وموتاً كي يُتمم للإنسان خلاصه وفداءه. هكذا كان حب يسوع للإنسان، بلا حد وبلا نهاية «إذ كان قد أحب خاصته أحبهم إلى المُنتهى»... أحبهم إلى المُنتهى!.. هذه ناحية أخرى مُذهلة لمحبة يسوع. لقد أحب يسوع الإنسان الخاطئ إلى المُنتهى يا للعجب!!!... فيسوع هو المحبة الأزلية الأبدية التي لا بداية أيام لها ولا نهاية أيضاً. لكن هذا المنتهى لم يقصد به البعد الزمني فقط، فهناك أشياء وأبعاد تجعل الزمن ينكمش أمامها، إنها أبعاد البذل الذي صنع الخلاص. إن أبعاد محبة الله أعظم من أن يحدها عقل بشري. ولقد جاء الصليب ليكشف لنا عن أبعادها. إن أبعاد محبة الله هي أبعاد الصليب نفسه الذي في علوه يصل إلى عنان السماء وفي عُمقه يهبط إلى أعماق الجحيم، وفي طوله يصل الأزل بالأبد، وفي عرضه يشمل العوالم كلها على مدى الأيام والسنين. هذه هي حقيقة محبة الله التي بدت في الصليب وأوجدته. كانت صورة الصليب بكل أبعاده تُهيّمن على فكر ذلك الرسول العظيم، وإذا به يخرّ خاشعاً مُصليّاً طالباً أن يكتشف العالم حقيقة هذا الحب العجيب فقال: «أن تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلوّ، وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة لكي تمتلئوا إلى كل ملء الله» (أفسس ١٨:٣ و١٩) أشكرك أحبك كثيراً يسوع المسيح يحبكم جميعاً هو ينبوع الحياة الأبدية والى الأزل |
||||
11 - 07 - 2013, 01:04 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
عيد الصليب المجيد تحتفل الكنيسة القبطية وأيضاً الكنيسة الاثيوبية بعيد الصليب المجيد فى السابع عشر من توت وفى العاشر من برمهات من كل عام.. كما تحتفل به الكنيسة الغربية فى الثالث من مايو.. لقد ظل الصليب مطمورا بفعل اليهود تحت تل من القمامة وذكر المؤرخون أن الامبراطور هوريان الرومانى (117 – 1038 م) أقام على هذا التل فى عام 135 م هيكلا للزهرة الحامية لمدينة روما.. وفى عام 326م أى عام 42 ش تم الكشف على الصليب المقدس بمعرفة الملكة هيلانة أم الامبراطور قسطنطين الكبير.. التى شجعها ابنها على ذلك فأرسل معها حوالى 3 الاف جندى، وفى اورشليم اجتمعت بالقديس مكاريوس أسقف أورشليم وأبدت له رغبتها فى ذلك، وبعد جهد كبير أرشدها اليه أحد اليهود الذى كان طاعنا فى لاسن.. فعثرت على 3 صلبان واللوحة التذكارية المكتوب عليها يسوع الناصرى ملك اليهود واستطاعت أن تميز صليب المسيح بعد أن وضعت الاول والثانى على ميت فلم يقم، وأخيرا وضعت الثالث فقام لوقته. فأخذت الصليب المقدس ولفته فى حرير كثير الثمن ووضعته فى خزانة من الفضة فى أورشليم بترتيلوتسابيح كثيرة.. وأقامت كنيسة القيامة على مغارة الصليب وأودعته فيها، ولا تزال مغارة الصليب قائمة بكنيسة الصليب ... وأرسلت للبابا أثناسيوس بطريرك الاسكندرية فجاء، ودشن الكنيسة بأورشليم فى احتفال عظيم عام 328م تقريبا. بعد هذا اصبح الصليب المقدس علامة الغلبة والافتخار بعد أن غلب به السيد المسيح الموت على الصليب فأتخذه الامبراطور قسطنطين الكبير علامة النصرة فى كل حربوبه، وبنى الكثير من الكنائس وابطل الكثير من عبادة الاوثان.. قيل أن هرقل أمبراطور الروم (610 – 641 م) اراد أن يرد الصليب الى كنيسة القيامة بعد أن كان قد أستولى عليه الفرس، فأراد أن يحمله بنفسه فلبس الحلة الملوكية، وتوشح بوشاح الامبراطور، ولبس تاج الذهب المرصع بالاحجار الكريمة، ثم حمل الصليب على كتفه، ولما أقترب من باب الكنيسة ثقل عليه فلم يستطيع أن يدخل به – فتقدم اليه أحد الكهنة وقال له: اذكر ايها الملك أن مولاك كان حاملا الصليب وعلى هامته المقدسة اكليلا من الشوك لا اكليلا من الذهب فلزم ان تخلع تاجك الذهبى وتنزع وشاحك الملوكى.. فعمل بالنصيحة ودخل الكنيسة بكل سهولة. وفى رشمنا للصليب اعتراف بالثالوث الاقدس الاب والابن والروح القدس اعتراف بواحدانية اللهكاله واحد، اعتراف بتجسد الابن الكلمة وحلوله فى بطن العذراء، كما أنه اعتراف بعمل الفداء وانتقالنا به الى اليمين. ايضا فى رشم الصليب قوة لاخماد الشهوات وابطال سلطان الخطية.. وهكذا صارت الكنيسة ترسمه على حيطانها واعمدتها واوانيهاوكتبها، وملابس الخدمة.... الخ. يقول القديس كيرلس الاورشليمى: (ليتنا لا نخجل من طيب المسيح.. فأطبعه بوضوح على جبهتك فتهرب منك الشياطين مرتعبه اذ ترى فيه العلامة الملوكية.. اصنع هذه العلامة عندما تاكل وعندما تجلس وعندما تنام وعندما تنهض وعندما تتكلم وعندما تسير، وبأختصار ارسمها فى كل تصرف لأن الذى صلب عليه ههنا فى السموات..اذا لو بقى فى القبر بعد صلبه ودفنه لكنا نستحى به..) انها علامة للمؤمنين ورعب للشياطين.. لأنهم عندما يرون الصليب يتذكرون المصلوب فيرتعبون.. برشم الصليب نأخذ قوة وبركة.. لا تخجل يا اخى من علامة الصليب فهو ينبوع الشجاعه والبركات وفيه نحيا ونوجد خليقة جديدة فى المسيح.. ألبسه وآفتخر به كتاج.. ليس الصليب لنا مجرد اشارة فقط، بل معنى أعمق من هذا بكثير فهو يحمل شخصية المسيح الذى صلب عليه ويستمد قوته منه ولذا (فنحن نكرز بالمسيح مصلوبا) (1 كو 3: 2).. لذا فحينما تقبل الصليب الذى بيد الكاهن للصليب اشارة الى مصدر السلطان المعطى له من الله لاتمام الخدمة، فموسى النبى لما بسط يديه على شكل صليب انتصر، ولما رفع الحية النحاسية نجى الشعب، ولما ضرب الصخرة بالعصا قيل أنه ضربها على هيئة صليب فانفجر الماء منها. والاباء القديسون عملوا المعجزات وانتصروا وغلبوا باشرة الصليب المقدس، ان الاقباط استعملوا الصليب المقدس منذ أن بزغت الشمس المسيحية.. أما الكنيسة الغربية فلم تستعمله بصفة رسمية الا فى عهد الملك قسطنطين الكبير. |
||||
11 - 07 - 2013, 01:05 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
المسيحية والصليب
لنيافة الأنبا يؤانس تقديم : المسيحية والصليب أمران متلازمان ، وصنوان لا يفترقان .. فأينما وحينما يرى الصليب مرفوعا أو معلقا ، يدرك المرء أنه أمام مؤسسة مسيحية أو مؤمنين مسيحيين .. ولا عجب فالصليب هو شعار المسيحية ، بل هو قلبها وعمقها ... لقد تأسست المسيحية على أساس الصليب وبالصليب .. ولا نقصد بالصليب قطعتى الخشب أو المعدن المتعامدتين ، بل نقصد الرب يسوع الذى علق ومات على الصليب عن حياة البشر جميعا ، والخلاص الذى أتمه ، وما صحبه من بركات مجانية ، نعم بها البشر قديما ، وما زالوا ينعمون ، وحتى نهاية الدهر ... والفكرة الشائعة عن الصليب أنه رمز للضيق والألم والمشقة والأحتمال .. لكن للصليب وجهين : وجه يعبر عن الفرح ، ووجه يعبر عن الألم . ونقصد بالأول ما يتصل بقوة قيامة المسيح ونصرته .. ونقصد بالثانى مواجهة الإنسان للضيقات والمشقات .. ويلزم المؤمن فى حياته أن يعيش الوجهين ، ويختبر الحياتين ... بالنسبة للمؤمن المسيحى ، فإن الصليب بهذه المفاهيم ، هو حياته وقوته وفضيلته ونصرته .. عليه يبنى إيمانه ، وبقوة من صلب عليه يتشدد وسط الضيقات وما أكثرها .. هذا ما عناه القديس بولس الرسول بقولـه : " ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع ، الذى من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب ، مستهينا بالخزى .. فتفكروا فى الذى احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا فى نفوسكم " ( عب 12 : 2 ، 3 ) . ملايين المؤمنين فى انحاء العالم عبر الأجيال حملوا الصليب بحب وفرح ، وأكملوا مسيرة طريق الجلجثة ، فاستأهلوا أفراح القيامة ... هذا بينما عثر البعض فى الصليب ، وآخرون رفضوا حمله ، فألقوه عنهم .. ولم يكن مسلك هؤلاء وأولئك سوى موتا إيمانيا وروحيا لهم " نحن نكرز بالمسيح مصلوبا ، لليهود عثرة ولليونانيين جهالة . وأما للمدعوين يهودا ويونانيين ، فبالمسيح قوة الله وحكمة الله " ( 1 كو 1 : 23 ، 24 ) . + + + لماذا الصليب ؟ صليب المسيح هو محور المسيحية وقلبها وعمقها .. حوله يدور كل فكر العهد الجديد ، وفيه يرتكز كل غنى الإنجيل ومجده .. إنه رمز المسيحية وشعارها ومجدها .. وبقدر ما ينكر الملحدون وغير المؤمنين صفته الكفارية ، فإن المؤمنين المسيحيين يجدون فيه سر النعمة التى يقيمون فيها ، بل ومفتاح أسرار ملكوت السموات .. والمعروف عن الصليب أنه عار ، لكن للصليب مجا .. ومجد الصليب كعاره تماما . فالتأمل فى عار الصليب ، هو رؤية مجده .. هكذا نفهم كلمات القديس بولس الرسول : " إن كلمة الصليب عند العالكين جهالة ، وأما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله " ( 1 كو 1 : 18 ) . إن الصليب يستمد قوته وكرامته من السيد المسيح الذى علق عليه .. وحينما نتحدث عن الصليب فإنما نشير حتما إلى موت المسيح . وحينما نذكر موت المسيح فواضح أن صليبه وارد أيضا فيه .. لذا فلا غرابة إن رأينا أسفار العهد الجديد المقدسة تمتلىء بالكلام عن موت المسيح وبالتالى عن الصليب . كان الصليب ومن صلب عليه هو جوهر كرازة الكنيسة الأولى ، وهو الحق الأول والأساس فى الإيمان المسيحى .. ولعل كلمات بولس الرسول لمؤمنى كورنثوس تظهر لنا هذا المعنى .. " فإننى سلمت إليكم فى الأول ما قبلته أنا أيضا . إن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب . وأنه دفن وانه قام فى اليوم الثالث حسب الكتب ( 1 كو 15 : 3 ، 4 ) .. وعلى نحو ما كان المذبح والذبيحة هما حجر الزاوية فى عبادة العهد القديم ، كذلك الصليب وموت المسيح الكفارى ، هما حجر زاوية الإيمان فى العهد الجديد .. من أجل هذا فإن كل أسفار العهد الجديد تناولت قصة الصليب باستثناء ثلاث رسائل قصيرة هى الرسالة إلى فليمون ، ورسالتا يوحنا الثانية والثالثة . إنه أمر يدعو للدهشة فى زماننا أن توجد بشارة مفرحة فى صلب إنسان ، تماما كما حدث حينما بدأ المسيحيون الأوائل يكرزون بالمسيح مصلوبا .. كيف يكون عملا وحشيا بربريا ، وضع نهاية مخزية وحزينة لحياة الرب يسوع ، يصبح قوة ونصرة وإعلانا عن محبة الله الفائقة للبشر ؟! .. وكيف صار الصليب ? وهو رمز قديم لوحشية الإنسان ? ذا تأثير حضارى واسع ، استطاع أن يغير وجه العالم حينما جدد الخليقة ؟ .. . الصليب قديما فى بعض الشعوب هل كان الصليب آلة تعذيب انفرد بها المسيح وخصصت له . أم أنه عرف فى بعض الشعوب ؟ عرف الصليب كآلة تعذيب وعقوبة إعدام بين بعض الشعوب غالبا الشرقية ... فلقد عرف عند الفينيقيين . وذكر عن الأسكندر الأكبر أنه حكم على ألف شخص من أهالى صور بالصلب .. وعرف عند الفرس . ( عزرا 6 : 11 ) ، وأيضا ( استير 5 : 14 ، 8 : 7 ) .. ويبدو أن هذه العقوبة عرفت عند المصريين أيضا ، ووردت فى قصة رئيس الخبازين الذى فسر له يوسف حلمه ( تك 40 : 19 ) . كما عرفت عقوبة الأعدام صلبا لدى الرومان ، وكانت غالبا قاصرة على العبيد والغرباء . أما المواطنون الأحرار فكانوا لا يعاقبون بها . كانت هذه العقوبة تنفذ فى حالة الجرائم الخطيرة كخيانة الدولة وسرقة المعابد والهرب من الجندية .. ويشهد التاريخ أن الرومان خلال ثورات العبيد صلبوا أعدادا كبيرة منهم .. ويذكر يوسيفوس المؤرخ اليهودى المعاصر لخراب أورشليم وهيكلها ، أن تيطس القائد الرومانى كان يصلب خمسمائة يهودى كل يوم !! ويبدو أن قصد الرومان من استخدام هذه العقوبة بالذات كان هو تثبيت سلطانهم فى الدولة ، ويفسر ذلك أن تنفيذ هذه العقوبة كان يتم فى مكان مكشوف ، ليكون ردعا للآخرين .. وقد ألغى الملك قسطنطين الكبير عقوبة الأعدام صلبا لأسباب دينية . ويبدو أن بنى إسرائيل عرفوا هذه العقوبة ، فقد أشير إليها فى سفر التثنية .. وعلى أن المعلق ملعون من الله ( تث 21 : 22 ). كلمة الصليب فى أسفار العهد الجديد : لم يرد لفظ الصليب فى أسفار العهد القديم ، لكنه ورد بأكثر من معنى فى كتاب العهد الجديد . وأكتسبت معنى خاصا لأرتباطها بموت المسيح ، هناك كلمتان مستعملتان للتعبير عن آلة التعذيب التى نفذ بها حكم الموت على الرب يسوع : اكسيلون XYLON وتعنى خشبة أو شجرة ، استاوروس STAUROS وتعنى صليب بمفهومه الحالى ... الكلمة الأولى وردت للتعبير عن الخشب كمادة . راجع : [ تث 21 : 23 ، أع 5 : 30 ، 10 : 39 ، 1 بط 2 : 24 ، غلا 3 : 13 ) . وقد وردت كلمة استاروس ومشتقاتها فى قصة آلام المسيح . راجع [ مر 15 : 1 ? 47 ، متى 27 : 1 ، لوقا 23 : 1 ? 56 ، يو 18 : 19 : 24 ، رؤيا 11 : 8 ) .. كما وردت فى رسائل بولس الرسول .. إن كلمة " اكسيلون " تعنى شجرة .. وهذا يقودنا للتفكير فى شجرة الحياة التى كانت فى وسط الجنة ( تك 2 : 9 ) .. تلك التى بعد أن طرد الإنسان الأول من الجنة ، أقيم كاروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة الطريق إليها . وهى التى قال الله عنها : " لعله ( الإنسان ) يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضا ويأكل ويحيا إلى الأبد " ( تك 3 : 24 ) .. وتعود هذه الشجرة ? شجرة الحياة ? للظهور ثانية فى سفر الرؤيا " من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التى فى وسط فردوس الله " ( رؤ 2 : 7 ) . ونقرأ عن أورشليم الجديدة فى سفر الرؤيا ، أنه على جانبى نهر الحياة فيها تنمو " شجرة حياة تصنع أثنتى عشرة ثمرة وتعطى كل شهر ثمرها .. وورق الشجرة لشفاء الأمم " ( رؤ 22 : 2 ) .. ونقرأ أن الأبرار وحدهم لهم سلطان على هذه الشجرة ( رؤ 22 : 14 ) . وهكذا نرى أن ما كان ممنوعا ومحرما على الإنسان الأول صار مباحا للخليقة الجديدة .. إن شجرة الحياة ترمز للحياة ، وتقدم الحياة عكس ما يقدمه الصليب ( الخشبة ) ألا وهو الموت ... + + + لماذا الصليب عثرة ؟ يقول بولس الرسول " نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة " ( 1 كو 22 ? 24 ) . فماذا الذى أعثر اليهود فى الصليب ؟ هناك فرق كبير جدا بين تقديم المسيح لإنسان يهودى ، وتقديمه لإنسان وثنى ، أو تبشير يهودى بالمسيح ، وتبشير وثنى بالمسيح .. بالنسبة لليهود توجد أرضية مشتركة بين المسيحيين وبينهم، هى كتاب العهد القديم .. وهذا بلا شك يسهل مهمة تبشير اليهودى وإيمانه .. أما بالنسبة للوثنيين فالأمر يختلف ، إذ لا يوجد شىء مشترك بيننا وبينهم . ويقدم لنا سفر أعمال الرسل مثلين على ذلك . عظة بولس الرسول الكرازية فى المجمع اليهودى فى مدينة أنطاكية بيسيدية ( أعمال الرسل 13 : 16 - 41 ) ، وخطابه الكرازى الذى وجهه فى مدينة أثينا فى الأريوس باغوس إلى جماعة من الفلاسفة الوثنيين ( أع 17 : 22 ? 31 ) .. وعلى الرغم من وجود هذه الأرضية المشتركة مع اليهود ، فقد كان الصليب عثرة بالنسبة لهم .. والسؤال لماذا ؟ يورد القديس لوقا فى الإصحاح الأخير من بشارته قصة تلميذين للمسيح ، كانا يسيران من أورشليم فى الطريق إلى قريتهما عمواس التى تبعد عنها مسافة ستين غلوة تقطع سيرا فى ساعتين ، كان ذلك مساء يوم أحد القيامة .. كانا يسيران عابسين ، وقد ملأت خيبة الأمل قلبيهما .. كانا يتحدثان فى الطريق عن أحداث صلب الرب يسوع ، وفيما هما فى الطريق ظهر لهما الرب يسوع وسار معهما ، ولكن أمسكت اعينهما عن معرفته ولما سألهما عما يتحدثان فيه ، ولماذا يسيران عابسين ، أجابه أحدهما .. " هل أنت متغرب وحدك فى أورشليم ، ولم تعلم الأمور التى حدثت فيها فى هذه الأيام .. المختصة بيسوع الناصرى الذى كان إنسانا نبيا مقتدرا فى الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب ، كيف أسلمه رؤساء الكهنة وحكامنا لقضاء الموت وصلبوه . ونحن كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدى إسرائيل . ولكن مع هذا كله ، اليوم له ثلاثة أيام منذ حدث ذلك ، بل بعض النساء منا حيرننا إذ كن باكرا عند القبر ، ولما لم يجدن جسده ، أتين قائلات إنهن رأين منظر ملائكة قالوا إنه حى . ومضى قوم من الذين معنا إلى القبر فوجدوا هكذا كما قالت أيضا النساء . وأما هو فلم يروه " ... وهنا قال لهما الرب " أيها الغبيان والبطيئا القلوب فى الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء ، أما كان ينبغى أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده . ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به فى جميع الكتب " ( لو 24 : 13 ? 27 ) نحن هنا أمام أثنين من تلاميذ المسيح نفسه ، عاينا معجزاته ولازماه فى كرازته نحو ثلاث سنوات ، ومع ذلك نراهما ، وقد خابت آمالهما إزاء أحداث الصلب ، لولا أن الرب يسوع فى محبته وهو العالم بكل شىء ظهر لهما ، وهدأ من روعيهما، وبدأ يشرح لهما سر الصليب والقيامة مؤكدا لهما وهما اليهوديان النبوات والإشارات والرموز التى وردت عنه فى أسفار العهد القديم . وإذا كان الأمر كذلك مع تلميذين رأيا الرب يسوع وعاينا معجزاته ولازماه ، فكم وكم يكون أثر كرازة الرسل والكارزين الأوائل ، وهم يكرزون بإنجيل المصلوب بين أقوام لا يعرفونهم .. أى بشارة مفرحة تلك التى تكون فى صلب إنسان مات بهذه الطريقة الوحشية البربرية ؟! . كان اليهود لقرون عديدة ينتظرون المسيا .. الممسوح والمعين من الله لخلاصهم .. لكن فكرتهم عن الخلاص كانت فكرة عالمية ، ولذا فقد كانوا ينتظرون هذا المسيح المخلص ، إنسانا من طراز شمشون الجبار الذى قتل ألفا من الفلسطينيين بفك حمار !! كانت بلاد فلسطين فى ذلك الوقت خاضعة للأستعمار الرومانى . لذا كانت كل آمالهم أن يحررهم هذا المسيا من ربقة الأستعمار الرومانى ، ويقيم ثانية دولة داود الدينية .. إنهم لم يفطنوا إلى حقيقة رسالة المسيح . لقد جاء محررا لهم وللبشر جميعا من أشر أنواع العبودية ، وهى العبودية للخطية والشر .. لم يفهموا المسيح وبالتالى لم يقبلوه .. لقد حسبوه ضعيفا لأنه لا يصيح ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته ، قصبة مرضوضة لا يقصف ، وفتيلة مدخنة لا يطفىء ( متى 12 : 19 ، 20 ) ... لم يرقهم تعليم المسيح عن الوداعة والإتضاع ... " سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن .. وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر . بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا . ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضا ، .... " ( متى 5 : 38 ? 44 ) .. وقد انطبع ذلك الإحساس فى استهزائهم به وهو معلق على الصليب ، إذ قالوا عنه " خلص آخرين ، فليخلص نفسه إن كان هو المسيح مختار الله " ( لو 23 : 35 ) .. هكذا كانت الكرازة بالمسيح مصلوبا عثرة لليهود لأنهم لم يفهموا أن " ضعف الله أقوى من الناس " ( 1 كو 1 : 5 ). ولماذا الصليب جهالة ؟ اليونانيون ( الأغريق ) شعب عريق أسسوا امبراطورية شاسعة ، ونبتت الفلسفة على أرضهم . وظهر منهم آباء الفلسفة القديمة من أمثال سقراط وأفلاطون وأرسطو ، كما ظهر من بينهم الحكماء والمشرعون ... لقد كانت الآلهة الوثنية فى الشعوب الراقية بشرا لها أجسام وحواس . يولدون لكن لا يموتون ، يأكلون ويشربون . ينامون ويستيقظون ويسافرون ويخوضون غمار المعارك والحروب. ويتزوجون ويتناسلون ... ويضرب بولس الرسول مثلا باليونانيين الذين حققوا قمة الرقى الثقافى فى العالم القديم، نيابة عن العالم الوثنى ... فإنهم على الرغم من رقيهم الفكرى والحضارى من جهة الدين فى الدرك الأسفل من الإنحطاط الأدبى والفساد الخلقى . لقد مجد اليونانيون القوة فى كل صورها ، حتى أن فيلسوفهم أفلاطون فى جمهوريته أعتقد أن الأطفال المولودين من آباء مسنين يجب التخلص منهم بتركهم عرايا ، إذ لا يجب أن يثقل على الدولة بهم ... لقد قابل بولس الرسول فى مدينة أثينا فريقا من فلاسفتها ، ولما سمعوه يتكلم قالوا : " ماذا يريد هذا المهزار أن يقول " !! ولما سمعوا منه عن الرب يسوع الذى أقامه الله من بين الأموات ، وبه سيدين المسكونة بالعدل ، بدأوا يستهزئون به ( أع 17 ) . وهكذا كانت الكرازة بالمسيح مصلوبا بين اليونانيين تعتبر جهالة ... فأى تمجيد ، وأى بشارة مفرحة فى صلب إنسان وموته بطريقة فيها المذلة والعار والخزى والأزدراء .. + + + كيف حملت الكنيسة الصليب : هناك مفاهيم كثيرة يمكن أن تدخل تحت عنوان " الكنيسة والصليب " .. هلى هو موضوع يصف حقبة من حياة الكنيسة مضت وانتهت ، أم هو موضوع الحاضر المعاصر ... إن المعنى يشمل الأمرين معا ! الحاضر على ضوء الماضى .. وما نعنيه هو " كيف حملت الكنيسة الصليب " ؟ .. كيف أحبته فاحتضنته .. كيف تعاملت معه ، وكيف حملته .. كيف تصرفت إزاء الضيقات ، وكل قوى الشر التى تصدت لها فى العالم .. كيف عاونت كل إبن من أبنائها ، وكل عضو فيها على حمل الصليب .. كيف صارت شاهدة للصليب وسط عالم وضع فى الشرير .. ونود أن ننبه قبل الخوض فى الموضوع أن كل ما ينطبق على الكنيسة ، ينطبق على كل عضو فيها ... من أين نبدأ موضوعنا .. ؟ نستعرض الصورة التى أسس بها المسيح كنيسته . الكنيسة كما أسسها المسيح : مواصفات هذه الكنيسة : أ - حملان بين ذئاب : فى إرسالية السبعين رسولا التدريبية ، حينما أرسلهم الرب يسوع أثنين أثنين أمام وجهه إلى كل مدينة وموضع حيث كان هو مزمعا أن يأتى ، قال لهم " اذهبوا ، ها أنا أرسلكم مثل حملان بين ذئاب " ( لوقا 10 :3 ). والحملان صورة للمؤمنين بالمسيح فى وداعتهم وبساطتهم .. أما الذئاب فرمز لأهل العالم فى غدرهم وشرهم .. طبيعة الكنيسة كما أسسها المسيح وكما يريدها دائما " حملان بين ذئاب " .. إن الحمل صورة للرب يسوع الذى قيل عنه إنه لا يصيح ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته .. صورة للمسيح الوديع الذى دعانا أن نتعلم منه الوداعة وتواضع القلب فنجد راحة لنفوسنا .. المسيح حمل الله الذى بلا عيب يدعو كل من يتبعونه أن يكونوا حملانا . هكذا يقدمهم للعالم ... " حملان بين ذئاب " ... إنه منظر يبعث الرعب فى النفس ... إن ذئبا واحدا يكفى لأفتراس قطيع من الحملان الصغيرة التى لا تقوى على الحركة أو الهرب .. هل يعقل أن مسيحنا المحب يرسل أولاده للعالم كحملان بين ذئاب ؟! نعم .. هكذا أرسلهم ، لأنه كان يعلم أنه قادر على حمايتهم من ضراوة الذئاب ووحشيتها .. والعجيب ، أنه فى النهاية ? كما يقول القديس أغسطينوس ? حولت الحملان الذئاب وجعلت منهم حملانا !! ويعنى أغسطينوس بذلك الشعوب الوثنية التى آمنت بالمسيح وتغيرت طبيعتها بفضل هذه الحملان !! ب - متجردة من المقتنيات : " لا تقتنوا ذهبا ولا فضةولا نحاسا فى مناطقكم ، ولا مزودا للطريق ولا ثوبين ولا عصا " ( متى 10 : 9 ، 10 ) .. " لا تحملوا شيئا للطريق " ( لوقا 9 : 3 ) ... هذا ما أوصى به السيد المسيح رسله وتلاميذه حينما أرسلهم فى إرساليات تدريبية .. لقد جردهم من كل شىء : من المال والطعام والثياب وحتى العصا التى يدافع بها عن نفسه فى الطريق الموحشة .. لقد جردهم من كل شىء ليكون هو لهم كل شىء ... لا تحملوا شيئا للطريق : لأنه هو نفسه الطريق .. المسيح للنفس المؤمنة هو كل شىء .. هو غناها فمن التصق به وافتقر إلى شىء ؟ .. وهو غذاء النفس ، وكساؤها .. ألم يوصينا بولس الرسول أن نلبس الرب يسوع المسيح ( رو 13 : 14 ). لقد عاشت الكنيسة المسيحية وصية سيدها ومعلمها : " ليس لى فضة ولا ذهب " ... ( أع 3 : 1 - 8 ) . لكنها كانت غنية بإيمانها " كفقراء ونحن نغنى كثيرين ، كأن لا شىء لنا ونحن نملك كل شىء " ( 2 كو 6 : 10 ) .. وحينما نمتلك المسيح فنحن نملك كل شىء .. وحينما عاشت الكنيسة أمينة لتعاليم الرب ووصاياه ، كان هو أمينا معها فى إتمام مواعيده . وهكذا كانت تجرى المعجزات باسم الرب يسوع .. وحينما تركت الكنيسة عنها وصية مخلصها ، فقدت السلطان أن تصنع باسمه الآيات والمعجزات . جـ - مشابهة لصورة ابن الله : يصف القديس بولس الرسول أولئك الذين يحبون الله المدعوين حسب قصده أنهم " مشابهين صورة إبنه ليكون هو بكرا بين إخوة كثيرين " ( رومية 8 : 29 ) . .. وأحد أوجه الشبه مع ابن الله هو الألم ... يتنبأ إشعياء النبى عن السيد المسيح فيقول عنه أنه : " رجل أوجاع ومختبر الحزن " ( إش 53 : 3 ) ... هذه صفة أصيلة فى المسيح المخلص .. فالمسيح لم ير يوما ضاحكا ، لكنه شوهد باكيا عند قبر لعازر ( يو 11 : 35 ) .. وقبيل آلامه على الصليب ، كان محصورا فيما كان عتيدا أن يكمله ، وسمع يقول : " نفسى حزينة جدا حتى الموت " ( مر 14 : 34 ) ... فلقد تجسد ابن الله من أجل فداء البشر ، والفداء استلزم الألم والصليب ... وإن كان المسيح قد تألم ، فليس التلميذ أفضل من معلمه ، ولا العبد أفضل من سيده ( متى 10 : 24 ) . الصليب فى حياة المسيح : إن كان إشعياء النبى قد تنبأ عن المسيح أنه رجل أوجاع ومختبر الحزن ( إش 53 : 3 ) ، فإن هذه الآلام والأحزان لم تبدأ فى جثسيمانى ، بل بدأت منذ ولادته بالجسد ... لقد ولد الطفل يسوع وهو يحتضن الصليب ، وظل يحتضنه فى حب ويحمله حتى علق عليه عند الجلجثة .. ونحن وإن كنا نجهل معظم حياة الرب يسوع بالجسد حتى بدأ خدمته الكرازية فى سن الثلاثين ، لكننا نستطيع أن نتبين ملامح الصليب ونراها من خلال بعض المواقف ... نرى الصليب فى مولده ، حينما ولد فى مذود للبهائم إذ لم يكن ليوسف ومريم موضع فى قرية بيت لحم ( لو 2 : 7 ) ... نراه فى مذبحة أطفال بيت لحم ( متى 2 : 16 ، 17 ) ... وفى الهرب إلى مصر طفلا والتغرب بين ربوعها حتى مات هيرودس الملك الطاغية الذى كان يطلب نفس الصبى ليقتله ( متى 2 : 14 ، 20 ) . ويلخص بطرس الرسول مسلك المسيح واحتماله الآلام بقولـه " لأنكم لهذا دعيتم ، فإن المسيح أيضا تألم لأجلنا ، تاركا لنا مثالا لكى تتبعوا خطواته .. الذى لم يفعل خطية ولا وجد فى فمه مكر " ( بطرس الأولى 2 : 21 ، 22 ) .. قال رب المجد يسوع " إن أراد أحد أن يأتى ورائى ، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعنى " ( متى 16 : 24 ) . وإن كان المسيح قد دعانا أن ننكر ذواتنا ، فلقد أنكر هو نفسه وأخفى لاهوته فى بعض المواقف ... فلقد أنكر نفسه حاملا الصليب حينما تقدم إلى يوحنا المعمدان كأحد الخطاة ليعتمد منه ( متى 3 : 13 ، لوقا 3 : 21 ) .. وأنكر نفسه فى تجربة إبليس له ( متى 4 : 1 ? 10 ) ... وحينما قدم عظته على الجبل أفتتحها بتطويب المساكين بالروح والحزانى فى العالم ( متى 5 : 3، 4 ) .. كان المسيح يحتضن الصليب حينما شتم ولم يكن يشتم عوضا ، ولا يهدد ، بل كان يسلم لمن يقضى بعدل ( بط الأولى 2 : 23 ) .. وحين أنكر اليهود بنوته لأبيه السماوى ... ( يو 6 : 42 ) . وحين وجه اليهود إليه أقذع شتائمهم أنه سامرى وبه شيطان ( يو 8 : 48 ) ، وأنه لا يخرج الشياطين إلا بقوة بعلزبول رئيس الشياطين ( متى 12 : 24 ) ... وحينما أتهمه الفريسيون والكتبة أنه ليس من الله لأنه لا يحفظ السبت ( يو 9 : 16 ، 5 : 18 ) ... وفى غيرها كثير جدا كان المسيح يحتضن الصليب ، ما رد اتهاما لقائليه ، ولا عاملهم بنفس روحهم . + + + الضيقات وحمل الصليب فى تعليم المسيحإن كنا قد رأينا الصليب أو مثال الصليب فى حياة المسيح بالجسد ، فقد أعلن هو عنه صراحة حينما كان يتكلم عن الضيقات كنصيب مقدس للمؤمنين عليهم أن يحرصوا عليه ، وألا يفرطوا فيه من أجل البركة .. بعد لقاء المسيح مع الشاب الغنى ، الذى دعاه إلى أن يوزع ماله على الفقراء ويحمل الصليب ، لكن هذا الكلام لم يرقه فاغتم ومضى حزينا ( مرقس 10 : 17 ? 22 ) ، قال له بطرس: " ها نحن قد تركنا كل شىء وتبعناك " . فكان جواب الرب عليه: " الحق أقول لكم ليس أحد ترك بيتا أو أخوة أو أخوات أو أبا أو أما أو إمرأة أو أولادا أو حقولا لأجلى ولأجل الإنجيل ، إلا ويأخذ مئة ضعف الآن فى هذا الزمان بيوتا وأخوة وأخوات وأمهات وأولادا وحقولا مع اضطهادات ، وفى الدهر الآتى الحياة الأبدية " ( مرقس 10 : 28 ? 30 ) ... وهنا نلاحظ أن المسيح له المجد يحصى الأضطهادات ضمن البركات التى يعوض بها الإنسان فى هذا العالم عن محبته له !! كمبدأ عام فى حياة المؤمنين قال المسيح " اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق " ( لو 13 : 24 ) ... " لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذى يؤدى إلى الهلاك ، وكثيرون هم الذين يدخلون منه . ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذى يؤدى إلى الحياة ، وقليلون هم الذين يجدونه " ( متى 7 : 13 : 14 ) .. أما عن تعليمه بخصوص الضيقات فقد قال : " فى العالم سيكون لكم ضيق ، ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم " ( يو 16 : 33 ) .. " ستبكون وتنوحون والعالم يفرح . أنتم ستحزنون ولكن حزنكم يتحول إلى فرح . المرأة وهى تلد تحزن لأن ساعتها قد جاءت . ولكن متى ولدت الطفل لا تعود تذكر الشدة لسبب الفرح ، لأنه قد ولد إنسان فى العالم " ( يوحنا 16 : 20 ، 21 ) ... " تأتى ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله . وسيفعلون هذا بكم لأنهم لم يعرفوا الآب ولا عرفونى . لكنى قد كلمتكم بهذا حتى إذا جاءت الساعة تذكرون أنى أنا قلته لكم " ( يو 16 : 2 ? 4 ) ... " وسوف تسلمون من الوالدين والأخوة والأقرباء والأصدقاء ويقتلون منكم . وتكونون مبغضين من الجميع من أجل اسمى . ولكن شعرة من رؤوسكم لا تهلك . بصبركم اقتنوا أنفسكم " ( لو 21 : 16 ? 19 ) ... أما عن حتمية حمل كل مؤمن للصليب فقال : " من لا يأخذ صليبه ويتبعنى فلا يستحقنى . من وجد حياته يضيعها . ومن أضاع حياته من أجلى يجدها " ( متى 10 : 38 ، 39 ) .. " إن أراد أحد أن يأتى ورائى ، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعنى ، فإن من أراد أن يخلص نفسه يهلكها ، ومن يهلك نفسه من أجلى يجدها " ( متى 16 : 24 ، 25 ، لوقا 9 : 23 ، 24 ) ... " من لا يحمل صليبه ويأتى ورائى فلا يقدر أن يكون لى تلميذا " ( لو 14 : 27 ) ... الضيقات وحمل الصليب فى تعليم الرسل : عاشت الكنيسة الأولى حياة الرب يسوع مشاركة إياه فى الآلام والضيقات ... وسفر أعمال الرسل الذى يسجل أحداث الكنيسة فى تاريخها المبكر ، يذكر ما تعرض له رسل المسيح وتلاميذه من ضيقات وشدائد ... فلقد حبس الرسولان بطرس ويوحنا بعد معجزة شفاء مقعد باب الهيكل الجميل ( أع 4 : 3 ) .. وقبض على الرسل جميعا ووضعوا فى حبس العامة ... لكن ملاك الرب فى الليل فتح أبواب السجن وأخرجهم .. أهين الرسل وسجنوا وقتلوا ... [ راجع أعمال الرسل ]. أما عن موقف الآباء رسل المسيح ومشاعرهم من جهة الضيقات والآلام فتعكسها كتاباتهم .. ونعرض لبعض منها: يفتتح يعقوب الرسول رسالته التى وجهها للمؤمنين عامة بقولـه " احسبوه كل فرح يا أخوتى حينما تقعون فى تجارب متنوعة . عالمين أن امتحان إيمانكم ينشىء صبرا ، ......" ( يعقوب 1 : 2 ? 4 ) . ويقول بطرس الرسول : " أنتم الذين بقوة الله محروسون بإيمان لخلاص .. الذى به تبتهجون مع أنكم الآن إن كان يجب تحزنون يسيرا بتجارب متنوعة . لكى تكون تزكية إيمانكم ، وهى أثمن من الذهب الفانى ، مع أنه يمتحن بالنار " ( بط 1 : 5 ? 7 ) ..... ، [ راجع 1 بط 3 : 13 ، 4 : 1 ، 4 : 13 ، 14 ] . أما يوحنا الحبيب فهو الذى حفظ لنا قول الرب يسوع : " الحق الحق أقول لكم إن لم تقع حبة الحنطة فى الأرض وتمت فهى تبقى وحدها . ولكن إن ماتت تأتى بثمر كثير . من يحب نفسه يهلكها ، ومن يبغض نفسه فى هذا العالم ، يحفظها إلى حياة أبدية " ( يوحنا 12 : 24 ، 25 ) . ويفتتح رؤياه وهو منفى فى جزيرة بطمس " من أجل كلمة الله ، ومن أجل شهادة يسوع المسيح " ، بقولـه " أنا يوحنا أخوكم وشريككم فى الضيقة ، وفى ملكوت يسوع المسيح وصبره " ( رؤ 1 : 9 ) ... ويسجل لنا يوحنا منظرا رآه واعلن له : " .... قال لى هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة . وقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم فى دم الخروف .من أجل ذلك هم أمام عرش الله ويخدمونه نهارا وليلا فى هيكله ، والجالس على العرش يحل فوقهم . لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد ولا تقع عليهم الشمس ولا شىء من الحر . لأن الخروف الذى فى وسط العرش يرعاهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية ، ويمسح الله كل دمعة من عيونهم " ( رؤ 7 : 9 - 17 ) . أما رسائل بولس الرسول فتمتلىء رسائله بالكلام عن الضيقات والآلام وبركاتها والكنوز المذخرة فيها ، كانعكاس لخبرته الشخصية وتجربته مع الألم والضيق .. ومنذ بداية قصة بولس مع المسيح ? بعد اهتدائه قرب مدينة دمشق ? قال عنه لحنانيا : " سأريه كم ينبغى أن يتألم من أجل اسمى " ( أع 9 : 15 ، 16 ) ... ولم تكن هذه الكلمات نوعا من التوعد لهذا الخادم الجديد جزاء أخطائه السابقة ، لكنها اعلان عما تفعله الآلام بالنفس التى تحب الرب من أعماقها .. إن الآلام تكمل الإنسان . وهذا ما اختبره بولس وقاله عن المسيح له المجد : " لأنه لاق بذاك الذى من أجل الكل وبه الكل وهو آت بأبناء كثيرين إلى المجد ، أن يكمل رئيس خلاصهم بالآلام " ( عب 2 : 10 ) .. كان بولس الرسول طراز عجيب من البشر ، فبعدما استعرض عمق محبته لسيده وأن لا شىء يمكن أن يفصله عنه حتى الموت فى صوره المختلفة ، هتف فى ( رومية 8 : 37) : " ولكننا فى هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذى أحبنا " الصليب والعبادة المسيحية لماذا بستخدم المسيحيون علامة الصليب ؟ منذ نشأة المسيحية استخدم المسيحيون علامة الصليب ... هذه حقيقة يؤكدها جميع العلماء والباحثين .. فالصليب وعلامة الصليب تراث تقليدى يتغلغل فى حياة المؤمنين بتسليم رسولى .. يقول القديس باسيليوس الكبير [ لقد تسلم المسيحيون علامة الصليب ضمن التقاليد غير المدونة التى انحدرت إليهم من رسل المسيح ، الذين علمونا أن نرسم بعلامة الصليب أولئك الذين آمنوا باسم الرب يسوع المسيح ] . وتعلم الكنيسة أبناءها المؤمنين أن يرسموا علامة الصليب على ذواتهم عند بدء الصلوات وفى ختامها . عند النوم وحال اليقظة . فى دخولهم إلى بيوتهم وخروجهم منها . فى أكلهم وشربهم . عند بدء كل عمل ، وعند ارتداء ثيابهم .. وبالجملة فإن علامة الصليب تتخلل حياتهم اليومية .. لقد صاحبت كل عمل دينى أو دنيوى فى حياة المسيحى من اليقظة فى الصباح حتى رقاد النوم فى الليل . يقول القديس يوحنا الذهبى الفم : [ إن علامة الصليب التى كان الناس يفزعون منها قبلا ، صار كل واحد يتنافس عليها ، حتى صارت فى كل مكان بين الحكام والعامة . بين الرجال والنساء ، بين المتزوجين وغير المتزوجين . بين الأسرى والأحرار . الجميع يصنعونها فى كل موضع كريم ومكرم ، ويحملونها يوميا ، وكأنها منقوشة على جباههم كما على عمود . نراها على المائدة المقدسة، وفى رسامة الكهنة . ونراها متألقة فوق جسد المسيح فى العشاء السرى . وفى كل مكان يمكن للإنسان أن يلاحظه. يحتفى بها فى البيوت ، فى الأسواق ، فى الصحارى ، وفى الطريق العالية فوق الجبال ، فى شقوق الأرض ، فوق التلال، وفوق البحر . فى السفن فى الجزر ، فى العربات ، فى الثياب . فوق الآنية الذهب والفضة ... على أجسام الأشخاص الذين بهم أرواح نجسة .. فى الحرب والسلم . نهارا وليلا . فى تجمعات النساك . وهكذا يتنافس الجميع فى البحث عن هذه الهبة العجيبة ، والنعمة التى لا يعبر عنها ] . فلماذا يرسم المسيحيون علامة الصليب ؟ ( 1 ) ليبرهنوا على تبعيتهم للمسيح المصلوب .. فالصليب هو العلامة المميزة للمؤمنين بالمسيح ، المنضمين تحت لوائه ، لأنه علامة مخلصهم .. فالصليب سوف يظهر مرة أخرى فى السماء كالعلم الذى يتقدم أمام الملك .. وحينئذ ينظر إليه الذين طعنوه والذين استهزأوا به . وإذ يعرفونه ( المسيح ) من الصليب يندمون حيث لا زمان للتوبة . أما نحن فنفتخر بالصليب ونعظمه عابدين الرب الذى أتى وصلب عليه . ( 2 ) إعلانا لإيمانهم المسيحى وافتخارا بصليب ربنا يسوع المسيح الذى به تم فداؤنا وخلاصنا وانفصالنا عن الشيطان والعالم ، وانطلاقنا من أسر اجحيم وعبودية إبليس " أما أنا فحاشا لى أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذى به صلب العالم لى وأنا صلبت للعالم " ( غلاطية 6 : 14 ) . ( 3 ) إيمانا من المسيحيين بأن جميع بركات العهد الجديد الروحية إنما كانت بفضل صليب مخلصنا .. ( 4 ) وحين يرسم المؤمنون الصليب على جباههم ، أو حين يرسمه الكهنة على المؤمنين أو على أوانى الكنيسة يذكرون كل المعانى التى تشتمل عليها الديانة المسيحية ... فيذكرون عمل المسيح الفادى وخلاصه العظيم ، وجميع البركات الخلاصية النابعة من الصليب .. ويذكرون أنهم ليسوا بعد لأنفسهم ، بل للذى مات لأجلهم وقام ( 2 كو 5 : 15 ) .. ويذكرون أنهم اشتروا . بدم ثمين ، فعليهم أن يمجدوا الله فى أرواحهم وفى أجسادهم التى هى له ( 1 كو 6 : 20 ) .. وعندما يذكرون تلك المعانى تضطرم فيهم محبة الله ، ويزدادون تعلقا به ورجاء فيه ... إذن فعلامة الصليب والحال هذه ليست سوى خلاصة سريعة للمسيحية فى عقائدها وروحياتها . فإذا رسمنا الصليب استعدنا فى لحظة المعانى المرتبطة بالصليب من إيمان بالله ووحدة طبيعته وتثليث أقانيمه ولاهوت المسيح وتجسده وصلبه وفداءه وقيامته ، وما ارتبط بكل هذه الأحداث من بركات خلاصية . ( 5 ) للصليب فوائد أخرى غير تلك : أ - فبرسم علامة الصليب يطرد المسيحيون قوات الشر المحيطة .. لأن الشيطان الذى هزم بالصليب لا يطيق هذه العلامة التى بها سحق واندحر .. ب – وبرسم علامة الصليب يتشجع المؤمنون فى مواجهة الصعاب والتجارب ضد إيمانهم يقول القديس الأنبا انطونيوس أب الرهبان [ إن الشياطين توجه هجماتها المنظورة للجبناء . فارسموا أنفسكم بعلامة الصليب بشجاعة ، ودعوا هؤلاء يسخرون من ذواتهم . وأما أنتم فتحصنوا بالصليب ] . جـ - والصليب علاج ضد التجارب من جهة بعض الخطايا .. [الصليب دواء للغضب] .. [الصليب دواء للشهوة الدنسة].. د – ويستخدم الصليب شافيا من المرض أو السم ، وعلامة قوة على كل قوى الطبيعة المعادية لنا .. هـ - كما استخدم الصليب لتطهير الأماكن وتقديس الكنائس والأوانى والطعام والشراب وغيرها من الأشياء التى أعتبرت غير طاهرة . أو التى استخدمت فى أغراض وثنية فى العصور الأولى |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
موضوع متكامل عن الصليب |
موضوع متكامل عن الصليب المقدس |
الصليب (موضوع متكامل) |
موضوع متكامل عن الصليب |
الصليب (موضوع متكامل) |