منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10 - 10 - 2012, 09:22 AM   رقم المشاركة : ( 11 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل صُلب المسيح حقاً ؟؟ كتاب مكتوب - دراسة تاريخية

(ب) الوثائق اليهودية:





أما الوثائق اليهودية فلها أهمية خاصة على الرغم من سلبيتها.


فمن الطبيعي أن يتخذ رؤساء اليهود وقادتهم الدينيون موقفاً معادياً من المسيح?

وهم الذين صلبوه إذ أدركوا أن تعاليمه الثورية تهدد معظم ما استنوه من تقاليد وطقوس فريسية تعزز من مكانتهم الدينية والسياسية.

ومع ذلك فإن هذه الوثائق برهان ساطع على صحة ما ورد في الإنجيل من تفاصيل قصة الصلب.

وفي هذا الجزء من دراستنا سنتناول أبرز هذه الوثائق وأولها:

يوسيفوس (37-97 م) هذا ذكر في كتابه “التواريخ” ما بين سنتي 90-95 م فقرة عن صلب المسيح.



ويبدو أن هذه الفقرة قد أثارت حولها جدلاً بين علماء المخطوطات إذ اعتقد بعضهم أن هذه الفقرة قد تلاعبت بها أيدي بعض المسيحيين المتطرفين لما جاء فيها من تقريظ للمسيح لا يمكن أن يصدر عن يهودي.

ولكن في عام 1972 نشرت مخطوطة عربية يرجح العلماء أنها ترجمة دقيقة للنص الأصلي وقد جاء فيها:



“وفي ذلك الوقت كان هناك رجل حكيم يُدعى يسوع اشتهر بحسن السلوك وبالتقوى? فتبعه عدد غفير من بين اليهود والأمم الأخرى.

غير أن بيلاطس البنطي حكم عليه بالموت صلباً.

أما الذين تبعوه فلم يتخلوا عن تلمذتهم له.

وادعوا أنه قد ظهر لهم بعد ثلاثة أيام من صلبه وأنه حيّ.

وبناء عليه فقد يكون هو المسيح الذي عزا إليه الأنبياء أشياء عجيبة”8 .


إن شهادة يوسيفوس هذه قد سبقت شهادة أغلبية المؤرخين الوثنيين.

وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن يوسيفوس قد اشتهر بين أقرانه بالموضوعية?

وأنه عالج هذه الواقعة التاريخية من خلال المعطيات اليهودية?

تبين لنا أن هذا النص هو نص تقريري جدير بالثقة.
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 10 - 2012, 09:22 AM   رقم المشاركة : ( 12 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل صُلب المسيح حقاً ؟؟ كتاب مكتوب - دراسة تاريخية

(ج) التلمود:


(1) يقسم التلمود إلى مجموعتين أساسيتين هما:



المشنا والجمارة.


أما المشنا فهي التقاليد الشفوية القديمة التي توارثتها أجيال المجتمع اليهودي المتعاقبة ثم تمَّ تدوينها في القرن الثاني الميلادي.


أما الجمارة فهي حصيلة الشروحات والتعليقات على المشنا. وكذلك فإن المواد التلمودية التي تدور حول قضايا تشريعية وأسئلة قانونية والتي أثارت جدلاً بين فقهاء اليهود وعلمائهم فتدعى الحلقا.

أما الجزء المختص بالأساطير والقصص والأقوال المأثورة التي استخدمت لإيضاح الأعراف التقليدية فتدعى الهجَّادا9 .

ونقرأ في النسخة التي نشرت في أمستردام عام 1943? وفي صفحة 42 ما يلي:

“لقد صُلب يسوع قبل الفصح بيوم واحد.

وقبل تنفيذ الحكم فيه? ولمدة أربعين يوماً خرج مناد ينادي:

إن (يسوع) سيُقتل لأنه مارس السحر وأغرى إسرائيل على الإرتداد?

فعلى من يشاء الدفاع عنه لمصلحته والاستعطاف من أجله أن يتقدم.

وإذ لم يتقدم (أحد) للدفاع من أجله في مساء (ليلة) الفصح.

وهل يجرؤ أحد عن الدفاع عنه? ألم يكن مفسداً?

وقد قيل في الأنبياء إن شخصاً مثل هذا:

لا تَسْمَعْ لَهُ وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَلَيْهِ وَلا تَرِقَّ لَهُ وَلا تَسْتُرْهُ? بَلْ قَتْلاً تَقْتُلُهُ (تثنية 13: 8 و9)”10 .



من الجلي أن التلمود يشهد أيضاً بأن المصلوب هو المسيح من غير أن نلمح في هذه الشهادة أي شائبة شك في شخصيته.



(2) وهناك مخطوطة أخرى تُدعى Toledoth Jesu

وهي مخطوطة يهودية معادية للمسيحية لا تشير فقط إلى المسيح بل تروي لنا أيضاً قصة خيالية عما حدث لجسده بعد موته.

فقد ادعى مؤلفها أن حواريي المسيح حاولوا أن يسرقوا جسده فعرف بذلك بستاني اسمه يهوذا.

فجاء خفية ونقل جثمان المسيح من قبر يوسف الرامي إلى قبر جديد آخر حفره له.

وعندما جاء الحواريون إلى القبر الأصلي وجدوه فارغاً فادعوا أنه قام من بين الأموات.

ولكن حين أقبل رؤساء اليهود إلى الضريح وشاهدوه أيضاً فارغاً أخذهم البستاني إلى القبر الجديد وأراهم جثة يسوع11 .



ومع أن هذا التقليد لم يُجمع قبل القرن الخامس الميلادي فإنه ولا شك يمثل تقليداً يهودياً سابقاً شاع بين الأوساط الإسرائيلية بعد قيامة المسيح (متى 28: 11-15)

هذا من ناحية? ومن ناحية أخرى فإن هذه المخطوطة على ما فيها من عداء للمسيحية هي أكبر شاهد إثبات على صلب المسيح وموته وقيامته? لأنها شهادة من عدوّ موتور.


(3) وقال أيضاً يوحنا بن زكا?


تلميذ هليل المعلم الشهير في كتابه سيرة يسوع الناصري:

“إن الملك وحاخامات اليهود قد حكموا على يسوع بالموت لأنه جدف حين ادعى أنه ابن الله... وأنه الله”.

ثم قال بعد ذلك:

“ولما كان المسيح في طريقه إلى الموت كان اليهود يصرخون أمامه:

فلتهلك كل أعدائك يا رب”12 .

  رد مع اقتباس
قديم 10 - 10 - 2012, 09:22 AM   رقم المشاركة : ( 13 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل صُلب المسيح حقاً ؟؟ كتاب مكتوب - دراسة تاريخية

(د) الوثائق الغنوسيّة:




الغنوسيّة كلمة معربة عن اللفظة اليونانية gnosis ومعناها المعرفة.



والغنوسيّة حركة دينية فلسفية تجمع تحت مظلتها فرقاً شتى تتباين في بعض مبادئها?

وتتفق في بعضها الآخر.

وقد جعلت هذه الحركة المعرفة الأساس الذي بنت عليه عقائدها الدينية.


وسبق لنا أن عرضنا إلى مبدأ الشَّبه في الغنوسية والأبيونيّة والدوكيتية الذي نادت به معظم فرقها والذي? كما يبدو?

قد تأثرت به النظرة الإسلامية في مفهومها لصلب المسيح.

غير أن تعليم الشبه في الغنوسية كان يرمي إلى غرض يختلف عما كان يرمي إليه الدين الإسلامي.


فالغنوسية أو بعض فرقها على الأقل? رأت أن المسيح وهو إله متجسِّد? لا يمكن أن يتعرّض للصّلب لأن جسده يغاير أجساد البشر. لهذا يتعذر أن يكون المصلوب هو جسد المسيح.


أما الإسلام فلا ينكر عملية الصليب? ولكنه ينكر أن المصلوب كان المسيح?

ليس على أساس طبيعة جسده إنما على أساس أن المسيح لم يصلب إطلاقاً بل رُفع إلى السماء بقدرة الله قبل أن يتمكن أعداؤه من القبض عليه?

وأوقع الله شبهه على آخر فحلّ محله.



بيد أن دراستنا للآثار الدينية والأدبية للحركة الغنوسية توفِّر لنا أدلة أخرى على صحة رواية الإنجيل عن صلب المسيح وقيامته?

ولا سيما ما ورد في المؤلفات الغنوسية الأولى كمثل إنجيل الحق (135-160 م) وإنجيل يوحنا الأبوكريفي (120-130) وإنجيل توما (140-200 م)

ومع أن هذه الأناجيل غير موحى بها من الله?

فإنها كلها تتحدث عن الكلمة?

وأن المسيح هو إله وإنسان.

ونجد هذه الفقرة في إنجيل الحق:

“كان يسوع صبوراً في تحمله للآلام... لأنه علم أن موته هو حياة للآخرين... سُمِّر على خشبة? وأعلن مرسوم الله على الصليب? هو جرّ نفسه إلى الموت بواسطة الحياة... سربلته الأبدية. وإذ جرّد نفسه من الخرق البالية فإنه اكتسى بما لا يبلى مما لا يستطيع أحد أن يجرده منه”13.

ونطالع أيضاً في كتاب غنوسي The Secret Teaching of Christ وهو مؤلف من القرن الثاني ما ترجمته:

“فأجاب الرب وقال:

الحق أقول لكم: كل من لا يؤمن بصليبي فلن يخلص? لأن ملكوت الله من نصيب الذين يؤمنون بصليبي”14 .
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 10 - 2012, 09:23 AM   رقم المشاركة : ( 14 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل صُلب المسيح حقاً ؟؟ كتاب مكتوب - دراسة تاريخية

(ه ) الوثائق المسيحية:





الوثائق المسيحية دينية كانت أم أدبية أم تاريخية?


هي سجل دقيق تعكس عمق إيمان آباء الكنيسة الأولى بكل ما تسلَّموه من الحواريين من تعاليم وأخبار? إما عن طريق التواتر بالإسناد الموثق? أو عن طريق الكلمة المكتوبة.


كذلك هي إثباتات قاطعة على صحّة ما ورد في الأناجيل من أحداث وعقائد ولا سيّما ما يختص بموت المسيح وقيامته.


وكما أن هذين الحدثين يشغلان حيزاً كبيراً من العهد الجديد فإنهما أيضاً كانا المحور الأساسي في مؤلَّفات آباء الكنيسة الأولى.


يقول جوش مكدويل?

وهو أحد كبار المختصين بالمخطوطات المسيحية:

“لا يوجد كتاب في الدنيا تدعمه المخطوطات الكتابية القديمة كما هو الحال مع الكتاب المقدس.


وقد شاءت العناية الإلهية أن يتم العثور على مخطوطات البحر الميت التي أثبتت? بما لا يدع أي مجال للشك? صحة الكتاب المقدس وصدقه ولا سيما نصوص العهد القديم? وبالأخص سفر إشعياء”.

وبالطبع فإن هذه المخطوطات تنص على النبوّات المتعلقة بموت المسيح وقيامته كما هو الحال في الكتاب المقدس الذي بين أيدينا. وأكثر من ذلك?


إذا رجعنا إلى مؤلفات آباء الكنيسة منذ العصر الاول الميلادي وجمعنا مقتبساتهم من العهد الجديد لوجدنا أنه يمكن إعادة كتابة العهد الجديد بكامل نصه باستثناء سبع عشرة آية فقط.

وهذه النصوص لا تختلف عما لدينا من نصوص العهد الجديد الحالي? ومن جملتها كل ما جاء عن لاهوت المسيح وموته وقيامته.

أما مؤلفات آباء الكنيسة فهي:

(1) رسالتان من تأليف اكليمندس أسقف روما.

(2) رسائل قصيرة من تأليف أغناطيوس كان قد بعث بها إلى الأفراد والكنائس في أثناء رحلته من أنطاكية إلى روما حيث استشهد.

(3) رسالة بوليكارب تلميذ الحواري يوحنا إلى أهل فيلبي.

(4) الديداتشي أو تعليم الرسل? وهو كتيب مبكر يدور حول أمور عملية متعلقة بالقيم المسيحية ونظام الكنيسة.

(5) رسالة عامة منسوبة إلى برنابا وفيها يهاجم بعنف ناموسية الديانة اليهودية? ويبين أن المسيح هو تتمة شريعة العهد القديم.

(6) دفاعيات جاستنيان? وقد أورد فيها طائفة من الحقائق الإنجيلية? ولا سيما ما يختص بشخص المسيح وحياته الأرضية وصلبه وقيامته. هذا فضلاً عن مؤلفات أخرى وصلتنا مقتطفات منها كدفاع كوادراتوس الذي اقتبس منه يوسيبس الفقرة التالية:

“إن منجزات مخلصنا كانت دائماً أمام ناظريك لأنها كانت معجزات حقيقية? فالذين برئوا? والذين أقيموا من الأموات لم يشهدهم الناس عندما برئوا أو أقيموا فقط بل كانوا دائماً موجودين (معهم). لقد عاشوا زمناً طويلاً. ليس فقط في أثناء حياة المسيح الأرضية بل حتى بعد صعوده. إن بعضاً منهم بقوا على قيد الحياة إلى وقتنا الحاضر”.

وكذلك مخطوطة راعي هرمس وقد دعيت بهذا الاسم نسبة إلى أبرز شخصيات الكتاب. أما فحوى المؤلَّف فينطوي على مجموعة من الأمثال والأوامر المختصة بالعقيدة15 .
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 10 - 2012, 09:23 AM   رقم المشاركة : ( 15 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل صُلب المسيح حقاً ؟؟ كتاب مكتوب - دراسة تاريخية

(و) الرسوم والنقوش والفرائض


يوفر لنا تاريخ الكنيسة أيضاً بيّنات أخرى هامة على اعتقاد مسيحيي القرون الأولى الوثيق بصلب المسيح وموته وقيامته?

فقد تم العثور في سراديب روما وأقبيتها على رسوم شعار الصليب ونقوشه?

وهي أماكن كان يجتمع فيها المسيحيون سراً خوفاً من جواسيس الحكومة الرومانية الوثنية.

كذلك عمد المسيحيون إلى نقش شعار الصليب على أضرحة موتاهم تمييزاً لها عن أضرحة الوثنيين.

فلو لم يكن هؤلاء المسيحيون على ثقة أكيدة من صلب المسيح لما أخذوا الصليب شعاراً لهم?

ولا سيما أن الصليب كان رمز عار عند اليهود والرومان على حد سواء.

أما الآن بعد صلب يسوع المسيح البار عليه أصبح رمز فخر وإيمان.

ولو لم يكن الصليب حقيقة متأصلة في إيمان هؤلاء المسيحيين لما تحملوا من أجله كل اضطهاد واستشهدوا في سبيله.

وبعض هؤلاء كانوا شهود عيان لصلب المسيح?

والبعض الآخر تسلموا هذه الحقائق من الحواريين أو مما وصل إلى أيديهم من الأناجيل والرسائل المكتوبة التي أوحى بها الروح القدس.


أما الفرائض وبالأخص فريضة العشاء الرباني التي مارسها المسيح في الليلة التي أُسلم فيها?

فقد احتلت مكانة مرموقة في ممارسات الكنيسة على مر العصور.

وترجع أهمية هذه الفريضة إلى أنها - كما أوَّلها المسيح نفسه - رمز إلى صلبه وموته.

وعندما يمارسها المسيحيون فإنما يفعلون ذلك لإحياء الذكرى المقدسة (إنجيل متى 26: 26- 29? إنجيل مرقس 14: 22-25? إنجيل لوقا 22: 14-20? والرسالة الاولى إلى أهل كورنثوس 11: 23-27).


ومن الملاحظ أيضاً أن فريضتي العشاء الرباني والمعمودية تذكرنا بموت المسيح فداءً عن خطايانا والمعمودية التي حض المسيح حوارييه على القيام بها (إنجيل متى 28: 19) كرمز لموتنا وقيامتنا معه? قد مارسهما الحواريون أنفسهم تطبيقاً لوصية المسيح بالذات.

وما برحت الكنيسة تعمل بهما إلى هذا اليوم.
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 10 - 2012, 09:23 AM   رقم المشاركة : ( 16 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل صُلب المسيح حقاً ؟؟ كتاب مكتوب - دراسة تاريخية

الفصل الثالث

صلب المسيح وموته في الإسلام


كنا قد عالجنا في الفصل الأول موضوعي الشبيه والكفَّارة في الإسلام.

ولكي تستوفي هذه الدراسة حقها من البحث


لا بد أن نعرض لبعض الآيات القرآنية

التي عمد المسلمون إلى تشويه معانيها تهرباً من الاعتراف بصلب المسيح وموته وقيامته.


لا ينفي القرآن أن بعض الأنبياء قد يكونون عرضة للقتل أحياناً.

وقد أشار إلى ذلك في مواضع مختلفة من السُّور نذكر منها الآيات التالية:

“أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ” (سورة البقرة 2: 87).

“وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ” (سورة آل عمران 3: 181).

“الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ” (سورة آل عمران 3: 183).

“فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ” (سورة النساء 4: 155).

وبناء عليه

فإن القتل لا يمتنع عن الأنبياء إن كانت تلك هي مشيئة الله.

ومن حيث أن الإنجيل المقدس يصرح أن المسيح قد جاء باختياره الشخصي ليفتدي البشرية?

وإطاعة لرغبة الآب السماوي فلماذا لا تنطبق هذه القاعدة عينها عليه?

ولكن القرآن يضيف إشارات أخرى تلمح إلى موت المسيح? وحتى إلى صلبه.

أما هذه الآيات فهي:

“إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ” (سورة آل عمران 3: 55).

“وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ” (سورة المائدة 5: 117).وقال عيسى في معرض كلامه عن نفسه:

“وَالسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ ويَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً” (سورة مريم 19: 33).

وهي نفس العبارة التي رددها عن يحيى (يوحنا المعمدان):

“وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً” (سورة مريم 19: 15).

وهناك آيتان أخريان تسعفان على إيضاح ما غمض من الآيات السابقة وهما:

“مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ...” (سورة المائدة 5: 75).

“وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ...” (سورة آل عمران 3: 144)
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 10 - 2012, 09:23 AM   رقم المشاركة : ( 17 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل صُلب المسيح حقاً ؟؟ كتاب مكتوب - دراسة تاريخية

لقد تناول مفسرو القرآن هذه الآيات وأوَّلوها تأويلاً إقحاميّاً يبعث على التّساؤل لما في هذا التّأويل من تشويه للحقيقة?

ومخالفة واضحة لاعتبارات اللغة العربية كما فهمها القدامى.

وأود هنا أن أعرض لهذه الآيات وأعالج لفظة “الوفاة” كما وردت فيها.


(أ) رأي مفسري المسلمين


انقسم علماء المسلمين في تفسير لفظة “متوفيك” إلى فريقين. واستطاع الرازي أن يجمع مختلف الآراء في سياق تأويله لآية :


“إني متوفيك...”.

والواقع أن الرازي امتنع أن يقدم رأياً شخصياً في الموضوع?

ونزع إلى استعراض تعليلات الآخرين من غير أن يلتزم بموقف ما.

وفي رأيي أن الموقف الذي اتخذه الرازي? على ما فيه من تهرُّب?

كان أسلم له في مجتمع لا يجيز لأحد كبار علمائه أن يخرج على إجماع المسلمين في قضية خطيرة مثل هذه. من هنا عمد? كما يبدو إلى الجمع تاركاً للقارئ المسلم حرية اختيار الرأي الذي ينسجم مع خلفيته الدينية.

أما الآراء أو الوجوه التي عرضها الرازي في تأويل لفظة متوفيك فهي:

(1) متمم عمرك: أي أتوفاك فلا أترك أعداءك اليهود يقتلونك.

(2) مميتك: وهو قول مروي عن ابن العباس ترجمان القرآن ومحمد بن اسحق? وقالوا:


والمقصود أن لا يصل أعداؤه اليهود إلى قتله.

ثم إنه بعد ذلك أكرمه بأن رفعه إلى السماء? ثم اختلفوا على ثلاثة أوجه

(أحدها) قال وهب:

توفي ثلاث ساعات ثم رفع.

و(ثانيها) قال محمد بن اسحق تُوفي سبع ساعات ثم أحياه الله ورفعه.

و(ثالثها) قال الربيع بن أنس إنه تعالى توفاه حين رفعه إلى السماء? قال الله: “اللهُ يَتَوفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا والّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا”.

(3) الواو تفيد الترتيب: من حيث أن عيسى هو حي فمعنى ذلك أنه رفعه أولاً? ثم سينزل ويقتل الدجال وبعد ذلك يتوفاه الله.

(4) التأويل المجازي: وهو ما نادى به أبو بكر الواسطي (إني متوفيك) عن شهواتك وحظوظ نفسك. ثم قال (ورافعك إليّ) لأنه لم يصر فانياً عما سوى الله لا يكون له الوصول إلى مقام معرفة الله. وأيضاً فعيسى لما رُفع إلى السماء صار حاله كحال الملائكة في زوال الشهوة? والغضب والأخلاق الذميمة.

من الجلي أن هذا التأويل الصوفي مخالف لمبدأ عصمة الأنبياء وسمو أخلاقهم. نرى هنا أيضاً تأثير الأبيونية التي ادّعت أن المسيح في صعوده قد صار رئيس الملائكة.

(5) الرفع الكامل: أي رفع عيسى ابن مريم بتمامه بروحه وجسده وليس بروحه فقط كما قد يظن البعض. و يدل على صحة هذا التأويل قوله تعالى: “وَمُا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ” (سورة النساء 4: 113).

(6) أجعلك كالمتوفَّى: فرفع عيسى إلى السماء? وزوال كل أثر مادي له في الأرض? وانقطاع أخباره كان كمن توفّى. “وإطلاق اسم شيء على ما يشابهه في أكثر خواصه وصفاته جائز حسن”.

(7) القبض: ومعناه الإيفاء أو الاستيفاء? كاستيفاء المرء ما له من مال “وعلى كلا الاحتمالين كان إخراجه من الأرض وإصعاده إلى السماء توفياً له”.

(8) استيفاء العمل: أي أن الله قد “بشره بقبول طاعته وأعماله وعرفه ما يصل إليه من المتاعب والمشاق? في تمشية دينه وإظهار شريعته من الأعداء وهو لا يضيع أجره ولا يهدم ثوابه”.

(9) ويضيف الرازي: فهذه جملة الوجوه المذكورة على قول من يجري الآية على ظاهرها.

ويعلق الرازي على الذين يقولون أنه “لا بد في الآية من تقديم وتأخير من غير أن يحتاج فيها إلى تقديم أو تأخير? وقالوا إن قوله (ورافعك إليّ) يقتضي أنه رفعه حياً? والواو لا تقتضي الترتيب? فلم يبق إلا أن يقول فيها تقديم وتأخير. والمعنى إني رافعك ومطهرك من الذين كفروا ومتوفيك بعد إنزالي إياك إلى الدنيا? ومثله من التقديم والتأخير كثير في القرآن” بقوله: واعلم أن الوجوه الكثيرة التي قدمناها تغني عن التزام مخالفة الظاهر? والله أعلم1 .

  رد مع اقتباس
قديم 10 - 10 - 2012, 09:24 AM   رقم المشاركة : ( 18 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل صُلب المسيح حقاً ؟؟ كتاب مكتوب - دراسة تاريخية

أما الآيتان الواردتان في سورة مريم في السلام على يحيى وعلى عيسى في مولدهما وموتهما ومبعثهما?

فقد مر بهما المفسرون مرور الكرام?

ولا سيما لفظة “أموت” وإن كان الشائع بينهم أنها تشير إلى موت عيسى بعد رجوعه في آخر الزمان للقضاء على الأعور الدجال.

ولم يخرج موقف الطبري? وابن كثير? والزمخشري? والبيضاوي? والجلالين عما قاله الرازي?

بل كانوا جميعاً عالة بعضهم على بعض?

يعتمد الآخرون ما ادعاه الأولون إلا فيما ندر من آراء وتأويلات جديدة2 .

ماذا نستخلص من عرض الرازي لآراء المفسرين لكلمة متوفيك?

أولاً: من الواضح أن الرازي كان جمَّاعاً للآراء ولم يكن متفاعلاً معها. ويخالج القارئ إحساسعميق بأن هذا العالم لم يكن مقتنعاً بتأويلات المفسرين? كما كان يتعذر عليه أن يأتي بتأويل جديد مخالف للإجماع العام.

ثانياً: إن آراء المفسرين وتأويلاتهم المتعارضة تثير الارتباك والحيرة في نفوس الساعين وراء الحقيقة? إذ يعسر عليهم أن يستقروا على رأي أو عقيدة.

فهؤلاء المفسرون والرواة يحتلون مكانة مرموقة في تاريخ الإسلام ويأخذ عنهم الباحثون والدارسون. لهذا?

يجد المسلم الموضوعي نفسه في حيرة أمام هذه التأويلات المتناقضة التي تزيده ارتباكاً وتشل مداركه.

وقد يتساءل:

ما هو التأويل الصحيح?

لماذا اختلف المسلمون في تفسير هذه اللفظة?

أيُّ شرح يمكننا أن نعتمده في فهم هذه الآية?

إن من مظاهر هذا الضياع ما نراه من ترديد لعبارة “والله أعلم” التي ختم بها الرازي عرضه لآراء المفسرين. وهي إن دلت على شيء إنما تدل على عدم الشعور باليقين.

ثالثاً: إن سبب الإشكال الرئيسي في تأويل لفظة “متوفيك” في الآيات المتعلقة بموت المسيح يُعزى في أساسه إلى موقف العلماء المسلمين المكابر وتهرُّبهم من تفسير هذه اللفظة بما تحمله من معنى حقيقي وهو الموت. إذ أن إجماع أكثرية المسلمين على هذا المعنى يقتضي منهم أن يتفحصوا بجدية? وعلى ضوء جديد? قضية الصليب وهو أمر يرفضه المسلمون كل الرفض.
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 10 - 2012, 09:24 AM   رقم المشاركة : ( 19 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل صُلب المسيح حقاً ؟؟ كتاب مكتوب - دراسة تاريخية


(ب) التأويل الطبيعي


لكي نتخلّص من كل الإشكالات التي لا داعي لها?

والتي خلقها العلماء المسلمون لدى تأويلهم لفظة متوفِّيك? من غير أن نلجأ لأساليب السفسطة التي لا طائل منها. علينا أن ندرس معاني هذه اللفظة كما جاءت في القرآن.

لقد وردت لفظة “متوفيك” ومشتقاتها خمساً وعشرين مرة في القرآن وكلها بمعنى الموت وقبض الروح? باستثناء موضعين فقط حيث دلت القرينة فيهما أن الوفاة هنا تحمل مجازاً معنى النوم.

وهذان الموضعان هما

أولاً:

“وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ” (سورة الأنعام 6: 60). وثانياً: “اللهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا” (سورة الزمر 39: 42). (راجع الآيات التالية: البقرة 2: 234 و240? آل عمران 3: 55? النساء 4: 50? المائدة 5: 117? الأنعام 6: 61? الأعراف 7: 37 و125? الأنفال 8: 50? يونس 10: 46 و104? يوسف 12: 101? الرعد 13: 40? النحل 16: 28 و32 و70? الحج 22: 5? السجدة 32: 11? غافر 40: 67 و77? محمد 47: 27).

ولكن عندما نتأمل في الآيتين المتعلّقتين بموت المسيح لا نجد أية قرينة يمكن أن تنمَّ عن أي معنى مجازي في لفظة متوفيك. هي لفظة صريحة تحمل في ذاتها معنى الموت? بغض النظر إن كان هذا الموت صلباً أو موتاً طبيعياً. هذا من ناحية? ومن ناحية أخرى يمكننا أن نستقرئ من دراستنا لآية: “فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ” (سورة المائدة 5: 117) أن الرقابة على أتباع المسيح قد أصبحت في عهدة الله. وهذا إن دلَّ على شيء إنما يدل على أن المسيح قد مات ولم يعد له من سلطان على أتباعه طبقاً للنص القرآني. فمن وجهة نظر إسلامية إن كان المسيح لم يمت حقاً بل رُفع فإنه بحكم بقائه حياً ورفعه روحاً وجسداً? يظل قادراً على الرقابة والشهادة عليهم أو لهم. ولكن طبقاً للآية المذكورة أعلاه فإن المسيح قال: “وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ” (سورة المائدة 5: 117) يشير بطريقة غير مباشرة إلى موته? وكأنما يقول: “أما الآن بعد أن أمتَّني أو توفّيتني لم يعد لي عليهم رقابة? وكل شيء منوط بك لأنك أنت وحدك الحي القيوم”. ويمكن تطبيق القاعدة عينها على قوله: “وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً” (سورة مريم 19: 31)? فمن حيث أن المسيح ما برح حياً بلحمه ودمه في السماء إذ رُفع كما هو? فهل ما زال يزكّي هناك? كفرض عليه? لأنه مأمور أن يفعل ذلك ما دام حياً?3

وقد جاء الحديث الصحيح يشهد في أكثر من مكان واحد لهذه الحقيقة? فنقرأ في صحيح البخاري ج 1? رقم 3263 ما نصه:

“حدّثنا محمد بن سيرين... عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله: تحشرون حفاة? عراة? غرلاً? ثم قرأ: “كما بدأنا أول خلق نُعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين”. فأول ما يكسى إبراهيم? ثم يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال. فأقول: أصحابي. فيقال: إنهم ما زالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم. فأقول كما قال العبد الصالح عيسى ابن مريم: “وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ”4 .

لقد اقتبس محمد نفس العبارة القرآنية التي ترددت على لسان المسيح في سورة المائدة 5: 117? ونحن نعلم أن محمداً قد مات ولم يدَّع أحد من المسلمين أنه قد رُفع. لهذا فحين استخدم محمد الآية القرآنية أعلاه فإنه أشار بلفظة “توفيتني” إلى موته وليس إلى رفعه? ولا يجوز في هذه الحال أيضاً أن نتلاعب في تفسير هذه المصطلحات على حساب الحقيقة ولا سيما حين ينتفي وجود القرينة. فهذه اللفظة إذاً بمعناها الطبيعي أي الموت تنطبق على عيسى كما تنطبق على محمد. أما الفارق بين الاثنين في حدود حادثة الموت أن المسيح قام من بين الأموات في اليوم الثالث? وسيأتي ثانية لا ليموت - لأنه قد مات وقام - بل ليدين الأحياء والأموات حسب ما جاء في الإنجيل المقدس المعصوم? بينما محمد قد مات ولن يقوم إلا في يوم الدين.

بالإضافة إلى النصوص القرآنية التي وردت فيها لفظة الوفاة بمعناها العام المتداول بين العرب القدامى? فإننا نرى أن الأحاديث النبوية المتفق عليها تستخدم نفس هذا الاصطلاح بمعنى الموت. فقد جاء عن أنس أنه قال:

“قال رسول الله... لا يتمنّين أحدكم الموت لضرٍّ أصابه? فإن كان لا بدّ فاعلاً فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وتوفَّني إذا كانت الوفاة خيراً لي”5 .
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 10 - 2012, 09:24 AM   رقم المشاركة : ( 20 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل صُلب المسيح حقاً ؟؟ كتاب مكتوب - دراسة تاريخية

وكذلك ورد في حديث آخر:

“عن ابن عباس... أن علي بن أبي طالب... خرج من عند رسول الله... في وجعه الأخير الذي توفي فيه...”6 .

ونعثر في القرآن على ثلاث آيات يخاطب فيها الله محمداً بقوله لنتوفينَّك بمعنى لنميتنَّك. وقد وردت هذه اللفظة في سورة يونس 10: 46? وسورة الرعد 13: 40? وسورة غافر 40: 77.



وبمقارنة هذه اللفظة مع متوفيك وتوفيتني في النصين المتعلقين بموت المسيح لا نجد بينهما أي فارق لغوي أو معنوي. ولدى مراجعة بعض كتب التفاسير الإسلامية المرموقة في معنى لنتوفينَّك لم أجد مفسراً واحداً يتوقف عندها ليدقق في مضمونها?

لأن هؤلاء المفسرين قد اعتمدوا المعنى الطبيعي لهذه اللفظة وهو الموت.


لهذا لم يجهدوا أنفسهم في تفسيرها كما جهدوا في تفسير النصين المختلف عليهما بشأن موت المسيح? لأن تفسير الآيات المختصة بموت محمد لا تشكل لهم حرجاً? بينما الإقرار بموت المسيح يخلق لهم مشكلات لا حصر لها? أهمها تعليل كيفية موته. وفي هذه الحالة لن يتوافر لهم أي مصدر يرجعون إليه سوى الإنجيل والوثائق التاريخية يستفتونها? وهي جميعها تؤيد بشواهدها المختلفة موت المسيح صلباً. فإن أخذوا بهذه الشواهد فإنهم ينقضون في لحظات كل ما اعتمدوه من منطق في الدفاع عن الإسلام ومهاجمة المسيحية. وهذا أمر لا يجرؤ مسلم على الإقدام عليه.

إن مثل هذه المواقف في تفسير الآيات القرآنية تُفقد الباحث الثقة في شروحات العلماء لما فيها من تناقض وسفسطة كلامية وبلبلة فكرية.


إذا فالمعنى المألوف لاصطلاح الوفاة في أغلبية النصوص القرآنية والأحاديث? إلا ما اقتضت به القرينة? هو الموت. ولا جدوى من السفسطة الكلامية التي من شأنها أن تولد بلبلة في عقول الناس وتنأى بهم عن الحقيقة. والواقع لو كان المقصود من لفظة “متوفيك” هو إنهاء مدة إقامة المسيح على الأرض برفعه لما كان هناك حاجة إلى القول “إني متوفيك” إذ يمكن أن ترد العبارة? بكل بساطة “إني رافعك إليّ” من غير متوفيك.

ولكن قد يتساءل البعض ويقول:كيف يمكن أن توفق بين ما ذكرته آنفاً وبين الآية الواردة في سورة النساء 4: 157:


“وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينَاً”.

لكي نجيب عن هذا السؤال لا بد أن نلقي بعض الأضواء على طائفة من الحقائق التي من شأنها أن تبدد بعض ما يكتنف هذه الآية من غموض ما برح مفسرو المسلمين يتخبطون في متاهاته. وأهم هذه الحقائق هي:

إن الآية تقول: “َمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ...” وكل ذلك لا ينفي إطلاقاً موته ولو موتاً طبيعياً. قد تنفي موته قتلاً أو صلباً إن أخذناها على ظاهر النص. ولكنها لا تستبعد الموت الطبيعي. وأرى أن هذا الاعتبار يتفق تمام الاتفاق مع ما ألمحنا إليه سابقاً بما يختص بلفظة متوفيك? ولا سيما إذا تحررنا من سفسطات المفسرين الذين رأوا في وقوع الموت على عيسى تهديداً لكل ما أشاعوه من تفسيرات تهرباً من تاريخية موت المسيح. فموت المسيح معناه تفنيد الادعاء بموت مستقبلي عند رجوعه في آخر الزمان وبالتالي تثبت الآيات القرآنية صحة دعوى المسيحيين عن موت المسيح ? وهذا أمر يأباه المسلمون. ثم إن كان المسيح قد مات حقاً فلا يجوز حكماً أن يموت ثانية? لأن موت المسيح كان من أجل فداء الإنسان? وقد دفع الثمن غالياً مرة وإلى الأبد. وفي هذه الحالة لم يكن موت المسيح كموت أي إنسان عادي لارتباطه الوثيق بخلاص الجنس البشري وفقاً للخطة الإلهية المباركة.

ورد في رسائل إخوان الصفاء - وهي حركة دينية سياسية علمية ظهرت في العصر العباسي - ما نصه:

ولما أراد الله تعالى أن يتوفاه (المسيح) ويرفعه إليه? اجتمع معه حواريوه في بيت المقدس? في غرفة واحدة مع أصحابه وقال: إني ذاهب إلى أبي وأبيكم. وأنا أوصيكم بوصية قبل مفارقة لاهوتي. وآخذ عليكم عهداً وميثاقاً. فمن قبل وصيتي وأوفى بعهدي كان معي غداً ومن لم يقبل وصيتي فلست منه في شيء ولا هومني في شيء.

... وخرج من الغد وظهر للناس? وجعل يدعوهم ويذكرهم ويعظهم? حتى أُخذ وحمل إلى ملك بني إسرائيل? فأمر بصلبه. فصُلب ناسوته? وسُمِّرت يداه على خشبتي الصليب? وبقي مصلوباً من صحوة النهار إلى العصر. وطلب الماء فسقي الخل? وطُعن بالحربة? ثم دُفن مكان الخشبة. ووُكِّل بالقبر أربعون نفراً. وهذا كله بحضرة أصحابه وحوارييه7 .

هذا الشاهد وإن ورد في وثيقة متأخرة قليلاً عن عصر محمد فإنه ينطوي على حقيقة هامة? وهي أن بعضاً من المفكرين المسلمين في ذلك العهد قد فهموا النصوص القرآنية فهماً مخالفاً للتأويلات الإسلامية التقليدية? واستطاعوا بتجرد موضوعي أن يتحرروا من طغيان المفسرين المشوّه.

ونجد في عبارة “وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينَاً” المبتورة تأكيداً غير مباشر على موت المسيح قتلاً أو صلباً? لأنها تتبع حكماً ما سبق من قوله: “وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ”. فما هو مصدر هذا اليقين? لقد أثبتنا بالأدلة المفحمة أن المسيح قد مات مصلوباً? ولكن عملية الصلب هذه كانت المرحلة الأولى في درب الفداء. أما المرحلة الثانية فقد تكللت بالقيامة? أي إن مصدر اليقين هو القيامة التي أحبطت مؤامرات أعداء المسيح? فكان المسيح في قيامته وكأنه لم يُصلب أو يُقتل لأنه خرج من المعركة حياً ظافراً.

أما النفي هنا فليس نفياً للقتل أو الصلب? إنما هو نفي تحقيق هدف أعداء المسيح من صلبه. لقد ظنوا أنهم قد تخلصوا منه إلى الأبد? وإذا بالمسيحية تزدهر وتنمو حتى في الحقبة التي عاش فيها أبطال المؤامرة. إن سهمهم قد ارتد عليهم فأصاب منهم مقتلاً.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الإعتراف على يد الكاهن ( دراسة تاريخية )
عن كتاب مكتوب فيه حل لكل مشاكلك
هل حقاً صُلب السيد المسيح يوم الجمعة؟
هل نتناول خبرا وخمرا ام جسدا ودما ؟ كتاب مكتوب للقس عبد المسيح البسيط
دراسة تاريخية عن موسى النبي واثاره فى مصر الفرعونية


الساعة الآن 05:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024