![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 197061 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() v لماذا ألوم إبليس ولا ألوم نفسي؟! ما كان يمكن أن يتسلل إلى أعماقي، ما لم أفتح له أبواب قلبي. وما كان يمكن لشباكه أن تصطادني، ما لم أسحب يدي من يدك. لأقل مع نحميا: "أنا وبيت أبي قد أخطأنا، لقد أفسدنا أمامك، ولم نحفظ الوصايا والفرائض والأحكام التي أمرت بها موسى عبدك" (نح 1: 6-7). |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 197062 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() v إلهي، أعترف أنني نسيت محبتك الفائقة ورعايتك لي العجيبة. أخرجتني لا على يديّ موسى النبي، بل أنت رب موسى نزلت إليَّ لتُحَرِّرَ أعماقي. عبرت بي لا بحر سوف، بل فتحت لي طريق السماء بدمك. وهبتني روحك القدوس، لكي يُجَدِّد على الدوام حياتي. قدَّمتَ لي بالمعمودية فردوسًا أروع من جنة عدن. قدَّمتَ لي برّك لباسًا بهيًّا لنفسي. وهبتني جسدك ودمك حياة أبدية! لتنحت في قلبي محبتك ومعاملاتك العجيبةّ، فأسلك فيك يا أيها السماوي العجيب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 197063 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() v أعترف لك أنني كثيرًا ما أود الهروب، كما هرب الابن الضال من بيت أبيه. ظننتُ في الاقتداء بالسالكين في شهوات العالم سعادة. بدَّدتُ خيراتك في الفساد. حوّلتُ محبتي للسماء إلى حبٍ لشهوات فاسدة. عوض الصداقة مع السمائيين، التصقتُ بمُحبّي العالم وشهواته. عوض التسبيح مع السمائيين، بحثت عن فرح العالم الزائل. أقمت في داخلي أصنامًا أتعبد لها. حررني أيها القدوس بنعمتك! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 197064 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() v أعترف لك بأني لم أصغ إلى إنجيلك المُفرِح. عوض البشارة المُبهِجة طلبتُ المشورة البشرية. هبْ لي أن أقتنيك يا حكمة الله، فتشبع نفسي بك وتدوس عسل الحكمة الزائفة. لتعمل كلمتك فيَّ، فتُقيم منّي ابنًا مُقدَّسًا لك. ليكن ناموسك هو لذّتي وقائدي وكنزي ومجدي! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 197065 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() v إلهي، ظننت في كل ما هو جديد سعادة لمُجرَّد جدَّتِه. تركتُ طريق آبائي الآمن بنعمتك، وسلكتُ في الباطل، فصرتُ باطلاً. هبْ لي أن أجتمع مع كل الكنيسة منذ آدم إلى آخر الدهور. فأسلك في بريّة هذا العالم مع آبائي السالكين بالروح. تكون لي سحابة فتظللني من حرّ الخطية في نور النهار المُشرِق. وتكون لي عمود نار ليلاً، بنورك تُبَدِّد ظلمتي، وبلهيبك الإلهي تنزع عنّي كل رخاوة وإهمال! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 197066 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() v إلهي هبْ الآن قوة لآخذ بقيادتك مصيري. أتعهد بنعمتك أن أرتمي في أحضانك. وبقوتك لا أُعرِّج بين الفريقيْن. أجد لذة في العبادة لك، ولن أترك موضعًا لعبادة وثنية في أعماقي. أنت لي ومعك لا أطلب حتى في السماء شيئًا! وأنا لك وبك، لن أقبل الحوار مع الحيّة كما فعلت أمّي حواء! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 197067 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() عبادة الله باني البيت وحافظه كانت أنظار اليهود في أورشليم تتركز على هيكل سليمان بكونه بيت الرب الذي ما كان يمكن تقديم ذبيحة مقدسة مقبولة لدى الله إلا فيه. كان الهيكل هو مركز العبادة المقدسة في العهد القديم، ومركز فرح وتهليل المؤمنين. لقد اشتهى داود النبي أن يبنيه، فأخذ وعدًا من الله أن يقوم ابنه ببنائه. لكن في الحقيقة الذي قام ببنائه وحفظ مدينة أورشليم التي تعتز بالبيت هو الله نفسه. هكذا يشتاق المؤمن أن يعمل الله فيه، فيقيم هيكلًا جديدًا في قلبه، كبيتٍ إلهيٍ سماويٍ، ليس من عملٍ بشريٍ، بل هو عمل الله خلال مؤمنيه. الرب هو باني البيت الروحي وحافظه، وهو واهب الراحة والسلام، ومعطي البنين كجبابرة بأسٍ. يدعونا الرب إلى خبرة الحياة السماوية، فجوهر العبادة هو إقامة بيت روحي للرب في القلب، فتتحرر أرض قلبنا من اللعنة، ولا تنبت شوكًا وحسكًا، بل تصير سماءً جديدة متهللة بالرب. إنه يعمل في النفوس الجادة غير المتكاسلة ولا مهملة ولا متواكلة، لكن يبقى الرب نفسه هو العامل فينا وبنا. يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن الحديث هنا يكشف عما حدث عند العودة من السبي إلى أورشليم، فقد وُجدت مقاومة شديدة، واستغرق بناء الهيكل الكثير من السنوات. هذا ما أشار إليه اليهود عندما قالوا: "في ست وأربعين سنة بُني هذا الهيكل" (يو 2: 20) لم يتحدث اليهود هنا عن بنائه في أيام سليمان، وإنما في ذهن الذهبي الفم أنه عن بنائه بعد السبي، غير أن بعض الدارسين يرون الحديث هنا عن بنائه في أيام هيرودس. بني الهيكل في 46 عامًا، ويرى البعض أنه قد بدأ في أيام هيرودس حوالي عام 20/19 ق.م. فيكون قد انتهى البناء منه في حوالي 28 م. ويرى آخرون أنه قد بدأ هيرودس الكبير إعادة بنائه في السنة الثامنة عشر من ملكه[1] وانتهي من العمل الرئيسي في تسع سنوات ونصف، لكن تمت إصلاحات وإضافات للمبنى استمرت إلى سنوات طويلة. بدأ هيرودس العمل في السنة ظ،ظ¦ قبل ميلاد السيد، والحديث هنا في السنة الثلاثين من ميلاده. فكأن عمر المبنى القائم ظ¤ظ¦ عامًا. وقد استمر البناء بعد ذلك. موضحًا بذلك البناء الأخير للهيكل لأن بناءه الأول كمل على مدى عشرين سنة. وكأنه مع بداية خدمة المسيح كان اليهود في أكثر لحظات اعتزازهم بالهيكل المبني حديثًا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 197068 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الرب باني البيت وحافظ المدينة تَرْنِيمَةُ الْمَصَاعِدِ. لِسُلَيْمَانَ إنْ لَمْ يَبْنِ الرَّبُّ الْبَيْتَ، فَبَاطِلًا يَتْعَبُ الْبَنَّاؤُونَ. إِنْ لَمْ يَحْفَظِ الرَّبُّ الْمَدِينَةَ، فَبَاطِلًا يَسْهَرُ الْحَارِسُ [1]. تجسد كلمة الله وتأنس، لكي يحل بالإيمان في قلوبنا (أف 3: 17)، ينزع عن أرضنا الداخلية اللعنة، وعِوَض الشوك والحسك ينبت الحق (مز 85: 11). بقيامته بنى نفوسنا كهيكلٍ مقدسٍ له. ووهبنا روحه القدوس ساكنًا فينا. حقًا باني الكل هو الله (عب 3: 4)، و"نحن عمله، مخلوقين في المسيح يسوع" (أف 2: 10). كان اليهود يفتخرون ببناء الهيكل الذي شيده سليمان، وكان يُحسب أحد عجائب الدنيا السبع، ويراه اليهود أنه مركز الأرض كلها، مسكن الله وسط شعبه. أما ربنا يسوع فوجَّه نظرنا إلى قيامة جسده معلنًا أنه في ثلاثة أيام يقيمه (يو 2: 19-22). لا يتجاهل ربنا يسوع تعب البنَّائين، لكنه يؤكد أنه لا يتحقق البناء بدونه. فبدون النعمة الإلهية تصير كل مجهوداتنا باطلة، وقد تكررت كلمة "باطل" ثلاث مرات في هذا المزمور الموجز. الرب هو الخالق الذي وحده له القدرة على بناء بيته في أعماق قلوبنا، وبعنايته بنا يحفظنا كمدينته المقدسة، ويهبنا ثمار الروح القدس (الأولاد)، لكن ليس في حياة المستهترين والمتراخين. بنى قايين مدينة باسم ابنه، وأراد البعض بناء برج بابل، وأحاط أهل أريحا مدينتهم بأسوار حصينة، لكن لأن كل هذه الأعمال بدون مسرة الله لم تدم. لهذا يقول المرتل: "إن لم يحفظ الرب المدينة، فباطلًا يسهر الحراس". المدينة هنا تشير إلى الجماعة الكنسية التي تحتاج إلى حماية إلهية من الشرور المتنوعة، والمخاطر التي تهددها، والناس الأشرار، لكن باطلًا يسهر الحارس إن لم يحرس الرب المدينة. فبمعزل عنه لا نجد عونًا ولا حماية ولا بركة. يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن الله سمح بالمقاومة وامتدادها لمدة طويلة لكي يدرك الراجعون أنهم محتاجون إلى معونة الله حتى بعد تحررهم من السبي البابلي. يرى القديس أغسطينوس أنه كما لا يستطيع الجسد أن يعمل بدون الروح، هكذا لا يستطيع الإنسان أن يعمل بدون نعمة الله، فهو الذي يبني البيت بنا ويحرس المدينة. ويقولالقديس يوحنا كاسيان بأن الآباء النساك الأولين يرون أن من مبادئ السيرة الروحية أنه من المُحال أن يقتني أحد نقاوة القلب أو كمال الفضيلة ما لم يؤمن أولًا بأن اجتهاده كله وأتعابه جميعها ليست بكافية فيما يطلبه، بل هي باطلة بدون معونة الله ونعمته، فهو وحده واهب الخير. * مهما كنت أيها الراعي حذقًا ويقظًا في عملك، فلا يمكنك أن تنسب النجاح إلى خدمتك وإلى قوتك الشخصية واجتهادك في العمل. إذ أن الرب هو الذي يحفظ النفوس وحده، ونعمته تسهر عليها. * "إن لم يحرس الرب المدينة فباطلًا سهِرَ الحراس" (مز ظ،ظ¢7: ظ،)... إنَّنا نحرسكم في عملنا كوكلاء لله، لكنِّنا نحن أيضًا نود أن يحرسنا معكم. إننا كما لو كنَّا رعاة بالنسبة لكم، لكنِّنا أيضًا في رعاية الله، إذ نحن خراف زملاء لكم. إننا معلِّمون بالنسبة لكم، لكنِّنا بالنسبة لله فهو السيِّد الواحد، ونحن زملاء لكم في مدرسته. إن أردنا أن يحرسنا الله الذي تواضع من أجلنا وتمجَّد لكي يحفظنا. فلنتَّواضع نحن أيضًا. فلا يحسب أحد أنه شيء، فإنَّه ليس لأحدٍ شيء صالح ما لم يكن قد أخذه من الله الذي هو وحده صالح. * هذا هو البيت الذي نبنيه بالحياة الفاضلة الحية، والذي يبنيه الله بمعاونته لنا لكي نحيا في حياة فاضلة، إذ "إن لم يبنِ الرب البيت فباطلًا يتعب البناؤون" (مز 127: 1). القديس أغسطينوس * [عن (مز 127: 1) "إن لم يبن الرب البيت"]: مثل هذه البركة قد تكون فوق حدود اختيارنا، فإن قوة الرب هي التي تضع الأساس الذي يعمله البنّاء، وهي التي تعمل معه حتى الانتهاء منه، الأمر الذي لا يقوى على تنفيذه بنفسه... ذلك مثل الزراعة التي تأتي بمحصولٍ وفيرٍ، فتحقق ما هو تحت سلطان الزارع مثل مهارته في عمله، وما هو ليس تحت سلطانه معتمدًا على العناية الإلهية مثل وجود مناخ ملائم ونزول مطرٍ كافٍ. هكذا أيضًا بالنسبة للخير الذي يسعى لأجله الإنسان العاقل، فإنه يعتمد على أعماله ومجهوداته التي يقدمها بمحض اختياره، كما على القوة الإلهية التي تؤازر من يختار الحياة الأسمى هدفًا له. فإننا في حاجة إلى اختيارنا نحن مع المؤازرة الإلهية ليس فقط في تحقيق الكرامة والصلاح، وإنما للاستمرار فيهما. * لاحظوا إننا نقول بأنه ليس شيء ما يتم بدون عنايته ولم نقل بدون إرادته؛ فقد تحدث أمور كثيرة بخلاف إرادته، لكن أمرًا ما لا يتم بدون عنايته التي بها يهتم ويوزع ويقسم الأنصبة، ويمنح ويتمم كل ما يحدث. * نتعلم من هذا (مز 127: 1) أنه ليس لأن الله هو الذي يبني، يجلس الإنسان خاملًا، وأن الله يبني له البيت. وإنما لأنه يعمل ويهتم قدر إمكانياته البشرية، لكن الله يزيل كل العقبات ويتمم العمل. هكذا يدعى الإنسان للعمل قدر ما يستطيع في جديةٍ، لكن الله هو الذي يكلل العمل بالنجاح. لهذا يليق بالإنسان بحقٍ وفي تقوى أن يترك إتمام عمله لله، وليس لإنسانٍ بشريٍ آخر. على هذا بولس غرس، وأبولس سقى، والله هو الذي كان ينمي، إذ ليس الغارس شيئًا، ولا الساقي، بل الله الذي ينمي (1 كو 3: 6-7). بنفس الطريقة يمكننا القول إن هذا يعتمد لا حسب مشيئة إنسان أو جهاده إنما على مراحم الله. العلامة أوريجينوس * لِمَ تتألم، لأن لا بيت لنا ولا ستر ولا أناس؟ أليس من الأفضل لنا أن نسكن في باني بيتنا وبحراسة حارس بلدتنا؟ فإن لم يكن لداود موضع للراحة حتى وجده (وجد الله راحته)، فكيف نطلب نحن الراحة خارجًا عنه. القديس يوحنا سابا * لقد جعل الله كل مقاومة الشيطان في حدود استطاعة إرادة الإنسان وحريته، ولكنه لم يعطِ الإنسان قوة كاملة يستطيع أن يسيطر بها على انفعالاته النفسية وشهواته، لذلك قال: "إن لم يبنِ الرب البيت، فباطلًا يتعب البناؤون، وإن لم يحفظ الرب المدينة، فباطلًا يسهر الحارسون" (مز 1:127). القديس أبا مقاريوس الكبير * شرح الرب نفسه سبب عماده: "اسمح الآن، لأنه ينبغي لي أن أكمل كل برّ" (مت ظ£: ظ،ظ¥). من بين مراحمه الكثيرة بناؤه الكنيسة، فبعد الآباء والأنبياء نزل الابن الوحيد وجاء ليعتمد. هنا تظهر بوضوح الحقيقة الإلهية التي ذكرت بخصوص الكنيسة، وهي إن لم يبن الرب البيت فباطلًا تعب البناءون (مز 126: 1)، إذ لا يستطيع الإنسان أن يبني أو يحرس. "إن لم يحرس الرب المدينة، فباطلًا سهر الحراس". إني أتجاسر فأقول إنه لا يستطيع الإنسان أن يسلك في طريقٍ، ما لم يكن الرب معه يقوده فيه، كما هو مكتوب: "وراء الرب إلهكم تسيرون، وإياه تتقون" (تث ظ،ظ£: ظ¤)؛ "الرب يقود خطى الإنسان" (حك ظ،ظ¢ظ*: ظ¢ظ¤). القديس أمبروسيوس * هذه الكلمات تبعث التواضع، وتستأصل الشر المستطير الذي هو الكبرياء، الذي جعل لوسيفر كوكب الصبح المنير يهوي ويسقط أرضًا. القديس أوغريس * لم يكن البيت الذي بناه (سليمان) مؤمنًا (أي لم يحقق الإيمان) مثل الكنيسة التي هي الهيكل الحقيقي لله، لأنها لا تتكون من حوائط، بل من قلوب المؤمنين، أما هيكل سليمان فلأنه مبني بإيادٍ، فبالأيادي يسقط. القديس لكتانتيوس * يلزمنا أن نسأله، وله هو أن يهبنا ما نسأله إياه. علينا أن نبدأ، وهو يتمم. يليق بنا أن نقدم ما في استطاعتنا، ويتمم هو ما نعجز نحن عن أدائه. لأنه "إن لم يبن الرب البيت فباطلًا يتعب البناؤون، وإن لم يحفظ الرب المدينة، فباطلًا يسهر الحراس"، يأمرنا الرسول أن نجاهد حتى ننال. القديس جيروم * الذين يؤمنون أن الأمور البشرية تقودها العناية الإلهية لا ينسبون شيئًا تحقق بواسطة البشر إلى مجهودهم الذاتي. "إن لم يبن الرب البيت باطلًا يتعب البناءون. وإن لم يحرس الرب المدينة باطلًا يتعب الحراس" (مز 127: 1). إنه لا يقول إنه لا يجوز لأحدٍ أن يبني، أو لأي أحدٍ أن يحرس المدينة، بل يليق بهذا أن يتذكر بأنه إن لم يعطِ الله نجاحًا للمجهود المبذول، فإن كلًا من المجهود والذين يصارعون لأجله يصيرون بلا نجاحٍ. إنه من جانبنا لنا أن نبدأ، ولكن من جانب الله أن يهب النجاح. نحن نبدأ نبني البيت، والله يعيننا ويكمل العمل. نحن نحرس مدينتنا، ونراعي القرار بأن نحرسها، لكن الله هو الذي يحفظها دون أن تُدمر أو تُهزم من المعتدين عليها. هذا عبَّر عنه سفر الأمثال: "فوق كل تحفظ احفظ قلبك" (أم 4: 23). مع هذا فإنك وإن كنت بنفسك تحفظ قلبك بك احتراسٍ، لكنك تقول لله: "أنت أيها الرب تحرسنا وتحفظنا" . هذا الفكر يؤكده بولس إذ يقول: "فإن ليس لمن يشاء، ولا لمن يسعى، بل لله الذي يرحم" (رو 9: 16). إنه لا يمنع الركوض نحو تحقيق أهدافنا في السعي وأن ترغب فيها، وإنما يمنعنا من أن نظن أننا نبلغها بمجهودنا الذاتي. كثيرون من الذين كان لهم هذا التوقع وُجدوا غير ناجحين في جهودهم. القديس ديديموس الضرير كيف نتمسك بالوديعة ونحفظها؟ "بالروح القدس الساكن فينا". يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [ليس في قدرة نفس بشريّة أن تحفظ أمورًا عظيمة كهذه؛ لماذا؟ لأنه يوجد لصوص كثيرون يتربصون لها، وظلمة كثيفة، وشيطان على الأبواب يدبر خططًا ضدها! كيف إذن يمكننا أن نحفظها؟ بالروح القدس؛ بمعنى إن كان الروح ساكنًا فينا، إن كنا لا نطرد النعمة يقف (الله) معنا. فإنه "إن لم يبن الرب البيت فباطلًا يتعب البناؤون، وإن لم يحرس الرب المدينة فباطلًا يسهر الحراس" (مز ظ،ظ¢ظ§: ظ،). هذا هو حصننا، هذه هي قلعتنا. هذا هو ملجأنا! إن كان الروح ساكنًا فينا وهو حارسنا، فما الحاجة للوصية؟ لكي نتمسك بالروح، ولا نجعله يهجرنا.] * لقد ذهب بولس إلى هنا وهناك كطائرٍ ذي أجنحة. وبفمٍ واحدٍ (بالتبشير) حارب ضد العدو... كان الخيام (بولس) أقوى من الشيطان... إذ نال العربون، وحمل خاتم الزواج. رأى كل البشر الله قد خطب طبيعتنا، ورأى الشيطان ذلك وتقهقر. رأى العربون (الروح القدس) وارتعب منسحبًا، رأى ملابس الرسل فهرب (أع ظ،ظ©: ظ،ظ،). يا لقوة الروح القدس. لقد أعطى سلطانًا لا للروح ولا للجسد فحسب، بل وللثوب أيضًا، وليس فقط للثوب بل وللظل. القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 197069 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يرى القديس أغسطينوس أنه كما لا يستطيع الجسد أن يعمل بدون الروح، هكذا لا يستطيع الإنسان أن يعمل بدون نعمة الله، فهو الذي يبني البيت بنا ويحرس المدينة. ويقولالقديس يوحنا كاسيان بأن الآباء النساك الأولين يرون أن من مبادئ السيرة الروحية أنه من المُحال أن يقتني أحد نقاوة القلب أو كمال الفضيلة ما لم يؤمن أولًا بأن اجتهاده كله وأتعابه جميعها ليست بكافية فيما يطلبه، بل هي باطلة بدون معونة الله ونعمته، فهو وحده واهب الخير. * مهما كنت أيها الراعي حذقًا ويقظًا في عملك، فلا يمكنك أن تنسب النجاح إلى خدمتك وإلى قوتك الشخصية واجتهادك في العمل. إذ أن الرب هو الذي يحفظ النفوس وحده، ونعمته تسهر عليها. * "إن لم يحرس الرب المدينة فباطلًا سهِرَ الحراس" (مز ظ،ظ¢7: ظ،)... إنَّنا نحرسكم في عملنا كوكلاء لله، لكنِّنا نحن أيضًا نود أن يحرسنا معكم. إننا كما لو كنَّا رعاة بالنسبة لكم، لكنِّنا أيضًا في رعاية الله، إذ نحن خراف زملاء لكم. إننا معلِّمون بالنسبة لكم، لكنِّنا بالنسبة لله فهو السيِّد الواحد، ونحن زملاء لكم في مدرسته. إن أردنا أن يحرسنا الله الذي تواضع من أجلنا وتمجَّد لكي يحفظنا. فلنتَّواضع نحن أيضًا. فلا يحسب أحد أنه شيء، فإنَّه ليس لأحدٍ شيء صالح ما لم يكن قد أخذه من الله الذي هو وحده صالح. * هذا هو البيت الذي نبنيه بالحياة الفاضلة الحية، والذي يبنيه الله بمعاونته لنا لكي نحيا في حياة فاضلة، إذ "إن لم يبنِ الرب البيت فباطلًا يتعب البناؤون" (مز 127: 1). القديس أغسطينوس |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 197070 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() * [عن (مز 127: 1) "إن لم يبن الرب البيت"]: مثل هذه البركة قد تكون فوق حدود اختيارنا، فإن قوة الرب هي التي تضع الأساس الذي يعمله البنّاء، وهي التي تعمل معه حتى الانتهاء منه، الأمر الذي لا يقوى على تنفيذه بنفسه... ذلك مثل الزراعة التي تأتي بمحصولٍ وفيرٍ، فتحقق ما هو تحت سلطان الزارع مثل مهارته في عمله، وما هو ليس تحت سلطانه معتمدًا على العناية الإلهية مثل وجود مناخ ملائم ونزول مطرٍ كافٍ. هكذا أيضًا بالنسبة للخير الذي يسعى لأجله الإنسان العاقل، فإنه يعتمد على أعماله ومجهوداته التي يقدمها بمحض اختياره، كما على القوة الإلهية التي تؤازر من يختار الحياة الأسمى هدفًا له. فإننا في حاجة إلى اختيارنا نحن مع المؤازرة الإلهية ليس فقط في تحقيق الكرامة والصلاح، وإنما للاستمرار فيهما. * لاحظوا إننا نقول بأنه ليس شيء ما يتم بدون عنايته ولم نقل بدون إرادته؛ فقد تحدث أمور كثيرة بخلاف إرادته، لكن أمرًا ما لا يتم بدون عنايته التي بها يهتم ويوزع ويقسم الأنصبة، ويمنح ويتمم كل ما يحدث. * نتعلم من هذا (مز 127: 1) أنه ليس لأن الله هو الذي يبني، يجلس الإنسان خاملًا، وأن الله يبني له البيت. وإنما لأنه يعمل ويهتم قدر إمكانياته البشرية، لكن الله يزيل كل العقبات ويتمم العمل. هكذا يدعى الإنسان للعمل قدر ما يستطيع في جديةٍ، لكن الله هو الذي يكلل العمل بالنجاح. لهذا يليق بالإنسان بحقٍ وفي تقوى أن يترك إتمام عمله لله، وليس لإنسانٍ بشريٍ آخر. على هذا بولس غرس، وأبولس سقى، والله هو الذي كان ينمي، إذ ليس الغارس شيئًا، ولا الساقي، بل الله الذي ينمي (1 كو 3: 6-7). بنفس الطريقة يمكننا القول إن هذا يعتمد لا حسب مشيئة إنسان أو جهاده إنما على مراحم الله. العلامة أوريجينوس |
||||