|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصلح والسلام مع الناس الصلح والسلام مع الناس: الذي يلوم نفسه يمكنه أن يعيش في سلام دائم مع الناس. حتى إن حدث خلاف، فبلوم النفس يسهل أن يتم الصلح. إن الخصومة تشتد، حينما يصر كل من الطرفين علي موقفه، ويبرر نفسه مدعيًا أن الحق في جانبه، وأن الجانب الأخر هو المخطئ. أما إن سلك أحدهم باتضاع، وأتي بالملامة علي نفسه في هذه الخصومة، حينئذ ما أسهل أن يتم الصلح.. فالخصم لا يحتمل أن يسمع منك عبارة: "حقك علي. وأنا غلطان". أو قولك له "أنا آسف جدًا، لأني آلمتك أو أحزنتك".. وكما قال الحكيم" أن "الجواب اللين يصرف الغضب" (أم 15: 6). إن كثيرًا من الذين يعاتبونك، أو غالبية الذين يعاتبونك، أو كل الذين يعاتبونك، إنما يريدون أن يسمعوا منك كلمة واحدة، تلوم بها نفسك، وتعطيهم الحق، فينتهي الموضوع عند هذا الحد. وإلا.. فإن تبرير النفس يقود إلي العناد. والعناد يشعل الخصومات. إن الذي يلوم نفسه، لا يعاند، ولا يقاوم، ولا يخاصم، ولا يجادل كثيرا، ولا يرد علي الكلمة بمثلها أو بما هو أقسى.. إنما يسلك مسالمًا للناس، مراضيًا لخصمه مادام معه في الطريق.. (مت 5: 25)،إن شيطان الغضب، وشيطان الخصومة، شيطان العناد، وشيطان الكبرياء، كل أولئك يقفون في حيرة كل الحيرة أمام الشخص الذي عنده فضيلة لوم النفس، لا يعرفون كيف ينتصرون عليه. بل هم يصرون علي أسنانهم في غيظ، مهزومين أمام هذا الذي لا يبرر نفسه أبدًا، ولا يغضب من أحد ولا يخاصم ولا يصيح، وبالجواب اللين والكلمة الطيبة، وجلب الملامة علي نفسه يحل كل خصومة، ويصرف كل غضب.. إنه يعيش وديعًا هادئًا مسالمًا، يحبه الكل.. فهو لا ينازع أحدًا، ولا يسمح لنفسه أن يغضب من احد، مهما كان الحق في جانبه، لأنه يلوم نفسه قائلًا: إن غضبت من هذا الإنسان وثرت عليه، أكون قد فقدت فضيلة الوداعة، وفقدت الاحتمال الحب وفضيلة السلام مع الناس.. وأكون بهذا مخطئًا.. وهكذا يلوم نفسه لا علي أخطاء أرتكبها، إنما علي أخطاء يحذر نفسه الوقوع فيها.. وبهذا يكون حريصًا ومحترسًا، وتتقدم نفسه نحو الكمال. |
05 - 03 - 2014, 02:12 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث
لوم النفس يفتح أبواب الكمال والنمو يفتح أبواب الكمال والنمو لوم النفس يساعد علي التقدم في الحياة الروحية. لأن كل شيء يلوم الإنسان نفسه عليه يحاول أن يتخلص منه، ويتنقى منه، وهكذا يتقدم في حياته الروحية وينمو. كذلك يلوم نفسه في فضائله، مقارنًا إياها بمستويات أعلى. كل فضيلة يمارسها، بدلًا منه.. نراه يقارن حالته بما وصل إليه القديسون في هذه الفضيلة، فيري أنه لا شيء إلي جوارهم، وأن كل ما فعله تافه وبسيط، ولا يقاس بتلك القمم العالية.. فيلوم نفسه ويدفعها إلي قدام نحو الكمال، فينمو.. وهكذا كان يفعل القديس بولس الرسول إذ يقول: ليس إني نلت أو صرت كاملًا ولكني أسمع لعلي أرك.. أيها الأخوة أنا لست أحسب نفسي أني قد أدركت، ولكني أفعل شيئًا واحدًا.. ونسأله ما هو؟ فيجيب: أنسي ما هو وراء، وأمتد إلي ما هو قدام (في 3: 12، 13). لا يقصد أنه ينسي الخطايا التي في الماضي، فقد كان يذكر دائمًا أنه كان مضطهدًا للكنيسة.. إنما هو ينسي كل الفضائل التي أتقنها من قبل، لكي يمتد إلي ما هو قدام، ساعيًا نحو الغرض. وفي كل فضائله كان يلوم نفسه بعبارة "لست أحسب نفسي أني قد أدركت". لهذا السبب، كانا القديسون يعترفون بأنهم خطاة. حقيقة واضحة ندركها كلما تأملنا في بستان الرهبان، أو سير القديسين، أو صلواتهم: يعترفون باستمرار أنهم خطاة، بل ويبكون علي خطاياهم.. ونسأل أنفسنا ماذا كانت خطايا القديسين، وهم في ذلك السمو؟ إنها ليست فقط خطايا الماضي التي غفرها الرب لهم: إنما بالأكثر، نظرهم إلي الفارق الكبير الذي بينهم وبين الكمال المطلوب، فيقول كل منهم مع الرسول: لست أحسب نفسي أني قد أدركت (في 3: 13). وهكذا بلوم النفس علي حالتها، كان القديسون يمتدون نحو الكمال أما الذي لا يلوم نفسه، أو يرضي بحالته التي هو فيها، فإنه قد يعيش جامدًا مجمدًا في الوضع الذي هو فيه، لا يتحرك منه إلي قدام.، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.لا يفكر في وضع أفضل، ولا يسعي إلي درجة أعلي،لأنه راض عن نفسه بما قد وصل إلية..! مثل الذي استقر علي مجموعة من المزامير يصليها، وانتهي به الأمر عند هذا الحد دون أن يفكر في إضافة شيء، ودون أن يفكر في عمق الصلاة، وحرارتها وما يمتزج بها من حب وإيمان واتضاع.. والامتداد أعلي يعمق صلته بالله أكثر..! ليتنا في آخر هذا العامجلس إلي ذواتنا، ونفكر في خطايانا، ونلوم أنفسنا علي عيوبنا ونقائصنا، ونقارن ما وصلنا إليه بالمستويات العليا التي وصل إليها القديسون.. ولا نعذر أنفسنا مهما كانت الظروف، بل نبعد عن تبرير الذات، لأن هذا لا يرضي الله، ولا ينقينا، ولا يقودنا إلي التوبة.. |
||||
05 - 03 - 2014, 02:14 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث
ارتباط الحكمة والإفراز بلوم النفس ينبغي أن يرتبط لوم النفس بالحكمة والإفراز. فلا يكون مجرد لوم ظاهري بعيد عن الاقتناع الداخلي، لأن هذه الفضيلة ليست مجرد لسان، إنما هي فضيلة قلب. كذلك ينبغي ألا يقودنا لوم النفس إلي اليأس والتعب النفسي، إنما في كل لومنا لأنفسنا نحرص علي هذا أن يكون لوم النفس، ممزوجًا بالرجاء.. نلوم أنفسنا علي أخطائها، ونحن مملوءون رجاء في التخلص من هذه الأخطاء. ونلوم أنفسنا علي ضعفها ولنا ملء الرجاء في قوة الله العاملة معنا المعينة لضعفنا.. ونلوم أنفسنا علي ضعف مستوانا، ولكن في رجاء "نمتد إلي قدام". نقول "لست أحسب أني قد أدركت"، وفي فمنا أيضًا عبارة الرسول "ولكني اسعي نحو الغرض. اسعي لعلي أدرك "نلوم أنفسنا لأننا سقطنا. ولكن يقول كل منا أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني (في 4: 13). إذن قف في ختام هذا العام لكي تعد خطاياك أمام الله، وتبكت نفسك عليها أمامه، وتطلب عنها مغفرة.. وفي ليلة رأس السنة، وكلما نقول "يا رب أرحم "عددًا من المرات.. في كل مرة أذكر خطية من خطاياك، في ندم عليها، طالبًا العشار فتبرر. قل ذلك في انسحاق قلب، وليس في روتينية أو شكلية. وأذكر العابرة التي قالها القديس الأنبا أنطونيوس الكبير: أن ذكرنا خطايانا، ينساها لنا الله، وإن نسينا خطايانا، يذكرها لنا الله. أذكرها جميعًا إذن، وأطلب من الله قوة، حتى تنتصر عليها في المستقبل، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.وفي لوم لنفسك أذكر أيضًا إحسانات الله إليك، واشكره.. وأبدأ العام بالشكر. مجرد أن الله أعطاك عامًا جديدًا، أمر يستحق أن تشكره عليه، لأنه أعطاك فرصة للتوبة، أو لتحسين مستواك الروحي والاهتمام بأبديتك. في بداية العام أيضًا، أذكر إحسانات الله إليك. تذكرها جميعًا واحدة، واشكر الله عليها. وأذكر مزمور الشكر (مز 103) الذي قال فيه داود النبي "باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل إحساناته". وتأمل أيضًا في عبارات صلاة الشكر.. ولا تشكر فقط علي إحسانات الله إليك في العام الماضي، إنما أيضًا في كل أيام حياتك. وكذلك إحساناته إلي أحبائك (1) له المجد إلي الأبد آمين. |
||||
05 - 03 - 2014, 02:15 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث
قلبًا جديدًا وروحًا جديدة باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد آمين أهنئكم ببداية هذه السنة الجديدة، وأحب أن أقول لكم: نريد أن تكون هذه السنة جديدة في كل شيء. جديدة في الحياة، في الأسلوب، في السيرة، في الطباع.. يشعر فيها كل منا، أن حياته قد تغيرت حقًا أبي أفضل. وكما قال الرسول "الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدًا" (2كو 5: 17). هناك أشخاص يعترفون، ويتناولون ويقرأون الكتاب، ويواظبون علي حضور الكنيسة والاجتماعات الروحية، ويمارسون كثيرًا من وسائط النعمة.. ومع كل هذه الممارسات الروحية، ضعفاتهم ونقائصهم هي هي. مازالت لهم نفس الطباع، ونفس العيوب، ونفس الشخصية.. لم يتغير في حياتهم شيء. تراهم اليوم كما هو بالأمس..لا فارق! وفي السنة الجديدة كما في السنة الماضية.. لا تغيير! الاعتراف عندهم هو تصفية حساب قديم، ليبدأ حساب جديد، بنفس النوع وبنفس الأخطاء، ونفس العيوب والنقائض والسقوط! ونحن لا ننكر قيمة الأسرار الكنسية وفاعليتها، لمن يسلك فيها بطريقة روحية سليمة. فبلا شك الاعتراف له عمله، والتناول له فاعليتها، لمن يسلك فيها بطريقة روحية سليمة. فبلا شك الاعتراف له عمله، والتناول له فاعليته، وحضور الكنيسة له تأثيره. ولكن هؤلاء الأشخاص لم يأخذوا القوة الموجودة في الأسرار، أنما رأوها وجازوا مقابلها..! ونحن نريد أن نستغل هذا العام الجديد، لنعمل فيه عملًا لأجل الرب ويعمل الرب فيه عملًا لأجلنا،ونقول فيه: كفي يا رب علينا السنوات القديمة التي أكلها الجراد. تكفي السبع سنوات العجاف التي مرت علينا بلا ثمر. ولا داعي لأن تستمر الضعفات القديمة.. نريد أن نبدأ معك عهدًا جديدة، نفرح بك وبسكناك في قلوبنا، وتجدد مثل النسر شبابنا. فيهتف كل منا: امنحني بهجة خلاصك.. قلبًا نقيًا أخلق في يا الله. وروحًا مستقيمًا جدد في أحشائي (مز 50). _____ * ألقيت هذه المحاضرة في بداية عام 1977 بالكاتدرائية الكبرى. |
||||
05 - 03 - 2014, 02:16 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث
التجديد: إنه عمل إلهي وأريد بهذه المناسبة أن أقرأ معكم بعض آيات هامة جدًا في هذا الموضوع من سفر حزقيال النبي. ولاحظوا في هذه الآيات، أن الرب يحدثنا عن الدور الذي يقوم به هو من أجلنا، وليس عن عملنا نحن. إنه يقول: أرش عليكم ماء طاهرًا، فتطهرون من كل نجاستكم. ومن كل أصنامكم أطهركم.. وأعطيكم قلبًا جديدًا. وأجعل روحًا جديدة في داخلكم. وأنزع قلب الحجر من لحمكم، وأعطيكم قلب لحم وأجعل روحي في داخلكم وأجعلكم تسلكون في فرائضي، وتحفظون أحكامي وتعلمون بها.. وتكون لي شعبًا، وأنا أكون لكم إلهًا وأخلصكم من كل نجاستكم.. (حزقيال 36: 25-29). إذن الله نفسه، هو الذي سيعمل فينا هذا التغيير.. هو الذي سينزع القلب الحجري، وهو الذي سيعطي القلب الجديد. وهو الذي سيسكن روحه القدوس في قلوبنا. وهو الذي سيطهرنا من نجاساتنا، ويخلصنا منها.. كل ذلك عبارة عن عمل إلهي هو.. حقًا إننا نتوه في الحياة، أن كان لي عمل التوبة في نظرنا، هو عمل ذراعنا البشري الذي نتكل عليه. ويقف الأمر عند هذا الحد... وهكذا كلت وضعفت وأنهارت كل أذرعتنا البشرية، ولم يتغير فينا شيء، ولم نكمل الطريق.. ونسينا قول الرب لنا "تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريكم (مت 11: 28). أنا أريحكم من كل نجاستكم. أنزع منكم قلب الحجر. وأعطيكم قلبًا جديدًا وروحًا جديدة. وأسكن في قلوبكم.. إنه عمل إلهي: إن تركتموه، وأعتمدتم علي سواعدكم البشرية، ستظلون كما أنتم.. متعبين، وثقيلي الأحمال.. لذلك حسنًا قال مار اسحق عن عمل الله في التوبة: "الذي يظن أن هناك طريقًا آخر للتوبة غير الصلاة، هو مخدوع من الشياطين".. لا شك أن عدونا قوي.. طرح كثيرين جرحي، وكل قتلاه أقوياء (أم 7: 26).. ولكن الله أقوي من عدونا هذا. وهو قادر أن يغلبه فينا، ويخلصنا من كل نجاساتنا، أن كنا نلجأ إلي معونته الإلهية. لذلك فلنمسك بالرب في بداية هذا العام الجديد.. نمسك به من أعماقنا، ونقول له: أنت لا تقبل يا رب مطلقًا، أن يكون العام الجديد بنفس ضعفات وسقطات العام الماضي،مستحيل يا رب أن ترضي بهذا مستحيل إذن فأعطنا قوة لكي ننتصر بها.. إننا سنتمسك بمواعيدك التي ذكرتها في سفر حزقيال النبي. لقد وعدتنا. وأنت أمين في مواعيدك. حقق وعودك لنا.. قلت لنا علي فم عبدك حزقيال "أعطيكم قلبًا جديدًا". فأين هو هذا القلب الجديد؟ وقلت "أنزع منكم قلب الحجر". وللآن لم ينتزع. فأعمل يا رب عملًا. نفذ وعودك. فلح هذه الأرض. وكما قلت في القديم ليكن نور. ورأيت النور أنه حسن. قل أيضًا هذه العبارة مرة أخري "أرنا يا رب رحمتك، وأعطنا خلاصك" (مز 85: 7). أعطنا هذا القلب الجديد، وأعطنا تجديد أذهاننا (رو 12: 2). |
||||
05 - 03 - 2014, 02:22 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث
حياة جديدة ما أكثر الذين ساروا مع الرب، وأعطاهم أسماء جديدة، وكان ذلك رمزًا للحياة الجديدة، التي عاشوها معه.. إبرآم: أعطاه الرب اسما جديدًا هو إبراهيم، وساراي: أعطاها الرب اسمًا جديدًا هو سارة، وشاول الطرسوسى: صار له اسم جديد هو بولس، وسمعان: صار أسمه الجديد هو بطرس، ولاوي: أعطاه الرب اسمًا جديدًا هو متى. وكان كل ذلك رمزا للحياة الجديدة التي عاشها كل هؤلاء القديسين مع الرب. وكان الاسم الجديد يذكرهم بها. مثلما نرسم كاهنًا، ونطيعه اسمًا جديدًا في الكهنوت. لكي يشعر أنه دخل في حياة جديدة مكرسة للرب، غير حياته الأولي. وانه نال نعمة جديدة لم تكن عنده، وأخذ سلطانًا جديدًا لم يكن له. وصارت له مسئوليات جديدة قد وضعت عاتقه.. بل حتى شكله يتغير من الخارج، وملابسه تتغير ويشعر أن شيئًا جديدًا قد دخل في حياته.. جعل هذه الحياة تتغير في طبعها وأسلوبها ومسئولياتها.. وأنت في السنة الجديدة، هل تشعر بتغيير في حياتك؟ لا تجعل هذه السنة تمر عليك، وكل ما فيها من التغيير هو بعض التفاصيل البسيطة.. لا، فالكتاب لم يقل تفاصيل. وإنما قال "أنزع قلب الحجر، وأعطيكم قلبًا جديدًا..". والسيد المسيح يشرح لما طبيعة هذا التغيير، فيقول: "ليس أحد يجعل رقعة من قطعة جديدة علي ثوب عتيق. لأن الملء يأخذ من الثوب، فيصير الحزق أرادا". "ولا يجعلون خمرًا جديدة في زقاق عتيقة. لئلا تنشق الزقاق، فالخمر تنصب، والزقاق تتلف. بل يجعلون خمرًا جديدة في زقاق جديدة، فتحفظ جميعًا" (مت 9: 16، 17). إذن لا نضع رقعة جديدة علي ثوب عتيق.. أي لا تكون كل الجدة في هذه السنة، أن نضع تصرفًا روحيًا، أو تدريبًا روحيًا أو سلوكا جديدًا في نقطة ما،كل ذلك علي نفس النفسية ونفس الطباع، ونفس النقائص والضعفات. ويبدو هذا التصرف منا جديدة علي ثوب عتيق.. المطلوب إذن، هو أن يتغير الثوب كله. تخلع الثوب العتيق، الذي هو قلبك الحالي بكل أخطائه.. قلبك الخالي من محبة الله، الخالي من النقاوة والطهارة، بل الخالي حتى من مخافة الله، إذ تسكنه محبة العالم.. هذا القلب كله، يجب أن ينزع من داخلك، ويحل محله قلب جديد. كلما نقول في صلواتنا، ونحن نصلي المزمور الخمسين: "قلبًا نقيًا اخلق في يا الله". ما معني كلمة اخلق؟ ولماذا لم نقل رمم هذا القلب، أو أصلحه، أو جمله؟ لماذا نقول "قلبًا نقيًا اخلق في يا الله. وروحًا مستقيمًا جدده في أحشائي "؟ أليس المعني هو أننا نريد شيئًا جديدًا.. وليس مجرد رقعة من سلوك معين توضع إلي جوار طباعنا الحالية الخاطئة؟ إنها عملية تجديد مستمرة نطلبها في حياتنا كل يوم.. تجديد الطبيعة نأخذه في المعمودية (غل 3: 27)، رو6: 3، 4). أما تجديد السيرة، وتجديد الذهن (رو 12: 2) فنأخذه في التوبة باستمرار. فنقول "روحًا مستقيمًا جدده في أحشائي" (مز 50). ويرد علينا "يجدد مثل النسر شبابك" (مر 103: 5). إنها عملية تجديد مستمرة، يعلمها الرب في حياتنا، ونطلبها كل يوم في مزاميرنا. وليست مجرد حادثة عارضة نذكرها في تاريخ معين. إنه تجديد يشمل القلب كله، والحياة كلها.. ومن الأمثلة التي تناسبنا هنا: مثال الفحمة والجمرة: تصور مثلًا قطعة سوداء من الفحم، كل من يلمسها يتسخ منها. هذه الفحمة دخلت في المجمرة (الشوريا) وتحولت من فحمة إلي جمرة.. أخذت حرارة لم تكن فيها. وأخذت ضياء ولهيبًا وإشراقًا لم يكن لها. بل حتى لونها الأسود صار يحمر ويتوهج. ويعد أن كانت وهي فحمة توسخ كل من يلمسها، أصبحت وهي جمرة تطهر. مثال ذلك ما قيل من أن واحدًا من السارافيم، لما سمع أشعياء يقول "ويل لي قد هلكت، لأني إنسان نجس الشفتين.."، اخذ جمرة من علي المذبح، ومس بها فم أشعياء، وقال له "هذه قد مست شفتيك، فانتزع إثمك" (أش 6: 7) لأن النار تطهر كل شيء.. النار التي ترمز إلي روح الله. فهل أنت في حياتك فحمة أم جمرة؟ هل دخل في طبيعتك شيء جديد، يعمل روح الله الناري فيه؟ هل في هذا العام الجديد، وضعك الله في مجمرته المقدسة، وأصبحت تخرج منك رائحة بخور هل تحس سكني الله فيك؟ إن لم يعمل الله فيك، فباطل كل ما تعمله. لابد أن يسكن النور فيك، فلا تعود بعد ظلمة. ولا أن يسكن الحق فيك، فلا تكون باطلًا. لابد أن تسكن فيك الحرارة، فلا تكون باردًا ولا فاترًا وهذه السكني تغير حياتك كلها.. |
||||
05 - 03 - 2014, 02:22 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث
كيف يحدث التغيير كيف يدخل هذا التغيير إلي حياتك؟ إنك لن تتغير بحق، إلا إذا دخلت محبة الله إلي قلبك. اسأل نفسك بصراحة: ما سر عدم الثبات في حياتك؟ لماذا تقوم وتسقط، وتعلو وتهبط؟ ما السبب؟ ما هي مشكلتك الحقيقية في حياتك الروحية؟ أن مشكلتك هي بكل صراحة: إنك تريد أن تحب الله، مع بقاء محبة العالم في قلبك. فأنت تحب العالم، ولك فيه شهوات تعرفها. غير انك من أجل الله-تحاول أن تقاوم هذه الشهوات.. تقاومها من جهة الفعل، مع بقائها من جهة الحب. في قلبك اثنان لا واحد. ينطبق عليك قول أحد الأدباء: "وكنت خلال ذلك، أصارع نفسي وأجاهد، حتى كأنني اثنان في واحد هذا يدفعني. وذاك يمنعني".. مشكلتك إذن، هي هذه الثنائية التي تعيشها. هذا الصراع الذي فيك بين محبة العالم، بين الخير والشر، البر والفساد، الحلال والحرام. ذلك لأن محبة الله لم تستقر بعد قلبك. لا تتمسك إذن بالتفاصيل، وتترك هذا الجوهر، أعني محبة الله. صارع مع الله في بداية هذا العام، وقل له: "أريد يا رب أن أحبك. أريد أن محبتك تسكن في قلبي. أنا محتاج أن أحب الخير والقداسة، أن أحب الفضيلة والحق". "لا أريد أن أضع أمامي الخير كوصية، وإنما كحب.." "لا أريد أن تكون الخير وصية، أكافح نفسي لكي أصل إليها. إنما أريد أن يكون الخير حبًا، أتمتع به.. أريد أن تكون وصيتك محبوبة لدي. أجد فيها لذة. أذوقها فتشبع نفسي.. مثلما قال داود النبي "باسمك أرفع يدي، فتشبع نفس كما من لحم ودسم" (مز 62)، محبوب هو اسمك يا رب، فهو طول النهار تلاوتي" (مز 119)، "أحببت وصاياك أكثر من الجوهر الكثير الثمن" (مز 119)، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى."وجدت كلامك كالشهد فأكلته.. أحلي من العسل والشهد في فمي" (مز 119). هذا الأساس المتين، الذي تبني عليه حياتك الروحية.. من الصعب ومن المؤلم، أن تكون حياتك صراعًا متوصلًا: قيام وسقوط، توبة ورجوع، حياة مع الله وحياة مع العالم إذن قف وقل له: أنزع مني يا رب هذه الشهوات الباطلة. أنزعها أنت بنعمتك، بقوتك الإلهية، بفعل روحك القدوس.. أنزع مني محبة العالم. أنزع مني القلب الحجر. أنا أضعف من أن أقاوم. وقد دلت الخبرة علي سقوطي في كل حرب مهما كانت بسيطة. ليست لدي أية قوة. ولست لدي أية قوة. ولست مستطيعًا أن أعتمد علي نفسي. فادخل أنت إلي حياتي وانقذني. أنني مثل إنسان مهدد بالموت، فماذا بالموت، فماذا أفعل؟ أنني امسك بقرون المذبح، في مدينة الملجأ، لأجد حياة لأنني لو تركت قرون المذبح، أقاد إلي القتل، ولا قوة لي.. أن قلبي الذي يحبك، أو الذي يريد أن يحبك، لا تزال فيه محبة الخطية. لا تزال فيه الشهوة الفلانية تتعبه. وها أنا قد أمسكت بك.. ولن أتركك حتى أتمتع بالآية القائلة: أبيض أكثر من الثلج. ومتى أبيض أكثر من الثلج؟ عندما تغسلني أنت.. إذن "انضح علي بزوفاك فأطهر. واغسلني فأبيض أكثر من الثلج (مز 50) نعم هذا الذي نقوله في الكنيسة، في صلوات القداس الإلهي: "طهر نفوسنا، وأجسادنا، وأرواحنا". أنت الذي تطهرها، لأنها لا يمكن أن تطهر بدونك.. أنت الذي ستطهر فينا النفس والجسد والروح. أنت الذي ستنزع هذه النفس الساقطة الخاطئة الملوثة، وتعطينا بدلًا منها نفسًا جديدة.. تعطينا روحًا جديدة، قلبًا جديدًا، وتر علينا ماء طاهرًا فنطهر.. أنت يا رب منذ زمان، رششت علي ماء طاهرًا فطهرت، ثم رجعت فلوثت نفسي. لكن لي أملًا في قولك المعزي: من كل نجاساتكم، ومن كل أصنامكم، أطهركم وأعطيكم قلبًا جديدًا، وأجعل روحًا جديدة في داخلكم. نعم يا أخوتي، ليتكم تحفظون هذه الآيات. وتصارعون بها مع الله.. |
||||
05 - 03 - 2014, 02:23 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث
صراع مع الله لتكن هذه السنة الجديدة، سنة صراع مع الله: تمسك بالرب ولا ترخه (نش 3: 4). وقل له كما قال أبونا يعقوب: لن أتركك.. لن أتركك حتى تباركني (تك 32: 26). ما معني عبارة "لا أتركك "؟ معناها أن تكون طويل الروح في الصلاة. لا تمل بسرعة من الطلبة، ولا تضجر، ولا تيأس مهما تأخر الرب عليك.. بل أمسك بالرب بقوة.. بدموع، بمطانيات، بابتهالات بلجاجة، بصراع مع الله.. قل له: أنا يا رب عاجز عن مقاتلة الشيطان، الذي من قبل أن يسقط قديسين وأنبياء.. لا تتركني أنا الإنسان الترابي، لأقاتل شيطانًا هو روح ونار. أليس الشيطان ملاكًا قد سقط. وقد قال الكتاب "الذي خلق ملائكته أرواحًا، وخدامه نارًا تلتهب" (مز 104: 4). والشيطان وإن كان قد فقد قداسته، إلا أنه لم يفقد طبيعته، فمازال روحًا ونارًا، بكل ما للملاك من قوة. فمن أنا حتى أحاربه؟! إن كان القديس العظيم الأنبا أنطونيوس، قد قال للشيطان: "أنا أضعف من أن أقاتل أصغركم"! فمن أنا حتى أدعي القوة وأقف وحدي لأقاتلهم؟! بصراحة تامة أنا يا رب لا أقدر..فإن لم تدخل يدك الإلهية لتنقذ وتخلص.. إن لم تعمل روحك القدوس في داخلي.. إن لم تنزع مني قلب الحجر، وتعطيني قلبًا جديدًا وروحًا جديدة.. غن لم تنضح علي بزوفاك فأطهر، وتغسلني فأبيض أكثر من الثلج.. إن لم تحقق مواعيدك، فلن أتركك في هذه الليلة. هكذا صارع مع الله. فكل الذين صارعوا معه، نالوا ما يطلبون. قل له: أنا لن أتركك يا رب في هذا العام، دون أن أنال قوة انتصر بها. حتى لو تركتني أنت فلن أتركك أنا. وإن تخليت عني، لن أتخلي عنك.. قل له: أنا واقف لك في هذه الليلة. لن أبرح سهرة رأس السنة، دون أن أشعر بتغيير في داخلي، وآخذ قلبًا جديدًا. إن لم تتصارع مع الله، لا يشعر أنك جاد في طلبك. هذه اللجاجة في الصلاة، هي التي تقتدر كثيرًا في فعلها.. أما أن تبحث في بداية العام الجديد عن إرادتك وعن عزيمتك، وتصدر قرارات من جهة ضعفاتك ونقائصك.. فهذا كله لن يفلح في شيء، أن لم يدخل الله معك.. فأكبر جهاد لك إذن تفتتح به هذا العام الجديد، هو الصراع مع الله إن جاهدت مع الله، لا تحتاج أن تجاهد مع نفسك. لأنك في صراعك مع الله، سينزع منك الحجر. ويعطيك قلبًا جديدًا وروحًا جديدًا،وحينئذ لا يحتاج أن تصارع ضد القلب الحجر، إذ قد نزعه الرب منك وأرواحك من متاعبه.وحينئذ يشعر قلبك الجديد بلذة الحياة الروحية، فتذوق الله، وتستطعمه.. وتحيا حياة جديدة.. ليتنا نأخذ الحياة الروحية بطريقة جدية. وطلباتنا إلي الله تكون طلبات جدية.. بإلحاح شديد برغبة قلب، بحرارة، بدموع، بصلابة، بشدة، بطلب مستمر.. ونمسك بالرب ونقول له "لن أطلقك "ونأخذ منه معونة. ولنأخذ لنا مثالًا صلوات داود النبي: كان لا يترك الصلاة حتى يأخذ، فيحول الطلبة إلي شكر. كان يكلم الله بدالة. وفي أثناء الصلاة يشعر بالاستجابة. يشعر بالإيمان أن الله قد عمل معه عملًا، وأنه قد أعطاه ما يريد، فيشكره وهو مازال يطلب. لقد جرب داود في مزامير كيف يصارع الله: باللجاجة، بالمودة، بالإقناع. جرب كيف يحنن قلب الله، وكيف يحنن قلب الله وكيف يعاتبه في دالة ويقول له: لماذا يا رب تقف بعيدًا؟ لماذا تختفي في أزمنة الضيق (مز 10). جرب داود كيف يحنن قلب الله بالدموع ويقول للرب "في كل ليلة أعوم سريري، وبدموعي أبل فراشي" (مز 6). ويقول له "أنصت إلي دموعي". أختبر أيضًا النقاش مع الله، بأنواع وطرق شتي.. نحن نحتاج في بداية العام الجديد أن نطلب معونة.. إن كان الإنسان الذي تحاربه خطية واحدة، يحتاج إلي معونة للتخلص من هذه الخطية، فكم بالأولي أنا الذي تحاربني خطايا عديدة. لذلك أنا يا رب محتاج إلي شحنة قوية أكثر من جميع الناس.. حسن أن أليشع النبي، طلب اثنتين من روح إيليا وليس واحدة (2مل 2: 9). وأنا يا رب مثله أريد معونة مضاعفة: معونة تغطي علي السلبيات، وأخري تساعد علي العمل الإيجابي. |
||||
05 - 03 - 2014, 02:25 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث
تصميم بلا رجعة الانتصار علي الخطية يحتاج بلا شك إلي معونة. والسير في الطريق الروحي وفي عمل البر يحتاج أيضًا إي معونة.. معونة.. ونحن نطلب الأمرين معًا في بداية العام الجديد. وإن أرادهما الله في عمل واحد من أعمال روحه القدوس، فليكن لنا كقوله.. وماذا عن طلباتنا أيضًا في العام الجديد؟ لا شك نريد ثباتًا.. نريد فيه تصميمًا علي الحياة مع الله، تصميمًا بلا رجعة. فلا تدخل إلي العام الجديد، وعيناك لاصقتان بالعام القديم في كل شهواته وأخطائه ونقائصه. لا تكن مثل امرأة لوط، التي خرجت جسديًا من أرض سادوم، وقد تركت فيها هناك، وعيناها لا تزالان متجهتين نحو سادوم.. ولا تكن أيضًا مثل بني إسرائيل، الذين عبروا البحر الأحمر، وخرجوا من أرض مصر. ولكن عقلهم لا يزال متعلقًا بقدور اللحم التي في مصر، وبالبطيخ والكرات.. لكن أخرج من خطايا ذلك العام بغير رجعة. وفي بداية هذا العام الجديد، أحتفظ في أذنيك وداخل قلبك بالعبارة التي قالها الملاكان للوط وهم يخرجونه مع أسرته من سادوم: "لا تقف في كل الدائرة. اهرب لحياتك" (تك 19: 17). نعم، لا تقف في كل الدائرة القديمة، بكل ما تحوي من خطايا وعثرات. وبكل ما فيها من ضعفات وسقطات. أهرب لحياتك. لا تنظر إلي الوراء، ولا تمس نجسًا.. وقل للرب عن العام الماضي كله: هذه العام الماضي كله، سأدفنه يا رب عند مراحمك الكثيرة.. سألقيه كله في لجة محبتك. سأتركه في المغسل الإلهي، حيث يغسل الرب نفسي فتبيض أكثر من الثلج. لست أريد من ذلك العام شيئًا. أنا متنازل عنه كله. حتى أن كانت لي فيه فضيلة معينة، فهذه أيضًا لا أريدها. كل ما أريده يا رب، هو أن أبدأ معك من جديد.. أريد أن انسي ما هو وراء، وامتد إلي قدام (في 3: 13). أريد أن أبدأ معك بداية جديدة، كما بدأت بنعمتك مع نوح، بعد أن أزلت الماضي القديم كله، وغسلت الأرض من أدناسها.. هذا الماضي القديم كله، أنا متنازل عنه. يكفي اليوم شره (مت 6: 34). أما العام الجديد، فأريد أن أبدأه بالرجاء. ربما يحاربني الشيطان باليأس. ويقول أنت هو أنت، في يدي، لا تخرج. ولن تستطيع أن تغير طباعك القديمة أو تتخلص من نقائصك! نعم، أن لا أقدر. ولكن الله يقدر. وأنا لي رجاء في الله، وفي عمله معي وأنا لست وحدي في هذا العالم الجديد، لأن الآب السماوي معي. سأبدأ هذا العام الجديد، معي روح الله القدوس.. ومعي نعمة ربنا يسوع المسيح. ومعي من ملائكة ومن أرواح القديسين ومن صلوات الكنيسة المنتصرة،ومعي أيضًا وعود الله الصادقة. معي وعود الله المحب الرءوف.. والله أمين في كل مواعيده، لا يرجع عن شيء منها.. وأنا سأتمسك بوعود الله، وأطالبه بها، وعدًا وعدًا: يكفيني أن أضع أمام الله ما وعد به في سفر حزقيال النبي. وأقول له في دالة الحب: ألست أنت القائل "أعطيكم قلبًا جديدًا. واجعل روحًا جديدة في داخلكم" (حز 36: 26). أين هو هذا القلب الجديد، الذي وعدت به يا رب؟ وأين هذه الروح الجديدة؟ سامحني يا رب واغفر لي، أن قلت وأنا تحت إقدامك: أنت مديون لي بهذه المواعيد. وأنا سأطلبك بكلامك... حقًا إنني مسكين وفقير ولا أملك شيئًا. ولكني أملك مواعيد. أملك محبتك المجانية التي وهبتني إياها. أملك عهدك معي، وقولك الإلهي: "من كل نجاساتكم ومن كل أصنامكم أطهركم"، أجعل روحي في داخلكم، وأجعلكم تسلكون في فرائضي" (حز 36: 25، 27). ولعل الرب يقول: أعطيتك قلبًا جديدًا، فرفضت أن تأخذ! أو لعله يقول "جعلت روحي في داخلك. ولكنك أحزنت الروح، وأطفأت الروح وقاومت الروح". فأنت المديون بهذا كله. نعم يا رب أنا أعترف بهذا. ولكن لا تتركني لضعفاتي. وأن أخطأت، فلا تتركني لخطاياي ولا تحاسبني عليها، وإنما أنقذني منها. فأنت الذي قلت عن سلبياتنا: "من كل نجاستكم أطهركم". وأنت الذي قلت عن الإيجابيات "وأجعلكم تسلكون في فرائضي". وأنا متمسك بكل هذا. وأن كنت أنا ضعيفًا عن حفظ ملكوتك في داخلي، وأن كنت مديونًا لك، إلا أني أقول لك: تقلد سيفك علي فخك أيها الجبار، أستله وأنجح وأملك. العمل ليس عملي، وإنما عملك أنت. تعال إذن وأملك.. أنزع بنفسك القلب الحجر، وامنح القلب الجديد، وأعطني أن أستسلم لعملك في، كما يستسلم المريض لمشرط الطبيب، فيقطع منه ما يلزم قطعه، ويصل ما يحسن وصله. وهو بلا إرادة ولا وعي تحت مشرطه فلأكن يا رب هكذا معك، وأعطني قلبًا جديدًا.. |
||||
05 - 03 - 2014, 02:26 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث
بشري مفرحة أود في بداية هذا العام الجديد، أن أكلمكم بكلمة أمل ورجاء.. أود أن يشرق علينا هذا العام كنور، برسالة فرح من السماء. لأنه بميلاد ربنا يسوع المسيح، وولد السلام. وكان ميلاد الرب بشري فرح للجميع وفي يوم ميلاده وقف الملاك يقول للرعاة: "ها أنا أبشركم بفرح عظيم، يكون لجميع الشعب"، "إنه ولد لكم اليوم.. مخلص" (لو 2: 10، 11). ها أنا أبشركم بفرح عظيم".. في هذه العبارة نجد رسالة المسيحية كلها. لقد جاءت المسيحية لكي تبشر الناس بالفرح العظيم الذي يكون لجميع الشعب. لذلك فكلمة إنجيل معناها بشارة مفرحة، أخبار سارة. وكان الرسل يبشرون، أي ينقلون هذه الأخبار السارة.. إلي جميع الناس فيقولون لهم أتي الخلاص. ويوحنا المعمدان، الذي هيأ الطريق أمام ربنا يسوع المسيح، كان يبشر الناس بأنه قد "أقترب ملكوت الله" (مت 3: 2). ونحن كرجال دين، وليس لنا عمل سوي أن نبشر الناس بهذا الفرح العظيم. ورسالتكم أنتم هي هذه، أن تبشروا الناس بهذا الفرح.. وأن تفرحوا معهم.. وأن تفرحوا معهم.. وأي فرح؟ أن المسيح أتي بديانة مفرحة لجميع الناس، تحمل لهم الخلاص. وتحمل لهم الفداء، وتكسر أبواب الجحيم، وتفتح أبواب الفردوس.. أتي المسيح برسالة تقول للص وهو علي الصليب "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو 23: 43).. رسالة تقول لرئيس العشارين الخاطئ، مثال الظلم والشر في حيله، تقول له: اليوم حدث خلاص لأهل هذا البيت، إذ هو أيضًا أبن لإبراهيم (لو 19: 9). إنها رسالة تبشر الأمم الغرباء، البعيدين عن رعوية الله في ذلك الحين، الذين كانوا محتقرين من إسرائيل، فتقول عنهم: يأتون من المشارق والمغارب، ويتكئون في أحضان إبراهيم.. في ملكوت الله (مت 8: 11، لو 13: 29). الدين عمومًا هو رسالة مفرحة للناس، وبشارة فرح لهم. _____ |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث |
كتاب السهر الروحي - البابا شنوده الثالث |
كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث |
كتاب التلمذة - البابا شنوده الثالث |
كتاب من هو الإنسان؟ - البابا شنوده الثالث |