13 - 03 - 2019, 05:07 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصوم في المسيحية لماذا نصوم وكيف تحقق غاية الصوم؟
ما هي مدة الصوم حسب الكتاب المقدس؟
في العهد القديم كان الصوم عادة لمدة يوم واحد من شروق الشمس إلى مغربها (قضاة 20: 26؛ 1 صموئيل 14: 24) وربما كان لليلة واحدة (دانيال6: 18-19)، واستمر صوم أستير ثلاثة أيام ليلاً ونهاراً (أستير 4: 16) وصام أهل يابش جلعاد سبعة أيام لموت شاول (1صموئيل31: 13) وصام داود سبعة أيام عند مرض ابنه (2صموئيل 12: 16-18). وقد صام موسى أربعين يوماً (خروج 34: 28؛ تثنية9: 9) وكذلك صام إيليا (1ملوك19: 8). ويدل رقم “أربعين” وهو عمر جيل بكامله على فترة زمنية طويلة لا تُعرف مدتها معرفة دقيقة. يرجح أن هذه المدة تشير إلى الوقت الذي قضاه موسى على الجبل أو إلى الأربعين سنة التي قضاها إسرائيل في البرية (عدد14: 34) والتي تشير إلى مسيرة إيليا أربعين يوماً (1ملوك19: 8). وأما في العهد الجديد فكان الفريسيون يصومون يومين من كل أسبوع بدافع من تقواهم الخاصة (ل وقا18: 9-12). الخميس هو يوم ذهاب موسى النبي للجبل لاستقبال الوحي الإلهي، والاثنين هو اليوم الذي عاد فيه من الجبل. |
||||
|
|||||
13 - 03 - 2019, 05:07 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصوم في المسيحية لماذا نصوم وكيف تحقق غاية الصوم؟
وأما قرنيليوس فكان صائماً لمدة أربعة أيام عندما ظهر له الملاك (رسل 10: 1-5). وصام الرجال الذين مع بولس في السفينة مدة أربعة عشر يوماً (رسل 27: 33). وأما الأرملة حنّة فكانت تواظب ليل نهار على الصلاة والصوم “لا تُفارقُ الهيكلَ، مُتعبِّدةً بالصوم والصلاة ليلَ نهار” (لوقا 2: 37). وصام يسوع أربعين يوماً ليفتتح رسالته بفعل تسليم لأبيه بثقة كاملة (مت4: 1-11). إن هذه الأربعين يومأً هي أيام مسيرتنا الجماعية إلى ليلة الفصح المقدسة، إنها تمثل صعود يسوع إلى أورشليم. إنها تمثل طول الطريق التي تبعدنا عن الله، وسلوكنا لدرب العودة والرجوع وملاقاة الله ومصالحته في عيد الفصح. “فلا نترك الفصح يمرّ من غير أن ندخل في حقيقته وفي مطالبه. |
||||
13 - 03 - 2019, 05:08 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصوم في المسيحية لماذا نصوم وكيف تحقق غاية الصوم؟
ما هو دور الكنيسة في شريعة الصوم؟
وضع لنا المسيح الخطوط الرئيسية للصوم، غير أنه لم يحدد أياما للصيام، ولا ساعة لبداية الصوم كما لم يحدد لهذا الصيام التزامات أو ممنوعات أو مباحات، إنما أنهى عن الصوم الشكلي والظاهري، تاركاً التفاصيل للكنيسة لتبتّ فيها، ولتفسّر للمؤمنين كيفية الصوم بحسب البيئة والظروف، وبما تراه مناسباً لتحقيق مفهوم وهدف الصوم. فوضعت الكنيسة قوانين للصيام. وغايتها أن تكفل للمؤمنين الحد الأدنى الذي لا بد منه في روح الصلاة وفي الجهد الأخلاقي كي يتحد الجميع في ممارسة مشتركة لأعمال الصوم والانقطاع للكفر بذواتهم والنمو في محبة الله والقريب. |
||||
13 - 03 - 2019, 05:08 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصوم في المسيحية لماذا نصوم وكيف تحقق غاية الصوم؟
فالصوم في كنيستنا الرومية الكاثوليكية كما وردت في الكتب الطقسيّة وفي نشرات الأبرشيّات والرعايا فهي كما يلي: الصوم الأربعيني الكبير: أيام الصوم هي أيام الأربعاء والجمعة من أسبوع مرفع الجبن. وأيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة من أسابيع الصوم والأسبوع العظيم المقدّس. ما عدا اليوم الذي يقع فيه عيد البشارة (25 آذار). سبت النور. هو السبت الوحيد الذي يجب الصوم فيه. بينما يمنع الصوم في السبوت الأخرى لارتباط السبت بأحد القيامة.
أيام القطاعة تشمل الصوم الأربعيني بكامله بما فيها أيام الآحاد. بالإضافة إلى الأسبوع العظيم المقدّس. ما عدا عيد البشارة وأحد الشعانين حيث يسمح بأكل السمك. القطاعة هي الامتناع عن اللحم ومرق اللحم، وعن البياض، أعني البيض والجبن والألبان والزبدة الخ… أما السمك فيسمح به في أيام معيّنة. وكذلك الزيت والخمر في أيام معيّنة. |
||||
13 - 03 - 2019, 05:08 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصوم في المسيحية لماذا نصوم وكيف تحقق غاية الصوم؟
هذا مع العلم أن السينودس المقدّس قد ترك لكلّ مطران أن يعطي تعليمات وتوجيهات إضافيّة مناسبة لأبرشيّته. من هنا أهمية الصوم وضرورته وفائدته لحياة العبادة والتقوى، كما نراه في الكتاب المقدس. فلا حياة روحية بدونه، ولا يمكن بالتالي أن نتصور قديساً بلغ حياة القداسة من غير الصوم كما لا نتصور قداسة بغير صلاة ويغير أعمال الرحمة.
كما أن للصوم فائدته للنمو الروحي في الفضائل، وتحقيق عمل المواهب في النفس والجسد. لهذا صام المسيح بعد حلول الروح القدس عليه بعد عماده، وصام الرسل بعد حلول الروح أيضاً في العنصرة، ولنفس الغرض يصوم أصحاب الدرجات الكهنوتية بعد نيلهم الدرجة الكهنوتية. |
||||
13 - 03 - 2019, 05:09 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصوم في المسيحية لماذا نصوم وكيف تحقق غاية الصوم؟
اهمية الصوم والصلاة وضرورتها عند البدء في كل عمل مهم، هو زمن تقشف لإسكات هتافات الجسد وضجيجه، فنتمكن من أن نسمع هتافات الروح ونتعمّق في كلمة الرب والعمل بمشيئته. وإلا يكون صومنا مجرد إمتناع عن الطعام من دون إهتداء داخلي. الصوم هو إرتداد القلب في العمق، وتجديد الحياة، والاستعداد لفتح أبواب النفس لنستقبل نعمة الله فموضوع الصوم في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد مرتبط بالتوبة. فالشعب القديم كان يتوب ويصلي ويصوم طلباً لرحمة الله. فهذه الثلاثة مرتبطة
ارتباطاً كاملاً ببعضها. فالصوم هو جزء من حياة التوبة لذلك شددت الكنيسة منذ القديم في زمن الصوم الكبير على فكرة توبة الشعب، ومراجعة النفس للوصول إلى الفصح والقيامة مع المسيح. الصيام إذاً ليس طقوساً نتبعها، بتغيير عادات الطعام والشراب فقط بل هو صيام النفس قبل الجسد ومن ثم يتبعها حرمان الجسد من بعض الأطعمة، أو البقاء دون طعام. وذلك بصرف وقتاً للصلاة وعمل رحمة مميز، فالصوم يعلمنا ضبط النفس عن الماديات الزائلة ويجعلنا ننظر بعين الرضى إلى عطايا الله وأن نتذكّر أخينا الفقير. |
||||
13 - 03 - 2019, 05:09 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصوم في المسيحية لماذا نصوم وكيف تحقق غاية الصوم؟
لهذا ومن خلال الكتاب المقدس نكتشف أن الصوم: هو صلاة وعبادة إلى الله، هو التأمل وخلوة معه، هو صعود إلى الجلجلة المقدس حيث الصليب وتجلي قيامته.
هو إصغاء إلى صوته في برية العالم في حجرتك في عملك، في مدرستك وجامعتك، لكي تكتشف إرادة الله فتحققها في حياتك كما حققها المسيح في البرية. من خلال كلمة الله وتعليم الكنيسة. هو أن تتحمل بكل صبر وهدوء وطول أناة معاناة الحياة ومشاكلها وأن تظهر دائماً مبتسماً أمام الناس. هو حب وعطاء لكل إنسان هو التضامن مع المحتاج، وصفحك وغفرانك لمن أساء إليك. هو فرح تجلي لأنك بصومك تشارك المسيح في فرح قيامته، في فرح انتصاره على الخطيئة وعلى الشيطان وعلى الموت فيتجلى فيك ضياء مجده الابدي. خلاصة القول: بعد أن حاولنا أن نجيب على الأسئلة التي يطرحها الإنسان على نفسه نجد أن الأهم هو أن يصوم الإنسان ويختبر معنى الصوم وحينئذ يفهم ويكتشف فائدته، فليكن طعامنا في زمن الصوم الأربعينية الكلمة التي تخرج من فم الله، لأنه “ليسَ بِالخُبزِ وَحدَه يَحيْا الإِنْسان بل بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخرُجُ مِن فَمِ الله” (متى 4:4)، والعمل بمشيئته وهو القائل: ”طَعامي أَن أَعمَلَ بِمَشيئَةِ الَّذي أَرسَلَني وأَن أُتِمَّ عَمَلَه”، (يوحنا 4: 34) وان نلبي دعوته ونقبل بتوبة وإيمان إلى تناول جسده وشرب دمه وهو القائل: ”لأَنَّ جَسَدي طَعامٌ حَقّ وَدمي شَرابٌ” (يوحنا 6 : 55). |
||||
13 - 03 - 2019, 05:10 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصوم في المسيحية لماذا نصوم وكيف تحقق غاية الصوم؟
نص للتأمل: يسوع يصوم في البرية (مت 4: 1-11؛ ل و4: 1-13).
أسئلة: – كيف قاوم الرب التجربة، وكيف نقاومها نحن؟ إلى ماذا يدعونا الرب؟ وإلى ماذا يدعونا الشيطان في النص؟ التعليق على نص تجربة يسوع (مت4: 3-11؛ ل و4: 1-13) التجربة الأولى: جُرِّب يسوع في الصحراء، قبل مباشرته برسالته بين البشر. والصحراء خير مكان للخلوة، فيها يرى الانسان ذاته على عريها، بعيداً عن أقنعة المجتمع وتمويهاته. سمع إبليس إعلان الآب، في أثناء اعتماد يسوع:” أنت ابني الحبيب”. وارتعب من وجود انسان هو في الوقت عينه ابن الله، فبذل جهوداً مستميتة كي يزعزع إيمانه في تلك البنوة الإلهية. ولكن يسوع أثبت أنه حقيقة هو ابن الله، برفضه كل اقتراحات عدو البشر، وبتأكيد طاعته المطلقة لمشيئة أبيه. حاول ابليس إقناع يسوع بأن يكون المسيح كما توقعه وتصوره اليهود، فحاول جرّه إلى بسط سيطرته على جميع ممالك العالم، وامتلاك كل ثروات الكون، واستخدام قدراته الخارقة لفرض الهيبة، والخضوع، لعله بذلك، يحمله على خيانة الرسالة التي تجسد لأجلها. ولكن يسوع أفشل كل محاولاته، فأتى العالم بحبه. قبل البدء برسالته العظمى، حرص يسوع على إخضاع جسده، وإحكام سيطرته عليه، فصام أربعين يوماً، في جو صحراوي شاق. وخيّل لإبليس أن هذا الجائع قد أصبح لقمة هينّة فأسرع لامتحانه. وزيّن له تحويل الصحراء الحجرية إلى فرن مليء بالأرغفة الشهية والساخنة. ولكن يسوع صدّه بقوله:” ليس بالخبز وحده يحيا الانسان…” علّمنا يسوع بقوله هذا الأ تُفقدنا حاجتُنا إلى إشباع جوعنا السيطرة على ذواتنا، ولا تدفعنا إلى مقايضة واستبدال أنفسنا بالطعام. هذه المقايضة تعني فقدان الرجاء بالخلاص والحياة والتمرّد على المحنة والألم … واتهام الله بكل ما يحصل معنا من شرور. |
||||
13 - 03 - 2019, 05:15 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصوم في المسيحية لماذا نصوم وكيف تحقق غاية الصوم؟
نص للتأمل: يسوع يصوم في البرية (مت 4: 1-11؛ ل و4: 1-13). أسئلة: – كيف قاوم الرب التجربة، وكيف نقاومها نحن؟ إلى ماذا يدعونا الرب؟ وإلى ماذا يدعونا الشيطان في النص؟ التعليق على نص تجربة يسوع (مت4: 3-11؛ ل و4: 1-13) التجربة الأولى: جُرِّب يسوع في الصحراء، قبل مباشرته برسالته بين البشر. والصحراء خير مكان للخلوة، فيها يرى الانسان ذاته على عريها، بعيداً عن أقنعة المجتمع وتمويهاته. سمع إبليس إعلان الآب، في أثناء اعتماد يسوع:” أنت ابني الحبيب”. وارتعب من وجود انسان هو في الوقت عينه ابن الله، فبذل جهوداً مستميتة كي يزعزع إيمانه في تلك البنوة الإلهية. ولكن يسوع أثبت أنه حقيقة هو ابن الله، برفضه كل اقتراحات عدو البشر، وبتأكيد طاعته المطلقة لمشيئة أبيه. حاول ابليس إقناع يسوع بأن يكون المسيح كما توقعه وتصوره اليهود، فحاول جرّه إلى بسط سيطرته على جميع ممالك العالم، وامتلاك كل ثروات الكون، واستخدام قدراته الخارقة لفرض الهيبة، والخضوع، لعله بذلك، يحمله على خيانة الرسالة التي تجسد لأجلها. ولكن يسوع أفشل كل محاولاته، فأتى العالم بحبه. قبل البدء برسالته العظمى، حرص يسوع على إخضاع جسده، وإحكام سيطرته عليه، فصام أربعين يوماً، في جو صحراوي شاق. وخيّل لإبليس أن هذا الجائع قد أصبح لقمة هينّة فأسرع لامتحانه. وزيّن له تحويل الصحراء الحجرية إلى فرن مليء بالأرغفة الشهية والساخنة. ولكن يسوع صدّه بقوله:” ليس بالخبز وحده يحيا الانسان…” علّمنا يسوع بقوله هذا الأ تُفقدنا حاجتُنا إلى إشباع جوعنا السيطرة على ذواتنا، ولا تدفعنا إلى مقايضة واستبدال أنفسنا بالطعام. هذه المقايضة تعني فقدان الرجاء بالخلاص والحياة والتمرّد على المحنة والألم … واتهام الله بكل ما يحصل معنا من شرور. |
||||
13 - 03 - 2019, 05:15 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصوم في المسيحية لماذا نصوم وكيف تحقق غاية الصوم؟
يسوع باختباره الجوع، أصبح مشاركاً لكل جائع، وهو طلب وحرّض تلاميذه لإطعام الجياع. فالحاجة إلى الطعام حاجة أساسية، وأول ما يموت في الانسان الجائع هو روحه العنصر القادر على تقبّل كلام الله. فالذي يفتقر إلى الخبز تتعذّر عنده معرفة الله وعبادته.
الخبز عنصر أساسي للحياة، ولكن هناك عنصر أهم من الخبز، هو كل ما يخرج من فم الله. الجوع الأكبر في الانسان هو الدعوة لتلبية نداء الرب لنا، عندها نحيا حياة تليق بالإنسان، تلبية كاملة لله. إلتزاماً لهذه الدعوة صدّ يسوع تجربة إبليس الأولى فمهمته ليست تحويل الحجارة لخبز بل تنفيذ مشيئة الآب. وقد كانت التجربة الأولى محاولة لحّل قضية الله حلاً بشرياً وتحويله إلى حاجة بشرية يشبعها طعام مادي أو عمل، مهنة، مستقبل… ولكن يسوع قضى على التجربة بحزم، وبخّر كل حجج وحيل الشر، ودعانا لنكون أحرار ومسؤولين أمام الله. |
||||
|