منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22 - 01 - 2014, 03:37 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

خطورة الذات

كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
أقدم عدو حارب البشرية، وأخطر عدو، هو الذات، إن الشيطان لا يحاربك بقدر ما تحاربك ذاتك. مشكلتك الكبرى هي الذات.
الذي ينتصر على ذاته من الداخل، يستطيع أن ينتصر خارجًا على العالم وعلى جميع الشياطين، والذي تهزمه ذاته ويضعف هو أمامها، يمكن أن يقع في أية خطية.
كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
وإذ استعرضنا تاريخ الخطية في العالم، نجد أن الذات متداخلة في كل خطية ولذلك فالإنسان المنتصر على ذاته، يكون منتصرًا في كل حرب روحية، مادامت ذاته لا تخونه ولا تفتح أبوابه للأعداء، فلا يهمه أي عدو خارجي، وصدق القديس يوحنا ذهبي الفم قال:
لا يستطيع أحد أن يؤذي إنسانًا ما لم هذا الإنسان نفسه.
كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
والأذية الحقيقية هي فقدان الملكوت وفقدان السلام الداخلي، وهذا لا يأتيك مطلقًا من الخارج، ما دامت نفسك قوية في الداخل.
كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
ولعل إنسانًا يسأل: ألا تأتي عثرة من الخارج؟ إغراء.. شهوة.. محاربة خارجية؟
نقول إن الحروب الخارجية تأتي وكذلك العثرات، ولكن لا سلطان لها عليك، السلطة هي لإرادتك، المرجع الأخير هو ذاتك؟
كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
هل أنت في داخلك تقبل العثرة أو الإغراء، أو لا تقبل؟ هل أنت تصمد أمام الحرب الخارجية أو لا تصمد؟
إن يوسف الصديق تعرض لحرب عنيفة من الخارج من امرأة فوطيفار. ولكنه لم يسقط، لأنه كان رافضًا الخطية في داخل قلبه. فلم يقبل الإغراء، وانتصر على العثرة.
إن الشيطان يقترح عليك اقتراحات ولكنه لا يرغمك على التنفيذ.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 01 - 2014, 03:39 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

الذات والخطية
كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
إذن الوقوع في الخطية سببه الذات دون التركيز على الإغراءات الخارجية التي هي مجرد عروض تقبلها الذات أو ترفضها.
حقًا أن كثرة إلحاح هذه الإغراءات يسبب ضعف الذات من الداخل، فتستسلم أخيرًا وتسقط.
ويكون ضعف الذات هو السبب المباشر. أما العثرات فهي سبب غير مباشر.
كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
ولذلك فإن الذات القوية من الداخل تبعد عن العثرات الخارجية، حتى لا تؤثر عليها هذه الإغراءات، فتضعف أمامها. وهكذا حذرنا المزمور الأول من طريق الأشرار، ومجالس المستهزئين وقال القديس بولس: "أما الشهوات الشبابية فأهرب منها" (1تى 2: 23).

كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
والهروب هنا يكون دليلًا على نقاوة الذات، لأنها ترفض التأثير الخارجي الخاطئ...
ولذلك حسنًا هرب يوسف الصديق، ولم يكن هروبه دليل ضعف، بل دليل قوة.. كان برهانًا على قوته التي استطاعت أن ترفض الخطية وتبعد عنها.
الذات النقية ترفض حتى الفكر الخاطئ، وليس فقط العثرة الخارجية إنها ترفض أن تتفاوض مع هذا الفكر، إنما تطرده بسرعة، حتى لا تعطيه فرصة للاستقرار، وفرصة لإضعافها من الداخل.
كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
وقوة الذات تأتى هنا في غلق أبواب الفكر وأبواب القلب أمام كل اقتراح خاطئ من الشياطين..
ولهذا فإن المرتل يسبح الرب في المزمور قائلًا: "سبحي الرب يا أورشليم... سبحي إلهك يا صهيون، لأنه قوى مغاليق أبوابك، وبارك بنيك فيك" (مز146).
وسفر النشيد يطوب الذات التي هي "جنة مغلقة، عين مقفلة، ينبوع مختوم" (نش4: 12)
كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
ولقد صدق المثل الذي قال:
أنت لا تستطيع أن تمنع الطير من أن يحوم حول رأسك، ولكنك تستطيع أن تمنعه من أن يعشش في شعرك.
لابد أن تأتي العثرات. ولكن ما هو موقف ذاتك منها؟ ما مدي استجابة الذات أو رفضها لهذه العثرات؟
إنك لابد ستقابل في يوم من الأيام شخصًا يقول لك كلامًا مثيرًا.. ولكن المهم هل أنت في الداخل، ستنفعل وتثار؟ أم ستكون أقوي من الإثارة؟ وهذا الكلام الذي قد يكون مثيرًا لغيرك، لا يكون مثيرًا لك، إنما تقابله في هدوء ورصانة وحكمة.
وهنا اختبار الذات، لا أقول إن السبب كله يقع على الحروب الخارجية إنما هناك حرب داخلية مع الذات. فإن كانت الذات قد خانت الله، وقبلت الأعداء الخارجيين، أعداءها وأعداء الله، فلا نستطيع هنا أن نعفيها من المسئولية..
كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
وهنا نسأل: هل ذاتك صديقتك أم عدوتك؟ هل هي معك أم عليك؟ وصدق مار إسحق قال..
إن اصطلحت مع ذاتك، تصطلح معك السماء والأرض.
أي إن استطعت في داخلك أن تقيم صلحًا بين جسدك وعقلك وروحك، ويسير الثلاثة معًا في طريق واحد هو طريق الروح، ولا يشتهي الجسد ضد الروح، ولا الروح ضد الجسد حينئذ تصطلح معك السماء والأرض، فلا تخطئ إلى الله، ولا إلى ألناس ولا تخطئ إلى نفسك..
ولكن لعل إنسانًا يقول إنه يحب ذاته، وذاته تحبه، وهو يسعد ذاته على لدوام، وهنا نعرض لنقطة هامة وهي: المحبة الخاطئة للذات.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 01 - 2014, 03:42 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

المحبة الخاطئة للذات


كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
ما معني أن تحب ذاتك؟ هل معنى ذلك أن تدلل ذاتك، وتعطيها كل ما تطلب وكل ما تشتهي؟ وهل محبتك لذاتك هي أن تمدح الذات، وتمجدها، وتفضلها على جميع الناس.
إن كنت تفعل هذا وما يشابهه، إذن فأنت تحب ذاتك محبة خاطئة..
المحبة الحقيقية للذات هي أن تسيرها في طريق روحي، وتلصقها بمحبة الله، وتوصلها إلى ملكوته.
كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
والمحبة الحقيقية للذات هي أن تؤدب هذه الذات إن أخطأت، وتقوم طريقها كلما انحرفت الحقيقية للذات هي أن تؤدب هذه الذات إن أخطأت، وتقوم طريقها كلما انحرفت، وإن أدي الأمر أن تعاقبها، أو أن تقف ضد رغباتها الخاطئة.
كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
غبر أن الذات قد تريد أحيانًا أن تعيش في حياة اللذة، سواء كانت لذة جسدية أو حسية، أو لذة بالعالم وشهواته... وهنا تكون ذاتك حربًا عليك... ويكون واجبك أن تقف ضدها بكل قوة... ونتذكر باستمرار قول الرب:
"إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه، ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني" (لو9: 23).
كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
يضع أمامنا الرب فضيلة إنكار الذات كفضيلة رئيسية في الحياة معه، ولو أدي الأمر أن يحمل الإنسان صليبه كل يوم، وربما يكون صليبًا في مقاومة هذه الذات، وفي إخضاعها.
ولكن ما أكثر الذين يحبون ذواتهم محبة خاطئة، ومن مظاهر ذلك: تكبير الذات.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 01 - 2014, 03:43 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

تكبير الذات
يريد أن تكون ذاته باستمرار كبيرة وعظيمة، ولكنه يخطئ في الوسيلة إذ يسعى إلى ذلك بطريقة خاطئة.
فهو يريد أن تكون نفسه كبيرة من الخارج، وليس في الداخل.
كبيرة من الخارج، أي بمظاهر خارج النفس، كالمناصب والألقاب، والغني والشهرة، ومديح الناس، وكل هذه الأمور لا علاقة لها بطبيعته النفس ونقاوتها، بل هي ضدها وتدل على جهل وعدم فهم. بينما يقول لنا الوحي في المزمور:
كل مجد ابنه الملك من الداخل (مز45).
على الرغم من أنها" مشتملة بأطراف موشاة بالذهب، ومزينة بأنواع كثيرة" (مز44).

كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
فما هو هذا المجد الداخلي، لمن يريد لنفسه أن تكون كبيرة حقًا، وبطريقة روحية؟
المجد الداخلي، هو أن تكون الذات صورة الله ومثالة، كما سبق الله وخلقها على شبهه (تك1: 26، 27).
المجد الداخلي للذات هو أن تشتمل بثمار الروح التي هي محبة فرح سلام وداعة لطف... إلخ. (غل5: 22). وأن تكون الذات نقية قديسة طاهرة بلا لوم في كل شيء، متضعة هادئة رحيمة حكيمة... فهذا هو المجد الحقيقي والذي يوصل نفسه إلى هذه الفضائل فهو الذي يحب نفسه محبة حقيقية روحية.
أما كسب المديح للذات، وتمجيدها من الخارج. وأما السعي إلى احترام الناس لهذه الذات. وتقديرهم لها. فهي أمور خارجية، من المفروض في الإنسان الروحي أن يرتفع عن مستواها..
ما الذي تستفيده الذات روحيًا، إن مدحها الآخرون؟ وما قيمة هذا المديح بالنسبة إلى أبدبتها؟ وهل الكرامة الخارجية هي وسيلة روحية لتكبير الذات، أم هي حرب روحية يسقط فيها الكثيرون؟
من مظاهر هذه الحرب. ما يسمونه عبادة الذات، أو عشق الذات...
إذ يريد الإنسان أن تكون ذاته جميلة في عينية، جميلة في أعين الناس، بلا عيب أمامهم ولا نقص.. كما لو كان يؤمن بعصمة ذاته، أو بأنه لا يمكن أن يخطئ.
إنه إنسان معجب بذاته، كمن يحب باستمرار أن ينظر إلى مرآة، ويتأمل محاسنه.
مثل هذا الإنسان لا يمكن أن يحتمل إهانة، مهما كانت ضئيلة، ولا يحتمل نقدًا، ولا يحتمل أن يكمله أحد بصراحة.
إن هذا كله، يراه مشوهًا لصورته التي يريد لها أن تبقي جميلة رائعة أمام الناس وإذ لا يقبل الصراحة أو النقد، يبقي كما هو في أخطائه، ولا يصحح مسيرته، ولا يغير صفاته، وهكذا تكون محبة الذات سببًا في إبعاده عن النقاوة الداخلية.
وتكون محبة الذات هذه خطرًا على أبديته، لأنها ليست محبة حقيقية.
إنها محبة لسمعه هذه الذات. ولصورتها أمام الناس، وليست محبة لأبديتها، ولا محبة لنقاوتها، إنها محبة غير روحية تشكل خطرًا، وتجلب ضررًا، ونستطيع أن نقول إنها ليست محبة، بل هي حرب روحية.
ومع ذلك، فإن محاولة تكبير الذات بمحبة مديح الناس، هي حرب يسقط فيها كثيرون..
والذي يحب المديح، لا يكتفي بمديح الناس، بل يتطور إلى أن يتحدث كثيرًا عن نفسه، ويمتدحها أمام الآخرين؟
وفي حديثه عن نفسه، لا يكون عادلًا، ولا يذكر حقيقية ذاته كاملة، فهو لا يتحدث إلا عن محاسن ذاته وانتصاراتها وأمجادها، وفي نفس الوقت يخفي ما فيها من عيوب، وإن أظهر له أحد هذه العيوب أو بعضها يحاول أن يبررها ويدافع عنها.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 01 - 2014, 03:45 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

حرب الذات هي حرب قديمة

كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
إنها الحرب التي حورب بها أبوانا الأولان، حينما أغراهما الشيطان، قائلًا: "تصيران مثل الله، عارفين الخير والشر" (تك3: 5).
وكما كان كبر الذات حربًا للإنسان كان هو نفسه سقطة الشيطان.
وفي ذلك وبخه الوحي الإلهي قائلًا: "وأنت قلت في قلبك: أصعد إلى السموات. أرفع كرسي فوق كواكب الله. أصعد فوق مرتفعات السحاب... أصير مثل العلي" (إش14: 13، 14). فتكرار كلمة" أصعد وكلمة فوق مع كلمة مرتفعات" كلها تدل على محاولة تكبير الذات.
بل أن تكبير الذات وصل هنا إلى درجة التأله... أصير مثل العلي.
هل ترون خطورة للذات أكثر من هذا الارتفاع، أو من هذا الانحدار؟ لقد حورب هيرودس بهذه الحرب، فضربه ملاك الرب، فأكله الدود ومات (أع12: 22، 23).
ومن مظاهر تكبير الذات أن يكون الإنسان بارًا في عيني نفسه.
وقد قيلت هذه العبارة في سفر أيوب "فكف هؤلاء الرجال الثلاثة عن مجاوبة أيوب. لكونه بارًا في عيني نفسه" (أي32: 1).
بل وبخه اليهو قائلًا له: " قلت أنا أبر من الله" (أي35: 1)
ومن مظاهر تكبير الذات في القديم، قصة برج بابل:
هؤلاء الذين قالوا: "هلم نبن لأنفسنا مدينة وبرجًا، يكون رأسه في السماء...
ونصنع لأنفسنا اسمًا" (تك11: 4).
وكانت النتيجة أن الله عاقب كبرياء هؤلاء، بأن بلبل ألسنتهم وبددهم في الأرض.
يقودنا هذا أن نبحث نقطة أخري وهي أن محبة الذات تصطدم بالله!
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 01 - 2014, 03:46 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

الذات تصطدم بالله
إذا وثق الإنسان بذاته، يبدأ بعمل خطير وهو: استقلال ذاته عن الله...
يثق بتدبيره لنفسه، وتحلو تدابيره في عينيه، فلا يستشير الله في شيء ويقول: ما دمت أعرف، فلماذا اطلب معرفة من الله، ولماذا أطلب معونة؟
لذلك فالواثق بذاته: تصعب علية جدًا حياة التسليم.
حياة التسليم تحتاج إلى اتضاع قلب، وعدم التمسك بالرأي الخاص، وبالتالي تقف ضدها تمامًا حرب الذات.
هنا ونتذكر الخطأ الذي وقع فيه يونان النبي، الذي هرب من الله، إذ كان له مشيئة خاصة لم تتفق وقتذاك مع مشيئة الله.

كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
و لما عفا الله عن نينوى -غَمَّ ذلك يونان غمًا شديدًا فاغتاظ- حتى وبخه الله قائلًا: "هل اغتظت بالصواب؟" (يون1:4،4).
حقًا إنها مأساة، أن يغتاظ إنسان من مشيئة الله، اغتياظًا يطلب به الموت ولكنها الذات!! حتى بالنسبة إلى نبي عظيم كيونان، حورب كما حورب غيره.
على أن هناك اتجاهًا آخر في مشكلة الذات، وهو رفض الله كلية.
وقع في هذا الخطأ المرعب، الوجوديون الذين رأوا بسبب شهواتهم الخاصة أن وجود الله يعطل وجودهم.
ورأوا أن محبة الله تقف ضد رغباتهم، وضد تحقيق الذات عندهم بالصورة التي يحبونها في حياة اللذة والمتعة، وفي حياة الحرية المطلقة التي تريد أن تفعل ما تشاء، حتى لو كان ضد القيم و الآداب والمثل، وضد وصايا الله.
أن الحرية المطلقة التي تطلبها الذات، هي حرب من حروب الذات، تهدف إلى الإباحية، وتنتهي إلى الإلحاد.
وبعض الناس دخلوا في هذا النطاق ولكن بأسلوب مختلف، ولكنه للأسف ينتهي إلى نهايات مشابهة.. هؤلاء هم اللاهوتيون أعطوا أنفسهم حرية في العقيدة بغيرة حدود. وكل ما لم يوافقهم من تعليم الكتاب أنكروه، أو اعتبروه أساطير أو حاولوا ترجمته حسب اتجاه الذات عندهم.
قصة فلك نوح لا تعجب عقلهم مثلًا، إذن لا مانع من اعتبارها أسطورة.. على أن هناك نوعًا آخر اتخذت عنده الذات أسلوبًا ضد وصية الله ولكنه أخف من هذا بكثير..
مثال ذلك الذين لا يحفظون وصية يوم الرب بسبب الذات ومشاغلها أو الذين يكسرون وصية العشور، بسبب الذات وإنفاقاتها.
هؤلاء اصطدمت عندهم الذات بالله سلوكيًا وليس عقيديًا..
محبة الذات تصطدم أيضًا بأب الاعتراف
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 01 - 2014, 03:47 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

الذات تصطدم بأب الاعتراف

كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
الإنسان المعتد بذاته، يكون أب الاعتراف بالنسبة إليه مجرد شكليات.
أنه لا يطلب إرشاد من أب اعترافه لأنه يعرف كل شيء والحل حاضر في ذهنه، وهو لا يطلب منه قيادة حياته الروحية، لأنه يعرف كيف يقودها ويعرف الخير لها بالأكثر..!!
كل ما يطلبه من أب الاعتراف هو الموافقة عما يعرضه هو عيه، حتى يستوفى الشكليات من جهة موافقة أب الاعتراف، وإن لم يوافقه، يظل يجادله وبلح.
و يشرح ويبدى اعتراضات عملية على الحلول الأخرى التي يعرضها أب الاعتراف، لكي يستقر أخيرًا على رأيه. و بالاختصار نقول عن الواقع في حرب الذات أن الطاعة صعبة عليه، وأنه يسلك دائمًا حسب هواه..
أنه يفكر لنفسه، والفكر الذي يأتيه من غيره، هو مجرد اقتراح لا يلتزم به، مهما كان مصدره. وإن كان سلوكه هكذا مع أب اعترافه، فبلا شك سيسلك هكذا مع رؤسائه المدنيين.
لذلك كثيرًا ما نرى المعتد بذاته يصطدم برؤسائه في العمل. ويمكن أن يصطدم ببعض زملائه أيضًا، إنه يشعر أنهم يتدخلون في عمله.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 01 - 2014, 03:48 PM   رقم المشاركة : ( 18 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

الشعور بالذات
شعور الإنسان بذاته وتمركزه حولها له أسباب نذكر منها:
أول شيء يجعل الإنسان يشعر بذاته، هو التفوق، والمواهب، والقدرات غير العادية والشعور بالقوة.
كل هذه أمور قد تحاربه من الداخل وربما تريد أن تعبر عن وجودها بأي مظهر خارجي يثبت به الإنسان أنه صاحب مواهب ومقدرات..

كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
و تزيد الحرب عليه، إن دخلت في دور من المقارنة..
و شعر أنه أفضل من غيره في شيء ما، أذكى منه، أو أكثر معرفة أو أكثر خبرة، أو أقوى جسدًا، أو أجمل شكلًا، أو صاحب موهبة معينه، في الرسم، في الموسيقى، في الشعر، في عمل اليد عمومًا، في اللغة... إلخ.
و حتى في خدمة الرب قد تبرز الذات.. إن شعر الإنسان أن له طاقات في الخدمة أكثر من غيره. كأن يكون أكثر حفظًا من الألحان أو أجمل صوتًا، أو أن يكون أكثر من غيره دراسة للكتاب، أو إلمامًا بأقوال الآباء، أو أن يكون أعمق تأثيرًا في خدمته، أو في وعظه، أو في وعظه، أو في تدبيره، أو في مشروعاته.
و قد يكون سبب الشعور بالذات: المركز، المنصب، الغنى، الشهرة. وربما تكون كل هذه أسباب شعور بالذات، و لكن المتواضعين يفلتون منها، إن استخدموا كل ذلك في مجال خدمة الآخرين، و ليس في مجال ظهور ذواتهم أو الافتخار بها، أو الارتفاع على غيرهم..
إن المواهب له بلا شك خطورتها.
فقد ترفع القلب من الداخل، وربما ترفعه في الخارج أيضًا، وتقود إلى حرب المجد الباطل، ولذلك قد يتساءل الفكر عن الذين أعطاهم الرب موهبة صنع المعجزات، كيف كانوا يحتملونها؟ و بخاصة لو كانت إقامة موتى، أو فتح أعين العميان.. ولهذا قال أحد الآباء:
إن وهبك الله موهبة، فاسأله أن يهبك معها اتضاعًا ليحميها، أو أسأله أن يرفعها عنك.
و هنا ونتعجب من الذين، بدلًا من أن يطلبوا من الله أن يمنحهم نقاوة القلب وثمار الروح، نراهم يطلبون منه موهبة التكلم بألسنة مثلًا..
و لا تكون في ذهنهم وقتذاك خدمة الكلمة في مجاهل أفريقيا أو الصين أو اليابان.. وإنما يطلبون الموهبة و كفى.
ألا يحتمل جدًا أن تكون وراء طلب مثل هذه المواهب، حرب من الذات؟
ماذا تفيدك أيها الأخ أمثال هذه المواهب، التي قد تكون حربًا عليك، ولماذا يحزن قلبك إن لم تكن لك؟ هوذا الرب يأمرنا أن نطلب ملكوت الله وبره.
أما أن شاء تدبيره الإلهي، أن يهبنا شيئًا من هذه المواهب أم من الجائز أن تقودني إلى كبرياء تضيع أبديتي؟
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 01 - 2014, 03:48 PM   رقم المشاركة : ( 19 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

نتائج عبادة الذات

كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
الإنسان المعتد بذاته يصل إلى العناد وتصلب الرأي.
فكره هو فوق الكل، لا يقبل فيه معارضة، بل يعادى من يعارضه أو يكرهه، أو يعمل على تحطيمه، أو على الأقل يتجاهل الرأي الآخر.
إنه اعتداد بالذكاء الشخصي أو بالمعرفة الشخصية. وفيه يكون الشخص صعب التفاهم جدًا.
و أمثال هؤلاء، أن حدثهم أحد، يردون عليه قبل أن يكمل حديثه، وقد يقاطعونه أثناء الكلام أكثر من مرة.. و مهما أورد محدثهم من أدلة قوية، يبقون على رأيهم كأن لم يقل شيئًا..
ولذلك يتجنبهم الناس، أو يتجنبون النقاش معهم، شاعرين أنه لا فائدة. والمعتد بذاته، إذا تولى رئاسة، يصل إلى أسلوب من التسلط.
ليس فقط من جهة تصلبه في الرأي إنما أيضًا من جهة تنفيذ هذا الرأي ولو بالقوة، وقد يحدث هذا حتى في محيط الخدمة، حينما يلغى أحد الخدام شخصية كل الخدام الآخرين والنقاش معهم، إذ لا فائدة من النقاش! أنا قلت كده!
وهنا عبادة الذات، تقود حتمًا إلى الغرور، والكبرياء، وحب العظمة.
وفيها ينتقد الإنسان حياة الوداعة والتواضع والهدوء، ويصل من التسلط إلى التأله. على أن هناك جانبًا آخر، قد يقع فيه لون آخر من محبي الذات، وهو الإشباع الخاطئ للذات.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 01 - 2014, 03:50 PM   رقم المشاركة : ( 20 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

الإشباع الخاطئ للذات

كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
و ذلك هو الإشباع الخاطئ لمحبة الذات ونقصد به إشباع الذات عن طريق اللذة وليس عن طريق الكبرياء.
يجمع الأمرين معًا قول القديس يوحنا الرسول، شهوة الجسد وشهوة العيون، تعظم المعيشة (1يو16:2).. فشهوة الزنا تدخل في حرب الذات وشهوة الطعام هي حرب أخرى للذات في نطاق الجسد.
لأن حرب الذات قد تأخذ اتجاهًا جسديًا، كما تأخذ اتجاهًا نفسيًا.
و قد يدخل في إشباع الجسد، عدم القدرة على الصوم، والتهالك على الطعام الشهي، وشرب الخمر، وعلى أنواع المكيفات، ربما تصل إلى حد الإدمان. والحديث عن شهوات الجسد، موضوع طويل ليس الآن مجاله..
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
كتاب من هو الإنسان؟ - البابا شنوده الثالث
كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
الحروب الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب الحروب الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 07:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024