13 - 04 - 2013, 05:59 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: المزمور العشرون: ترنيمة فرح
*كيف نعيش هذا المزمور في حياتنا كمسيحيين:
لا اختلاف على أن هذا المزمور هو أيضا تجسيد للطوبى التي يحياها المسيحي الحقيقي: - الشعب المسيحي إذ يدعو إلهه بصوت واحد وفكر واحد وقلب واحد، يعرف أن صلاته ستُسمع وتُستجاب من الله ، وأنها إجراء وقائي حيث لا يجب انتظار وقوع البلية ثم الصلاة لتعبر بل صلاة اليوم تبارك الغد وتؤمّن المستقبل. صحيح ان الرب يشجعنا كي نطلبه في وقت الضيق، لكن هذا لا يعني أن ننتظر الضيق حتى يقع فنصرخ. لذا نتعلم أن نقدم مشروعاتنا وأعمالنا لله قبل أن نشرع فيها.وحيث يصلي الكثيرون كرد فعل لما يواجههم في الحياة من مشاكل، يعلمنا هذا المزمور أن نصلى يومياً وباستمرار، فتكون حياتنا صلاة " أما أنا فصلاة" ( مزمور 109: 4). - حيث تفتخر الأمم بقوتها الكامنة في المركبات والخيل وكل مظاهر القوة، تجد كنيسة المسيح قوتها في عمانوئيل السماوي الذي جاء متواضعًا ووديعًا ليحملنا إلى الأمجاد السماوية. - يمكننا كمسيحيين أن نصلي هذا المزمور من أجل ملكوت الله " ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض"، فكما أن الملائكة في السماء على استعداد دائم أن ينفذوا أوامر الرب بلا تهاون أو اعتذار ولا إبطاء، فلتتحقق في الأرض وفي حياة شعبك إرادتك وليتم ملكوتك فينا.ويمكن أن تصلي هذا المزمور كأسرة ترفع عائلها أمام رب العرش أو كنيسة ترفع راعيها وتطلب البركة والسداد لرؤسائها الأرضيين، لتقضي حياة هادئة وأزمنة سالمة مطمئنة في كل تقوى وورع (1 تيموثاوس2: 2) فالمزمور صلاة كل مسئول في موقع مسئوليته، وإذا صليناه بإيمان سيستجيب الرب من هيكل قدسه ويعطي للمصليين بركته الأبوية السماوية كما قال الرب يسوع لتلاميذه " إلى الآن لم تطلبوا شيئاً باسمي، اطلبوا تجدوا ليكون فرحكم كاملاً" ( يوحنا 16: 24) - فليعينك الرب يوم شدتك: أي ليساعدك الرب يوم تطلب منه أولاً: قدرة الاسم. نقرأ في 44: 6: "بك نقهر (حرفيا: ننطح كالثور) مضايقينا، وباسمك ندوس الهاجمين علينا". هذا الإله هو إله يعقوب. نقرأ في 46: 8: "ربّ الجنود معنا. ملجأنا إله يعقوب". وفي 75: 10: "أما أنا فأخبر إلى الأبد، أشيد لإله يعقوب". وفي 76: 7: "من انتهارك، يا إله يعقوب، هجعت العجلات والخيل".هذا الإله هو بالتالي إله الأسباط الاثني عشر المنحدرة من أربع أمهات مختلفة لكن أبوه واحد، وهو مثال الشعوب المسيحية التي برغم اختلاف أعراقها وجنسياتها، تعلن نفسها بنيناً لآب سماوي واحد وينتصر في المسيح الشعب المتحد تحت راية ملك واحد. - وهذه الشعوب الجديدة ليست البكر بين الأخوة، فشعب إسرائيل هو الابن البكر لكن إله يعقوب، يفضلها عن شعب إسرائيل كما فعل حين رفض البكر عيسو وأحب يعقوب، وقال إن الكبير يُستعبد للصغير" (تكوين 25: 23) - العون يأتي من هيكل صهيون كما يقول مزمور3: 5: "بصوتي إلى الربّ أدعو، فيجيبني من جبله المقدّس". والهيكل هو ما يقابل الهيكل السماويّ كما نقرأ في الآية 7: "يستجيب له من سماء قدسه"، من "معبده السماويّ". - إن حضور الله المحيي في قلب أعمار البشر، يعطي رغبات الملك ملئها ويتمّمها. هذا ما نقرأ في المزمور 3:21: " منية قلبه أعطيته ، وما رفضت طلب شفتيه". - يُعطيك رغبات قلبك ويتمم كل مقاصدك: إذا طلبنا الله وعبدناه ودعوناه لنجدتنا وقدمنا له الذبائح الروحية، لاسيما ذبيحة الإفخارستيا فهو يعلم ما في قلبوبنا من الحب والخير، سوف يحقق كل ما نريد وسيكمل كل ما نقص لدينا حتى تصير حياتنا "ترنيمة فرح". وفي هذا يقول القديس أغسطينوس " عندما تفعل مشيئة الله كأنها مشيئتك، يفعل الله مشيئتك كأنها مشيئته" ف " شهوة الصديقين تُمنح" ( أمثال 10: 14) - وأخيرًا يذكرنا بأعمال الربّ لخلاص شعبه. "فما بسيوفهم ورثوا الأرض، ولا بسواعدهم نالوا الخلاص، بل بيمينك وساعدك ونور وجهك، لأنك رضيت يا ربّ عنهم" (مزمور 44: 4). ويدعو المرنّم شعب الله أن يتكل عليه وحده، فالقدرة الحقيقية تقوم في العون الذي يقدّمه الله. اعتبر الشعب اعتبارات بشريّة، فقالوا: "على الخيل نهرب... على مركبات سريعة نهرب". فقال الرب: "في التوبة والطاعة خلاصكم، وفي الأمان والثقة قوّتكم" (أشعياء 30: 15- 16). - عثروا وسقطوا: أعماهم مجد العالم فسقطوا في العمى الذي أصابهم، إذ فقدوا الرجاء في حياة الدهر الآتي وأملوا في مُلك هذا العالم "حتى لا يأتي الرومان ويهلكونا" (يوحنا 11: 48) ونلاحظ أنهم رفضوا عدل الله وفضلوا عدالتهم (رومية 9: 32) أما نحن فعلى عكس ذلك نقوم وننتصر (رومية9: 30) وهذا الانتصار لا يعود لقوتنا بل إلى قوة من أحبنا ففدانا وأقامنا معه. - المسيح الذي علمنا القتال عبر آلامه يقدم أيضا ذبيحتنا، حين يكون هو نفسه لنا شفيعاً لدى الأب، فنحن واثقون أنه يستجيب يوم ندعوه، لاسيما حين نقدم للآب نذور طاعتنا ونسلم بين يديه مواثيق حريتنا. والملك الغالب في المعركة هو المؤمن (رؤيا 1: 6)، المدعو جندي المسيح. والمسيحي الحقيقي يلزمه أن يتلو هذا المزمور طول اليوم، مصليًا إلى الله الذي يَهَبه النصر الروحي في استحقاقات المسيح الذبيح |
||||
13 - 04 - 2013, 05:59 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: المزمور العشرون: ترنيمة فرح
خامساً: خاتمة المزمور
مسرة الله أن يستجيب صلوات مؤمنيه الذين يثقون فيه، واهبًا إياهم نصره وحمايته وسلامه.لحياتنا وجهان متكاملان، فهي "يوم شدة" "يوم فرح داخلي"؛ هي يوم شدة بسبب وجود عدو لا ينام، يحاربنا لكي ينتزعنا من أيدي إلهنا، وهي يوم فرح داخلي لأننا ننعم فيها بالانتصار على التحارب من خلال شركتنا مع المسيح كنزنا وسلامنا كعربون للحياة الأبدية. يتعرض أعظم الرجال - حتى الرسل والقديسون والملوك المقتدرون - للألم والضيق، ويحتاجون إلى صلوات الغير عنهم، ليعينهم الله نفسه. ففي الليتورجيات القبطية يصلي الكاهن من أجل الشعب والشعب أيضًا من أجل الكاهن؛ فالكنيسة المصلية معًا- كهنة وشعبًا- لا يُستهان بها في السماء! كما يلتزم كل مؤمن - كاهنًا أو من الشعب - ألا يحتقرَ صلوات الغير لأجله، بل يطلبها في جدّية، حتى من الذين يَبْدون أقل منه. غير أن هذه الصلوات لا تفيد كثيرًا حتى إن قَدَّمها قديسون ما لم يُصَلِّ الإنسان نفسه أيضًا. فداود كان ملكًا، ورجل حرب، وقاضيًا وكان لديه كهنة وأنبياء وشعباً يصلون لأجله، ومع هذا لم يُعْفِ نفسه من الصلاة الشخصية ولا الحماعية. لقد تعلم داود الملك بما لديه من خبرة كرجل حرب أن يضع ثقته في الله، ليس فقط برفع صلاة لله في مخدعه أو حتى في الهيكل أمام تابوت العهد، وإنما أيضًا بطلب الصلاة لأجله من الكهنة والشعب، وأن يقدموا ذبائح عنه. وكأن العبادة الشخصية والجماعية متكاملتبن. فالحياة الحاضرة هي "يوم شدة"، أو "وادي الدموع"، لأن الكنيسة كعروس للمصلوب تشارك عريسها آلامه، وتصارع بنعمته ضد الظلمة، وتجاهد حتى يتمتع كل واحدٍ بنعمة الخلاص. والآن إذ قدم السيد المسيح نفسه ذبيحة انفتحت أبواب السماء أمام الكنيسة لتعيش في السماء عينها، حيث يرفع روح الله القدوس صلواتنا بل ونفوسنا إلى السماء لتنال العوْن الإلهي عبر ذبيحة الإفخارستيا. في حربه اليومية، يجد المؤمن الحقيقي نصرته في ذبيحة القداس، بالتناول من جسد المسيح ودمه، وقبول الألم والصليب كقوة للخلاص. يقول الرسول: "ولكننا نكرز بالمسيح مصلوبًا... فبالمسيح قوة الله وحكمة الله... لأني لم أعزم أن أعرف شيئًا بينكم إلا يسوع وإياه مصلوبًا" (1 كو 1: 23-24؛ 2: 2). لنعرف أن الله يقبل محرقاتنا الروحية، إذا ما أشتعلت نفوسنا بنار الحب الإلهي التي الهبت قلوب قديسيه عبر الأجيال، ولا تقدر مياه كثيرة ولا كل قوات الظلام أن تطفئها... إنه يسكب فينا ببهجة أبدية قوة القيامة والانتصار على الموت. وكما يقول القديس أغسطينوس" ليت الصليب الذي قدمت عليه ذاتك كمحرقة كاملة لله (الآب)، يتحول إلى بهجة القيامة". واخيراً فإن شهوة قلب الله هي خلاص البشر مما استدعى موت ابنه ذبيحة ومن ثِم قيامته وصعوده إلى الأمجاد. وكما يقول القديس أغسطينوس "إننا نبتهج، لأنه لم يكن ممكنًا للموت أن يؤذيك بأي حال من الأحوال؛ ولهذا تبرهن لنا أنه لا يقدر أن يؤذينا نحن أيضًا". ويتم الخلاص ويتحقق النصر بقيامتنا وتحررنا من سلطان إبليس. كذلك نحن إذ تصير لنا ذات شهوة قلب الله والمسيح، يحقق الآب سُؤْل قلبنا ويهبنا طلبتنا، مٌقدّمًا لنا بهجة الخلاص في حياتنا كما في حياة الغير. لقد وهب الله داود سُؤْل قلبه، لأن قلبه كان مثل قلب الله، ولم يهدف قط إلاّ إلى ما يُرضيه. وهكذا مَنْ يسلكون حسب مشورة الله وإرادته يتمم الله سُؤْل قلبهم ويحقق لهم إرادتهم، واهبًا إياهم الفرح الحقيقي. |
||||
13 - 04 - 2013, 06:00 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: المزمور العشرون: ترنيمة فرح
ربي أنت فرحي قلبي يرنم لك ترنيمة فرح، ونفسىي تنشدو لك نشيد الخلاص نعم يا رب، كياني مستريح لوجودك، قلبي فرح بك، نفسي مطمئنة لخلاصك، أعلم جيدا كم تصون عهدك، أعرف منذ الصبا أنك لن تنساني ولن تغفل عيناك عني، موقن يا رب أنك أبداً لن تسلمني إلى الموت ومن المستحيل أن تتركني فريسة للعدو... إلهي إلهي كن قائدي في مسيرة عمري لأهندي أدخل بي إلى معركة الصليب، واهباً إياي الغلبة والنصرة على قوات الظلام هب لي نعمة التمتع بمشاركتك آلامك وشرف حمل صليبك الذي وإن كان للعالم حماقة وعثرة، فهو لي قوة الله وحكمته، أيها القائد الحقيقي، علمني الحكمة فلا أتكل على ذراع بشر، بل على عملك في حياتي والعالم والناس، اِمْلك يا رب في قلبي، وأقِمْ ملكوتك في داخلي، كي لا يكون للعدو موضع في كياني! فيفرح قلبي ويهتف فمي ويعرد لساني بترنيمة فرح أبدي.آمين |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور كل يوم المزمور العشرون |
المزمور المائة و العشرون |
صلاة من أجل الملك المزمور العشرون |
المزمور العشرون |
المزمور المائة و العشرون |