يستطيع الجمل ذو السنام الواحد أن يحمل حوالي 270 كجم لمسافة 50 كم في اليوم، أما الجمل ذو السنامين فقدرته على الحمل أكبر وتصل إلى 450 كجم. والسفر على الجمل متعب بخلاف الحصان. ولقد قيل إن سفر 5 كم على الجمال أكثر صعوبة من سفر 50 كم على الخيول.
ولقد تجلت حكمة الخالق في الجمل بصفة خاصة، فلقد جهزه الله للحياة في البيئة الصحراوية بصورة عجيبة حقاً. فأقدام الجمل تنتهي بخف وليس بحافر. فهي مجهزة من أسفل بما يشبه الوسائد (المخدات) مما يجعلها مهيئة للسير فوق الرمال في سهولة ويسر، دون أن تغوص فيها. كما أن معدة الجمل فيها مخزنان للمياه عبارة عن جيوب صغيرة يغلق كل منها بواسطة صمام عضلي، ويسحب منها الجمل عندما لا يكون هناك مصدر آخر للمياه. ولقد كان هذا السائل سبباً لنجاة بعض المسافرين عندما ضلوا طريقهم وكادوا أن يهلكوا عطشاً، إذ قتلوا جملاً وشربوا من هذا السائل. وهو طبعاً سائل مقزز ومنفر، لكنه مرغوب فيه جداً لمن أوشك على الهلاك عطشاً. ونظراً لهذه الميزة الخاصة عند الجمال فإنه يقدر أن يفقد حوالي 30% من وزنه من ماء جسده دون أن يتأثر بالمقابلة مع 12 % فقط في الإنسان. وهو طبعاً يعوض ذلك في أول فرصة يجد فيها الماء، فالجمل بوسعه أن يشرب لغاية 100 لتر أو أكثر في فترة وجيزة. وجسم الجمل كذلك زوده الخالق بنظام يجعله يفقد الماء ببطء شديد بالنسبة لغيره من المخلوقات. فلقد جهزت العناية جسمه بنظام يجعله يغير حرارة جسده من 34 إلى 41 درجة مئوية في اليوم، وبحسب تقلبات الجو في البيئة الصحراوية. وهذا يقلل من إفراز العرق إلى أقصى درجة، فهو لا يبدأ في إفراز العرق إلا بعد أن تصل درجة حرارة جسمه إلى درجتها القصوى التي يتحملها، وهي 40,7 درجة مئوية. وعليه فإنه يستطيع أن يخزن الحرارة في النهار ويفقدها في الليل دون خسارة للماء الذي في جسمه.