06 - 03 - 2015, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ألقاب المسيح في القرآن
وقد نقل الشهرستاني نظرية الكتاب كما يقول بها المسيحيون : "كمال الشخص الإنساني في ثلاثة أشياء : نبوة وإمامة وملكية. وغيره من الأنبياء كانوا موصوفين بهذه الخصال الثلاث أو ببعضها. والمسيح عليه السلام درجته فوق ذلك لأنه الابن الوحيد فلا نظير له، ولا قياس له إلي غيره من الأنبياء، وهو الذي به غفر زلة آدم عليه السلام. وهو الذي يحاسب الخلق".
فمسحة المسيح التي مسحه الله بها هي "نبوة وإمامة وملكية". فالمسيح هو النبي الأعظم والإمام أو الكاهن الأعظم والملك الأعظم. واختصاصه "باسم المسيح"، لهذه المسحات الثلاث، دليل علي كمالها فيه حتي عرف بها وعرفت به. والقرآن الكريم، علي آثار التوراة والأنبياء والإنجيل، إذ يعترف لعيسي ابن مريم، باختصاصه "باسم المسيح" (أل للتعريف والفردية)، يقر له بكل تلك الخصال. فمسحة النبوة ومسحة الأمامية أو الكهنوت ومسحة الملكية انتهت إليه واستكملت فيه. فهو "مسيح الله" بين الأنبياء والمرسلين من قبل أن يظهر ومن بعده : "إذ قالت الملائكة : يامريم إن الله يبشرك بكلمة منه، اسمه المسيح". ذلك هو معني "المسيح" في القرآن والإنجيل والتوراة. |
||||
06 - 03 - 2015, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ألقاب المسيح في القرآن
2 - عيسي ابن مريم هو كلمة الله
"إنما المسيح عيسي ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلي مريم" (نساء 170) النصوص : كل البشارات في القرآن تبشر بعيسي ابن مريم أنه "كلمة الله". الله يبشر زكريا بيحيي، وعلامة نبوته تصديقه بكلمة الله : "فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب : إن الله يبشرك بيحيي، مصدقاً بكلمة من الله، وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين" (آل عمران 39). أولي صفات يحيي أنه مصدق بكلمة من الله أي بعيسي ابن مريم، إنه كلمة "كائنة" من الله (الجلالان). الله يبشر مريم مباشرة بكلمة منه : "إذ قالت الملائكة يامريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسي ابن مريم، وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين" (آل عمران 45). أولي صفات مولود مريم وأول ألقابه التي تسمع به مريم هو أنه "كلمة الله". ومريم صدقت بالمسيح وإنجيله فسميت "الصديقة" (مائدة 78) : جاء في سورة التحريم في قراءة صحيحة : "ومريم ابنت عمران التي احصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا. وصدقت بكلمة ربها وكتابه وكانت من القانتين (12). والقرآن الكريم عندما أراد أن يستجمع أوصاف وألقاب المسيح ليعرف به يلقبه بهذا اللقب العظيم الفريد : "يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا علي الله إلا الحق : إنما المسيح ابن مريم، رسول الله، وكلمته - ألقاها إلي مريم - وروح منه. فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا "ثلاثة" ! انتهوا، خير لكم : إنما الله إله واحد ! سبحانه أن يكون له ولد، له ما في السموات وما في الأرض، وكفي بالله وكيلا. لن يستنكف المسيح أن يكون عبداً لله ولا الملائكة المقربون" (نساء 170 و 171). إن وجود هذا اللقب الوحيد الذي يخص القرآن به عيسي ابن مريم وحده، يخلق أشكالاً ومشكلة في القرآن : فالقرائن تدل علي أنه يختلف في مفهومه ومدلوله عما يصرح به القرآن عن عيسي ابن مريم، وهو حجر عثرة أيضاً عند المفسرين فهم يخبطون خبط عشواء في تفسيره : يرون فيه أكثر مما يقرون ولا يجهرون. ولا يفهم معني اللقب الكامل إلا بمقارنته بالإنجيل الذي نقل عنه وقد سبق إلي تعريف المسيح به. |
||||
06 - 03 - 2015, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ألقاب المسيح في القرآن
معناه في القرآن :
ما معني هذا اللقب الفريد في القرآن ؟ لا نجهل أن هذا اللقب السامي لا يحمل في القرآن عامة أدني معني للألوهية. فالقرآن ينكر بوجه عام بنوة المسيح الإلهية من الله، وأن قبل نبوءته ورفعه بها فوق الجميع (وموقف القرآن من هذا اللقب خصوصاً يتضح من تعريفه الشهير في الآية 170 من سورة النساء : إنه كلمة الله ! ولكن ليس لهذا الكلمة صفة الألوهية : صدر الآية ينهي عن هذا الغلو في الدين : "يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا علي الله إلا الحق"، وعجز الآية يعدد ثمانية دلائل تنفي ألوهية هذا الكلمة : 1) أنه رسول من رسل الله "فآمنوا بالله ورسله". 2) الإقرار بألوهية الكلمة ينتهي إلي القول "بالثلاثة" ولا تقولوا : ثلاثة. 3) "انتهوا، خير لكم". 4) "إنما الله إله واحد" فلا يمكن أن يكون الكلمة إلهاً معه. 5) وكيف يكون الكلمة إلهاً إلا بولادة الله له، "سبحانه أن يكون له ولد". 6) فكل ما عدا الله ملك وعبيد لله "له ما في السماوات وما في الأرض". 7) ولسنا بحاجة إلي غير الله "وكفي بالله وكيلا". 8) فالكلمة عبد لله مثل الملائكة المقربين، لا إله "لن يستنكف المسيح أن يكون عبداً لله ولا الملائكة المقربون". أما في الإنجيل فمعني هذا اللقب الإلهي صريح : مطلع أنجيل يوحنا يكفي برهاناً قاطعاً. والمشكلة بين الكتابين في هذا : كيف نقل القرآن عن الإنجيل هذا اللقب الإلهي مجرداً عن ألوهيته ؟ والحل الصحيح ليس في نقض الإنجيل أو القرآن بل في التوفيق بينهما ما أمكن ... |
||||
06 - 03 - 2015, 05:18 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ألقاب المسيح في القرآن
معناه عند المفسرين :
وبين المفسرين أيضاً تقوم المشكلة علي هذا : هل يعني تعبير "الكلمة" اسم شخص أم مجرد "أمر" إلهي ؟ لقد أجمع القوم علي أن "كلمة الله" تعني "أمره". وقد تعني "وحيه" أو "كلامه الموحي به". جاء في الجلالين عن آل عمران 39 "مصدقاً بكلمة من الله" : كائنة من الله أي بعيسي أنه روح الله. وسمي كلمة لأنه خلق بكلمة كن !" وفي آل عمران 45 يمر علي التعبير دون أن يشرحه مما يدل علي تحذر. وفي سورة النساء 170 يمر بالإسم مرور الكرام، مكتفياً بالإشارة الأولي : "سمي كلمة لأنه خلق بكلمة كن !" - ونقول لماذا وحده سمي بهذا الإسم "كلمة الله" وقد خلق البشر كلهم والأنبياء والمرسلون، والملائكة المقربون بكلمة "كن"، ولم يقل الإنجيل والقرآن والتوراة عن احد من المخلوقين أن "اسمه كلمة الله" ؟ ثم كيف "روح الله" يكون مجرد أمر ؟ أليس في التفسيرين تناقض وارتباك ؟! |
||||
06 - 03 - 2015, 05:18 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ألقاب المسيح في القرآن
وجاء في البيضاوي : "مصدقاً بكلمة من الله" (آل عمران 39) أي بعيسي، سمي بذلك لأنه وجد بأمره تعالي دون أب فشابه البدعيات التي هي عالم الأمر، أو بكتاب الله". - ليس المعني الثاني مقصوداً. ثم أليس كل الأنبياء والصالحين وجدوا "بأمره" تعالي ؟ فلماذا لم يسم الإنجيل والقرآن أحداً منهم "كلمة الله"، واختص عيسي ابن مريم وحده بهذا الاسم ؟ وعلي الآية 45 منها يمر مرور الكرام مع إنه يعدد الأسماء والأحوال التي يصف القرآن بها "الكلمة" الذي يبشر به الله مريم. كذلك في الآية 170 من النساء. كأنه يشعر بخطر هذا اللقب فيتحاشي عن سبر معانيه.
وقال الزمخشري : "مصدقاً بكلمة من الله، مصدقاً بعيسي مؤمناً به، قيل هو أول من آمن به، وسمي عيسي كلمة لأنه لم يوجد إلا بكلمة الله وحدها وهي قوله "كن" من غير سبب آخر. وقيل مؤمناً بكتاب منه تعالي" : - ولكن ليس المعني الثاني مطلوباً لأن أوصاف يحيي نبوة عنه للمستقبل وليس إخباراً عن الماضي حتي تعني الكتاب المنزل قبله. ونجيب الزمخشري وسائر المفسرين الذين قصروا معني "الكلمة" علي أمره تعالي "كن" من غير سبب آخر : لماذا آدم لم يسمه القرآن والإنجيل والتوراة "كلمة" مع أن خلقه أغرب من خلق عيسي كما يذكر "إن مثل عيسي عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له : كن، فيكون !" (آل عمران 59) فآدم أحق البشر بلقب "كلمة" لأنه أول من وجد بكلمة "كن" الخلاقة من غير سبب آخر البتة ؟! |
||||
06 - 03 - 2015, 05:18 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ألقاب المسيح في القرآن
وقال الرازي : "مصدقاً بكلمة من الله" أي كتاب من الله، وهو قول أبي عبيدة، واختيار الجمهور أن المراد بكلمة الله هو عيسي. وكان يحيي أول من آمن وصدق بأنه كلمة الله وروحه. وسمي عيسي كلمة الله من وجوه :
1) أنه خلق بكلمة الله وهو قوله "كن" من غير واسطة الأب كما يسمي المخلوق خلقاً وهو باب مشهور في اللغة. 2) إنه تكلم في الطفولية وآتاه الله الكتاب في زمان الطفولية فكان في كونه متكلماً بالغاً مبلغاً عظيماً فسمي كلمة أي كاملاً في الكلام. 3) أن الكلمة كما أنها تفيد المعاني والحقائق كذلك عيسي كان يرشد إلي الحقائق والأسرار الإلهية كما سمي القرآن "روحاً". 4) أنه حقق كلمة بشارة الأنبياء به كما قال "وحقت كلمة ربك". 5) إن الإنسان يسمي فضل الله ولطف الله فكذا عيسي عليه السلام كان اسمه العلم "كلمة الله وروح الله". وأعلم أن كلمة الله هي كلامه، وكلامه علي قول أهل السنة صفة قديمة قائمة بذات الله". وأضاف في آل عمران 45 : "سمي كلمة الله كأنه صار عين كلمة الله الخالقة له بوجوده المعجز أو لأنه أبان كلمة الله أفضل بيان"، وفي النساء 170 يختار منها ما أجمع عليه القوم : "المعني أنه وجد بكلمة الله وأمره من غير واسطة ولا نطقة". ونجيب عليها جميعاً : كل هذه التعريفات تنطبق علي سائر الأنبياء، في عرفهم، وخصوصاً علي خاتم النبيين : فلماذا لم يسم القرآن محمداً "كلمة الله"، وهو عندهم "أول خلق الله"، وخاتم رسل الله وأكملهم في الكلام المعجز, وقرآنه "روح من أمره" تعالي، وقالوا أنه هو النبي الأمي المكتوب عندهم في التوراة والإنجيل فبه حققت أكثر من عيسي كلمة الله، وقد جاء رحمة للعالمين كافة فهو أحق أن يكون "عين كلمة الله"، وقد أبان كلمة الله الأخيرة، خير بيان وأفضله ؟!. فالقرآن يشهد بأن عيسي وحده دون العالمين خص بهذا اللقب العظيم، حتي صار اسم علم له. وليس ذلك مجرد اسم علم، بل دلالة علي إن كلمة الله هي كلامه، "وكلامه صفة قديمة قائمة بذات الله" علي قول أهل السنة. وهكذا فاختيار الجمهور أن "كلمة الله" لقب لعيسي ابن مريم، وهذا اللقب يعني كلام الله الخارجي لا كلام الله الداخلي القائم بذات الله علي حد قول أهل السنة. |
||||
06 - 03 - 2015, 05:18 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ألقاب المسيح في القرآن
اجتهادنا :
وعندنا أن النصوص واضحة تعني اسم شخص لا مجرد أمر إلهي. فالله تعالي يبشر زكريا بيحيي ويصفه بأنه أول من يصدق بعيسي أنه "كلمة الله" (آل عمران 39)، ويحيي ليس أول من آمن بكلام الله ولا أفضل من آمن به، بل يحيي أول من آمن بعيسي أنه "كلمة الله" وهو يصدق بشخص اسمه "كلمة الله" وليس بمجرد أمر أو صفة. وجاء يحيي ليصدق ويبشر "بكلمة الله" الشخص المنتظر. ومريم آمنت "بكلمة ربها وكتابه" (تحريم 12) والنص هنا يوضح بأن كلمة الرب غير كتاب الرب. فهي آمنت بعيسي وإنجيله، آمنت بابنها النبي وبكتابه. الملائكة تبشر مريم بولد وليس بأمر أو بمجرد كلام : "إذ قالت الملائكة : يامريم إن الله يبشرك بكلمة منه، اسمه المسيح عيسي ابن مريم" (آل عمران 45) ليس أوضح ولا أصرح : "فالكلمة" المبشر به "اسمه المسيح" ويؤكده "عيسي، ابن مريم" : ثلاثة أسماء علم مشهورة تصف "الكلمة". ومن يقرأ هذه الآية بإخلاص "إنما المسيح، عيسي، ابن مريم : رسول الله، وكلمته ألقاها إلي مريم، وروح منه" (نساء 170) لا يستطيع إلا الإقرار بديهياً أن "الكلمة" اسم شخص لوروده بين الإسمين "رسول الله ... وروح الله"، فهو مرادف للأسماء المحيطة به، وهو خبر ثان معطوف علي رسول الله وكلاهما خبران للمسيح عيسي ابن مريم، "وروح منه" خبر ثالث معطوف علي "كلمته" يوضحه ويؤكده. فكلمته لقب بين ألقاب تعني شخص المسيح، فكيف يكون مجرد أمر ؟!. |
||||
06 - 03 - 2015, 05:18 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ألقاب المسيح في القرآن
وإلي ذلك فإن لفظ "الكلمة" ورد في آل عمران 45 مذكراً "بكلمة اسمه المسيح" فالهاء في "اسمه" تعود إلي كائن ذكر، وأما قوله في النساء "كلمته ألقاها إلي مريم" فأنثها حملاً علي اللفظ، لأن معني التذكير صريح من الأسماء الثلاثة المحيطة به "رسول الله وكلمته وروح منه".
فهذا "الكلمة" الملقي إلي مريم هو "روح من الله" فكيف يكون مجرد أمر ؟ هو "رسول الله" فكيف يكون مجرد كلام ؟ هو "المسيح عيسي ابن مريم" فكيف يكون شيئاً لا شخصاً ؟ لا جرم أن الأمر الإلهي خلاق ولكن ليس له صلة مولود برحم مريم. "والكلمة" المبشر به له اسم معروف "اسمه المسيح عيسي ابن مريم" (آل عمران 45)، "والكلمة" الملقاة إلي مريم اسم شخص له خمسة ألقاب غيرها تحيط بها وتوضحها (نساء 170)، فوجودها بينها يدل علي أنها مثلها اسم علم لعيسي. "ألقاها" : فالكلمة الملقاة كائنة قبل أن تلقي إلي مريم وقبل مريم : فهذا الابن الذي سيولد، موجود قبل أمه !! "يبشرك بكلمة منه" مولود مريم كائن قبل مريم وهو "منه" أي من الله لا من العدم ! بل لا يمكن أن يكون من العدم كسائر المخلوقين لأنه "كلمة من الله". "منه" تدل علي صلة المصدر : قال الببضاوي "ذو روح صدر منه" إذن عن طريق الصدور لا عن طريق الخلق، وإلا فما معني هذه التأكيدات التي خص بها : "كلمته، كلمة منه، وروح منه" إذا كان يتساوي في طريقة واصل وجوده مع سائر الناس ؟ ورسول الله، المسيح عيسي ابن مريم، امتاز بين الرسل بأنه "كلمة الله" وروح منه" (نساء 170) ولقب روح الله يوضح أن الكلمة شخص لا مجرد كلام. وأن هذا الشخص "الكلمة" هو "روح الله" أو "روح من الله" علي السواء. وهذان اللقبان يصفان رسول الله المسيح أفضل وأكمل وصف يميزه عن سائر الأنبياء والمرسلين، بعلاقة مصدرية أقنومية عقلية روحية إلهية. "فكلمة الله" المسيح عيسي ابن مريم، رسول الله وروحه، ليس هو إذن كلام الله الخارجي الذي يخلق به الله أو يأمر به أو يوحي به : بل هو كلام الله الداخلي الجوهري "القائم بذات الله". |
||||
06 - 03 - 2015, 05:19 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ألقاب المسيح في القرآن
"صفة قديمة قائمة بذات الله" :
لقد حدد "أهل السنة أن كلمة الله صفة قديمة قائمة بذات الله" (الرازي) فكلام الله الخارجي مخلوق حتماً إذ يستحيل أن يتجزأ الخالق، وهذا هو كلام الخلق والوحي. أما كلام الله الذي به يعقل ذاته وبذاته يعقل غيره، فهو غير مخلوق، هو منه وفيه، فذاته تعقل ذاتها، لذلك كلام الله الذاتي صفة قديمة قائمة بذات الله. هذا ما فهمه الراسخون في العلم منهم وإن أبوا تطبيقه علي اسم المسيح "كلمة الله". لذلك، فإن "كلمة الله"، الاسم العلم لعيسي ابن مريم، كائن من قبل أن يلقي إلي مريم، إنه صفة قديمة قائمة بذات الله". وهذا ما يتضح جلياً من إنجيل يوحنا حيث ورد هذا اللقب الفخم علماً للمسيح لأول مرة : قال في وصف جوهره : "في البدء كان الكلمة والكلمة كان لدى الله وكان الكلمة الله". وقال يصف عمله : "كان ذاك منذ البدء لدى الله. به كون كل شئ : وبدونه لم يكن شئ واحد مما كون. فيه كانت الحياة .. أما النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان، فكان آتياً إلي العالم ... وقال يصف اتصاله بخلقه، بواسطة تجسده من مريم بمعجزة إلهية : "والكلمة صار جسداً وسكن في ما بيننا. وقد شاهدنا مجده، مجداً من الآب لابنه الوحيد، الممتلئ نعمة وحقاً فإن الناموس قد أعطي بموسي، وأما النعمة والحقيقة فبيسوع المسيح قد حصلا". وختم يصف مصدر معرفة هذه الأسرار الإلهية : سر وجود الكلمة الإلهي، وعمله في الخلق، وإلقاءه إلي مريم فيتجسد : |
||||
06 - 03 - 2015, 05:19 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ألقاب المسيح في القرآن
"الله لم يره أحد قط :
الإله، الابن الوحيد، الذي في حضن الآب هو نفسه قد أخبر". (يوحنا 1 : 1 – 18). ويبرهن الإنجيل كله، من أعمال وأقوال عيسي ابن مريم، أن عيسي هو المسيح الكلمة الأزلي الذي ألقاه الله إلي مريم آية للناس ورحمة منه تعالي. والقرآن يشهد ضمناً بذلك بأخذ لقب "الكلمة" عن الإنجيل وإسناده إلي المسيح عيسي ابن مريم، وإن هو نفي ظاهرياً ألوهية المسيح "كلمة الله"، فإنما ينكر لاهوتاً غريباً عن ذات الله الواحدة، ولا يقصد إلي إنكار لاهوت "كلمة الله" "القائمة بذات الله"، والتي بها الذات الإلهية تعقل ذاتها : "قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين" (زخرف 81) ! إن في هذه الآية لمفتاح النور الذي يكشف التعارض القائم بين موقف القرآن الظاهري من نفي ألوهية المسيح وموقفه الحقيقي الناتج من النصوص التي بها يسمي عيسي ابن مريم "كلمة الله" كاسم علم يوضح سر شخصيته. وهكذا يشهد القرآن للإنجيل ويصدقه. رد تفسيرهم : |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ألقاب السيد المسيح |
ألقاب السيد المسيح |
«الحياة» لقب من ألقاب المسيح، |
المسيح في القرآن |
ألقاب المسيح لتلاميذه |