29 - 04 - 2021, 10:27 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تأملات في الجمعة العظيمة - البابا شنودة الثالث
نفوس مضيئة في جو مظلم 7) سمعان القيرواني هذا الذي لما وقع المسيح تحت ثقل الصليب في يوم الجمعة الكبيرة جاء سمعان القيراونى هذا وحمل الصليب عنه. فاشتراك مع المسيح في حمل الصليب (لو 23: 26). المسيح الذي يقول "تعالوا إلي يا جميع المتعبين وأنا أريحكم)، لما كان في تعب بالجسد، سمح لهذا القديس أن يأتي ويريحه.. "ويدخل في شركة الآمة". هنا ويصمت القلم. لا يجسر أن يقول أكثر.. نحيى في هذا اليوم أيضًا، رجلًا امميًا هو قائد المئة (القديس لنجينوس). |
||||
|
|||||
29 - 04 - 2021, 10:32 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تأملات في الجمعة العظيمة - البابا شنودة الثالث
نفوس مضيئة في جو مظلم 8) قائد المائة (القديس لونجينوس) هذا الرجل Saint Longinus الذي هو مرتبط بالعسكرية وأحكامها، وهو إنسان له صفة رسمية في الدولة، ومكلف من الوالي الروماني بحراسة هذا المحكوم عليه بالإعدام والمنفذ فيه الحكم.. شهد هذا القائد عن المسيح أمام الجميع ومجد الله قائلًا "بالحقيقة كان هذا الإنسان بارًا" (لو 23: 47). وقال أيضًا "حقًا كان هذا ابن الله" (مت 27: 54، مر 15: 39). وقد آمن هذا القائد فيما بعد وصار شهيدًا. والكنيسة تذكرة في السنكسار cuna[arion في يومين هما: أ- 23 أبيب: عيد استشهاد القديس لونجينوس قائد المئة (قطع رأسه). ب- 5 هاتور: عيد ظهور رأسه المقدسة. تحية لهذا القديس، كنفس مضيئة أنارتها النعمة في هذا اليوم وتحية لشهادته عن السيد المسيح. إننا نحييه إلي جوار الصليب، ونحيى معه علي الصليب: اللص اليمين. |
||||
29 - 04 - 2021, 10:37 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تأملات في الجمعة العظيمة - البابا شنودة الثالث
نفوس مضيئة في جو مظلم 10) جماعة من غير البشر نحيى أيضًا في هذا اليوم جماعة من غير البشر نحيى من الطبيعة الشمس التي أظلمت، الأرض التي تزلزلت، والقبور التي تشققت، وحجاب الهيكل الذي انشق. إن الطبيعة التي أظهرت عدم رضاها علي ظلم الأشرار، حيت المسيح بالأسلوب الذي يناسبها.. وكانت نقطة مضيئة في هذا اليوم. وربما بسببها آمن قائد المئة، كما آمن اللص اليمين، وآمن فيما بعد القديس ديونيسيوس الأريوباغي (أع 17: 34). لقد انطبق علي الطبيعة في هذا اليوم، قول السيد المسيح "إن سكت هؤلاء فالحجارة تصرخ" (لو 19: 40). كل هذه أضواء في يوم الجمعة الكبيرة، ولكن: النور الأعظم الحقيقي، كان هو نور المسيح وفدائه.. كان يشع منه نور الحب، ونور البذل والفداء، أكثر من الشمس كان مشرقًا في هذا اليوم بطريقة قضي علي سلطان الظلمة. وبالموت داس الموت وكما أشرق هنا الحب، أشرق أيضًا علي الراقدين في الجحيم، علي رجاء. فنقلهم إلي الفردوس.. وأشرق أيضًا كنور أمام الآب، وأعطي به أجمل صورة للإنسانية الكاملة، غطي بها علي أخطاء البشرية كلها، وكان محرقة وقود رائحة سرور للرب.. ونحن نقف أمامه في إشراقه العجيب، وهو مسمر علي الصليب ونقول له تسبحتنا المستمرة: لك القوة والمجد والعزة والبركة إلي الأبد آمين، |
||||
29 - 04 - 2021, 10:39 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تأملات في الجمعة العظيمة - البابا شنودة الثالث
المسيح ملكًا
يظن البعض أن أصلح صورة للسيد المسيح كملك، هي صورته وهو داخل أورشليم، والناس حوله بسعف النخل وأغصان الزيتون، يهتفون: أوصانا يا ابن داود.. ولكنني أرى أن أصلح صورة للمسيح كملك، هي صورته وهو مصلوب. ينطبق عليها قول الوحي في المزمور: "الرب ملك علي خشبة" (مز 95). ذلك لأنه علي الصليب، اشترانا بدمه (رؤ 5: 9) فصرنا ملكًا له. وهكذا ملك الرب علي العالم الذي اشتراه. وهكذا بدأت مملكة روحية للرب.. ونحن ننظر إلي هذا الملك الذي اشترانا، ونغنى له في يوم الجمعة الكبيرة لحن (بيك اثرونوس) pek`;ronoc أي "عرشك يا الله إلي دهر الدهور. قضيب الاستقامة هو قضيب ملكك". نقول له: "تقلد سيفك علي فخذك أيها الجبار. واستله وانجح واملك" (مز 44) الرب يملكنا منذ البدء، لأنه خلقنا وأوجدنا من العدم. ولكننا بالخطية انفصلنا عن ملكوت الله، وبالخطية ملك الموت علينا (رو 5: 17، 14). إذ صرنا تحت حكمة. السيد المسيح علي الصليب، بالموت داس الموت، وخلصنا من حكم الموت، والسيد المسيح علي الصليب بالموت داس الموت، وخلصنا من حكم الموت، ووهبنا الحياة، فصرنا له. يملك الخطية والموت، كان الشيطان أيضًا يملك. ولذلك تلقب في الإنجيل أكثر من مرة بأنه "رئيس هذا العالم" (يو 12: 31). أي العالم الذي تحت الخطية الموت.. و بالصليب، استطاع المسيح أن يقضي علي المملكة الشيطان، وكذلك بالصليب داس الموت، ودفع ثمن الخطية.. وإذا بالرب يقول عن الشيطان "رئيس هذا العالم قد دين" (يو 16: 14) ويقول أيضًا "رأيت الشيطان ساقطًا مثل برق من السماء" (لو 10: 18).. أن السيد المسيح قد هزم الشيطان في كل تجاربه وكل حروبه، ولكنه بالصليب قضى علي ملكه. كل ما اقتناه الشيطان خلال آلاف السنين، أفقده المسيح إياه علي الصليب، لما افتدى الناس من خطاياهم. لذلك فإن الشيطان يخاف الصليب الذي يذكره بهزيمته ولهذا كان لعلامة الصليب سلطان علي الشيطان.. علي الصليب تم الفداء الذي ضيع مملكته، وأن كان هذا الفادي هو أبن الله الذي يقدم كفارة غير محدودة، تكفي لغفران جميع الخطايا لجميع الناس في جميع العصور. لذلك صرخ الشيطان - علي أفواه تابعيه - بعبارته المشهورة: "إن كنت أبن الله، انزل من علي الصليب" (مت 27: 40؛ مر 15: 30) وسكت المسيح. لأنها عبارة لا تستحق الرد. فهو، لأنه أبن الله، صعد علي الصليب، وملك. اللص علي الصليب، اعترف بملكوت المسيح.. فقال "اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك". ولعله كان يقصد الملكوت الآتي، الذي يأتي فيه المسيح علي الصليب، لكي يجمع مختاريه ويأخذهم إلي مملكته السمائية. ولكن السيد المسيح في ملكوته السمائي الأبدي، فهناك مملكة قد تأسست اليوم علي الصليب. وبدلًا من عبارة (متى جئت) قال له (اليوم) تكون معي، أبشر، فاليوم قد بدأت مملكة المسيح، أيها اللص الطوباوي. وقد تقلد سيفه علي فخذه، وقيد الشيطان ألف سنة. وسقط الشيطان مثل برق من السماء المسيح علي الصليب أكثر جمالًا وجلالًا من كل أصحاب التيجان، نغني له ونقول (في آخر مزامير الساعة السادسة الخاصة بصلبه: "الرب قد ملك ولبس الجلال" (مز192) أما المملكة التي أرادها له اليهود يوم أحد الشعانين، فقد رفضها الرب وقال "مملكتي التي أرادها له اليهود يوم أحد الشعانين، فقد رفضها الرب وقال "مملكتي ليست من هذا العالم" (يو 18: 36). إنه علي الصليب أسس مملكته الروحية. وحينما نقول له استقامة هو قضيب ملكك" نقصد أنه ملك بكل استقامة، بكل عدل، بدفع ثمن الخطية ووفاء العدل الإلهي تمامًا مبارك الرب في ملكه. |
||||
29 - 04 - 2021, 10:41 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تأملات في الجمعة العظيمة - البابا شنودة الثالث
حول آلام المسيح الرب الذي لا تتفق طبيعته الإلهية مع الألم، أخذ له طبيعة بشرية مثلنا، قابلة للألم. وتألم عنا، لكي يعرف عنا الآلام. هذا المتواضع الوديع، أسلم ذاته للمتكبرين، فتعجرف عليه هؤلاء القساة.. بذل ظهره للجالدين، وخده للناتفين (أش 50: 6). خداه لم يمنعهما عن الطم، ولم يرد وجهه عن خزي البصاق! وتحمل كل هذا من التراب والرماد، من الإنسان الضعيف الذي لو تخلت عنه رحمة الله لحظة لفني وضاع.. وجهت إليه اتهامات باطلة، ولكنه لم يدافع عن نفسه. ولو دافع، لأمكنه أن يدحض كل تهمة ويتبرأ. ولكن بذلك ندان نحن. ففضل أن يحمل الدينونة عنا، ويصير هو مذنبًا لكي يتبرر نحن. ويحكم عليه بالموت، لكي يحكم لنا بالحياة.. ولم يدافع عن نفسه، لأنه تجسد لكي يبذل نفسه، ولكي يوفي للعدل الإلهي حقه عن خطايانا. وخطايانا ما كانت تحتاج إلي دفاع، بل تحتاج إلي فداء. تحتاج إلي ذبيحة تموت عنها، إلي كفارة، إلي نفس بارة تموت عن نفس آثمة. نفس تؤخذ عوضًا عن نفس الدفاع الوحيد الذي يدافع به، هو أن يقدم ثمن الخطية. أي أنه يقدم دمه الطاهر ليسفك عن كثيرين لمغفرة الخطايا. فيتنسم الآب من ذبيحته رائحة الرضا، ويقول للبشر: لما أرى الدم أعبر عنكم" (خر 12: 13). دفاع المسيح ليس هو دفاعًا عن نفسه، إنما دفاع عنا. وهو دفاع ليس بالكلام ولا باللسان، إنما هو بالعمل والحق بإرضاء العدل الإلهي.. بالموت عنا.. وفي بستان جثسيمانى، أستعد المسيح ليحمل خطايا العالم كله. ووقفت أمامه كل خطايا البشر في كل الدهور، بكل ما فيها من بشاعة ونجاسة.. كانت كأسًا مملوءًا بالمرارة. وقال الرب: نفسي حزينة جدًا حتى الموت (مت 26: 38). كان حزينا علي البشرية التي وصلت إلي هذا المستوى الحقير، وفقدت الصورة الإلهية التي خلقت علي شبهها ومثالها. عجيب أن الرب الذي هو مصدر كل تعزية وفرح، ويقول "نفسي حزينة حتى الموت).. ذلك لأنه كان أمامه كل الصور البشعة لخطايا الناس، الظاهرة والخفية، مع كل صور أفكارهم الداخلية ومشاعر قلوبهم، وما يتصورون ارتكابه من خطايا.. كيف ينحني القدوس، ليحمل كل هذه النجاسة؟! يا أبتاه، إن شئت أن تعبر هذه الكأس، وإلا فلتكن مشيئتك.. (مت 26: 42). قد يستنكف بار من النظر إلي صورة خطية نجسة، فكم بالأولي القدوس الكلي القداسة وهو ينظر إلي كل النجاسات مجتمعة، ثم يحملها كأثيم، نيابة عن جميع فاعليها، ليموت عنا.. ويقف ليحتمل كل غضب الآب وكل قصاصه.. يا أخوتي، لا تظنوا أن آلام المسيح، كانت هي آلام الجسد فقط، إنما هناك أيضًا آلام النفس والروح.. آلام الجسد كانت تتمثل في الجلد والشوك والمسامير والصلب، وأيضًا في الضرب واللطم وحمل الصليب والوقوع تحته، ومشقته الطريق، والعطش الشديد وما إلي ذلك. ولكن كانت هناك آلام أخري، من نوع آخر، عبر عنها بقوله "نفسي حزينة جدًا حتى الموت) آلام الحزن علي البشرية الساقطة،ولآلام التي صادفها من خيانة الناس وغدرهم وقسوتهم، وآلامه من جهة هذا الشعب المخدوع، الذي يهتف في جهل أصلبه أصلبه.. حقًا أنها لا يدرون ماذا يفعلون. وهناك أيضًا آلام المسيح من جهة تلاميذه الذين ملكهم الخوف والشك فهربوا واختبأوا، وترصد بها رؤساء اليهود ليفتكوا بهم.. كل هذا والسيد الرب في بستان، وهو "عالم بأن ساعته قد جاءت" (يو 13: 1)، "وهو عالم بكل ما يأتي عليه" (يو 18: 4)، وهو يصارع حتى صارت قطرات عرقه كقطرات دم. ومع ذلك فقد داس المعصرة وحده (أش 63: 3). حتى تلاميذه، تركوه في هذه الساعة الحرجة، ولم يستطيعوا أن يسهروا معه ساعة واحدة، علي الرغم من طلبه ذلك منهم ثلاث مرات، وقوله لهم "اسهروا وصلوا لئلا تقعوا في تجربة" (مت 26: 41). إني أريدكم أن تسهروا من أجل أنفسكم، وليس من أجلي. اسهروا، لا لكي تسندوني في وقت ضيقتي، وإنما اسهروا لأجل أنفسكم لكي لا تقعوا في تجربه، لأن عدوى قد أقترب، والظلمة زاحفة بكل سلطانها، والشيطان مزمع أن يغربلكم. والمقصود ليس فقط أن يضرب الراعي، إنما لمقصود أيضًا أن تتبدد الرعية. أسهر يا بطرس قبل أن يصيح الديك. أسهر مع الرب، وصارع في الصلاة أيضًا، لكي تدخل إلي التجربة وأنت محصن. ربما يا بطرس لو كنت سهرت، ما كنت أنكرت..! ولكن "العين الثقيلة" لا تبصر التجربة المقبلة ولا تستعد لها. هل الشخص الذي يقول لمعلمه "أضع نفسي عنك" (ولو أدي الأمر أن أموت معك). هل مع هذا الكلام، لا يستطيع أن يسهروا معه، ولا ساعة واحدة! إن كنت لا تستطيع أن تسهر معه، فكيف يمكنك أن تموت معه؟! انتبه إذن إلي نفسك واستعد.. ما أقسى التجربة حينما تأتي لأناس، فتجهم نيامًا، وأعينهم ثقيلة! لهذا كان الرب متألمًا لأجل تلاميذه.. ومع ذلك أن كنتم لا تستطيعون، ناموا الآن واستريحوا. أنا الذي سوف أسهر عنكم. فأنا لا أنعس ولا أنام مثلكم، لأني ساهر علي خلاصكم. كان السيد المسيح يحمل آلام جسده، وآلام نفسه، وآلام الناس، وألم خطايا البشر كلها. ولعل الخطية كانت أثقل ما حمله المسيح لأجلنا. فالذي بلا خطية وحده "ملنا كل واحد إلي طريقه، والرب وضع عليه إثم جميعنا" (أش 53). ولعله بسبب هذه الخطايا، عبر عن أعظم آلم مر به بقوله للآب "لماذا تركتني).. أي تركه للعدل يحتمل كل قصاصه الواقع علي البشر منذ آدم. أن كانت التوبة سبب فرح السماء، فماذا عن الخطية؟ يقول الكتاب إنه يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب. إذن علي القياس يكون حزن علي من يسقط. فكم وكم كان حزن المسيح إذن لا بسبب سقطة إنسان، إنما بسبب كل سقطة لكل إنسان.. بما يحمل ذلك من ملايين الملايين للصورة الكئيبة التي وقفت أمام الرب، ليحملها وينوب فيها عن الكل. ومن النجاسات التي يحملها الرب، خطايانا نحن الخاصة.. إن كل خطية، لكل واحد منا، كانت قطرة مرارة في الكأس المر الذي كان لابد للرب أن يشربه.. ولو لا أن الرب قد حمل خطايانا هذه ليمحوها بدمه، ما كان يمكن أن يغفر لنا.. إذن فنحن قد آلمنا الرب وكنا جزءًا من آلامه يوم الجمعة الكبيرة. لهذا ففي كل خطية نرتكبها ليس غريبًا أن نقول له: لك وحدك والشر قدامك صنعت. إن كنا قد آلمناك يا رب، فلا تسمح أن نتسبب في ألمك مرة أخري. ولا تسمح أن نضيف إلي كأسك قطرات مرة أخري. انضح علينا بز وفاك فنظهر. واغسلنا فنبيض أكثر من الثلج. وليكن فرحك بخلاصنا، أكثر من ألمك بسبب خطايانا. |
||||
|