![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 195921 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث خذوا العمق الذي أخذ به ابراهيم ليقدمه محرقة: كان في تقدمته في عمق المحبة الله.. كان يحب الله بكثير من ابنه، وحيدته، الذي تحبه نفسه، ابن المواعيد، الذي ناله بعد صبر سنوات طويلة.. وفي تقدمته أيضًا كان في عمق الطاعة لله، وفي عمق التسليم. للإرادة الإلهية. بل أيضًا كان في عمق الإيمان، لأنه كان يؤمن أنه على الرغم من تقدمته، لابد سيأتيه منه نسل مثل رمل البحر.. وفى تقدمة إسحق، كان ابراهيم في عمق العطاء. لا يوجد عطاء أعمق من هذا، أن يقدم ابنه الوحيد، ابن المواعيد. وكمثال لعمق العطاء أيضًا الأرملة التي قدمت فلسين. لذلك مدحها الرب، وقال إنها أعطت أكثر من الجميع، ليس لمقدار عطائها، إنما لعمقه، لأنها أعطت من أعوازها (مر 12: 41 – 44). لعله من أمثلة عمق العطاء أيضًا ما قدمته أرملة صرفة صيدا لإيليا النبى. كل ما قدمته هو "ملء كف دقيق، وقليل من الزيت في الكوز" (1مل 17: 12). ولكن عمق هذه التقدمة، كان في أنها كل ما كانت تملكه في وقت المجاعة،.. لتأكله هي وابنها، ثم تموت.. ولكنها فضل النبي وعلى ابنها.. |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 195922 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث عمق العطاء نراه في أمثلة أخرى: مثل الذي يقدم عشور أمواله، وهو في منتهى العوز والحاجة، أو يقدم بكور مرتب كان ينتظره منذ زمن ليسدد ديونه.. أو خادم يقدم وقته للخدمة، في أهم أيام الامتحانات، وهو في حاجة الامتحانات، وهو في حاجة إلى كل دقيقة.. أو الذي يقدم أحد أعضاء جسده، لينقله إلى مريض محتاج إليه حبا في هذا المريض وإشفاقًا عليه، أو الذي يستدين ليعطى إنسانا معوزًا.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 195923 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث بعض الخدام يقيسون خدمتهم بمقاييس خاطئة، لها المظهر الشكلي من الخارج وليس لها العمق. مثل من يقيس خدمته بكثرة عدد تلاميذه، أو بكمية الدروس ونوعيتها، ووما يتلقاه التلاميذ من المعرفة الدينية. أو خادم يقيم خدمته بارتقائه من خادم ابتدائي إلى خدمة ثانوى أو اعداد خدام، أو بمظهريات أخرى من تنظيمات في الخدمة، كراسات تحضير الدروس أو كراسات الافتقاد. وينسى الخادم في كل ذلك ما يتعلق بعمق الخدمة، وعملها في قيادة التلاميذ إلى التوبة، وإلى محبة الله. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 195924 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث قد يوجد خادم بلا فصل وخدمته أكثر عمقا. كخادم يشتغل في العمل الفردي. وكل من يلتقي به يجذبه إلى محبة الله، ويلهب قلبه بكلمات النعمة التي تخرج من فمه. وفي كل يوم يضم إلى الكنيسة أعضاء جدد ما كانوا يدخلون الكنيسة من قبل.. أو أنه يخدم في حل المشاكل العائلية، بكل تعب وعمق ومثابرة. وقد يقضى أيام طويلة ويسهر ويقنع، لكي يدخل سلام الله إلى البيت. ولا أحد من كبار الخدام في الكنيسة يعرف عن خدمته شيئًا. وأعرف خادم كان يعمل معنا منذ أكثر من أربعين عاما، كنا نسمى فصله (فصل الشواذ)، لأنه كان يجذب الأولاد المتسكعين في الشوارع، أو في المقاهي وأمام دور اللهو ويحولهم ليس فقط إلى تلاميذ ثابتين في الكنيسة، بل أن بعضهم صاروا خداما.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 195925 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث من أمثلة الخدمة العميقة قصة فيلبس مع الخصي الحبشي.. فيلبس، وهو سائر في الطريق، يرى مركبة الخصي وهو يقرأ سفر اشعياء، فيبدأ أن يشرح له في عمق، حتى يجذبه إلى الإيمان، إذ يعلن الخصي إيمانه من كل قلبه، ينزل الإثنان فيعمده.. هل أخذت هذه الخدمة ساعة أو أكثر أو أقل. لكنها كانت عميقة ومثمرة.. مثالها أيضًا خدمة المعمدان واسطفانوس الشماس. في عمق شديد خدم المعمدان حوالى ستة أشهر أو أكثر بقليل. وفى خلال تلك المدة القصيرة، مهد الطريق أمام الرب، بشعب مستعد، قادة المعمدان إلى التوبة ومعمودية التوبة.. حتى أن الرب قال: لم تلد النساء من هو أعظم من يوحنا المعمدان، وقال إنه أعظم من نبى (مت 11: 11، 9). كذلك اسطفانوس الشماس، كانت خدمته قصيرة، ولكن عميقة جدًا. سيرته بدأت في (أع 6) واستشهاده في (أع 7)،واستطاع في تلك الفترة القصيرة أن يجعل جماهير كثيرة تنضم إلى الإيمان، وأفحم كثيرا من المجامع. ولم يستطيعوا أن يقاوموا القوة، ولا الروح الذي كان يتكلم به (أع 6: 10). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 195926 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث إن الكلمة العميقة تستطيع أن تأتى بثمر كثير. عظة واحدة بعمق عمل الروح القدس فيها استطاعت أن تضم إلى الإيمان ثلاثة آلاف تعمدوا معا في يوم الخمسين.. إنسان يكلمك كلمة فتلمس قلبك، ولا تفارق ذهنك مطلقا، تتمشى معك في الطريق، وتصاحبك في نومك وفي صحوك. وتعمل فيك عملا كثيرا. إنها كلمة خرجت من العمق، ووصلت إلى العمق. وكان لها تأثيرها وفاعليتها وقوتها. وأصبحت تعمل عملا عميقا مثلها.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 195927 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث كثيرون يهمهم المقياس الطولى في الصوم مثلا، وفي الصلاة وعدد المزامير، وفي المطانيات، دون أن يهتموا بالعمق في العبادة. وقد يصوم الإنسان أربعين يوما أو خمسة وخمسين، وربما يشتد على نفسه من جهة الطعام. ولكن بغير عمق في العمل الروحي، في الانتصار على النفس، في ضبط الإرادة والحواس، الفكر أثناء الصوم. وكأن الصوم مظهر خارجى، وفي الداخل في الأعماق، لا شيء على الاطلاق. ويخرج من الصوم بنفس الطباع والأخطاء. أما الذي يصوم بعمق روحى، وتصوم نفسه مع جسده ويصحب صومة بانسحاق القلب والتوبة والخشوع والتدرايب الروحية، فهذا يأتى بثمر كثير. كذلك المطانيات، في عمقها لا في عددها. إنسان تلصق بالتراب نفسه، ليست مجرد رأسة تنحنى، دون أن تنحنى كبرياؤه من الداخل. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 195928 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث القراءة وعمقها وتأثيرها. ليس المهم أن تقرأ عددًا كبيرا من الاصحاحات، وإنما ما تتركه هذه القراءة في نفسك من عمق وتأثير. إن آية واحدة سمعها الشاب أنطونيوس، وأخذها بعمق، أمكنها أن تغير حياته كلها، وتنشئ منهجا روحيا كبيرًا اتبعه الآلاف من الملائكة الأرضيين والبشر السمائيين،. وامتد تأثيرها إلى أجيال طويلة سارت على نفس النهج.. فهل أنت تقرأ بنفس العمق الذي استمع به القديس أنطونيوس إلى تلك الآية. إن الكتبة والفريسيين كانوا يقرأون كثيرا، بل كانوا، بل كانوا من علماء عصرهم بالكتاب. ولكن لم يكن لهم عمق، لا في الفهم ولا في التطبيق. فلم يستفيدوا شيئا، بل أعثروا غيرهم. أنظر إلى داود النبى في عمق قراءاته. إنه يقول للرب "الكل كمال رايت منتهى، أما وصاياك فواسعة جدًا (مز 119). ويقول "اكشف عن عينى، لأرى عجائب من شريعتك. وعمقه في القراءة، كان يجلب له الفرح واللذة، كمن وجد غنائم كثيرة. ويكون كلام الله أحلى من العسل والشهد في فمه (مز 119). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 195929 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث كثيرون تابوا، ورجعوا كما كانوا، لأن توبتهم لم تكن بعمق. أما الذين تابوا بعمق، فلم يعودوا إلى الخطية مرة أخرى. كانت التوبة نقطة تحول مصيرية في حياتهم، تدرجوا منها إلى النمو في حياة البر، حتى وصلوا إلى درجات عالية من الكمال المسيحى |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 195930 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث الذين لهم خطايا يكررونها في كل اعتراف، لم يتوبوا بعد.. والذين لا تصحب توبتهم مشاعر الانسحاق والندم، والشعور بعدم الاستحقاق هؤلاء ليس لهم عمق في التوبة، وما أسهل رجوعهم إلى الخطية، . ومثلهم أولئك الذين في توبتهم يسرعون إلى حياة الفرح، دون أن تنضج توبتهم وتثمر. |
||||