![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 194461 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تَفْتَحُ يَدَكَ، فَتُشْبِعُ كُلَّ حَيٍّ رِضىً [16]. يفتح الرب يده، فمع إشباع كل حي باحتياجاته يملأه فرحًا وسرورًا. كل مخلوق له ما يناسبه لكي يشبعه ويبهجه! * العلامات التي بها نعرف الله هي ذات العلامات التي بها يلزم على الابن أن يراها في علاقته بأبيه "يفتح يده، ويشبع كل حي بالفرح عن الإثم". (مي 7: 18 LXX) "يندم على الشر". (يوئيل 2: 13) "يوم الرب صالح للكل ولا يغضب علينا كل يوم". (مز 145: 9 LXX) "الله مستقيم لا ظلم فيه". (مز 92: 15 LXX) هذا هو ما يفعله الآباء لأبنائهم... إن كنت هكذا فإنك بالحق تصير ابنًا لله. القديس غريغوريوس النيسي * تتطلع كل الأشياء بنوعٍ من الشوق والحب غير المنطوق به إلى خالق وجودهم، واهبهم النعم وإمكانيات العمل، وذلك حسب المكتوب: "أعين الكل إياك تترجى" و"تفتح يدك، فتشبع كل حي من رضاك". القديس أمبروسيوس |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 194462 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() * العلامات التي بها نعرف الله هي ذات العلامات التي بها يلزم على الابن أن يراها في علاقته بأبيه "يفتح يده، ويشبع كل حي بالفرح عن الإثم". (مي 7: 18 lxx) "يندم على الشر". (يوئيل 2: 13) "يوم الرب صالح للكل ولا يغضب علينا كل يوم". (مز 145: 9 lxx) "الله مستقيم لا ظلم فيه". (مز 92: 15 lxx) هذا هو ما يفعله الآباء لأبنائهم... إن كنت هكذا فإنك بالحق تصير ابنًا لله. القديس غريغوريوس النيسي |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 194463 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() * تتطلع كل الأشياء بنوعٍ من الشوق والحب غير المنطوق به إلى خالق وجودهم، واهبهم النعم وإمكانيات العمل، وذلك حسب المكتوب: "أعين الكل إياك تترجى" و"تفتح يدك، فتشبع كل حي من رضاك". القديس أمبروسيوس |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 194464 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() بالغِنَى افتقر جيحزي 20 قَالَ جِيحْزِي غُلاَمُ أَلِيشَعَ رَجُلِ اللهِ: «هُوَذَا سَيِّدِي قَدِ امْتَنَعَ عَنْ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ يَدِ نُعْمَانَ الأَرَامِيِّ هذَا مَا أَحْضَرَهُ. حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنِّي أَجْرِي وَرَاءَهُ وَآخُذُ مِنْهُ شَيْئًا». 21 فَسَارَ جِيحْزِي وَرَاءَ نُعْمَانَ. وَلَمَّا رَآهُ نُعْمَانُ رَاكِضًا وَرَاءَهُ نَزَلَ عَنِ الْمَرْكَبَةِ لِلِقَائِهِ وَقَالَ: «أَسَلاَمٌ؟». 22 فَقَالَ: «سَلاَمٌ. إِنَّ سَيِّدِي قَدْ أَرْسَلَنِي قَائِلًا: هُوَذَا فِي هذَا الْوَقْتِ قَدْ جَاءَ إِلَيَّ غُلاَمَانِ مِنْ جَبَلِ أَفْرَايِمَ مِنْ بَنِي الأَنْبِيَاءِ، فَأَعْطِهِمَا وَزْنَةَ فِضَّةٍ وَحُلَّتَيْ ثِيَابٍ». 23 فَقَالَ نُعْمَانُ: «اقْبَلْ وَخُذْ وَزْنَتَيْنِ». وَأَلَحَّ عَلَيْهِ، وَصَرَّ وَزْنَتَيْ فِضَّةٍ فِي كِيسَيْنِ، وَحُلَّتَيِ الثِّيَابِ، وَدَفَعَهَا لِغُلاَمَيْهِ فَحَمَلاَهَا قُدَّامَهُ. 24 وَلَمَّا وَصَلَ إِلَى الأَكَمَةِ أَخَذَهَا مِنْ أَيْدِيهِمَا وَأَوْدَعَهَا فِي الْبَيْتِ وَأَطْلَقَ الرَّجُلَيْنِ فَانْطَلَقَا. 25 وَأَمَّا هُوَ فَدَخَلَ وَوَقَفَ أَمَامَ سَيِّدِهِ. فَقَالَ لَهُ أَلِيشَعُ: «مِنْ أَيْنَ يَا جِيحْزِي؟» فَقَالَ: «لَمْ يَذْهَبْ عَبْدُكَ إِلَى هُنَا أَوْ هُنَاكَ». 26 فَقَالَ لَهُ: «أَلَمْ يَذْهَبْ قَلْبِي حِينَ رَجَعَ الرَّجُلُ مِنْ مَرْكَبَتِهِ لِلِقَائِكَ؟ أَهُوَ وَقْتٌ لأَخْذِ الْفِضَّةِ وَلأَخْذِ ثِيَابٍ وَزَيْتُونٍ وَكُرُومٍ وَغَنَمٍ وَبَقَرٍ وَعَبِيدٍ وَجَوَارٍ؟ 27 فَبَرَصُ نُعْمَانَ يَلْصَقُ بِكَ وَبِنَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ». فَخَرَجَ مِنْ أَمَامِهِ أَبْرَصَ كَالثَّلْجِ. قَالَ جِيحَزِي غُلاَمُ أليشع رَجُلِ الله: هُوَذَا سَيِّدِي قَدِ امْتَنَعَ عَنْ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ يَدِ نُعْمَانَ الأراميِّ هَذَا مَا أَحْضَرَهُ. حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِنِّي أَجْرِي وَرَاءَهُ، وَآخُذُ مِنْهُ شَيْئًا. [20] ظن جيحزي أنه يغتني بكلمات كذب يرويها لنعمان، ولن يدري أحد بما يفعله، لكن الله كشف لأليشع ما فعله جيحزي. ظن جيحزي أنه اغتنى بالهدايا التي نالها من نعمان، ولم يدرك أنه بالغِنَى افتقر، إذ لصق به برص نعمان وبنسله إلى أجيالٍ كثيرة. دفعت محبة المال جيحزي إلى السقوط في سلسلة من الخطايا: أولاً: طلب مالاً عن ما لم يعمله. ثانيًا: قدَّم صورة مؤلمة وخاطئة لنعمان ومن حوله، إذ طلب المال كبديلٍ لعطية الله المجانية، ألا وهي شفاء نعمان من البرص. ثالثًا: أراد تغطية الموقف، ففقد سمة الأمانة والصدق، وكذب على النبي، ليصير ابنًا لإبليس الذي يدُعَى كذّابًا وأب الكذابين. رابعًا: محبة المال أفسدت قلب جيحزي، وعاقته عن خدمة الله. لهذا يقول السيد المسيح أنه لا يقدر إنسان أن يخدم الله والمال (مت 24:6). لقد افتقر ربنا يسوع المسيح وهو الغني، لكي بفقره يغنينا. "حي هو الرب" قَسَمٌ اعتاده البعض لممارسته دون تفكير، إنما على سبيل العادة، وفي هذا كسر للوصية الإلهية: "لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً". يقارن القديس مار يعقوب السروجي بين القديس أليشع النبي الذي شهد لقوة الله العجيبة، التي تجلت في عدم محبته للذهب والفضة وكل غِنَى العالم، كما في تطهير نعمان من البرص، وبين جيحزي الذي أحب المال، فأذلَّه ووطأ عليه بقدميه! 1. نصبت محبة المال شباكها للمتراخين؛ فسقط فيها جيحزي، وارتفع عنها أليشع. 2. محبة المال نار، أطفأها أليشع، بينما اضطرمها جيحزي، فأحرقته. 3. هزم النبي خطية محبة المال ببهاء الفضيلة (المسيح)، بينما أسَرت التلميذ المملوء طمعًا. 4. دفعت محبة المال أسيرها إلى السرقة والكذب. 5. جعلت محبة المال من أسيرها إنسانًا متكبرًا، فظن أنه أحكَم ممن استخف بها وذمهم. v محبة الفضة التي غُلبت من قبل أليشع، صنعت كمينًا لتُهلك التلميذَ المتكاسل. وبما أن المعلم غلبها، عادت إلى التلميذ، وإذ وجدته متراخيًا داسته وأذلته. النار التي انطفأت عند أليشع، اضطرمت وشبّت في جيحزي، ليحترق بها بدل مُعلّمه. الخطيئة التي غلبها هذا المُعلِّم العظيم المملوء بهاء، عادت إلى التلميذ المملوء طمعًا. رأى مُعلِّمه الذي رذل مال الأراميين، فذمّه واحتقره، لأنه سكر بمحبة الذهب. قذفته شهوة الغنى بسهمٍ، فطُعن وسقط، ودفعته ليخرج ويصبح أيضًا سارقًا. لم ينتظر أن يقتني فقط ما يعطونه، لكنه أسرع ليسرق مثل إنسانٍ نشيطٍ. بدل المقتنَى صار بجسارته سارقًا، بعد أن اتقدت فيه محبة المال واضطرمت. ذمّ مُعلِّمَه، قائلاً: لماذا رفض الأرامي، ولم يأخذ منه المال حين شُفي؟... بما أنه سكر بشهوة محبة الذهب البغيضة، كان تمييز مُعلِّمه العظيم بغيضًا في عينيه. وإذ ظن بأنه يملأ نقص مُعلِّمه، ركض السارق وراء نعمان، وقال له: أتى أناس محتاجون عند مُعلِّمنا ليسندهم، وطلب منه أن يعطيه وزنة فضة لهؤلاء المحتاجين. أعطاه قائد الجيش وزنة وثيابًا بقلبٍ صالحٍ وهو مسرور كما طلب هذا السارق. أعطاه ضعفًا فأخذه، وعاد مسرعًا، أخفاه وطمره وبحكمة رتَّبه. القديس مار يعقوب السروجي وَلَمَّا رَآهُ نُعْمَانُ رَاكِضًا وَرَاءَهُ، نَزَلَ عَنِ الْمَرْكَبَةِ لِلِقَائِهِ وَقَالَ: أَسَلاَمٌ؟ [21] نزول نعمان من المركبة نوع من التكريم لخادم النبي الذي سبق أن قدَّم له وصية النبي أن يغتسل في الأردن سبع مرات، والتي بها شُفِي نعمان من البرص. فَقَالَ: سَلاَمٌ. إِنَّ سَيِّدِي قَدْ أَرْسَلَنِي قَائِلاً: هُوَذَا فِي هَذَا الْوَقْتِ قَدْ جَاءَ إِلَيَّ غُلاَمَانِ مِنْ جَبَلِ أَفْرَايِمَ مِنْ بَنِي الأَنْبِيَاءِ، فَأَعْطِهِمَا وَزْنَةَ فِضَّةٍ وَحُلَّتَيْ ثِيَابٍ. [22] تُعتبر وزنة الفضة مبلغًا ضخمًا يعادل 300 شاقل أو حوالي 70 رطلاً، لذلك احتاج جيحزي إلى غلامين من رجال نعمان يحملان هذه الكمية الضخمة. فَقَالَ نُعْمَانُ: اقْبَلْ وَخُذْ وَزْنَتَيْنِ. وَأَلَحَّ عَلَيْهِ وَصَرَّ وَزْنَتَيْ فِضَّةٍ فِي كِيسَيْنِ وَحُلَّتَيِ الثِّيَابِ، وَدَفَعَهَا لِغُلاَمَيْهِ فَحَمَلاَهَا قُدَّامَهُ. [23] خدع جيحزي نعمان، إذ ادَّعى أن النبي لا يطلب شيئًا لنفسه، إنما لغلامين، أي من بني الأنبياء الذين كانوا يلجأون إلى النبي ليسد احتياجاتهم. وَلَمَّا وَصَلَ إِلَى الأَكَمَةِ أَخَذَهَا مِنْ أَيْدِيهِمَا، وَأَوْدَعَهَا فِي الْبَيْتِ. وَأَطْلَقَ الرَّجُلَيْنِ فَانْطَلَقَا. [24] الكلمة العبرية المترجمة "أكمة" تشير إلى تلٍ أو رابية أو مبنى مثل قلعة أو حصن (2 أي 27: 3؛ مي 4: 8). وَأَمَّا هُوَ فَدَخَلَ، وَوَقَفَ أَمَامَ سَيِّدِهِ. فَقَالَ لَهُ أليشع: مِنْ أَيْنَ يَا جِيحَزِي؟ فَقَالَ: لَمْ يَذْهَبْ عَبْدُكَ إِلَى هُنَا أَوْ هُنَاكَ. [25] كما كذب جيحزي على نعمان، كذب أيضًا على أليشع النبي. السلوك الشرير غالبًا ما يُسقِطنا في الكلام بالكذب كتغطية للشر. هذا ما حدث مع جيحزي الذي جرى وراء نعمان السرياني يطلب فضة وثيابًا، وعندما سأله أليشع النبي أنكر [25]، ولم ينطق بالحق. حقًا "إن من يسلك بالاستقامة يسلك بالأمان" (أم 10: 9). أسكرت محبة المال جيحزي، ففقد عقله. لقد نسى كيف وهب الله مُعلِّمه معرفة الأمور المخفية، الأمر الذي أثار ملك أرام. ظن جيحزي أنه قادر أن يُخفي شيئًا عن مُعلِّمه، الأمر الذي لم يكن ملك أرام قادرًا عليه. v جيحزي الجاهل، إما أنه نسى من هو مُعلِّمه، أو سَكَرَ بمحبة الذهب، وفقد عقله. يا جيحزي، ماذا يُخفَى عن أليشع؟ ومتى لم يتطلع إلى الخفايا فيراها؟ أي سرّ اختفى يومًا ما عن أليشع، حتى تخفي فضتك عنه، فلا يدري بها؟ تحجب الشهوة وجه النفس وتغطيه مثل ستارٍ، وتُغَطِّيها لئلا ترى العمل الشرير. لو أن ضمير المرء يدينه قبل أن يخطئ، لأظهر له أن خطيئته بغيضة، فما كان يخطئ. لكن إن تحركت الشهوة وركضت إلى العملٍ، تُبطل الشهوة حُكم الضمير اللائق. خطفت شهوة الفضة جيحزي، ولم يفهم أن لمُعلِّمه عينًا خفية ترى الأسرار. القديس مار يعقوب السروجي v كان جيحزي إنسانًا طمَّاعًا في أعماق قلبه. لقد تظاهر أنه يجحد طمعه الخفي، غير أن خيانة فمه كشفت ما كانت نفسه تحاول إخفاءه. القديس مار أفرام السرياني كذلك أيضًا أليشع حين شفى برص نعمان مجانًا أخذ جيحزي المكافأة، أخذ مكافأة عمل آخر. أخذ المال من نعمان، وأخفاه في الظلام، لكن الظلام غير مُخفَيٍ عن القديسين (مز 139: 12). فلما أتى سأله أليشع، وقال له كما قال بطرس: "قولي لي، أبهذا المقدار بعتما الحقل؟!" هكذا تساءل أليشع: من أين أتيت يا جيحزي؟ لم يسأله عن جهل، لكنه في أسفٍ يسأله: [من أين أتيت؟] [25]، من الظلام أتيت، وإلى الظلام تذهب. لقد بعت شفاء الأبرص، يكون البرص ميراثك. كأن أليشع يقول إنني نفذت أمر القائل: "مجانًا أخذتم، مجانًا أعطوا" (مت 10: 8)، لكن أنت بعت هذه النعمة (المجانية). يقول أليشع: [ألم يذهب قلبي معك؟] [26] لقد كنتُ هنا محصورًا بالجسد، لكن الروح الذي أعطاني الرب رأى الأمور البعيدة، وكشف لي بوضوح ما كان يحدث في موضع آخر. انظروا كيف أن الروح القدس ليس فقط ينزع الجهل، بل ويهب المعرفة؟! انظروا كيف ينير أرواح الناس؟! القديس كيرلس الأورشليمي أَهُوَ وَقْتٌ لأَخْذِ الْفِضَّةِ، وَلأَخْذِ ثِيَابٍ وَزَيْتُونٍ وَكُرُومٍ وَغَنَمٍ وَبَقَرٍ وَعَبِيدٍ وَجَوَارٍ؟ [26] كلمة "قلب" هنا لا تعني مجرد معرفة أليشع النبي لتصرف جيحزي المشين، إنما تحمل أعماقه مرارة لهذا التصرُّف. أعطى الله أليشع معرفة الغيب، فكان كمن قد رأى وسمع ما جرى. يسمح الله أحيانًا لخدامه وتلاميذه وأتقيائه أن يتمتعوا بمعرفة أمورٍ فوق الطبيعة في حدودٍ معينة ووقتية بإرادة الله لخدمة ملكوته. أعمت الشهوة بصيرة جيحزي، فاندفع إلى التراب يدفن ما سرقه، وانفتحت بصيرة أليشع النبي لترى ما هو وراء الجبل، بينما كان جسده بين جدران بيته. v حفر وطمر، وظنَّ أن (مُعلِّمه) لا يدري، وبما أنه سكر، أظلمت نفسه ولم تفهم. حاول بحيلة وطمر فضته، وأتى ووقف أمام أليشع مثل وديع. هذا المُعَلِّم الذي امتلأت نفسه بروح الإعلانات يسأل: من أين أتى جيحزي؟ (تكلّم) بكذبٍ يتعلق بالسرقة، وقال الجاهل: عبدك لم يحِد إلى هنا ولا إلى هناك. بدأ النبي يوبخه ويزجره ويفضحه ويُظهر له ما عمل في الطريق. أظهرَ لي قلبي أن رجلاً نزل من المركبة للقائك، وأعطاك فضة، فأتيت وخبأتها. كان قلب هذا النبي العجيب مرآة مملوءة نورًا، ترى الأسرار روحيًا. وهو في بيته رأى نعمانَ وراء الجبل، عندما صرّ الوزنة، وأعطاها لجيحزي السارق. القديس مار يعقوب السروجي لا تتأخر في الخدمة بل قدِّمها مجانًا، فلا يجوز لك أن تقيِّم نعمة الله بمالٍ، ولا يليق بالكاهن في عمل الأسرار أن يفكِّر في الغنى بل في الخدمة... علِّمْ عبيدك ذلك وحثُّهم، فإن خدَمَك أحد وضبطَّته هكذا محبَّا للمال (كجيحزي) اطرده كما فعل النبي، ولتحسب الأموال التي حصل عليها بطريقة خاطئة تُدنِّس النفس والجسد، قائلاً: "أهوَ وقت لأخذ الفضَّة ولأخذ ثياب وزيتون وكروم وغنم وبقر وعبيد وجوار؟! فبَرَص نُعمان يلصق بك وبنسلك إلى الأبد" [26-27]. القديس أمبروسيوس يقول النبي إنه رأى هذا بقلبه بطريقة معجزية بعون الله، الأمر الذي لا يشك فيه أحد. كم بالأكثر يتمتع بهذه العطية القديسون عندما يصير الله الكل في الكل. فإن النبي لم يفقد استخدام عينيه فيما هو أمامهما، وإن كان لم يكن محتاجًا إليهما ليرى خادمه أنه غائب عنه... حاشا لنا أن نقول إنه في الحياة العتيدة لا يرى القديسون الله عندما تكون أعينهم مغلقة، وإنما يرون الله بالروح. القديس أغسطينوس القدِّيس يوحنا الذهبيّ الفم فَخَرَجَ مِنْ أَمَامِهِ أَبْرَصَ كَالثَّلْجِ. [27] ارتبط البرص في ذهن اليهود بالخطية لخطورة المرض صحيًا، وتشويه جسم الإنسان، وسرعة نقل العدوى. لهذا استخدمه الرب أحيانًا للتأديب كما فعل مع مريم أخت موسى بسبب كلامها ضد أخيها (عد 12: 10)، وما حدث مع جيحزي حين مال قلبه وراء نعمان السرياني يطلب الفضة والذهب ويكذب على أليشع النبي [27]، وما أصاب عزيا الملك لاعتدائه على وظيفة الكهنوت (2 أي 26: 16-21). البرص كالخطية لم يكن لدى اليهود كما بقية الأمم إمكانية الخلاص منه بأنفسهم، بل يشعر الكل بالحاجة إلى تدخل إلهي للخلاص منه. لذلك حُسب الشفاء منه تطهيرًا كما من النجاسة أو من آثار الخطية، كما قيل عن نعمان السرياني حين تطهَّر منه في مياه الأردن [10-14]، وحينما قال السيد المسيح نفسه "البرّص يطهرون" (مت 11: 5)، وحينما توسل إليه أبرص، قائلاً: "يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني"، فأجابه: "أريد فأطهر" (مت 8: 1-3). يشير البرص إلى الخطية (لا 13). جيحزي صار أبرص بسبب الطمع والخداع. وصارت مريم أخت موسى وهرون برصاء بسبب الغيرة والنقد اللاذع (عد 12). والملك عزيا بسبب الكبرياء (2 أي 26: 16-23). اشتهى جيحزي فضة نعمان، فاقتنى برصه الذي شُفي منه. شُفي نعمان من برصه، إذ آمن بالرب، وضُرب جيحزي بالبرص، لأنه تعدَّى الرب. يُشَبِّه الحكيم الجشعين بمن يقيمون أجنحة للثروة (أم 23: 5)، لا لكي تطير بهم إلى الراحة، بل لكي تطير عنهم وتختفي، فلا يجدون ما قد جمعوه. بينما الإنسان القانع والمستخدم العالم حسنًا يحمل جناحي الروح ليطير كما إلى السماء، إذا بالجشع يُطيِّر منه كل تعب يديه، ويبقى ملقيًا في العالم في عوزٍ شديدٍ! إذ اُستعبد جيحزي تلميذ أليشع النبي لمحبة المال، جرى وراء نعمان السرياني يأخذ منه شيئًا [2]، فنال ضعف ما طلبه، لكن التصق به برص نعمان وبنسله أيضًا [27]. وإذ طمع عخان بن كرمي في رداء شنعاري نفيس ومائتي شاقل فضة ولسان ذهب (يش 7: 21)، حلَّ غضب الله على الشعب كله بسببه. صار نعمان الأممي شاكرًا لله، وعاد يُكرِّم نبيه، وصارت الفضة والثياب الثمينة في عينيه كلا شيءٍ، بينما صار جيحزي تلميذ النبي العظيم طماعًا وكذابًا. أخذ الفضة ليطمرها في التراب، فصارت حياته ترابًا، وأخذ الثوبين ليرتديهما مع نسله، فارتدوا ثياب البرص معهما! v لا يمكنك أن تعيش حسب الله، إن كنتَ تحب المال والمسرات الأرضية. القديس أنبا إيسيذورس v إنني أقول لك، يا ابني، إنّ كل عملٍ رديء هو في هذين الأمرين: الزنا ومحبة المال، مع أنّ الزنا رديءٌ جدًّا، وبعد وقتٍ قليل يشمئز الإنسان منه بسبب رائحته الكريهة... أما محبة المال فتأتي من التكديس، وعندما تأتي تكون حلوةٌ لك، لأنها شرهة لا تشبع، لأجل هذا يجب أن يختم الإنسان أبواب كنيسة البرية وأبواب الأموات بالخوف من قوات هذا الزمان، لأنه في الحقيقة سيقوم أناسٌ معينون يبحثون ويستقصون عن ميراث الذين يرقدون ناسين هذا المكتوب: [إذا أتى الغِنى فلا تضعوا عليه قلوبكم] (مز 62: 10) LXX، وهذا ما يقول عنه الرسول: "محبة المال أصلٌ لكل الشرور" (1 تي 6: 10). القديس مقاريوس الكبير القديس مار أفرام السرياني القدِّيس يوحنا الذهبيّ الفم v على أي الأحوال يمكن أن يرمز جيحزي للشعب اليهودي... إذ ضُربوا ببرص الخطية في نفس الوقت الذي شُفي منه الأمم. أخيرًا، صرخ اليهود البؤساء أثناء آلام المسيح: "دمه علينا وعلى أولادنا" (مت 25:27). عندئذ استحقوا بالحق أن يُصابوا ببرص الخطية، عندما صرخوا بشفاة شريرة نحو الطبيب السماوي: "خذه، خذه، اصلبه" (يو 15:19). لذلك لصق بهم البرص في الوقت الذي فيه عبرت النعمة إلينا. أخيرّا تحدث الرسول بولس إليهم هكذا: "كان يجب أن تكلموا أنتم أولاً بكلمة الله، ولكن إذ دفعتموها عنكم، وحكمتم أنكم غير مستحقين للحياة الأبدية، هوذا نتوجه إلى الأمم" (أع 46:13). عندما عبر تعليم الرسل إلى الأمم لصق برص الخطية باليهود الأشقياء. الأب قيصريوس أسقف آرل نعم أيها التلميذ، من علَّمك إن كنت قد تعلمتَ؟ ومتى وأين تعاملنا مع محبة الذهب؟ لماذا يا جيحزي هذا العمل الجديد، الذي لم تشاهده فيَّ، فأنت مثل سارق وطماع عظيم؟ لماذا المقتنيات؟ ولماذا الكروم؟ ولماذا الزيتون، والغنى الفاسد الذي لا يدوم في عالم شرير؟ أمرتك عندما أرسلتك لتُحيي ميتًا، ألا تُبارَك ولا تبارِك من يلتقي بك. أمرتك أن تصمت وتُسرع في طريق النبوة العظمى، والآن لقد ملأتها بالسرقة. ليلتصق بك برص نعمان الأرامي، والذي أخذت فضته، فخذ برصَه واقتنِه لك. اقتنِ لك البرص والفضة، لأن هذا وتلك بغيضان، اقتنِ كليهما، وكن سخرية في العالم كله. تحققت كلمة ذلك القديس بسرعةٍ إلهية، وألبست جيحزي الطماع قميص البرص. مع كلمته تم الفعل بقوة عظمى، ولبس جيحزي النجاسة، واقتنى العار. القميص الذي خلعه نعمان لبسه جيحزي، وأظهر النبي العظيم قوته بكليهما. بكلمة فمه نزعه عن واحدٍ وألبس آخر، لأن قوة عظيمة كانت توجد في كلمته... طهَّر نعمان، وأعطى الدنس لهذا الطماع، ووقفت شهوة الذهب والسرقة في خجلٍ. احتقر الغنى وأعطى النصرة للفقر، وجعل من الطمع عارًا في العالم كله. وبما أن جيحزي اشتهى الثياب واقتناها، أعطاه النبي ثوب البرص، فلبسه وخزي. جُعل هذا مثل مرآة لمحبِّي الغنى، وجعل السارق مثلاً في العالم كله. صوَّر النبي صورة العار لهذا السارق، ووضعها في كتابه، وهوذا كل الخليقة تنظر إليه. بها يتعلم المرء أن محبة المال نجاسة، وبرَص خفي، وبغيضة جدًا لمن يقتنيها... إكليل النصرة لذاك الذي أبغض اقتناء الذهب! مبارك من وهب (أليشع) اسمًا جميلاً في العالم كله! القديس مار يعقوب السروجي |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 194465 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() قَالَ جِيحَزِي غُلاَمُ أليشع رَجُلِ الله: هُوَذَا سَيِّدِي قَدِ امْتَنَعَ عَنْ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ يَدِ نُعْمَانَ الأراميِّ هَذَا مَا أَحْضَرَهُ. حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِنِّي أَجْرِي وَرَاءَهُ، وَآخُذُ مِنْهُ شَيْئًا. [20] ظن جيحزي أنه يغتني بكلمات كذب يرويها لنعمان، ولن يدري أحد بما يفعله، لكن الله كشف لأليشع ما فعله جيحزي. ظن جيحزي أنه اغتنى بالهدايا التي نالها من نعمان، ولم يدرك أنه بالغِنَى افتقر، إذ لصق به برص نعمان وبنسله إلى أجيالٍ كثيرة. دفعت محبة المال جيحزي إلى السقوط في سلسلة من الخطايا: أولاً: طلب مالاً عن ما لم يعمله. ثانيًا: قدَّم صورة مؤلمة وخاطئة لنعمان ومن حوله، إذ طلب المال كبديلٍ لعطية الله المجانية، ألا وهي شفاء نعمان من البرص. ثالثًا: أراد تغطية الموقف، ففقد سمة الأمانة والصدق، وكذب على النبي، ليصير ابنًا لإبليس الذي يدُعَى كذّابًا وأب الكذابين. رابعًا: محبة المال أفسدت قلب جيحزي، وعاقته عن خدمة الله. لهذا يقول السيد المسيح أنه لا يقدر إنسان أن يخدم الله والمال (مت 24:6). لقد افتقر ربنا يسوع المسيح وهو الغني، لكي بفقره يغنينا. "حي هو الرب" قَسَمٌ اعتاده البعض لممارسته دون تفكير، إنما على سبيل العادة، وفي هذا كسر للوصية الإلهية: "لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً". يقارن القديس مار يعقوب السروجي بين القديس أليشع النبي الذي شهد لقوة الله العجيبة، التي تجلت في عدم محبته للذهب والفضة وكل غِنَى العالم، كما في تطهير نعمان من البرص، وبين جيحزي الذي أحب المال، فأذلَّه ووطأ عليه بقدميه! 1. نصبت محبة المال شباكها للمتراخين؛ فسقط فيها جيحزي، وارتفع عنها أليشع. 2. محبة المال نار، أطفأها أليشع، بينما اضطرمها جيحزي، فأحرقته. 3. هزم النبي خطية محبة المال ببهاء الفضيلة (المسيح)، بينما أسَرت التلميذ المملوء طمعًا. 4. دفعت محبة المال أسيرها إلى السرقة والكذب. 5. جعلت محبة المال من أسيرها إنسانًا متكبرًا، فظن أنه أحكَم ممن استخف بها وذمهم. v محبة الفضة التي غُلبت من قبل أليشع، صنعت كمينًا لتُهلك التلميذَ المتكاسل. وبما أن المعلم غلبها، عادت إلى التلميذ، وإذ وجدته متراخيًا داسته وأذلته. النار التي انطفأت عند أليشع، اضطرمت وشبّت في جيحزي، ليحترق بها بدل مُعلّمه. الخطيئة التي غلبها هذا المُعلِّم العظيم المملوء بهاء، عادت إلى التلميذ المملوء طمعًا. رأى مُعلِّمه الذي رذل مال الأراميين، فذمّه واحتقره، لأنه سكر بمحبة الذهب. قذفته شهوة الغنى بسهمٍ، فطُعن وسقط، ودفعته ليخرج ويصبح أيضًا سارقًا. لم ينتظر أن يقتني فقط ما يعطونه، لكنه أسرع ليسرق مثل إنسانٍ نشيطٍ. بدل المقتنَى صار بجسارته سارقًا، بعد أن اتقدت فيه محبة المال واضطرمت. ذمّ مُعلِّمَه، قائلاً: لماذا رفض الأرامي، ولم يأخذ منه المال حين شُفي؟... بما أنه سكر بشهوة محبة الذهب البغيضة، كان تمييز مُعلِّمه العظيم بغيضًا في عينيه. وإذ ظن بأنه يملأ نقص مُعلِّمه، ركض السارق وراء نعمان، وقال له: أتى أناس محتاجون عند مُعلِّمنا ليسندهم، وطلب منه أن يعطيه وزنة فضة لهؤلاء المحتاجين. أعطاه قائد الجيش وزنة وثيابًا بقلبٍ صالحٍ وهو مسرور كما طلب هذا السارق. أعطاه ضعفًا فأخذه، وعاد مسرعًا، أخفاه وطمره وبحكمة رتَّبه. القديس مار يعقوب السروجي |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 194466 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فَسَارَ جِيحَزِي وَرَاءَ نُعْمَانَ. وَلَمَّا رَآهُ نُعْمَانُ رَاكِضًا وَرَاءَهُ، نَزَلَ عَنِ الْمَرْكَبَةِ لِلِقَائِهِ وَقَالَ: أَسَلاَمٌ؟ [21] نزول نعمان من المركبة نوع من التكريم لخادم النبي الذي سبق أن قدَّم له وصية النبي أن يغتسل في الأردن سبع مرات، والتي بها شُفِي نعمان من البرص. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 194467 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فَقَالَ: سَلاَمٌ. إِنَّ سَيِّدِي قَدْ أَرْسَلَنِي قَائِلاً: هُوَذَا فِي هَذَا الْوَقْتِ قَدْ جَاءَ إِلَيَّ غُلاَمَانِ مِنْ جَبَلِ أَفْرَايِمَ مِنْ بَنِي الأَنْبِيَاءِ، فَأَعْطِهِمَا وَزْنَةَ فِضَّةٍ وَحُلَّتَيْ ثِيَابٍ. [22] تُعتبر وزنة الفضة مبلغًا ضخمًا يعادل 300 شاقل أو حوالي 70 رطلاً، لذلك احتاج جيحزي إلى غلامين من رجال نعمان يحملان هذه الكمية الضخمة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 194468 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فَقَالَ نُعْمَانُ: اقْبَلْ وَخُذْ وَزْنَتَيْنِ. وَأَلَحَّ عَلَيْهِ وَصَرَّ وَزْنَتَيْ فِضَّةٍ فِي كِيسَيْنِ وَحُلَّتَيِ الثِّيَابِ، وَدَفَعَهَا لِغُلاَمَيْهِ فَحَمَلاَهَا قُدَّامَهُ. [23] خدع جيحزي نعمان، إذ ادَّعى أن النبي لا يطلب شيئًا لنفسه، إنما لغلامين، أي من بني الأنبياء الذين كانو يلجأون إلى النبي ليسد احتياجاتهم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 194469 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وَلَمَّا وَصَلَ إِلَى الأَكَمَةِ أَخَذَهَا مِنْ أَيْدِيهِمَا، وَأَوْدَعَهَا فِي الْبَيْتِ. وَأَطْلَقَ الرَّجُلَيْنِ فَانْطَلَقَا. [24] الكلمة العبرية المترجمة "أكمة" تشير إلى تلٍ أو رابية أو مبنى مثل قلعة أو حصن (2 أي 27: 3؛ مي 4: 8). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 194470 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وَأَمَّا هُوَ فَدَخَلَ، وَوَقَفَ أَمَامَ سَيِّدِهِ. فَقَالَ لَهُ أليشع: مِنْ أَيْنَ يَا جِيحَزِي؟ فَقَالَ: لَمْ يَذْهَبْ عَبْدُكَ إِلَى هُنَا أَوْ هُنَاكَ. [25] كما كذب جيحزي على نعمان، كذب أيضًا على أليشع النبي. السلوك الشرير غالبًا ما يُسقِطنا في الكلام بالكذب كتغطية للشر. هذا ما حدث مع جيحزي الذي جرى وراء نعمان السرياني يطلب فضة وثيابًا، وعندما سأله أليشع النبي أنكر [25]، ولم ينطق بالحق. حقًا "إن من يسلك بالاستقامة يسلك بالأمان" (أم 10: 9). أسكرت محبة المال جيحزي، ففقد عقله. لقد نسى كيف وهب الله مُعلِّمه معرفة الأمور المخفية، الأمر الذي أثار ملك أرام. ظن جيحزي أنه قادر أن يُخفي شيئًا عن مُعلِّمه، الأمر الذي لم يكن ملك أرام قادرًا عليه. v جيحزي الجاهل، إما أنه نسى من هو مُعلِّمه، أو سَكَرَ بمحبة الذهب، وفقد عقله. يا جيحزي، ماذا يُخفَى عن أليشع؟ ومتى لم يتطلع إلى الخفايا فيراها؟ أي سرّ اختفى يومًا ما عن أليشع، حتى تخفي فضتك عنه، فلا يدري بها؟ تحجب الشهوة وجه النفس وتغطيه مثل ستارٍ، وتُغَطِّيها لئلا ترى العمل الشرير. لو أن ضمير المرء يدينه قبل أن يخطئ، لأظهر له أن خطيئته بغيضة، فما كان يخطئ. لكن إن تحركت الشهوة وركضت إلى العملٍ، تُبطل الشهوة حُكم الضمير اللائق. خطفت شهوة الفضة جيحزي، ولم يفهم أن لمُعلِّمه عينًا خفية ترى الأسرار. القديس مار يعقوب السروجي v كان جيحزي إنسانًا طمَّاعًا في أعماق قلبه. لقد تظاهر أنه يجحد طمعه الخفي، غير أن خيانة فمه كشفت ما كانت نفسه تحاول إخفاءه. القديس مار أفرام السرياني كذلك أيضًا أليشع حين شفى برص نعمان مجانًا أخذ جيحزي المكافأة، أخذ مكافأة عمل آخر. أخذ المال من نعمان، وأخفاه في الظلام، لكن الظلام غير مُخفَيٍ عن القديسين (مز 139: 12). فلما أتى سأله أليشع، وقال له كما قال بطرس: "قولي لي، أبهذا المقدار بعتما الحقل؟!" هكذا تساءل أليشع: من أين أتيت يا جيحزي؟ لم يسأله عن جهل، لكنه في أسفٍ يسأله: [من أين أتيت؟] [25]، من الظلام أتيت، وإلى الظلام تذهب. لقد بعت شفاء الأبرص، يكون البرص ميراثك. كأن أليشع يقول إنني نفذت أمر القائل: "مجانًا أخذتم، مجانًا أعطوا" (مت 10: 8)، لكن أنت بعت هذه النعمة (المجانية). يقول أليشع: [ألم يذهب قلبي معك؟] [26] لقد كنتُ هنا محصورًا بالجسد، لكن الروح الذي أعطاني الرب رأى الأمور البعيدة، وكشف لي بوضوح ما كان يحدث في موضع آخر. انظروا كيف أن الروح القدس ليس فقط ينزع الجهل، بل ويهب المعرفة؟! انظروا كيف ينير أرواح الناس؟! القديس كيرلس الأورشليمي |
||||