17 - 03 - 2013, 08:10 AM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: المزمور الثالث والعشرون: الرب راعيّ
خامساً : خاتمة المزمور
هذا هو موضوع مزمور الباراقليط وكثير من المزامير: الاتكال الكامل على الله"،فكل ما يحدث في حياة البشر لا يتم بمحض الصدفة، ولا بطريقة عشوائية، وإنما بهدفٍ سامٍ محسوب، يشمل حتى شعر الرأس. هذا الأمر لا يخص القديسين وحدهم، وإنما يشمل كل البشر، فالعناية الإلهية تمتد لتشمل العصفورين اللذين يُباعان بفلس (متى 10: 29)، فالعناية الإلهية تحتضن كل شيء حتى أن شعور رؤوسنا محصى لدى الله، إنه يقود المؤمنين إلى تلك المراعي لنوال كل نعم الفردوس. فالمراعي الخضراء هي الفردوس الذي سقطنا منه، فقادنا إليه السيد المسيح، وأقامنا فيه بمياه الراحة، أي المعمودية. وهي ليست بركات خارجية بل بالحري هي تمتع بِسُكْنَى السيد المسيح فينا، فيهبنا "طبيعة الاكتفاء"، فنتقبَّل من يديه شعور الكفاية والشبع، بجانب بهجة مشاركة السيد المسيح في فقره راجّين أن نشاركه أيضاً في مجده. من أجلنا افتقر السيد المسيح لكي نغتني؛ وفي فقره لم يشعر قط بالعوز، إننا بلا شك لا نحتاج شيئاً البتة، إذ هو بنفسه يصير طعامنا وشرابنا وملبسنا وحمايتنا وسلامنا وعون لحياة كلها بهجة. حضوره الواهب النِعَمْ في قلوبنا يهبنا شبعاً وكفاية. حين يدعو الكتاب المقدس الله "رب" و "ملك" و "خالق" فإننا عادة نشعر بقدرته وقوته ومجده في خوف ورعدة، لكن عندما يسْميه "راعي"فإننا نتذوَّق حلاوة ورقّته عنايته بنا بنفس الدرجة عندما ندعوه "أباً". ما كان يمكننا أن نتمتع بهذا المزمور ما لم نَتقبَّل خلاص المسيح وندخل إلى المزمور السابق بكونه "قدس الأقداس". ما كنا نختبر عذوبة رعاية المسيح ما لم نتعرف على دمه المهرق لأجلنا. لا يمكن للنفس أن تترنم "مسكني في بيت الرب طول الأيام". ما لم يصرخ المخلص: "إلهي إلهي لماذا تركتني؟!" (مزمور 22: 1). صار متروكاً حتى كما من الآب وهو واحد معه في الجوهر ومساوٍ له، لا ينفصل عنه لكي نصير نحن غير متروكين منه أبدياً. |
||||
17 - 03 - 2013, 08:10 AM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: المزمور الثالث والعشرون: الرب راعيّ
صلاة أيها الراعي الصالح، اِحْملني إلى مرعاك فلا أعود محتاجاً لشيء ربي، متطلبات الحياة كثيرة، ومتعددة هي تطلعات القلب... ربي، قدرات النفس ضعيفة، وواهية هي قوة المقاومة...فإلى من ألجأ وليس لي سواك أنت يا راعي نفسي،إليك وحدك التجأت بك أحتمي وفي حضنك أرتمي وأكون: أسعد كائن في الوجود، يكفي أن عيناك ترقباني أغنى إنسان في الأرض، ففيض كرمك يغمرني أهنأ قلب في الحياة،فلا خوف ولا قلق ولا دموع أبهج نفس في الكون لأنك راعيّ وفي ظل جناحيك أسير أنبل روح في الدنيا فالخير والرحمة يتبعاني مدى الحياة لن أخاف شراً لأنك معي لن أضل الطريق فعصاك تهديني لن أخشى العدو ولا ظل الموت فأنت ناصري لن أحمل هم قوت أو كسوة أو سكن فأنت كفايتي لن أجوع أبداً فمائدتي مهيأة قدامي أبدياً لن أعطش أبدا فكأسي دائماً روية لن أطلب ميراثا فنعمتك تغمرني لن أبحث عن آخر فأنت رفيق دربي جنبك المفتوح يفيض لي مياه الراحة، موتك على الصليب فتح لي مَرْعَي الفردوس، وقدمت لي صليبك عصا وعكازاً بهما أفخر وأحتمي واتقي شر العدو. اغْتسِلت بكُليّتِي بمعموديتك فحملت خاتم شركة طبيعتك الإلهية، مسحتني بدهنك فتقدست لك بكُليّتِي أيها الراعي الصالح أنتطريقي، تحملني لحِضْن أبيك! وشربت من كأس دمك فتلتهب أحشائي بنار حبك! وسط آلام الحياة تقودني ، و في وقت ضعفي تحملني على مِنكبيك، وأخيراً تستقر بي في بيتك السماوي لأُوجد معك أبدياً! آمـــــين |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كل يوم مزمور / المزمور الثالث والعشرون |
صلاة الساعة الثالثة المزمور الثالث والعشرون|تصميم| |
الربّ راعيّ المزمور الثالث والعشرون |
المزمور الثالث والعشرون |
المزمور المائة و الثالث والعشرون |