![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 199931 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كل صباح ابدأ جهادك ضد الأعداء باسم الرب، وتسلح بعدم الثقة بالذات، وبرجاء متين بالله وبصلاة وعدم تساهل مع النفس من أجل المشقات الضرورية والأعمال الروحية. وفوق كل شيء تسلح بصلاة الرب يسوع " أيها الرب يسوع المسيح ارحمني" اجعل هذه الصلاة في قلبك سيفاً ذا حدين، فهذا الاسم يزعج الشياطين والأهواء معاً ويبعدها. لهذا السبب يقول القديس يوحنا السلمي "اربط الأعداء باسم ربنا يسوع المسيح" بهذه الأسلحة اضرب ذلك العدو وذلك الهوى وذلك الميل الشرير الذي يهاجمك، عارض هواك أولاً وبعد ذلك امقته، وفي النهاية مارس الفضيلة المضادة له في جو من الصلاة. وإذا عملت هكذا يكون نشاطك مرضياً لله الواقف إلى جانبك مع الكنيسة الظافرة في السماء يرقب جهادك. |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 199932 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الكنيسة الظافرة في السماء يرقب جهادك. هذه الجهادات شاقة للغاية ومتعبة، لكن لا تحزن ولا تتوان في عملك، إنما اجعل هذا نصب عينيك، واعمل كي ترضي الله من جهة فالحرب لا بد منها إذا أردنا الحياة وما أن نتوقف عن الجهاد فسرعان ما نسلّم للموت. لا يضلنك العدو قائلاً: جاري شهواتك ولو لساعة. لكن تبصر في ما ستصير إليه حالك لو ابتعدت حياتك عن الله، وسلمت ذاتك للعالم وملذاته وكل المتع الجسدية؟ ستكون بعيداً عن الله، وهذا أمر رهيب ولو لدقيقة واحدة، وهل ستكون هكذا لساعة فقط ؟ أليس من المرجح أن تمر ساعة بعد أخرى وأنت في حياة بعيدة عن الله يليها يوم بعد يوم وسنة بعد سنة ؟ وماذا بعد كل هذا ؟ حتى ولو أشفق الله عليك فمنحك فرصة كي تعود إلى نفسك لتتحرر من فخ إبليس وتنهض من كبوتك الرديئة، سيكون عليك أن تواجه المعركة التي هربت منها طمعاً في حياة سهلة، مع فارق واحد هو أنها ستكون اكثر ضراوة واكثر قساوة واكثر ألماً، إلى جانب كونها أقل نجاحاً. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 199933 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إذا تركك الله في أيدي أعدائك تخضع لمشورة نفسك فماذا يكون؟ ستأتي ساعة الموت بغتة وتكون النفس في حالة ألم وغم لا تستطيع كلمة الله أن تصورها إلا بالقول " حينئذ يصرخون للجبال اسقطي علينا .. " (رؤ6 :16). إن هذه الصرخة تبدأ ساعة الموت، إلا أنها تدوم وتستمر بعده حتى نهاية العالم، إلى حين الدينونة، ولكن عبثاً ودونما جدوى. لذا تعقل كي لا تلقي ذاتك –بعلمك ومعرفتك- في عذاب الجحيم الأبد. لا تهرب من الجهادات الوقتية ومشقات الصلاة، وإذا كنت فهيماً لا بل نبيهاً فخير لك أن تحتمل المشقات الوقتية وأتعاب الجهاد الروحي كي تهزم أعدائك وتنال الإكليل فتتحد بالله هنا وأيضاً في ملكوت السماء. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 199934 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يسطع نور " سبت النور " في منتصف ليله على بشرية الخطيئة والموت ، بأنوار القيامة المجيدة ، مؤكداً أن زمن الفصح المسيحي قد بدأ ، وبدايته كنهايته ، حضورٌ للمسيح الحيّ في سرّ الإفخارستيا والكنيسة والعالم ، حضور مع الإنسانية ومن أجل خلاصها ، حضور للإنجيل الكلمة الإلهية الفاعلة ، الحاضرة على مدى الزمن لخلاص كل مؤمن . لذا ، لم يُخطئ بولس الرسول يوم قال في رسالتّه إلى أهل روما : " الإنجيل قوة الله لخلاص كلِّ مؤمن " كما أن الكنيسة كانت على حق في اعترافها القويم بأن " الإفخارستيا هي حياة الكنيسة " [1] . هذا الفصح هو عبور المسيح بالذات من هذا العالم إلى الآب السّماوي بموته وقيامته[2]. إنّه فصح الكنيسة التّي تُحقِّقُ بين جدرانها المقدّسة ومساحاتها الواسعة وعلى مذابحها سرَّ الإفخارستيا ، أي القداس الإلهي . وبتعبير آخر، تذكار موت المسيح وقيامته، تذكار ذبيحته التّي فيها تتواصل أسرارياً ذبيحةُ موته على الصليب . فالافخارستيا هي تذكار العشاء السّريّ وقد وصفها التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 1382 بأنّها وليمة جسد الرب يسوع ودمه " ، وهي صانعة الكنيسة وعلامة وحدتها وتكاملها . وتأكيداً لقول بولس الرسول أن الإنجيل هو قوّة الله ، يطالعنا القديس يوحنا بالقول أن الحياة الأبدية كانت لدى الآب وهي الكلمة المتجسّد ، وقد نُقلت إلينا فكان ملكوت الله على الأرض أي الكنيسةُ " جسدَه السرّي " . هذه الحقيقة تؤكد لنا كمؤمنين أنّنا نمتلك في داخلنا الحياة الأبدية ( يوحنا 5: 24 ؛ 6: 47 ؛ 10: 28 ) وتثبت حقاً قوة الحياة على الشرّ والخطيئة والموت وتعلن الإنجيل قوة الله . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 199935 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() - الإنجيل قوة الله لأن به تتحقق قداسة العالم وتُحفظ الخليقة . إنه كلمة الله القادرة وحدها عبر الإفخارستيا على تقديس الكون . وكم هم القديسون أمثال أغناطيوس الأنطاكي وأغوسطينوس وصولاً إلى الطوباوي شارل دي فوكو والقديس يوحنا ماري فياناي إلى القديسة تريز ليزيو والطوباوية تريز دي كالكوتا والطوباوي إِيفان مارتس ... الذين جعلوا الإفخارستيا مركز حياتهم وكأنهم يقولون لنا إنَّ القداسة وَجدت مركزها بدون توقف أو انقطاع في سرّ الإفخارستيا التّي تؤلف مع الإنجيل كلمة الله وقوته حياة الكنيسة . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 199936 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() - الإنجيل قوة الله لأنه من خلال ثمار كلمته الخلاصية نقرأ التّاريخ ونفهم العالم كخليقة إلهيّة لها ارتباطها المزدوج بين الخبز الخمر، والجسد والدم، وصولاً إلى العلاقة العميقة بالمسيح معطي الحياة الأبدية ( يوحنا 5: 26) القائل: " كما أنا أحيا بالآب ، كذلك من يأكلني يحيا هو أيضاً بي" (يوحنا 6: 57 ). هذه الخليقة الجديدة دشّنتها قيامته، لذا، فإن البيعة المقدّسة بقدر ما تحتفل بالإفخارستيا، وتؤمن بها، وتسجد لها، تتقرّب من محبة الله وتتحد به، فتجد في سرّ المحبة هذا، القوة التّغييرية الفاعلة القادرة على تحويل حياتها إلى علاقة حقيقية مع الربّ القائم من الموت . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 199937 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() - الإنجيل قوة الله وكلمته الخلاصية القائلة للإنسان مغفورة لك خطاياك ، أبصر ، أحمل سريرك وامشِ ، قمْ من بين الأموات . وهكذا ، بين مغفرة الخطايا ونيل الشفاء وقيامة الموتى بعدٌ شامل للرحمة الإلهية ، وحضورٌ حيٌّ للمسيح وعنايته بالإنسان ومن أجله . من هنا ، نفهم الحضورَ السرّيّ للمسيح في سرّ الإفخارستيا حياة الكنيسة . وخلاصة ما نفهمه أنَّ المسيح افتدى الإنسانية جمعاء زمنِ ما قبل الفداء ، فيه وبعده ، وها هو معها في سرّ القربان المقدّس من أجل تقديسها لتبقى صورته المشعة الذي ارتضى أن يتشبه بها في كل شيء ما عدا الخطيئة . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 199938 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() - الإنجيل قوة الله لأنه يزرع فينا الفرح الحقيقي في أن نعترف بأن الرّبّ يسوع قام من بين الأموات، وهو قائم بيننا في الافخارستيا حياة الكنيسة التّي بدورها تجعلنا نكتشف أنَّ القائم من الموت، معاصر لنا في سرّ الكنيسة التّي هي " جسده السرّي " وهو رأس هذا الجسد. عندئذٍ، نختبر بأنفسنا حقيقة قوله : " أنا معكم طول الأيام حتى نهاية العالم " ( متى 28: 50 )، " الخبز الذي أعطيه أنا هو جسدي، أعطيه لكي تكون للعالم الحياة " ( يوحنا 6: 51 ). فالمسيح الذي قدّم ذاته لأبيه ذبيحة لا عيب فيها ( عب 9: 14 ) هو الذي يشركنا من خلال الإفخارستيا بالحياة الأبدية ، كأبناء له ( متى 5: 19 ) ، وكجماعة مؤمنة بشخصه ( متى 16: 19) وبشريعته شريعة المحبة (متى 22: 40) التّي تنتظرها الجزر البعيدة على حد قول أشعيا[3]، وقد بلغت كمال تألقها بالفداء على الصليب ثم القيامة المجيدة ، الواقع الذي يؤكد لنا كمؤمنين أننا سنقوم مع المسيح في النهاية ونسكن معه في منزل الآب السماوي ( يوحنا 12: 32 ) . هذا الاجتذاب الإلهي لنا ، يمثّل ذروة المحبة الإلهية ، تأكيداً منه أن الإنجيل هو كلمة الله وقوته والإفخارستيا هي حياة الكنيسة . وانطلاقاً من هذه الروحانية المخلصة لروح الرّبّ القائم من الموت، يوجّه رئيس أساقفة أبرشية دمشق المارونية سيادة المطران سمير نصار السامي الاحترام تهانيه الحارة لسيادة الرئيس بشار الأسد ومعاونيه من سياسيين وعسكريين لما يقومون به من عمل دؤوب للمحافظة على وجه سوريا الحضاري ووحدة أبنائه، ولا ننسى هنا المقولة الشهيرة لسيادة الرئيس بأن سورية هي مهدُ المسيحية . كما أن سيادة راعي الأبرشية يوجه تهانيه الأبوية إلى جميع كهنته وأبنائه، سائلاً لهم جميعاً وللشعب السوري الذي نؤلف بدورنا أَحدَ مكوناته الأساسية، العزة والرفعة . فليحفظنا الله جميعاً في حماه ويقودنا بنعمته وحنانه إلى قوة كلمته وحياة الملكوت . وفي النهاية ، نعلن إيماننا بالقول ، لقد قام من الموت الذي سُلِّمت إليه البشرية ، وهو معها في سرّ الإفخارستيا ، إنه كلمة الآب ، والآب الكليُّ القوة والقدرة ، كلُّه في هذه الكلمة ( يوحنا 1: 1- 2 / 1 : 14 ) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 199939 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() على صخرة عند منحدرات الجلجثة جلستُ بالروح قبل أكثر من ألفي عام، أتأمل صليباً مضرجاً بالدماء، وآثار مسامير، ورقعة مكتوبة بلغات ثلاث: يسوع الناصري ملك اليهود (يو19: 19)، ذلك الجليليّ الذي مات بالجسد على الصليب، وأنزل جسده الطاهر ليدفن في قبر جديد بعد أن اهتزت قوى المسكونة لصلبه واعترفت الكائنات الحية وظواهر الطبيعة بألوهته من خلال ما جرى يوم صلبه (لو23: 44 ? 49)، فعادت بي التأملات إلى معطيات الوحي الإلهي في كتاب الحياة: ها هو المرنم المزاميري داود بالوحي الإلهي يطلق عنان تسابيحه في فضاء السماويات الشاسع، وهو يتأمل البشرية الساقطة المتعبة، تحاول بين الحين والآخر أن تفتح على المجهول جفنيها علّها تمسك ببريق أملٍ مما طرق مسامعها من وعد الله للإنسان الأول بالخلاص، وهي في يأس وقنوط غارقة في متاهات لجة بحرٍ رهيب من حياة البؤس والشقاء والأوجاع والضياع بعيداً عن الله. داود وقد تنبه لعلامات السماء تتلاحق مشيرة إلى واسطة الفداء، يرى بعين الروح أن المستحيل بنظر البشرية سيتحول إلى عزاء، والعار سيغدو غلبةً وانتماءً، وللمتعبين باب خلاصٍ، وسلما موصلاً إلى السماء : داود يرى عصا موسى اليابسة تشق طريقا في البحر، لتكون أداة خلاصٍ لشعب عاش أجيالاً مرذولاً مهاناً وقد أتعبه العناء (خر14: 16)؛ ويرى تلك العصا المجردة في رفيديم تروي عطش التائهين في الصحراء، من جداولَ تنساب بأمر الخالق وعطفه وحنانه، إذ تفجّر في الصخرة ينابيع ماء (خر17: 5 و 6)؛ ويرى في برية مارّة شجرة يرميها موسى بأمر الرب في الماء المر فيتحول إلى أعذب ماء (خر15: 25)، ويرى خشبة منتصبة راية ترفع عليها حية من نحاس لتكون لكل ملدوغٍ مشرف على الهلاك شفاء (عد21: 9)؛ ويحس بالعصا التي امسكها بيده وهو يقترب من جوليات العاتي، كيف تبث في نفسه بقدرة رب الجنود إحساساً بالقوة والغلبة على ذلك الجبار، ليصرعه باسم الرب ويخلص شعبه من ذلك البلاء (1صم17: 40 و 50)؛ داود يبتهج بالروح لكل ذلك وهو يرى بعين الروح ابن داود بل رب داود في ملء الزمان معلقاً على خشبة ليفتدي الإنسان، فيتيقن أن واسطة الخلاص ستكون تلك الخشبة ذاتها، التي كانت تاريخاً ووسماً للدماء، إذ ستغدو بالمسيا المصلوب كفّارة وفداء، فيصرخ منتعشاً جذلاً بالروح: أعطيت خائفيك راية ترفعُ لأجل الحق لكي ينجو أحباؤك (مز60: 4). داود نظر بالروح الخشبة سلم عبور نحو الخلاص، ومصدر ارتواء للعطاش، وبلسما يحول العلقم إلى عذوبة وطيب المذاق، وللمدنفين شفاء، وللمستضعفين قوة وبهاء، فأعلنها بارتفاع الفادي عليها خلاصاً للبشرية من سقطتها وعبورا إلى السماء، ونبع ماء حي من يشرب منه لا يعطش أبداً، وعلاجاً شافيا لكل مقبل على الموت بلدغة الخطية، ونكهة عذبة لتذوق حلاوة يسوع المسيح؛ إنها شجرة الحياة التي تعطي ثمرها في حينه، وأوراقها لشفاء الأمم، ولا تكون بعدُ لعنةً (رؤ22: 2 و 3)؛ إنها الخشبة المقدسة التي تضرجت وارتوت بدماء الفادي لتكون راية الحق والإيمان في العهد الجديد، وأداة الفداء والخلاص للمؤمنين، ذلك هو الصليب الحي المقدس قبلة المسيحيين. كم من أعمدةٍ إرتفعت صلبانا، وكم من ألسنةٍ إنطلقت تتحدّثُ إِفكاً وبهتانا، وكم من مؤرخٍ سطّر ما يشتهي من ضلالاتٍ بالزور إمعانا، صليب الحقّ وحده كان ميزانا، هو وحده حملَ من وافانا، فافتدانا؛ عليه ارتفع الكلمة، إلهاً وإنسانا، إرتفع ليمحوَ الذنوبَ، مقرِّباً ذاته قربانا؛ فعلى الصليب تم الفداءُ وأهرقَ دمٌ مقدَّسٌ لمن تنازلَ من عليائِهِ يرعانا، فافتدانا. بالأمس بلبل الله ألسنةً تجبّرت فتفرقوا في الأرضِ وحدانا (تك11: 1 ? 9)، وعلى الصليبِ لمَّ الشملَ مصالحاً، و( كونوا واحداً ) بمحبةٍ أوصانا (يو13: 34)، فميزانُ الحقِّ (صليب الفادي) هو الحدُّ الفاصلُ بين يبسِ الروحِ وما بالنعمةِ أغنانا؛ وهكذا، مجداً وعِزاً أضحى ما كانَ عاراً وإذلالاً في عَرفِ دنيانا، وهكذا، الفادي بحنانه ومحبتهِ، فخراً ونصراً وغلبةً أعطانا، إذ افتدانا؛ فلنبتهج مع داود، مفتخرين بالصليب مجدِنا ولمسيرتنا عُنوانا، ولنصرخ معه مهللين ومرددين: أعطيت خائفيك راية ترفع لأجل الحق، لكي ينجو أحباؤك (مز60: 4). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 199940 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كلمة الصليب عند الهالكين جهالةٌ، وأما عندنا نحن المخلصينَ فهي قوة الله (1كو1: 18)، كلمة الصليب تتألق في سمائنا نوراً يضفي ألواناً فألوانا، وتزهو رهبةً لتفجّر في ضمائرنا بركانا؛ وكلّما ذكرت كلمة الصليبِ سمت لمعاني المحبة والفداء والخلاص عنوانا، بها نلاطم الأمواج جهاداً، ونشقّ الطريق للعُلا إيمانا؛ فالصليب في العهد الجديد فجّر ينابيعَ بالمآثر ملآنة، عزماً واندفاعاً وعطاءً ومحبة وتواضعاً وسهراً وأتعاباً ودماءَ وظفها المؤمنون شهادة لاسم المسيح وللبيعة بنيانا. والصليب علمنا معاني الصبر على الضيقات وتحمل لسعات النار، فها هو المصلوب منتصبٌ في كل حين أمام الأبصار، فنحن نكرز بالمسيح مصلوباً (1كو1: 23)، ولم نعزم أن نعرف في الحياة إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً (1كو2: 2)، إذ أنه انتصر على الصليب ليرفع جبلتنا التي افتداها بدمه من سقطتها وتمرغها في وحل الدمار، وعلى الصليب دكت أسوار الهاوية وكسرت شوكة الموت ولحق بالصالبين الخزي والعار، وبذلك نزداد بالإيمان رسوخاً وفي حروبنا الروحية إصراراً، ويزداد عزمنا في الجهاد أضعافاً، لا تقدّر بمقدار، لأن الصليب أصبح باب السماء، والطريق به تشعشعً بالأنوار، وليلنا به خلع ظلمته والدرب أصبحَ في وضح النهار، وصولاً إلى ميناء السلام، إلى الملكوت، وصولاً إلى أقدس دار. فكيف يا ترى تم ذلك؟ وما الذي قام به يسوع على الصليب كي نتمتع نحن بنِعم الصليب؟ هذا ما نتأمله بعد أن نرتل معاً عند أقدام الصليب: وا حبيبي أي حال أنت فيه؟ |
||||