|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قداسة البابا شنوده الثالث الثمن كل شئ له ثمن، سواء في السماء أو على الأرض. فهكذا يقتضى العدل: عدل الله، والعدالة الأرضية أيض الحرية مثلًا لها ثمن. وقد صدق الشاعر في قولا: وللحرية الحمراء بابٌ بكل يد مضرّجة تُدقُّ أى مضرجة بالدم، دم الذين جاهدوا ليحصلوا عليها... حرية العبيد في أمريكا، كان لها ثمن هو ثورة العبيد في أمريكا.. وحرية السود في جنوب أفريقيا ، كان لها ثمن دفعه مانديلًا الذي احتمل السجن سنوات عديدة، حتى خرج ليكون أول شخص أسود حكم جنوب أفريقيا بعد زوال التفرقة العنصرية.. ونجاة مصر من الاحتلال البريطانى، كان له ثمن: ثمنه الثورة الجبارة التي قام بها سعد زغلول سنة 1919 بعد أن نُفى إلى سيشل هو وأصحابه. تلك الثورة الشاملة التي قامت في مصر كلها. وأعقبها الحصول على الدستور لأول مرة سنة 1923 كذلك حصول الهند على الاستقلال بعد أن حكمتها انجلترا سنوات عديدة. هذا أيضًا كان له ثمن، هو الجهاد المضنى الذي قام بها الزعيم مهاتما غاندى، في أصوام وفي صبر واحتمال، حتى اعترفت بريطانيا باستقلال الهند أخيرًا. النجاح أيضًا – في أي شيء – له كذلك ثمن: وثمنه التعب والجهاد. ولاينال النجاح بمجرد الرغبة فيه، فهذه الرغبة وحدها لا يمكن أن توصل إلى النجاح. وكما قال الشاعر: وما نيل المطالب بالتمنى ولكن تؤخذ الدنيا غِلاب وعلى رأى المثل "من جدَّ وجد". ولا يقل أحد "لا داعىَ لأن أتعب. أنا استريح، وأنال ما أريد "عن طريق الفهلوة". فالفهلوة يا أخى هي أيضًا ثمن، لمن يستطيع أن يتقنها. وحتى إن أوصلت إلى ما تسميه نجاحًا، فهو غير دائم، وقد ينكشف... يضاف إلى النجاح: التفوق. وهذا لا يمكن أن يناله الإنسان إلا بجهد فائق، غير عادى... الصحة أيضًا، لا يحصل عليها أحد الا بثمن: وثمنها هو مراعاة كل القواعد الصحية، وإبعاد الجسد عن كل أسباب المرض والضعف، وتقويته بما يحتاج إليه من غذاء ورياضة وهواء نقى. أما في حالة المرض، فثمن الصحة هو العلاج اللازم والدواء، وإطاعة الارشاد الطبية واحتمال الألم. وما اكثر الثمن الذي يبذله الإنسان في ظروف العمليات الجراحية، سواء من جهة ماله أو احتماله، والصبر حتى يُشفى. وبعد ذلك أيضًا الحرص في فترة النقاهة خوفًا من أن ينتكس... كذلك أيضًا، كسب محبة الناس، ما أعظم الثمن الموصل إليها... يحتاج الإنسان في ذلك إلى تدريب طويل على البذل والعطاء، والثبات في ذلك، واحتمال أخطاء الآخرين، وحسن معاملة الكل صغار وكبار، وعدم التعامل بالمثل، وعدم الخوض في سيرة الآخرين. وإن تحدث عنهم يذكر فضائلهم وينسى ما لهم من سيئات... بهذا كله يكسب محبة الناس. كما أنه يدرس ويختبر نفسيات الذين يتصل بهم، ويتعامل مع كلٍ منهم حسب ما يناسب نفسيته... صدقونى، حتى الحب العاطفى بين فتى وفتاة، له أيضًا ثمن. والكل يذكر قصة (مجنون ليلى) وما بذله وما احتمله وقاساه...! الأمانة أيضًا لها ثمن، والطاعة كذلك لها ثمن: الأمانة الخاصة بعفة اليد، ثمنها تدرب الشخص على ألا يأخذ شيئًا ليس من حقه، ولا يأخذ شيئًا أزيد من حقه. وهكذا يبعد تمامًا عن المال الحرام، ويحترس من الرشوة بكل إغراءاتها... الأمانة في اداء الواجب، ثمنها بذل الجهد على قدر المستطاع في القيام بمسئولياته، وعدم التقصير في شيء منها... أما عن الطاعة، فثمنها محبة من تطيعه، والتضحية بمشيئتك الشخصية لأجل تنفيذ مشيئته، في نطاق مشيئة الله كذلك تكوين الثروة له ثمن، والوصول إلى السلطة له ثمن... مصدر المقال: موقع الأنبا تكلاهيمانوت. الثروة لا تهبط على الإنسان من فوق، كعطية مجانية من السماء! وإنما تحتاج إلى جهد وتعب في الحصول. وكثير من الناس يشتهون الثروة ويسعون إليها، ولكن لا ينالها إلا الذين تعبوا في الحصول عليها... السلطة ما أكثر الذين يسعون إليها ويشتهوها. ولكن الذين حصلوا عليها هم الذين تعبوا من أجلها وصبروا، حتى حصلوا على مكانة توصلهم إلى السلطة وفى كل ذلك، ليس فقط الحصول على الثروة والسلطة، يحتاج إلى ثمن. بل كذلك الحفاظ على كلٍ منهما يحتاج إلى ثمن. لأن كثيرين من الذين حصلوا عليهما قد فقدوهما بسبب سوء الإستخدام، أو بسبب النفخة الكاذبة والكبرياء... التوبة أيضًا لها ثمن، وثمنها هو جهاد النفس ضد الخطية: ونقصد بالخطية كل أنواعها: سواء خطايا الجسد أو الفكر أو القلب، أو خطايا اللسان أو خطايا الحواس وغير ذلك. ومن الناحية الايجابية حفظ نقاوة القلب وامتلائة بمحبة الله. ثم الثبات في كل ذلك، والبعد عن كل أسباب النكسة الروحية. صدقونى يا أخوتى، إن الخطية أيضًا لها ثمن. فما أكثر الذين بذلوا الجهد والمال والصحة ثمنًا للخطية. ثم بعد ذلك فقدوا الكل. فلا بقى لهم جهد ولا مال ولا صحة. كما فقدوا الخطية ولم تدم لهم... أخيرًا احب أن أقول: إن السماء والحياة الأخرى لها أيضًا ثمن: وثمنها هو الإيمان السليم والحياة الطاهرة المقبولة أمام الله. وسعيد كل من ثبت فيهما. وكل من كان في كل حين مستعدًا للقاء الله، بضمير صالح قدامه. |
01 - 12 - 2022, 06:41 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مقالات متفرقة - البابا شنوده الثالث مقالات نُشِرَت في جريدة أخبار اليوم
قداسة البابا شودة الثالث الآخر.. مَنْ هو الآخر؟ ما علاقتك بالاخر؟ الآخر هو كل إنسان غيرك. فما هي علاقتك إذن بالآخر؟ حينما خلق الله أبانا آدم، خلق له كائنا آخر هو أمنا حواء. وكانت علاقة كل منهما بالآخر علاقة حب وتعاون, نضعها كمثال طيب أمامنا. فلم يحدث في يوم من الأيام أن اختلف أحدهما مع الآخر. إنما عاشا متزاملين ومتلازمين، يقطعان غربة العمر معا. يقطفان الورد معا، وقد يجرحان من الشوك معا... ثم كانت أول مأساة مع الآخر، فيما قاساه ابنهما هابيل من أخيه الذي قام عليه وقتله. فكان المثال الذي علينا أن نتحاشاه. وبمرور الوقت اتسعت دائرة الآخر في الحياة: من العلاقة بين فرد وفرد، إلى العلاقة في محيط الأسرة، ثم القبيلة. وتطورت إلى العلاقات في البلد الواحد، إلى الوطن الواحد. وأخيرا إلى العالم كله، الذي نشأ من أسرة واحدة. فكيف يكون إذن التعامل مع هؤلاء؟ ولنبدأ بالتعامل مع الفرد، فنقول: هل أنت تحترم الآخر أيا كان، كإنسان؟ هل نتعاون معه؟ هل تساعد الآخر؟ هل تجده؟ هل أنت على استعداد أن تبذل نفسك لأجل الآخر، وتضحي من أجله بكل شيء؟ اعلم أنه حسب نوعية التعامل مع الآخر، يكون مقياس حضارة الإنسان، فالإنسان المتحضر يكون سهل التفاهم مع الآخر، يأخذ ويعطى معه في مودة ويسر، ولا يسرع إلى الخلاف... ما أجمل ما قاله احد الحكماء "ما عاش من عاش لنفسه فقط". إنها الأنانية أو الانغلاقية، حيث يتمركز الشخص حول نفسه، ولا يخرج منها ويندمج مع الآخر. وهذا الاندماج هو البذرة التي يتكون بها المجتمع. وعلى العكس هناك من يرون أنهم لا يستطيعون أن يعيشوا بدون الآخر.. بل كل نشاطهم هو من أجل الآخر، وكل مواهبهم هي من اجل الآخر. وفي هذا يقول الشاعر إيليا أبو ماضي: يا صديقي أنا لولا أنت ما غنيت لحن كنت في قلبي لما كنت وحدي أتغنى وإن كانت هذه هي كلمات شاعر، وخواطره ومشاعره وألحانه، فإنها أيضًا هي علاقة الكاتب مع الآخر، أعني مع القارئ.. وكأن الكاتب يقول للقارئ. بلغة إيليا أبو ماضي: أنا لولا أنت ما كنت أكتب! إذ أنني من أجلك اكتب ، حيث يختلط فكرى بفكرك، ويصير لنا فكر واحد، وليس آخر. فأنت هدفي، وأنا وسيلتك. وأنت أذني، وأنا فمك. وكلانا واحد. وحقًا ماذا تكون جدوى كلماتي من غيرك؟! إنها لا شيء! نفس الأمر مع كل من يعمل عملًا، هو لغيره، أو نتيجته لغيره.. فالبائع لا شيء، إن لم يوجد المشترى. والمتكلم لا جدوى لكلامه، إن لم يكن هناك الذي يسمع. والراعي لا صفة له، إن لم تكن هناك رعية. والمعلم ما هدفه، إن لم يكن هناك من يتلقى عليه العلم. وهكذا دواليك. وفى كل هذه الأمثلة تظهر أهمية الآخر.. نقطة أخرى في علاقة الإنسان بالآخر، وهي: إن الإنسان الواسع القلب، لا يزاحم الآخر في طريق الحياة.. بل هو في سيره، يفسح طريقًا لغيره. يفسح له الطريق ليعبر، أو لكي يسير معه في نفس الطريق. إنه لا يتعالى على الآخر، ولا يتفاخر، وهدفه أن يلتقيًا ولا يتباعدًا. وأتذكر أنني كتبت عن ذلك في إحدى قصائدي منذ زمن بعيد. قل لمن يجرى ويعلو شامخ يا صديقي قف قليلًا وانتظرني نحن صنوان يسيران مع إنا في حضنك مل أيضًا لحضني قل لمن يعتز بالألقاب إن صاح في فخره: من أعظم منى؟! أنت في الأصل تراب"تافه" هل سينسى أصله من قال "إني"..؟! يا أخي اعرف جيدًا في صراحة كاملة: انه كلما ازدادت (الأنا) عندك، حينئذ يختفي الآخر في مقاييسك حيث تقول: من الذي يعيش ويظهر، وينمو وينتشر: أنا أم الآخر؟ وحيث يقول البعض: إذا مت عطشان، فلا نزل المطر!! أو تقول : فلأكن أنا المنتصر على الدوام، وغيري المهزوم..! الدنيا هي دنياي أنا، خلقها الله لي، لكي أعيش!! وتنسى أن الله تبارك اسمه، قد خلق الدنيا للكل، والكل رعاياه وموضع اهتمامه.. لماذا تطلب أن يختفي الآخر لكي تظهر أنت؟ ألا يمكن لكما أن تعيشا معا؟ حقًا إن عمق الاهتمام بالآخر يكمن في إنكار الذات (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات)، وإيثار الغير على النفس. بينما إهمالك للآخر لون من الأنانية.. يا أخي، لماذا يكون قلبك ضيقًا، فلا يتسع للآخر؟! ولماذا. إذا ما اتسع قلبك. فإنما ينفتح لنوعية خاصة من الناس ، بينما ينغلق أمام الآخرين؟! لماذا تخسر الآخر؟! ليتك تستمع إلى سليمان الحكيم حينما قال "رابح النفوس حكيم".. على أن أسمعك وأنت تهمس قائلًا: "ولكن فلانًا لست اتفق معه، طبعي لا يتفق مع طبعه، وفكري لا يتمشى مع فكرة". هنا وأراني مضطرًا أن أردد عبارة جميلة قالها القديس يوحنا ذهبي الفم، وهي: "من لم توافقك صداقته، لا تتخذه لك عدوًا". لذلك نصيحتي لك، لا توسع دائرة أعدائك. فليس هذا من الصالح لك ولا لغيرك.. وهنا أسأل : إذا اختلف معك الآخر في الرأي، هل تحول ذلك إلى خلاف في القلب أيضًا؟! وهل حينئذ تهاجم الآخر، وتعاديه، وتحقره، وتشهر به؟!ً أم تحاول أن تلتقي به وتتفاهم؟ وإن التقيت معه في حوار، أيكون حوارًا هادئًا، أم ساخنًا، أم ملتهبًا؟ أم حوارًا يسوده الاحترام والمودة؟ وهل يكون هدفك من الحوار أن تنتصر على الآخر، وترغمه على قبول رأيك؟ وهل حوارك ليس للتفاهم، إنما لإثبات شخصيتك، وتثبيت فكرك؟ وهل يؤول حواركما حينئذ إلى مزيد من التباعد في الرأي والقلب؟! يا صديقي، هل تؤمن بحرية الرأي؟ وبالتنوع والتعدد في الأفكار؟ وهل يظهر ذلك في تعاملاتك؟ أم انك تعمل على إلغاء شخصية الآخر!! فإما أن يوافقك، أو تطرحه بعيدا عنك. ويتحول التنوع إلى خلاف، ويتحول الخلاف إلى قتال ويؤول القتال إلى عداوة، تحتد وتشتد!! في الزواج مثلا: لماذا يحدث الطلاق أحيانًا؟ أليس السبب هو نفس الإشكال؟ أنا أم الآخر؟! بينما الحكمة في الزواج، أن يصير الزوجان واحدًا، لا أن يكونا واحدًا وآخر..! وهكذا عن باقي أفراد الأسرة والأقارب، حيث يقول الواحد منهم عن قريبه: إنه لحم من لحمى، وعظم من عظامي. إنه دمى، وليس آخر... وبالحب، يتسع نطاق أسرتك، حتى يشمل المجتمع كله. ولا تقول عن فرد منه إنه آخر. بل هذا المجتمع هو ذاتك الكبرى، وليس آخر..! عندئذ يتحول العالم كله إلى أسرة كبيرة متحابة، يتحدثون فيها عن التعاون الدولي، والمؤسسات الدولية، وما إلى ذلك. لهذا كله، ينبغي على كل منا أن يتدرب على محبة الآخر. فالعلاقة مع الآخر كلما ازدادت قربًا تتحول إلى وحدة. وأتذكر أنني سئلت مرة عن الوحدة الوطنية فقلت: يا أخي المواطن: حينما أنظر إلى نفسي فأراك، وأنظر إليك فأراني، وكأنني أنظر في مرآة، وكأننا زوج واحد في جسدين، عندئذ تكون هذه هي الوحدة الوطنية... |
||||
16 - 11 - 2022, 01:52 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مقالات متفرقة - البابا شنوده الثالث مقالات نُشِرَت في جريدة أخبار اليوم
قداسة البابا شودة الثالث الشك واليأس من حروب الشياطين الشك: يعمل الشيطان على زرع الشكوك في كل مجالات الحياة. لأن الإنسان في حالة الشك يكون ضعيفًا, فيتمكن الشيطان من الانتصار عليه.. ** وما أسهل عليه أن يغرس الشك في كل العلاقات الاجتماعية: كالشك في إخلاص الزوج أو الزوجة, أو في علاقة الصديق بصديقه, أو الشريك بشريكه في العمل. الشك في صدق الناس وفي أمانتهم وفي حسن نواياهم. وفي نياتهم ومقاصدهم. كل ذلك لكي يزعزع صلة الناس ببعضهم البعض, ويحولها إلى انقسامات ونزاع, ويضيّع الحب الذي هو عماد الحياة الروحية والاجتماعية كلها.. حتى الأمور التي يمكن أن تمر ببساطة, يعقدها الشيطان بشكوك عديدة, وقد يخلق منها مشاكل عويصة.. ** إنه يشكك التلاميذ في موسم الامتحانات... الشك في صعوبة الأسئلة, وفي القدرة على النجاح. وإن أمكن النجاح يثير الشك في إمكانية التفوق والالتحاق بكلية مرموقة. وإن نجح الطالب وتخرج, يقدّم له الشك في إمكانية الحصول على وظيفة. ** كذلك الشك في الأخبار سواء التي تنشر في الصحف, أو التي ترد في كل وسائل الإعلام: هل هي فعلًا حقيقية أم أن وراءها غرضًا معينًا يقصده الكاتب أو المذيع. ويزداد الشك كلما تضاربت الأخبار أو تنوعت أساليب عرضها.. ** وقد يتطور الأمر فيشك الإنسان في ذاته, وفي مدى قدرته. وربما يشك في حالته الصحية, وهل هو مريض بالمرض الفلاني, أم أن الأطباء والأقرباء يخفون الأمر عنه أو يهونون عليه وقع الخبر..! وربما فتاة يأتي شاب ليخطبها فتشك في قبوله لها. وهل سيمضى ثم لا يعود.؟! ** بل أن الشك قد يصل إلى الإيمان أيضًا والعقيدة. مثلما حدث في نشر الشيوعية, وبعض الكتابات الإلحادية, أو في قيام بعض البدع والملل والنحل. ويتساءل العقل في حيرة وفي شك: أين الحقيقة؟ ** وقد يكون الشك في إمكانية الحياة مع الله، وهل هي سهلة أم صعبة؟ والى أي مدى يمكن السلوك بالمبادئ السامية في مجتمعات أنتشر فيها الفساد، وأصبحت الفضيلة فيها محاطة بعقبات وأشواك! ** والشك عمومًا يحتاج إلى علاج، والى بحث ورويّة واقتناع. وفي العلاقات الاجتماعية ربما يلزمه أحيانًا شيء من المواجهة أو من الصراحة، أو العقاب. وهنا ينبع شك آخر: هل المواجهة أو العتاب تأتى بنتيجة سليمة أم تؤول لها حالة أكثر سوءًا؟! وهل الذي ستواجهه أو تعاتب سيقبل ذلك. أم يغضب ويثور ويهدد؟! اليأس أخطر ما في الشك أنه قد يزداد حتى يتحول إلى يأس. على أن اليأس إذا زاد، وإذا سيطر على مشاعر إنسان، فقد يجعله ينحرف أحيانًا ويلجأ إلى حلول غير سليمة... ** فإنسان قد يقع في مشكلة ويحاول أن يصل إلى حلها فلا يعرف. وأخيرًا إن طال الوقت ولم يجد للمشكلة حلًا، قد يلجأ إلى وسائل لا يرضى عنها الضمير مثل الكذب أو الغش أو التحايل مركزّا على الرغبة في الوصول أيًا كانت الوسيلة خاطئة! وإن وبخه ضميره، يرد قائلًا: ماذا افعل! ليس أمامي طريق آخر، لقد يئست... هذا الإنسان ينقصه الصبر أو الحكمة، أو على الأقل المشورة... ** أو إنسان آخر تواجهه مشكلة، فيصلى إلى الله كثيرًا أن ينقذه منها. وإذ يمرّ الوقت وتبقى المشكلة قائمة، ربما يدركه اليأس من حلها. ثم يوسوس له الشيطان أنه لا فائدة من الصلاة ولا منفعة، وأن الله لا يسمع أو لا يرحم... ويبدأ إيمانه أن يهتز ولا يعود يصلى من أجل هذه المشكلة ولا من أجل أي سبب آخر... ** شخص آخر تقابله في متاعب في حياته الزوجية، أو خلافات بينه وبين زوجته، ويحاول أن يقنعها بفكره فلا تقتنع، فتبدأ محبته لها أن أن تفتر، ويعمل على استعادة الحب القديم فلا يستطيع... وأخيرًا ييأس من استمرار حياته معها، ويبدأ في التفكير في تطليقها. ويتم الطلاق نتيجة لليأس، ويكون مأساة للأسرة وللأولاد... ** شخص آخر يزداد الخلاف بينه وبين بعض أصدقائه، ويصطدم بحقيقة تزعجه وهى خيانة من البعض، وعدم أمانة من البعض الآخر، فيشك في الصداقة والأصدقاء، وتنحرف نفسيته، فييأس من كل هذه العلاقات، وينعزل بعيدًا عن أي صديق خوفًا من أن تتكرر المأساة. ولا يعود يأتمن أحدًا أو يتحدث بأسراره لأحد!! ** أو إنسان كان طيب القلب متسامحًا مع الكل، فوجد أنهم يستغلون طيبته ويمتهنون كرامته. ويجد أن الوداعة والتواضع يعتبرهما البعض دليلًا على الضعف. ويتكرر هذا الأمر، فيدركه اليأس من حياة السمو والفضيلة والهدوء، وينقلب إلى صورة عكسية تمامًا في معاملته مع الآخرين.. فلا يعود يغفر أية إساءة لأحد، بل يقابل السيئة بما هو أسوأ منها... ** وإنسان آخر تكثر عليه المشاكل والضيقات ، ويحتمل على قدر طاقته، ثم يضيق صدره أخيرًا بكثرة الاحتمال. وإذ تزداد آلامه يومًا بعد يوم، ولا يجد معونة من أحد، ولا حلًا لكل ما يكابده، حينئذ يدركه اليأس ويعصره، ويفكر في التخلص من هذه الحياة كلها بالانتحار، نتيجة ليأسه... ** أو شخص آخر يقع في الخطيئة ثم يتوب أو يحاول التوبة، ولكنه يعود للخطيئة مرة أخرى وثانية وثالثة، فيدركه اليأس من حياة التوبة وينغمس في الخطيئة. على أنى أري هذه النقطة بالذات من الوقوع في اليأس، تحتاج منا إلى شرح وتفصيل أكثر، بل إلى مقال خاص. فإلى اللقاء في المقال المقبل إن أحبت نعمة الرب وعشنا. |
||||
16 - 11 - 2022, 01:54 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مقالات متفرقة - البابا شنوده الثالث مقالات نُشِرَت في جريدة أخبار اليوم
قداسة البابا شودة الثالث من حيل الشياطين للشياطين حيل كثيرة, صارت بعضها معروفة, ومنها: ** تقديم خطيئة باسم فضيلة: الشيطان خبيث. ويرى أن بعض الناس يرفض ضميرهم الخطيئة إن كانت مكشوفة. فلا مانع عنده من أن يعرض خطايا معينة بغير أسمائها, بأسلوب يسهل قبوله, بحيث تلبس الخطايا ثياب فضائل.. فالتهكم على الناس والاستهزاء بهم, يقدمه على اعتبار أنه لطف وظرف, ومحبة ودالة, وخفة روح ومحاولة للترفيه. والدهاء أو الخبث يسميه باسم الذكاء! أما الكذب فيمكن للشيطان أن يقدمه باسم الحكمة, كنوع من حسن التصرف أو إنقاذ للموقف. والطبيب قد يكذب على المريض مرات, ويسمى ذلك "حفظ معنويات المريض" وحمايته من الانهيار. والبعض قد يسمى أنواعًا من الكذب باسم الكذب الأبيض. وربما يعتبره في أول أبريل دعابة وفكاهة.. والقسوة على الأبناء يقدمها الشيطان للآباء باسم الحزم والحرص على تأديبهم وتربيتهم ومنعهم من الانحراف, وربما تقودهم هذه القسوة إلى الانحراف للهروب من قسوة الآباء. وهذا ما يريده الشيطان. والتزين الذي يصل إلى التبرج, يُقدم باسم الأناقة والنظافة.. وقد يقدم للبعض جريمة القتل باسم آخر. فقتل الأخت الخاطئة يسميها غسل عار الأسرة. وقتل آخر يطلق عليه اسم الدفاع عن الوطن أو الدفاع عن الدين أو تطهير الأرض من المخطئين أو من الطغاة... لا مانع عند الشيطان من الدخول في خداع المسميات. إذ يرى أنه ليس من (الحكمة) أن يسمى الخطية بأسمائها المنفرة, ففي ذلك كشف لأوراقه. وعدم الوصول إلى هدفه. البخل مثلًا لا يسميه بخلًا لأن هذا الاسم غير مقبول. إنما يسميه "حسن تدبير المال" أو عدم الإسراف وعدم التبذير. أو حفظ المال لحاجة المستقبل... وهكذا العلاقات الشبابية غير الطاهرة يسميها باسم الحب, بينما هي شهوة وليست حبًا. وإعطاء الخطية اسم الفضيلة, يساعد الخطاة على الاستمرار فيها. كما يوقف تبكيت الضمير فلا يزعج الإنسان أو يقوده إلى ترك الخطية. فليحترس إذن كل أحد من هذه المسميات الزائفة, ولا يسمح للشيطان أن يخدعه. فالخطية هي الخطية مهما اختفت وراء اسم آخر. ** ومن حيل الشيطان أيضًا التدرج الطويل: إن وسائل الشيطان تتعدد, وقد يبدو بينها أحيانًا شيء من التناقض بين أسلوب وآخر, ولكن يجمعها هدف واحد وهو إسقاط الفريسة. فالشيطان في بعض الأحيان قد يضربه ضربة سريعة فجائية, بحيث لا يكون الشخص مستعدًا لها. وأحيانًا يعمل في تدرج طويل لا يشعر به صاحبه. والتدرج يلزمه وقت قد يطول. ولكن الشيطان لا يهمه الوقت, بل يهمه السقوط. والتدرج يصلح غالبًا للأشخاص الذين لا يقبلون خطية معينة بسهولة. ولكن الشيطان يوصلهم إليها تدريجيًا في هدوء, بجرعات قليلة أو قليلة جدًا, تزداد بالوقت حتى تقضى عليهم. وقد يقسّم الخطية إلى مراحل, كل مرحلة تثبت أقدامها بالوقت. إنه يحب -حينما يضرب الضربة- أن تصيب مقتلًا. وهذا يتطلب منه أحيانًا تمهيدات طويلة المدى. بحيث حينما يدخل القلب يجده مزينًا مفروشًا مهيئًا لعمله, ويجد الضحية جاهزة بلا مقاومة. وحتى إن قاومت تكون بلا قدرة على الإطلاق, فتسقط أمامه بسهولة... وفى خطة التدرج, كل خطوة يقترب فيها الشخص إلى جو الخطية تجعله يعتادها, وتضعف إرادته أمامها. وبمرور الوقت يألفها ولا تصبح غريبة عليه. وبالتدريج تدخل إلى فكره ثم إلى مشاعره... ومن أمثلة التدرج الطويل, تأتى العادات. وكل عادة مسيطرة على الإنسان, أتبدأ هكذا مطلقًا. ربما كان هو المسيطر عليها أولًا ويستطيع تركها. ولكنه بالتدرج الطويل فقد سيطرته, ثم سيطرت العادة عليه. وربما قال له الشيطان في أول خطوة: "جرّب أو اختبر.. الحياة كلها خبرات, والأمر بيدك تستطيع أن تمتنع وقتما تشاء". وظل به هكذا إلى أن أتى الوقت الذي فيه سلّم إرادته بالتمام, ولم يعد يقاوم, بل لا يشاء أن يقاوم... ونصيحتنا لمقاومة سياسة التدرج هذه التي ينتهجها الشيطان, أن يبعد الشخص عن الخطوة الأولى بكل حزم, مهما بدت بريئة أو حاول الشيطان أن يقنعه بأنها بريئة. احترس من كذب الشيطان إن قال لك إنها خطوة واحدة ولن تتكرر أو لن تتطور. فالشيطان لا يقبل على خطته أن يتركها عند حدود الخطوة الواحدة, دون أن يتقدم بها باستمرار نحو هدفه البعيد. إذن احترس حتى من الخطوة الأولى, وليس فقط من تطورها, مهما بدت هذه الخطوة في نظرك من الأمور الصغيرة... ** من حيل الشيطان أيضًا, (الأمور الصغيرة)! إنه يحارب بها, لأن الشخص قد لا يهتم بها, ولا يحترس منها... بل يقول لنفسه: "وهل مثلى يخاف من هذه الأمور الصغيرة. إنها قد تتعب المبتدئين. أما نحن فقد كبرنا عن أمثال هذه الأمور..!" حقًا إن شيطان الأمور الصغيرة يمكن أن يهلك الإنسان. فيمكن أن تغرق سفينة من ثقب صغير في قاعها. والإنسان لا يشترط أن يكون موته بواسطة وحش خطير يفترسه, إنما يكفى لموته ميكروب لا يُرى بالعين المجردة أو مجر فيروس... والأمور الصغيرة قد لا تكون صغيرة فعلًا, ولكن الشيطان يسميها هكذا. والله -تبارك اسمه- قد يختبر إرادتنا بأي اختبار مهما كان بسيطًا, ولكن تنكشف به نفسيتنا من الداخل. هذه الأمور الصغيرة قد تكون مثل قليل من التساهل مع الحواس أو القراءات أو السماعات, أو عدم التدقيق في الكلام, أو تمسك الإنسان برأيه, وعدم استشارية لأحد, أو عدم لوم النفس على أخطائها, أو التقصير في الصلوات.. وطريقة الخلاص من شيطان الأمور الصغيرة هي في حياة التدقيق. |
||||
16 - 11 - 2022, 01:57 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مقالات متفرقة - البابا شنوده الثالث مقالات نُشِرَت في جريدة أخبار اليوم
قداسة البابا شودة الثالث الشيطان: صفاته وحيله * أول وأهم صفة للشيطان أنه شرير, يحب الشر ويعمل على نشره بكافة أنواع الطرق. ويكره الخير والخيرين ويقاتلهم. وهوايته هي إسقاط الآخرين. وهو في قتاله للبشر, لا يهدأ مطلقًا ولا يملّ ولا يستريح. هو مشغول بالجولان في الأرض والتمشي فيها, يبحث عن فريسة لكي ينقضّ عليها. والعجيب أنه قوى في عمله. استطاع في الأجيال القديمة أن يلقى غالبية العالم في الوثنية, وفي تعدد الآلهة, وفي إغرائهم بألوان من الخطية والدنس. بل إنه صرع أشخاصًا كثيرين وسيطر عليهم. ولكن ليس معنى هذا أن نخافه, بل نحترس منه, طالبين معونة الله للتغلب عليه والنجاة من حيله... والشيطان خبير بالحروب, وخبير بالنفس البشرية. إنه يحارب الإنسان منذ أكثر من سبعة آلاف سنة, منذ أبوينا الأولين آدم وحواء. فأصبحت له خبرة طويلة في حربه مع البشرية. وقد صادف في قتاله أنواعًا شتى من نفوس البشر. فصار أقدر مخلوق على فهم النفس البشرية وطريقة محاربتها, إذ قد درسها جيدًا واختبرها, وعرف نواحي القوة والضعف فيها, ومتى تقاومه ومتى تستسلم له. وتحرّس في أسلوب محاربتها... فهو إذن عالم نفساني, وعلم النفس عنده ليس مجرد نظريات, إنما هو خبرات على المستوى العملي, وبنطاق واسع جدًا, شمل البشرية كلها. لذلك فهو يعرف متى يحارب وكيف يحارب؟ ومتى ينتظر؟ ومن أي الأبواب يدخل إلى الفكر أو إلى القلب؟ * وهو في كل ذلك ذكى وصاحب حيله, ويتميز بالخبث والمكر والدهاء. ومن مظاهر ذكائه أنه قد يغيّر خططه وأساليبه لتوافق الظروف المتاحة له... * ومن صفاته الكذب والخداع والأضاليل, ليصل بذلك إلى غرضه لذلك لا يصح أن نصدق الشيطان في كل ما يقوله وما يقدمه من إغراءات... * يمكن للشيطان أن يستخدم الكذب والخداع فيما يقدمه من رؤى وأحلام كاذبة. وما أكثر الأحلام الكاذبة التي يضل بها الناس, أو يظهر لهم في هيئة ملاك أو أحد القديسين, ويرشدهم بطريقة مضللة! * وكذب الشيطان يظهر أيضًا في ما يضعه على أفواه السحرة والعرافين وأمثالهم. وما يقوله على أفواه المنجمين ومدعى معرفة الغيب مثل المشتغلين بقراءة الكف, أو ضرب الرمل, أو قراءة فنجان القهوة أو معرفة البخت والطالع بأنواع وطرق شتى. ولما كان من الثابت دينيًا أنه لا يعرف الغيب سوى الله وحده, لذلك كل من يضع الوصول إلى معرفة الغيب لا يكون صادقًا في ادعائه. * ويظهر كذب الشيطان كذلك في استشارة الموتى أو تحضير الأرواح. فقد ينطق في أمثال تلك الجلسات, مدعيًا أنه روح فلان من الناس. ويقول للحاضرين بعض معلومات تخدعهم مما يعرفه عن أخبار ذلك الشخص أو أسرته. فإذا صدقوه يبدأ بالتدريج بقول ما يضللهم... * وإغراءات الشيطان كلها ألوان من الكذب. حيث يصور للإنسان سعادة تأتيه من وراء الخطية, سواء في لذة أو سلطة أو مكسب أو جاه أو مجد... ثم يجد الإنسان أن كل ذلك سراب زائل وأشياء فانية. وهذا أسلوب الشيطان باستمرار: أنه يزخرف طريق الخطيئة, ويضفى عليه أوصافًا من الجمال تغرى من يقع في حبائله. * وأيضًا أحلام اليقظة التي يقدمها لضحاياها, كلها أكاذيب: ولكنه يقدمها لهم كنوع من المتعة بالخيال, تخدرهم عن العمل الإيجابي النافع, فيعيشون فترة في وهم هذه الأحلام, يبنون قصورًا من رمال, ومتعة وأفراحًا من الخيال. ثم يستيقظون لأنفسهم فلا يجدون شيئًا. ويكون الشيطان قد أضاع وقتهم, وعطلهم عن العمل المجدي, وأراحهم راحة كاذبة! * ومن أكاذيب الشيطان أن يوهم المنتحر بأن الموت سيريحه من متاعبه! ويظل يركز على هذه النقطة: إنه لا فائدة له من هذه الحياة, ولا حلّ لمشاكله إلا بالموت, حيث يتخلص من كل تعبه ويستريح. وإذ ينخدع المنتحر بهذا الفكر ويقتل نفسه, لا يجد تلك الراحة الموهومة. بل يجد نفسه في الجحيم, في تعب لا نجاة منه, ولا تقاس به كل متاعب الدنيا. ويكتشف أن الموت ليس هو نهاية لحياته المتعبة, بل بداية لحياة أخرى أكثر تعبًا وألمًا... * وتقريبًا غالبية الخطايا, يضع الشيطان وراءها أكذوبة من أكاذيبه: فهو يوحى للسارق بأن سرقته سوف لا تُكتشف. ويوحي ذلك أيضًا لكلٍ من المرتشي والمهرّب والغشاش. وهو في ذلك يكذب, لأنه حتى إن كان أحد لا يرى هؤلاء, فالله يرى وكل شيء مكشوف أمامه. وكذلك فإن الشيطان يوحى للقاتل أن من ينوى قتله يستحق القتل, أو أنه بقتله يغسل العار الذي يلوث شرفه, أو أن قتله يريح نفس قريب له. * ولعل أخطر أكذوبة قدمها الشيطان لبعض البشر, هي الإلحاد. كما أنه كذب على الوجوديين حين صوّر لهم أن وجود الله يعطل وجودهم. وكذب على بعض الشيوعيين زاعمًا أن الله يعيش في برج عال لا يهتم بالمجتمع الإنساني, تاركًا الظالم يظلم, والغنى يستعبد الفقير! * من صفات الشيطان أيضًا أنه لحوح لا يملّ من الإلحاح... وربما يعرض الفكر الواحد مراتٍ ومرات. ومهما قوبل بالرفض, يستمر في عرضه. فربما بكثرة الضغط والإلحاح, يستسلم الإنسان له ويخضع.. وهو لا يخجل أبدًا من الفشل, بل يعود ويستمر... والشيطان في إلحاحه على الناس، لا يعترف بالعقبات، ولا تهمه درجة الإنسان الروحي الذي يهاجمه, ولا مركزه. إنما يضرب ضربته, وليحدث بعد ذلك ما يحدث. إنه يلقى سمومه في كل حين على كل أحد. وربما الذي لا يهلك بها اليوم, يهلك غدًا, أو بعد سنة أو أكثر... فالشيطان مثابر نشيط لحوح, دائب على العمل, لا يثنيه الفشل عن الاستمرار, ولا ييأس من علو قدر الناس. هو ماضٍ في خطته. والذي لا يستطيع أن يدنس جسده, فعلى الأقل يدنس فكره! * ولما كانت باقي صفات الشيطان وكل حيله, أوسع من هذا المقال, فإلى اللقاء في مقال آخر إن أحبت نعمة الرب وعِشنا. |
||||
16 - 11 - 2022, 02:01 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مقالات متفرقة - البابا شنوده الثالث مقالات نُشِرَت في جريدة أخبار اليوم
قداسة البابا شودة الثالث العولمة مرة أخرى، ومناقشة تأثيراتها نتابع ما ذكرناه في المقال السابق فنقول: * من أهم عناصر العولمة: الحضارة وانتقالها من بلد إلى بلد: وكلمة الحضارة واسعة جدًا في معناها, فهي تشمل الثقافة والرقى وسائر القيم والعادات السائدة. أما عن الثقافة, فلا ننسى مطلقًا فضل العولمة في نشر العلم والمعرفة, مع الوضع في الاعتبار بعض أنواع المعرفة المبنية على الشك كالفلسفات الملحدة وكالأفكار الاقتصادية التي تميل إلى الشيوعية أو إلى التطرف بوجه عام. أما من جهة العادات والطباع والقيم, وأمثال ذلك مما يسمونه في الغرب Culture, فإن فيه اختلافًا كثيرًا بيننا وبينهم. ونحن نلاحظ أن الذين يقيمون فترة طويلة في بلاد الغرب متغربين عن أوطانهم, يعودون بشخصيات وعادات مختلفة عما كان لهم من قبل, بل حتى لكنة ولهجة صوتهم تتغير, وكذلك طريقة تفكيرهم أيضًا... * كذلك للعولمة تأثيرها من جهة المجتمع والأسرة والمرأة: * وهنا نسأل ماذا يكون وضع المرأة الشرقية في ظل العولمة, حيث وصلت المرأة في بعض بلاد الغرب إلى منصب رئيس الوزراء, وتنافس على منصب رئيس الدولة أيضًا. ونحن نشكر الله أن بلادنا مصر قد أفسحت المجال السياسي والإداري والاجتماعي أمام المرأة. فيوجد لدينا أكثر من وزيرة, وكذلك وكيلة مجلس الشعب امرأة. وعدد كبير من النساء في رتبة وكيل وزارة, ورتبة مدير عام. كما تم تعيين ثلاثين امرأة في القضاء... ولكن هل ستقبل بلاد الشرق العربي أن تصل المرأة إلى هذا المستوى أو أكثر؟ بينما في بعض البلدان العربية تجاهد النساء لكي يكون لهن مجرد حق الانتخاب في بعض المجالس! * ثم في ظل انتشار العولمة ستعود مناقشة موضوع الحجاب والنقاب بالنسبة إلى المرأة. وكذلك ربما تظهر مشكلة الزواج المشترك ما بين طرفين مختلفين في المذهب. * تدخل مشكلة أخرى في محيط الأسرة وهى مدى احترام وطاعة الوالدين والكبار عمومًا. فنحن في الشرق نوقّر الكبار غاية التوقير, ونطلب رضى وبركة الوالدين, بينما في الغرب توجد الاستقلالية في الشخصية كلما وصل السن إلى مرحلة الشباب, ولا يجد الأبوان الفرصة الكافية لتأديب أبنائهم. ويمكن للابن أن يطلب تدخل الشرطة رسميًا للحد من سلطان أبيه أو تدخله في شئونه الخاصة...! وعلى الرغم من اعترافنا بفضل العولمة في انتشار العلوم ورقيها, إلا إننا نجد بعض نواحي العلم- وبخاصة في موضوع الإنجاب- قد سارت في تيار لا يتفق كثيرًا مع قيمنا ومع بعض مبادئنا الدينية: * من ذلك وجود بنوك البويضات المخصبة...حيث يمكن للمرأة أن تختار النوع الذي تريد أن يُولد به ابن لها: من جهة طوله أو لون بشرته أو لون شعره أو درجة ذكائه. وتختار البويضة المخصبة التي تناسب طلبها, بغض النظر عن كيف أخصبت, وما شرعية ذلك, وما مدى تحكم علماء تلك البنوك في الجينات البشرية وتوفيقها بأسلوب خاص لتأتى بالنتيجة المطلوبة... * يضاف إلى هذا التطور الواسع في موضوع الاستنساخ, الذي بدأ بتطبيقه على الحيوانات, ثم تطور إلى مجال البشر أيضًا. نحن لا نقف ضد العلم, ولكن من المفروض أيضًا أن تكون للعلم حدود لا يتعداها إلى الدخول في المشيئة الإلهية! نحن لا ندعى إطلاقًا بتدخل العلماء في القدرة على الخلق, وهم لا يدّعون ذلك, لأن الخلق هو الإيجاد من العدم, وهذا خارج نطاق العلم, ولكن تصرفهم في الخليقة حسب هواهم أو فكرهم الخاص هو موضوع من المفروض أن تكون له ضوابط وحدود. * نقطة أخرى وهى استئجار الأرحام, حيث يمكن نقل بويضة لأم معينة إلى رحم امرأة أخرى. ثم يُولد طفل له أم طبيعية وأم استأجروها ليولد منها!! وإلى أيهما ينتسب؟! العولمة أيضًا لها تأثيرها في محيط التجارة والصناعة: إذ توجد بلاد يمكن أن تقدم صناعات بسعر أقل, وتسوّقها في بلاد أخرى, فتؤثر على ميزانها الاقتصادي, وعلى صناعتها المحلية, وبالتالي على وضع العمالة فيها. وربما هذا الأمر يوجد جوًا من التنافس في مجال الإنتاج ووفرته وجودته وسعره. ولكن ليست كل الدول تقدر على مثل هذا التنافس.. وكمثال واضح اختبرناه في مصر, انتشار الصناعة الصينية في نواح متعددة, وبأسعار أقل من السوق. بل عن طريق العولمة انتشرت صناعاتها أيضًا في بلاد أخرى غربًا وشرقًا. لا ننسى أيضًا تأثير العولمة على اللغة. ويظهر هذا واضحًا في كثير من العلوم. فنحن نستعمل العديد من الألفاظ اليونانية, مثل كلمات: فلسفة, جغرافيا, جيولوجيا, إستراتيجية, تليفون, تلغراف تكنولوجيا. ونستخدم أيضًا عبارات في الطب والدواء ليست عربية مثل الكوليسترول, والفيتامينات. وعمومًا فإن تعريب الطب غير ممكن من جهة, وضار من جهة أخرى, إذ يوقف الصلة بالبحوث العلمية, والمؤتمرات العلمية, والمجلات والكتب التي عن الطب والصيدلة. وغالبيتها بلغات أجنبية. إننا تعودنا أن نستخدم عبارات ليست عربية مثل درجة الماجستير وهى كلمة لاتينية, ومثل كلمة (مايسترو) عن معلم الموسيقى, وهى كلمة إيطالية, ومثل كلمة كيمياء وهى هيروغليفية الأصل أو قبطية. بل أن كلمة (لغة) نفسها ليست عربية, وإنما أصلها يوناني. أما في العربية فنستخدم عبارة (لسانًا عربيًا فصيحًا). ومن أقدم وأشهر القواميس في العربية كتاب لسان العرب لابن منظور وليس لغة العرب. ختامًا, لا خوف من العولمة على ثوابتنا العقيدية, فهي أعمق من العولمة, أما الحضارة والثقافة فهي ملك الجميع. |
||||
16 - 11 - 2022, 02:03 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مقالات متفرقة - البابا شنوده الثالث مقالات نُشِرَت في جريدة أخبار اليوم
قداسة البابا شودة الثالث العولمة: فوائدها وتأثيرها وأضرارها العولمة هي انفتاحنا على باقي بلاد العالم, وانفتاحها هي علينا, وكسر الحواجز الفاصلة... مع احتفاظنا على قدر الإمكان بما للشرق من مبادئ وقيم.. وطبيعي إننا لا نستطيع أن نفصل أنفسنا عن العالم ونصبح كجزيرة منفردة بذاتها في المحيط. فالعالم الآن قد صار مختلطًا وممتزجًا, بحيث أنه في تفصيلات حياته يأخذ ويعطى. وليس العولمة جديدة عليه, بحيث يمكن قبولها أو رفضها. فقدت بدأت فعلًا. والمهم الآن هو ما مدى الانتشار الذي يُسمح به لها؟ وما مدى الفائدة العائدة منه أو الضرر. * أول انتشار هو عالمية الأخبار: فقد أصبحت أخبار كل جهات العالم متداولة, وفي معرفة كل ما يريد. وذلك عن طريق الصحف والإذاعة والتلفزيون وكثرة الفضائيات التي انتشرت وباقي وسائل الإعلام. بحيث يمكن لأي شخص أن يستخدم الانترنت مثلًا, ويستخرج ما يشاء من المعلومات والأخبار, عن أي بلد, أو أي شخص, أو أي علم. ويعرف بذلك تفاصيل التفاصيل, بلا مانع... ومع ما في هذا الأمر من فائدة, إلا أن له أضرارًا. فالانترنت ينشر كل شيء, ما ينفع وما يضر, ينشر الصدق وكذلك الكذب والأخبار المبالغ فيها. وكل من يريد أن يسجل فيه منهجه وفكره. فتجد فيه الهجوم والدفاع, والهجوم المضاد. ومن يأخذ كل تسجيلات الانترنت كقضية ثابتة, إنما يشوش أفكاره. فيحتاج الأمر إلى فحص وإلى تحقيق, ومقارنة الأخبار. وليس هذا بإمكان الكل. * الأمر الثاني في العولمة هو انتشار العلم بكل فروعه: لم يعد العلم حكرًا على بلد معين, أو عالم محدد بالاسم, إنما هو للكل. فعلوم الطب والصيدلة والدواء وطرق العلاج أصبحت متداولة بين باقي الشعوب, سواء عن طريق البعثات العلمية, أو ما ينشر عنها في الكتب أو المجلات العلمية. وينطبق هذا أيضًا على ما ينشر عنها في الكتب أو المجلات العلمية. وينطبق هذا أيضًا على كافة العلوم من هندسة وزراعة واقتصاد وغير ذلك. وكل هذا مفيد ونافع. وعلى كل دولة أن تنتفع بما وصلت إليه باقي الدول من حضارة ورقي وتقدم. ولا تتخلف عن الركب. * من الأمور النافعة في العولمة أيضًا كافة المخترعات المفيدة: فبعد أن تخطينا زمن اختراع الطائرات ووسائل الميديا Media, بدأ انتشار الريكوردر, والكمبيوتر, وتليفون السيارة, والتليفون المحمول, وأدوات التصوير الحديثة, والفاكس, وغير ذلك من المخترعات في مجال الهندسة, والنقل, والريّ بالرش, وأنواع من الماكينات, ووسائل البناء الحديثة. وكل ذلك لم يكن معروفًا من قبل. ونشرته العولمة, حتى إننا نجد في أمريكا نفسها سيارات يابانية, وصناعات دقيقة من الصين ومن وكوريا. وعن طريق العولمة بدأ أيضًا استخدام الذرة, وتخصيب اليورانيوم Uranium. وهنا تبدو الخطورة في تنافس كثير من الدول على إنتاج القنبلة الذرية, والصواريخ الموجهة البعيدة المدى, وباقي أصناف الأسلحة الفتاكة, المهلكة للشعوب والحضارات... وإن كانت العولمة باختراعاتها, كان من نتائج ذلك تسهيل كل أنواع الاتصالات. فلعل من أضرار ذلك سوء الاستخدام سواء من جهة الأسرار أو الأخبار أو بعض أمور الأمن. وحتى الأطفال حاليًا ينشغلون بالكمبيوتر والانترنت كلون من التسلية وحب الاستطلاع. ويكون لذلك ثأثيره على تحصيلهم الدراسي, بل وعلى أخلاقهم أيضًا, إذ يفتح أذهانهم على أمور تضرهم, أو ينشغلون بروايات وأفلام جنسية تثيرهم وتتعبهم. أو عن طريق هذه الاتصالات السهلة يقعون في علاقات معينة وتتفتح أمامهم أبواب للانحراف... ويرى جيل الانترنت والكمبيوتر أن آبائهم على درجة من الأمية إذ ليست لهم نفس معرفتهم ومقدار معلوماتهم. وهكذا لا يوجد تواصل بين الأجيال المتتابعة. وإن كان العلم حاليًا في تطور للوصول إلى التليفون الذي ينقل الصورة أيضًا بين المتخاطبين, فما أسهل أن يكون لهذا الأمر ضرره أيضًا من حيث الخوض في خصوصيات من الخطر أن تُعرف... * ومن تأثير العولمة أيضًا تطور الآلات: وعلى الرغم من فوائد النمو في صناعة الآلات, إلا أن القاعدة المعروفة هي أنه كلما ازداد استخدام الآلة, كلما ازدادت البطالة, إذ أن الآلة توفر عددًا كبيرًا من العمالة. وهذا له ضرره من الناحية الاجتماعية, وإن كان يفيد من جهة سرعة ووفرة الإنتاج. ولكنه يفيد الرأسمالية بوجه خاص..! وكمثال لذلك: بعد أن كان ريّ فدان من الأرض الزراعية يحتاج إلى ستة من الفلاحين أصبح استخدام الري بالرش يلزمه حوالي ثلاثة عمال فقط لري عشرين فدانًا. ونفس الأمر في وسائل البناء والنقل... كان استخدام الآلة هو بدء الانقلاب الصناعي في أوروبا. وبكثرة استخدام الآلات انتشرت البطالة في أجزاء كثيرة من العالم. وبدأت تقوم الاصطدامات بين العمال وأصحاب رؤوس الأموال... بقى أن نتكلم عن تأثير العولمة على الحضارة, وتفاعل الحضارات أو اصطدامها. وتأثيرها على الثقافة واللغة, وعلى المبادئ والأخلاقيات والقيم. وتأثيرها على الحرية والديموقراطية, وعلى الأسرة والمجتمع ووضع المرأة سياسيًا واجتماعيًا. وثأثيرها من جهة الإنجاب وبنوك الأعضاء, وموضوع الاستنساخ وتطوره, وموضوع الاستثمار, وكل ما يتعلق بالهجرة.. فإلى اللقاء في المقال المقبل, لنكمل حديثنا هذا, إن أحبت نعمة الرب وعشنا. |
||||
16 - 11 - 2022, 02:05 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مقالات متفرقة - البابا شنوده الثالث مقالات نُشِرَت في جريدة أخبار اليوم
قداسة البابا شودة الثالث الأعذار والتبريرات إن كنت يا أخي تريد أن تحيا في حياة التوبة الحقيقية, فلا تحاول أن تقدم أعذارًا وتبريرات عن كل خطية تقع فيها. فالتبريرات تعنى أن الإنسان يخطئ, ولا يريد أن يتحمل مسئولية أخطائه. ويعتبر كأنما كان الخطأ شيئًا طبيعيًا هناك أسباب دعت إليه, أو كأن لا خطأ في الأمر! فإن كان يجد لخطيئته ما يبررها, فكيف يتوب إذن عنها؟! التبريرات هي محاولة لتغطية الأخطاء, بإيجاد مبرر لها! وهكذا ما أسهل أن يستمر المخطئ فيها, وعذره معه... ويظن بهذا أنه يخرج بلا لوم ولا عيب أمام الناس, وربما أمام نفسه أيضًا, لكي يريح ضميره إذا احتج عليه... ولكن حتى لو قبل الناس منه ما يقدمه من أعذار, وحتى لو استطاع هذا المخطئ أن يخدع نفسه ويخدّر ضميره ليقبل منه تلك التبريرات, فإن الله لا يقبلها, لأنه عالم بكل شيء وفاحص القلوب والنيات. حقًا ما أصدق الذي قال إن طريق جهنم مفروش بالأعذار والحجج والتبريرات... إن الإنسان المتواضع- إذا أخطأ- يعترف بما ارتكبه من خطأ. أما غير المتواضع وغير التائب, فإنه يحاول أن يجد تبريرًا عند ارتكاب الخطيئة, وبعد ارتكابها أيضًا, وكلما دام الحديث عنها بصفة عامة... ويؤسفني أن أقول إن توالى الأعذار والتبريرات عند مثل هذا الشخص تجعل القيم والمبادئ عنده تهتز... ومادام كل خطأ يمكن له تغطيته. فلا توجد إذن مثل يسير على مناهجها أو روحيات يتمسك بها... وسنحاول هنا أن نذكر بعض الأعذار التي يعتذر بها البعض ممن لا يسلكون حسنًا في حياتهم. 1- يقولون كل الناس هكذا (الكل كده), فهل نشذ عن المجتمع؟ وكأنهم بهذا يعتبرون أن الخطأ إذا صار عامًا, لا يلام عليه الفرد! أي صار الخطأ العام مبررًا لخطأ الفرد. وكأن نقائص المجتمع كله لم تعد تناقص! كلا, فالخطأ هو خطأ, عامًا كان أو خاصًا. ومن أجل هذا, يقوم المصلحون الاجتماعيون بإصلاح أخطاء مجتمعاتهم. وكذلك يهاجم تلك الأخطاء: أصحاب المبادئ من رجال القلم ومن الوعاظ. إن أبانا نوحًا البار لم يندمج مطلقًا في أخطاء وفساد المجتمع في أيامه, وهكذا نجا في الفلك مع أسرته. ويوسف الصديق كان يعبد الله, بينما كانت كل العبادات التي حوله فرعونية. والأبرار باستمرار يحتفظون بمبادئهم السامية مهما كان الخطأ عامًا. وعلى العكس- يمكن أن يقال- إن الخطأ إذا كان منتشرًا, فهذا يحتاج إلى حرص أكبر لتفاديه. وهكذا أنت, عش بروحياتك السليمة, حتى لو عشت بها وحدك.. وإن لم تستطع أن تؤثر على المجتمع وترفعه إلى مستوى أعلى فعلى الأقل لا تندمج في الأخطاء المنتشرة, ولا تجعلها تؤثر عليك. والمفروض في الإنسان البار أن يطيع ضميره ولا ينجرف مع التيار الخاطئ. 2- البعض يعتذر بالعوائق, بينما يليق بالأقوياء أن ينتصروا على العوائق. إن القلب القوى يمكنه أن يجد وسائل عديدة لتنفيذ الغرض النبيل الذي يهدف إليه, مهما صادفته عقبات وعوائق.. يقول الآباء الروحيون "إن الفضيلة تريدك أن تريدها لا غير". نعم, يكفى أن تريد, وحينئذ تجد النعمة تفتح أمامك أبوابًا كانت مغلقة... إذن لا تعتذر بالعوائق, إنما ضع أمامك أن تنتصر عليها.. ولا تكن دوافعك الداخلية إلى عمل الخير ضعيفة بحيث تمنعها العوائق. 3- يعتذر البعض بشدة الضغوط الخارجية, أو بعنف الإغراء الخارجي. ولكن القلب الثابت من الداخل, لا يقبل أن يخضع لأي ضغوط خارجية, ولا يسقط بسببها, ولا يتخذها تبريرًا لسقوطه. إنما يبرر سقطته بسبب الضغوط الخارجية, ذلك الشخص الذي ليست محبته للفضيلة قوية. وخذوا يوسف الصديق كمثال رائع للانتصار على الضغط الخارجي الذي وقع عليه من امرأة سيده. فهي التي كانت تطلب منه الخطيئة, وتلح عليه, وهو تحت سلطانها تسئ إلى سمعته في حالة رفضه لها. ولكنه كان أقوى من الأغراء, وانتصر ولم يبالِ بما يحدث له... 4- قد يعتذر البعض بأنه ضعيف, والوصية صعبة! ربما تقول بأنك ضعيف, إم لم تضع معونة الله في اعتبارك. فأنت لست وحدك, إنما معك النعمة الإلهية التي تسند الضعفاء. ثم لا تقل عن وصية الله إنها صعبة لأنها لو كانت صعبة, ما كان الله أمر بها. كيف يأمر بما لا يمكن تنفيذه؟! إنه لا يأمرنا بالمستحيل. بل عندما يعطى الله وصية, إنما يمنح في نفس الوقت القدرة على تنفيذها... طوباهم أولئك الجبابرة الذين انتصروا على قلوبهم من الداخل, ولم يعتذروا بصعوبة الوصية كما نفعل نحن في تبرير أنفسنا..! 5- هناك من يقصّر في أمور العبادة من صلاة وتسبيح وصوم وقراءات مقدسة, معتذرًا بأن نقاوة القلب تكفى, والله هو أله قلوب! فمن الذي قال إن نقاوة القلب تغنى عن هذه الممارسات الروحية؟! إن الإنسان البار يجمع بين الأمرين معًا: نقاوة القلب وكل الممارسات الروحية التي هي ثمرة طبيعية لنقاوة القلب. وما أعمق عبارة "افعلوا هذه, ولا تتركوا تلك". |
||||
16 - 11 - 2022, 02:07 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مقالات متفرقة - البابا شنوده الثالث مقالات نُشِرَت في جريدة أخبار اليوم
قداسة البابا شودة الثالث متعة الروح في القيامة وهي في السماء أهنئكم يا أخوتي وأبنائي بعيد القيامة المجيد، كما أهنئ الرئيس مبارك على نتائج أسفاره الموفقة إلى كثير من البلاد لأجل مصالح مصر والوطن العربي وكل المنطقة وبلاد أفريقيا أيضًا، متمنيًا لوطننا العزيز مصر كل خير وبركة، وبعد: فيما نحن نحتفل بعيد القيامة، يسرني أن أحدثكم عن متعة الروح بعد القيامة وهي في السماء. متعة الانطلاق الروح الآن حبيسة في الجسد، في هذا القفص المادي. وبينما الروح كيان خفيف يتميز بالشفافية، فإن الجسد مادي يتصف بالثقل. والجسد يحاول أن يسيطر على الروح ليجذبها إلى ماديته، والروح تقاوم. فبينهما صراع. إن انتصرت الروح، ترتفع بالجسد إلى فوق. وإن انتصر الجسد، يهبط بالروح إلى لذة المادة وانفعالاتها. حتى في المعرفة، الجسد يمثل ضبابًا يمنع الرؤية الحقيقية عن الروح. فالروح حاليًا لا ترى إلا بعين الجسد، ولا تسمع إلا بأذن الجسد. وكل أنواع معرفتها تكون عن طريق حواس الجسد. * أما في انطلاق الروح، فتكون لها معرفة أوسع لا تستمدها من الحواس الجسدية، بل يكون لها الحس الروحي. ولا تتحرك بأرجل الجسد، بل تتحرك وهي خفيفة : تصعد وتهبط وتجتاز مسافات دون أن تعبر وَسَطًا، مثل الملائكة أو كالفكر الذي يتحرك إلى قارة أخرى دون أن يعبر الوسط الذي بينها. * وتتلاقى الأرواح وتتعارف وتتحدث بدون ترجمة من لغة إلى أخرى. بل تتفاهم بحسّ روحي ليس حبيسًا في نطاق اللغات. حقًا بأية لغة قد تفاهم أبونا آدم، وأبونا نوح، وموسى النبي، وأيوب البار، حينما التقوا معًا في العالم الآخر؟ أم أن هؤلاء وكل الأبرار كانوا يتفاهمون بغير لسان من ألسنتنا؟ أو بغير أصوات! وبأية لغة كانوا يتحدثون مع الملائكة؟ أم أنهم يتخاطبون معهم بغير لغة بشرية! أي بلغة الروح! * وفي غير الحواس البشرية، ماذا ستكون الرؤية الروحية؟ ننتقل إلى نقطة أخرى من متعة الروح في السماء وهى متعة التحرر. متعة التحرر. الأرواح حاليًا وهى متحدة بالأجساد – ليست حرة فيما تريد ... هناك ضغوط كثيرة عليها من الخارج، ومن الجسد بالذات ... ولكنها عندما تنطلق من الجسد، سوف تحرر من كل قيوده. * سوف تحرر من غرائز الجسد ومن كل انفعالاته. وسوف تتحرر من أمراض النفس مثل القلق والاضطراب والشك. وسوف تتحرر من الضعف والعجز، ومن التعب والإعياء ومن عديد من الأمراض التي يتعرض لها الجسد ويلقي بنتائجها على الروح. * وسوف تتحرر من مؤامرات الناس الأشرار، وما يلقونه على الروح من خوف ورعب. وما تحاول من وسائل للبعد وللوقاية من الضرر. * وسوف تتحرر من خوف الموت، لأن الموت يكون قد تم ووقع على الجسد ولم يعد هناك مجال لتكراره. متعة البِرّ في العالم الآخر سوف تتحرر الروح من الخطية. فلا مجال للخطايا التي تنتج عن شهوات الجسد وغرائزه، إذ قد خلعت الجسد وانفصلت عنه. كذلك لا مجال للخطايا التي تأتي نتيجة لإغراءات خارجية. ففي العالم الآخر لا إغراءات ولا حروب شياطين. فالشيطان لن يدخل مواضع الأبرار في السماء. ولا توجد خطايا تقع فيها الروح من احتكاك البشر. فالأرواح البارة سوف تسكن في العالم الآخر مع أرواح بارة من نفس النوع، وأحيانًا من نفس الدرجة. ولا مجال للصراعات والانقسامات. * وسوف ينزع الله من أرواح ساكني السماء معرفة الخطية وتذكاراتها وقصصها وصورها التي كانت على الأرض. ويمنح هذه الأرواح إكليل البر، فلا تعود هناك إمكانية للخطية ولا رغبة فيها. * حقًا ما أعظمها متعة وما أعمقها، أن تعيش الروح هناك في عالمٍ جديد كله برّ، لا عثرة فيه ولا شر ولا شبه شر. عالم أجمل بكثير من الجنة التي عاش فيها أبوانا آدم وحواء قبل الخطية، حيث كانا يعيشان في براءة وبساطة، ولكن في طبيعة قابلة للسقوط، وقد سقطا، أما في العالم الآخر، فلا توجد إمكانية للسقوط. متعة الشفافية في العالم الآخر سوف تتمتع الروح بالشفافية التي لم يعد يحجبها ضباب الجسد. شفافية في المعرفة والإدراك تكاد تدرك شفافية الملائكة. فيها يُنزع القناع عنها، فترى غير المرئيات، وتعرف أسرارًا عن العالم الآخر ما كان يمكنها معرفتها على الأرض. وتظل تنمو في المعرفة ويوّسع الله مداركها لتعرف أكثر، بلون جديد من الإدراك فوق مستوى الحواس. وتكون معرفتها عن طريقين : أحدهما تجلي الروح في طبيعتها. وثانيهما هو الكشف الإلهي، إذ يكشف الله لها ما لا يمكن أن تدركه طبيعتها الحالية. متعة الفرح إنه فرح لا ينطق به يختلف عما في عالمنا من مباهج. هو فرح روحي. ثم هو فرح بأمور جديدة على الإنسان يختبرها لأول مرة. كذلك هو فرح دائم لا يتوقف ولا ينقطع، بل يكون دائم النمو والتجدد. وأيضًا هو فرح بالغلبة والانتصار، والتمتع بوعود الرب للغالبين ... * ثم تفرح الروح بالعشرة المثالية التي في السماء، عشرة الأبرار والقديسين، بل وعشرة الملائكة، ورؤساء الملائكة، وعشرة مَنْ كنّا نقرأ عنهم في التاريخ ونشتهي مجرد معرفتهم. وأكثر من كل هذا عشرة الله نفسه -تبارك اسمه- لأن كل أفراح السماء بدون الله لا تكون أفراحًا حقيقية. إن كان الأمر كذلك، فلنستعد من الآن -في حياتنا الأرضية الحالية- حتى نكون مستعدين لكل تلك المتع السمائية التي أعدها الله لمن يحيون في طاعته. ليس لكل الأرواح، بل للأرواح الطاهرة الغالبة التي جاهدت وانتصرت واستحقت أن يكافئها الله بملكوته الأبدي. ختامًا أهنئكم يا أخوتي بنعمة القيامة التي وهبها لنا الله في الحياة الأخرى. ونصلي جميعًا من أجل سلام العالم كله الذي انتشرت فيه الحروب والنزاعات، مع صلاة خاصة لأجل بلادنا مصر ولأجل الرئيس مبارك وكل العاملين لأجل هذا الوطن العزيز، كما نصلي أيضًا لأجل فلسطين ولبنان والعراق، وكل البلاد العربية. ومن أجل كل إخوتنا في أفريقيا ... وكل عام وجميعكم بخير. |
||||
16 - 11 - 2022, 02:09 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مقالات متفرقة - البابا شنوده الثالث مقالات نُشِرَت في جريدة أخبار اليوم
قداسة البابا شودة الثالث قالوا في العلم والحكمة وفي الحب والصداقة في العلم * سئل عالم "ما أفضل العلم؟" فأجاب: هو معرفة الإنسان لنفسه. * وقيل: اليوم الذي يمرّ من عمرك دون أن تتعلم فيه شيئًا جديدًا, هو يوم ضائع. سواء كان هذا التعلم بالقراءة أو الملاحظة أو السماع أو التأمل, أو الخبرة أو المعاناة. * قال الشيطان ذات يوم: كنت من قبل أعلّم الناس الشر, فصرت الآن أتعلم منهم. * قيل: أكثر الناس علمًا في العالم كله, يكون على جهل تام بعدد كبير من الأمور. * وقيل: العاقل يتعلم من أخطاء الآخرين. * وقيل: الفنان العظيم كان يومًا فنانًا مبتدئًا. * وقيل: تعرف الإنسان من أسئلته أكثر مما تعرفه من أجاباته. * وقيل: أتريد أن تعرف حقيقة إنسان؟ استمع إليه في مشاجرة. في العقل والقلب * قيل: كن أعقل من غيرك, ولكن لا تصرّح له بذلك. * وقيل: فقر العاقل خير من ثراء الأحمق. * وقيل: العقل له أحكام, والقلب له أحلام. * وقيل: من شاور الحكماء, شاركهم في عقولهم. * وقيل: رجل واحد يحمل رأسًا فوق كتفيه, خير من مائة رجل بلا رؤوس. * وقيل: المشروعات الواسعة لا يمكن تنفيذها بأفكار ضيقة. * وقال فرانس بيكون: إن قليلًا من الفلسفة قد يقرّب الإنسان من الإلحاد. أما التعمق في الفلسفة فيردّه إلى الله. * وقيل: القراءة هي أن تفكر بعقل غير عقلك. * وقيل: عندما تفكر, فإنك تجرى حوارًا مع نفسك. * وقيل: للقلب منطق هيهات للعقل أن يفهمه. في العمل * قيل: إن الأمانى هي بضاعة الضعفاء. أما العمل هو بضاعة الأقوياء. * وقيل: من لا عمل له, يُوجد الشيطان له عملًا. * وقيل: فكّر ببطء, ولكن إعمل بسرعة. * وقيل: لا تطلب, ولكن إعمل. * وقيل: إذا أجّلت عملًا ثقيلًا إلى الغد, ضاعفت ثقله. * وقيل: إن التجربة هي أعظم استاذ في العمل, ولكن نفقاتها باهظة. * وقيل عن شخص: عنده مواهب كثيرة, ولكن تنقصه موهبة واحدة, وهى استخدام مواهبه! * وقيل: إذا أردت أن تتحاشى النقد, لا تعمل شيئًا, ولا تقل شيئًا, ولا تكن شيئًا! فى الحكمة * قيل: الملوك حكّام على الناس. والحكماء هم حكّام على الملوك. * وقال أحدهم: نحن ألف رجل, وفينا حكيم واحد, ونحن نستشيره ونطيعه. فكأننا ألف حكيم. * وقال الآباء: الذين بلا مرشد يسقطون مثل أوراق الشجر. * وقال حكيم: الرؤوس تكون أكثر حكمة إن كانت هادئة. والقلوب تكون أكثر قوة, إن نبضت تعاطفًا مع القضايا النبيلة. * وقيل: يلجأ الإنسان إلى الخبث, حين لا يسعفه الذكاء. * وقيل: لا تشرب السّم, إعتمادًا على ما عندك من الترياق. * وقيل: الجاهل يكون دائمًا أكثر إصرارًا على رأيه من العالم. * ومن الأمثال الصينية: إذا أعطيت إنسانًا سمكة, فسوف يأكل وجبة واحدة. ولكن إن علمته الصيد, فسوف يأكل طول حياته. في الحب والصداقة * قال حكيم: اهتم بالرفيق قبل الطريق. * وقال آخر: من شروط المرافقة, الموافقة. * وقال ثالث: حياة بلا أصدقاء, هي جنازة بلا مشيعين. * وقيل: من عاش بغير حب, مات في يوم مولده. * وقال أحدهم: ليس صديقًا مَنْ "يبلع لك الظلط" (الحجارة). إنما صديقك هو من يحذرك من الغلط. * وقيل: الصديقان الحميمان إذا اتفقا على موعد, ذهب كلّ منهما إليه قبل الآخر. * وقيل: الحب هو أن تفّضل شخصًا آخر على نفسك. * وقال حكيم: إن قلت لي من هم أصدقاؤك, أقول لك من أنت. * وقيل في الصداقة: زهرة واحدة لا تصنع حديقة. في الحب والعداوة * قال القديس ذهبى الفم: من لا توافقك صداقته, لا تتخذه لك عدوًا. * وقال أيضًا: هناك طريقة مثلى تستطيع بها أن تقضى على عدوك, وهى أن تحوّل العدو إلى صديق. * وقيل: الناس أعداء ما جهلوا. * قيل: المحبة تبنى, والعدواة تهدم. والذى يبنى يصعد دائمًا إلى فوق والذى يهدم, يهبط إلى أسفل * وقيل: كل عداوة تُرجى إزالتها, إلا عداوة من عاداك عن حسد. * وقال: ميخائيل نعيمة: هناك مبالغة في قولهم "الحب أعمى". والحقيقة أن الحب بعين واحدة. |
||||
|