21 - 12 - 2016, 05:01 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
اللي فات مات مثل عامي مصري شهير، يُقال غالبًا عند المصالحة بين متخاصمين، فبعد مراضاة الطرفين وإتمام المصالحة يُطلب منهما أن ينسيا كل ما حدث فيما قبل حتى لا يعود أي منهما للمطالبة بحق أو بتأنيب الآخر.والحقيقة أن هذا مبدأ هام جدًا ينبغي أن يوضع في الاعتبار؛ فالمصالحة تتم بالغفران، والغفران يعني أن ننسى ما حدث من إساءات. هذا ما فعله يوسف مع إخوته الذين باعوه، إذ سامحهم، مع كونه في الموقف الأقوى، ناسيًا لهم كل ما فعلوه فيه، كما يخبرنا سفر التكوين. والأهم أن الكتاب المقدس يطلب منا «مُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا» (كولوسي3: 13)، «مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضًا فِي الْمَسِيحِ» (أفسس4: 32). ولاحظ عُظم القياس «كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ». وعن مسامحة الله يقول «قَدْ مَحَوْتُ كَغَيْمٍ ذُنُوبَكَ وَكَسَحَابَةٍ خَطَايَاكَ» (إشعياء44: 22)، وَلاَ أَذْكُرُ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ» (عبرانيين8: 12). فهل تمتعت قارئي العزيز بهذا الغفران الشامل النهائي؟ إنه لك إذا أنت قبلت المسيح المخلِّص الآن وأتيت إليه بتوبة حقيقية طالبًا غفرانه، فيمكنك عندئذ أن تترنم له مع من قال «مَنْ هُوَ إِلهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ... فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِالرَّأْفَةِ. يَعُودُ يَرْحَمُنَا، يَدُوسُ آثَامَنَا، وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ» (ميخا 7: 18، 19). وإن كنت قد تمتعت بالغفران، فهيا لتغفر لمن أسأ إليك كما فعل الله معك، فهو ينتظر منك ذلك. كما أن هناك الكثير مما “فات” يجب أن يُنسى كما لو كان “مات” مثلما قال بولس «أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ، أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ اللهِ الْعُلْيَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (فيلبي3: 13، 14). فنحتاج أن ننسى الماضي بانتصاراته وإخفاقاته، لكي نعيش الحياة التي ينتظرها الله منا. أخيرًا نقول إنه إن كان الكثير مما فات يُنسى، فهناك ما لا يجب أن ننساه ونحن نردد لأنفسنا «بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَلاَ تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ» (مزمور103: 2). |
||||
21 - 12 - 2016, 05:02 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
الحلو ميكملش مثل عامي مصري شهير، يقولونه عندما يكتشفون عيبًا في شيء جميل، فيكون بمثابة صدمة لهم أن هذا الجميل، أو "الحلو"، لم يكتمل في مزاياه كما كانوا يتوقعون. وفي الواقع هذه قاعدة علمية، وحقيقة اختبارية أيضًا. فعلميًا، لا يوجد على وجه الأرض أي نظام طبيعي أو صناعي أو جهاز تصل كفاءته إلى 100%، فلا يمكن أن نتوقع إذًا ألاّ نجد له عيوبًا ونقائص وطاقة ضائعة وتوقعات خائبة. أما اختباريًا، أو واقعيًا، فكم من مرة اشترينا سلعةً أو جهازًا كنا نتوقع منه الكثير، وربما أنفقنا عليه ما هو أكثر من طاقتنا؛ ثم لم تمر إلا فترة وجيزة حتى ابتدأت تتكشف لنا عيوبه، فأدركنا أن "الحلو ما يكملش". بل وكم مَرَّ في حياتنا من أحباء أو أصدقاء أو أشخاص كنا نعتبرهم أبطالاً وربما قدوة ومُثل عُليا، توقعنا منهم الكثير إلى حد الكمال، ثم كشفت لنا الأيام أن "الحلو ما يكملش". والأهم أننا كم صُدمنا في أنفسنا نحن، حين اكتشفنا عيوبنا الكثيرة وأن "الحلو ما يكملش". لكن التاريخ شهد شخصية، واحدة وحيدة، حَوَت جميع أوصاف الكمال، قال عن نفسه «مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟» (يوحنا8: 46)، ولم يستطع أحدٌ أن يلومه على خطإ. بل قيل عنه ممن حاولوا أن يتصيدوا له هفوة «لَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ إِنْسَانٌ هكَذَا مِثْلَ هذَا الإِنْسَانِ!» (يوحنا7: 46). وقال عنه آخر «لَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ» (لوقا23: 41). وحين وُصف من أحبائه قيل عنه «حَلْقُهُ حَلاَوَةٌ وَكُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ» (نشيد5: 16). إنه ربي ومخلّصي يسوع المسيح، والذي أصلي أن يكون لك أنت أيضًا كذلك. والخبر الجميل أن كل من ارتبط بهذا العظيم الكامل يتمتع ببره «الْمَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرًّا وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً» (1كورنثوس1: 30). فبالإيمان الحقيقي به يصير المؤمن "إنسانًا في المسيح" ويقول الكتاب «إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ (أو الملامة) الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (رومية8: 1)، فكما أن السائل في زجاجة نراه بلون الزجاجة، كذلك المؤمن في المسيح يراه الله «بِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ» (أفسس1: 4). وهكذا يمكننا أن نسعى، ونحن نعرف نظرة الله هذه، لنكون أفضل كل يوم، سائرين نحو حالة الكمال التي سنبلعها في السماء، ونحن نسبح «الْقَادِرُ أَنْ يَحْفَظَكُمْ غَيْرَ عَاثِرِينَ، وَيُوقِفَكُمْ أَمَامَ مَجْدِهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي الابْتِهَاجِ، الإِلهُ الْحَكِيمُ الْوَحِيدُ مُخَلِّصُنَا، لَهُ الْمَجْدُ وَالْعَظَمَةُ وَالْقُدْرَةُ وَالسُّلْطَانُ، الآنَ وَإِلَى كُلِّ الدُّهُورِ. آمِينَ» (يهوذا24-25). |
||||
21 - 12 - 2016, 05:03 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
العبد في التفكير والرب في التدبير مثل عامي مصري شهير، يُقصد به أن العبد، أي الإنسان العابد لله أو الذي في علاقة معه، عليه أن يفكِّر ويخطِّط، ثم لا يقلق ويترك على الرب أن يدبِّر له الطريق والوسيلة لتنفيذ ما خطّط. والحقيقة أن كل من نصفي المثل جميل، لكن جمعهما معًا بهذه الطريقة لا يصح. فالتفكير أمر جيد، والعقل نعمة امتاز بها الله بني البشر. ولقد أوصانا الكتاب بحسن استخدام الذهن، أي التفكير الواعي العاقل، في مواضع كثيرة (رومية12: 2؛ 1كورنثوس14: 20؛ أفسس4: 17؛ 1بطرس1: 13؛ 2بطرس3: 1). بل إن الرب نفسه فتح ذهن التلاميذ ليفهموا الكتب (لوقا24: 45). وبولس كرر كثيرًا كلمة “أحسب” و“احسبوا” (أي فكروا بطريقة معينة) (رومية6: 11؛ 8: 18؛....). كما يعلمنا الكتاب مبادئ عظيمة في التفكير مثل «وَمَنْ مِنْكُمْ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بُرْجًا لاَ يَجْلِسُ أَوَّلاً وَيَحْسِبُ النَّفَقَةَ، هَلْ عِنْدَهُ مَا يَلْزَمُ لِكَمَالِهِ؟ لِئَلاَّ يَضَعَ الأَسَاسَ وَلاَ يَقْدِرَ أَنْ يُكَمِّلَ، فَيَبْتَدِئَ جَمِيعُ النَّاظِرِينَ يَهْزَأُونَ بِهِ» (لوقا14: 28). أما الشق الثاني، أي الاعتماد على الرب في تدبير الأمور، فكل ما بين ضفتي الكتاب يعلمنا ذلك، ولا تكفي الكتب الكثيرة لنتكلم عن القليل من تحريضات الكتاب وأمثلته على ذلك، أكتفي بواحدة «أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ هَمَّكَ فَهُوَ يَعُولُكَ» (مزمور55: 22). لكن الخطأ الفادح هو في تركيب وترتيب المثل بهذه الطريقة: فهو يعني أن يخطِّط الإنسان أولاً، بعقله وبالاستقلال عن الله، ووقتها، سيجد الرب يقوم بالتدبير، بغض النظر عن هذه الخطة وطبيعتها!! كما لو كان لدى الإنسان الحكمة الكافية ليُلم بكل الأمور فيضع هو الخطة ثم “يستخدم” الرب في تنفيذها!! الحقيقة أننا كثيرًا خططنا وسبَّبنا لأنفسنا الأتعاب، وكثيرًا خططنا وعطَّل الله تخطيطنا بنعمته حتى لا نسبِّب لأنفسنا المزيد من الأوجاع والخسائر التي قد لا تعوَّض. الواقع أن علينا أن نأخذ موقف المتعلِّم من الله الذي وعد «أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ» (مزمور32: 8)، ونتتلمذ في مدرسة كلمته التي تصيّر الجاهل حكيمًا (مزمور19: 7)، ونتعلم أن نفكر في محضره دون استقلال عنه، طالبين منه أن يقودنا للقول «تَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ» (رومية12: 2). يومها سنجد الله يفتح الأبواب ويرتب الأمور ويقودنا بطرقه الإلهية الرائعة. |
||||
21 - 12 - 2016, 05:12 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجبك
مثل عامي مصري شهير، يُقال فيمن يردد أقوالاً عظيمة بينما أفعاله وسلوكياته عكس ذلك على خط مستقيم. وما أكثر من ينطبق عليهم هذا المثل في أيامنا هذه، فترى الناس تتغنى بالأخلاقيات والمًثل العليا وأحلى الكلمات، في أقوالهم ومناقشاتهم على الفيسبوك، ويرصِّعون كلامهم وصفحاتهم بأحلى الآيات الكتابية، فتترجى من خلال ذلك أن ترى عالمًا فاضلاً يكون هؤلاء سببًا فيه بحياتهم اليومية، لكن سرعان ما تُصدم من واقع أفعال وتصرفات في أماكن الدراسة والعمل أو في البيوت والتعاملات اليومية؛ فتندهش: هل من قال هو من فعل؟! وكَم من أناس نصّبوا أنفسهم قضاة للحق ثائرين له، يقرِّرون ما هو صواب ويًدْلون بدلوِهم في بئر الحق، ويعود الزمن فيكشف عكس ذلك. كان كذلك يهوذا بن يعقوب ولكنه انفضح بالدليل (تكوين 38)، وبالأسف يومًا فعل داود كذلك (2صموئيل12: 7) حتى كشف له الرب قلبه بوضوح وقاده للتوبة الحقيقية بدلاً من إدانة آخر، الأمر الذي نحتاجه اليوم جميعًا. في الأساس، كلمة الله تعلمنا أن «كَثْرَةُ الْكَلاَمِ لاَ تَخْلُو مِنْ مَعْصِيَةٍ» (أمثال10: 19)، وليتنا نعي هذا المبدأ قبل أن نتفوَّه بكلمة. وكلمة الله، الكتاب المقدس، تمتدح وتعتبر من الأبطال من هو «كَثِيرُ الأَفْعَالِ» (2صموئيل23: 20)، وهذا ما ينتظره الرب منا أن نفعل أكثر مما نتكلم. ويكفي أن سيدنا الكريم علّمنا «إِنْ عَلِمْتُمْ هذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ» (يوحنا13: 17). فالله يريد أن الناس «يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (متى5: 16) قبل أن يسمعوا أي أقوال. وعلينا ألا ننسى مبدأ «مِنْ فَمِكَ أَدِينُكَ» (لو19: 22) ونتحذر من الكلام الذي لا نعيشه، متذكرين أن الله يرى القلب ويحكم عليه، وأن الناس ترى الأفعال قبل الكلام. «وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ (أولاً، ثم) وَعَلَّمَ (ما يتطابق مع سلوكه وأفعاله)، فَهذَا يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ (إذ سيمجد الله ويوصل للناس بركة بلا حدود)» (مت5: 19). فليتنا نكون من هذا النوع! |
||||
21 - 12 - 2016, 05:14 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
مَنْ شَبَّ على شَيءٍ شَابَّ عليه
”شبّ“ أي بدأ شبابه، و”شَابَ“ أي ظهر الشيب في شعره، ويُقصد بذلك ”وصل سن الشيخوخة“. وهذا المثل العربي الأصيل، يُقصَد به أن من تعوَّد على شيءٍ، أو تعلَّم شيئًا، في شبابه المبكِّر؛ أكمل حياته بنفس العادات، محتفظًا بما تعلَّم. وهناك مثل عربي آخر مقارب هو: ”العلم في الصغر كالنقش على الحجر“ يكمِّل معنى الأول. ولا شك أن المثل يحمل لكل شابٍ تحريضًا هامًا: فشبابك هو أفضل وقت تتعلم فيه ما سينفعك في حياتك كلها. فعمر الشباب هو وقت التعلُّم، إذ مع مرور الوقت تَقِلّ القابلية للتعلم بسبب الانشغال بمسؤوليات كثيرة. فانتفع بهذا الوقت لتحصِّل ما يفيدك في حياتك الروحية (كدراسة كلمة الله، والقراءات الروحية...)، وفي حياتك العملية (كتعلم اللغات وبرامج الحاسب، وتنمية المواهب...). وشبابك أيضًا هو الوقت الذي تنمّي فيه عادات مفيدة تكون سبب نجاح وبركة لحياتك (كالمواظبة على الصلاة والاجتماعات الروحية، والاجتهاد كمبدإٍ في كل شيء، والالتزام...). تعوَّد صموئيل على أن يصلّي وهو بعد صبي صغير، فظل طوال عمره رجل صلاة. وتعلَّم دانيآل الحكمة وهو فتى، فبقي إلى نهاية حياته، قرب التسعين، حكيمًا فهيمًا. تدرَّب داود على الترنيم وتسبيح الرب في مقتبل عمره، فما كف عن الترنيم طوال حياته، حتى نسمعه يقول للرب «اَلَّلهُمَّ، قَدْ عَلَّمْتَنِي مُنْذُ صِبَايَ، وَإِلَى الآنَ أُخْبِرُ بِعَجَائِبِكَ» (مزمور71: 17). طلب يوشيا الرب إله أبيه وهو فتى (2أخبار34: 3)، فسطر قصة حياة رائعة لمجد الله. ويقول بولس الرسول لتلميذه وابنه في الإيمان «وَأَنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ، الْقَادِرَةَ أَنْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ، بِالإِيمَانِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (2تيموثاوس3: 15)، فغدا خادمًا للرب كل أيامه. وغالبية العظماء في كل المجالات، بدأوا في الصغر. فحسنًا تفعل أنت أيضًا، وتهتم بما يبقى، فغدًا يبدأ اليوم. بقي تحذير واجب من إضاعة الوقت في ما لا ينفع ولا يبقى، فالوقت الذي يفوتك اليوم لن يعود ثانية. كما لا يفوتني أن أترك معك قول الحكيم: «فَاذْكُرْ خَالِقَكَ فِي أَيَّامِ شَبَابِكَ، قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ أَيَّامُ الشَّرِّ أَوْ تَجِيءَ السِّنُونَ إِذْ تَقُولُ: لَيْسَ لِي فِيهَا سُرُورٌ» (جامعة12: 1). |
||||
21 - 12 - 2016, 05:16 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
إذا لم تكن تعلم أين تذهب، فكل الطرق تؤدي إلى هناك
هل خرجت يومًا من بيتك وأنت لا تعلم إلى أين أنت ذاهب؟ إن حدث ذلك، فأي طريق ستختار؟ هل تذهب يمينًا أم يسارًا؟ أم تتساوى الطرق؛ فأي طريق يؤدي إلى أي مكان؟ أم أنه، من الأساس، من غير المقبول أن تخرج بلا هدف؟! والمثل موضوعنا هذه المرة، يتحدَّث عن مثل هذه الحالة الغريبة. وهو يُقال عمن لا هدف له في حياته يحكم تصرفاته. ويعني المثل أنه لا يفرق أن يفعل فاقد الهدف أي شيء أو يتصرف أي تصرف؛ لأن عليه ألا يتوقع أيَّ ناتج إيجابي في كل الأحوال، وبالتالي فإن كل مشاويره هي هباء. وروحيًا الأمر أخطر. هناك من تسألهم إلى أين هم ذاهبون بعد هذه الحياة، طالت أو قصرت؛ فتسمع منهم إجابات على شاكلة: ”لا أدري“، ”لا أريد أن أعرف“، ”لا يهم الآن“، ”يوم الله يعين الله“ ... فإن لم يكن من المنطقي أن تخرج من بيتك بلا هدف، فهل من المعقول أن تسعى صوب أبديتك دون أن تدري أين ستقضيها؟! إن الحياة على الأرض أقصر مما نعتقد، وأخبار كل يوم تؤكد أن نهايتها لا ترتبط بعمر صغير أو كبير؛ فعلينا أن نستعد لهذه النهاية، علينا أن يكون الهدف واضحًا أمامنا، فأبديتنا نحددها من هنا؛ بقبولنا للمسيح كمخلِّص شخصي، أو العكس. وحتى بعد الإيمان وضمان الأبدية، يقول الحكيم: «بِلاَ رُؤْيَا يَجْمَحُ الشَّعْبُ» (أمثال29: 18)، أي إن سِرنا بلا هدف واضح للحياة، ستتخبط خطواتنا، ونترنح في سيرنا، ونجمح إلى حيث لا ينبغي أن نكون. سنكون كورقة تحملها الرياح. إن ما أعطى قيمة رائعة لحياة شخص مثل بولس الرسول هو شعاره العظيم «أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ» (فيلبي3: 14)، هذا الشعار الذي شكَّل قراراته وأثمر بحياته. فهل لحياتك هدف؟ أم ما زلت تسير يمينًا ويسارًا فحسب؟ وهل هدف حياتك هذا يستحق أن تحيا من أجله؟ ليتك تجد مثل هذا الهدف، وتتمتع بحياة لها معنى! |
||||
21 - 12 - 2016, 05:18 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
حبيبك يبلع لك الزلط وعدوك يتمنى لك الغلط
مثل مصري عامي يعبِّر عن حال كثيرين. والمقصود بهذا المثل أن من يحب واحد يتقبل كل أخطائه وعيوبه كأنها شيء طبيعي كالأكل، بينما من لا يحب واحد يتصيد له الأخطاء ويتمناها له. والحديث هنا عن ازدواجية المعايير، أو كما يسمونها الكيل بمكيالين. قديمًا أوصى الرب شعبه قائلاً: «لاَ يَكُنْ لَكَ فِي كِيسِكَ أَوْزَانٌ مُخْتَلِفَةٌ كَبِيرَةٌ وَصَغِيرَةٌ» (تثنية25: 13) ، حيث كانوا يزنون بالميزان ذي الكفتين، فيضعون المراد وزنه في ناحية وفي الناحية الأخرى مكيال معروف الوزن. وكان لبعضهم عادة أن يحمل مكيالين للوزن الواحد (لنقل 1 كجم مثلاً)، واحد ثقيل (1100 جم مثلاً) يشتري به، والآخر خفيف (900 جم مثلاً) يبيع به. فمن ناحية، هذا غش، والرب يكرهه (أمثال11: 1)، يكرهه في كل مجالات الحياة، في الدراسة والعمل والعلاقات مع الآخرين. ومن ناحية أخرى، الله لا يحب الكيل بمكيالين، الذي هو موضوع مثلنا، وهذا ما يفعله الكثيرون. لكن إن نظرنا لقدوتنا الكريم، ربنا يسوع المسيح، نسمعه يعلِّمنا «احْكُمُوا حُكْمًا عَادِلاً» (يوحنا7: 24)، والأهم أننا نراه يعمل ذلك. فنراه مثلاً في مَرة يمتدح بطرس على اعترافه الحسن فيقول له: «طوبى لك»، لأنه كان على صواب، لكن بعدها مباشرة أمام خطئه بمحاولته إثناء الرب عن الصليب، نجد الرب ينتهره «ابعد عني يا شيطان». لم يبلع لبطرس الزلط، بل أوضحه، لكن لنلاحظ أنه لم يكتفِ بذلك بل علَّمه الصواب شارحًا له الحق (متى16: 16-27). وفي مرة وهو يتكلم مع شخص لم يؤمن به وبم يرضَ أن يتبعه، نسمعه يقول «بالصواب أجبت» على إجابة صحيحة أجابها هذا الشخص (لوقا10: 28). ليس من صالح أحبائنا أن نتغاضى عن أخطائهم، بل أن نساعدهم على إصلاحها. وليس من صالحنا أن نتجاهل صواب في من يخالفونا، فقد يكون في ما يقولون ما نتعلمه. ليتنا نتعلم أن نحكم على الأمور بناء على حقيقتها لا بناء على من صدرت منهم |
||||
21 - 12 - 2016, 05:19 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
المية تكدب الغطاس
مثل مصري عامِّي شهير. و“المَيَّة” هي “الماء” بالعامية المصرية، ويُقصَد بها هنا البحر. والمعنى المباشر للمثل أنه إن قال واحد إنه “غَطَّاس” أو “سَبَّاح”، فعليه أن يُرِي مهارته في البحر، وعندئذ يثبت، أو ينفي (يكدِّب)، ما قاله. ويُقصَد بالمثل أن تحقيق الأمر في الواقع هو ما يثبت ما يقوله الإنسان عن نفسه أو ينفيه. يتحدى الرسول يعقوب من يقول إن له إيمانًا أن يثبته، فيقول: «أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي» (يعقوب2: 18). فإن كان الله يعرف القلوب ويفهمها جيدًا، لكن البشر لا يمكنهم إلا أن يروا الأدلة والإثباتات، أو بمعنى أصح: ثمر هذا الإيمان. إنه مبدأ عظيم قاله الرب نفسه في موعظته على الجبل: «مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ». فيمكنني أن أتيقَّن من نوع الشجرة عندما أرى ثمرها. واللافت للنظر أن الرب أردف في هذا السياق بالقول: «لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَارَبُّ، يَارَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (متى7: 16و21). فعلينا إذًا أن ننتبه! وهكذا الأمر في شتى الأمور: يجب إثباتها عمليًّا. فإن قلنا إننا “نُحِب” الآخرين، كما أوصانا الرب، فليتم فينا قول الكتاب: «لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ» (1يوحنا3: 16). أما إن قلنا إننا “نحب الرب”، وهو يستحق، فليكن شعارنا ما قاله الرسول بولس: «لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا. إِذْ نَحْنُ نَحْسِبُ هذَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ، فَالْجَمِيعُ إِذًا مَاتُوا. وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ» (2كورنثوس5: 14-15). لقد ملَّ الناس من أن يسمعوا كلامًا فحسب. إنهم يحتاجون أن يروا سلوكًا وأفعالأ وحياة. فإن أردنا أن نُقَدِّم شهادة حسنة عن ربنا الكريم، فلنستمع إلى ما قاله: «فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ... وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ (أولاً، ثم) وَعَلَّمَ، فَهذَا يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ» (متى5: 16، 19). تحوَّلت حياتنا إلى كلام؛ في الحياة اليومية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. فلنكف! وهَيَّا لنعِش حياة تُعَبِّر عن طبيعتها. |
||||
21 - 12 - 2016, 05:22 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
عُمر الشقي بقي مثل مصري عامي شهير، اختلفوا في معناه، وبصفة خاصة في معنى كلمة “شقي”. البعض اعتبرها بمعناها في اللغة العربية الفصحى، والشقي هنا هي من “الشقاء”، أي هو عكس السعيد. ويفهمون المثل عندئذ على أن من ظروفهم ليست جيدة حياتهم أطول من غيرهم!! والبعض الآخر يفهم كلمة “شقي” بمعناها الدارج في العامية المصرية والتي تجمع في طياته معانٍ كثيرة مثل: كثرة الحركة والنشاط، المغامرة، الذكاء، إثارة المتاعب! ويقصدون بالمثل في هذه الحالة أن أصحاب هذه الصفة كثيرًا ما يتعرضون لحوادث أو أحداث صعبة، أو يغامرون مغامرة خطيرة، ويبقى عمرهم. فقد يُقال لواحد عَبَرَ الطريق من مكان خاطئ وكادت تصدمه سيارة مسرعة لكنه نجا. كما يقوله واحد مقبل على مغامرة غير محسوبة فينبهه أحدهم فيجيب عليه “ما تخافش.. عمر الشقي بقي”. وسواء كنت ممن يفهمون المثل بهذه الطريقة أو تلك دعنى أذكِّرك بأن لا أحد عمره “بَاقي”، فلكل عمرٍ نهاية، وهذه النهاية تأتي أسرع مما نتوقع. كم من صغار أو كبار خرجوا ولم يعودوا، أو ناموا ولم يستيقظوا؟! يقول كاتب مزمور37، بعد أن يصف واحدًا “شقي” بأوصاف القوة والجبروت «عَبَرَ؛ فَإِذَا هُوَ لَيْسَ بِمَوْجُودٍ»!! قصيرة هي الحياة، فهل أنت مستعد لنهايتها؟! لا تصدق الخدعة، ولا تؤجِّل الخلاص. وإن كنت تعتبر نفسك “شقيًا” بمفهوم الفصحى، حزين القلب، ربما بسبب خطاياك، أو بسبب ضغوط من الظروف، هل تسمح لي أن أخبرك عن شخص يريح القلب، شخص قال داعيًا كل من هو مثلك «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (متى11: 28)، وكم من أشقياء اختبروا الراحة عنده، وأنت مدعو أن تنضم إليهم. وإن كنت من أنصار المغامرة، على اعتبار أن عمر الشقي بقي، فبماذا تغامر؟ قد يُقبل أن تغامر بالقليل مما تملك، أو ببعض الوقت، لكن هل يُعقل أن تغامر بحياتك؟! بأبديتك؟! قال مرنم: عمرك غالي ليه بتغامر بيه بخسارة؟! عمرك غالي ليه دي الأبدية جبارة؟! هيا اضمن حياتك في المسيح، وعش سعيدًا، لن تخشى نهاية الحياة إن قصرت أو طالت. الحياة هي المسيح.. فلا تعش بدونه. |
||||
21 - 12 - 2016, 05:24 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
مش كل مرة تسلم الجرة
يعود هذا المثل إلى قصة، قد تكون واقعية أو رمزية، عن امرأة كانت تحمل جَرّة (الجرة هي إناء فخاري لجلب الماء من مصادر وجوده إلى أماكن استخدامه). سارت هذه المرأة في طريق زلقة، فاختلّ اتزانها ووقعت جرّتها، ولم تُصَب الجرة بسوء. حملت المرأة جرتها مرة أخرى لتسير في ذات الطريق من جديد. وهنا أتتها النصيحة أن تغيّر هذا الطريق المحفوف بالخطر، لأن الجرة إذا سقطت مرة أخرى فليس من ضامن أنها لن تنكسر. والأسوأ من هذا أن تكون هذه “الجرة” هي طهارتك وقداستك وحياتك الروحية بصفة عامة. فالكثيرون، في جهل، يكررون فعل خطايا معينة، معتقدين أنهم فعلوها من قبل ومرّت الأمور بسلام؛ فلا مانع إن هم فعلوها مرة أخرى. لا مانع من هذه المشاهدة أو ذاك الفعل ما دام الأمر قد مرَّ قبلاً. أقول لك أن الجرّة يومًا ستنكسر، والأمر قريبًا سينفضح، وزرع الشر لا بد له من حصاد مرير. فاحذر! وأضيف أنه حتى إن لم تنكسر الجرة في القريب، فلماذا تلطِّخها بأوحال الخطية فتصبح غير نافعة بل وضارة؟! لِمَ تضيِّع أحلى أيام عمرك في الشرور في حين أنه يمكنك أن تستثمرها لمجد الله؟!ويُقال هذا المثل لمن يريد المجازفة بعمل شيء ما لمجرد أنه عمله من قبل ولم يحدث شيئًا (على الأقل في اعتقاده)، فينصحه قائل المثل أن هذا قد لا يتكرر فلا داعِ للمغامرة. وكثيرون منا يحتاجون أن يستمعوا لهذا المثل بمفهوم أو بآخر. فهناك مَن “الجرة” بالنسبة له هي سنة دراسية يهمل فيها دروسه لأنه سبق أن أهمل ولم يرسب. ومن يضمن أن هذا يتكرر؟! أو قد تكون “الجرة” تصرُّف ما فيه مجازفة. أما أسوأ الكل فهو أن تكون هذه “الجرة” هي حياتك الأبدية، وتغامر بها في طريق التأجيل أو الاستهزاء بالخلاص المقدَّم لك. إذا سقطت هذه الجرّة ستنكسر ويكون كسرها هو فقدان الأبدية السعيدة المقدَّمة لك بمعرفة المسيح المخلِّص. لا تغامر، فالخسران لا يعوَّض. |
||||
|