منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 09 - 2012, 06:50 PM
الصورة الرمزية Marina Greiss
 
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Marina Greiss غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

كتاب تكوين العادة - الأنبا مكاريوس أسقف المنيا
10- العادة الجيدة والملل



يجب الانتباه إلى أن تكرار العادة الجيدة دون فهم قد يؤدى إلى الملل والسآمة مما يدفع الإنسان إلى التحايل عليها للتخلص منها،


ويحدث هذا كثيراً مع الطقس،


فالطقس هو وضع الإيمان والعقيدة في قالب حركى ولكل حركة طقسية بُعد روحى ولاهوتى،


فإذا ما فقد العابد هذا البُعد تحولت الليتورجية إلى طقس، مجرد ترتيب

(كلمة طقس جاءت من اللفظة اليونانية تاكسيس وتعنى ترتيب)


وبذلك يفقد محتواه اللاهوتى وبالتالى حلاوته وتأثيره،


ولذلك يقول الكتاب (رتلوا بفهم) ليس ذلك فقط بل إن الطقس يجب أن يكون متفقاً مع روح الكتاب المقدس


وقد وبخ السيد المسيح الكتبة والفريسيين لأنهم أبطلوا وصية الله بسب عاداتهم وطقوسهم

"وأنتم أيضا لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقليدكم" (مت 3:15)... لأنكم تركتم وصيّة الله وتتمسكون بتقليد الناس.. حسناً رفضتم وصيَّة الله لتحفظوا تقليدكم.. "مبطلين كلام الله بتقليدكم الذي سلمتموه" (مر 13،9،8:7).


إن العادة الجيدة تحتاج دوماً إلى تفّهم – تحتاج لاُن يكون الهدف منها واضحاً على الدوام، وفى كل مرة تمارس.

ويعاتب مُعلمنا بولس الرسول اليهود المتنصرين، في رسالته إليهم، على ذلك قائلا

"غير تاركين اجتماعنا كما لقومُ عادة بل واعظين بعضناً بعضاً وبالأكثر على قدر ما ترون اليوم يَقْرُبُ" (عب 25:10)

ويبدو أن أولئك العبرانيين قد حافظوا على الشكل الخارجى فقط بينما راح المحتوى نفسه منهم.


وهكذا كثيراً ما نحتفظ بالتركيب الخارجى للعبادة والعادة بينما يهرب منا الدافع الحقيقى خلفها.


ومن هنا أيضاً يرى الكثير من الآباء والمرشدين أنة لا مانع – بين آن وآخر – أن يعاد صياغة التدبير الروحي للشخص حتى يتسنى له الإفلات من المسلك الناتج عن عادة فقدت مضمونها. بل أنه من الضروري أن تتغير العادة ليس بسبب الملل فحسب وإنما من أجل أن الشيطان يرصد عادات الإنسان وسلوكياته الثابتة ومنها يتعرف علي تدبيره وأفكاره وشخصيته،



روى لي أحد الرهبان في دير ما


أنه اعتاد لفترة أن يغسل يديه عقب عودته من العمل ومن ثمَ يدخل إلي مخدعه ليبدأ في الصلاة من الأجبية،


ولكنه في كل مرة حالما يبدأ الصلاة يظهر ما يعوقه عن إتمامها، مثل مناداة آخر له من الخارج، وشعوره بصداع شديد وتذكر ما قد نسيه،


وهنا انتبه أنه ولربما قد رصد الشيطان تلك العادة فربط فيما بين غسل الأيدي والصلاة،

ومن هنا راح يحاربه في كل مرة ليمنعه من الصلاة، ولكن الأب تدارك ذلك،

فقد بدأ يصلي قبل غسل اليدين!! ودفعه أخرى يغسل يديه دون أن يصلي ويغير مواعيده عموماً، حتى نجا من مكيدة إبليس وحرمه من النيل منه.


يقول الأب نيلوس الناسك

(ماذا يعنى القانون الكنسى الذى يأمر أى شخص عند دخوله إلى الكنيسة ألاَ يعود – بعد الانتهاء من الصلاة – من نفس الباب الذى دخل منه بل يخرج مباشرة من الباب المقابل بلا تغيير الاتجاه [تقليد قديم]،


إن ذلك يعنى أن نستمر في الطريق المؤدية إلى القداسة ولا نسمح لأى شكوك بأن تثينا بالعادات القديمة فيما قد تركنا خلفنا،

لا يُمكنا التقدم ونحن مُنجذبين إلى الاتجاه الخلفى نحو خطايانا القديمة،


من المؤسف أن تُقيّدنا قوة العادة ولا تسمح لنا بالنهوض إلى المكانة السامية التى كانت لنا، لأن العادة تُغيّر السلوك وهذا بدوره يتغير إلى ما قد يسمى بـ"الطبيعة الثانية"،


ومن الصعب تغيير الطبيعة الثانية. والتحولّ عنها ومع أنها يمكن أن تُذعن قليلاً للضغط إلاَ أنها تعود سريعاً وتفرض نفسها،


أنها يمكن أن تتزعزع وتُجبر على إفساح الطريق ولكنها لا تتغير بصفة دائمة، إلاَ بجهد طويل، علينا أن نُتابع خطواتنا متخلين عن عاداتنا الرذيلة ونعود إلى وضعنا الأول عندما أقبلنا على الحياة مع الله.


وهكذا وفى اختصار شديد

فإن العادات تنشأ من التكرار المنظم،

سواء في الصغر وفي غفلة أثناء الكبر،

والأمر يحتاج إلى يقظة مستمرة،

فإن بعض العادات الضارة قد تهدد خلاص النفس،

بينما تسهم العادات الجيّدة في النمو الروحي.


اتمنى ان يكون الكتاب حاز اعجابكم ...


كتاب تكوين العادة
نيافة الانبا مكاريوس
اسقف المنيا
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عظة "الاسماء فى الكتاب المقدس" لنيافة الانبا مكاريوس اسقف المنيا وتوابعها
كتاب الشباب وحياة الطهارة للآنبا موسى "مكتوب"
كتاب أجراء وأبناء - الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا
كتاب تكوين العادة - الأنبا مكاريوس أسقف المنيا
كتاب تأملات فى سفر يونان للبابا شنودة " مكتوب "


الساعة الآن 12:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024