![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 19521 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لماذا ومتى سقط الشيطان من السماء؟
![]() تمّ وصف سقوط الشيطان من السماء بصورة رمزية في سفر إشعيا 14: 12-14 وسفر حزقيال 28: 12-18. في حين أنّ هذين المقطعين يُشيران تحديدا إلى ملوك بابل وصور، ويشيران أيضا إلى القوة الروحية وراء هؤلاء الملوك وهو الشيطان. ويتحدّث هذين المقطعين عن سقوط الشيطان ولكن لم يتم ذكر متى حدث السقوط بالتحديد. وما نعرفه هو: أنّ الملائكة خُلِقوا قبل الأرض (أيوب 38: 4-7). وسقط الشيطان قبل إغراء آدم وحوّاء في الجنة (تكوين 3: 1-14). إذا، من المفترض أن يكون الشيطان قد سقط بعد خلق الملائكة وقبل إغوائه لآدم وحواء في جنة عدن. ولكن لم يُحدد الكتاب المقدس ما إذا سقط الشيطان قبل ساعات أو أيام أو سنوات من إغواء آدم وحواء في الجنة. ويتحدّث سفر أيوب، على الأقل في ذلك الوقت، أنّ الشيطان كان لا يزال لديه إمكانية الوصول إلى السماء وعرش الله. “وكان ذات يوم أنه جاء بنو الله ليمثلوا أمام الربّ، وجاء الشّيطان أيضا في وسطهم. فقال الرّبّ للشّيطان: “من أين جئت؟”. فأجاب الشّيطان الرّبّ وقال: “مِن الجولان في الأرض، ومِن التّمشّي فيها” (أيوب 1: 6-7). يبدو أنه في ذلك الوقت، كان الشيطان يتنقل بحرية بين السماء والأرض، وكان يتحدّث إلى الله مباشرة ويرد على نشاطاته. أمّا مسألة توقيف الله لهذه الإمكانية هي موضوع نقاش. فيقول البعض إنّ تنقّل الشيطان إلى السماء توقّف عند موت المسيح. أما البعض الآخر فيقول إنّ وصول الشيطان إلى السماء سينتهي عند نهاية الحرب في السماء. لماذا سقط الشيطان من السماء؟ سقط الشيطان بسبب الكبرياء. كان يرغب في أن يكون الله وليس خادما لله. إشارة إلى العديد من “أنا سوف…” في عبارات إشعيا 14: 12-15. ويصف حزقيال 28: 12-15 الشيطان وكأنّه ملاك رائع الجمال. على الأرجح، كان الشيطان الأهم بين الملائكة، الملائكي المُبارك، والأجمل بين كل ما خلق الله، ولكنّه لم يكن راضٍ بمكانته. على العكس، أراد الشيطان أن يكون الله، ورغب في “إخراج الله عن عرشه” والاستيلاء على حكم الكون. كان الشيطان يود أن يكون الله، ولهذا السبب قام بإغراء آدم وحواء في جنّة عدن (نكوين 3: 1-5). كيف سقط الشيطان من الجنة؟ في الواقع، السقوط ليس وصفا دقيقا. قد يكون القول إنّ الله طرد الشيطان من السماء الأصح (إشعياء 14:15؛ حزقيال 28: 16-17). الشيطان لم يسقط من السماء؛ بل تم دفعه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19522 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() من هي زوجة قايين؟
![]() لا يحدد الكتاب المقدّس من كانت زوجة قايين والاحتمال الممكن الوحيد هو انها كانت اخته أو ابنة اخته أو ابنة الأخيرة حتى. لا يحدد الإنجيل كم كان عمر قايين عندما قتل أخاه (سفر التكوين ٤: ٨) بل ذكر انهما كانا مزارعَين أي ما يرجح أن يكونا راشدَين ولكل منهما عائلة. ومن المتوقع ان يكون آدم وحواء قد انجبا اكثر من ولدَين (سفر التكوين ٥: ٤) فمجرد ان يكون قايين خائفا على حياته بعد مقتل أخيه يشير الى انه كان لديه أخوة آخرين وربما أحفاد لآدم وحواء. وكانت زوجة قايين (سفر التكوين ٤: ١٧) ابنة آدم وحواء أو حفيدتهما. وبما ان آدم وحواء كانا أوّل مخلوقَين على الأرض، لم يكن أمام أولادهما خيارا إلا بالزواج من بعضهم البعض. لم يمنع اللّه الزواج بين أفراد العائلة الواحدة إلا في فترة لاحقة عندما أصبح عدد الناس كافٍ (سفر اللاويين ١٨: ٦ – ١٨). وقد فسّر اليوم العلماء سبب تفادي الزيجات بين أفراد العائلة الواحدة كونه يؤدي الى تشوهات جينيّة لأن شخصان يحملان الجينات نفسها (مثلاً الأخت والأخ) قد يحولان بفعل الإنجاب خصائصهما الجينيّة المتنحيّة الى خصائص مهيمنة. وتجدر الإشارة الى ان المنظومة الجينيّة البشريّة أصبحت أكثر تلوثاً في العقود الماضيّة إذ تكاثرت القصور الجينيّة وانتقلت من جيل الى جيل. لم يكن آدم وحواء يحملان أي عيب جيني وهذا ما سمح لهما وللجيل الأوّل من ذريتهما بالتمتع بصحة أفضل من تلك التي نتمتع بها اليوم ولذلك أيضاً لم يطرح الزواج بين أفراد العائلة الواحدة مشكلة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19523 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() خطوات بسيطة وعمليّة لصلاة أفضل
![]() كيف يمكننا أن نصلي يوميا في القلب مع الله؟ يقدم لنا جاك غوتييه بعض النصائح من كتابه Henri Caffarel, maître d’oraison حول مؤسس مجموعات نوتردام الأب كافاريل الذي حثّ آلاف الناس على الصلاة. في كل أنواع الصلوات نحتاج إلى إخوتنا للالتفات إلى الله، بمساعدة المزامير والترانيم والنصوص والأعمال الليتورجية؛ فهي تُسهِّل صلواتنا. ولا تكتمل الصلاة ما لم نبني علاقة شخصية مع الله. ففي تلك الحالة، نجد أنفسنا وحيدين ولا ندري كيف نتصرّف. فن الصلاة كان الأب كافاريل (1903-1996) مجرّد كاهن ذات إشراق غير عادي. عُرِف في فرنسا، حيث أسس مجموعات نوتردام، وهي مجموعات صغيرة من الأزواج الذين يساعدون بعضهم البعض لعيش نعمة سر الزواج؛ وتحظى بشعبية خاصة في البرازيل وغيرها من بلدان العالم. وكانت عقيدة كافاريل بحسب الأب ماركوفيتس: “إن كان الله هو مصدر الحب، وإذا كان حبّه يتجسّد في الحب البشري، لا يجوز أبدا التوقف عن الالتفات إليه”. كان معلّم لا يكل ولا يمل وكرّس حياته لتعليم فنّ الصلاة التأمّلية أي الصلاة الهادئة التي تأخذنا إلى أعماق أنفسنا. وبالنسبة إليه، تُعتبر هذه الصلاة ضرورية للحياة كما التنفّس والأكل والنوم! نصائح الأب كافاريل الخمسة: لا تكمن أهمية الصلاة الهادئة بطريقة للتطبيق أو تقنية مُعيّنة. ففي نظام الحب، ما يهم هو “العبادة”. 1- الرغبة في الصلاة، هي الصلاة بحد ذاتها لا يهمّ البدء بالصلاة أو انتظار الشعور بالتحرر من كل الانشغالات اليومية. فقد لا ننجح في ذلك! يكفينا فقط امتلاك نية تخصيص الوقت للصلاة والتفرّغ لله ولإرادته. 2- تخصيص الوقت يوميا للصلاة الصلاة هي ممارسة طويلة الأجل، وتصبح أكثر سهولة عندما يتم التفرّغ لها يوميا. فلنختر الوقت المناسب الذي ننعزل فيه بعيدا عن الازعاج. لاتّخاذ هكذا انطلاقة جديدة يوميا، من الأفضل تحديد وقت معيّن ومكان مناسب يساعد على التأمّل. 3- البدء بشكل جيد بمجرّد اتّخاذ قرار الغوص في حب الله، يقترح الأب الاهتمام باللحظات الأولى من التأمّل وتحديد وجود الله من خلال القيام بإشارة الصليب ببطء، وبالتزام الهدوء أو الصلاة بصوت مرتفع. 4- إيجاد وضعية جيّدة للجسد تعتبر تحرّكاتنا وإيماءاتنا دلالة على موقفنا الداخلي. لذا، من المهم المحافظة على وضعية هادئة لتوصلنا إلى قلبنا إن كانت روحنا متجوّلة. 5- تلاوة صلاة المسيح التي يقدمها لأبيه من خلالنا خبر سار: نحن لسنا من يصلي، بل المسيح يصلّي فينا! ويقول الأب: “الصلاة المسيحية ليست من عمل الإنسان إنّما من عمل الله في الإنسان”. وأخيرا من أجل البقاء متّصلين بالمسيح، يجب التأمّل به، التحدّث إليه، الصلاة من القلب، تكرار عبارات تأملية صغيرة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19524 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() متى ولد يسوع فعلاً و متى احتفل العالم بالميلاد الأوّل؟
![]() لا يحدد الإنجيل تاريخ ميلاد يسوع لكنه يعطينا بعض التلميحات. يحتفل المسيحيون، منذ القرنَين الرابع والخامس، بميلاد يسوع المسيح يوم ٢٥ ديسمبر إلا أن العلماء يشككون في ما إذا كان التاريخ دقيقا. لا تُشير الأناجيل الى تاريخ محدد لكن تعطي بعض العناصر للإجابة. يُعطينا القديس لوقا أكبر قدر من المعلومات بشأن ميلاد يسوع. “وفي تلك الأيام، صدر أمر عن القيصر أوغسطس بإحصاء جميع أهل الـمعمورة.وجرى هذا الإحصاء الأول إذ كان قيرينيوس حاكم سورية. فذهب جميع الناس ليكتتب كل واحد في مدينته.وصعد يوسف أيضا من الجليل من مدينة الناصرة إلى اليهودية إلى مدينة داوود التي يقال لها بيت لحم، فقد كان من بيت داوود وعشيرته،….فولدت ابنها البكر، فقمطته وأضجعته في مذود لأنه لم يكن لهما موضع في الـمضافة.” (لوقا ٢: ١ – ٤، ٧). ويُشير بعض العلماء الى أن تواجد الرعيان مع قطعانهم خلال الليل يشير الى ان تلك الفترة كانت فترة موسم ولادة النعاج في الربيع. إلا ان الرعيان غالباً ما يتواجدون مع قطعانهم في العراء ليلاً في كلّ فترات السنة وبالتالي فإن هذا الدليل لا يشير حكماً الى موسم معين من مواسم السنة. أما الدليل الأهم فهو مرتبط بالنجمة فوق بيت لحم. نقرأ في انجيل متى ما يلي: “ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية، في أيام الملك هيرودس، إذا مجوس قدموا أورشليم من المشرق وقالوا: ((أين ملك اليهود الذي ولد؟ فقد رأينا نجمه في المشرق، فجئنا لنسجد له )).” (متى ٢: ١ – ٢). ويُقدر علماء الفلك عند مقارنة الأحداث التاريخيّة والبيانات الفلكيّة المرتبطة بنجمة بيت لحم بأن يسوع ولد بين ٩ مارس و٤ مايو من العام ٥ قبل المسيح. ويشير آخرون الى انه وفي ١٧ يونيو من العام ٢ قبل المسيح، كان كوكبي الزهرة وزحل قريبيَن من بعضهما البعض وكأنهما “شعاع نور واحد”. وبغض النظر عن ما قد يشير اليه علم الفلك، فإن النجمة فوق بيت لحم كانت عجائبيّة وظاهرة فائقة للطبيعة. ينفي ذلك كلّ ما تقدم ما يعني بالتالي ان تاريخ ولادة المسيح قد يكون أي يوم من أيام السنة. في النهاية، قد لا نعرف أبداً تاريخ ميلاد المسيح الدقيق لكن الأهم هو حقيقة التجسد ومجيء يسوع على الأرض ليعطينا السلام. غيّر ميلاد المسيح العالم وعساه يغيّر قلوبنا في كلّ مرّة نحتفل به. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19525 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ماذا قصد يسوع عندما قال من نظر إلى امرأة واشتهاها زنى بها في قلبه ؟
![]() قال الرب: “قد سمعتم أنهُ قيل للقُدَماءِ لا تزنِ. وأما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلى إمرأَةٍ ليشتهيها فقد زنى بها في قلبهِ”. البر الأصغر هو عدم الزنا بالفعل، أما برّ ملكوت الله الأعظم فهو عدم ارتكاب الزنا، ثم جاءت الوصية الأخيرة مثبتة للأولى، لأنه ما جاء الرب ناقضًا بل مكملًا للناموس. يجب أن نلاحظ أنه لم يقل “من اشتهى امرأة” بل “من ينظر إلى امرأة ليشتهيها” أي ينظر إليها بهذه النية، فهذه النظرة ليست إثارة للذة الجسدية بل تنفيذًا لها، لأنه بالرغم من ضبطها فستتم لو سمحت الظروف بذلك. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19526 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الرسالة التي نقلتها القديسة مريم بواردي إلى العالم بعد زيارتها السماء والمطهر وجهنّم ![]() جرى هذا الإنخطاف قبل دخول مريم بواردي دير الكرمل، في كنيسة القديس نيقولاوس، في أعقاب المناولة، التي أقبلت عليها، في شوق ملتهِب. ففي حين كان الكاهن يناولها القربان المقدّس، هتفت: “إنّك، يا أبتاه، تعطيني ولدًا” وهَوَت على الأرض جثّة هامدة. وقد استمرّت على هذه الحال أربعة أيام، كأنّها ميتة فيما وجهها زهريٌّ كأنّها نائمةٌ ! .. وعندما أُمرت مريم، سنواتٍ بعد ذلك، أن تُروي ما حدث لها في غضون تلك الأيّام الأربعة، سردت تفاصيل رحلةٍ، قلّما قام بمثلها إنسانٌ بالروح، فيما جسده على الأرض ينبضُ بالحياة. وليس أعذب مِن سماع روايتها من فمها: ![]() “نُقِلتُ إلى السماء، ورأيت العذراء القديسة يُحيق (يحيط) بها الملائكة، وإلى جوارها عددٌ غفيرٌ من العذارى، ورأيتُ نفسي صغيرةٌ جدًّا، بل قد تحوّلت عَدَمًا. ومع ذلك كنت أشعر أنّ جميع تلك النفوس كانت تحتضنني في فرحٍ جمٍّ. “وارتميت عند أقدام العذراء قائلة لها: “أيتها الأمّ الحنون، هل ستُبقيني هنا إلى الأبد؟… فأجابتني: “ما زال ينقُصكِ الكثير” “ليس بوسعي وصف ما كان يُحيق بها من مجدٍ. وقد قالت لها إحدى العذارى: “أيّتها الأمّ الحنون، ليست الفِعال (الأعمال) العظيمة التي تُنجز على الأرض هي التي تستأهل السماء، بل يستأهلها الوفاء الكامل. وإنّني أرضى بالعودة إلى الأرض من جديد، كي أتمّم كلّ عملٍ على أكمل وجه.” “وقد أبلغتني تلك العذراء أنّ الله قد أوكل إليها مهمّة إطلاعي على السماء، وكذلك على ما يجري على الأرض وفي المطهر وفي الجحيم. ![]() وقد أرتني يسوع، مُخلّصنا الإلهيّ، يضطرّم حبًّا، وعلى مقربةٍ منه، جماعة الرسل. وأرتني أيضًا جيش الشهداء، ونفوس الذين قاسوا، على الأرض مَحنًا شديدة. إنّهم لم يُريقوا دماءهم على حدّ ما فعل الشهداء، ولكنّهم يساوونهم مقامًا، لأنّهم حملوا صليبهم. وقد قالت لي العذراء: “لكلّ صليبه، وعندما يرى الله نفسًا تتقبّل بشهامة الصليب المُلقى على كاهلها، يُعينها هو نفسه، على حمله”. “وأرتني الكهنة الصّالحين القدّيسين، وقد تألّقوا تألّقَ العذارى، وانتصبوا إلى جانب الربّ والرسل. وكانت تقول: آه ! كم يحبُّ الربّ الكهنة الصالحين ! وكم يفرح عندما يشهد اندفاعهم في سبيل مجده وخلاص النفوس ! كم هو يحبّهم! إنّ عددًا ضئيلاً منهم يصعدُ إلى هنا مباشرة من غير أن يمرَّ بلهيب المَطهر. “وشاهدت الرجال الذين عاشوا عيشة مسيحيّة، وقد تصاعد من أفواههم ومن أيديهم نورٌ، مكافأةً لهم على إحسانهم وعلى دأبهم. أمّا النساء اللواتي أخلصنَ لواجبات الحياة المسيحية، فكنّ دون العذارى مَقامًا، وكنّ يحملن على صدورهنّ ما يشبه آنية ورودٍ رائعةٍ، والنور يتوهّج من تلك الآنية. “وقالت لي دليلتي، وهي تشير إلى أمّ الله: “إنّك تحبّين هذه الأمّ الطيّبة الحنون، أليس كذلك ؟ إنّك تشهدين أيُّ مجدٍ يغمرها، مع أنّك لا ترَينها كما كان من شأنك أن ترَيها لو كنتِ مقيمةٌ هنا إقامةً أبديّةً. ألا قولي لي ألا يستأهل مجد السماء تُبذَل في سبيل استحقاقه الجهود ؟ وأكرّر لك القول: ليست عظائم الفعال هي التي تستأهل السماء. ولا يسوغ للنفس أن تقول: “أودّ أن أتألّم، أرغب في ذلك الصليب، أو ذلك الحرمان، أو تلك المهانة، فالإرادة الخاصّة تُفسِد كلّ شيء. إنّه من الأفضل أن يُعاني الإنسان قَدرًا أقلّ من الحرمان والآلام والمهانة، بإرادة الله، من أن يُقاسي قِسطًا وفيرًا منها، بإرادته الخاصة. ![]() الأمر الجوهريّ هو أن يتقبّل الإنسان، في حبٍّ، وفي توافقٍ تام مع مشيئة الربّ، كلّ ما يروق للربّ أن يبعث به إليه. هناك، في الجحيم، نفوسٌ كانت تطالب الله بصلبان وإهانات، وقد استجاب لها الله، ولكنّها أخفقت في الإفادة من نعمه لأنّ الكبرياء قد أهلكتها. فلا تطلبي شيئًا، بل تقبّلي بشكر، كل ما سيدفعه الله إليكِ. “كم من أوهامٍ أيضًا تساور الإنسان عندما يبتليه الله بالمرض. فعِوضًا عن الإفادة منه، يقول في نفسه: “آه! لو كنت أتمتّعُ بعافيتي، لفعلت كيْت وكيْت (كذا وكذا)، وأدّيتُ ذاك العمل في سبيل الله، لخير نفسي” أمّا من يطلبُ الشفاء، فليطلبه أبدًا على نحوٍ شرطيّ: “إن كانت تلك هي مشيئتك يا ربّ، إن كان مجدُك يقتضيه، وإن كان صالحٌ، نفسي تطلبه.” وأردفت تلك العذراء: “بودّي أن أهبط معك إلى الدنيا كي أتألّم، وكي أتوافق في كلّ شيء مع مشيئة الله، لكي أمجّده على نحوٍ أفضل، وكي أكون أكثر جدارةً بالدنوّ من جماله الأسمى. “فلتُحبَّ النفوس الله، هذا الأب السماوي، الحنون العطوف، ولتحبّ القريب أكثر من ذاتها، ولتحبّ الفقراء، وإن لم تمتلك سوى كسرة خبزٍ فلتقتسمها معهم، فيقوم عطفُ الله بتأمين أودّ غَدِها، ولن يَدعها تفتقرُ إلى الضروري. وليكُن الله لها الكلّ، في كلّ أمر. ولا يكن لها من مطمعٍ خلا رِضاه وإتمام مشيئته القدّوسة. “آه ! كم أنّ النفس التي تنهجُ على هذا المنوال هي مرضيّةٌ لدى جلاله السماويّ. بوسعها، وحدها، أن تَهدي ملايين النفوس الأخرى، وليكن لدى النفس التي تحبّ الله والقريب، على هذا النحو، في جميع الظروف، ثقةٌ كبرى، لا تتزعزع. وبما أنّ كلّ إنسان يعيش على الأرض هو ضعيفٌ، فقد يسمح الله أن يرتكب أخطاءً، لكي يبقى متّضعًا. ولكن ما عليه أن يقنط، بل فليتب، وليعترف بخطاياه للكاهن، فيغفر له الله. أجل! فليثق، أيّة كانت خطاياه، وليعترف بها جميعها، وستُغفر له كلّها. “هناك قدّيسون، على الأرض، يَسقطون من جرّاء الوَهن البشري، في أخطاءٍ قد تكون فادحة. وحينئذٍ يبذلُ إبليس كلّ الوسائل ليبثّ الذُّعر في تلك النفوس الخاطئة، ويحول دون اعترافها بخطاياه. إذ يوسوس لها: أنّ الكاهن يظنّ أنّك صالحةٌ قدّيسة، فكيف تجسُرين على الإقرار أمامه بهذه الخطيئة ؟ لا، لا يمكن أن تعترفي بهذه الخطيئة لإنسان، ولن تفعلي ذلك ! وتتستّر النفس المخدوعة على خطيئتها، وتستمرّ في تقبّل الأسرار، وينتهي الشيطان بإصابتها بالعمى، فتهوي إلى الجحيم”. ![]() “أذكري جيّدًا هذه الكلمات التي يقولها الربّ، ولا يَغفلَنّ عنها تلاميذه أبدًا: “تعالوا إليّ، تعالوا إليّ، أنتم يا جميع المَنسيّين على الأرض، مِن أجل إلهكم، فأنا لم أنسَكم، تعالوا وادخلوا إلى الأبد، في فرح مُعلّمكم”. “ثم رأيتُ ما يشبه تطوفًا يقوده مزيج من كهنة وعذارى وراهبات صالحات، يسيرون، وقد تألّقوا مجدًا، إلى جوار الفادي الإلهيّ. وإلى كل جانب كان يقف عدد غفير من الملائكة. وكان حشدٌ من الأطفال الأبرياء، يُحاكون الملائكة، ومن العذارى الصغيرات، ومن شتّى النفوس الطاهرة يلحقون بالموكب، ورأيت سائر المختارين غارقين في نشوةٍ وعبادةٍ”. “وقالت لي رفيقتي العذراء: يا مريم، هذا العيد جديدٌ أبدًا، وسيدومُ أبديًّا، ستشتركين به يومًا، ولكن لم يحن بعد الوقت لذلك، فكتابك لم يكتمل. أفيدي جيّدًا من الحياة، فإنّ هي سوى لحظةٌ، أمّا هذه الحياة فتدوم أبدًا. وبالأخصّ، لا تفقدي رجاءك يومًا، وِسط المحن والآلام، بل اقذِفي بنفسك، مُغْمَضة العَينَين، بين ذراعَي الله، لكي تكوني، في السماء، أدنى قُربًا منه… “وولجنا المطهر: مكانٌ تغشاه الخُضرة، فسيح، وكم مِن النفوس فيه على تقاربٍ في ما بينها، ولكن على تباينٌ (فرقٌ) شاسعٌ في المعاناة ! عذابُ بعضها يتجاوز أضرى صنوف الآلام، في حين أنّ آلام نفوس أخرى تُحاكي آلام الأمراض على الأرض. لا تُشاهَد نارٌ ظاهرةٌ، غير أنّ كل نفس تحمِل نارها فيها، وليس هناك مِن أبالسة. ![]() “وقالت لي رفيقتي العذراء إنّ أمّ الله، تهبُط كلّ يوم سبت إلى المطهر تحفّ بها طائفةٌ (مجموعة) من الملائكة، فتُحرّر الكثير من النفوس، التي تلحق، في جَذَلٍ، بتلك السماويّة، وكأنّها خراف صغيرة. “والآن، تعالَي نلقِ على الجحيم نظرة، من غير أن نلجه، قالت ليَ العذراء. وعندما رأيته، بدا لي المطهر فردوسًا. فأنفس المطهر خاضعةٌ للمشيئة الإلهيّة وهي سعيدة بالتطهّر بالنار لكي تستأهل به رؤية التجلّي الإلهيّ. في حين أنّه لا يُسمَع في الجحيم سوى صيحاتٌ مُريعةٌ، وسِبابٌ وشتائم. وصُعِقت الأبالسة عندما رأت العذراء التي تقودني؛ فعَلى إبليس أن يقِف ساكنًا، وقفةَ عبدٍ حقيرٍ، في حضورِ نفسٍ تَخصُّ الله بكُلّيتها، وكذلك الأمر عندما يشاهَد نفسًا تصعدُ إلى السماء، إذ تنتابه حُمًّى من الغَيظ… “وقد أردكتُ أن الشيطان كالرّيح، عندما تهبّ، يُوصَد في وجهها كلّ شيء، وتُسَدُّ الفجوات والشقوق لاتّقائها. فعلى النفس أن تحترز على هذا النحو من إبليس، فتغلُق كلّ ثغرةٍ فيها لئلّا تدعَ منفذًا لذلك الرّوح الشرير. “وكان أوّل ما أخافني رؤيته في جهنّم، تلك النفوس التي هلِكت من جرّاء رذيلة الفِسق. كان يحيق بها لهيبٌ يتّخذ شكل المحبوب الذي هامَت به حتّى العبادة على الأرض، على نحو جنونيّ. والبُخلاء أيضًا كانوا مُحاطين بلهيبٍ يُمثّل الذهب والفِضّة. وكذلك كانت ألسنةُ النار التي تلبس كلّ من أدين، ترتدي شكل ما كان لإدانته سببًا. ولقد شاهدتُ في جهنّم نفوسًا من جميع الطبقات، ومن جميع المستويات. “إنّني أشعر أنّ ما سَرَدته لم يكن سوى لعثَمة…” |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19527 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() في أجمل وأسهل طريقة لفهم إشارة الصليب في جملة واحدة
![]() في رسم إشارة الصليب. الآب في فكري، يسوع في قلبي والروح القدس على كتفي، وهنا تكمن ثوتي! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19528 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة ![]() إنجيل القديس لوقا ١٠ : ٣٨-٤٢ فيمَا (كَانَ يَسوعُ وتلاميذهُ) سَائِرين، دَخَلَ يَسُوعُ إِحْدَى ٱلقُرَى، فٱسْتَقْبَلَتْهُ في بَيتِهَا ٱمْرَأَةٌ ٱسْمُها مَرْتا. وَكانَ لِمَرْتَا أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَم. فَجَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَي ٱلرَّبِّ تَسْمَعُ كَلامَهُ. أَمَّا مَرْتَا فَكانَتْ مُنْهَمِكَةً بِكَثْرَةِ ٱلخِدْمَة، فَجَاءَتْ وَقَالَتْ: “يَا رَبّ، أَمَا تُبَالي بِأَنَّ أُخْتِي تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُسَاعِدَنِي!”. فَأَجَابَ ٱلرَّبُّ وَقَالَ لَهَا: “مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْها” التأمّل:”مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة…” أشهد مع مريم أني سأتوقف عن تصنيف الناس بين جيد ورديء، بين عدو وصديق، أرحمهم كما يرحمني الرب.. أقدرهم كما يقدرني، أستضيفهم في بيت غربتي كما استضافت مريم يسوع في بيتها. أشهد مع مريم أني سأتوقف عن محاسبة من هم حولي وأتعهد أن أدخل الفرح حيث أكون، كما يفعل هو، الى بيوت أزورها، الى قلوب أفتقدها، الى أحلام أوقظها.. أشهد مع مريم أني سأسلم للرب القيادة ليقاتل عني جشعي وطمعي، ليقاتل معي أنانيتي ومن يسرق الفرح من منزلي، ليقاتل عني من يسرق مني هناء العيش وطيب الحياة.. أشهد مع مريم أني سأسلم للرب ارادتي لتنقذني من عاداتي، لأن ارادتي “تفسدها” العادات وتكبلها عيون الناس، فأعيش أسيرا لهم، هم يسيروني في مأكلي وملبسي في ذوقي واختياري في علمي وعملي في عمري وعمارتي في مالي وآمالي.. أشهد مع مريم أني سأسلم للرب غرفتي المظلمة لأني أخاف الخروج منها حتى لا يراني أحد عاريا من سخافاتي… نعم أخاف الخروج من أقبية سجني التي حفرتها طائعا بنفسي ولنفسي، أخاف الخروج لاستقبالك، كما خرجت مرتا، أخاف أن أتعرى من دفاعاتي المستميتة عن حقوقي التي أسميها حقوقا رغم أنها أكاذيب نسجتها في مسيرة هروبي من الضوء وخوفي من شبح الحرية.. أشهد مع مريم أني سأسلمك لحظاتي وساعاتي، أثقالي وأحمالي، أشهد أني سأسلمك تلك اللحظة الحاسمة التي هي “الآن” حيث أنتهي اليك، لأتخلص من قلقي ومن هشاشة ضماناتي وفقر حيلي.. وأذهب سريعا لأدعو مريم أمك وأمي الى بيتي كما فعلت مرتا. أشهد مع مريم أني سأفرغ ذاتي لأمتلئ منك يا رب… أشهد مع مريم أني سأنتهي مني لأبقى اليك… أشهد مع مريم أني سأترك كل نصيب، وأختار النصيب الأفضل الذي هو أنت يا رب. آمين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19529 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الرسالة التي نقلتها القديسة مريم بواردي إلى العالم بعد زيارتها السماء والمطهر وجهنّم جرى هذا الإنخطاف قبل دخول مريم بواردي دير الكرمل، في كنيسة القديس نيقولاوس، في أعقاب المناولة، التي أقبلت عليها، في شوق ملتهِب. ففي حين كان الكاهن يناولها القربان المقدّس، هتفت: “إنّك، يا أبتاه، تعطيني ولدًا” وهَوَت على الأرض جثّة هامدة. وقد استمرّت على هذه الحال أربعة أيام، كأنّها ميتة فيما وجهها زهريٌّ كأنّها نائمةٌ ! .. وعندما أُمرت مريم، سنواتٍ بعد ذلك، أن تُروي ما حدث لها في غضون تلك الأيّام الأربعة، سردت تفاصيل رحلةٍ، قلّما قام بمثلها إنسانٌ بالروح، فيما جسده على الأرض ينبضُ بالحياة. وليس أعذب مِن سماع روايتها من فمها: “نُقِلتُ إلى السماء، ورأيت العذراء القديسة يُحيق (يحيط) بها الملائكة، وإلى جوارها عددٌ غفيرٌ من العذارى، ورأيتُ نفسي صغيرةٌ جدًّا، بل قد تحوّلت عَدَمًا. ومع ذلك كنت أشعر أنّ جميع تلك النفوس كانت تحتضنني في فرحٍ جمٍّ. “وارتميت عند أقدام العذراء قائلة لها: “أيتها الأمّ الحنون، هل ستُبقيني هنا إلى الأبد؟… فأجابتني: “ما زال ينقُصكِ الكثير” “ليس بوسعي وصف ما كان يُحيق بها من مجدٍ. وقد قالت لها إحدى العذارى: “أيّتها الأمّ الحنون، ليست الفِعال (الأعمال) العظيمة التي تُنجز على الأرض هي التي تستأهل السماء، بل يستأهلها الوفاء الكامل. وإنّني أرضى بالعودة إلى الأرض من جديد، كي أتمّم كلّ عملٍ على أكمل وجه.” “وقد أبلغتني تلك العذراء أنّ الله قد أوكل إليها مهمّة إطلاعي على السماء، وكذلك على ما يجري على الأرض وفي المطهر وفي الجحيم. وقد أرتني يسوع، مُخلّصنا الإلهيّ، يضطرّم حبًّا، وعلى مقربةٍ منه، جماعة الرسل. وأرتني أيضًا جيش الشهداء، ونفوس الذين قاسوا، على الأرض مَحنًا شديدة. إنّهم لم يُريقوا دماءهم على حدّ ما فعل الشهداء، ولكنّهم يساوونهم مقامًا، لأنّهم حملوا صليبهم. وقد قالت لي العذراء: “لكلّ صليبه، وعندما يرى الله نفسًا تتقبّل بشهامة الصليب المُلقى على كاهلها، يُعينها هو نفسه، على حمله”. “وأرتني الكهنة الصّالحين القدّيسين، وقد تألّقوا تألّقَ العذارى، وانتصبوا إلى جانب الربّ والرسل. وكانت تقول: آه ! كم يحبُّ الربّ الكهنة الصالحين ! وكم يفرح عندما يشهد اندفاعهم في سبيل مجده وخلاص النفوس ! كم هو يحبّهم! إنّ عددًا ضئيلاً منهم يصعدُ إلى هنا مباشرة من غير أن يمرَّ بلهيب المَطهر. “وشاهدت الرجال الذين عاشوا عيشة مسيحيّة، وقد تصاعد من أفواههم ومن أيديهم نورٌ، مكافأةً لهم على إحسانهم وعلى دأبهم. أمّا النساء اللواتي أخلصنَ لواجبات الحياة المسيحية، فكنّ دون العذارى مَقامًا، وكنّ يحملن على صدورهنّ ما يشبه آنية ورودٍ رائعةٍ، والنور يتوهّج من تلك الآنية. “وقالت لي دليلتي، وهي تشير إلى أمّ الله: “إنّك تحبّين هذه الأمّ الطيّبة الحنون، أليس كذلك ؟ إنّك تشهدين أيُّ مجدٍ يغمرها، مع أنّك لا ترَينها كما كان من شأنك أن ترَيها لو كنتِ مقيمةٌ هنا إقامةً أبديّةً. ألا قولي لي ألا يستأهل مجد السماء تُبذَل في سبيل استحقاقه الجهود ؟ وأكرّر لك القول: ليست عظائم الفعال هي التي تستأهل السماء. ولا يسوغ للنفس أن تقول: “أودّ أن أتألّم، أرغب في ذلك الصليب، أو ذلك الحرمان، أو تلك المهانة، فالإرادة الخاصّة تُفسِد كلّ شيء. إنّه من الأفضل أن يُعاني الإنسان قَدرًا أقلّ من الحرمان والآلام والمهانة، بإرادة الله، من أن يُقاسي قِسطًا وفيرًا منها، بإرادته الخاصة. الأمر الجوهريّ هو أن يتقبّل الإنسان، في حبٍّ، وفي توافقٍ تام مع مشيئة الربّ، كلّ ما يروق للربّ أن يبعث به إليه. هناك، في الجحيم، نفوسٌ كانت تطالب الله بصلبان وإهانات، وقد استجاب لها الله، ولكنّها أخفقت في الإفادة من نعمه لأنّ الكبرياء قد أهلكتها. فلا تطلبي شيئًا، بل تقبّلي بشكر، كل ما سيدفعه الله إليكِ. “كم من أوهامٍ أيضًا تساور الإنسان عندما يبتليه الله بالمرض. فعِوضًا عن الإفادة منه، يقول في نفسه: “آه! لو كنت أتمتّعُ بعافيتي، لفعلت كيْت وكيْت (كذا وكذا)، وأدّيتُ ذاك العمل في سبيل الله، لخير نفسي” أمّا من يطلبُ الشفاء، فليطلبه أبدًا على نحوٍ شرطيّ: “إن كانت تلك هي مشيئتك يا ربّ، إن كان مجدُك يقتضيه، وإن كان صالحٌ، نفسي تطلبه.” وأردفت تلك العذراء: “بودّي أن أهبط معك إلى الدنيا كي أتألّم، وكي أتوافق في كلّ شيء مع مشيئة الله، لكي أمجّده على نحوٍ أفضل، وكي أكون أكثر جدارةً بالدنوّ من جماله الأسمى. “فلتُحبَّ النفوس الله، هذا الأب السماوي، الحنون العطوف، ولتحبّ القريب أكثر من ذاتها، ولتحبّ الفقراء، وإن لم تمتلك سوى كسرة خبزٍ فلتقتسمها معهم، فيقوم عطفُ الله بتأمين أودّ غَدِها، ولن يَدعها تفتقرُ إلى الضروري. وليكُن الله لها الكلّ، في كلّ أمر. ولا يكن لها من مطمعٍ خلا رِضاه وإتمام مشيئته القدّوسة. “آه ! كم أنّ النفس التي تنهجُ على هذا المنوال هي مرضيّةٌ لدى جلاله السماويّ. بوسعها، وحدها، أن تَهدي ملايين النفوس الأخرى، وليكن لدى النفس التي تحبّ الله والقريب، على هذا النحو، في جميع الظروف، ثقةٌ كبرى، لا تتزعزع. وبما أنّ كلّ إنسان يعيش على الأرض هو ضعيفٌ، فقد يسمح الله أن يرتكب أخطاءً، لكي يبقى متّضعًا. ولكن ما عليه أن يقنط، بل فليتب، وليعترف بخطاياه للكاهن، فيغفر له الله. أجل! فليثق، أيّة كانت خطاياه، وليعترف بها جميعها، وستُغفر له كلّها. “هناك قدّيسون، على الأرض، يَسقطون من جرّاء الوَهن البشري، في أخطاءٍ قد تكون فادحة. وحينئذٍ يبذلُ إبليس كلّ الوسائل ليبثّ الذُّعر في تلك النفوس الخاطئة، ويحول دون اعترافها بخطاياه. إذ يوسوس لها: أنّ الكاهن يظنّ أنّك صالحةٌ قدّيسة، فكيف تجسُرين على الإقرار أمامه بهذه الخطيئة ؟ لا، لا يمكن أن تعترفي بهذه الخطيئة لإنسان، ولن تفعلي ذلك ! وتتستّر النفس المخدوعة على خطيئتها، وتستمرّ في تقبّل الأسرار، وينتهي الشيطان بإصابتها بالعمى، فتهوي إلى الجحيم”. “أذكري جيّدًا هذه الكلمات التي يقولها الربّ، ولا يَغفلَنّ عنها تلاميذه أبدًا: “تعالوا إليّ، تعالوا إليّ، أنتم يا جميع المَنسيّين على الأرض، مِن أجل إلهكم، فأنا لم أنسَكم، تعالوا وادخلوا إلى الأبد، في فرح مُعلّمكم”. “ثم رأيتُ ما يشبه تطوفًا يقوده مزيج من كهنة وعذارى وراهبات صالحات، يسيرون، وقد تألّقوا مجدًا، إلى جوار الفادي الإلهيّ. وإلى كل جانب كان يقف عدد غفير من الملائكة. وكان حشدٌ من الأطفال الأبرياء، يُحاكون الملائكة، ومن العذارى الصغيرات، ومن شتّى النفوس الطاهرة يلحقون بالموكب، ورأيت سائر المختارين غارقين في نشوةٍ وعبادةٍ”. “وقالت لي رفيقتي العذراء: يا مريم، هذا العيد جديدٌ أبدًا، وسيدومُ أبديًّا، ستشتركين به يومًا، ولكن لم يحن بعد الوقت لذلك، فكتابك لم يكتمل. أفيدي جيّدًا من الحياة، فإنّ هي سوى لحظةٌ، أمّا هذه الحياة فتدوم أبدًا. وبالأخصّ، لا تفقدي رجاءك يومًا، وِسط المحن والآلام، بل اقذِفي بنفسك، مُغْمَضة العَينَين، بين ذراعَي الله، لكي تكوني، في السماء، أدنى قُربًا منه… “وولجنا المطهر: مكانٌ تغشاه الخُضرة، فسيح، وكم مِن النفوس فيه على تقاربٍ في ما بينها، ولكن على تباينٌ (فرقٌ) شاسعٌ في المعاناة ! عذابُ بعضها يتجاوز أضرى صنوف الآلام، في حين أنّ آلام نفوس أخرى تُحاكي آلام الأمراض على الأرض. لا تُشاهَد نارٌ ظاهرةٌ، غير أنّ كل نفس تحمِل نارها فيها، وليس هناك مِن أبالسة. “وقالت لي رفيقتي العذراء إنّ أمّ الله، تهبُط كلّ يوم سبت إلى المطهر تحفّ بها طائفةٌ (مجموعة) من الملائكة، فتُحرّر الكثير من النفوس، التي تلحق، في جَذَلٍ، بتلك السماويّة، وكأنّها خراف صغيرة. “والآن، تعالَي نلقِ على الجحيم نظرة، من غير أن نلجه، قالت ليَ العذراء. وعندما رأيته، بدا لي المطهر فردوسًا. فأنفس المطهر خاضعةٌ للمشيئة الإلهيّة وهي سعيدة بالتطهّر بالنار لكي تستأهل به رؤية التجلّي الإلهيّ. في حين أنّه لا يُسمَع في الجحيم سوى صيحاتٌ مُريعةٌ، وسِبابٌ وشتائم. وصُعِقت الأبالسة عندما رأت العذراء التي تقودني؛ فعَلى إبليس أن يقِف ساكنًا، وقفةَ عبدٍ حقيرٍ، في حضورِ نفسٍ تَخصُّ الله بكُلّيتها، وكذلك الأمر عندما يشاهَد نفسًا تصعدُ إلى السماء، إذ تنتابه حُمًّى من الغَيظ… “وقد أردكتُ أن الشيطان كالرّيح، عندما تهبّ، يُوصَد في وجهها كلّ شيء، وتُسَدُّ الفجوات والشقوق لاتّقائها. فعلى النفس أن تحترز على هذا النحو من إبليس، فتغلُق كلّ ثغرةٍ فيها لئلّا تدعَ منفذًا لذلك الرّوح الشرير. “وكان أوّل ما أخافني رؤيته في جهنّم، تلك النفوس التي هلِكت من جرّاء رذيلة الفِسق. كان يحيق بها لهيبٌ يتّخذ شكل المحبوب الذي هامَت به حتّى العبادة على الأرض، على نحو جنونيّ. والبُخلاء أيضًا كانوا مُحاطين بلهيبٍ يُمثّل الذهب والفِضّة. وكذلك كانت ألسنةُ النار التي تلبس كلّ من أدين، ترتدي شكل ما كان لإدانته سببًا. ولقد شاهدتُ في جهنّم نفوسًا من جميع الطبقات، ومن جميع المستويات. “إنّني أشعر أنّ ما سَرَدته لم يكن سوى لعثَمة…” |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19530 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() باركوا شجرة الميلاد بتلاوة الصلاة التالية
![]() ما من شيء أجمل من تزيين شجرة الميلاد وتعطينا الكنيسة بعض الخيارات لجهة كيفيّة تبريكها. فمن الممكن تلاوة الصلاة التاليّة قبل وضع اللماسات الأخيرة. يا أيها الرب إلهنا، نشكرك على نور الخليقة والشمس والقمر ونجوم الليل. نشكرك على الشريعة والأنبياء وحكمة الكتب. نشكرك على يسوع المسيح، ابنك هو عمانوئيل، اللّه معنا، أمير السلام الذي يملأنا بروعة محبته. يا أيها الرب إلهنا، اغدق بركتك علينا في حين نضيء هذه الشجرة فليكن نورها والفرح الذي تخلقه علامة للفرح الذي يملأ قلوبنا. وليلقى كلّ من يستمتع بهذه الشجرة فرح الخلاص هذا ما نطلبه من خلال المسيح ربنا. آمين. حاولوا هذه السنة وانتم تزينون شجرة الميلاد تحويل التقليد العائلي الى حدث مقدس للعائلة بأسرها من خلال تبريك الشجرة وطلب النعم من اللّه مع انطلاقة السنة الجديدة. |
||||