30 - 01 - 2014, 04:05 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
دموع مرفوضة | اليأس | العجز | القهر منها دموع اليأس: *ولعل من أمثلتها دموع عيسو التي قال عنها الرسول: "لئلا يكون أحد مُسْتَبِيحًا كعيسو، الذي لأجل أكلة واحدة باع بكوريته. فإنكم تعلمون أنه أيضًا لما أراد أن يرث البركة، رفض، إذ لم يجد للتوبة مكانًا مع أنه طلبها بدموع" (عب 12: 16، 17). دموع عيسو كانت نوعًا آخر. * كانت دموع العجز والقهر. أو كانت دموع الغيظ والحقد على أخيه، ودموع اليأس من نوال البركة.. "قال عيسو لأبيه: لك بركة واحدة فقط يا أبى. باركني أنا أيضًا يا أبى. ورفع صوته وبكى" (تك 27: 38). وقيل إنه لما سمع ببركة يعقوب "صرخة عظيمة ومرة جدًا" (تك 27: 38). صرخ صرخة عظيمة ومرة جدًا" (تك 27: 34) البركة العظمى التي نالها يعقوب، أن السيد المسيح يأتي التي نالها يعقوب، أن السيد المسيح يأتي من نسله، وبنسله تتبارك جميع قبائل الأرض (تك 28: 14). ولم يكن ممكنًا أن يأتي المسيح من عيسو ويعقوب معًا. لذلك عبارة "ألك بركة واحدة يا أبي"؟! تعنى من جهة هذا الموضوع جهلًا تامًا بالبركة ونوعها!! وكانت صرخته صرخة غيظ وقهر، وبكاؤه بكاء عجز ويأس.. ومن أمثلة هذا البكاء اليأس المرفوض أيضًا: * بكاء الهالكين في الأبدية. إذ يقول الكتاب عنهم إنهم "يطرحون في الظلمة الخارجية.هناك يكون البكاء وصرير الأسنان" (متى 8: 12). ويقول أيضا عن نهاية العالم "يرسل أبن الإنسان ملائكته، فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم، ويطرحونهم في أتون النار. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان" (متى 13: 41، 42). ونفس الكلام يتكرر في (متى 24: 51)، وفي (لو 13: 28). فما جدوى مثل هذا البكاء؟ |
||||
30 - 01 - 2014, 04:06 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
دموع الشهوة إنها دموع تضيف خطأ جديدًا، إلى خطيئة الشهوة، فتصبح خطية مركبة. من أمثلتها خطأ الشعب، حينما بكى في البرية مشتهيًا أن يأكل لحمًا!! وفى ذلك يروى سفر العدد: "واللفيف الذي في وسطهم اشتهى شهوة. فعاد بنو إسرائيل أيضًا وبكوا. وقالوا من يطعمنا لحمًا؟! قد تذكرنا السمك الذي كنا نأكله في مصر مجانًا، والقثاء والبطيخ والكرات والبصل والثوم.." (عد 11: 4،5). وقال موسى للرب "من أين لي لحم، حتى أعطى جميع هذا الشعب ؟ لأنهم يبكون على قائلين: أعطنا لحمنا لنأكل" (عد 11: 13). |
||||
30 - 01 - 2014, 04:10 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
الدموع في الخدمة لعل من أشهرها دموع ارمياء النبى. هذه التي سجلت في سفر كامل من الأسفار المقدسة دعى (مراثى أرمياء). والذى يشمل صلوات كثيرة، كلها تنهد وحسرة، كأن يقول: "أنظر يا رب ماذا صار لنا. وانظر إلى عارنا. قد صار ميراثنا للغرباء.. صرنا بلا أب، أمهاتنا كأرامل" (مرا 5: 1-3). ويقول أيضًا "مضى فرح قلبنا. صار رقصنا نوحًا. من أجل هذا حزن قلبنا. من أجل هذه اظلمت عيوننا.. لماذا تنسانا إلى الأبد وتتركنا طول الأيام. ارددنا يا رب فنرتد. جدد أيامنا كالقديم. هل كل الرفض رفضتنا؟!" (مرا 5: 15 –22) ويشرح في هذا السفر بكاء مملكة يهوذا فيقول: "على هذا أنا باكية. عينى عينى تكسب مياهًا. لأنه قد ابتعد عنى المعزى، راد نفسى" (مر1: 6) "كلت من الدموع عيناى. غلت أحشائى" (مر 2: 11). "سكبت عيناى ينابيع ماء على سحق بنت شعبى. عينى تسكب ولا تكف بلا انقطاع، حتى يشرف وينظر الرب من السماء" (مر2: 49، 50). هنا بكاء بلا انقطاع، وبلا عزاء، حتى تعبت العين من البكاء، وشعور بان الله قد ترك النفس أو نسيها أو رفضها!! وصلاة.. مع صلاة إليه أن يرجع. 2-ولعل من الأمثلة أيضًا بكاء المسبيين عند أنهار بابل. وفي ذلك يقول المرتل: "على أنهار بابل هناك جلسنا، فبكينا عندما تذكرنا صهيون. على الصفصاف في وسطها علقنا قيثاراتنا. لأن هناك سألنا الذين سبونا أقوال التسبيح.. كيف نسبح تسبحة الرب في ارض غريبة؟! (مز 136) 3-ومن الأمثلة أيضًا بكاء نحميا لما سمع أخبار سيئة عن أورشليم. فقال: فلما سمعت هذا الكلام، جلست وبكيت، ونحت أياما وصمت وصليت أمام إله السماء" (نح 1: 4).وفى صلاته أعترف بخطاياه وخطايا كل الشعب، وطلب من الرب رحمة، مذكرًا إياه بمواعيده للآباء. 4- ونفس الوضع بالنسبة إلى عذرا الكاهن، لما عرف خطايا الشعب. فبكى وأبكى الشعب معه وفى ذلك يقول الكتاب "فلما صلى عزرا، واعترف وهو باك وساقط أمام بيت الله، اجتمع إليه من إسرائيل جماعة كثيرة جدًا من الرجال والنساء والأولاد لأن الشعب بكى بكاء عظيما" (عز 10: 1) وفى غير المراثى، يقول إرميا النبى في سفره: "يا ليت رأسي ماء، وعينى ينبوع دموع، فأبكي نهارًا وليلًا قتلى بنت شعبي" (أر9: 1). 5-وقد بكى دانيال النبي ايضًا من جهة سنوات السبى: وقال في ذلك "فوجهت وجهى إلى الله السيد طالبًا بالصلاة والتضرعات، بالصوم والمسح والرماد. وصليت إلى الرب إلهى واعترفت وقلت.. أخطأنا وأثمنا، وعملنا الشر، تمردنا وحدنا عن وصاياك واحكامك.." (دا 9: 3 –5) "في تلك الأيام، أنا دانيال كنت نائحًا ثلاثة أسابيع أيام، لم آكل طعامًا شهيًا، ولم يدخل في فمى لحم ولا خمر، ولم أدهن، حتى تمت ثلاثة أسابيع أيام" (دا 10: 2،3). وهنا نرى البكاء مصحوبًا بالصلاة والصوم والزهد والاعتراف بالخطايا. 6-من أمثلة البكاء في الخدمة بكاء ميخا النبى "من أجل إثم يعقوب ومن أجل خطية بيت إسرائيل" (مى 1: 5). وفي هذا يقول: "ومن أجل ذلك أنوح وأولول. أمشى حافيًا وعريانًا. وأصنع نحيبًا كبنات آوى، ونوحًا كرعال النعام. لأن جراحاتها عديمة الشفاء. لأنها قد أتت إلى يهوذا.." (مى 1: 8، 9) 7- ولعل في قمة البكاء في الخدمة بكاء ربنا يسوع المسيح على أورشليم: وفى ذلك يقول الكتاب "وفيما هو يقترب، نظر إلى المدينة وبكى عليها قائلًا: فإنه ستأتى أيام، ويحيط بك أعداؤك بمترسة.. ويهدمونك وبنيك فيك، ولا يتركون فيك حجرًا على حجر.." (لو 19: 41: 44) 8 -ومن أمثلة البكاء أيضًا بكاء بولس الرسول في الخدمة: فإنه يقول لكهنة افسس "أنتم تعلمون من أول يوم دخلت آسيا، كيف كنت معكم كل الزمان، اخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيرة، وبتجارب أصابتني من مكايد اليهود". "لذلك اسهروا، متذكر انى ثلاث سنين ليلًا ونهارًا، لم أفتر أن أنذر بدموع كل أحد" (أع 20: 19، 31). وحتى في رسائلة يقول لأهل كورنثوس "لأنى من حزن كثير وكآبة قلب، كتبت إليكم بدموع كثيرة، لا لكي تحزنوا، بل لكي تعرفوا المحبة التي عندى ولاسيما من نحوكم" (2 كو2: 4) 9-وبالمثل كان تلاميذ القديس بولس في بكائهم. فهو يرسل إلى تلميذه تيموثاوس ويقول له "أذكرك بلا انقطاع في طلباتى ليلًا ونهارًا، ومشتاقًا أن أراك، ذاكرًا دموعك" (2تى 1: 4). |
||||
30 - 01 - 2014, 04:11 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
أسباب البكاء في الخدمة * قلب الحساس من حالة الناس المخدومين. * يتأثر إذ يتذكر خطاياهم. كيف ضعفوا، كيف جرحوا قلب الله. * ويتأثر بنتائج الخطية، وما جلبته من متاعب ومن ويلات أو بما سوف تجلبه من غضب الله. * بل قد يتأثر فيما هو يوبخ على الخطايا، متذكرًا ضعفه هو ايضًا، وأنه ما كان يريد أن يوبخ، فينذر بدموع.. * وقد يبكى في الخدمة، طالبًا معونه الله، أو طالبًا رحمته ومغفرته. أو يبكى وهو يعرض على الله في صلاته، ما وصل إليه الأمر من ضياع. * يبكى الإنسان في الخدمة شاعرًا بضعفه، ومتوسلًا إلى الله أن يتدخل، لأن الأمور لا تحل بدونه. * أو قد يبكى من شده المشاكل، ومن ضغط العدو عليه، أو من شماته الأعداء وتعييرهم. كما قال داود النبى: "صارت لي دموعى خبزًا نهارًا وليلًا، إذ قيل لي كل يوم اين إلهك؟! هذه أذكرها فاسكب نفسى على.." (مز 42: 3، 4). |
||||
30 - 01 - 2014, 04:13 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
القديس أرسانيوس والبكاء 1- القديس أرسانيوس من القديسين الذين اشتهروا كثيرًا بالبكاء.. حتى قيل إن رموش عينيه تساقطت من كثرة البكاء. وتكون أخدودان (حقرتان) على خده من كثرة البكاء. وكان في الصيف يبلل الخوص بدموعه. وكان يضع على ركبتيه قطعة من القماش تسقط عليها دموعه. وفي ساعة موته بكى كثيرًا، فقال له تلاميذه "حتى أنت يا ابانا تخاف من هذه الساعة؟ "فقال لهم: إن فزع هذه الساعة ملازم لي منذ دخلت إلى الرهبنة.. إن كان القديس العظيم أرسانيوس يبكى هكذا، فماذا نقول نحن عن أنفسنا؟ وماذا نقول عن فزع تلك الساعة الذي كان يلازم؟ ويلازم من؟ يلازم أرسانيوس العظيم مثال الوحدة والصمت في بستان الرهبان، الذي كان البابا ثاوفيلس يشتهى أن يقابله وكان القديسون يقولون له "لماذا تهرب منا يا أبتاه؟ "فيجيب "يعلم الله اننى احبكم جميعًا. ولكننى لا استطيع أن أتكلم مع الله والناس في نفس الوقت".. أرسانيوس العظيم الذي كان يقف للصلاة وقت الغروب والشمس وراءه، ويظل واقفًا يصلى حتى تشرق امامه من جديد مقضيًا الليل طوله في الصلاة.. أرسانيوس المتضع، معلم أولاد الملوك، الذي كان يستشير ذلك المصري الأمي، ويقول له إنه لم يعرف بعد الفا فيتاالتي يتقنها ذلك المصرى.بل يقول أيضًا إنه تعلم اللاتينية واليونانية، ولكنه لم يعرف بعد كيف ينقى الفول مع رهبان الأسقيط. أية خطايا فعلها القديس أرسانيوس حتى كان يبكى ويفزع من تلك الساعة؟ هل بعد كل هذا نسرع نحن إلى العزاء والفرح من مبدأ الطريق، ونتباهى بأن خطايانا قد غفرت ونبحث عن المواهب؟ ونطالب بنصيبنا في الميراث؟ وننسى أنفسنا0 إن الدموع تحتاج إلى تواضع قلب، ويناسبها جدًا أن يعرف الإنسان ذاته، ويحاسب نفسه ويلومها. قيل إنه لما حانت وفاة القديس البابا ثاوفيلس، قال: "طوباك يا أنبا ارسانى، لأنك بكيت طول حياتك من أجل هذه الساعة". 2-وعندما سمع أنبا بيمن أن القديس أرسانيوس قد تنيح، قال: طوباك يا أنبا أرسانيوس لأنك بكيت على نفسك في هذا العالم.." "لأن الذي لا يبكى على نفسه في هذا العالم، لابد سيبكى إلى الأبد في العالم الآخر. أما بكاؤه ههنا فباختياره. ولكن هناك فبسبب ما يناله من عقاب". "ولكن من الحال أن يفلت إنسان من البكاء هنا وهناك "صدق داود النبى الذي اختبر الدموع جيدًا في حياته فقال: "الدين يزرعون بالدموع، يحصدون بالابتهاج" (مز 145). |
||||
30 - 01 - 2014, 04:15 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
دموع القديس إيسيذوروس قس القلالي 3- من اشهر الأمثلة أيضًا في الدموع القديس ايسيذيروس قس القلالى وكان تحت إشرافه ثلاثة آلاف راهبًا. وكان يرى رؤى. وكانت الشياطين تخافه وتهرب منه، وبسهولة كان يخرج الشياطين... وفلا إحدى المرات ظهر له الشيطان وقال له "أما يكفيك أننا لا نستطيع أن نمر على قلاتيك، ولا على القلاية التي إلى جوار قلايتك. وأخ واحد كان لنا في البرية، جعلته يعتدى علينا بصلاته في النهار والليل ومع ذلك كان القديس ايسيذيروس يبكى بدموع غزيزة. وكان يجهش بالبكاء بصوت عال، لدرجة أن تلميذه في الغرفة المجاورة سمعه يبكى، فدخل عليه وقال له "لماذا تبكى يا ابى؟ "فاجابه القديس "إننى يا ابنى ابكى على خطاياى".فقال له التلميذ "حتى أنت يا ابانا، لك خطايا تبكى عليها فاجابه: "صدقنى يا ابنى، لو كشف الله لي كل خطاياى ما كان يكفى لو اجتمع ثلاثه أو أربعة معى للبكاء عليها". هؤلاء القديسون كانت لهم حساسية شديدة من جهة أن الخطية خاطئة جدًا، وأنها تجرح قلب الله المحب. ما كانوا يفكرون في عقوبة الخطية، إنما كانوا يفكرون في مشاعر الله، وأنهم لم يرضوه بعد، على الرغم من السمو العظيم الذي وصلوا إليه في الحياة الروحية. ويرون أن هذا (التقصير). إذا ما قيس بالكمال الذي يتطلعون إليه، هو الخطية التي يبكون عليها بدموع.. |
||||
30 - 01 - 2014, 04:16 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
دموع القديس باخوميوس والقديس مقاريوس 4- ومن القديسين الذين بكوا بدموعهم القديس باخوميوس أب الشركة. حتى أن تلاميذه -بعد صلاته- وجدوا الأرض التي كان واقفًا عليها مبللة بالدموع. 5- وكان القديس مقاريوس الكبير مشهورًا أيضًا بالدموع. ولما قربت أيام انتقاله، سأله الآباء أن يأتي إليهم ليتباركوا منه قبل رحيله، بدلًا من أن ينتقل كل سكان الجبل إليه. فلما جاءهم، تجمعوا حوله، وطلبوا منه كلمة منفعة فبكى القديس وقال لهم: "فلنبك يا إخوتي، ولتفض عيوننا بالدموع، قبل أن نذهب إلى المكان الذي فيه تحرق دموعنا أجسادنا".. فبكوا كلهم وسقطوا على وجوهم قائلين "صل عنا أيها الأب". |
||||
30 - 01 - 2014, 04:17 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
دموع القديس بفنوتيوس 6-ومن الذين اشتهروا بالدموع: القديس بفنتيوس تلميذ وخليفة القديس مكاريوس الكبير: وكان منذ شبابه المبكر ناميًا في حياة القداسة، وكان كل الآباء معجبين به ويحبونه، حتى أنه أصبح رئيس الأسقيط بعد القديس مقاريوس. حكى هذا القديس لأولاده فقال: "حينما كنت صبيًا، وجدت خيارة وقعت على الأرض من الجمالين، فأخذتها وأكلتها. وكلما تذكرت هذه القصة أبكى".. حدث هذا وهو صغير، وترهب، ونما في النعمة، وصار رئيسًا للأسقيط، وكان يخرج الشياطين، وكان البابا ثاوفيلس يشتهى سماع كلمة منفعة من فمه.. ومع ذلك كلما يذكر تلك القصة يبكى.. ليس البكاء هنا لكي يغفر له الرب خطية. فإن داود النبى قد بكى بعد أن غفر له الرب خطيته. بعد أن قال له ناثان النبي "الرب نقل عنك خطيتك. لا تموت" (2 صم 12: 13). إن الإنسان الحساس لا يبكى فقط من أجل طلب المغفرة. إنما يبكى حزنًا على نفسه كيف وصل إلى مستوى السقوط، وكيف أحزن الروح القدس الساكن فيه، وبكل جرأة كسر وصايا الله المحب، الذي خلقه على صورته ومثاله، ففقد هذه الصورة بخطاياه. |
||||
30 - 01 - 2014, 04:18 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
القديسون والدموع سئل أحد القديسين عن الأمور التي يمكنها أن تبكيه. 1- ساعة خروج روحى من جسدى. 2- ساعة وقوفى أمام الديان العادل. 3- ولحظة صدور الحكم على. هذه الأمور الثلاثة كانت باستمرار تشغل بال القديسين، وتكون مصدرًا للدموع بالنسبة لهم. إنها أمور تتعلق بحرص الإنسان على أبديته.. وتذكار الموت إذن يصاحبه دائمًا تذكار الدينونة. وتذكار الدينونة يجلب الدموع، وبخاصة إن كان يصحبه تذكر الخطايا والبكاء عليها. ما أصعب أيضًا عبارة "يجازى كل واحد بحسب أعماله".. وما اصعب أيضًا عبارة "وأعمالهم تتبعهم". ترى ما هو نوع هذه العمال التي تتبعنا! وهل نستحق الدموع؟! ومع تذكار الدينونة، يتذكر الإنسان أيضًا عدل الله. ولهذا تضع الكنيسة أمامنا هذه الحقيقة كل يوم في صلاة النوم، حيث يقول المصلى "هوذا أنا عتيد أن أقف أمام الديان العادل مرعوب ومرتعد من أجلى كثرة ذنوبى..".وفى تذكار الدينونة والخطية، نتذكر قول الرسول: "مخيف هو الوقوع في يدى الله الحى" (عب 10: 31). إن الخوف أيضًا سبب جوهرى من أسباب الدموع. ونقصد في مقالنا هذا الخوف لأسباب روحية، وليس الخوف بسبب أمور عالمية كما يحدث للبعض.. |
||||
30 - 01 - 2014, 04:21 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
يمسح الله كل دمعة إبك يا أخى ههنا، لكي يمسح الرب كل دمعة من عينيك حينما تلقاه. ولكنك إن لم تبك ههنا، فما الذي سيمسحه المسيح من عينيك في العالم الآخر؟! إن الذي لا يبكى ههنا تتفجر من عينيه ينابيع دموع اليأس التي لا يمسحها أحد هى دموع لا تستطيع أن تطفئ النار المحيطة به. ما أكثر ما قاله الآباء القديسون عن البكاء والدموع. *سال أخ القديس الأنبا بيمن قائلًا "ماذا افعل من جهة خطاياى؟" فاجابه: "إن الذي يريد أن تمحى خطاياه، يستطيع هذا بالبكاء لأن البكاء هو الطريق الذي علمنا إياه الكتاب. والآباء أيضًا كانوا يبكون باستمرار. ولا يوجد طريق آخر غير هذا". *سأل الأنبا نوح القديس مقاريوس "قل لي كلمة منفعة". فقال له الشيخ "اهرب من الناس". فسأله الأنبا نوح: "ماذا تعنى يا ابى بأن أهرب من الناس؟". فقال له الشيخ "اجلس في قلايتك وابك على خطاياك". *وقال الشيخ الروحاني: "طوبى الذين احترقت خدودهم بدموع محبتك. فإن هذه الدموع تروى الأرض الناطقة التي احترقت بالنار، فتعطى ثمار الروح". هذه الدموع التي يجب أن يتصف بها كل إنسان في حياته: لها عوامل تقويها، وعوامل تضعفها. فما هى هذه وتلك؟ |
||||
|