|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قداسة البابا شنودة الثالث النار من رموز الروح القدس واضح في يوم البند كنسي أن حل الروح القدس على التلاميذ "كألسنة كأنها من نار" (أع2: 3). وحينئذ "امتلأ الجميع من الروح القدس، وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى، كما أعطاهم الروح أن ينطلقوا" (أع2: 4). وليس هذا الأمر غريبًا، فالكتاب يقول "إلهن آكله" (عب12: 29). "والله روح" (يو4: 24). ونزول النار على الذبيحة، كان شاول إشارة إلى أن الله قد قبلها، كما حدث مع ذبيحة إيليا النبي التي أخزى بها أنبياء البعل وأنبياء السواري. يقول الكتاب في ذلك: "فنزلت نار الرب، وأكلت المحرقة والحجرة" (1مل18: 38). ونلاحظ أن النار كانت لا تفارق بيت الله إطلاقًا. كانت النار دائمة على مذبح المحرقة، إشارة إلى قبول الله للذبائح "النار على المذبح تتقد عليه. لا تطفأ عليها الكاهن حطبًا كل صباح. ويوقد عليها شحم ذبائح السلامة. نار دائمة تتقد على المذبح. لا تطفأ" (لا6: 12، 13). وفي المجمرة ترمز النار إلى اللاهوت، والفحم إلى الناسوت. ولعل الجمرة التي أخذتها أحد السارافيم من على المذبح (اش6: 6، 7). وطهر بها شفتيّ إشعياء تحمل نفس الرمز. [اقرأ في هذا الكتاب بموقع الأنبا تكلا عن الروح الناري]. وكانت النار أيضًا في السراج. هذه السرج كانت تملأ الزيتون النقي للضوء (خر27: 20) "يرتبها هرون وبنوه من المساء إلى الصباح أمام الرب فريضة دهرية في أجيالهم" (خر27: 21). وهنا نجد الرمزين متحدين معًا: الزيت والنار، أمام الرب فريضة دهرية. وفي الكنيسة حاليًا الشموع إلى جوار السرج. وفي الشموع أيضًا نجد الأمرين معًا: الزيت والنار. وكذلك القناديل: زيت ونار . ونفس هذا الأمر نكرره في الاحتفال بليلة أبو غلمسيس. سبعة قناديل، زيت ونار .. و دخل الناس إلى عمق الطقس، لاستطاعوا أن يروا الحكمة فيه، والروح الذي وضع به. ونفس القنديل، الزيت والنار، نجده في سر مسحة المرضى، الذي يعمل فيه الروح القدس. تري ما هو الدروس الروحية واللاهوتية التي تأخذها باستمرار من الزيت والنار، سواء في الشموع أو في السراج أو في القناديل، في طقس الكنيسة المقدس؟ ليتنا ندخل هذه المعنى إلى عقول أولادنا من سن طفولتهم، حتى لا يكتفوا بالشكل دون الجوهر، في كل ما يرونه في الكنيسة. كلمة سرج هي جمع سراج. والمزمور يقول: "سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي" (مز9: 1). فهل نتذكر هذا أثناء قراءة أو سماع الكتاب المقدس... فالكتاب هو ما كتبه رجال الله القديسون مسوقين من الروح القدس (2بط 1: 21) والروح القدس الناطق في الأنبياء. لذلك نتذكر السراج والنور وما في السراج من زيت ونار، وكل ما في ذلك من رموز الروح القدس. ويدعونا الرسول أن نكون " حارين في الروح" (رو12: 11)، ليذكرنا بنار الروح القدس في القلب |
02 - 12 - 2023, 05:33 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث
قداسة البابا شنودة الثالث الريح من رموز الروح القدس في الواقع أن الكلمة اليونانية "ابنفما" تعنى الريح والروح في نفس الوقت... فنقول: "الريح تهب حيث تشاء" أو "الروح يهب حيث يشاء" (يو3: 8). ومع ذلك نرى حلول الروح القدس في يوم الخمسين، قيل في مقدمته " وصار بغتة من السماء من السماء صوت كما من ريح عاصفة، وملأ كل البيت... وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار، واستقرت على كل واحد منهم. وامتلأ الجميع من الروح القدس" (أع2: 2 4). الريح من رموز الروح القدس ومن الأمثلة الواضحة إحياء العظام في سفر حزقيال إذ "قال السيد الرب لهم يا روح من الرياح الأربع، وهب على هؤلاء القتلى فيحيوا.. فدخل فيهم روح" (حز37 : 9، 10). ونلاحظ أن السيد المسيح منح الروح القدس للتلاميذ في سلطان الكهنوت، بأن نفخ في وجوههم وقال "اقبلوا الروح القدس" (يو20: 22). وهذه النفخة هي ريح. وهذا ما نفعله أثناء رسامة الكاهن. ينفخ الأسقف في فمه ويقول له اقبل الروح القدس.. وهو يردد ما قيل في المزمور "فتحت فمي واقتبلت لي روحًا" (مز119). |
||||
02 - 12 - 2023, 05:36 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث
قداسة البابا شنودة الثالث إن المعرفة الواسعة التي أخذناها في العهد الجديد عن الروح القدس ولاهوته وصفاته وعمله، لا تعني أن الروح القدس ولاهوته وصفاته وعمله، لا تعني أن الروح القدس خاص فقط بالعهد الجديد، أو أن علاقة البشر به بدأت منذ حلوله يوم عيد البندكستي (العنصرة)... إنما الروح القدس، روح الله القدوس موجود منذ الأزل وللبشر علاقة به في العهد القديم أيضًا... وسنورد هنا بعض معلومات عنه في العهد القديم، وفي فترة ما بين العهدين: 1- منذ بدء الخليقة، وفي أول أصحاح من سفر التكوين، يقول الكتاب: "روح الله يرف على وجه المياه" (تك1: 2). كما تقول عنه في قانون الإيمان "الناطق في الأنبياء". وكما يقول القديس بطرس الرسول "لم تأت نبوءة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2بط1: 21). ويقول القديس بولس الرسول "حسن كلم الروح القدس آباءنا بإشعياء النبي قائلًا..." (أع28: 25). وحزقيال النبي يتكلم كثيرًا عن تحريك الرب له، وعن وحى الرب إليه (حز2: 2) (حز37: 1) ( حز8: 3). ما أجمل قول نحميا، وهو يتذكر عمل روح الرب مع شعبه في إرشادهم عن طريق الوحي فيقول "وأعطيتهم روحك الصالح، لتعليمهم" (نح9: 20). 4- مقاومة اليهود للأنبياء كانت مقاومة للروح القدس: وهكذا وبخهم القديس اسطفانوس رئيس الشمامسة قائلًا "أنتم. أي الأنبياء لم يضطهده آباءكم؟!" (أع7: 51، 52). إذن روح الرب كان على موسى، وانتقل من موسى إلى الشيوخ، فحل عليهم روح الرب فتنبأوا. ويحكى الكتاب أيضًا عن رجلين آخرين بقيا في المحلة اسم الواحد ألداد، واسم الآخر ميداد. "فحل عليهما روح الرب... فتنبًّأ في المحلة" (عد 11: 26). وهنا يبدو أن روح الرب قد عمل في كثيرون، ومنحهم موهبة النبوة، ولو لوقت محدود. أما الشيوخ فاستمر فيهم روح الرب ليمنحهم الحكمة في القيادة. وضع يدك عليه... واجعل من هيبتك عليه، لكي يسمع له كل جماعة بنى إسرائيل" (عد27: 18). وهنا نرى أن يشوع بن نون كان فيه روح الرب، ولكنه احتاج لوضع يد موسى لكي ينال من الروح موهبة القيادة وطاعة الشعب له... مثال ذلك بصلئيل الذي امتلأ من روح الله بالحكمة والفهم لعمل كل ما يلزم لخيمة الاجتماع (خر31: 3). وكذلك حكماء القلوب الذين ملأهم الرب من روح الحكمة لكي يصنعوا ثياب الكهنوت لهرون (خر28: 3). |
||||
|