03 - 10 - 2012, 11:16 AM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: دراسة تاريخ الكرازة المرقسية
**** تاريخ البطاركة - القرن الثانى - القسم الثانى *****
************محاضرة رقم 11 ***************** نكمل حديثنا عن مشاهير الكنيسة فى القرن الثانى وتحدثنا عن المدرسة اللاهوتية ثم الفليسوف بنتينوس ..والفليسوف اكليمندس الاسكندرى ... وتطرقنا الى جزء من حياة الفليسوف اوريجانوس .... واليوم نكمل حديثنا عن الفليسوف اوريجانوس .... ---------------------------------------------------- كنا تكلمنا عن الاضطهاد الذى اشتد فى الاسكندرية فى عهد " كاركلا قيصر " فى سنة 215م ... فأضطر اوريجانوس الى الهروب من الاسكندرية الى قيصرية فى فلسطين حيث لقى كل اعتبار واكرام , ومع ان وظيفة الوعظ كانت حينئذ خاصة برجال الكهنوت ولم يكن اوريجانوس قد نال رتبة كهنوتية مع توافر علمه وتقواه بسبب زهده فى الرتب والوظائف الا ان اسكندر اسقف اورشليم رفيقه فى التلمذه وثيوسيتوس اسقف قيصرية طلبا منه ان يشرح الاسفار المقدس جهارا لفائدة الجمهور بحضورهما , ولما سمعاه اطلقا عليه لقب """ سيد مفسرى الكتاب المقدس """ وكان ميليانوس اسقف قيصرية الكبادوك ينتظر حضور اوريجانوس بفروغ الصبر ولما استبطأه اسرع الى فلسطين ليتلقى العلوم ممن كان يفتخر بأن يدعوه استاذه ... فلما وصلت اخبار اوريجانوس الى مسامع البابا ديمتريوس اعترض على اولئك الاساقفة لسماحهم لاوريجانوس بمزاولة مهنة خاصة بالكهنة فجاوبة الاساقفة بما يدل على احترامهم له ودافعا عن انفسهما بأنهما سارا على منوال السالف الصالح الا ان البابا ديمتريوس لم يقتنع فأرسل رسائل لآوريجانوس مع بعض الشماسة يأمره بعدم القيام بأية خدمة ويخبره بهدوء الاضطهاد ليحضر ويمارس اعماله فرجع اوريجانوس بسرعة الى الاسكندرية واستلم زمام اعماله ... ولم يمض الا القليل بعد ذلك حتى اتيح لاوريجانوس زيارة العربية حيث اجتمع بهيبوليتوس احد فلاسفة المسيحية وقتئذ , وقد وضع هذا كتاب نسب الجزء الاول منه الى اوريجانوس وسنة 219م استدعته ماميا ام الملك اسكندر محب المسيحين الى انطاكية لتسمع وعظة واستمر مدة كان فيها موضوع الاجلال والاكرام . وكان لمعارفه وادابه تأثير عظيم وبسببه خف الاضطهاد الذى كان واقعا على المسيحيين ... وفى سنة 228م ارسلة البابا ديمتريوس الى اخائية ببلاد اليونان ليقاوم الهراطقة الذين اقلقوا راحة الكنيسة هناك فزار فى طريقه فلسطين وكان فى كل مدينة او قرية نزلها يدعى الى الوعظ فى الكنائس , ولما مر بفلسطين عند رجوعه خاطبه اسقفها " ثوسيستوس " بالاشتراك مع اسكندر اسقف اورشليم بأنه لايجوز بأستاذ الكهنة والاساقفة ان يكون مجردا من كل الكهنوت .. ويظهر ان اوريجانوس كان بسيط القلب فأقتنع بكلامهما وارتضى ان يقبل منهما درجة القسوسية وهو فى السنة الثالثة والاربعين من العمر ... غير ان ديمرتوس البابا الاسكندرى اعتبر هذه السيامة تعديا على حقوقه . ومن ذلك الحين بدأ سوء التفاهم يجد مكانا بين اوريجانوس والبطريرك الذى قام الحجة على ذينك الاسقفين لرسامتهما شخصا خاضعا له فجاوباه بأن احترامهما لمركزه عظيم .. قال اورينموس " ان الحسد هو الذى حمل ديمتريوس على هذا كله " غير انه لم يأت ببرهان على صحة ذلك والحقيقة كما يرويها المدققون ان البطريرك الاسكندرى امتنع عن ترقية اوريجانوس لدرجة كهنوتية لسبيين : السبب الاول : انه خصى نفسه الامر الذى اخفاه اوريجانوس عن اسقفى فلسطين واورشليم ... السبب الثانى : نحول جسمه وضعفه ... وقد قلنا ان اوريجانوس كان يسعى وراء انحطاط القوى ليكون حائلا بينه وبين الرتب الكهنوتية التى كان راغبا عنها كأغلب اتقياء العصور الاولى ... ولما رجع اورجانوس الى الاسكندرية بعد رسامته رأى البطريرك حاقدا عليه ووجد مركزه قد سقط فحصل بينه وبين البطريرك نزاع عقد بسببه هذا مجمعا بالاسكندرية سنة 231م حكم فيه بنفى اوريجانوس وبحرمه لانه رسم من اسقفين غير تابعين للكرازة المرقسية ولانه خصى نفسه الامر الذى بالغ اوريجانوس فى كتمانه وساعده البطريرك على ذلك ولكنه اضطر الى اشهاره رغما عنه ثم ارسل خطابات الى جميع الكنائس يعلمها بحكمه على اوريجانوس ... اما اوريجانوس فمع كونه عرف ان هذا الحكم فى غاية القساوة الا انه تدارك الامر بحكمته ولم يشأ ان يمكث فى الاسكندرية ليوسع هذا الخلاف بل تركها لا رجوع بعده .. وكان قد اكمل القسم الخامس من كتابة فى انجيل القديس يوحنا ففزع الى قيصرية .. وفى تلك الاثناء عقد مجمع اخر فى الاسكندرية وفحص كتاب " المبادئ " وحكم بأنه هرطوقى وحرم مؤلفه ... ولما وصل اوريجانوس الى فلسطين استقبل فيها استقبال القائد المنتصر فأستاء البابا ديمتريوس من كثرة تعدى اساقفة تلك الجهة على حقوقه .. ولحق بأوريجانوس امبروسيوس وعائلته وتبعه كثيرون من طلاب العلم ولهذا عزم على فتح مدرسة فى قيصرية فلسطين يعلم فيها تفسير الكتاب المقدس وكمل فى تلك المدينة المذكورة تفسيره لانجيل يوحنا ... وقد كتب حينئذ عما كان يجول بصدره قائلا " وحدث بعد هذه الامور ان الله اخرجنى من ارض مصر بيت العبودية كما خلص شعبه منها قديما .. ثم قام عدوى " يعنى البطريرك " واقام فى وجهى حربا عوانا بواسطة مكاتيبه التافهة التى تغاير مبادئ الانجيل تماما وحرك ضدى ريحا صرصرا فرأيت من الصواب ان اقاوم جهد استطاعتى مدافعا عن المبدأ المهم الذى اختطيته لنفسى وسرت عليه وهو الافادة وكنت اخشى من ان المماحكات العقيمة يستفحل شرها فتثير ثائرة النفس الامارة فتضعف الذاكرة حينئذ واعجز عن اتمام شرح الكتاب المقدس الذى بدأت به قبل ان ينطمس ذهنى خصوصا وان ابتعادى عن النساخ الذين كانوا يكتبون الخط المختذل منعنى من تملية مايخطر على بالى من الافكار .. اما الان وقد بعدت عن كل العوامل التأثير وقدر الله جل وعلا ان تخيب تلك السهام النارية التى صوبت نحوى وتذهب فى الهواء الفت نفسى حينئذ وقوع الملمات التى كانت تصيبنى بسبب التبشير بكلمة الانجيل واضطرت هذه النفس ان تتحمل بطيب خاطر جميع المصائب التى انتابتنى فهدأ روعى وسكن جأشى لجودة الهواء وحسن الطقس فعقدت النية على عدم تأجيل نسخ وتملية المؤلفات المطلوب اتمامها ... وفى ذلك الحين كان اساقفة الكنائس الشرقية يطعنون فى سيامة اوريجانوس ويظهرون هرطقته .. اما اساقفة فلسطين وفينيقية فكانوا يعضدونه ويدفعون عنه الملامة .. اما مدرسة قيصرية فأستمرت تزهو وتزهر ونبغ من تلاميذ اوريجانوس جماعة مشهورون فنشروا صيته واذاعوا مبادئه فى التفسير وكان منهم كثيرون هداهم الى الايمان وصاروا فيما بعد قديسين منهم " اغريغوريوس ثافماثورغوس " صانع العجائب " الذى سقف فيما بعد على قيصرية الجديدة من اعمال تيطس واخوة اثينودوروس الذى صار اسقفا ايضا على تلك البلاد ... اما اوريجانوس فلم يعدل عن مشروعاته الادبية بل زاد همة ونشاطا والف رسالة فى فائدة الصلاة واخرى فى تفسير الصلاة الربانية وكان يراسل كثيرا اشهر اساقفة اسيا ودعى الى كثير من المجامع الكنسية ... ومع انه مدح كثيرا لتجلده الذى اظهره ازاء ما اصابه الا انه لم يسلم من الغلطات التى يرتكبها كثيرون ممن يكونون فى حالى كحاله ... فقيل انه وجه لخصمه البطريرك كثيرا من الانتقادات وتحرك احيانا للآنتقام منه لولا تبكيت ضميره وصافته المسيحية .. وحدث انه كان يعظ يوما بأورشليم على الاية القائلة " وللشرير قال الله مالك تحدث بفراضى وتحمل عهدى على فمك " مز 50 : 16 " ولم ينته من قراءة هذه الاية حتى وبخته حواسه وخسى ان يفهم السامعون انه يقصد توجيه الكلام لديمتريوس وانهالت الدموع على خديه بغزارة وارتفع صوته بالبكاء حتى لم يقو على التفوه بكلمة واحدة فشاركة السامعون فى التأثر والبكاء ... وعقب ذلك تنيح البابا ديمتريوس وخلفه ياروكلاس تلميذ اوريجانوس ويظهر انه كان موافقا لسلفه على اجراءاته ضد اوريجانوس فلم يفكر فى اثناء رئاسته ان يدعوه ليعود الى الاسكندرية .... |
||||
03 - 10 - 2012, 11:17 AM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: دراسة تاريخ الكرازة المرقسية
*** تاريخ البطاركة - القرن الثانى - القسم الثانى - محاضرة رقم 12 *** --------------------------------------------------------------------------------- مازلنا نتحدث عن مشاهير الكنيسة فى القرن الثانى للبطاركة ... ونتكلمنا عن المدرسة اللاهوتية ثم العلامة القديس بنتينوس ثم الفليسوف القديس اكليمندس الاسكندرى .. ثم بدأنا حديثنا عن العلامة الفليسوف المشهور اوريجانوس وهو موضوع طويل شوية كتبنا منه حلقتين والنهاردة نكمل جزء اخر من حياته .... تحدثنا فى الجزء الاخير للعلامة اوريجانوس انه فى وقت الاضطهاد فى عام 215م فى عهد كاركلا قيصر هرب اوريجانوس الى قيصرية فى فلسطين وظل هناك وخلال هذه الفترة تنيح البابا ديمتريوس الكرام الذى كان على خلاف مع اوريجانوس وخلفه البطريرك ياروكلاس تلميذ اوريجانوس ولكنه لم يفكر ان يرسل للآاوريجانوس ان يدعوة ليعود الى الاسكندرية ويظهر ان كان موافقا للبابا ديمتريوس على اجراءاته ضد اوريجانوس ... ونكمل الان : وفى ابان الاضهاد الذى قام به مكسيمينوس قيصر سنة 236م سجن امبروسيوس صديق اوريجانوس وبروتكتسيتوس احد قسوس قيصرية وعوملا بمزيد من القساوة فألف لتعزيتهما رسالة فى الاستشهاد وقبض ايضا على كثيرين من اتباعه واكره هو نفسه على الفرار من قيصرية فالتجأ الى فرميتانوس اسقف قيصرية فى كبدوكية احد اصدقائه المعجبين به كثيرا . ولما حدث الاضطهاد هناك اختبأ مدة 2 سنة فى بيت """ يوليانة """ امرأة فاضلة واذنت له فى استعمال مكتبة ابتاعها من سيماخوس احد علماء الابيونيين "1" الذى ترجم العهد القديم الى اليونانية فأنكب اوريجانوس على مطالعة مافى هذه الكتب من الصحف وكمل فيه مقابلة النسخة العبرانية والنسخة اليونانية من التوارة وتهيأ بذلك لعمله العظيم بوضع كتاب "" المسدسات "" اى وضع ايات الكتاب المقدس فى ستة حقول ليظهر للعالم الكتاب المقدس منشورا فى ست لغات كما سيأتى ذكره ... وفى سنة 238م رجع الى قيصرية فى فلسطين واستأنف اعماله ولم يلبث ان دعى الى اثينا وتمم هناك تفسير حزقيال وبدأ بتفسير سفر نشيد الانشاد ولما جلس فيليب الملك العربى على تخت الامبراطورية الرومانية راسل اوريجانوس عائلته ... وفى ذلك العربى الوقت اشتهرت رسالة ضد الديانة المسيحية وعم انتشارها جدا وضعها كلسوس الفليسوف الوثنى الافلاطونى فأنبرى العلامة اوريجانوس لتفنيدها والف رسالة ضدها دافع فيها عن الدين المسيحى دفاعا مجيدا , ثم وضع حينئذ ايضا تفسير انجيل القديس متى ورسائل اخرى ... وفى السنة الستين من عمره اى سنة 245م سمح للستينوغرافيين " اى الذين يكتبون بخط مختصر " ان ينقلوا خطبه وكان بين هذه الجماعة عدد من الفتيات اتخذن هذه الصناعة مهنة لهن للآفادة والاستفادة . وكانت المجامع تستشيره فى المسائل الصعبة وتنتهى اليه فى عظيم المشاكل ... وفى الاضطهاد الذى قام به ديسيوس قيصر نظر الى اوريجانوس كأكبر مدافع عن حقائق الديانة المسيحية فقبض عليه وطرح فى السجن وعذب عذابا شديدا وكتب فى السجن رسالة تتضمن النصيحة والتشجيع لمشاركيه فى العذاب الا ان صحته اعتلت لما حل به الالام وقد كتب يوسبيوس عما عاناه اوريجانوس فى سياق كلامه عن استشهاد القديسين اسكندر اسقف اورشليم وبيسلسيوس اسقف انطاكية يقول : " يصعب على الكاتب الماهر وصف ما قاساه اوريجانوس واحتمله بصبر وفرح من العذاب الشديد والالام القاسى اثناء هذا الاضطهاد اذ وضعوه فى مقطرة من حديد وزجوه فى اعماق السجن حيث ظل بضعة ايام مطروحا على خشبة وهو مشدود بأربعة وثاقات لا يستطيع معها الحراك وهم يشعلون النار من حوله تهديدا له وتخوفيا وغير ذلك من مرائر يطول ووصفها يهول ذاقها هذا المسيحى من اعدائه العديدين ولكنه لم يبد ضجرا ولا اظهر مللا ولم يقل ياازمة انفرجى ... وعندما انتهى القوم من تجريع اوريجانوس كل كل اصناف العذاب قدموه للحكم عليه بالموت ... فسعى القاضى الموكل بالحكم جهده فى تأخير مدته ليس لينجى اوريجانوس منه بل ليطيل عذابه ايام حياته ... فالذى تم لاوريجانوس من الام وعذاب يجدر بأن يكون عبرة لم يعتبر وذكرى لمن يذكر وتعزية للذى وقع فى مصاب او اصابه شر وتجربة وعلى من يرغب شرحا وافيا عن ذلك عليه بمراجعة ** رسائل اوريجانوس التى بقيت بعده فيجد فيها اخبار يوثق بصحتها وتفصيلا وافيا اصابه غيره من قبله **"2".. " الا ان اوريجانوس مع كل ذلك لم يحكم عليه القاضى بالقتل وفيما بعد اطلق سراحه ولا يعلم كيف اطلق من السجن الا فى رواية ابيفانيوس اسقف قبرص المتوفى فى اواخر سنة 402م حيث قال """ بأن الوالى اتى اوريجانوس يوما من السجن وعرض عليه احد امرين اما ان يرتكب رغما عنه امرا مخلا بقانون العفة او يقدم بخورا فى مجمرة كانت معه بأسم الاوثان .. ولشده حرص اوريجانوس على عفته اثر ان يلقى البخور فى المجمرة على اقتراف المنكر وبذلك اطلق سراحه """ ... وقال بعض المؤرخين ان ذلك لم يكن فى اضطهاد ديسيوس بل كان فى اضطهاد ساويرس اذ كان اوريجانوس فى الاسكندرية ولما كان ابيفانيوس من اكبر خصوم اوريجانوس انكر اكثر المؤرخين هذه السقطة وقال غيرهم ان اعداء اوريجانوس زادوا هذه الحكاية على كتاب ابيفانوس وانه لو صح ذلك لما اهمل ذكره برفيروس عدو المسيحيين الاله الذى نقب عن زلات كثيرين من علمائهم ... وهكذا يوجد بعض المؤرخين يدافعون عن صحة هذا الخبر وكثيرون يكذبون وبراهين هؤلاء اظهر واقوى ... والذين مالوا الى تصديق الخبر استندوا على قطعة رثاء وجدت لاوريجانوس رثى بها نفسه بقوله : " ايها البرج الشامخ الا انك سقطت الى الحضيض بغته .. ويا ايتها الشجرة الغضة المثمرة الا انك على الفور يبست , ويا ايها النور المتوقد الا انك اظلمت وشيكا , ويا ايها الينبوع الجارى الا انك نضبت , ويلى فأنى كنت مشتملا بمواهب ونعم وقد عريت منها جميعا .. فرقوا لحالى يااحبائى فانى دست خاتم اقرارى واتحدت مع الشيطان واشفقوا على ياخلانى فأنى رذلت وطرحت امام وجه الله . اين ذاك الراعى راعى النفوس الصالح واين من نزل الى اورشليم الى اريحا وعنى بأمر جريح اللصوص فأنجدنى يارب انا الذى وقعت من اعلى اورشليم ونقضت النذر الذى اخذته على فى المعمودية وغيرها واغثنى ايها الروح القدس وهب لى من لدنك نعمة لاتوب . ربى انى ابتهل اليك لان تردنى فقد سلكت للهلاك اعظم مسلك . انعم على الروح القدس المرشد والمهذب الصالح لئلا امسى مأوى للشيطان ولكن ادوسه كما داسنى واقوى على حيله فأعود الى التمتع بخلاصك .. رب انى اخر امام عرش مراحمك فكن لى رحوما انا النائح هذا النواح لتسد ما اسأت به . ان معاشر المسيحيين القديسين يتوسطون عندك من اجلى انا العبد الساقط رب اظهر رحمتك لخروفك التائه الذيل للذئب المفترس ونجنى من فمه وانزع عنى ملابس حدادى والبسنى منطقة الفرح والسرور واقبلنى ايضا فى فرح الهى واجعلنى ان اكون اهلا لملكوته بواسطة خالص صلوات الكنيسة عنى التى تحزن على وتواضع نفسها من اجلى يسوع المسيح له مع الاب والروح القدس كل شرف وكرامة الان والى الابد امين " وبهذه الصلاة الجميلة والتوبة الصادقة ننهى هذه المحاضرة ونكمل المحاضرة القادمة عن قصة حياة هذا الفليسوف العلامة الرائع اوريجانوس ... ملحوظة : * علماء الابيونيين "1" كانوا يعتقدون بحفظ ناموس موسى وبأن المسيح خاص باليهود ورفضوا رسائل بولس لانها توجب الخلاص للآمم ... * رسائل تعذيب اوريجانوس "2" لم يبق من هذه الرسائل التى اشار اليها يوسيبيوس سوى رسالتين لم يذكر فيهما شئ عن حوادث اضهاد ديسيوس ويظهر ان ذلك واضح فى رسائل اوريجانوس المفقودة ... |
||||
03 - 10 - 2012, 11:17 AM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: دراسة تاريخ الكرازة المرقسية
***************محاضرة 13 *****************
----------------------------------------------------------------------- كنا تحدثنا فى المحاضرة السابقة عن الاضطهاد الذى لحق بالعلامة اوريجانوس واستشهاد اصدقائه القديس اسكندر اسقف اورشليم , والقديس بيسلسيوس اسقف انطاكية ... وتحدثنا عن وضع هذا العلامة فى السجن والعذاب الذى لاقاه فيه ... واليوم نكمل حديثنا عن هذا العلامة اوريجانوس ... المعلوم انه لم يفرج عن اوريجانوس من السجن الا بعد موت " ديسيوس قيصر " وامسى بعد ماعاناه من التعذيب اكسح من قبل الجراح التى انولتها القيود فى رجليه فلبث مدة بعد خروجه من السجن يتجرع الاما ويتقلب على فراش الضنى والنحول وهو يقترب بسرعة الى حافة الموت . ... ولكنه انتعش حينئذ عندما وصله كتاب من البابا ديونسيوس البطريرك الاسكندرى الذى خلف ياروكلاس يشجعه فيه على احتمال المشقات ويظهر له حزنه العميق على حالته التعيسة ... غير ان حياة اوريجانوس لم تطل بعد خروجه من السجن الا """ اربع سنوات """ على قول بعضهم كان فيها غير منكف من جهده فى التأليف والمكاتبات والخطب وعلى قول اخرين لم يعش سوى """ سنة واحدة """ ... وعل كل حال فقد اثر عليه ما عوقب به من الالام المبرحة التى انهكت جسمه وسحقته فمات سنة 254م فى مدينة صور وله من العمر 69 سنة ويحق لنا ان ندعوه شهيدا ودفن فى المكان الذى مات فيه بصور وظل قبره معروفا حتى شيدت فوقه كنيسة وذكر كثيرون من اصدقائه انه مات تحت العذاب سنة 254م وحفظ ضريحه مدة قرون عديدة بقرب المذبح فى كنيسة صور الاسقفية واستمر قبره مزارا للكثيرين حتى القرن السادس ... قال مؤرخ " واذا سألت اهل صور عن مكان قبره لاشاروا لك الى اطلال كنيسة قديمة بنيت عليها اكواخهم وقالوا لك هنا قبر " اورسنيوس " يريدون اوريجانوس مدفون فى قباب تلك الكنيسة وهو الان تحت الارض ... فرجل مسيحى فاضل كهذا كيف يتهمونه بالهرطقة وقد كانت حياته كلها بريئة من كل مايشين واجمع الكل على طهارة ثيابه ونزاهة نفسه حتى قال عنه يوسابيوس " ان حياة هذا الرجل افضل مفسر لعظاته " وقال موسهيم المؤرخ " ان بيانه الساحر وعلمه الكثير وطبعه المحبوب وصيته الحسن فى التقوى الحارة الخالصة اعطته سطوة عظيمة .. ولا سيما بين العلماء وذوى المراتب الاولى فى الهيئة الاجتماعية ... ولم يقم احد منذ زمن الرسل اكثر منه مناضلة واجتهاد فى اذاعة المعرفة وتفقيه المسيحين وتنويرهم واتحادهم وتوقيرهم فى عيون البشر ..... اما ما ينسب الى اوريجانوس من الضلال فلم ينبه فى حياته الا عن القليل منه ولما طرق مسامعه خبر الاشاعات الكاذبة قال فى ميمره الخامس والعشرين على انجيل لوقا : """" ان من دواعى سرور اعدائى ان يسبوا الى اراء لم اتصورها ولم تدر بخلدى """" وجل مااشيع عنه من الضلالات جمع بعد موته , ويغلب الظن ان الذين نسبوا اليه الهرطقة هم اناس قرأوا مؤلفاته بدون ان يفهموها جيدا فتوهموا من ظاهرها ما يلصق به تلك التهمة ... ويقال ان بعض الهراطقة فى ذلك الحين كان يجتهدون بأن يدسوا فى كتب المؤلفين انواع هرطقاتهم ليوصولها الى عقول الجمهور من هذا السبيل فلا يبعد ان يكونوا عملوا ذلك بمؤلفات اوريجانوس كما عملوا بمؤلفات اكليمندس قبله وكما شرع كثيرين منهم بكتابة اناجيل ورسائل ونسبوها للرسل وضمنوها مايعتقدون من البدع والاضاليل ولكن جميعها نبذت .... اما الاضاليل التى نسبت الى اوريجانوس وجمعها خصومه - فهذا ما سوف نتحدث عنه فى المحاضرة القادمة ... |
||||
03 - 10 - 2012, 11:17 AM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: دراسة تاريخ الكرازة المرقسية
**** تاريخ البطاركة - القرن الثانى - القسم الثانى " محاضرة رثم 14 " **** --------------------------------------------------------------------------------------------- فى المحاضرة السابقة تكلمنا عن الاضطهات التى لحقت بهذا العلامة اوريجانوس وسجنه وتعذيبة عذابات مرة وكان بعد خروجه من السجن فى حالة من الاعياء الشديد ويقال انه مات بعد خروجه من السجن بعد سنة واحدة , ورأى اخر يقال انه مات بعدها ب 4 سنوات فى عمر يناهز 69 عاما فى عام 254م ويقال انه مات من هذه العذابات ويقال انه شهيد ايضا ودفن فى المكان الذى تعذب فيه وهى مدينة صور تحت قباب كنيسة .... وفى حياته قبل موته نسبت اليه بعض الضلالات وقد قال اوريجانوس عن مانسب اليه : " ان من دواعى سرور اعدائى ان يسبوا الى اراء لم اتصورها ولم تدر بخلدى " .... وبعد موته ايضا نسبت اليه كثير من الضلالات يقال ان بعض الهراطقة فى ذلك الحين كانوا يدسون فى كتب المؤلفين بعض الضلالات ليوصولها الى عقول الجمهور .... اما الاضاليل التى نسبت الى اوريجانوس وجمعها خصومه واذاعوه فهى : ------------------------------------------------------------------------------------ 1- ان النفس خلقت قبل اجسادها وحبست فيها لمعاص ارتكبتها " يقصد خصوم اوريجانوس ان يجعلوه يعتقد بأن النفوس البشرية خلقت مع الملائكة فى مكان واحد وزمان واحد ثم ارتكبت بعض المعاصى فأنحدرت بسبب ذلك الى الارض واتحدت بأجساد كثيفة عقابا لها "... 2- ان نفس المسيح خلقت واتحدن بالللاهوت وذلك قبل زمن التجسد ... 3- ان الشياطين والهالكين يخلصون ... 4- ان الاجساد الحقيقية لا تقوم فى يوم النشور وسيعاض عنها بأجساد اخرى ... 5- ان الارواح تتقمص ... 6- ان عوالم كثيرة خلقت قبل هذا العالم وستخلق كذلك عوالم اخرى بعده .. ويقول الواقفوان على الحقيقية ان هذه لهرطقات لا اثر لها فى مؤلفات اوريجانوس ولم تظهر الا فى الترجمات اللاتينية التى وضعها من بعده " روفينوس الاكويلى " القائل فى مقدمة كتابه " انى لم اتصد الى اصلاح بعض عبارات اوريجانوس الا بقصد تهذيبها " ... ولما كانت بعض عبارات اوريجانوس بعيدة الفهم اجتهد ان يصلحها فكان عدم فهمه اياها سببا لانه يرقم ما اعتبره الخصوم ضالا لاوريجانوس حتى ان " انسطاسيوس اسقف رومية سنة 398 - 402م فى رسالته الى يوحنا اسقف اورشليم اوقع الحرم على ترجمة " روفينوس " لا على الاصل اليونانى ... ومعظم تلك الاضاليل المذكورة مأخوذة عن اعتقادات وثنية ولا يعقل ان اوريجانوس نصير المسيحية الوحيد حينئذ ضد الوثنية ينقل تلك الاراء السخيفة وقد قال " اغريغوريوس ثافماثورغوس " تلميذ اوريجانوس فى دفاعه عنه : " انه كان يحذرنى من الاستناد فيما يختص بالدين على الفلسفة البشرية " وقد قرر اوريجانوس نفسه فى مقدمة كتابة المبادىء رقم 2 ضرورة نبذ اكثر ما يقوله فلاسفة اليونان لان اكثره يحسب ضلالا , ولئن كان اوريجانوس يجهد ذاته فى فهم تلك الفلسفة فذلك ليستعين بها فى رد هجمات اهلها على المسيحية وليتمكن من ان يستخرج لهم من ديانتهم مايؤيد به ديانته وقد اشار الى ذلك فى رسالة لاغريغوريوس المذكور حيث قال : " """" كما ان العبرانيين قد صنعوا بذهب المصريين وفضتهم تابوت العهد والكاروبين واوانى المذبح كذلك يجب علينا نحن المسيحيين ان نضع بفلسفة اليونان فلننقل الى هيكل الحكمة الالهية هذه الزينات التى يسئ اربابها استعماله.. فلنأخذ عن اللغة اليونانية التى طالما استعملت لمدح الضلالة والرزيلة عذوبتها وطلاوتها لنزين حقيقتنا الناصعة بالزينة التى طالما البسوها بطلهم وبهتانهم .. فلنجعل اله الشر قوة للخير , ولكن حذار من الترهات التى تكسوها هذه الزينات حذار من ان تنقل شيئا منها الى دين الحق لئلا نضل ونكون مثل يربعام الذى تزوج بأبنة ملك مصر وعاد مع عروسة الى اسرائيل فأبدل عبادة الاله الحقيقى بعبادة اصنام المصريين """"" وقد برئه كثيرين من المؤرخين مما نسب اليه واكثرهم ملخص " مختصر تاريخ الامة القبطية " ص 384 - 390 ننقل ملخصة الان وافضل الاراء التى دافعت عن اوريجانوس : * افضل الآراء التى دافع بها هذا المؤرخ عن اوريجانوس فى كتاب " مختصر تاريخ الامة القبطية " * التهمة الاولى : ------------------ هى المختصة بخلق النفوس قبل اجسادها . خالفها اوريجانوس فى كتاب المبادئ ل2 ف 8 وغيره من مؤلفاته بقوله : " ان النفس البشرية خلقت فى اليوم السادس عندما نفخ الله فى ادم وكان ذلك بعد خلق الملائكة " ... وانحدر النفوس الذى تكلم عنه خصومه لم يكن غير انحدار الملائكة الذين سقطوا " المبادئ ك3 ف 5 " ... التهمة الثانية : ----------------- هى المختصة بخلق نفس المسيح قبل تجسده ... وبمقارنتها بقوله فى كتابه " المبادىء ك 4 ف 31 " ان الكلمة اخذ جسدا بنفس ناطقة وذلك عند التجسد لا قبله ولا بعده " يتضح بطلانها .... التهمة الثالثة : ---------------- هى المختصة بخلاص الشياطين والهالكين . وقد ادعوا بها لسوء فهمهم اقوال ذلك الفليسوف وهذه هى : " ان الملائكة قسمان قسم اطاع فخلص خلاصا ابديا وقسم سقط فهلك هلاكا ابديا . واما الجنس البشرى فرغما عن سقوطه فى خطيئة ادم الاصلية يمكنه ان يخرج من الهوة التى وقع فيها ويتحد بالله وبملائكته الابرار .. غير ان الذين يسترسلون فى ضلالهم يصبحون عبيدا للشيطان فيهبطون فى الهاوية الابدية " - المبادئ ط 1 ف 7 : 2 و 3 " اى ان الذين يؤمنون بالمسيح يخلصون من العقاب الاول وبعكس ذلك الذين لا يؤمنون ... التهمة الرابعة : --------------- هى المختصة بعدم قيامة الاجساد نفسها .. ويناقضها ما قرره فى تفسيره للمزمور الاول وفى كتابه المبادئ ك 2 ف 2 : 2 : " ان عدل الله يقتضى ان يتوج الاجساد نفسها التى سفكت دماء اصحابها فى سبيل المسيح "... وقد ادعى " اورينموس " عدو اوريجانوس بأنه اعتقد بتغير شكل الاجساد عند قيامة بأن تأخذ اشكالا كروية كالشمس والنجوم وسائر الكواكب .. ولكن اوريجانوس لم يشبه اجساد الناس بالكواكب الا فى البهاء حسب قول بولس الرسول فى 1 كو 15 : 40 و 41 ونفى هذا القول فى كتابه الثانى على القيامة ... التهمة الخامسة : ------------------ هى المختصة بتقمص الارواح .. وقد انتشرت فى حياة اوريجانوس ففندها فى ميره 16 على سفر ارميا 16 : 1 , وفى رسالة بعث بها لتلاميذه بالاسكندرية يقول " ان هذا الرأى لا يخطر لمجنون فى منامه " ... التهمة السادسة : -------------------- هى المختصة بخلق عوالم كثيرة .. وفى كتابة المبادئ ك 2 ف 3 : 6 و ك 3 ف 5 : 3 لم يذكر سوى ثلاثة عوالم : 1- عالم الملائكة .. 2- العالم البشرى ...... 3- العالم الذى يتكون بعد البعث من اتحاد العالمين المتقدمين ... اما من يطالع اقوال اباء الكنيسة بشأن اوريجانوس ---------------------------------------------------------- لا يستطيع ان يحكم عما اذا كان شخص اوريجانوس محروما ام غير محروم ... فقط نعلم ان الكنيسة شجبت تلك الضلالات التى اذاعها الخصوم .. وتاريخ الكنيسة مشحون بأخبار الانشقاقات التى قامت بين الاباء بسبب اوريجانوس فمنهم من كانوا يعتبرونه هرطوقيا ومنهم من كانوا يعتبرونه من معلمى البيعة الافاضل ... ومن خصوم اوريجانوس هم : ---------------------------------- 1- البابا ديمتريوس كما ذكر ... 2- متيوديوس اسقف اولمبيا .. وضع ضده 3 كتب غير انه فى اخر حياته ادرك خطأه وذكر اوريجانوس بكل احترام ... 3- ابيفانيوس اسقف قبرص : هو اول من اذاع البدع عن اوريجانوس وعنه اخذ الاخرون .. وكان بسيطا سريع التصديق لما يسمع فكتب عن اوريجانوس ما كتب بسلام ضمير ... 4- ثوفليس بابا الاسكندرية : وسيعرف القارئ فى تاريخه سبب هذه العداوة ... 5- ايرونيموس : كان احد علماء سوريا فى القرن الرابع .. كان فى مبدأ الامر من انصا اوريجانوس ولكنه بسبب منازعاته مع روفينوس المذكور انه نقل كتب اوريجانوس لللاتينية صار من الد اخصامه الا انه كتب عنه قبل ان يكون خصمه قائلا " لم يكن اوريجانوس مجرد كاتب عذب المشرب يرتاح اليه امراء الكتاب او مجرد مؤلف نظراءه بمؤلفاته الدانية القطوف بل كان بلا جدال المعلم الاول لجميع الكنائس بعد الرسل ولا مساحة فى ان اراءه تعبر عن الارثوذكسية التى لم يشبها ضلال اما الذين استوقد الحسد ضلوعهم فأتهموه بالهرطقة فأن هم الا كلاب كلبة " ... ولما اصبح يقاوم الاوريجانبين شديد المقاومة قال لهم " وافقونا على ان اوريجانوس انخدع فى بعض المسائل فلا يبقى لى ما اقول وان اعترضنا من يحسدونه على فخره ببعض اغلاط له فليعلموا ان الخطأ من شيم كبار الرجال فلا نتشبثن بزلات من لا نستطيع مباراته فى فضائله " ... ومن محبى اوريجانوس والمدافعين عنه : ----------------------------------------------- 1- البابا ديونوسيوس الاسكندرى البطريرك 14 . 2- ثيوسيستوس اسقف فلسطين ... 3- غريغوريوس العجايبى ... 4- اخوة ثينودوروس ... 5- 6 - غريغوريوس النزينرى وباسيلوس الكبير ... فهم درسوا العلم من مؤلفات اوريجانوس ... 7- غريغوريوس اسقف نيصص بالكبادوك .. كان يلقب اوريجانوس بزعيم فلاسفة المسيحين ... 8- بمفيليوس البيروتى تلميذ بيروس مدير المدرسة اللاهوتية .. فقد نسخ جميع ملفات اوريجانوس بيده ... 9- ديديموس الضرير مدير المدرسة اللاهوتية مدح كتاب المبادئ ... 10- البابا اثناسيوس الرسول البطريرك 20 دافع عن كتاب المبادئ ... 11- القديس يوحنا ذهبى الفم .. مات منفيا فى سبيل الدفاع عن مبادئ اوريجانوس كما يتضح من تاريخ البابا ثاوفيلس البطريرك ال 23 ... 12- توتيم اسقف سيتى .. كان مغرما بكتبه ... 13 ايسيدوروس مدير مدرسة الاسكندرية والاخوة الطوال القامة ... فقد دافعوا عن اوريجانوس دفاع الابطال وطردوا من الاسكندرية وصادفوا الاهوال فى سبيل التمسك بأحترامه وقد اقسموا انه برئ من كل هرطقة ... 14- يوحنا 2 اسقف اورشليم ... كان مهيما بكتب اوريجانوس ... يظهر لنا الان ان اصدقاء هذا العلامة العظيم اوريجانوس كانوا اكثر اعتبارا فى نظر الكنيسة من خصومه فلو كان اوريجانوس هرطوقيا لما دافع عنه اولئك وبالتالى كانوا يعتبرون مثله محرومين لغرامهم بمطالعة كتبه واجلالهم لشخصه العظيم ... اما ايضاح مذهب اوريجانوس فى التفسير ومؤلفاته وبعض الاشياء الهامة عن هذا العلامة العظيم ... .... هذا ما سوف نتحدث عنه فى المحاضرة القادمة .... ارجو ان تستمتعوا بقراءة هذا الجزء الممتع والملئ بالمعلومات المفيدة والجميلة ... |
||||
03 - 10 - 2012, 11:17 AM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: دراسة تاريخ الكرازة المرقسية
*** المحاضرة رقم 15 *** تاريخ البطاركة - القرن الثانى - القسم الثانى ---------------------------------------------------- وهنا نكمل حديثنا عن العلامة اوريجانوس وتحدثنا عن الاضاليل التى نسبت اليه وجمعها خصومه , وايضا تكلمنا عن محبى اوريجانوس والمدافعين عنه ... واليوم نكمل حديثنا عنه ايضا وسنتحدث عن مذهب اوريجانوس فى التفسير واهم مؤلفاته .... اتمنى ان تستمتعوا معى بقراءة هذا الجزء .... ** ايضاح مذهب اوريجانوس فى التفسير ** ------------------------------------------------------ قال عنه موسهيم المؤرخ " ان هذا المتوقد الذهن رأى ان لا طريقة سهلة بها يناضل عن كل ماقيل فى الكتب المقدسة ضد اشراك الهراطقة واعداء المسيحية لو فسر لغة الكتاب المقدس حرفيا .... فصمم عزمه على تفسير الكتاب المقدس كما اعتاد الافلاطونيون على ان يفسروا تواريخ الهتهم ... فعلم ان الكلمات فى اماكن كثيرة من الكتاب المقدس لا معنى لها وفى بعض الاماكن حيث اعترف بأن لها معنى مااعتقد بأنه يراد بالعبارة المذكورة معنى سرى مكتوم يجب ان يفضل عن معنى الكلمات الظاهر ... وهذا المعنى المكتوم هو الذى يفتش عنه فى شروحاته بأنتباه لكنه معوج وغالبا يتغافل بالكلية ويزدرى بالمعنى الظاهر ... ويقسم هذا المعنى البعيد ايضا الى معنى ادبى ومعنى سرى او روحى ... المعنى الاول : يعلمنا ما يتعلق بحال النفس الداخلى وبأعمالنا الخارجية ... المعنى الثانى : يعلمنا حقيقة تاريخ العالم السرى او الروحانى وشرائعه ... ويخيل ايضا ان هذا العالم السرى مزدوج بعضه سام او سماوى وبعضه دون او ارضى اى الكنيسة ... فلهذا قسم معنى الكتب المقدسة السرى الى ارضى او تشبيهى والى سموى او روحانى ... وطريقة تفسير الكتب المقدسة هذه التى استصوبتها اليهود كانت دارجة عند المسيحيين قبل اوريجانوس لكن لانه حدد لها قوانين ورتبها على هيئة نظام يعتبر غالبا كمبتدعها .. وقال صاحب " تاريخ الكنيسة " المطبوع فى اورشليم سنة 1892م " والغريب ان اوريجانوس بعد ما كان يتشبث ببساطة وايمان بمفهوم ايات الكتاب الحرفى مجريا بالفعل ما ورد فى مت 10 : 10 فلم يقتن شيئا لذاته ومت 19 : 12 فخصى نفسه فصار يتخيل فى كل اية بسيطة من كتاب الله معنى ادبيا مشفوعا بسر غامض يلمع الى حوادث سموية " ... ومع ان اوريجانوس تطرف كثيرا فى تفسير كل ايات الكتاب المقدس تفسيرا مجازيا وفى الاكثار من الاستعارات وجعله المحل الثانى للمحل الحرفى الا ان اغلب الكتاب المسيحيين يغتفرون له هذا التفنن لعلمهم بأنه سار عليه فى سبيل الذود عن حقائق ديانته المسيحية ... وقد ارتكب هذا الخطأ سهوا لانه حسبه انسب طريقة لرد هجمات اعداء المسيحية بل كتب ما كتب بدافع الغيرة الدينية ... فهو مسيحى مخلص سليم الاعتقاد واحد الذين عددوا غلطاته فى تفسيره قال " ويلوح لنا ان اوريجانوس كان تقيا ورعا وانه بنى بعض تعاليم الديانة المسيحية على مبادئ صحيحة مقررة غير ان تفننه المطلق نكب بكثيرين من ذوى العقول الضعيفة عن سواء السبيل " ... ** اكثر مؤلفاته *** ------------------------ اما اكثر مؤلفات اوريجانوس فقد وصلت الينا فى ترجمات غير صحيحة بقلم ايرونيموس وروفينوس وكثيرون من العلماء القدماء اقتبسوا منها , واشهر مصنفاته التى وصلت الينا فى اللغة الاصلية هى : 1- كتاب " الرد على كلسوس " 8 اجزاء " .. 2- مجموع مقالات فى الصلاة الربانية ... 3- كتابه فى الشهداء ... 4- فى الرئاسات وهو كتاب بالغ الخصوم فى انتقاده وهو 4 اجزاء ... وقد وضع اوريجانوس فى بعض كتبه ترجمة خامسة وسادسة وسابعة للكتاب المقدس وكان قصارى مرغوبة تنقيح الترجمة السبعينية بمعارضتها بسائر الترجمات فكان يدل على الايات غير الواردة فى الاصل العبرانى بهذه العلامة x ويدخل الايات المحذوفة فى الترجمة السبعينية واضعا قبالتها هذه العلامة * وقد كانت نسخة هذا الكتاب الاصلية محفوظة فى مكتبة قيصرية التى انشأها بامفيلوس الشهير المناضل عن اوريجانوس ... والارجح ان الاسلام احرقوها مع سائر النسخ النفيسة عند افتتاحهم هذه المدينة سنة 653م , كما انه كتب كتبا لتعليم الديانة للمبتدئين ويعتبر كتاب " ستروماتا " وكتبه الاربعة المبادئ شرح اكثر تعليم المسيحية .. وقد اهتم العلماء بطبع كتب اوريجانوس واشهر ماطبعوه طبعة " منتفوكون " وهى فى مجلدين فى باريس 1713م , وكتب المبادئ حسب ترجمة روفينوس اللاتينية مع نقصه وتغييره وتحريفه سنة 1836, وطبعة ثنيتسر فى ستتغارت , وطبع رسالة الاستهشاد وتستين فى بازل 1674م ... كما طبعت تأليفه كلها فى باريس بين سنة 1733و 1759 فجاءات فى اربعة مجلدات ضخمة ... وبهذا نكون قد انتهينا من الحديث عن هذا العلامة الفليسوف ... والمحاضرة القادمة نتحدث فيها عن تاريخ البطاركة - الجزء الثالث - وهو الحكومة والكنيسة وفيها نتحدث عن الفصل الاول وهو حوادث الاضطهاد فى القرن الثانى القرن الثانى - القسم الثالث : الفصل الاول : حوادث الاضطهاد الفصل الثانى مشاهير الشهداء |
||||
03 - 10 - 2012, 11:18 AM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: دراسة تاريخ الكرازة المرقسية
** تاريخ البطاركة - القرن الثانى - القسم الثالث - محاضرة رقم 16 ** ------------------------------------------------------------------------------------ مازلنا فى القرن الثانى من تاريخ الكرازة المرقسية للبطاركة , وتكلمنا عن بطاركة القرن الثانى وهم البطريرك بريموس - يسطس - اومانيوس - مركيانوس - كلاديانوس - اغرينيوس - يوليانوس - وديمتريوس .... ثم تحدثنا فى تلك الفترة عن المدرسة اللاهوتية ومشاهير الكنيسة وهم بنتينوس واكليمندس الاسكندرى واخيرا العلامة الشهير اوريجانوس .... واليوم ننتقل الى القسم الثالث من هذا القرن " القرن الثانى " وفيه نتحدث عن الحكومة والكنيسة ... واول فصل نتحدث عنه هو حوادث الاضطهاد فى ذلك الوقت ... ارجو ان تستمتعوا معى بقراءة هذا الجزء .... القسم الثالث : الحكومة والكنيسة -------------------------------------------- تنقسم الى فصلين : الفصل الاول : حوادث الاضطهاد .. ..........................: الفصل الثانى: مشاهير الشهداء .. واليوم نركز فى حديثنا عن حوادث الاضطهاد ... الفصل الاول : حوادث الاضطهاد ---------------------------------------- 1- اضطهاد ادريانوس ...... 2- اضطهاد ساويرس سبتميوس ... 1- اضطهاد ادريانوس ------------------------ ان سوء الظن الذى كان سائدا على الافهام من جهة المسيحيين حينئذ جعل الكثيرين ولا سيما ذوى الشأن ينظرون اليهم بعين البغض والكراهية .. وفى عهد تملك " ادريانوس قيصر من سنة 117م " كانت الاشاعات الباطلة عن المسيحيين قد بلغت حدها حتى انه لما اتى هذا القيصر الى الاسكندرية واخذ يتجول فى انحائها كتب لصاحب له اسمه " سريانوس " من عظماء الرومانيين عن احوال مصر يقول " وقد استقصيت احوال مصر واستقريت عوائدها واطلعت عليها اطلاعا كليا وكنت فى بادئ امرى اصفها بالمدح واتحاشى ذمها فتبين لى بعد التأمل والنظر انها عبرة لمن اعتبر فى طائشة لاتدوم على حال ولا تنكف عن المشاغبة والمنافرة لاسيما فى امور الدين وما يتولد منها , على ان من لم يعبد الشمس والعجل ابيس عد نصرانيا مع انه ليس كذلك بل الذين يحترمون الشمس والعجل ولا فرق فى ذلك بين الاسقف وحاخام اليهود وكل قسيس او راهب او عامى له فى الشمس او فى العجل احترام , ويغلب على فكرى انه لو اتى بطريرك النصارى الخارجيين عن ديار مصر ودخل مصر لشارك اهلها فى التمسك بهذه الاحترامات الدينية وربما اعتقدوا ان العجل والشمس والمسيح انما هم اسماء مترادفة وانها فى الحقيقة شئ واحد " ... ويظهر ان الذى حمل ادريانوس على ان يرتكب هذا الخطأ فى الحكم هو انه وجد بين علماء المدرسة اللاهوتية المسيحية وعلماء المدرسة الوثنية الاولى " 1 " علاقات اتحاد متينة العرى ... واستمر ادريانوس متشبثا بخطأه من جهة المسيحيين حتى انه لما اضطهد اليهود فى مصر اشتد على المسيحيين فيها ايضا فقتل منهم خلقا كثيرا حتى خيل للناظر انه افناهم جميعا ولاجلهم امر بتعميم عبادة الاوثان وارغام المسيحيين بنوع خاص على السجود لها ... 2- ساويرس سبتيموس ---------------------------- وبعد ادريانوس تولى جملة قياصرة لم يكن لهم اهتمام يذكر بمسيحى مصر حتى استولى على العرش " ساويرس سبتيموس سنة 193م " ... ولما استتب له الملك وفد على مصر واخذ يتجول فى انحائها حتى وصل الى مدينة طيبة وهى هالة ما شاهده فى سياحته من الانتشار السريع الذى احرزته الديانة المسيحية واوجس خيفة من تمدن اهلها وكثرة عددهم وخشى منهم على المملكة الرومانية نفسها فأصدر اوامره لليتوس والى مصر الرومانى بمحو اثار ذلك الدين ... وقد كانت اوامر القيصر هكذا صارمة وقد بذل الوالى جهده ليجعل الاضطهاد قاسيا طبقا لرغائبه حتى عم جميع انحاء القطر المصرى الا ان الضغط الشديد كان على مدينة الاسكندرية بنوع خاص لانهم كانوا يعتبرونها مركز الديانة المسيحية ... ومن شدة هول الاضطهاد الذى دام طول مدة بقاء القيصر ولم يكف الا بعد تركه اياها ... فقد قفلت المدرسة اللاهوتية وتشتت شمل تلاميذها ولازموا بيوتهم وفرا استاتذتهم الى خارج البلاد ليفوزوا بحياتهم ... وكان اضطهاد ساويرس دون باقى القياصرة منحصرا بالاخص على العالم المسيحى فى مصر وافريقيا لانه لم يكن يخشى من المسيحيين سوى الاقباط وذلك لمعرفته بوفرة ثروتهم وكثرة علومهم ومعارفهم ... ولما كان لا ينقص اهل مصر فى ذلك الحين للتخلص من نير الرومانيين غير الاتحاد والوثام وكان الدين المسيحى هو العامل على لم شعثهم ونظم عقدهم ... حاول القيصر ان يلاشى ذلك الدين من مصر غير مكترث بمسيحى باقى الاقطار لما كان عليه اهلها من الفقر والضعف ... وقد استشهد من الاقباط كثيرون ولشدته ظن المسيحيين ان المسيح الدجال قد ظهر .. وقد شهد اكليمندجس الاسكندرى انه كان عدد عظيم من المسيحيين يستشهدون يوميا مقاسين انواع العذاب وقال ان كثيرين منهم كانوا يصلبون او تقطع رؤوسهم او يحرقون امام اعيننا ... واستمر الوالى الرومانى بمصر يعذب المسيحيين """" سبع سنوات """ ويوقع بهم صنوف البلايا فكان يهجم على الرجال والنساء فى بيوتهم فجأة ويجرهم الى القتل ويقطع رؤوسهم , وبعضهم يلقون فى السجون حتى تفتك بهم الامراض ويعاملون بمنتهى القسوة , وكان المسيحيون ينتظرون ان يقبض عليهم فى اى وقت .. وقد بلغت قساوة المضطهدين مبلغا جعلت النساء فى هذه الاضطهادات يعذبن عذابا اليما بخلاف الرجال الذين كانت تقطع رؤوسهم بدون تعذيب ... ولشدة الاهوال التى لاقاها المسيحيون انتشرت الاخبار بينهم حينئذ بأن المسيحيين قتلوا فى كل العالم اجمع وعملت السيوف فى النصارى فلم ينج منهم الا من لجأ الى الجبال واختفى فى المغائر ... ملحوظة "1" المدرسة الوثنية الاولى ------------------------- + انشأها بطليموس الاول ولبث تخرج العلماء المجتهدين مدة 9 اجيال من سنة 323ق.م الى 640ب.م وكانت تشتغل فضلا عن الفلسفة فى الطب والكيميا والطبيعة والحساب والهندسة والفلك والجغرافية والموسيقى والتاريخ .. وكان مقر ابحائها : - المكتبة الكبرى كان بها 700 الف مجلد واحترقت عند دخول يوليوس قيصر مصر ... - المكتبة الصغرى وتحتوى على 300 الف مجلد باد معظمها اثناء اضطهاد الوثنيين للمسيحيين ... - الرواق وفيه كانوا يتمرنون على درس العلوم .. ومن مأثر هذه المدرسة ترجمة التوارة من العربية الى اليونانية وهى الترجمة المعروفة بالسبعينية ... وبكدا انتهينا من الفصل الاول من القسم الثالث للحكومة والكنيسة ... وغدا نبدأ حديثنا عن الفصل الثانى من القسم الثالث وهو مشاهير الشهداء ونتحدث عن بوتامينا الفتاة العفيفة وامها مارسلا وباسيليدس الجندى ثم نتكلم عن صوفيا ... ارجو ان تستمتعوا معى بقراءة هذا الجزء ... والى اللقاء فى الجزء الاخر ... |
||||
03 - 10 - 2012, 11:18 AM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: دراسة تاريخ الكرازة المرقسية
**** تاريخ البطاركة - القرن الثانى - القسم الثالث - محاضرة رقم " 17 " ****
---------------------------------------------------------------------------------------------- مازال حديثنا فى القرن الثانى للبطاركة وتحدثنا سابقا عن الفصل الاول من الحكومة والكنيسة - حوادث الاضطهاد - اضطهاد ادريانوس - واضطهاد ساويرس سبتميوس .. واليوم نكمل حديثنا فى الفصل الثالث للقرن الثانى ونتحدث فيه عن مشاهير الشهداء فى ذلك القرن ... مشاهير الشهداء --------------------- 1- بوتامينا الفتاة العفيفة وامها مارسلا وباسيليدس الجندى ... 2- صوفيا ... 1- بوتامينا الفتاة العفيفة وامها مارسلا وباسيليدس الجندى : ----------------------------------------------------------------------- كانت بوتامينا هذه امة حسناء وقد ربتها امها مارسلا على قواعد الايمان ووضعتها تحت ارشاد العلامة اوريجانوس فتمم تهذيبها ... ولما كانت بوتامينا فتاة بارعة الجمال اغرم بها مولاها الذى كانت تخدمه وحاول مرارا ان يغريها بالوعد ليتمكن من افساد بكارتها ولكنها قاومت اغراءه بعزم وثبات .. فلما خاب امله شكاها الى والى الاسكندرية ووعده بمبلغ وافر من المال ان استمالها الى رغباته القبيحة وطلب اليه ان لا يحكم عليها بالعذاب الا ان استمرت مصرة فى ابهائها ... فأحضرها الوالى الى المحكمة واستعمل معها جميع الوسائط الممكنة لاغرائها ولكنه رأى اجتهاداته المتكررة لم تنجح مطلقا وان بوثامينا ثابتة على عزمها رغم تهديده لها بوضعها فى قدر مملوء من الزيت المغلى فترجته ان تنزل فى القدر بثيابها حتى لا تظهر امام الناس عريانة .. فقبل الوالى طلبها وسلمها للجلادين .. وهى فى طريقها الى الجلد تعرض لها بعض الناس بالكلمات الدنسة فكان جندى مكلف بحراستها واسمه """ باسيليدس """ زجرهم وحافظ عليها حتى وصلت الى المكان فلما شاهدت منه ذلك قالت له " تشجع فأنى سأصلى من اجلك حينما اكون فى دار سعادتى بعد الموت " ... وحالما فرغت من كلامها وضعت رجليها فى الزيت المغلى واجرى عليها الجلادون نكالا بطيئا استقام 3 ساعات وهى تظهر صبرا مدهشا حتى تيقنوا انفسهم بأن نعمة يسوع المسيح ترفع خدامه فوق اطول عذاب واشده ... وما ان وصل الزيت الى قمة رأسها حتى اسلمت روحها فى يد القدير ... كما ماتت امها مارسلا ايضا حرقا فى ذلك الوقت نفسه .... اما باسيليدس الجندى -------------------------- فقد اثرت عليه احوال تلك الفتاة التعيسة ولا سيما سجاياها الحميدة واحتمالها العجيب فأمن بمخلصها وقد انجزت القديسة وعدها له عندما طلب من احد الجنود رفقائه ان يحلف له بالاله فأمتنع قائلا " انا مسيحى " فظنوه يمزح اولا لكنهم رأوه ثابتا على الاعتراف بالايمان قبضوا عليه واتوا به الى القاضى فطرحه فى السجن فأتى المؤمنون يفتقدونه ومنحوه سر العماد ولما سألوه عن كيفية قبوله الايمان اجاب " ان القديسة بوتامينا ظهرت له فى رؤيا بعد موتها بثلاثة ايام وبيدها اكليل ووضعته على رأسى وهى تقول " ستكون معى بعد قليل " وفى اليوم الثانى قطع رأسه بعد ما اعترف بيسوع المسيح اعترافا مجيدا ... وروى ترتوليانوس واوريجانوس ان عددا عظيما من الوثنين غير هذا الجندى تنصر حينئذ بواسطة مابدا من الصفات الحسنة من القديسة بوتامينا ومنهم " ارنوبيوس احد علماء البلاغة المشهورين بين كتاب الاجيال الاولى الذى شاهد القديسة بمجد فى حلم . وقيل انها ظهرت لكثيرين فأمنوا بالمسيح ... 2- صوفيا ---------- وفى ايام البابا " اومانيوس البطريرك السابع اشتد الاضطهاد على القبط فأستشهد منهم كثيرون .. اشهرهم القديسة صوفيا من منف ... وهذه القديسة التى نقل القيصر قسطنطين الكبير جسدها الطاهر الى القسطنطينية وشاد لها الكنيسة الشهيرة بأسم " اجيا صوفيا " اى القديسة صوفيا ... وبكدا نكون انتهينا من القسم الثالث للقرن الثانى للبطاركة ... والمحاضرة القادمة نتحدث عن القسم الرابع عن البدع والانشقاقات التى ظهرت فى القرن الثانى للبطاركة ... وفيه نتحدث عن : 1- المدرسة الوثنية الفلسفية .. 2- تطرف بعض طلبة المدرسة اللاهوتية فى التفنن .. 3- امونيوس السقاص .. 4- باسيليدس .. 5- كربوكراتس .. 6- فالنتينوس .. 7- الخلاف على تعييد الفصح .. وذلك على مراحل متعددة ... |
||||
03 - 10 - 2012, 11:18 AM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: دراسة تاريخ الكرازة المرقسية
*** تابع تاريخ البطاركة- القرن الثانى - القسم الرابع - محاضرة رقم 18 *** ---------------------------------------------------------------------------- مازلنا فى القرن الثانى للبطاركة : تحدثنا عن بطاركة هذا القرن بالتفصيل ثم تحدثنا عن حوادث الاضطهادات فيه , وتكلمنا عن مشاهير الشهداء ايضا ... واليوم سنتحدث عن البدع والانشقاقات فى هذا القرن من خلال : 1- المدرسة الوثنية الفلسفية 2- تطرف بعض طلبة المدرسة اللاهوتية فى التفنن 3- امونيوس السقاص 4- باسيليدس 5- كربوكرانس 6- فالنتيوس 7- الخلاف على تعييد الفصح وذلك على مراحل لطول الموضوع ... *** البدع والانشقاقات *** ----------------------------- 1- المدرسة الوثنية الفلسفية : ------------------------------- لما ازدهرت المدرسة اللاهوتية ونمت النصرانية بفضل جهاد اولئك العلماء الافاضل الذين انجبتهم تلك المدرسة , وكانوا ركنا متينا لدين المسيح دبت الغيرة فى قلوب الوثنيين فعملوا على مباراة المسيحيين وانشأ رئيس فلاسفتهم امونيوس السقاص الذى يظن بأنه احد مبتدعى المسيحيين المدرسة الوثنية الفلسفية وخصصها لتعليم الفلسفة الافلاطونية الجديدة وهى خلاصة مذهب افلاطون وارسطو , وفتحت لهذه المدرسة خزائن مكتبة الاسكندرية المملوءة بالمصنفات الموضوعة من علماء المصريين واليونان واخذوا يجهدون انفسهم فى توسيع دائرة علومها فأشتغلوا فى تكثير المجلدات وزيادة التأليف فخصص قسم من النساخ لتدوين ما يمليه عليه المؤلفون المعاصرون واهتم قسم اخر بنسخ ما يقفون عليه من كتب فلاسفة الوثنية القدماء ارادة زيادة انتشاره ليسهل على الجميع الاطلاع ... وظهرت حينئذ كتب عديدة جدا ضد الديانة المسيحية غير انها لم تأت بثمرة لاصحابها لان المسيحية كانت اخذه فى التغلب رغم كل مقاومة ... وقد عظم شأن هذه المدرسة فى مدة مؤسسها وخليفيته بلوتينوس وبرفيروس وجامليك الذى حول الفلسفة الى اعمال السحر والشعوذة وكان ذلك فى ايام القيصر يوليانوس الجاحد من سنة 361-363م الذى كان السبب فى انهاض هذه المدرسة ولكنها اخذت فى الانحطاط ... 2- تطرف بعض طلبة المدرسة اللاهوتية فى التفنن : -------------------------------------------------------- قد ظهر فى مصر فى هذا القرن كثيرون من المبتدعين الذين كانوا يدرسون بمدرسة الاسكندرية وجرهم الى الضلال تفننهم وقتئذ فى الباس القواعد الدينية ثوب المجاز والرمز ومحاولتهم مزج اسرار الديانة الوثنية المصرية وغوامض رموزها بقواعد الايمان المسيحى البسيطة مجتهدين فى اذاعة تعليمهم ومذهبهم فى الاسكندرية فكانوا يرغبون ان يكونوا مسيحيين ويتوشحوا بثوب الفلاسفة ورتبتهم واسمهم ... فكانوا يعتقدون ان الفلسفة الحقيقية موهبة الله العظمى الشافية منتشرة فيما بين كل شيع الفلاسفة ويجب على كل عاقل ولا سيما المعلم المسيحى ان يجمع هذا النثر من كل الجهات ويحامى بها عن الديانة ... وهؤلاء الاشخاص لقبوا """ بالاكلتكتكيين """ """ المنتخبين """ واستخاروا تعاليم افلاطون واعتقدوا بأكثر تعاليمه عن الله والنفس والانسانية والعالم ولكنهم ضلوا فى تعاليمهم ... 3- امونيوس السقاص : ---------------------- يقال انه ولد مسيحيا ولكنه كان يرغب ان يضم جميع الاديان بما فيها الدين المسيحى الى ديانة واحدة ليعتنقها الجميع وحاول ان يجعل هذه الديانة مرضية للجميع ... فحول كل تاريخ الالهة الوثنية التى تشابيه واستعارات مثبتا ان ما يكرمه العامة والكهنة بالقاب الهة انما هم خدام الله الذين يليق بنا ان نقدم لهم الخشوع , وقال ايضا ان المسيح كان انسانا خارق العادة وحبيب الله وعارفا بعمل الله بنوع مدهش وانكر ان المسيح اخذ فى ملاشاة عبادة الارواح خدام العناية الالهية " الهة الوثنيين " بل اراد ان يزيل ما تلطخت به الاديان القديمة ... 4- باسيليدس : -------------- وهو اشهر الغنوسطيين , كان من الاسكندرية ونشر ضلاله فيها اخذا عن سيمون الساحر واخترع خرافات اكثر سخافة من غيرها ... مدعيا ان ابراساس " الاب " خلق نوس " الفهم " وهذا خلق لوغوس " الكلمة " وهذا خلق فرونايس " الفطنة " وهى برأت صوفيا وديناميس " الحكمة والقدرة " اللتين فطرتا الملائكة وهم خلقوا السماء الاولى وبعض الملائكة وهؤلاء خلقوا ايضا سماء ثانية ووصلوا الى 365 سماء ايام السنة ومقدار مجموع حروف كلمة ابراكساس اليونانية ... وكان يقول ان اله اليهود كان رئيس ملائكة ولما اراد ان يستولى على جميع القبائل ثار عليه جميع الرؤساء فأرسل الله نوس ابنه البكر لينقذ الناس من الملائكة الذين خلقوا العالم ... وقال عن نوس هذا الذى هو يسوع المسيح انه قوة غير هيولية وكان يتشح ماشاء من الهيئات ولهذا لما اراد اليهود ان يصلبوا اتخذ صورة سمعان القروى واعطاه صورته فصلب سمعان لا يسوع الذى كان يسخر باليهود ثم عاد غير منظور وصعد الى السماء وكان باسيليدس يعمل بالسحر والشعوذة وقال انه اخذ تعاليمه من متى الرسول واستمر مذهبه الى اواخر القرن الرابع ... 5- كربوكراتس : --------------- ويسمى اتاعه نيوستيثيين اعنى معلمين ومستنرين وكان يزعم اولا ان يسوع المسيح كان ابن يوسف ومولودا منه كعامة الناس ومتميزا عنهم بقوته فقط , وان الملائكة خلقوا العالم ... وانه يلزم من اثر البلوغ الى الله ان يتمم جميع افعال الشهوة المتمردة التى يجب ان تطاع فى كل شئ مجدفا بقوله انها ذاك العدو الذى يأمر الانجيل بأن نصطلح معه ... وكان يقول ان النفس تنتقل الى اجساد مختلفة الى ان تركتب جميع الافعال الاكثر شناعة ... واتباع هذا الهرطفى كانوا يدعون مسيحيين ويميزون انفسهم عن غيرهم بوسمهم طرف اذنهم الادنى بالنار او الحديد وكانوا يسجدون لصور تلاميذ فيثاغورس او افلاطون او غيرها من الفلاسفة مع صور المسيح سواء ... 6- فالنتينوس : ------------ انشق من الكنيسة وقد انكر تجسد المسيح من السيدة العذراء ورغم انه اتى بجسده من السماء ومر بجسد مريم كما يجرى الماء من القناة وعلم بتأثير متصل بالارواح ... وكان يقسم الناس الى ثلاث مراتب .. لحميين - حيوانيين - روحيين .. ويقول انه هو واتباعه من الروحيين وانه سوف ينال الحياة الابدية ... وتتلخص تعليمه بأن البليروما " اسم غنوسطى لمسكن الله " فيه 30 ايونا نصفهم ذكور ونصفهم اناث وغيرهم 4 غير ممتزجين هم اورس " حارس حدود مسكن الله " والمسيح والروح القدس ويسوع .. ثم ان صوفيا " الحكمة " اصغر الايونيين بينما هى مشتاقة لادارك طبيعة اللاهوت الاعظم ولدت بنتا اسمها حكيموث " العلوم " التى طردت من مسكن الله الى حكام المادة الضخمة الغير المنتظمة فبمساعدة يسوع ولدت ديميارغوس " صانع " باقى كل الاشياء وهذا افرز المادة اللطيفة الحيوية من المادة الكثيفة من الاولى السموات ومن الثانية الارض ومزج البشر من نوعى المادة وامه حكيموث اضافت لها جوهر ثالثا سماويا روحانيا ... 7- الخلاف على تعييد عيد الفصح : فهذا ما سوف نتحدث عنه فى المحاضرة القادمة ... هذا الجزء صعب شوية وسوف اترككم تتصفحونه بتمعن وسأكمل الباقى غدا بنعمة ربنا ... |
||||
03 - 10 - 2012, 11:18 AM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: دراسة تاريخ الكرازة المرقسية
*** تاريخ البطاركة - القرن الثانى - محاضرة رقم 19 *** ------------------------------------------------------------------- تحدثنا فى المحاضرة السابقة عن المدرسة الوثنية الفلسفية ثم تطرف بعض طلبة المدرسة اللاهوتية فى التفنن ثم انتقلنا الى امونيوس السقاص وباسيليدس وكربوكراتس وفالنتينوس .... واليوم نتحدث عن رقم 7 على الخلاف على تعييد الفصح ... ملاحظة مهمة قبل القراءة : ------------------------------- هذه المحاضرة مهمة جدا لحساب عيد القيامة والاعياد التى تلى القيامة مثل عيد العنصرة وعيد الصعود ... فهى توضح الحساب الابقطى والتقويم الغريغورى ... والحساب الابقطى هو حساب كنيستنا القبطية , والتقويم الغريغورى فهو للغربيين لتحديد عيد فصح اليهود ومنه تحديد عيد القيامة والصعود والعنصرة ... ارجو ان تستمتعوا معى بقراءة هذا الجزء المهم جدا لكنيستنا القبطية ... 7- الخلاف على تعييد عيد الفصح ------------------------------------- كان يسمى يوم تذكار موت المسيح وتكفير الشعب " الفصح " .. وسمى كذلك لآن المسيح صلب يوم حفظ اليهود فصحهم ... ولم يكن يعيد سنويا فقط بل كان يعيد ذلك التذكار الخلاصى كل احد ... فكان يوم الاحد يعتبر ايضا من جميع المسيحيين يوم فرح وبهجة فيقضونه بالصلاة وقوفا وبلا صوم .. غير ان الفصح السنوى كانت له شعائر خصوصية فى قلوب المؤمنين وكان يحتفل فيه بتذكار الالام والقيامة معا ... غير ان فى ذلك الحين قام خلاف شديد بين مسيحى اسيا الصغرى وكيليكيا وسوريا وبين النهرين وبين غيرهم من المسيحيين .. فكلاهما صام الاسبوع المسمى الالام الذى مات فيه المسيح وفيه حفظوا عيدا مقدسا او اكلوا خروفا كما كانت تفعل اليهود تذكارا لعشاء مخلصنا الاخير ... غير ان مسيحى اسيا وما يجاورها كانوا يحفظون الفصح فى اليوم الرابع عشر من شهر نيسان العبرى , فى الوقت الذى اكل اليهود فحصهم فيه ... وفى اليوم السادس عشر حفظوا تذكار قيامة المسيح فى اى يوم من الاسبوع اتفقا اعنى من دون مرعاة يومى الاحد والجمعة .. فكانت تعتبر اهمية اليومين فى عددهما الشهرى 14 و 16 نيسان اللذان فيهما بالتمام تألم وقام لا فى غيرهما .. وقالوا انهم اخذوا هذه القاعدة من الرسولين يوحنا وفيلبس وعضدوها ايضا بمثال المسيح ذاته الذى عمل فحصه مع اليهود ... وكانوا يعتبرون يوم الالام من وجه عقائدى يوم تحرير من العبودية وخلاص فكان يعد عندهم يوم فرح ويمنعون بعد انقضائه الحزن والصوم معا ... اما الكنيسة المصرية فكانت ترى من الضرورى ان يكون تذكار الالام يوم الجمعة وتذكار القيامة يوم الاحد ... ولهذا السبب كانت فى السنين التى لا يتفق ان يكون اليوم 14 من نيسان يوم جمعة تعيد الالام اول يوم جمعة بعده ثم القيامة يوم الاحد واسندوا هذه القاعدة الى بطرس وبولس الرسولين قائلين انهما اصلها ...وقد وافق اساقفة انطاكية ورومية على اتباع مسيحو الاسكندرية بناء على ما كتبه اليهم البابا ديمتريوس فى ذلك ... ولكن كانت الكنائس متفقة على ضرورة تعييد الفصح ولكنها اختلفت فى تعيين اليوم فكانت احيانا يعيد بعد الاخر بأسبوع احيانا ... فبرغم الخلاف على ميعاد العيد الا ان المحبة كانت مستقرة فى القلوب ... ونحو ختام القرن الثانى كان اسقف رومية يريد الزام المسيحيين الذين فى اسيا بالشريعة والاوامر لكى يتبعوا قانون اكثر العالم المسيحى فعقدت المجامع فى افسس وقرورا رأيا واحدا وهو ان تراعى عادة تعييد الفصح اقتداء بالكنيسة الاسكندرية اى القيامة يوم الاحد وان لا يحل الصوم الا فيه لان اعظم المسيحيين استحرم حفظ يوم اخر من ايام الاسبوع غير يوم الرب تذكارا لقيامة المسيح .. وارسلت القرارات الى جميع الكنائس ... غير ان كنائس اسيا رفضوا ذلك واشتد الخلاف بينهم , وترتب على ذلك ان يصدر بابوات الاسكندرية رسالة فى كل عيد فصح يرسلونها لجميع الكنائس المسيحية والمصرية فى اليوم الذى يقع فيه عيد القيامة من كل سنة وتتضمن الحساب الفلكى الدقيق الذى جرى عليه المصريين القدماء ولا تزال الكنيسة القبطية سائرة على تلك القواعد التى وضعها رؤسائها لكنائس العالم اجمع ... وقيل ان الذى وضع ذلك الحساب المشهور بالابقطى هو بطليموس الفلكى الفرماوى صاحب كتاب المجسطى فى عهد البابا ديمتريوس فنسب اليه ودعى بحساب الكرمة ... وظلت الكنائس سائرة على هذا الترتيب حتى سنة 1582م حيث وضع اغريغوريوس 13 اسقف رومية تقويمه الغوريغورى الذى ادخل به اصلاحا على التقويم اليوليانى ... ولذلك صارت الطوائف الغربية التى سارت على التقويم الغريغورى تعيد الفصح بعد اكتمال البدر الذى يلى الاعتدال الربيعى مباشرة بدون نظر الى تاريخ ذبح الخروف ... اما الطوائف الشرقية فظلت باقية على العادة الاولى الى اليوم ... ففى بعض السنين يتفق ان يكتمل اول بدر عيد الاعتدال الربيعى فى الوقت الذى يأتى فيه ذبح الخروف فتعيد جميع الطوائف المسيحية فى يوم واحد ... ولكن فى سنين اخرى يكون اكتمال البدر قبل ذبح الخروف فيأتى عيد الفصح عند الغربيين متقدما على الشرقيين ... ومدة هذا التقم تترواح بين اسبوع على الاقل وخمسة اسابيع على الاكثر ولا يأتى عيد الشرقيين قبل عيد الغربيين مطلقا ... فالغرض من حساب الابقطى ... انما هو تعيين يوم ذبح الخروف عند اليهود .. ومنه يمكن تعيين عيد الفصح والاعياد المرتبطة به كعيد الصعود وعيد العنصرة وذلك بين السنة التوتية القبطية والسنة اليهودية فرقا نشأ من ان السنة الاولى شمسية والسنة الثانية ذات اشهر قمرية ... ولكى يقع الفصح اليهودى دائما بعد الاعتدال الربيعى يضيف اليهود شهرا على سنتهم وكل سنتين اى انها فى السنتين الاوليين 12 شهرا وفى الثالثة 13 شهرا ... وبذلك جعلوها سنة شمسية ولو ان شهورها قمرية ... وبهذا نكون قد انتهينا من القرن الاول والقرن الثانى للبطاركة وغدا سوف نكمل حديثنا فى القرن الثالث للبطاركة ... |
||||
03 - 10 - 2012, 11:19 AM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: دراسة تاريخ الكرازة المرقسية
*** تاريخ البطاركة - القرن الثالث - محاضرة رقم 20 *** انتهينا فى المحاضرات السابقة من القرن الاول والقرن الثانى للبطاركة , كما تحدثنا عن البدع والهرطقات التى واجههها هذين القرنيين , كما تكلمنا عن مشاهير وشهداء الكنيسة فى هذين العصرين .... واليوم ندخل فى القرن الثالث للبطاركة ... وبطاركة هذا القرن هم ياروكلاس - يونيسيوس - مكسيموس - ثاؤنا .... وسنتحدث عن كل بطريرك بالتفصيل ..... اتمنى ان تستمتعوا معى بقراءة هذا الجزء ......... ** بطاركة القرن الثالث *** ------------------------------------- 1- ياروكلاس -------------- البطريرك الثالث عشر ولد فى الاسكندرية من ابوين وثنين صارا فيما بعد مسيحيين , وادخلا ابنهما ياروكلاس فى المدرسة اللاهوتية ليدرس العلوم بها ..... تتلمذ على يد العلامة اوريجانوس واظهر مهارة فائقة ونبوغا عظيمة حتى خصه البابا ديمتريوس بعناية ورسمه شماسا ثم قسا ثم عينه مديرا لتلك المدرسة , وسلمه مقاليدها بعد طرد اوريجانوس منها ...وقد اوكل اليه بالوعظ فوق منبر الكنيسة المرقسية بالاسكندرية فكان يجتذب برقة اسلوبه اغلب الوثنين الى الايمان , وعقب موت البطريرك ديمتريوس اجمع الكل على توليه منصب البطريركية ورسم فى شهر بابه سنة 232م فى عهد ساويرس قيصر ... وفى عهده كان اضطهاد مكسيمينوس ضد المسيحيين , فعين 20 اسقفا على معظم مدن القطر المصرى واستمر فى جهاده مدة 16 سنة وشهر واحد و26 يوما وتوفى فى 8 كيهك سنة 247م ... ومن شدة محبة الناس له كانوا يدعونه " بابا " اى جد .. الاسم الذى لم يسبقه احد قبله من البطاركة ... فكان اسقف انطاكية يسمى بطريركا واسقف الاسكندرية يسمى " بابا " .... فكلمة """ بابا """ ليست كلمة لاتينية ولا غربية بل هى شرقية محضة ... كيف انتقل اسم " بابا " الى البطاركة ؟؟؟؟ يقول " افنيشيوس بطريرك الملكيين بالاسكندرية وهو " سعيد بن بطريق من رجال القرن العاشر " فى تاريخه طبعة سنة 1661 .... كتب يقول .... " ان كلمة " بابا " مركبة من " اب أبا " ثم ادرجت الى " ابابا " وتخففت الى " بابا " وانتقل الاسم " بابا من كرسى اسكندرى الى كرسى رومية .... وقال المقريزى المؤرخ المسلم فى كتابه " دخول قبط مصر فى النصرانية " كتب يقول ... " وكان بطرك الاسكندرية يقال له البابا من عهد حنانيا هذا اول بطاركة الاسكندرية الى ان اقيم ديمتريوس وهو الثانى عشر من بطاركة الاسكندرية .. وصار الاساقفة يسمون البطرك الاب , والقسوس وسائر النصارى يسمون الاسقف الاب ويجعلون لفظة " البابا " تختص ببطرك الاسكندرية ومعناها " اب الاباء " ثم انتقل الاسم من كرسى الاسكندرية الى كرسى روما """ مجانى الادب للجزويت ج1 ص 202و 203 " ... والحقيقة ان اسقف رومية لم يدع حق ملكية لقب " بابا " الا فى القرن الحادى عشر حيث عقد غريغوريوس السابع اسقف روميا مجمعا مكانيا حرم فيه كل اسقف يطلق على نفسه او على غيره ذلك اللقب ... واما قبل ذلك التاريخ لم يتجاسر اسقف رومانى على اطلاق اسم " بابا " ... وان اول من اطلق لقب بطرك على باباوات الاسكندرية هو القديس اثناسيوس الكبير حيث كتب عن اسكندر بابا الاسكندرية وسماه بطريركا ... 2- ديونيسيوس : ----------------- البطريرك الرابع عشر ولد بالاسكندرية فى اواخر القرن الثانى ... وكان عابدا للآوثان على مذهب " الصابئة "وهو يعنى " عبادة الكواكب والنجوم " وكان حكيما ... ففى ذات يوم مرت به عجوز ارملة ومعها كراسة مكتوبة من رسائل بولس الرسول تريد بيعها , فأشتراها منها واخذ يتأمل فيها وعتبرها افضل من كل ماقرأه من كتب الفلاسفة وطلب منها ان تأتيه بكل ماعندها فأحضرت له ثلاث رسائل ونصحته المرأة ان يتوجه الى الكنيسة حيث يجد الكثير مجانا , فمضى الى الكنيسة وتحدث مع شماس يدعى """ اغسطين """ فدفع له رسائل بولس كلها فقرأها ومضى به الى البطريرك ديمتريوس ونال منه سر المعمودية ثم انخرط فى سلك المدرسة اللاهوتية وتتلمذ لاوريجانوس العلامة ... احبه البابا ديمتريوس ورقاه الى رتبة الشموسية وبعد وفاته رفع البابا ياروكلاس درجته الى وظيفة قس ثم قلده فيما بعد رئاسة المدرسة اللاهوتية واستمر فى عمله وكان ايضا يعظ ويعمد المرتشدين حتى توفى البابا ياروكلاس فأجمعت كلمة المسيحيين على ان يخلفه ديونيسوس فساموه بطريركا فى شهر كيهك سنة 247م فى عهد فيليب قيصر بعد ان ترك فى رئاسة المدرسة اللاهوتية "" بيروس "" ... وفى عهده اضهطد """ ديسيوس قيصر """ المسيحيين , فحاول القبض على البطريرك فلم يفلح وتمكن من الهرب الذى لامه عليه " جرمانوس احد اساقفة الاقاليم " فأرسل اليه البابا ديونيسيوس رسالة يدافع فيها عن سبب هروبه والحوادث التى مر بها ... ولما مات القيصر " ديسيوس سنة 251م " هدأت قليلا ثورة الاضطهاد فكتب البطريرك ديونيسيوس الى القيصر غالوس يذكره بما جناه ابوه على المسيحيين فأثر ذلك فى نفس القيصر تأثيرا حسنا .. ولكن كهنة الاوثان اقنعوا القيصر بأن الاله غاضبة على المسيحيين فبدء هو الاخر اضطهاد المسيحيين الى ان مات هذا القيصر سنة 253م , وتولى مكانه " فاليريان " الذى سالم المسيحيين فى بدأ الامر حتى تسنى للبابا ديونيسيوس ان يطوف فى انحاء القطر المصرى مفتقدا رعيته التى كادت تتمزق من اهوال الاضطهادات ورشم شمامسة وقسوس ودشن كنائس عديدة وعزى شعبه كما هو شأن الراعى الصالح ... وصل البابا فى سياحته الى ابروشية " ارسينو " " وهى الان كيمان فارس المتخربة بحرى مدينة الفيوم " ... وقف البابا هناك فى ارسينو على بدعة ابتدعها اسقفها فى مسألة ملك المسيح الالف سنة فقضى عليه فى مجمع عقده هناك كما سيأتى ذكره فى بابا البدع ... فى ذلك الوقت مات فابيانوس اسقف رومية فظهرت بدع كثيرة هناك فى عهد اسقف رومية " الاسقف كرنيليوس " وكان احد المبدعين هو احد كهنة رومية ويدعى نوفاسيانوس فأرسل كرنيليوس رسالة الى بابا الاسكندرية ثم كتب بابا الاسكندرية رسائل الى جميع الكراسى المسيحية لكى يقطعوا الشركة مع " نوفاسيانوس " واوصاهم بالتمسك بكرنيليوس اسقفهم الشرعى وكانت النتيجة ان اعتزل نوفاسيانوس الكرسى الرومانى وتركه لكرنيليوس الذى عقد مجمعا حرم فيه خصمه والبدعة التى جاهر بها ... وفى سنة 257م ثار اضطهاد القيصر " فالريان " فألقى القبض على بابا الاسكندرية وقتل كثيرا من المسيحيين وجلد قداسة البابا وطلب منه ان يسجد للآوثان ثم حكم عليه بالموت ولكنه غير رأيه ثم نفاه فى ناحية " خفرو وباليبيه " ... بعد ذلك خف الاضطهاد على المسيحيين ثم رجع البابا الى كرسيه مرة ثانية , وكان يقاوم المبتدعين والهراطقة .. وظهرت بدعة اخرى من شخص قادم من رومية واسمه " سابليوس واسم البدعة """" مؤلمى الاب """ الذين يعتقدون ان الله نفسه لا احد اقانيمه هو الذى كفر عن خطايا البشر , وقد اضل كثيرين ببدعته .. فوقف امامه البابا ديونيسيوس وقفة البطل الباسل وقاوم ضلاله ثم حرمه البابا فى مجمع عقده بالاسكندرية سنة 261م ولكن اتباعه كتبوا الى اسقف رومية وكان شابا قليل الخبرة والمعرفة فأنجاز الى هذه البدعة وحرم البطريرك المصرى واهانه ولكنه لم يقابل الشر بالشر وارسل اليه رسالة يوضح فيها شر هذه البدعة وقد سمى المؤرخون هذا النزاع بين بطريرك الاسكندرية وبطريرك رومية سمى " نزاع الديونيسيين " ثم اقتنع بطريرك رومية بما قاله بطريرك الاسكندرية واحترم كلامه ووقف بجانبه فى رد بدعة اخرى ابتدعها """" بولس السيماساطى " بطريرك انطاكية التى لاجل هذه البدعة عقد مجمع فى انطاكية سنة 264م استدعى فيها القديس البطريرك ديونيسيوس الاسكندرى غير انه نظرا لشيخوخته اكتفى بأن بعث رسالتين احاهما الى المجمع والاخرى الى السيماساطى حل فيهما الاسئلة العشرة التى كان يوجهها بولس الى كل من يناقشه ... وقبل انتهاء هذه البدعة رقد بابا الاسكندرية فى الرب فى 17 برمهات سنة 265م ... وكانت مدة اقامته على الكرسى 17 سنة ... ولهذا البطريرك رسائل كثيرة فى الايمان ومعظم تلك الرسائل محفوظة فى مكتبة " جالان " اليونانية والللآتينية بمدينة البندقة ومنها مقالة فى الفصح واخرى فى السبت وبعض الترجمات الاخرى ... ونكتفى فى هذه المحاضرة بهذين البطريركين ... والمحاضرة القادمة سوف نتحدث عن البطريرك مكسيموس والبطريرك ثاؤنا ... |
||||
|