27 - 04 - 2017, 04:11 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الصلاة
لذلك أن لم يجذب الله النفس ويحرك أشواقها الخفية نحوه، وذلك بكلمته الحية الخارجة من فمه، ويضرم فيها ناره الخاصة، فأنها لن تتحرك أبداً بل وعلى الإطلاق، ولن تشعر برغبة التوجه نحوه، لذلك أن وجدنا فينا أي رغبة من نحو الحياة مع الله فلنتيقن أن هذا هو النداء الإلهي فينا، وأننا في زمن الافتقاد الذي ينبغي أن نتمسك به ونسمع لصوت الروح ونلبي النداء فوراً ولا نضيع الفرصة منا بالتأجيل أو الكسل والتراخي، لأن الدعوة مقدسة شريفة، والنداء إلهي بالدرجة الأولى، وأي إهمال فيه كفيل أن يطفأه ويبعده عنا زمان طويل.
· أنا نائمة وقلبي مستيقظ، صوت حبيبي قارعاً: افتحي لي يا أختي، يا حبيبتي، يا حمامتي، يا كاملتي، لأن رأسي امتلأ من الطل وقُصصي من ندى الليل.ولذلك يا إخوتي علينا أن نُميز زمان افتقادنا ونسمع لصوت الروح القدس ونلبي حركته فينا بلا تواني أو تأخير أو إهمال، لئلا يَعبُر علينا ويتركنا لحالنا وحينما نُريده لا نجده. · قد خلعت ثوبي فكيف ألبسه، قد غسلت رجلي فكيف أوسخهما. · يا أورشليم، يا أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المُرسلين إليها، كم مرة أردت أن أُجمع أولادك كما تُجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا. (لوقا 13: 34) · ويهدمونك وبنيكِ فيكِ ولا يتركون فيكِ حجراً على حجر لأنك لم تعرفي زمان افتقادك (لوقا 19: 44) · من له أُذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس؛ اليوم أن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم (رؤيا 2: 29؛ عبرانيين 4: 7) · يؤتى بها إلى بابل (يتكلم عن السبي) وتكون هناك إلى يوم افتقادي إياها يقول الرب فأصعدها وأردها إلى هذا الموضع. (أرميا 27: 22) |
||||
27 - 04 - 2017, 04:12 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الصلاة
3 - ما هو دليل الحياة، أو كيف أعرف إني أنا إنسان مسيحي حي بالله فعلاً!في الواقع الذي نعيش فيه، أي من خلال خبرتنا في هذه الحياة، فأننا نجد أن الإنسان الحي له ملامح سلوكية طبيعية تدل على حياته، وأبسط شيء نجده كدليل قاطع هوَّ التنفس الذي نراه حاصل طبيعياً بدون أن ينتبه أحد أنه يتنفس أو حتى يُفكر كيف يتنفس، أو يغصب نفسه أو يبذل كل جُهده لكي يستنشق الهواء الطبيعي، أو حتى يستمع لنصيحة من أحد يقول له ينبغي عليك أن تتنفس، أو عليك أن تُجاهد بكل قوتك في سبيل أن تقوم بعملية الشهيق والزفير، لأن التنفس لا يتعلمه أحد، أو يكتسب مهارته بالتدريب أو بالتدريج، لأنه شيء تلقائي طبيعي حاصل بطريقة تلقائية في واقع حياة الإنسان الطبيعية، لأنه لو حدث أنه توقف عن التنفس لا يستطيع أن يحتمل ولن يستمر في الحياة، بل بالضرورة يحدث له اختناق شديد يؤدي إلى الوفاة. هكذا هي الصلاة، فهي حالة طبيعية للإنسان الذي دخل في سرّ الحياة الجديدة في المسيح يسوع، لذلك المسيح الرب لم يفرض الصلاة على أحد بل قال لتلاميذه: "متى صليتم" (لوقا 11: 2) |
||||
27 - 04 - 2017, 04:13 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الصلاة
فالصلاة مثلها مثل التنفس أو دقات القلب بالنسبة للجسد، فهي ليست قانون الفرض، ولا هي إرشاد ولا توجيه، ولا حتى عقيدة أو منهج أكاديمي دراسي، ولا أبحاث تحت مجهر، ولا تدريب روحي تدريجي، أو حتى إدراك عقلي مُقنع، بل هي طبيعة الإنسان الجديد الحي بالله الذي له تواجد في الحضرة الإلهية كابن لله في الابن الوحيد.
فأي ابن لا يعيش في محضر أبيه أو يستمع إليه، أو يُكلمه ويُقيم معه حديث في كل وقت وأي وقت، وعن أي شيء وفي كل شيء!بل أن هذا يحدث طبيعياً لا يحتاج لا لمعرفة أو لتعليم أو تدريب أو جهد مبذول بمشقة أو حتى إقناع، بمعنى أن طبيعية حياة الأبناء هو الحياة الطبيعية في بيت أبيهم، لهم كل ما للوالد، أي من حقهم الطبيعي أن يحيوا معهُ ويتحدثوا إليه ويطلبوا ويجلسوا ليأكلوا على نفس ذات المائدة عينها التي يجلس عليها، وهذا كله أمر بديهي يتعايش به الأولاد بتلقائية شديدة دون تعليم أو توجيه، لأنها مسرة خاصة تحركهم إليها الطبيعة، لأن هذه هي طبيعة الأسرة السوية، وهكذا الصلاة هي سرّ طبيعة البنوة التي حصلنا عليها في معموديتنا، لأننا وُلِدِنا من فوق وصار لنا طبع جديد سماوي إلهي، صرنا إنسان الله حسب الطبيعة الجديدة، إناء مُدشن مقدس مُكرس مخصص للثالوث القدوس، يعني انا وانت وقف على الله، آنية كرامة مختومة بالقداسة لحساب مجد الله الحي وحده، أي أن كل واحد فينا إنسان الحضرة الإلهية فعلياً وهذا لا يحتاج لدراسة ولا شرح ولا قناعة عقلية، بل هذا يحدث (طبيعياً) سراً في أعماق الداخل حتى أن الإنسان يتيقن برؤية الذهن المستنير والإيمان الحي أنه صار أرض فلاحة الله ومقر سكناه الخاص:
|
||||
27 - 04 - 2017, 04:13 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الصلاة
فبكوننا صرنا خليقة جديدة، إنسان الله على نحو خاص للغاية، إذ قد صرنا من العائلة الملوكية السماوية، لأننا رعية مع القديسين وأهل بيت الله، قد صار لنا طعام وشراب روحاني خاص نازلاً لنا من فوق، لذلك فأننا نتنفس نسائم الله الحي طبيعياً بلا جهد أو عناء، لذلك حينما أكمل المسيح كلامه الذي بدأه بـ "متى صليتم" أكمل وقال قولوا: "أبانا الذي في السماوات" فطبيعياً حينما يدخل الإنسان بهذه الروح [لا أعود أُسميكم عبيداً، لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده، لكني قد سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي – يوحنا 15: 15]، يدخل بروح التبني لمخدع صلاته الخاصة أو في اجتماع الصلاة أو الصلاة اليتورچية في الكنيسة مع إخوته في الجسد الواحد عينه، أعضاء المسيح الرب من لحمة وعِظامه، فأنه ينظر نور الله المُشرق فيستنير، ويلمس مجده فينال شفاء، ويسمع فينال قوة الحياة المتدفقة من الله.
|
||||
27 - 04 - 2017, 04:13 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الصلاة
الصلاة في حقيقة الإيمان المسيحي الحي، ليست عمل طقسي كفرض لإرضاء الله أو استعطافه، أو لأجل النجاة من الدينونة خوفاً من العقاب الإلهي، أو الحصول على بركات خاصة نبحث ونفتش عنها، إنما هي – كما سبق ووضحنا – حركة شوق متبادل بين طرفين، فيها نداء أبوة جاذب للنفس، واستجابة بنوة داخلية تستجيب لهذا النداء، وهي تُترجم للقاء أبوي في حضرة مجيدة واقعية مملوءة من النور الإلهي.
|
||||
27 - 04 - 2017, 04:13 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الصلاة
والصلاة على هذا المستوى ليست مجرد كلمات نرددها أو كلمات محفوظة نُلقيها أمام الله في مخادعنا أو ألفاظ رنانة وتعبيرات ومصطلحات قوية ننطق بها، بل هي تعبير إرادي عن شوق اللقاء مع إلهي الحي، إلهي أنا، الإله الذي يحبني فأحببته، والدخول في حالة الأبدية والاتحاد السري بشخصه المهوب العظيم القدوس، وبسبب ذلك فأنه ليس من المهم في الصلاة كثرة الكلمات وبلاغتها وطولها أو قِصرها أو جمال تعبيراتها، بل المهم أن تكون بسيطة خارجة من القلب بحرية بساطة أولاد الله، صادرة تلقائياً بدون ضجة أو جهد مبذول لأجل استحضار الكلمات وتركيب العِبارات، أو الاهتمام بمن سيسمعها من حولي لو كنت في اجتماع الصلاة، أي ينبغي أن تكون صادرة – طبيعياً – من داخل القلب الطالب الله شخص حي وحضور مُحيي، كأب وملك وحبيب النفس الخاص، والصلاة هنا ينبغي أن تكون – بطبيعة الحال – بفهم أي بوعي وإدراك تام وكامل.
+ الرب من السماء أشرف على بني البشر لينظر: هل من فاهم طالب الله (مزمور 14: 2) |
||||
27 - 04 - 2017, 04:14 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الصلاة
والصلاة بهذا الحال ليست مجرد كلام كما قلنا، بل تحتاج لتوبة أولاً يُصاحبها الإيمان ومن ثمَّ حياة التقوى في المحبة، وأيضاً تحتاج – لكي تقوى ويكون لها فاعلية كاملة تامة – لقلب مشتعل برغبة أن يمتلئ بالحضور الإلهي، ويظل يتشرب منه إلى أن ينعكس عليه في واقع حياته المُعاشه، فيصير هو نفسه نور للعالم وملح الأرض، بل ويستمر ينهل من الحضرة الإلهية ولا يشبع منها أبداً، لأن من منا على مستوى الجسد يشرب مشروباً حلواً ولا يشتهي أن يستمر يشرب منه ولا يتوقف أبداً، أو من هو الذي يكف عن أن يشرب الماء بكونه شرب منه مراراً وتكراراً، لأن لو توقف عن شرب الماء سيموت في النهاية. |
||||
27 - 04 - 2017, 04:14 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الصلاة
|
||||
27 - 04 - 2017, 08:22 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن الصلاة
من أجمل الموضوعات التى رأيتها يوماً
|
||||
28 - 04 - 2017, 01:35 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الصلاة
شكرا على المرور |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
توجيهات فى الصلاة (موضوع متكامل ) |
موضوع متكامل عن عيد النيروز |
موضوع متكامل عن عيد الأم |
موضوع متكامل الصلاة |
المجوس ( موضوع متكامل ) |