10 - 08 - 2013, 10:24 AM | رقم المشاركة : ( 11 ) | |||
..::| VIP |::..
|
رد: ** العذراء مريم ** موضوع متكامل رائع جدا لقداسة البابا
فضائل العذراء حياة الاتضاع كان الاتضاع شرطًا أساسيًا لمن يولد منها رب المجد. كان لابد أن يولد من إنسانة متضعة، تستطيع أن تحتمل مجد التجسد الإلهي منها... مجد حلول الوح القدس فيها... ومجد ميلاد الرب منها، ومجد جميع الأجيال التي تطوبها واتضاع أليصابات أمامها قائلة لها "من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلىّ.." (لو1: 48، 43). كما تحتمل كل ظهورات الملائكة، وسجود المجوس أمام إبنها. والمعجزات الكثيرة التي حدثت من ابنها في أرض مصر، بل نور هذا الابن في حضنها. لذلك كان "ملء الزمان" (غل4: 4) ينتظر هذه الإنسانة التي يولد ابن الله منها. وقد ظهر الاتضاع في حياتها كما سنرى: بشرها الملاك بأنها ستصير أمًا للرب، ولكنها قالت "هوذا أنا أمة الرب" (لو1: أي عبدته وجاريته.والمجد الذي أعطي لها لم ينقص إطلاقًا من تواضعها. بل أنه من أجل هذا التواضع، منحها الله هذا المجد، إذ "نظر إلى اتضاع أمته" فصنع بها عجائب (لو1: 48، 49). • ظهر اتضاع العذراء أيضًا في ذهابها إلى أليصابات لكيما تخدمها في فترة حبلها. فما أن سمعت أنها حُبلى- وهي في الشهر السادس- حتى سافرت إليها في رحلة شاقة عبر الجبال. وبقيت عندها ثلاثة أشهر، حتى تمت أيامها لتلد (لو39: 1- 65). فعلت ذلك وهي حبلى برب المجد. • ومن اتضاعها عدم حديثها عن أمجاد التجسد الإلهي. |
|||
10 - 08 - 2013, 10:25 AM | رقم المشاركة : ( 12 ) | |||
..::| VIP |::..
|
رد: ** العذراء مريم ** موضوع متكامل رائع جدا لقداسة البابا
حياة التسليم عاشت قديسة طاهرة في الهيكل.. ثم جاء وقت قيل لها فيه أن تخرج من الهيكل. فلم تحتج ولم تعترض، مثلما تفعل كثير من النساء اللائي يمنعهن القانون الكنسي من دخول الكنيسة في أوقات معينة. فيتذمرن، ويجادلن كثيرًا في احتجاج..! • وكانت تريد أن تعيش بلا زواج فأمروها أن تعيش في كنف رجل حسبما تقضي التقاليد في أيامها.. • فلم تحتج وقبلت المعيشة في كنف رجل، مثلما قبلت الخوج من الهيكل... • كانت تحيا حياة التسليم، لا تعترض: ولا تقاوم، ولا تحتج. بل تسلم لمشيئة الله في هدوء، بدون جدال. • كانت قد صممت على حياة البتولية، ولم تفكر إطلاقًا في يوم من الأيام أن تصير أمًا. ولما أراد الله أن تكون أمًا، بحلول الروح القدس عليها (لو1: 35) لم تجادل، بل أجابت بعبارتها الخالدة "هوذا أنا أمة الرب. ليكن لي كقولك".. لذلك وهبها الله الأمومة، واستبقى لها البتولية أيضًا، وصارت أمًا، الأمر الذي لم تفكر فيه إطلاقًا.. بالتسليم، صارت أمًا للرب.. بل أعظم الأمهات قدرًا. • وأمرت أن تهرب إلى مصر، فهربت. وأمرت أن ترجع من مصر، فرجعت. وأمرت أن تنتقل موطنها من بيت لحم وتسكن الناصرة، فانتقلت وسكنت. كانت إنسانة هادئة، تحيا حياة التسليم، بلا جدال. لذلك فإن القدير صنع بها عجائب... إذ نظر إلى اتضاع أمته. حياة الاحتمال تيتمت من والديها الإثنين، وهي في الثامنة من عمرها، وتحملت حياة اليتم. وعاشت في الهيكل وهي طفلة، واحتملت حياة الوحدة فيها.وخرجت من الهيكل لتحيا في كنف نجار واحتملت حياة الفقر. ولما ولدت ابنها الوحيد، لم يكن لها موضع في البيت، فأضجعته في مزود (لو1: 7). واحتملت ذلك أيضًا.. واحتملت المسئولية وهي صغيرة السن. واحتملت المجد العظيم الذي أحاط بها، دون أن تتعبها أفكار العظمة. لم يكن ممكنًا أن تصرح بأنها ولدت وهي عذراء، فصمتت واحتملت ذلك. احتملت السفر الشاق إلى مصر ذهابًا وإيابًا. واحتملت طردهم لها هناك من مدينة إلى أخرى، بسبب سقوط الأصنام أمام المسيح (أش19: 1). احتملت الغربة والفقر. احتملت أن "يجوز في نفسها سيف" (لو2: 35) بسبب ما لقاه ابنها من اضطهادات وإهانات، وأخيرًا آلام وعار الصلب... لم تكتف العذراء- سلبيًا بالآحتمال- بل عاشت في الفرح بالرب. كما قالت في تسبحتها "تبتهج روحي بالله مخلصي" (لو1: 47). الإيمان وعدم التذمر في كل ما احتملته، لم تتذمر إطلاقًا. وفي تهديد ابنها بالقتل من هيرودس، وفي الهروب إلى مصر، وفي ما لاقاه من اضطهاد اليهود، لم تقل وأين البشارة بأنه يجلس على كرسي داود أبيه، يملك.. ولا يكون لملكه نهاية" (لو1: 31، 33)! بل صبرت. وكما قالت عنها أليصابات "آمنت بأن يتم لها ما قيل من قبل الرب" (لو1: 45). آمنت بأنها ستلد وهى عذراء. وتحقق لها ذلك. آمنت بأن "القدوس المولود هو ابن الله" (لو1: 35) على الرغم من ميلاده في مزود. وتحقق لها ما آمنت به. عن طريق ما رأته من رؤى ومن ملائكة، ومن معجزات تمت على يديه. آمنت بكل هذا على الرغم من كل ما تعرض له من اضطهادات... آمنت به وهو مصلوب. فرأته بعد أن قام من الأموات |
|||
10 - 08 - 2013, 10:26 AM | رقم المشاركة : ( 13 ) | |||
..::| VIP |::..
|
رد: ** العذراء مريم ** موضوع متكامل رائع جدا لقداسة البابا
الصمت والصلاة والتأمل: كان من تدبير الله، أن تتيتم وأن تعيش في الهيكل. وفي الهيكل تعلمت حياة الوحدة والصمت، وأن تنشغل بالصلاة والتأمل. وإذ فقدت محبة وحنان والديها، انشغلت بمحبة الله وحده. وهكذا عكفت على الصلاة والتسبحة وقراءة الكتاب المقدس، وحفظ الكثير من آياته، وحفظ المزامير. ولعل تسبحتها في بيت أليصابات دليل واضح على ذلك. فغالبية كلماتها مأخوذة من المزامير وآيات الكتاب. وصار الصمت من مميزات روحياتها. فعلى الرغم من أنها في أحداث الميلاد: رأت أشياء عجيبة ربما تفوق سنها كفتاه صغيرة، وما أحاط بها من معجزات، ومن أقوال الملائكة والرعاه والمجوس ... فلم تتحدث مفتخرة بأمجاد الميلاد، بل "كانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها" (لو 2 : 19) إن العذراء الصامته المتأمله، درس لنا: فليتنا مثلها: نتأمل كثيرا، ونتحدث قليلا . على إني أرى، إنه لما حان الوقت أن تتكلم، صارت مصدرًا للتقليد الكنسي، في بعض الأخبار التي عرفها منها الرسل وكتبوا الأناجيل، عن المعجزات والأخبار أثباء الهروب من مصر، وعن حديث المسيح وسط المعلمين في الهيكل وهو صغير (لو3 :46 ،47 ). فضائل أخرى: لقد اختار الرب هذه الفتاه الفقيرة اليتيمة لتكون أعظم إمرأه في الوجود. وكانت تملك في فضائلها ما هو أعظم من الغنى. من فضائلها أيضا قداستها الشخصية، وعفتها وبتوليتها، ومعرفتها الروحية، وخدمتها للآخرين. وأمومتها الروحية للآباء الرسل. ويعوزنا الوقت أن نتحدث عن كل فضائلها.... |
|||
10 - 08 - 2013, 10:29 AM | رقم المشاركة : ( 14 ) | |||
..::| VIP |::..
|
رد: ** العذراء مريم ** موضوع متكامل رائع جدا لقداسة البابا
تطويبها ما أكثر التطويبات التي أعطيت للعذراء. وردت في ألحان الكنيسة، وفي التسبحة، في التذاكيات والمدائح وفي الذكصولوجيات، في كل يوم من أيام أعيادها، وفي الأبصلمودية الكيهكية، وفي تراتيل الكنيسة، وفي الأبصلمودية. وتذكرها الكنيسة في مجمع القديسين قبل رؤساء الملائكة، وهكذا في كل تشفعاتها. والكنيسة في تطويب السيدة العذراء، إنما تحقق النبوة التي قالتها في تسبحتها: "هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني" (لو1 :48 ) والكنيسة تقدم لها بخورًا، وتقدم لها السلام. وما أكثر التسابيح التي تبدأ بعبارة "السلام لمريم" (شيري ني ماريا) أو التسابيح التي يبدأ بعبارة "افرحي يا مريم". أو التسبحة التي يحرك فيها داود النبي الأوتار العشرة في قيثارته، وفي كل وتر يذكر تطويبًا لها. نذكرها في الأجبية وفي القداس وفي كل كتب الكنيسة: في السنكسار، وفي الدفنار، وفي القطمارس، وفي الأبصلمودية، وفي كتب المردات والألحان.. في صلوات الأجبية، نذكرها في القطعة الثالثة في كل ساعة من ساعات النهار متشفعين بها . ونذكرها في قانون الإيمان، إذ نقول في مقدمته "نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله.." نذكرها في صلاة البركة، أولها وآخرها. فنبدأ البركة "بالصلوات والتضرعات والابتهالات التي ترفعها عنا كل حين والدة الإله القديسة الطاهرة مريم". وبعد أن نذكر أسماء الملائكة والرسل والأنبياء والشهداء وجميع القديسين، نختم بها البركة فنقول "وبركة العذراء أولاً وأخرًا". |
|||
10 - 08 - 2013, 10:30 AM | رقم المشاركة : ( 15 ) | |||
..::| VIP |::..
|
رد: ** العذراء مريم ** موضوع متكامل رائع جدا لقداسة البابا
أيقونة العذراء هناك فرق بين صور للتأمل، وأيقونة للطقس. • ففي الأيقونات لابد أن تظهر مع المسيح باعتبارها والدة الإله. • وتكون عن يمينه، إذ قيل في المزمور "قامت الملكة عن يمينك أيها الملك" (مز 45: 9). • ولأنها ملكة يكون على رأسها تاج، وكذلك المسيح. • وكقديسة يكون حول رأسها هالة من نور، إذ قال الرب "أنتم نور العالم" (مت 5: 14). • ولأنها السماء الثانية يوجد حولها نجوم وملائكة وسحاب اشفعي فينا أيتها العذراء القديسة، ليشملنا الرب برحمته. قداسة البابا شنودة الثالث .. زيزى جاسبرجر |
|||
10 - 08 - 2013, 10:32 AM | رقم المشاركة : ( 16 ) | |||
..::| VIP |::..
|
رد: ** العذراء مريم ** موضوع متكامل رائع جدا لقداسة البابا
شرح وافى لقراءة ايقونة السيدة العذراء تحمل الطفل يسوع المسيح تحمل السيدة العذراء الطفل يسوع على يدها وممسكا باحدى يديه برسالة إما مطوية أو مفتوحة وأحيانا يحمل عليها ما يشبه الكره وباليد الأخرى يشير لنا بأصبعه بطريقة خاصة .. وينتعل في قدميه بصندل أحد فردتيه مفكوكا ومعلق بقدمه كاد أن يسقط والأخر مربوطا بقدمه الأخرى ونجد في أعلى الأيقونة على اليمين واليسار ملاكين ممسكين بأشياء في أيديهم. هذه هي أيقونة التجسد سوف نوضح الصورة بدقة :- العذراء وهي تحمل الطفل يسوع نجدها لا تلتفت إليه وإنما تنظر إلى بعيد إلى مستفبل الأيام وإلى العذابات التي سيراها ابنها الوحيد الذي سيقدم نفسه فديه عن كثيرين . لذلك يرتسم على وجهها صورة آلام ابنها المستقبليه وحزنها يبدو واضحا على وجهها لان هذا الابن سيصلب من أجل خلاص البشر ولكنهم غافلون عن أمر وأهمية هذا الخلاص. ملابس العذراء : نجد العذراء دائما تلبس الأزرق الأحمر الأبيض الأزرق أو السماوي : لأنها السماء الذي حل في بطنها الله المتجسد فأصبحت سماء لهذا الابن – ويشير اللون إلى الحق السماوي . اللون الأحمر القرمزي : فهو لون معروف بانه اللون الملكي لا يلبسه الا الملوك والأباطره والعذراء بالطبع تلقبها الكنيسة بأنها الملكة وأم الملك فهي لذلك ترتدي اللون الأحمر القرمزي. اللون الأبيض : فهو رمز الطهارة ودائما نجد أنها تلبس طرحه بيضاء على رأسها فهي العذراء الطاهره النقية بلا دنس ولا غش. النجوم : نجد على العذراء مريم إما نجمتين أو ثلاث نجوم واحدة على الكتف الأيمن – والثانية على الرأس فوق الجبهة بقليل – والثالثة على الكتف الأيسر. وهذا يعني أن العذراء مريم بتول قبل وأثناء وبعد ولادتها للطفل يسوع . أما إذا وجد نجمتان فقط تعني أنها بتول قبل وبعد ولادتها للطفل يسوع والنجمتان واحدة على الكتف الأيمن تشير إلى البتوليه والثانية أعلى الجبهة فوق الرأس تشير إلى الطهارة فهي العذراء البتول الطاهرة. ويضيفون في بعض الأيقونات أحيانا عدد النجوم الصغيرة جدا على الثوب الأزرق لأنها سماء ثانية والسماء الثانية بالطبع مزينة بالنجوم أي كمال الطهارة . ولكن لابد من وضوح النجمتين أو الثلاثة نجوم الكبار. الطفل يسوع لون الملابس اللون الأبيض : يرمز للطهارة اللون الأصفر : يرمز إلى النقاوه أي بلا خطية كالذهب المصفى ليس به شوائب وهو قد شابهنا في كل شئ ما خلا الخطية وحدها وأيضا هو لون النصرة والقيامة. اللون الأحمر : هو اللون الملكي فهو ملك الملوك ورمز الفداء للدم المسال عنا على الصليب علامة خلاصنا اللون البنفسجي : وهو اللون الوحيد الذي يرتديه السيد المسيح لأن الامبراطور في عصره كان يلبس فقط هذا اللون فهو قاصر على الأباطرة والملوك فقط اللون الأخضر : هو لون يرمز للشر وذلك من أيام الفراعنه فلا يرتديه أي من القديسين بل يرتديه يهوذا الاسخريوطي مثلا أو نجعل هذا اللون على التنين الذي يحاربه القديسين أو الملوك الطغاه الذين سقطوا صرعى تحت خيول القديسين كالملك الصريع تحت أرجل حصان القديس أبو سفين والقديس ديمتريوس الصندل المفكوك : هذا الصندل الذي نلاحظه مفكوكا في أحد قدمي الطفل يسوع ويكاد أن يسقط منه فهو رمز الفكاك . حيث كان في العهد القديم " عادة " ان الرجل الذي يموت دون أن ينجب أولا تتزوج زوجته من أخيه والابن الأول ينسب للزوج التوفي والابن الثاني ينسب للزوج الحالي وهو أخو الزوج الأول المتوفي حتى يقيم نسل لأخيه المتوفي فلعل يأتي المسيح المنتظر من هذا النسل واذا رفض أخو الزوج المتوفي أن يتزوج من زوجة أخيه كانت تخلع هذه الزوجة نعله من رجله وتبصق في وجهه وذلك أمام شيوخ مدينته – ويدعى اسمه مخلوع النعل (تث 25 : 8 –10 ) فجاء المسيح المنتظر وقام بفكنا من هذه العادات القديمة أو الطقس اليهودي القديم لأنه لا خوف بعد ذلك لأن المسيح قد جاء بالفعل وكانه يقول لنا : لا تعودوا تتزوجوا زوجة الأخ المتوفي بغير نسل وما دمت قد جئت فقد فككتكم من هذا لأني "أنا هو وليس آخر سواي ". الصندل الآخر المربوط : عن الصندل المربوط في قدمه الاخرى فالانسان حينما اخطا عاقبه الله بان جعله في الأرض وهي تنبت شوكا وحسكا - أي الخطية – فإذا سار الانسان حافي القدمين على هذه الأرض المملوءة شوكا وحسكا فستدخل الخطية اليه . فكان لابد للانسان أن يحمي نفسه من الأشواك والحسك ويحمي هذه القدم العاريه فلابد أن ينتعل بشئ في قدمه ز فأخذ ذبيحه وذبحها وأخذ جلدها وعمل منه صندل أو حذاء ليحميه من الشوك والحسك. فالذبيحة أو الخروف إشارة إلى المسيح فهو الذبيح الذي ذبح لكي يحمينا وينقذنا من الخطية أي أن المسيح هو الذي فدانا وقدم نفسه فداء عنا لكي يحمينا في هذا العالم. في أيقونة القيامة نجد السيد المسيح حافي القدمين وكذلك أيقونة الصعود لأن هناك لاتوجد خطية أرض بلا شوك أو حسك . لاتحتاج إلى الفاصل أو الحاجز الذي أستخدمناه ونحن على أرض الشقاء. يد الطفل اليد الأولى : تحمل ما يشبه الكرة فهي رمز للكون كله لأنه "ضابط الكون" "وخالق كل شئ بحكمته"والكل منقوش في كفه فنحن مركز اهتمامه وخلاصنا في يده. وأحيانا بدلا من الكره يحمل رسالة مطويه أو مفتوحه وأحيانا في شكل كتاب . فهذه الرسالة هي رمز الحكمة. فهو أتى لنا معلما وأتى بحكمته الالهيه التي ليست من هذا العالم أتى ومعه الدستور السماوي . الروح المعاش لكي نسير على هذا وليكون لنا حياة ويكون لنا أفضل. اليد الثانية (اليمنى): نجد أحيانا أنه يشير باصبع واحد (السبابه) لأنه واحد مع الاب. ويقول أنا هو الأول والاخر وليس اخر غيري هذا ايضا هو موضع البركه الذي نبارك شعبه وأولاده و يعطيهم الطمأنينه والأمان. أجيانا أخرى نجد أصبعين متجاورين- السبابه والوسطى فهي تعني اني كامل في اللاهوت وكامل في الناسوت واللاهوت والناسوت إتحدا معا وذلك في نهاية الاصبعين ونجد في بعض الأيقونات يشيربأصبع الابهام إلى طرف الأصبع الرابع أو طرف البنصر وبذلك يشير للرقم 10 باليونانيه " باعتبارها ان الأصبع ثلاثة اجزاء " وهو حرف اليوطا. وكما نقول في التسبحه دلتنا اليوطا على اسم الخلاص فهو أول حرف من اسمه " ايسوس باخرستوس " أي يسوع المسيح. الهالة : يجب ان توضع هالة صفراء لكل من السيد المسيح والسيده العذراء والملائكة و لجميع القديسين حول رأسهم . ولكن هالة السيد المسيح تكون أكبرهم حجما فهي تبدأ من الكتف من المنكبين الذي يحمل عليهما الخروف الضال ويرشده إلى الصواب والذي حمل عليه خشبة الصليب ليتمم الخلاص ويحررنا من خطايانا وهو بلا خطية . وأحيانا نجد في بعض الأيقونات ان هالة السيد المسيح على محيطها من الخارج ثقوب صغيرة تلفها كلها . دليل الآلام والجراحات التي كانت وقت الصلب. ونجد دائما في هالة السيد المسيح الصليب مرسوما داخلها ورأسه في مركز الصليب وحول الرأس نقرأ هذين الحرفين "الألفا والأوميجا " أي البداية والنهاية . الملاكان : نجد في أعلى الصورة ملاكين أحدهما يمسك صليبا والثاني يمسك الحربة والقصبة الطويلة التي فوقها الاسفنجه والتي وضع عليها الخل حينما عطش السيد المسيح وطلب أن يشرب فرفعوها له على الصليب. فهذه هي الأدوات التي استخدمت في عملية الصلب لتدل لنا على النبوءه والمستقبل بان هذا سيحدث ومن هذا جاء الميلاد وجاء التجسد ليتم الصلب ويتم الخلاص للبشرية كلها. |
|||
10 - 08 - 2013, 10:39 AM | رقم المشاركة : ( 17 ) | |||
..::| VIP |::..
|
رد: ** العذراء مريم ** موضوع متكامل رائع جدا لقداسة البابا
اللاهـــوت فى فــــكر العــــذراء مــــــــــريم (إذا كان نسطور وهو الأسقف ) الدارس للاهوت ... قد بعد عن الفكر الصحيح ، وضل عن التعليم الصحيح ، وهو فى القرن الخامس الميلادى ،ونادى بأن السيد المسيح كان أقنومين : ذات إلهية تعلو على الآلام الأنسانية ، وذات إنسانية عرضة للآلام والموت ، ومن ثم يكون قد فصل بين اللاهوت والناسوت فى شخص السيد المسيح . إن السيدة العذراء وهى أم المسيح ، وأقرب الناس إليه ، وهى الفتاة الصغيرة البسيطة ، التى لم تدخل مدرسة للاهوت ، كانت معلمة للاهوت ، وياريت نسطور كان قد فهم شيئا من حديث العذراء مع الملاك غبريال ، أو مع نسيبتها أليصابات ، هذه الأحاديث برغم بساطتها كانت مليئة بفكر واعى متقدم ، فيه الكثير عن اللاهوت – أما بالنسبة للناسوت ولماذا كان السيد المسيح يصف نفسه ( بأبن الأنسان ) ..... فلهذا الموضوع تأمل آخر لاحق . وطالما أن بدعة نسطور قد مست السيدة العذراء ، التى أخذ منها السيد المسيح جسده ، فلابد أن نقترب من السيدة العذراء ، لنتعلم منها الكثير عن اللاهوت فى فكرها نحو أبنها الحبيب ، ومن منا يمل عند الحديث عن السيدة العذراء شفيعتنا كلنا ، بركتها تكون معنا آمين . إن البطن الذى حمل اللاهوت ، كان رفيقا لعقل عرف اللاهوت ووعاه ولروح ابتهجت بحضور اللاهوت . القديس أوغسطينوس يصرخ قائلا : " ان كان لم يوجد من هو كفء لفهم أمك ، فمن الذى يمكنه أن يفهمك أنت ؟ " . اللاهوت يعنى شيئين : الأولى : طبيعة الله نفسه . المعنى الثانى : العلم الذى يتحدث عن اللـــــــــــه واللالهيات . والذين يبحثون فى هذا العلم يلقبون " لاهوتيون " . لقد شدى القديس غريغوريوس الثيئولوغوس بهذا الأنعام الذى حباه الله للأنسان ، للتعرف على خالقه فقال : " أعطيتنى علم معرفتك " . والعذراء مريم كانت تحمل اللاهوت بمعناه الأول متحدا بالناسوت فى بطنها . وبالمعنى الثانى كان يمتلىء به عقلها . لقد نطقت السيدة العذراء بقانون إيمان وضعته أمام المسيحية كلها ، قبل قانون الأيمان النيقاوى الذى تردده الكنيسة فى صلواتها كلها وطقوسها جميعها ، شارك فى صياغته ستمائة وثمانى وستون أسقفا – ( 318 + 150 +200 ) ، واستغرق وضعه مائة وستة عاما – على مدى ثلاثة مجامع مقدسة ، فى القرنين الرابع والخامس الميلادى . فلم تكن العذراء مجرد جسم احتاج السيد المسيح منها جسدا له . انما أيضا كانت فكرا تمشى بين الناس ، وجال بين البشر ، لقد عرفت المسيح الذى به حبلت ، وعرفت عنه قبلما حبلت به ، وعرفت منه كما حملت فيه . انها أكثر الناس قربا له ، فلا غرابة أن تكون أكثرهم دراية ومعرفة عنه . ان حديث العذراء عن الله له مذاق خاص ، فترى أن تتكلم عن الله الذى خلقها ، أم عن الله الذى ولدته ؟ . إن علاقة العذراء بالسيد المسيح له المجد ، توضحها هذه الأمثولة التى رواها سفر الخروج عن إمرأة تسمى يوكابـــــــد - ( أم موسى النبى ) – كانت هى أمه ، كما كانت هى أمتـــــه . ظاهريا كانت إبنة فرعـــــون هى أمه ، وكانت يوكابد تناديه أمامها ( سيـــــدى موســــى ) ، بينما هو أبنها وفلذة كبدها . لقد استطاع موسى أن يجمع بين هذين الأمرين ، فهو أبن ليوكابد هذه ، وسيد لها ، كما أنها هى أيضا أم وأمـة له . وهذا ما رأيناه فى العذراء العبدة والأم ، العبدة لأنها مخلوقة ، والأم لأنها والدة . دعت السيدة العذراء إلهها فى فى تسبحتها بألقاب مقدسة ثلاثة ، هى : ( الرب . الله . القدير ) . وذلك عندما قالت : " تسبح نفسى الرب ، وتبتهج روحى بالله مخلصى ، لأن القدير صنع بى عظائم " ، وهذه الألقاب الثلاثة هى ذات الكلمات والأسماء الثلاثة التى أطلقت على الله فى العهد القديم ، فقد دعى بأسم يهوة ، أى الرب ، وسمى الوهيم أى الله ، ولقب أدوناى أى صاحب القدرة . نلاحظ أن هذه الأسماء الثلاثة صارت من أسماء السيد المسيح له المجد ، ومن القابه : - فقد دعى ربا : " لنا رب واحد يسوع المسيح الذى منه جميع الأشياء " ( 1 كو 8 .6 ) . - " لأنه رب الأرباب وملك الملوك " ( رؤيا 17 : 14 ) . - " من أين لى هذا أن تأتى أم ربى إلى " ( لو 1 : 43 ) . - " ولد لكم فى مدينة داود مخلص هو المسيح الرب " ( لو 2 : 11 ) . كما دعى إلها : - " .... هوذا العذراء تحبل وتلد إبنا ويدعى أسمه عمانوئيل ....... ( الذى تفسيره الله معنا ) " ( أش 7 : 14 ، مت 1 : 23 ) . - " فى البدء كان الكلمة ، والكلمة كان عند الله ، وكان الكلمة اللــــــــه " .( يو 1 : 1 ) . - " ربى وإلهى ..... قال له يسوع لأنك رأيتنى ياتوما آمنت ، طوبى للذين آمنوا ولم يروا " ( يو 20: 26 ) . - " وبالأجماع عظيم هو سر التقوى ، الله ظهر فى الجسد " ( 1 تى 3 : 16 ) . وهو القدير : - فهو الذى استطاع أن يقهر كل شىء ، الرياح والبحار والمرض والموت ، هو الذى أستطاع أن يولد من العذراء بغير زرع بشر ، هو الألف والياء , البداية والنهاية ، القادر على كل شىء ( رؤ 1 : 8 , 15 : 3 ) - " حامل كل الأشياء بكلمة قدرته " ( عب 1 : 3 ) . - أنه القدير الذى يملك القوة والقدرة ، فهو ليس قويا غير مقتدر ، انما هو مقتدر لأنه قوى . لقد رأت مريم فى الله عشر صور متعددة : رأت فيه : (1) كفارته: " وتبتهج روحى بالله مخلصى " (2) قدرته : " لأن القدير صنع بى عظائم " (3) عظمته : " صنع بى عظائم " (4) قداسته : " أسمه قدوس " (5) رحمته : " ورحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه " (6) قوته : " صنع قوة بذراعه " (7) وداعته : " شتت المستكبرين بفكر قلوبهم " ، لقد تلاقى السيد المسيح مع العذراء فى نقطة الأتضاع ، فالأمة صارت أما ولكنها أصرت أن تكون أمة ؛ " هوذا أنا أمة الرب " . (8) كفايته : " أشبع الجياع خيرات " (9) حكمته : " إنه كلمة الله ، وقوة الله ، وحكمة الله " (10) كلمته : " كما كلم آبائنا " . فى العذراء فرح ابراهيم ، وتهلل اسحق ، واغتبط يعقوب . ان كلمة الله تمت بكل كمال ، وبدون نقصان . والسيد المسيح كما هو رب وإله قديــــــر ، دعى أيضا " ابن الأنسان " على أنه لما كانت ألوهة الأبن قد ثبتت بالدستور الأيمانى الذى أقره مجمع نيقية ، ولم يستطع نسطور إنكارها .... إلا أنه حاول الطعن بشكل آخر بأن جعل من السيد المسيح أقنومين : ذات إلهية تعلو على الآلام الأنسانية ، ( الشق الخاص بالسيد المسيح كرب وإله ) ، وذات إنسانية عرضة للآلام والموت ، ( الشق الخاص بالسيد المسيح بأبن الأنسان ) . قال قداســـة البابا شـــنودة الثــالث : " فى أكثر من موضع وفى أكثر من آية يذكر الكتاب المقدس أن المسيح هو أبن الأنسان ، لكن فى كل هذه الآيات التى جاءت عن أبن الأنسان كانت تحمل ليس فقط اظهارا لأنسانيته انما كانت تدل أيضا على لاهوته ، الذى لا يستطاع النظر إليه ولا التفكير فيه ، كقول القديس كيرلس الكبير . وبعض هذى الأيات هى : (1) قال " ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء أبن الأنسان الذى هو فى السماء " ( يو 3 : 13 ) . (2) عندما تحدث عن صلبه ذكر عبارة " أبن الأنسان " فى معنى يقابل تماما لقب أبن الله الوحيد فقال " وكما رفع موسى الحية فى البرية هكذا ينبغى أن يرفع أبن الأنسان لكى لا يهلك كل من يؤمن به ، بل تكون له الحياة الأبدية ، لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " ( يو 3 : 14 – 16 ) . (3) استخدم الرب تعبير ابن الأنسان عن نفسه بصورة إلهية فى حديثه عن مجيئه الثانى فقال " ... ويبصرون أبن الأنسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد عظيم ، فيرسل ملائكته بصوت عظيم الصوت ، فيجمعون مختاريه من الأربع الرياح من أقصاء السموات إلى أقصاها " ( مت 24 : 29 – 31 ) . كما قال أيضا " يرسل ابن الأنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلى الأثم " ( مت 13 : 14 ) . ولا يمكن أن تستخدم هذه التعبيرات الا بدلالة لاهوتية ، فابن الأنسان هنا يأتى على السحاب فى قوة ومجد ، ملائكة الله هم ملائكته ، وملكوت الله هو ملكوته ، والمختارون الذين اختارهم الله هم مختاروه . كما قال السيد المسيح لرؤساء الكهنة الذين حكموا عليه بالصلب " ....... من الآن تبصرون ابن الأنسان جالسا عن يمين القوة وآتيا على سحاب السماء " ( مت 26 : 63 ) .فمزق رئيس الكهنة ثيابه وقال لقد جدف ، وما يقصده بالتجديف هو ما قصده السيد الرب باظهار لاهوته مستخدما تعبير أبن الأنسان . (4) أن دانيال النبى نفسه فى العهد القديم يطلق على السيد المسيح لقب " ابن الأنسان " فى معنى لاهوتى بقوله " وكنت أرى فى رؤيا الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن الأنسان ، أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه . فأعطى سلطانا ومجدا وكهنوتا ، لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة سلطانه سلطان أبدى ما لن يزول ، وملكوته ما لا ينقرض " . لماذا سمى المسيح بلقب ابن الأنسان ؟ اخطأ الأنسان وحكم عليه بالموت . وكان لابد أن يموت الأنسان لكى يكون الله صادقا وأيضا لكى يكون عادلا ، ومن الناحية الأخرى كان يليق أن يحيا الأنسان لأن هذا يتمشى مع رحمة الله وحكمته ، وكان هذا الأنسان عاجزا عن إيفاء الله حقه من العدالة لأنه محدمد لا يستطيع أن يوفى العقوبة غير المحدودة ، وأيضا لأنه خاطىء ... لذلك أخذ الرب شكل العبد ، وصار فى الهيئة كأنسان ، وشاء أن يولد من هذا الأنسان عينه ، وهكذا دعا نفسه : " ابن الأنسان " ، ولم يدع نفسه " ابن فلان " من الناس ، لأنه فى موقف النائب عن الأنسان كله ، عن البشرية عموما . وبعــــــد .....،،، فالسيدة العذراء ( وهى أقرب الناس إلى السيد المسيح ) ، قدمت لنا درسا رائعا عن اللاهوت الذى لا ينفصل عن الناسوت فى شخص السيد المسيح ، كما أن السيد المسيح فى أحاديثه أكد وحدانية المعنى فى القاب – ابن اللـــــــه ، وابن الأنسان - والأنبياء فى العهد القديم أكدوا ذلك ، وأول الشهداء فى العهد الجديد ( أسطفانوس ) رأى ابن الأنسان جالسا عن يمين أبيه ، ...... فما هى حجة نسطوريوس بعد كل هذه التأكيدات ، حتى يشط بعقله البشرى ، وتستهويه فتنة أفكاره الخاصة ، فزاغ عن الحق الإلهى ، وطلع علينا بهرطقته ... وبسببها تم عقد مجمع أفسس ( المجمع المسكونى الثالث ) . ولكن الحمد لله الذى رتب الدواء مع ظهور الداء ، فى شخص البابا السكندرى ، البابا كيرلس الكبير ..... بركته تكون معنا آمين . |
|||
10 - 08 - 2013, 10:44 AM | رقم المشاركة : ( 18 ) | |||
..::| VIP |::..
|
رد: ** العذراء مريم ** موضوع متكامل رائع جدا لقداسة البابا
تمجيد لام النور السلام لك يا مريم يا بكر بتول وعروس السلام لك يا مريم يا تابوت عهد النعمة السلام لك يا مريم يا ثمرة لذيذة طعمة السلام لك يا مريم يا جنة وفردوس السلام لك يا مريم حملت الغير محسوس السلام لك يا مريم يا خليلة سليمان السلام لك يا مريم يا دواء يبرىء التعبان السلام لك يا مريم يا ذات البتولية السلام لك يا مريم يا رجاء المسيحية السلام لك يا مريم يا زرع طاهر مبرور السلام لك يا مريم يا سالمة من الشرور السلام لك يا مريم يا شفيعة فى المومنين السلام لك يا مريم يا صلاحا للخاطئين السلام لك يا مريم يا ضياء فى البرية السلام لك يا مريم يا طاهرة ونقية السلام لك يا مريم يا ظاهرة باجلى بيان السلام لك يا مريم يا عروسة للديان السلام لك يا مريم يا غالية وثمينة السلام لك يا مريم يا فاضلة وامينة السلام لك يا مريم يا قوية فى الحروب السلام لك يا مريم يا كنز اللة الموهوب السلام لك يا مريم يا لوح العهد الجديد السلام لك يا مريم يا معونة لمن يريد السلام لك يا مريم يا نسل طاهر مغبوط السلام لك يا مريم يا هيكل نقى مضبوط السلام لك يا مريم يا والدة الالة السلام لك يا مريم يا لائقة لة فى علاة السلام لك يا مريم يا يقوت غالى الاثمان السلام لك يا مريم يا زهرة فى البستان تفسير اسمك فى افواة كل المومنين الكل يقولون يا الة العذراء مريم اعنا اجمعين بركة وشفاعة الست العذراء مع جميعنا امين مجد مريم مجد مريم يتعظم في المشارق والغروب كرموها عظموها ملكوها في القلوب قد تلألأت وتعالت ما لنورها غروب وهي قالت حين نالت فلتطوبني الشعوب قد رآها واصطفاها رب كل العالمين ووقاها مذ براها كل محظور يشين هي رجاكم في شقاكم فاسمعوا يا خاطئين لا تخافوا أن توافوا لحماها طالبين هي تعرف وهي توصف إنها ملجأ جزيل فاقصدوها تجدوها لمعونتكم تميل اذكرينا و أنظرينا نظر الأم للبنين واقبلينا واجعلينا بين صف العابدين انجدينا و أرشدينا نحو صدق الاعتقاد وامنحينا تربحينا لإبنك حسن الوداد لا تملي أن تصلي في رجوع الخاطئين علميهم و أرشديهم إنك الملجأ الأمين ثم نسأل أن نؤهل لسعادة الختام حيث نسمع أن يكرر مديحك علي الدوام |
|||
10 - 08 - 2013, 10:46 AM | رقم المشاركة : ( 19 ) | |||
..::| VIP |::..
|
رد: ** العذراء مريم ** موضوع متكامل رائع جدا لقداسة البابا
أقوال وتأملات أباء الكنيسة عن القديسة العذراء مريم أم الله أن قيثارة الروح القدس هذه لن تبعث لحنا أعذب مما تصدره حين تتغنى بمديح مريم القديس مار أفرام السريانى مريم هى جنة عدن التى من الله ففيها لا توجد حية تضر ولا حواء الى تقتل انما نبع فيها شجرة الحياة التى اعادت المنفيين الى عدن القديس مار أفرام السريانى دعيت حواء أماً للجنس البشرى أما مريم فهى أم الخلاص القديس أمبروسيوس بعد أن حملت العذراء أبنها وولدته لنا ... أنحلت اللعنة جاء الموت خلال حواء ، والحياة خلال مريم القديس جيروم مريم أشتملت فى حواء ، لكننا عرفنا حقيقة حواء فقط ، عندما جاءت مريم القديس أغسطينوس تطلعت مريم الى حواء والى أسمها ذاته "أم كل حى كأشارة سرية عن المستقبل لأن "الحياة" نفسه ولد من مريم" وهكذا صارت "أم كل حى" القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس وجدت المرأة شفيعتها فى المرأة القديس أغريغوريوس النيصى انفردت بدعوتها "الممتلئة نعمة" اذ وحدها نالت النعمة التى لم يقتنيها أحد أخر غيرها ، اذ أمتلأت بمواهب النعمة القديس أمبروسيوس "أفرحى ايتها الممتلئة نعمة" يتنعم البشر كل بنصيب من النعمة أما مريم فنالت النعمة بكل فيضها الأب بطرس خريسولوجيس حملت مريم "النار" فى يديها واحتضنت اللهيب بين ذراعيها أعطت للهيب صدرها كى يرضع وقدمت لذاك الذى يقوت الجميع لبنها من يستطيع أن يخبر عنها؟ القديس مار أفرام السريانى التحفت بالنعمة الألهية كثوب وامتلأت نفسها بالحكمة الألهية فى القلب تنعمت بالزيجة مع الله وتسلمت الله فى أحشائها الأب ثيؤدوسيوس أسقف أنقرة أكراماً للرب لا أقبل سؤالاً واحداً يمس موضوع الخطية بخصوص القديسة العذراء مريم القديس أغسطينوس كيف أقدر بالالوان العادية أن أرسم صورة هذة العجيبة الجميلة مكرمة جداً وممجدة هى صورة جمالها عاشت حكيمة ومملوءة حبا لله لم تتدنس قط بشهوة ردئية ، بل سارت فى استقامة منذ طفولتها فى الطريق الحق بغير خطأ أو تعثر القديس يعقوب السروجى جاء كلمة الأب من حضن الأب وفى حضن أخر لبس جسداً جاء من حضن الى حضن امتلأ الحضنان النقييان به مبارك هو هذا الذى يسكن فينا القديس مار أفرام السريانى من كتاب "القديسة مريم فى المفهوم الأرثوذكسى" للقمص تادرس يعقوب ملطى |
|||
10 - 08 - 2013, 10:49 AM | رقم المشاركة : ( 20 ) | |||
..::| VIP |::..
|
رد: ** العذراء مريم ** موضوع متكامل رائع جدا لقداسة البابا
دروس من حياة العذراء مريم القديسة العذراء مريم القديسة العذراء مريم تقف في كل أجيال التاريخ في نقطة المركز من دائرته، لقد اختارتها نعمة الله لتصبح رابطة بين السماء والأرض، بين الفردوس المفقود والفردوس المردود، وفي شخص وليدها ومن اجله، ألا نعظم الله معها، ألا نعظم الله من أجلها، ألا نشترك مع جميع الأجيال في تطويبها، فنقول مع أليصابات : "مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك". من هي مريم مريم اسم عبري معناه "مُر"، ويحتمل أنه اسم مُشتق من كلمة "مريامون" الهيروغليفية، وفي الآرامية فإن اسم "مريم" يعني "أميرة أو سيدة"، وقد جاء هذا الاسم لأول مرة في الكتاب المقدس لمريم أخت موسى وهرون، وقد تسمت القديسة العذراء بهذا الاسم "مريم"، الذي انتشر بعد ذلك مرتبطاً بمكانتها وشخصيتها. يعود نسب القديسة العذراء مريم إلى زربابل، من عائلة وبيت داود، وهذا ما يؤكده البشير لوقا في كتابته لبشارة الملاك لها حين كلًّمها قائلاً "فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع، هذا يكون عظيماً وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية" (لوقا 1: 30 – 33). ومن الدراسة المتأنية نجد أن البشير لوقا يؤكد هذه الحقيقية، أن العذراء مريم ووليدها يَعُودَان لسبط يهوذا، وبالتحديد بيت داود، فنراه يسجل بشارة الملاك جبرائيل لها مُبرزاً حقيقة أن المولود منها هو ابن داود، وهذا ما هو واضح في قول زكريا الكاهن "مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداء لشعبه، وأقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاهُ" (لوقا 1: 68، 69). نستطيع أيضاً أن نتعرف على بعض أفراد عائلتها، فنعرف أنه كان لها أخت جاء ذكرها في بشارة يوحنا عند حادثة الصلب حيث "كانت واقفات عند صليب يسوع أُمُّهُ وأخت أُمِّهِ مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية" (يوحنا 19: 25). وأنها أيضاً نسيبه أليصابات (لوقا 1: 36)، أم يوحنا المعمدان. كانت الخطبة في الشريعة اليهودية عهداً أبدياً لا ينفصم، وما الزفاف إلا حفل تنتقل فيه الفتاة من بيت أبيها لبيت رجلها، ووفقاً لهذه الشريعة كانت الفتاة المخطوبة بمثابة زوجة لخطيبها، ولو مات خاطبها أثناء فترة الخطبة وقبل الزفاف تُعتبر الخطيبة أرملة خاضعة لشريعة الزواج من أخي الزوج (تثنية 25: 5-10)؛ ولم يكن ممكناً للفتاة أو عائلتها أن يفُضَّا علاقة الخطوبة هذه إلا بكتاب أو وثيقة طلاق، كما أن هذه العادات أو الشريعة ما كانت لتسمح بوجود علاقة جنسية بين الخطيب وخطيبته قبل إعلان حفل الزفاف وإلا اُعتبرا في حُكم الزناة . وفقاً لهذه الشريعة، كانت العذراء مريم مخطوبة لرجل من بيت داود، اسمه يوسف (لوقا 1: 27)؛ كان يوسف رجلاً باراً، فحين عَرِفَ بأمر حبل خطيبته، لم يشأ أن يُشِّهرَ بها، أراد تخليتها سراً، ولكن فيما هو مُتفكر في هذه الأمور جاءته بشارة الملاك قائلة "يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك، لأن الذي حُبل به فيه هو من الروح القدس" (متى 1: 20). لم تكن العذراء مريم، أو يوسف رجلها من العائلات الغنية، فيوسف نجار بسيط، وحين جاءت ساعة ولادتها، لم تجد غير المذود لتلد فيه، وحين أرادا أن يقدما الطفل يسوع في الهيكل حسب عادة الناموس، وعن تطهيرها حسب الشريعة، لم يحملا معهما إلا زوج يمام، أو فرخي حمام، وهي تقدمة الفقراء. العذراء الفتاة الطاهرة كانت الفتاة الصغيرة العذراء مريم، تعيش في مدينة تدعى الناصرة، وهي مدينة في الجليل، لم تكن ذات أهمية، وقد كانت بلدة محتقرة، وأقل ما يقال عنها أنها بلدة شريرة ومدينة آثمة لا يمكن أن يأتي منها شيئاً صالحاً، وهذا ما قاله نثنائيل حين عَرَف أن يسوع من الناصرة فقال "أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح" (يوحنا 1: 46). في هذا الوسط عاشت العذراء مريم، لكنها كانت كالنور الذي يشع وسط الظلام، كانت فتاة طاهرة، نقية الأخلاق، تحيا حياة القداسة، حسب دعوة الله "وتكونون لي قديسين لأني قُدُّوس أنا الرب، وقد مَيَّزتُكُم من الشعوب لتكونوا لي" (لاويين 20: 26). كانت في علاقة حيه، وصحيحة مع الله. كانت تعرف الكتب المقدسة وتحفظ منها الكثير، وحين ترنمت بأنشودتها العذبة كانت تستمد كلماتها مما في ذاكراتها، وقد كانت كلمات تَغَّنت بها حنة، وترَّنم بها كاتب المزامير. إلى هذه الفتاة جاءت نعمة الله، لتدعوها لتكون أُماً للمسيح، ابن الله، الذي اشتهت الأجيال أن يُولد فيما بينها، وتمنت النساء أن يأتي منهن، ويالها من نعمة تلك التي تأتي من الله لتختر إنساناً، وتمنحه ما لا يستحق، فالنعمة هي أن يُمنح شخصاً شيء لا يستحقه، وما كان للإنسان أن يدخل في علاقة صحيحة مع الله، ما لم يتدخل الله بنعمته ليصنع طريقاً من خلال تجسد ابنه يسوع المسيح فنستطيع أن نصبح أولاداً لله. جاءت شهادة الله لحياة الطهارة والنقاء التي للعذراء مريم بين جميع النساء فيما قاله الملاك جبرائيل، إذ بدأ كلامه معها "وقال سلام لك أيتها المنعم عليها، الرب معك، مباركة أنت في النساء" (لوقا 1: 2. لم تتمالك أليصابات نفسها حين زارتها العذراء مريم، وامتلأت بالروح القدس وصرخت بصوت عظيم وقالت مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك، فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليَّ، فهوذا حين صار صوت سلامك في أذُنيَّ ارتكض الجنين بابتهاج في بطني، فطوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من الرب" (لوقا 1: 42- 45) كانت حياة العذراء مريم تختلف عن كثيرات من بنات زمانها، فلم تساير أهل بلدتها، بل كانت تعيش حياة النقاء، وحياة الاتصال الدائم بالله، والشركة معه، والارتباط بكلمته المقدسة، فكانت شهادة السماء لها في شخص الملاك جبرائيل، واختيار الله لها لتكون أم المسيا، وكانت شهادة الأرض لها في شخص يوسف خطيبها فيما أراد ألا يُشَهِر بها، وشهادة قريبتها أليصابات. العذراء الفتاة الخاضعة يتجلى خضوع العذراء مريم في قبولها لمشيئة الله، فهي الفتاة المخطوبة، التي لم تعرف رجلاً بعد، تأتيها بشارة الملاك لتُخبِرها بأن إختيار السماء وقع عليها، لتكون أُماً لابن الله، يسوع المسيح، وبالرغم من أن هذا الأمر كان مشتهى النساء، وقد كن يتمنين أن يحملِّن بهذا الوليد، وأن تصبح أماً للمسيا المنتظر، إلا إنهن ما توقعن أبداً أن يأتي اختيار السماء لفتاة عذراء، في بلدة بسيطة، لا يعرفها أحد، وهذا ما حدث مع العذراء مريم، فقد اختارتها نعمة الله، لتكون سبيله للتجسد وولادته بين البشر، كان الأمر صعباً، ويبدو مستحيلاً قَبُولَه، فكيف يرى الناس فتاةً مخطوبة، لم تتزوج بعد، لكنها حُبلى ! ماذا تقول لخطيبها ؟ كيف يتقبل هذا الأمر مهما كانت شهامته؟. إن الشريعة اليهودية آنذاك تعتبر هذا الأمر زنا، وعقوبة الزنا هي الرجم، فكيف تفسر الأمر لمجتمعها بأن الذي حبل فيها هو من الروح القدس؟ وهل ترى يصدِّقون، أم ماذا يحدث ؟. كل هذه الأسئلة كانت ستتوارد لفكر أي فتاة أخرى في موقف العذراء مريم، وقد يمكن أن لا تقبل هذا الأمر، لكن ما حدث مع العذراء القديسة مريم هو أنه في كل خضوع وتسليم لمشيئه الله، وقناعة باختياره، قَبِلَت هذا الأمر، وحين سألت الملاك كيف يكـون هذا وأنا لست أعرف رجـلاً؟." (لوقا 1: 34)؛ لم يكن ليس تساؤل الخائف، أو غير المؤمن، بل كان تساؤل من يريد أن يعرف، فكيف لعذراء أن توجد حُبلى، وتلد ابناً، دون أن يَمسسها رجل، أو أن تعرف رجلاً؟. وقد أجاب الملاك جبرائيل مُعطياً تفسيراً للعذراء، قائلاً "الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظلّلُكِ فلذلك أيضاً القـدوس المولود منك يدعى ابن الله" (لوقا 1: 35)؛ وكشف ملاك الرب ليوسف خطيبها أمر الحبل المقدس حين جاءه في حُلمٍ قائلاً "يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك، لأن الذي حُبِل به فيها هو من الروح القدس فستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم، وهذا كله لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعُّون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا" (متى 1: 20 – 23). كان خضوع العذراء وتجاوبها مع دعوة الله لها، هو الطريق الذي هيأ به الله جسداً له ليدخل منه إلى العالم (عبرانيين 10: 5). وكما بدأ الملاك كلامه مع العذراء بالتحية، إبعاد الخوف عنها بقوله "لا تخافي . "، أنهى معها حديثه بخبرٍ مشجع، عن قريبتها أليصابات، حين أخبرها قائلاً "وهوذا أليصابات نسيبتك هي أيضاً حُبلى بابن في شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعـوة عاقراً لأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله" (لوقا 1: 36 – 3. كان قَبُول العذراء مريم لرسالة الملاك، ما يجعلها في تَميّز واضح عن سارة، المرأة المتزوجة، العاقر، حين سمعت رسالة الله بولادة ابن لها في شيخوختها، ضحكت، لأنها أعتبرت أن الوقت فات لحدوث مثل هذا الأمر (تكوين 18: 9-15)، وزكريا الكاهن حين ظَهر له ملاك الرب، خاف واضطرب، حتى بعدما بشَّره الملاك بأن الله قد سَمِع لطلبته وسوف يُعطى ابناً، لم يُصدِق، فكيف وهو شيخ، وامـرأته متقدمة في الأيام أن يكون له ولدٍ؟. (لوقا 1: 12-1. أما العذراء مريم فحين سمعت البشرى السارة، لم تَخف، ولم تضطرب، ولم تشك، بل قالت في كل خضوع وإيمان " هوذا أنا أمة الرب، ليكن لي كقولك" لقد قبلت رسالة الله لها حتى وهي في روف بشرية مستحيلة. إن الله قادر أن يعمل المعجزات، وما نراه مستحيلاً علينا، لا يستحيل عليه، لكنه يتطلب منا أن تجاوب مع ما يطلبه منا لا بالضحك، أو الشك، لكن بالقبول والخضوع ليحقق أعماله العجيبة. مريم الفتاة الوديعة المتواضعة لقد تميَّزت القديسة العذراء مريم بالوداعة والتواضع، فحين جاءتها البشرى بمولد يسوع المسيح، ابن الله، من خلال حَبلِها المقدس، لم تتفاخر أو تتنفخ، بل بكل وداعة وتواضع قالت للملاك "هوذا أنا أَمَةُ الرب ليكن لي كقولك" (لوقا 1: 3؛ وحين قامت وذهبت لزيارة أليصابات وسمعت هتاف أليصابات مباركة إياها، قائلة مباركة أنت في النساء، ومباركة هي ثمرة بطنك فمن لي هذا أن تأتي أم ربي إليَّ . فقالت مريم تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر إلي إتضاع أمته فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني لأن القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس" (لوقا1 : 41 – 49). تأتي الوداعة حين يُدرِك الإنسان قيمته الحقيقية أمام الله، وحين يدرك أنه خاطئ لا يستحق إلا الموت كنتيجة طبيعية لخطيئته، وحينما يرى هذا الإنسان ما يجزله له الله من عطاء وسخاء وغفران، فإن الموقف الطبيعي هو الشكر والتسبيح لله على أعماله ونعمته، ورحمته، وعطاياه. إن ما حدث مع العذراء مريم حين بشَّرها الملاك بولادة المسيا، منها لم يجعلها تتباهى فخراً، أو أن تنسب لنفسها استحقاقاً لاختيار الله لها، بل بكل وداعة قالت "هوذا أنا أَمَةُ الرب ليكن لي كقولك"، وحين هتفت أليصابات منشدة أنشودتها في العذراء قائلة "مباركة أنت في النساء، ومباركة هي ثمرة بطنك" كان تجاوب العذراء معها هو "تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي، لأنه نظر إلي إتضاع أمته". لقد كانت العذراء مريم تُدرك أن إختيار الله لها إنما هو نعمة أسبغتها عليها رحمة القدير، وخصَّتها بها، وفي لحظات فرحها وإنشادها لم تنس إحسانات الله لها، فترنمت لله الذي خلّصها، واختارها لتكون أما ليسوع، القدير الذي صنع بها عظائم فقالت مريم تُعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر إلي إتضاع أمته، فهوذا منذ الآن جميع الأجيـال تطوبني لأن القدير صنع بي عظـائم، واسمه قـدوس، ورحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقـونه" (لوقا 1: 49). إن الوداعة هي الطريق لإعلان الإنسان عن سر ابتهاجه وفرحه الحقيقي أمام الله، فتأتي أناشيد الشكر، والترنم بالتسبيح في حضرة الله كأجلى بيان عن عظمة نعمة الله، كما أنها الطريق لربح محبة الأخرين وإقامة علاقة سليمة بين الإنسان وأخيه الإنسان، وهي أسلوب حياة يدعونا السيد المسيح لنتعلَّمه منه، أسمعه يقول "..تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم" (متى 11 :29). عرفت العذراء مريم الوداعة والتواضع فعرفت كيف تحيا في علاقة حية مع الله، وأن تعلن للآخرين حياة المحبة التي تمجد الله. مريم أم يسوع مريم أم يسوع هذا هو اللقب الأكثر إنتشاراً عن العذراء مريم في علاقتها بالسيد المسيح في تجسده، وهو اللقب الذي يذكره عنها كُتَّاب العهد الجديد (يوحنا 2: 3، 19: 25-26،لوقا 2:48، مرقس 3: 31-33، مرقس 6: 3، أعمال 1: 14). حين تمت ولادة الصبي يسوع أصبحت العذراء مريم تُدعى "أم يسوع"، وهكـذا عَرِفَها كُتّاب البشائر، وكأم قامت بواجبها نحو ابنها، فبعدمـا "تمت أيام تطهيرهـا حسب شريعـة موسى صعدوا به إلى أورشليم ليقـدمـوه للرب" ( لوقا 2: 22).وفي الهيكل تقابلا، العذراء ورجلها يوسف مع رجل اسمه سمعان، كان هذا رجلاً باراً ومشهوداً له في أورشليم، وكان قد أوحي اليه بالروح القدس أنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب، وحين شاهد المسيح عرف أنه الابن الموعود به، وحين تعجبا يوسف ومريم حين شاهدا ما عمله سمعان الشيخ، باركهما، "وقال لمريم أمه (أي أم يسوع) ها إن هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل ولعلامة تقاوم، وأنت أيضاً يجوز في نفسك سيفٌ، لتعلن أفكار من قلوب كثيرة" (لوقا 2: 25 – 35). وفي علاقة العذراء مريم بابنها يسوع نجد تحقيقاً لهذه النبوة "وأنت أيضاً يجوز في نفسك سيف"، والكلمة المستخدمة هنا للدلالة على السيف، في أصلها اليوناني تعني السيف كبير الحجم مثل الذي كان جليـات يستخدمه، السيف الحاد الطويل، المخيف. "يجتاز في نفسك سيف" كانت هذه نبوة عن مِقدار الألم التي سوف تجتازه العذراء، وقد جاز السيف أعماقها، فمنذ أن بشَّرها الملاك بولادة المسيح، جاز في نفسها سيف، حتى وإن عرفت سر هذا الحبل المقدس، كان عليها مواجهه خطيبها يوسف، وهي لم تعرف كيف يتقبل هذا الأمر، وحين أراد تخلِّيتها سراً رغم ما في ذلك من عدم تشهير بها،وتقديراً لها، إلا أنه موقف بالضرورة تألمت لأجله، وحين واجهت مجتمعها وهي حبلى قبل أن يتم الزفاف كعادة اليهود، بالقطع أمر كان له تأثيره عليها، وفي مطاردة هيرودس لوليدها، وتغرَّبها عن بلادها، وحين رفض اليهود رسالة ابنها لهم، رسالة الله لخلاصهم، حين كانت ترى مقاومتهم له، بل محاولة قتله وطرحه من أعلى الجبل (لوقا 4: 29)، حتى أقرباؤه يتهمونه باتهامات باطلة، دون أن يعرفوه المخلص، الذي جاء لخاصته (مرقس 3 :21)، على أن الاتهام يتجاوز حداً خطيراً، فهـا هم الفريسيون والكتبة، وهم قادة الدين، يوجهون اتهامهم له بأنه يعمل معجزاتـه ويخرج الشياطين بقـوة بعلزبـول (متى12: 24)، ويصل الأمر إلي قمة ذروته، وقت الصلب حيث ترى العذراء ابنها معلقاً على خشبه الصليب، وهي واقفة تنتحب باكية لا تستطيع أن تعمل شيئاً من أجله (يوحنا 19: 25). آه .. كم كان رهيباً ذاك السيف الذي أجتاز في نفسك أيتها العذراء وأنتِ المنعم عليها، والمباركة وسط نساء العالمين. دروس من حياة العذراء مريم نستطيع أن نستخلص بعض الدروس من حياة القديسة العذراء مريم لتساعدنا أن نحيا حياة التواضع، والاستعداد لسماع صوت الله، والتجاوب مع ما يطلبه الله منا إن الله لا يدعونا لحياة سهلة، ومريحة بل لحياة أفضل بكل ما تحمل هذه الحياة من تحديات وصعوبات، لكنه هو ذاته يضمن لنا النصرة والغلبة فيها، ويهيئ لنا طريقاً في المواقف الصعبة. لا يطلب الله منا مؤهلات خاصة، لكنه يطلب القلب الوديع والمتواضع، الإيمان الواثق في قدرته. حين نخضع لمشيئة الله، فإنه يحقق بنا ومن خلالنا أعماله العجيبة، والفائقة المعرفة. تتضح حياة الإيمان وتظهر عندما نستجيب لما يطلبه الله منا، مهما بدا ذلك مستحيلاً وصعب التحقيق. يمكن لأي إنسان أن يكون وديعاً ومتواضعاً حين يدرك موقفه الحقيقي في محضر الله، ويتأكد من غنى نعمة الله الذي يشمله في المسيح يسوع. إن نعمة الله تشمل جميع حوانب حياتنا ، وهي تخص الذين يقبلون عمل المسيح بالبنوية لله، لتجعل منهم أولاداً له. حين تكون علاقة الإنسان بالله صحيحة فإن هذه العلاقة تنعكس على علاقاتنا المختلفة بالأخرين، وعلى تقبلنا لمشيئة الله. الكبرياء هي رفض نعمة الله، أو عدم تقديم الشكر على عطاياه الوفيرة.. |
|||
|