منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25 - 10 - 2012, 05:17 PM   رقم المشاركة : ( 1961 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,862

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

البابا يوأنس الرابع عشر البابا السادس والتسعون




← اللغة القبطية: pi`agioc Iwannhc.

حالة قلق وعدم استقرار:

لم تكن الضيقة التي حلّت بالكنيسة في أواخر أيام البابا غبريال السابع سببًا في انتقال البابا فقط، ولكن أيضًا سببًا في حالة القلق وعدم الاستقرار التي ألمَّت بالقبط في مصر. وبالتالي ظل الكرسي البابوي شاغرًا ما يزيد على ثلاثين شهرًا، بعدها اختاروا الراهب "يوحنا المنفلوطي" من دير العذراء "البرموس" ليصبح البابا يوأنس الرابع عشر، السادس والتسعين من باباوات الإسكندرية، وكانت رسامته في 17 إبريل سنة 1571 م. في عهد سلطنة سليم الثاني العثماني.
من مآثر هذا البابا المختبر محبة الله أن مراسيمه البابوية كانت تحمل عبارة "الهدى بالله الهادي" بجوار توقيعه وتحتها يكتب عبارة "الخلاص للرب إله الخلاص".

ملابس سوداء:

قد قام البابا الوقور كثير الأيام برحلة رعوية إلى سائر كنائس بلاد مصر والشعب القبطي لرعايتهم وجمع الجزية المفروضة على الكنيسة. وقد قام بزيارتين مماثلتين بعد ذلك عندما اشتد الضيق على الكنيسة، خصوصًا بعد أن أصدر السلطان العثماني لولاته في مصر فرمانًا عاليًا بالتشدد في أن يلبس القبط جميعًا الملابس السوداء وأيضًا العمامة السوداء، وكان رد فعل السماء عجيبًا إذ تفشى في العباد مرض الطاعون الذي حصد الكثيرين من غير القبط، فلبس الجميع الملابس السوداء الأقباط بالأمر العالي وغيرهم حزنًا على موتاهم.

طلب الانضواء تحت كرسي روما:

انتهز البابا الروماني إكليمنضس الثامن Clement VIII فرصة الضيق الذي حل بالقبط وطلب إلى البابا السكندري الانضواء تحت كرسي روما، ولم يَبِتّ البابا في الأمر بشكل حاسم، ربما لأنه كان يميل إلى وضع اتفاق مع بابا روما بسبب بساطته وشيخوخته وميله لحماية أولاده من الضيق الشديد، لكن الأساقفة عارضوه بشدة.
انتقل البابا إلى كنيسة الأبكار دون أن يلبي للبابا الروماني طلبه. ادعى بعض المؤرخين الكاثوليك بأن البطريرك مات مسمومًا، غير أن كثير من المؤرخين الغربيين ينفون ذلك.
دفن في "برما" ثم نقل جسده إلى دير السريان في برية شيهيت، وكانت نياحته سنة 1586 م. في أيام سلطنة مراد الثالث العثماني.
قام والى مصر بالقبض على رسل أسقف روما كعيون غرباء، واتهمهم بالقاء دسائس الفتنة بين الرعايا، وسجنهم. رقّ لهم بعض كبار الأقباط ودفعوا خمسة آلاف قطعة من الذهب مقابل إطلاق سراحهم، ليعودوا إلى بلادهم فشكرهم سكتوس الخامس أسقف روما على نبل تصرفهم.

شهداء النوبة:

قد كان ملوك النوبة حتى القرن السادس عشر مسيحيين خاضعين للسلطان المصري يدفعون له الجزية، ولكن بعد الفتح العثماني أخذت الحكومة المسيحية في بلاد النوبة تضعف تدريجيًا حتى حلت محلها حكومة إسلامية. اجتهدت في محو النصرانية من تلك البلاد، فكثر عدد الشهداء وأَسلم الكثيرون، ومن خلُص من الموت هاجر إلى مديرية أسوان واستوطنوا فيها، ومن بقي في بلاد النوبة صار في عاداته كالمسلم سواء، وهكذا زالت المسيحية من تلك البلاد.
وفي أيّامه استشهد القديس يوحنا القليوبي.
 
قديم 25 - 10 - 2012, 05:20 PM   رقم المشاركة : ( 1962 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,862

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

قداسة البابا يوأنس السابع عشر البابا الخامس بعد المائة


← اللغة القبطية: pi`agioc Iwannhc.

سيامته بطريركًا:

القديسين بالحروف الأبجدية



مملوك، عثماني، لوحة لـ كارل فيرنيه عام 1810
في الوقت الذي كانت فيه مصر والمصريون يئنّون تحت وطأة الفتن والقلاقل من جانب المماليك تجاه الأتراك، ومن السخط الذي ساد الرعية، ومن تعسف جمع الضرائب التي فرضت لأول مرة على الأساقفة والرهبان والكهنة، تشاء العناية الإلهية أن تجتمع كلمة الشعب والإكليروس على راهب اسمه "عبد السيد" من دير أنبا بولا. وهو أصلًا من ملوي انضم إلى مجمع رهبان أنبا أنطونيوس، ضمن الأربعين الذين اختارهم البابا يوأنس السادس عشر لتعمير دير أنبا بولا، وألبسه أنبا بطرس السادس البابا الراحل الإسكيم ورسمه قسًا.
رسموه بطريركًا للكرازة المرقسية في كنيسة القديس مرقوريوس أبو سيفين كالعادة آنذاك باسم "يوأنس السابع عشر" وذلك بعد ما يقرب من ستة شهور من نياحة البابا بطرس السادس، وكان ذلك في أواخر مدة السلطان أحمد.
عند سيامته منع عادة استلام الصليب من يد البطريرك السلف الميت، لأنه فزع من الموقف.

سيامة مطران لأثيوبيا:

في سنة 1743 م. أرسل إمبراطور أثيوبيا وفدًا للبابا يوحنا عقب وفاة خيرستوذولو مطران أثيوبيا، طالبًا منه أن يعين أحدًا. وكان الوفد مؤلفًا من قبطي يدعى جرجس وأثيوبيين هما تواضروس وليكانيوس. إذ بلغوا إلى مصوع قبض عليهم الحاكم وسلب نصف أموالهم وأكرههم على الإسلام، فاختفى القبطي أما تواضروس فرشى بالمال وتمكن من الوصول إلى القاهرة، وطلب من البابا سيامة مطران لبلاده.
أجاب البابا الطلب وسيم المطران عام 1745 م. وعاد الاثنان لكن حدث لهما في مصوع ما حدث للوفد عند مجيئه من أثيوبيا فأُلقيَ الاثنان في السجن. استطاع تواضروس بحيلة أن يسهل للمطران الفرار، وبقى هو في السجن حتى طلب مالًا من بلاده دفعه فدية عن نفسه.

غرامة فادحة:

في أيّامه اشتدت الضيقة على المسيحيين، ففرضت غرامة فادحة لم يعف منها أحد، وبسببها بيعت الجواهر الكريمة بأثمان بخسة. التزم الكهنة والرهبان والصبيان والفقراء بدفعها.

التدخل العلني للكنيسة الكاثوليكية:

زاد الأمور سوءً التدخل العلني للكنيسة الكاثوليكية، إذ أسس الحبر الروماني إكليمنضس الثاني عشر تسعة مراكز لأتباعه في أسيوط وأبوتيج وصدفا وأخميم وجرجا والأقصر وأسوان وحتى النوبة في وقت واحد، وكان هدفهم جذب أطفال القبط إلى مدارسهم وإرسالهم في بعثات مجانية إلى روما. وصرفوا ببذخ على الطلبة في مدارسهم في وقت كان الأقباط يرزحون تحت ثقل الضرائب والتعسف، هذا بالإضافة إلى أن الأجانب كانت لهم امتيازات خاصة في مصر كأنهم "دولة داخل دولة"، لهم نظامهم الخاص وطرق حياتهم الخاصة، ولا يجرؤ أحد من الحكام أن ينتهرهم أو يوجه لهم أي لوم أو إهانة، إذ أن لهم الأمر من السلطان العثماني. وبالتالي كانت لمن ينطوي تحت لوائهم نفس الامتيازات مما دفع بعض شباب الأقباط إلى ترك الكنيسة الأم والانضمام لكرسي روما.
لأول مرة نسمع عن الخلاف الأسري بسبب الزواج المختلط بين الأرثوذكس والكاثوليك، ويقف الآباء ضد الأبناء والأبناء ضد الآباء، وظهرت الشكوى من الإرث والتركات وتعدي الكهنة اللاتين على الكنيسة الأم، مما دفع البابا القبطي إلى رفع الأمر للدولة، فانعقدت محكمه شرعية عليا حضرها شيوخ المسلمين في مصر ورأس الكنيسة القبطية وتمثلت الكنيسة الرومانية، وتحررت حجة من المحكمة الشرعية تسلمها البابا مؤداها: "أن كل من خالف ملته وكان قبطيًا وانتقل من ملة الأقباط إلى مله الإفرنج وثبت ذلك عليه بالوجه الشرعي يكون على الأمراء... إخراج من ينتقل من النصارى اليعاقبة القبطية إلى مله الإفرنج وتأديبه بما يليق بحاله، زجرًا له ولأمثاله".
رسم بنديكتس الرابع عشر الروماني قسًا قبطيًا كاثوليكيًا كان بالقدس يدعى أثناسيوس مطرانًا سنة 1741 م. على مصر، غير أنه لم يحضر إليها بل بقيَ كل أيام حياته بأورشليم. وكان نائبه في مصر قس يسمى يسطس المراغي.
ومن أشهر من استمالوهم في أواخر القرن الثامن عشر شاب قبطي اسمه روفائيل الطوخي من أهالي جرجا، أخذه الكاثوليك وهو صغير وأرسلوه ليدرس اللاهوت في روما، وبعد إتمام دراسته سامه الأسقف الروماني أسقفًا على أرسينو (بالفيوم). حرمته الكنيسة القبطية، وأذ نقم عليه المسلمون استدعاه الأسقف الروماني إليه في روما ثانية ليساعده في تأليف كتب باللغة القبطية وتنقيح كتب الطقوس الكنسية، وعاش فيها حتى مات عام 1807 م.
جاهد بابا القبط بكل الطرق ليحفظ أولاده داخل حظيرة أمهم القبطية الأرثوذكسية، بل وقام بزيارة رعوية إلى تلك البلاد التي أقيمت فيها مقار لكنيسة رومية وساند كهنته ووعظ شعبه بالإضافة إلى إرساله باستمرار للتشديد على حفظ الأبناء من غواية الانحراف بالإيمان. وأيّد أقواله بكتب في العقيدة وضرورة المحافظة على الإيمان "المسلم مرة للقديسين". وكان يركز في كل موضوعاته على كنيسة الشهداء الذين سفكوا دمهم حفظًا للإيمان المستقيم، وأن عمانوئيل الله الذي معنا أكثر بكثير من الذين علينا، وأن ضيقات الدهر الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن، وأن الضيقات طريق لدخول الأمجاد السمائية، وأن هذه الضيقات مهما كانت ضيقات مادية ووقتية، ومن "يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص"، حتى نجح إلى حد كبير بنعمة الروح القدس أن يحفظ الوديعة. ومن أشهر المخطوطات التي لازالت لدينا منذ رئاسة هذا البابا الجليل للكنيسة: مزامير الأجبية، والوصايا العشر، والأسرار السبعة، والنصائح الإنجيلية.
بعث المندوب البابوي الروماني بالقطر المصري رسالة إلى جماعة الكاثوليك الذين كانوا جميعهم في الصعيد، وذلك تنفيذًا للمعاهدة التي تمت بينه وبين بطريرك الاقباط سنة 1794 م. عند معتمد دولة النمسا، جاء فيها:
1. للمتزوجون من الفريقين حرية اختيار الصلاة بأية كنيسة، قبطية أو كاثوليكية.
2. من الآن فصاعدًا لا يجوز أن يتزوج الأقباط من الكاثوليك أو العكس.
3. لا يدخل قسوس كاثوليك بيوت الأرثوذكس ليكرزوا لهم ولا قسوس الأرثوذكس بيوت الكاثوليك.
4. لا ينبغي إرغام أي أحد ليصلي بكنيسة معينة، بل يترك لكل واحد حق اختيار الكنيسة التي يحبها.
5. لا يصح فيما بعد إذا حدث خلاف أن يُرفع الأمر إلى رجال الحكومة بل إلى الرؤساء من الكنيستين ولهم حق مقاصة المعتدي.
من الأحداث الغير عادية التي عاصرتها الكنيسة في حبرية البابا يوأنس السابع عشر إظلام الشمس في رابعة النهار وظهور النجوم حتى ظن الناس أن القيامة العامة أصبحت على الأبواب، حتى عاودت الشمس ظهورها بعد حوالي الساعتين. وفيها أيضًا حريق كنيسة السيدة العذراء بحارة الروم مساء أحد القيامة ورغم نجاح الوالي وجنده في إطفائها إلا أن الرعاع نهبوا ما وصلت إليه أيديهم تحت دعوى إطفاء الحريق.

من رجال الكنيسة والدولة:

من رجال الكنيسة والدولة في ذلك العصر من وثق بهم الولاة وكبار المسلمين واستأمنوهم على أسرارهم وأسرهم وأموالهم، المعلم جرجس السروجي الذي بنى كنيسة في دير الأنبا بولا على نفقته الخاصة، وصحب الأنبا بطرس السادس ومن معه لتكريسها.
والمعلم نيروز والمعلم رزق الله البدوي والمعلم بانوب الزفتاوى، الذين قيل عنهم أنهم فكوا أسر الكثيرين من المسجونين نتيجة ديونهم، أو الذين عجزوا عن دفع الجزية.
والمعلم لطفي النطروني ومنهم أيضًا أبو سالم النصراني الطبيب الفصيح الذي كان يأنس السلاطين بالجلوس إليه، لعذوبة أقواله وحلاوة منطقه وغيرهم، كثيرون ممن لم ينسَ الله تعب محبتهم.
انتهت حبرية البابا الخامس بعد المائة سنة 1745 م. بعد صمود ضد الحروب الشيطانية الخارجية والداخلية، وبعد أن كان الربّان الماهر لكنيسة الله في فترة الطوفان التي عاصرها، ودخل إلى الفردوس بعد أن جلس على الكرسي المرقسي ثمانية عشر سنة وبضعة أشهر.
 
قديم 25 - 10 - 2012, 05:21 PM   رقم المشاركة : ( 1963 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,862

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

قداسة البابا يوأنس السادس عشر البابا المائة وثلاثة


← اللغة القبطية: pi`agioc Iwannhc.

الشهير بالطوخي، كان من ناحية طوخ النصارى بالمنوفية، وكان اسمه إبراهيم وترهب بدير الأنبا أنطونيوس باسم الراهب إبراهيم الأنطوني، وسيم بطريركًا باسم البابا يوأنس سنة 1676 م.

ملابس سوداء:

حدث في أيّامه أن اشتد الغلاء في البلاد وكان ذلك في سنة 1678 م.، وفضلًا عما أصاب البلاد من الغلاء، نودي في نفس السنة أن يُعلِّق النصارى في رقبتهم جلجالان وفي رقبة اليهودي جلجال واحد، وأن يضع كلٍ من اليهود والنصارى عمائمهم، وألا يلبسوا أثواب من الجوخ أو الصدف، كما أنه نودي ألا تأتزر نساء النصارى بمآزر بيضاء وتكون ملابس النصارى عمومًا سوداء.

التعمير في أيّامه:

أقام نُظَّارًا لكل كنائس القاهرة وقام بتعمير القلاية البطريركية بحارة الروم وتعمير كنائس وأديرة ومحلات القدس. وأرسل المعلم لطف الله إلى السلطان لرفع جزية المال عن حارة الروم.
قام بزيارة الوجهين القبلى والبحرى مفتقدًا أحوال الشعب، وكان في صحبته رجل من أراخنة الأقباط يدعى جرجس الطوخي. وقد ساعده هذا الأرخن على عمارة ما اندثر من الكنائس والأديرة، خاصة دير القديس بولا الذي كان قد خُرّب منذ أعوام طويلة، فعمّره هذا البابا، وأعاد إليه الرهبان بعد أن خلى من الرهبان حوالي مائة عام.
حدث في أيّامه غلاء شديد وفناء للبشر بسبب عدم وفاء النيل، وما نتج عنه من وباء وغلاء وذلك في سنة 1695 م.
كما حدث في أيّامه ترتيب طقس "علبة الذخيرة المقدسة" وحملها للمرضى والمقعدين والمطروحين في منازلهم، وصار العمل بهذا الترتيب إلى يومنا هذا.
صُنِع في أيّامه الميرون المقدس وذلك سنة 1703 م.، كما زار في أيّامه دير الأنبا أنطونيوس ثلاث مرات، وقام بتعمير دير الأنبا بولا أول السواح، وأيضًا فصل وقف دير الأنبا أنطونيوس عن أوقاف دير الأنبا بولا.

إغلاق الكنائس وحدوث كوارث:

في زمنه أيضًا وقع اضطهاد على الأقباط سنة 1701 م.، في زمن ولاية أحمد قرة محمد باشا، الذي سعى إليه أحد الحاسدين مدعيًا أن طائفة النصارى أقامت مبانٍ جديدة في كنائسهم، فقام الوالي ببحث الأمر وأمر بإغلاق الكنائس، وهدم ما تم تجديده، ولم يشفع في ذلك ويلغي الأوامر سوى تقديم مبلغ خاص له وهو "صرة من الدراهم".

كذلك في زمنه حدث عدم وفاء النيل وأعجوبة فيضانه على يديه، وفي سنة 1711 م. حدثت زلزلة عظيمة وحل الجراد بالبلاد وكان ذلك في عيد القيامة المجيد، فرحم الله العباد بنزول الأمطار وإطلاق الرعود فمات الجراد ونجت البلاد من مصائبه.
حدث سنة 1718 م. وباء شديد آخر مات من جرائه خلق عظيم، وتنيّح به البابا ودفن في مدفن البطاركة بكنيسة القديس مرقوريوس بمصر القديمة، وذلك في مدة حكم السلطان العثماني أحمد الثالث.

كتاب مولييه:

فى أيام البابا حضر إلى مصر قنصل فرنسى يدعى مولييه وذلك في عام 1692، ووضع كتابًا عن مصر جاء فيه عن الأقباط:
[إنهم أقل جهلًا وغشومة، ولكنهم متشبثون بما يحسبه غيرهم هرطقة...
مع ما كان عليه المرسلون اللاتين من المهارة والجدارة لم يستطيعوا أن يجذبوا إليهم واحدًا منهم رغمًا من طول بقائهم بينهم، وعمل كل ما في وسعهم لإقناعهم...
إنه لما لم يقوً المرسلون على اجتذاب القبط إليهم بالإقناع دبروا حيلة أخرى، فصاروا يوزعون صدقات نقدية على من يحضر منهم إلى كنيستهم، فالتجأ إليهم جمع كبير من الفقراء. ولما استبدل رئيس الدير بغيره ألغى الصدقة بهذه الكيفية، ولذلك لم يعد من الفقراء من يقرب كنيسة الإفرنج.
طلب لويس الرابع عشر ملك فرنسا (من القنصل الفرنسى) أن ينتخب ثلاثة من شبان الأقباط الأذكياء من عائلات طيبة يرسلهم إلى فرنسا ليتعلموا على نفقة الحكومة الفرنسية، فلم يرضَ أغنياء الأقباط أو فقراؤهم أن يسلموهم أولادهم خوفًا من يغيروا معتقدهم.]
ذكر أيضًا أن بمجرد اشاعة الخبر بأنهم فتحوا مدارس لتعليم الشبان منع الأقباط أولادهم عنها فصارت خاوية، ولم يبقً مع الكاثوليك سوى بضعة أفراد، الذين أخذوهم من والديهم وهم أطفال من أولاد الفقراء وربّوهم منذ نشأتهم على المعتقد الكاثوليكي، غير أن هذه الطريقة التي عمدوا إليها، لم تنجح أيضًا، فإن كثيرين من الذين علموهم في روما عندما عادوا إلى أوطانهم شق عليهم ترك عقيدتهم، ورجعوا إلى كنيستهم مرة ثانية.
يقول مسيو مولييه "حتى الذين كانوا يتضورون جوعًا وكنا نعطيهم طعامًا امتنعوا عن المجيء إلينا خوفًا من أن نكثلكهم (أي نجعلهم كاثوليكيون)".

محاولات جديدة للكاثوليك في أثيوبيا:

إذ رأى اللاتين فشل مساعيهم في مصر عادوا للعمل في أثيوبيا. فبعد بعث ثلاث إرساليات آخرها عام 1706 م.، أرسلوا بإيعاز من لويس التاسع عشر ملك فرنسا طبيبًا لأثيوبيا يدعى دي رول ليُحسن سياسته مع ملكها تمهيدًا لدخول اليسوعيين إلى أثيوبيا. وكان مع الطبيب مترجم سوري يدعى إلياس. وإذ وصلا أثيوبيا قبض الحاكم سنار عليهما وحجز الطبيب وأطلق سراح المترجم، لكي يذهب إلى الملك ويطلب منه السماح بدخولهما بلاده. رد عليه ملك أثيوبيا بأنه إن كان داخلًا كسائح فلا بأس من ترك الحرية له ليدخل بلاده، أما إذا كان داخلًا للكرازة كيسوعي فلابد من منعه من دخول أثيوبيا. تشكك السلطان سنار من جهة الطبيب فبعد أن حجزه ثلاثة أشهر قتله.
 
قديم 25 - 10 - 2012, 05:23 PM   رقم المشاركة : ( 1964 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,862

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الشهيد يوأنس


اللغة الإنجليزية: St. Joannes - اللغة القبطية: abba Iwannhc.

يوجد أكثر من شهيد يحملون اسم يوأنس:
1. يوأنس الراهب المتوحد من جبل سيناء، استشهد على يد الأعراب Saracens نحو نهاية القرن الرابع الميلادي، وتذكره الكنيسة الغربية في 15 يناير.
2. يوأنس الطبيب الذي استشهد مع قورش السكندري Cyrus of Alexandria، وذلك سنة 292 م. أثناء اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس. وتذكره الكنيسة الغربية في 31 يناير.
 
قديم 25 - 10 - 2012, 05:24 PM   رقم المشاركة : ( 1965 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,862

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

قداسة البابا يوأنس العاشر البابا الخامس والثمانون


← اللغة القبطية: pi`agioc Iwannhc.

سرياني الجنس:

القديسين بالحروف الأبجدية



مملوك، عثماني، لوحة لـ كارل فيرنيه عام 1810
بسبب شهرة أديرة مصر وآباء رهبنتها وفد إلى برية شيهيت الكثير من المتشوقين إلى حياة العبادة والخلوة من خارج مصر، ومن ضمن الطغمة السريانية أو السورية الشامية التي وفدت إلى برية مصر طلبًا للعبادة شغفًا بالنسك والتبتل "يوأنس الملقب المؤتمن الشامي" الذي بوداعته جذب الكل على رأى واحد لاختياره لرئاسة الكهنوت العظمى باسمه ولقبه "العاشر" معاصرًا من الحكام المماليك "شعبان بن حسن الأشرف"، وكانت سيامته في 7 مايو سنة 1363 م.

ضيق وشدة:

العجيب أنه عندما ارتفع مرض الطاعون عن مصر في نهاية حبرية البابا مرقس الرابع جاء الفيضان ناقصًا ونضبت الزراعة وحلت المجاعة وتحجرت الأرض كما كانت القلوب متحجرة. اضطر سكان مصر بسبب المجاعة أن يأكلوا القطط والكلاب. لم يرحم السلطان الجديد القبط الذين عانوا من الضيق والوباء والمجاعة ما عاناه اخوتهم المسلمين، فعزم على قطع دابر الأقباط كما يقول السخاوي متناسيًا أن قبله من حوالي عشرة قرون من حاول إبادتهم، فضاع وأُبيد وظلّت الكنيسة شامخة رأسها في السماء مع قلبها، وإن كانت مبانيها على الأرض.

بدء الإصلاح:

حاول هذا السلطان الجديد تبديد القبط، فنقل وظائفهم إلي أيدي الفقهاء، فانقلبت الأحوال وعمّ الخراب بالأرض وبالعباد وتحوّل الموظفون الجدد إلى إقطاعيين يعملون لأنفسهم دون واعز من دين أو ضمير، ونضبت الأحوال وساد الكساد وخربت الأرض والزراعات، فأرجع السلطان العمل إلى يد القبط طالبًا منهم إصلاح ما فسد.
لم تمضِ إلا فترة قصيرة حتى استجاب الله إلى صلوات الكنيسة لكي تؤازر من هم في السلطة من القبط، فأصلحت الأحوال ولكن لم يعش البابا لكي يشهد إصلاح الأحوال إذ رحل وسط الضيقة في 13 يوليو سنة 1369 م.، مفضلًا الانطلاق إلى حرية المجد بعد أن قام بتكريس الميرون المقدس في دير القديس الأنبا مقار كالعادة، والعجيب أن فترة هذا البابا كانت فترة تسبيح وصلاة، إذ قضى معظمها في الكنائس والأديرة مع أساقفته وكهنته مرشدًا وموجهًا لهم وللرعية.
 
قديم 25 - 10 - 2012, 05:31 PM   رقم المشاركة : ( 1966 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,862

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

القديس يوأنس القصير | الأنبا يحنس القصير | يؤنس

القديسين بالحروف الأبجدية

← اللغة القبطية: abba Iwannhc pikoloboc.

الأنبا يوحنا القصير أو الأنبا يوأنس القصير أو الأنبا يحنس القصير، القس ببرية شيهيت. هو بخلاف أنبا يوأنس قمص شيهيت الذي من القرن السابع، وأيضًا خلاف يحنس كاما الذي من القرن التاسع.
القديس يحنس القصير هو الأخ الروحي للقديس أنبا بيشوي، وقد تتلمذ كلاهما على يدي القديس الأنبا بموا القمص بشيهيت.
القديسين بالحروف الأبجدية

تكشف لنا سيرة هذا العظيم بين آباء البرية بوضوح عن الخط الروحي لحياة الراهب الذي يترك العالم لا كرهًا فيه بل عشقًا في الله. فقد انسحب قلب أبينا إلى السماويات وانشغل بالإلهيات. وفي هذا كله لم يكف عن العمل اليدوي لكي يقدم بالحب ما أمكنه للأخوة المحتاجين. ومع سموّه الروحي الفائق كان متواضعًا ومطيعًا. هكذا ارتبط قلبه بالله واهب الحب والتواضع والطاعة.
القديسين بالحروف الأبجدية



القديس الأنبا يوحنس القصير، يحنس القصير، أنبا يوحنا القصير
دعوة سماوية:

وُلد هذا القديس سنة 339 م. ببلدة طيبة بالصعيد من عائلة فقيرة، وكان أبواه تقيين جدًا وكان له أخ أكبر، صار فيما بعد راهبًا فاضلًا أيضًا. شعر يوحنا بالدعوة السماوية وهو في الثامنة عشر من عمره، فقام لفوره وذهب إلى القديس بموا، ورجا منه أن يتخذه تلميذًا له. وإذ رأى الأنبا بموا حداثة سنّه طلب منه التريّث لعلّه لا يحتمل الجهاد وشقاء الحياة النسكية، ولكن يوأنس أجابه أنه على استعداد لطاعة معلمه في كل ما يأمره به. صلى الأنبا بموا وصام ثلاثة أيام قبل أن يقبله، وبعد هذه الأيام الثلاثة ظهر له ملاك الرب وقال له: "نِعْم ما فعلت بقبولك الشاب يوأنس تلميذًا، لأنه سيكون أبًا لجماعة كثيرة، وسيخلص كثيرون بسببه". فرح الأنبا بموا بهذه الإشارة الإلهية فرحًا عظيمًا ثم صلى وصام ثلاثة أيام أخرى ثم ألبس يوأنس الإسكيم، وكان ذلك في عام 357 م.
القديسين بالحروف الأبجدية
جهاده الروحي:

درب نفسه أن يمسك لسانه وبطنه وقلبه من أجل محبته لله. كان ينقطع عن الطعام أحيانًا لمدة أسبوع، وإذا أكل لا يملأ معدته بالخبز.
ارتبط صومه بصلواته، فكان دائم الصلاة في مغارة تحت الأرض.
كان مشغولًا على الدوام بالتأمل في الله، فلم يكن يفكر في أمرٍ ما في العالم. ففي يوم جاءه الجَمَّال ليحمل عمل يديه ويبيعه، فلما دخل ليحضر السلال كان مشغولًا بالتفكير حتى نسي الجمّال. قرع الجمّال الباب وتكرر الأمر، واضطر في المرة الثالثة أن يدخل قلايته وهو يكرر: "السلال للجمّال، السلال للجمّال" حتى لا ينشغل بالتأمل عن الجمَّال.
مرة أخرى حدث هذا أيضًا مع أحد الإخوة. إذ قرع الأخ بابه للمرة الثالثة يطلب السلال، أمسك بيد الأخ وأدخله قلايته وقال له: "خذ ما تريد وأمضِ، فإني مشغول الآن وغير متفرغ لك".
طاعته:

عاش يوأنس أخًا بالروح للأنبا بيشوي كوكب البرية، وكان يوأنس مطيعًا لمعلمه طاعة تامة يؤدي كل ما يأمره به في رضا وسكون. وقد أراد معلمه ذات يوم أن يمتحنه، فأعطاه عودًا يابسًا وقال له: "يا يوأنس ازرع هذه الشجرة"، فأخذها منه وزرعها على الفور وظل يسقيها ثلاث سنين. أزهر بعدها هذا العود اليابس، وتحول إلى شجرة باسقة مثمرة. وامتلأ بموا فرحًا بهذه الشجرة، وكان يقطف من ثمرها ويقدمه للإخوة قائلًا: "ذوقوا وانظروا ما أشهى ثمرة الطاعة". وقد قضى يوأنس في خدمة معلمه اثنتي عشرة سنة، ولما حانت ساعة انتقال المعلم جمع الإخوة وأمسك بيدي يوأنس وقال لهم: "تمسكوا بهذا الأخ فإنه ملاك في جسم إنسان"، ثم التفت إلى يوأنس وقال: "عِش في المكان الذي غرست فيه شجرة الطاعة".
ظلت تلك الشجرة قائمة بمنطقة دير الأنبا يحنس القمص ببرية شيهيت حتى وقت قريب، قيل أنها كانت موجودة إلى حوالي عام 1921 أو بعد ذلك.
حدث أنه كان يسكن أحد المقابر ضبعة ضارية. فسأله الأنبا بموا أن يمضي ويأتي بها، قائلًا له: "إن أقبلتْ نحوك أربطها وقدها إلى هنا". مضى الأنبا يوحنا القصير، وكان الوقت مساءً، فلما أقبلت نحوه الضبعة تقدم إليها فهربت منه. سار خلفها قائلًا: "إن معلمي طلب مني أن أمسكك وأربطك". فوقفت، وأمسك بها وربطها وأقبل بها إلى الشيخ، فتعجب الأنبا بموا. وإذ خشي عليه من الكبرياء قال له: "لقد طلبت منك أن تحضر لي ضبعة، فمضيت واحضرت كلبًا"، وللحال أطلقها.
تواضعه:

القديسين بالحروف الأبجدية



الملائكة تحمي و ترفرف حول القديس العظيم الأنبا يوحنا القصير، يحنس
كان يحسب نفسه أحقر الناس، لكن لا بروح اليأس بل بروح الرجاء في الله الذي يقيم المسكين من المزبلة. هذا التواضع المرتبط بروح التمييز رفع أعماقه ليصير أكثر قربًا من الله ويتمتع بغنى نعمة الله.
سأله الأخوة مرة: "يا أبانا، هل يجب أن نقرأ المزامير كثيرًا؟" فأجابهم: "إن الراهب لا تفيده القراءات والصلوات ما لم يكن متواضعًا، محبًا للفقراء والمساكين".
بسبب تواضعه قيل: "إن يوحنا كان يحمل شيهيت كلها بتواضعه، كما يحمل الإنسان نقطة ماء على كفه". كما قيل أنه بسبب تواضعه اجتذب قلوب الإخوة جميعًا، فأحبوه جدًا وكانوا على استعداد أن يعملوا كل ما يأمر به.
وبسبب تواضعه اختاره الآباء الشيوخ ليكون مرشدًا للقديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك.
التقى به أحد الشيوخ وهو في طريقه إلى الكنيسة فقال له: "أرجع إلى مكانك يا قصير !" وطرده. عاد القديس إلى قلايته دون أن ينطق بكلمة. فتبعه الشيخ ومن معه ليروا ماذا يفعل، وعلى أثر دخوله القلاية فاحت رائحة البخور. وسمعوا من يقول له: "احفظ نفسك يا يوحنا وداوم على التواضع، لتكون خليلًا لابن الله". تعجب الشيخ ومن معه، ومجدوا الله، وأدخلوا القديس الكنيسة بكرامة عظيمة.
هروبه من العثرة:

خرج يومًا ومعه السلال ليبيعها في الريف فقابله الجمّال وحملها عنه. وفي الطريق سمع الجمّال يغني أغانٍ بذيئة، ورأى الشياطين حوله. لم ينطق بكلمة وإنما ترك السلال مع الجَمَّال وعاد إلى البرية.
القديسين بالحروف الأبجدية



القديس يوحنا القصير، أو يحنس القصير مع شجرة الطاعة
سيامته قسًا:

بعد نياحة الأنبا بموا عاش يوأنس القصير مع الأنبا بيشوي بضع سنوات، وفي تلك الفترة زار البابا ثيؤفيلس الصحراء وسيم يوأنس القصير قسًا، وعندما وضع البابا يده على رأس يوأنس سمع الحاضرون صوتًا من السماء يقول: "أكسيوس (مستحق)". ثم لاحظ يوأنس أن الأنبا بيشوي يميل إلى حياة العزلة فقال له: "أرى أنك مشتاق إلى حياة العزلة مثلي، فهيّا نصلي معًا طالبين من الله الهداية". فوقف كلاهما يصليان الليل كله، ولما حلّ الصباح ظهر لهما ملاك الرب وقال: "يا يوأنس ابقَ حيث أنت، أما أنت يا بيشوي فارحل من هنا وأقم في قلاية على مقربة من دير الأنبا مقاريوس الكبير حيث يباركك الرب ويوافيك بإخوة كثيرين يسكنون معك". فأطاع كلاهما الأمر، وبعد ذلك تجمع عدد وفير من الإخوة حول كل منهما واتخذوه لهم أبًا.
جهاده:

امتاز يوأنس بصبر شبيه بصبر أيوب، إذ كان يتحمل كل ما يلاقيه من صعاب، ويتقبل أسئلة الرهبان ومناقشاتهم بصدر رحب، ولو كان فيها ما يوغر صدره. جاء شيخ يسأله، وكان كلما سأله عن موضوع يعود فينساه فيعاود السؤال. وبعد مدة خجل الشيخ منه ولم يذهب إليه لكي لا يضايقه بتكراره للأسئلة. التقى به القديس فسأله عن سبب انقطاعه، فأخبره عن السبب. عندئذ سأله أن يحضر شمعة ويوقدها ثم طلب منه أن يحضر شموعًا ويوقدها من الشمعة الأولى، بعد ذلك سأله: هل تظن أن الشمعة الأولى قد تأذت من هذه الشموع؟ وهل ضعف نورها؟ أجابه بالنفي، عندئذ قال له: هكذا لن يؤذيني سؤالك؛ وبالحقيقة لا حرج من ذلك، وإن جاءني جميع رهبان شيهيت، لأن تجمعهم حولي يزيدني من تقرّبي من الله. وهكذا استطاع أن يكسب الشيخ بصبره.
امتاز بتواضعه الجم فاجتذب قلوب الإخوة جميعًا فأحبوه، وكانوا جميعًا على استعداد أن يعملوا كل ما يأمرهم به. وقد غمره الآب السماوي بفيض من عنايته جزاء له على جهاده المتواصل في سبيل الكمال، فتجلت هذه العناية أمام أحد الرهبان ذات يومٍ، إذ دخل عليه فوجده نائمًا ووجد عددًا من الملائكة يحيطون به ويرفرفون عليه بأجنحتهم.
أراد أبوه الروحي أن يختبره فأخرجه وقال له: "لا أستطيع السكنى معك". وكان كل يوم يطرده قائلًا له: "اذهب من هنا"، أما القديس يحنس فكان يصنع مطانية بتواضع قائلًا: "اغفر لي يا أبي فقد أخطأت". وظل خارج الباب سبعة أيام وسبع ليالٍ، وفي يوم الأحد خرج أبوه قاصدًا الكنيسة، فرأى الملائكة تضع سبعة أكاليل نورانية فوق رأس الأنبا يحنس القصير، وللوقت أسرع إليه وقبله إليه بمحبةٍ وفرحٍ.
القديسين بالحروف الأبجدية



القديس يوحنا القصير (يوأنس أو يحنس القصير) مع القديسة بائيسة التائبة
محبته لخلاص الآخرين:

تبقى توبة القديسة بائيسة شهادة حيّة لاهتمام هذا الراهب المنشغل بالتأمل في الإلهيات بخلاص النفوس.
ترفقه بالآخرين:

إذ كان منطلقًا مع بعض الإخوة من الإسقيط ضلّ مرشدهم وكان الوقت ليلًا. قال للإخوة: "سأتظاهر بأني تعبت ولا أستطيع المشي ونجلس إلى الصباح، لأننا إن قلنا شيئًا للمرشد يحزن ويخجل منا". وبالفعل تظاهر بالتعب حتى حلّ الصباح فأدركوا الطريق بوضوح.
شفاء المرضى:

نال من الله موهبة شفاء المرضى، فجاء في سيرته الآتي:
في أحد الحقول التقى بفلاحٍ مُصاب بالبرص، وطلب منه أن يشفيه فأحضر ماءً وصلى عليه ورسمه باسم الثالوث القدوس، فشُفي الرجل ومجّد الله.
مرة أخرى جاءته امرأة بها روح نجس كان يعذبها كثيرًا، تحنن عليها، وصلى من أجلها فخرج الروح منها وشُفيت.
التقى يومًا بسيدة عجوز طلبت منه خبزًا لها ولابنها الأعمى، فقدم لها كل ما لديه من خبز. وإذ قدمت إليه ابنها صليّ من أجله ورشم عينيه وللحال أبصر.
جاء في ذكصولوجية الأنبا يوأنس القصير: "صرت ميناء خلاص، أقمت الأموات، وأخرجت الشياطين، وشفيت المرضى أيضًا. استحققت يا سيدي الأب أنبا يوأنس أن تجلس مع الرسل تدين جيلك".
نياحته:

لما أراد الله أن يريحه من متاعب هذه الحياة ظهر له القديسون الأنبا أنطونيوس والأنبا مقاريوس الكبير والأنبا باخوم وأعلموه بأنه سيرحل إلى دار الخلد، وفي اليوم التالي لهذه الرؤيا رأى تلميذه روحه الطاهرة صاعدة إلى العلاء تحيط به زمرة من ملائكة السماء.
تنيّح عام 409 م. تقريبًا، بالغًا السبعين من عمره.
تمت معجزات كثيرة بعد نياحته مباشرة، منها أن أبوين طرحا ولدهما المفلوج على القديس فعوُفي وجرى وهو يمجّد الله. وقيل أن شابًا به روح نجس صرخ أثناء جنازته وقال: "يا قصير، أتزعجني وتطردني من بيتي؟" ثم جرى وعانق الجسد، ثم سقط على الأرض وقام معافى.
نُقل جسده إلى جبل القلزم بجوار السويس، ثم أعاده الرهبان إلى دير أبي مقار؛ ثم إلى ديره حتى تخرب فأعيد إلى دير القديس مقاريوس، ولا يزال محفوظًا مع أجساد الثلاثة مقارات القديسين.
جاء في السنكسار الأثيوبي أن الأنبا مرقس خليفة الأنبا يوحنا الرابع أراد أن يكسو الجسد بأكفانٍ من حريرٍ، فما أن خلع عنه كفن الليف حتى حدثت زلزلة في الكنيسة وسقط بعض الرهبان والزوار، فأعاد البابا إليه كفنه الليف كما كان.
القديسين بالحروف الأبجدية



صورة تلوين للقديس الأنبا يحنس القصير - القديس يوحنا القصير
تحتفل الكنيسة بعيد نياحته في 20 بابه، وتذكار وصول جسده إلى شيهيت في 29 مسرى.
أديرة تحمل إسمه:
1. دير أنبا يحنس القصير ببرية شيهيت بوادي النطرون.
2. دير يحنس القصير بجبل المقطم شرقي طُرة، ويُعرف بدير البغل أو دير القصير.
3. دير يحنس القصير بجبل أنصنا بجوار ملوي.
من كلماته:
1. لا يوجد شيء أنتن من الإنسان الخاطئ، فالحيوانات حفظت رتبتها، والإنسان الذي خُلق على صورة الله ومثاله لم يحفظ طقسه.
2. لا يُسر الشيطان بشيء مثل الإنسان الذي لا يكشف أفكاره ويعريها أمام أبيه.
3. إذا أراد ملك أن يأخذ مدينة الأعداء، فقبل كل شيء يقطع عنهم الشراب والطعام وبذلك يذلون فيخضعون له، هكذا آلام الجسد إذا ضيّق الإنسان على نفسه بالجوع والعطش تضعف وتتذلل له.
4. كن حزينًا على الذين هلكوا، كن رحيمًا على الذين طغوا، كن متألمًا مع المتألمين، مصليًا من أجل المخطئين.
5. التواضع ومخافة الرب هما أعظم جميع الفضائل.
6. الزم القراءة أفضل من كل عملٍ، لأنه ربما دار العقل في الصلاة، أما القراءة فإنها تجمعه.
 
قديم 25 - 10 - 2012, 05:32 PM   رقم المشاركة : ( 1967 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,862

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

يوأنس الكاتب

← اللغة القبطية: Iwannhc.

بعد عبد العزيز بن مروان تولى مجموعة من الولاة على مصر، كانوا يمثلون القسوة والعنف ضد المصريين بوجه عام والأقباط على وجه الخصوص، وهم عبد الله وقرة وأسامة وعبيد الله الخ. وفى نفس الوقت استخدم الله أراخنة أقباط مملوئين حكمة ونعمة لسلام الكنيسة. من بينهم جورجيوس الدفراوى الذي دخل بجرأة لدى الوالي عبد الله وسأله: "أيهدف مولاي إلى اعتقال البابا أم الحصول على المال؟" ثم طلب منه أن يمهل البابا الكسندروس الثاني شهرين بضمانه ليطوف معه ويجمع المال المطلوب.

القبض على البابا الكسندروس الثاني:

عاش في أواخر القرن السابع الميلادي في فترة حالكة من تاريخ مصر، نتيجة بطش الولاة بالإضافة إلى ما حلّ بالبلاد من قحطٍ ووباءٍ. وزاد ألم الأقباط نتيجة قبض الوالي عبد الله على البابا الكسندروس الثاني البطريرك الثالث والأربعين، مطالبًا إيّاه بدفع مبلغ ثلاثة آلاف دينارًا، وأيضًا نتيجة إعلان الوالي عبد الله اللغة العربية لغة رسمية للبلاد بدلًا من اللغة القبطية، فلم يجد الأقباط بدًا من تعلّم هذه اللغة.

اهتمامه بشعبه:

هيأ الرب للأقباط يوأنس الكاتب، فإن الخليفة عبد الملك بن مروان نقل الوالي عبد الله إذ لم يعجبه أن يستبد بالمصريين، وعيَّن قرة بن شريك مكانه. على أن قرة ضاعف الطغيان على الشعب المصري أملًا في أن يكتنز كل ما يستطيع من المال، ولكنه رغم قسوته وثق بالكاتب يوأنس الذي أصبحت له حظوة خاصة لدى قرة، فرأى أن يستخدم هذه الحظوة فيما يعود بالخير على قومه. فقال لقرة: "إنني أدْرَى ببني قومي وأعلم من هو أقدر بينهم على دفع الجزية ومن منهم الفقير المحتاج. فإن شئت يا مولاي جمعت لك الجزية دون أن يستمر هذا الضجر البادي على الشعب كله". فوافقه قرة على طلبه وصرح له بالتجول في البلاد لجمع الجزية، فخرج يوأنس من عند الوالي وبدأ عمله مباشرة.

توحيد المسيحيين في مصر:

قد فاضت عليه النعمة الإلهية مكافأة له على تقدمه للخدمة، فمكنته من أن يتفاهم مع الخلقيدونيين ويعيدهم إلى الإيمان الأرثوذكسي، كما مكنته من التفاهم مع الغانانيين الذين كانوا قد كونوا شيعة من عهد الأنبا بنيامين البابا الثامن والثلاثين وضمهم أيضًا إلى الإيمان الأرثوذكسي. فأسفرت جهود يوأنس عن توحيد جميع المسيحيين في مصر وضمّهم تحت رعاية البابا السكندري.
 
قديم 25 - 10 - 2012, 05:35 PM   رقم المشاركة : ( 1968 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,862

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الأب يوأنس الكاهن



اللغة الإنجليزية: Joannes - اللغة القبطية: abba Iwannhc.

من منطقة أباميا Apamea، كتب عنه القديس يوحنا الذهبي الفم بكل تبجيل واحترام في رسالة له إلى ألفيوس Alphius، في الغالب سنة 405 م. بدافع من ألفيوس وبتعضيد منه، قام يوأنس برحلة تبشيرية إلى فينيقية Phoenicia. وفي رسالة أخرى في نفس السنة كتب عنه الذهبي الفم بعاطفة شديدة، معربًا عن فرحته الشديدة به.
 
قديم 25 - 10 - 2012, 05:37 PM   رقم المشاركة : ( 1969 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,862

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الأب القديس يوأنس قمص شيهيت

← اللغة القبطية: peniwt abba Iwannhc pi\hgoumenoc.

كثيرون جدًا كتبوا عن آباء البرية في القرن الرابع لكن قليلين الذين اهتموا بآباء البرية في القرن السابع. من بين هؤلاء الآباء الكوكب اللامع القديس أنبا يحنس قمص برية شيهيت، الذي ذكر عنه التاريخ أنه كان عندما يصعد إلى المذبح لتقديس القرابين كان يرى السيد المسيح ومعه السيدة العذراء.
استحق الأنبا يوأنس أن ينال رتبة إيغومانس (قمص) ويشرف على أديرة الأنبا مقاريوس الكبير يمكن اعتباره من الجنود المجهولين في صفوف الكنيسة، بذل كل الجهد لبنيان الحياة الروحية الرهبانية.

أسره:

وُلد حوالي عام 585 م.، وترهب في برية شهيت حوالي سنة 602 م.
وقع في الأسر ثلاث مرات، وفي كل مرة كان يتراءف الله عليه ويعيده إلى وطنه، وأغلب الظن أن التقاءه بالأنبا صموئيل القلموني كان في مدة الأسر الأخيرة.
القديسين بالحروف الأبجدية



القديس الأنبا صموئيل المعترف، أنبا يؤنس قمص شيهيت، وأبا نوفر - لوحة فريسكو حائطية أثرية في دير القديس العظيم أنبا مقار في مصر - من الرسوم الجدارية بكنائس الحصن الأثري: كنيسة الملاك ميخائيل بالطابق الثالث
وقع في الأسر للمرة الثالثة سنة 631 م. إذ كان مشغولًا بمهمة إخفاء أواني الكنيسة حتى لا يسطو عليها الخلقيدونيون من عملاء إمبراطور القسطنطينية، فحمل هذه الكنوز وترك برية شيهيت قاصدًا البحيرة الداخلية حيث فاجأه البربر وأسروه. وقد عاش في الأسر عدة سنوات عاد بعدها إلى بريته، وليس من شك في أنه ساهم بعد ذلك في تعمير الأديرة، كما أنه استطاع أن ينقل أجساد التسعة والأربعين شهيدًا.
قيل عنه أنه لم يشترك في إقامة الأسرار المقدسة قط إلا ورأي الرب المخلص في رؤيا ومعه السيدة العذراء.

رعايته لتلاميذه:

كان يوأنس ذا بصيرة تتكشف أمامها الأسرار، وقد استعان بما كان يراه من أمور خفية لتعليم الرهبان الذين تحت رعايته. وتقوم شهرة يوأنس الحقيقية على صيت تلاميذه الذين نشّأهم بنفسه ودأب على تعليمهم وتثقيفهم.
يقول البعض أن القديس يوأنس عاش سبعين سنة، بينما يرى غيرهم أنه عاش تسعين، وحينما شعر بأن ساعته قد اقتربت جمع الإخوة وأوصاهم بالجهاد للوصول إلى الكمال المسيحي.

قمص برية شيهيت:

كان الأنبا يوأنس آخر القمامصة الكبار في القرن السابع. بعد نياحته لم يعد لقمص البرية مركزه وسلطته. لأن هذه السلطة اندثرت بعد انتقال البطريرك إلى مقر كرسيه بالإسكندرية بعد الفتح العربي، وصار يعين من قبله مشرفًا عامًا على أديرة شيهيت. وفي عصر البابا سيمون (689-701) عُهد إلى يوحنا أسقف نيقيوس تدبير شئون أديرة شيهيت ورهبانها.
كان للأنبا يوأنس سلطة عظيمة على البرية كلها، فكان حلقة الاتصال بين الأديرة والأب البطريرك الذي كان يقوم بزيارة سنوية له في عيد الفصح، بجانب ذلك كان رئيسًا لدير القديس مقاريوس.
بسبب هذا المركز الخطير توجهت أنظار الحكام الخلقيدونيين إليه أذاقوه صنوف التعذيب لكي يقبل قرارات المجمع.
 
قديم 25 - 10 - 2012, 05:39 PM   رقم المشاركة : ( 1970 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,862

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الشهيدة يوأنّا العذراء

ارسل الله العذراء يوأنة (يؤنة) لإرشاد أدروسيس ابنة أدريان الملك إلى الإيمان المسيحي، ثم استشهدتا معًا.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما لم يستطع الناموس أن يتمّمه بالحروف تحقّق بالإيمان
صلوات سهمية بالحروف الأبجدية
ايات بالحروف الابجدية من الكتاب المقدس
توبيكاتنا الجميلة بالحروف الابجدية
الأحباب ينتحرون بالحروف والسهر والحنين


الساعة الآن 01:52 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025