13 - 06 - 2016, 04:30 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الله الخالد دراسة موجزة في معرفة ووحي وعصمة الكتاب المقدس
وحي الكتاب المقدس تعريف كلمة "وحي" لغوياً:- يقدم لنا ابن منظور في معجمه "لسان العرب" معانٍ عديدة للفعل وحى وهي: أشار إلى، أرسل إلى، كلم بالسِّر، ألهم، وضع في قلبه، أَمَرَ، وحى إليه وأوحى تعني كلَّمه كلاماً. الوحي يعني:- الإلهام، الإشارة، الكتابة، الإيماء، الرسالة، الكلام الخفي، كل ما يلقيه الإنسان إلى غيره. تعريف كلمة "وحي" لاهوتياً:- توجد عدة تعاريف للوحي، وهذه التعاريف تتفاوت في عمقها ودلالتها، مع أنها تتفق في الجوهر على ما هو الوحي:- 1. العملية التي حرك الله بها أناساً وجعلهم يكتبون رسالته. 2. عملية حفظ إعلان الله للبشرية وذلك بتدوينه وجعله معروفاً على نطاقٍ واسع. 3. عملية إشراف الله على كُتَّاب الكتاب المقدس البَشَرِيّين، بحيث أنَّهمُ دونوا وحفظوا بدون أخطاء رسالة الله للبشرية كما وردت في المخطوطات الأصلية. 4. هو التأثير الفائق للطبيعة للروح القدس على أشخاص اختارهم الله نفسه، بحيث أن ما كتبوه أصبح مصدر ثقة وذا سلطان. 5. هو تأثير الروح القدس الفائق للطبيعة على كُتّاب الكتاب المقدس بحيث أن جعل من كتاباتهم سجلاً دقيقاً للرؤيا التي أعلنها الله عن نفسه، أو الذي جعل ما كتبوه عبارة عن كلمة الله. 6. هو نتيجة عمل الروح القدس الفائق للطبيعة في عقل ووجدان كُتّاب الكتاب المقدس بحيث أنَّ إنتاجهم الكتابي لم يكن عملهم، بل في جملته هو كلمة الله. فالكتاب المقدس لا يحتوي فقط على كلمة الله، بل هو كلمة الله بذاتها. |
||||
|
|||||
13 - 06 - 2016, 04:30 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الله الخالد دراسة موجزة في معرفة ووحي وعصمة الكتاب المقدس
من جملة هذه التعاريف نستنتج ونلاحظ الأمور التالية:- 1. أن المُوْحي هو الله العامل بالروح القدس. 2. أن عملية الكتابة نفسها تمت بإشراف وقيادة الله. 3. أن عملية الوحي هي عملية تفوق الطبيعة، فالوحي من الله. 4. أن أناساً عاديين ومختارين من الله قاموا بعملية التدوين، وبالتالي فالعامل البشري لم يكن سلبياً بل إيجابياً، فطاعتهم وتجاوبهم مع الله جعلهم يكتبون. 5. أن الوحي المكتوب هو بلا أخطاء، أي معصوم. 6. أن النَّسخ من الأصل أو الترجمة من المخطوطات الأصلية ليست وحياً، فالكتابة الأصلية هي ما أوحي به. 7. أن أسفار الكتاب المقدس هي في مجموعها تشكل وحياً من الله، وهي كلمة الله المكتوبة بعينها. طبيعة الوحي:- وحي الكتاب المقدس هو وحي لفظيٌ ( كتابيٌ) وتامٌ (مطلقٌ) ومعصومٌ عن الخطأ وخلاقٌ وفعالٌ. أي أن الكتاب المقدس بجملته هو من الله، ولكن، وفي نفس الوقت، قام بخطه بشر مثلنا، أي أن الكتاب المقدس إلهي بالكامل وبشري بالكامل. ومع ذلك فهو معصوم. لقد قام الروح القدس بقيادة كُتّاب الكتاب المقدس أثناء الكتابة، ولكن كل كاتب كتب بحرية وبأسلوبه الخاص، ولذلك فإن التنوع في الكتاب هو بشري والوحدة إلهية. لم يكن كُتّاب الكتاب المقدس مجرد آلات في يد الله. فمثلاً لوقا عمل بجد واجتهاد في جميع المواد التي قام بكتابتها، وبولس كتب رسائله إلى جماعات وأفراد معينين آخذاً وضعهم الروحي والأخلاقي والاقتصادي والاجتماعي بعين الاعتبار. إن قولنا بوجود عنصر بشري في كتابة الكتاب المقدس لا يعني أبداً أن به أخطاء. فالله، الذي هو رب الجميع. قد عمل على تشكيل صفات وظروف الأشخاص الذين استخدمهم لكتابة وحيه، وقد زودهم بما يحتاجون إليه من حكمة ومواهب روحية وخلقية حتى يتمموا بكفاءة فائقة مقاصد الله في تدوين الوحي. كذلك فإن قولنا إن الكتاب المقدس بكامله موحىً به من الله لا ينفي حاجتنا إلى بذل جهود روحية وعقلية من أجل فهم كلمة الوحي. |
||||
13 - 06 - 2016, 04:30 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الله الخالد دراسة موجزة في معرفة ووحي وعصمة الكتاب المقدس
حقيقة الوحي:- من خلال قراءتنا للكتاب المقدس نلاحظ بأن مصدره هو الله، وأن ما نقرأه هو كلام الله بعينه. وشهادة الكتاب المقدس هذه عن نفسه بأنه من وحي الله، هي شهادة أساسية وأولية ويجب أخذها بعين الاعتبار وذلك قبل النظر في مصادر خارجية أو إثباتات مختلفة في مصداقية الكتاب المقدس، سواء أكانت هذه المصادر والبراهين علمية أو تاريخية أو فلسفية أو أثرية أو اجتماعية. فاللجوء إلى المصادر الخارجية فقط لن يثبت أبداً ما يصرح به الكتاب عن نفسه بأنه من مصدر إلهي، رغم أن هذه المصادر تبرهن لنا صدق ما في الكتاب وسمو أفكاره. توجد في الكتاب المقدس طرق عديدة تخبرنا أنه من وحي الله القدير، ومن الأمثلة على ذلك:- 1. وردت كلمة الوحي في العهد القديم في أيوب 8:32 وهي كلمة "نشما" في اللغة العبرية والتي تعني نسمة أو نَفَس الله. 2. في العهد الجديد وردت الكلمة في 2تيموثاوس 16:3 وهي كلمة "ثيوبنوستوس" في اللغة اليونانية والتي تعني متنفس به من الله. |
||||
13 - 06 - 2016, 04:32 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الله الخالد دراسة موجزة في معرفة ووحي وعصمة الكتاب المقدس
ويمكن تلخيص الطرق التي يعلن بها الكتاب المقدس أنه من وحي الله في النقاط التالية:- شهادة العهد القديم عن نفسه في أكثر من 3800 مناسبة في العهد القديم يعلن كُتّابَهُ أن ما قالوه وكتبوه هو كلام الله. وكثيراً ما نقرأ أن كلامهم قد ابتدأ بأقوالٍ مثل "هكذا يقول السيد الرب" (إشعياء 24:10)، "كانت كلمة الرب إليَّ قائلاً" (إرميا 4:1). ويستخدم حزقيال النبي كثيراً عبارة "فقال لي يا ابن آدم" (حزقيال 1:2،3،6،8) وفي هوشع 1:1: "قول الرب الذي صار إلى هوشع بن بئيري..."، ويوئيل 1:1: "قول الرب الذي صار إلى يوئيل بن فنوئيل". كذلكفي أسفار موسى كثيراً ما نقرأ كلام الله للآباء الأولين مثل إبراهيم وإسحق ويعقوب، وكلامه أيضا إلى موسى ويشوع وغيرهم. كذلك نقرأ في الأسفار التاريخية عن كلام الله مع الملوك والكهنة والأنبياء، وكيف أن وعظهم وخُطَبَهُم وأحاديثهم مع الشعب كانت مستمدة من الله. نقرأ أيضاً في العهد القديم أن أنبياء مثل إيليا وإرميا وعاموس قد دفعهم الله حتى يخبروا بكلمته للشعب، رغم أن ذلك قد جلب عليهم الملاحقة والإضطهاد. في أرميا 9:20 نقرأ أن إرميا النبي أراد أن يبقى صامتاً بسبب تعرضه للسخرية والاضطهاد إثر مناداته بكلمة الله، ولكنه لم يستطع ذلك فيقول: "فمللتُ من الإمساك ولم أستطع". وفي عاموس 7:3-8 نقرأ "أن السيد الرب لا يصنع أمراً إلا وهو يعلن سرَّه لعبيده الأنبياء. الأسد قد زمجرَ فمن لا يخاف. السيد الرب قد تكلم فمن لا يتنبأ"، (أنظر أيضاً ميخا 4:4؛ إرميا 4:30؛ إشعياء 11:8؛ صموئيل الثاني 21:7-22؛...إلخ). وفي ملوك الأول 14:22 نقرأ قول نبيّ الله ميخا: "إنّ ما يقوله ليَ الربُّ به أتكلّم". |
||||
13 - 06 - 2016, 04:33 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الله الخالد دراسة موجزة في معرفة ووحي وعصمة الكتاب المقدس
شهادة العهد الجديد للعهد القديم أشار كتاب العهد الجديد إلى العهد القديم على أنه كلمة الله وذو سلطان، فلا يوجد في العهد الجديد أي نقاش حول وحي وسلطة العهد القديم، بل يوجد موافقة وقبول وتسليم تام بأن العهد القديم هو فعلاً كلمة الله. فلم يكن العهد القديم بالنسبة لهم مجرد سلسلة من القصص ومجموعة من الشرائع، بل كان رسالة الله الموجَّهة للعالم بلغة بشرية، ومن الأمثلة الكثيرة على ذلك نورد ما يلي:- 1. في 2بطرس 20:1-21 يؤكد لنا بطرس الرسول أن نبوات العهد القديم ليست من أصل بشري، وأنه لم يتم كتابتها بناء على مشيئة بشر، بل أن أناس الله القديسون تكلَّموا وهم مسوقين أو محمولين من الروح القدس . 2. في 2تيمو 16:3 يقول بولس الرسول أن تيموثاوس يعرف الكتب المقدسة التي ذكرها في الآية رقم 15، ولذلك يطلب منه أن يستمر في استخدامها لأنها جميعاً من وحي الله. 3. في أعمال الرسل 16:1 نجد أن الكنيسة الأولى ومنذ بداية تكوينها قد فهمت وقبلت العهد القديم على أنه من وحي الله، وأن ما ورد فيه من نبوات يجب أن تتم لأنها قيلت وكتبت بوحي الروح القدس على فم داود حيث نقرأ:"...كان ينبغي أن يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود..." ونفس الفكرة بأن الله تكلم واستخدم ألسنة الأنبياء موجودة في أعمال 18:3، 21؛ 25:4؛ 25:28، أي أن ما كُتِبَ في العهد القديم هو ما قاله الله. 4. في كتابات بولس الرسول نجد أنه يقول عبارة "يقول الكتاب" قاصداً بها "يقول الله" كما ورد في رومية 17:9، وغلاطية 8:3. 5. يقول بطرس الرسول أن الأنبياء أحياناً لم يفهموا ما عَلَّموه للناس لأن ما قالوه كان من خارج أنفسهم. فالمصدر في الحقيقة كان الروح القدس أو روح المسيح الذي فيهم (بطرس الأولى 10:1-12 ). |
||||
13 - 06 - 2016, 04:33 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الله الخالد دراسة موجزة في معرفة ووحي وعصمة الكتاب المقدس
شهادة المسيح للعهد القديم إذا كنا نؤمن بسلطان الرب يسوع على اعتبار أنه الله الذي ظهر في الجسد، فإننا بالتالي نقبل موقف يسوع من الكتاب المقدس وسلطانه، وهذا يعني قبول كلا العهدين. فالعهد الجديد هو مصدر معرفتنا عن حياة وتعاليم الرب يسوع المسيح، والعهد القديم يحتوي على الإعلانات السابقة عن المسيح القادم، بالإضافة إلى احتوائه على التعاليم والنبوات والوصايا التي قبلها المسيح على اعتبار أنها كلام الله. إن التعاليم السابقة للمسيح وإتمامه لنبوات العهد القديم، والاقتباسات الكثيرة من العهد القديم في العهد الجديد، كلها تبرهن على أن المسيح والرسل قد قبلوا سلطان ووحي العهد القديم باعتباره كلام الله. والأمثلة على ذلك كثيرة ومنها:- 1. في متى 17:50-18 قال يسوع بأنه "لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل". ونفس الفكرة ذكرها في يوحنا 34:10-35 "...ولا يمكن أن ينقض المكتوب". وفي لوقا 44:24" قال لهم.. أنه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير". 2. في حواره مع الفريسيين والصدوقيين والكتبة، كان المسيح دائماً يشير إلى ما ورد في العهد القديم على اعتبار أنه كلام الله الموحى به، ومن الأمثلة على ذلك متى 3:12-5، 7؛ و16:21؛ و32:22، 44. كذلك في مواجهته للشيطان استخدم يسوع كلمات العهد القديم ( متى 4:4،7). 3. وأخيراً وهو على الصليب، نطق المسيح بكلمات وردت في العهد القديم كما نقرأ في مرقس 34:15" إلوي إلوي لما شبقتني"، ولوقا 46:23 "يا أبتاه في يديك أستودع روحي" (من مزمور 5:31). 4. وأما عن تعاليمه ووصاياه وأمثلته، فإن الرب يسوع المسيح كرر مراراً أن ما يقوله هو كلام الله لدرجة أن من رفضوه شهدوا قائلين إنّه كان يعلم بسلطان وليس كالآخرين. |
||||
13 - 06 - 2016, 04:34 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الله الخالد دراسة موجزة في معرفة ووحي وعصمة الكتاب المقدس
شهادة العهد الجديد عن نفسه في الواقع أن سلطان المسيح وكذلك سلطة الرسل التي استمدوها من المسيح للتبشير والوعظ والتعليم بقيادة الروح القدس، تشكلان الضمانة الأكيدة على أن العهد الجديد هو كلام الله الموحى به للعالم، ولكن كُتّاب العهد الجديد لا يتوقفون عند سلطان المسيح وسلطانهم ليدِلّوا على وحي كتاباتهم، بل إنهم يصرحون مراراً كثيرة بأن ما كتبوه وعلّموه هو كلام الله، ومن الأمثلة على ذلك:- 1. يقول بولس الرسول بكل وضوح أن ما يعلمه هو من الروح القدس كما ورد في كورنثوس الأولى 12:2-13 "ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله. التي نتكلم بها أيضاً لا بأقوال تعلّمها حكمة إنسانية بل بما يعلّمه الروح القدس قارنين الروحيّات بالروحيّات"، وفي تسالونيكي الأولى 13:2 "...لأنكم إذ تسلَّمتم منَّا كلمة خبرٍ من الله قبلتموها لا ككلمة أُناسٍ بل كما هي بالحقيقة ككلمة الله التي تعمل أيضًا فيكم أنتم المؤمنين. ويعلن بولس الرسول أيضاً بأن الإنجيل الذي يبشر به قد أُعلن له من الرب يسوع المسيح نفسه كما ورد في غلاطية 12:1 "بإعلان يسوع المسيح". ويقول بأن تعاليم العهد الجديد هي إعلانات جديدة أعلنها الله بالروح القدس (أفسس 3:3-5 ). 2. في رسالة يوحنا الأولى 5:1 يؤكد لنا الرسول أن ما كتبه جاء من المسيح نفسه" وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به...". 3. ولعل أوضح تعليم عن وحي العهد الجديد هو ما يقوله بطرس الرسول في رسالته الثانية 15:3-16 حيث نجده هنا يضع رسائل بولس مع بقية كتب العهد القديم، مما يدل على أنه زمن كتابة بطرس لرسالته أصبح لرسائل بولس الرسول نفس سلطة كتب العهد القديم، وعلى أنها تقرأ في أماكن العبادة مثل العهد القديم. |
||||
13 - 06 - 2016, 04:36 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الله الخالد دراسة موجزة في معرفة ووحي وعصمة الكتاب المقدس
شمولية الوحي نقرأ في رسالة تيموثاوس الثانية 16:3 قول بولس الرسول بالوحي:" باسا جرافي ثيوبنوستوس"، أي" كل الكتاب موحى به من الله". وهذا يشمل الأسفار الستة والستين الموجودة معنا اليوم. كذلك فإن هذا القول يشير إلى أن كل الكتاب، وليس فقط مقاطع محددة منه، موحى به من الله نافع للبشرية جمعاء. هل الكتاب المقدس كلمة الله؟ تعرّض الكتاب المقدس، وعلى امتداد العصور التاريخية المختلفة إلى هجمات كثيرة، ومع ذلك فقد صمد الكتاب، وتحطمت أمامه كل الآراء والنظريات التي تهاجم سلطان ووحي وعصمة الكتاب المقدس، ويستطيع الباحث عن الحق أن يتأكّد من أنّ الكتاب المقدس هو إعلان الله الأزلي من خلال الأدلّة التالية التي تبيّن أنّ الكتاب المقدس هو كلمة الله، علماً بان هذه الأدلّة ليست البرهان الوحيد على أنّ الكتاب المقدس هو بالحقيقة كلمة الله: 1. الله حي. وهو الخالق الأزلي ( مزمور 1:90-2 )، والله يريد أن يعرفه العالم ويعرفوا مشيئته ووصاياه وإعلاناته وخطته للعالم، وبالتالي لا بد من وجود إعلان سماوي من الله للناس لمعرفة طبيعته وإرادته وعلة وجود الناس وقصد الله النهائي من الخليقة. وإعلان الله للناس تم أولاً بالطبيعة، ثم بالكلمة الموحى بها في الكتاب المقدس، وأخيراً جاء الرب يسوع المسيح وأعطانا الإعلان الكامل عن الله. 2. يجسّد الله كل ما هو كامل وصالح وقدوس ومجيد وجليل ومهيب وجميل، وبالتالي فإنّ كل ما يخرج من الله سيعكس بالتأكيد طبيعة الله. وإذا كان الكتاب المقدس في عقل وفكر الله منذ الأزل، أي قبل أن يوحي به للعالم (راجع مزمور 89:119، 152؛ وأعمال الرسل 18:15؛ وعبرانيين 2:8) فلا بد إذًا أن يعكس الكتاب المقدس طبيعة الله الكاملة من جميع الوجوه، وهذا بالضبط ما نجده في الكتاب المقدس. فكل إنسان يدرس الكتاب المقدس بدون تحيّز أو مواقف مسبقة، سيكتشف في إعلاناتِه وتعاليمه مطلق القداسة والخير والكمال والجمال، فالكتاب المقدس هو كتاب الله القدوس. 3. يتحدّث الكتاب المقدّس عن ذاته باعتباره كلمة الله، وطريقة الكتاب المقدّس تبين بوضوح وجلاء أنّ الله فقط قادر أن يتحدّث بهذه الطّريقة. فالكتاب يتحدث بسلطان وقوّة وثقة عن الله وعن خليقته بطريقة لا يتحدّث بها إلاّ الله. ومن الملاحظ أنّ الكتاب المقدّس لا يحاول أبداً إثبات أنه كتاب الله، فهو كتاب الله بالتأكيد. 4. كُتّاب وحي الكتاب المقدّس يؤكدون لنا أنّ ما كتبوه كان بوحي وسلطان من الله. فهؤلاء الرجال القديسّون أمثال موسى وصموئيل وعزرا وداود وإشعياء ويونان وزكريّا ودانيال وأرميا ومتّى ومرقس ولوقا ويوحنّا وبولس كانوا رجالاً أتقياء ومثالاً للفضيلة، ولم يكونوا مدَّعين أو غشاشين، وذلك بعد دعوة الله لهم وتوبتهم عن خطاياهم، ولذلك كان لديهم الاستعداد الكامل حتى الموت من أجل إيمانهم. 5. حضَّر الله الرّجال الّذين سيوحي بواسطتهم كلمته لنقلها إلى العالم أجمع، كما فعل مع موسى وداود وإشعياء حيث حضّر الله ظروفهم وتجاربهم ومشاعرهم، وبالتّالي عبر الكُتّاب عن إرادة الله كما أعلنها لهم (راجع إشعياء 1:49-5، أرميا 4:1-9، غلاطية 15:1-16، فالله يعرف مُسْبقاً المعيَّنين، وبالتالي يعرف كُتاب الوحي والظروف التي سيعيشونها. 6. شهادة وحدة الكتاب المقدس: على مدى فترة زمنية تمتد حوالي 1600 سنة، استخدم الله أكثر من أربعين رجلاً عاشوا في مناطق مختلفة وأوضاع تاريخية وسياسية واجتماعية وثقافية ودينية متباينة، وأوحى الله إلى هؤلاء الرجال بالكتاب المقدس، ورغم امتداد الفترة الزمنية وكثرة الكُتاب واختلاف أوضاعهم، فإننا نلاحظ ما يلي:- |
||||
13 - 06 - 2016, 04:36 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الله الخالد دراسة موجزة في معرفة ووحي وعصمة الكتاب المقدس
أ. إنسجام تام ورائع وفريد في الرسالة، فالكتابات متصلة ومتناسقة ومتكاملة. ب. إنعدام أي تناقض في الكتاب ، أي بين أسفاره المختلفة. ت. عظمة وقدسية وعمق وغنى وروعة وبلاغة ما جاء في الكتاب المقدس بواسطة أفراد بسطاء مثل داود الراعي وبطرس ويوحنا اللذين كانا معروفين بأنهما جاهلان، ومع ذلك فقد كتبوا عن مجد الله والطبيعة والإنسان والمصير الأبدي. ث. وأن الكُتّاب أقروا واعترفوا مراراً وتكراراً أن ما كتبوه هو كلمة الله ووحيه، وليس كلمتهم هم، أي أن الكتاب المقدس يشهد عن نفسه أنه من الله ( 2تيمو16:3، 2 بطرس 21:1، 1تسالونيكي 13:2، بطرس الأولى 23:1-25 9 ). حتى أن بعض أنبياء العهد القديم لم يفهموا ما نطقوا به (1بطرس10:1-12). 7. يخاطب الكتاب المقدس كل إنسان في أي زمان ومكان وظرف، وعندما يقرأه الإنسان يكتشف حقيقة البشرية، الحقيقة المفرحة والحقيقة المرة، وإنجازات الإنسان، وسقطات الإنسان. فالكتاب المقدس يشبع الجوع الروحي والنفسي، ويرشد البشرية لطريق الحياة الأبدية. 8. شهادة عمل الكتاب المقدس في حياة البشر على اختلاف أصولهم وأعراقهم ولغاتهم: يقدم لنا الكتاب المقدس نظرة ثاقبة إلى الطبيعة البشرية ويظهر حقيقتها، وفقط الله يعرف حقيقة الإنسان لأنه خالقه. لقد عمل الكتاب المقدس، وما يزال يعمل في حياة ملايين الناس، وقادهم من ظلام الخطية وبؤس الشر إلى حياة الغفران والمحبة والسلام والحياة الفضلى. ففي الكتاب المقدس تعلن قوة الله المخلِّصة والمقدِّسة، والله حي وما يزال يعمل في التاريخ بواسطة كلمته المقدَّسة لإتمام مقاصده في حياة كل إنسان في الوجود، وهذا من أعظم البراهين على أن الكتاب المقدس هو كلمة الله الأزلية. فجميع شعوب العالم تجد حاجتها في الكتاب المقدس، ومن يؤمن بشخص الرب يسوع المسيح، كما أعلن عنه الكتاب المقدس، يتغير كلياً إلى إنسان جديد. 9. شهادة الوعود في الكتاب المقدس: يوجد في الكتاب المقدس وعود كثيرة جداً جداً، والله وحده القادر أن يعطي هذه الوعود لأنه قادر على إتمامها، وهذه الوعود صادقة ومقدسة. وهي وعود متنوعة منها ما يتعلق بعمل الله في حياة الإنسان المؤمن، ووعود تتعلق بالعالم والكون والتاريخ والمجتمعات البشرية المختلفة، وهذه الوعود تتم في حياة المؤمنين يومياً، كذلك فإن تتابع أحداث العالم والتاريخ يكشف لنا عن صدق هذه الوعود، وأن معطيها هو الله. ومن أهم الوعود في الكتاب المقدس هو وعد الله بحفظ الكتاب المقدس وحمايته إلى الأبد.فمثلاً قد تم جمع الآيات المقتبسة من العهد الجديد في كتابات آباء الكنيسة، فتم جمع كل العهد الجديد باستثناء إحدى عشرة آية. 10. شهادة نبوات الكتاب المقدس: يحتوي الكتاب المقدس على نبوات كثيرة ومتنوعة تتعلق بمسيرة التاريخ حتى نهاية العالم، وبعض هذه النبوات تمت وبعضها يتم في أيامنا وبقيتها سيتم حتماً في المستقبل القريب وحتى مجيء المسيح مرة ثانية والقيامة ويوم الدين والحياة الأبدية. وبديهيٌ أن الله وحده رب وسيد التاريخ، ويعرف كل شيء، وهذا دليل قاطع على أن الكتاب المقدس، الذي هو كتاب النبوات، هو كلمة الله. ومن نبوات الكتاب المقدس: |
||||
13 - 06 - 2016, 04:36 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الله الخالد دراسة موجزة في معرفة ووحي وعصمة الكتاب المقدس
أ. كل التفاصيل المتعلقة بتجسد المسيح وأعماله وعجائبه وموته وقيامته وصعوده وعودته ثانية. ب. نبوات عن ممالك وأمم عديدة جداً في العالم. ت. نبوات عن حروب واضطرابات وكوارث وزلازل وبراكين وأمراض جديدة. ث. نبوات عن الحروب العالمية وانقسام العالم إلى معسكرات والحضارة العالمية. ج. نبوات تتعلق بتفاصيل نهاية العالم والحياة الأبدية. 11.شهادة سمو تعاليم الكتاب المقدس وعظمتها وتفوقها على أية تعاليم موجودة في العالم، تثبت أن هذه التعاليم هي كلام الله بالتحديد. فعمق الكتاب المقدس غير متناهٍ. وكلما درس الإنسان الكتاب المقدس بعمق أكثر اكتشف به كنوزاً أكثر. 12. شهادة الروح القدس الساكن في قلوب المؤمنين تؤكد لنا أن الكتاب المقدس هو كلمة الله. 13. شهادة أخلاق وميزات الأشخاص الذين يقبلون الكتاب المقدس بالإيمان واليقين بأنه كلمة الله الحية والفعالة. فأخلاق وميزات المؤمنين به شهادة حية للكتاب المقدس، وكلما نما الإنسان في حياة القداسة والتقوى والمعرفة كان نموه بواسطة الكتاب المقدس. 14. شهادة تاريخ الكتاب المقدس وانتصاره على جميع الهجمات التي تعرض ويتعرض لها. 15. شهادة الآثار والاكتشافات والحفريات والمخطوطات والتاريخ وسجلاته، كلها تؤكد صدق رواية الكتاب المقدس. 16. شهادة علم الكتاب المقدس: يحتوي الكتاب المقدس على حقائق علمية عديدة جداً تتفق تماماً مع اكتشافات العلم الحديث، ومن الأمثلة على ذلك:- |
||||
|