![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 193841 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() v يُرش ملح الأنبياء العذب اليوم بين الأمم. لنقتنِ مذاقًا جديدًا الذي به يفقد الشعب القديم نكهته. لننطق بكلام الحكمة، لا بأمورٍ خارجًا عنها، لئلا نصير نحن أنفسنا خارجًا عن الحكمة. القديس مار أفرام السرياني |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 193842 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فَخَرَجَ إِلَى نَبْعِ الْمَاءِ، وَطَرَحَ فِيهِ الْمِلْحَ، وَقَالَ: هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: قَدْ أَبْرَأْتُ هَذِهِ الْمِيَاهَ. لاَ يَكُونُ فِيهَا أَيْضًا مَوْتٌ وَلاَ جَدْبٌ. [21] لم تكن قوة الشفاء في الصحن الجديد، ولا في الملح، لكن في قول الرب وكلمته العاملة في المؤمن كصحنٍ جديدٍ، قد تمتع بالحياة الجديدة المُقامَة مع المسيح يسوع. فإنه إذ يقبل المؤمن الربَ عاملاً فيه، يصير كقول الرب ملحًا للأرض، ينزع الفساد منه. سرّ عذوبة هذه المياه الرديئة هو اسم الرب، أما أليشع فمجرد أداة في يد الرب. شفى الرب مياه أريحا بالملح، هكذا جدَّد كلمة الله المتجسد الخليقة. يقول الأب ميثوديوس بأن ما فعله أليشع هنا يشير إلى عمل السيد المسيح. فالصحن الجديد الذي يحوي ملحًا شافيًا للمياه القاتلة من الموت، يظهر للعالم أنه يتجدد بسرّ ظهوره. فإنه قدَّم طعامًا بلا خميرٍ، كرمزٍ لميلاده بدون الدنس بزرع بشرٍ، نازعًا من الطعام مرارة الموت. أما إلقاء العناصر الطبيعية في الأردن، فيظهر مُقدِّمًا نزول ربنا إلى الجحيم، وإنقاذ الذين دب فيهم الفساد. v هنا سرّ الابن: شفى المياه الرديئة، وأصلح ذلك الينبوع عندما تفقَّده. ما أن عبر النبي النهر حتى التقى بالسرّ الذي تجلى، ووقف كنيِّرٍ لمن يتطلع إليه. وبما أن السرّ تجلَّى جدًا، فقد اتضح بأنه لم يقم هو بالشفاء، لكنه كان رمزًا للحقائق. القرية الحسنة الموقع هي الخليقة كلها، التي كانت جميلة قبل تجاوُز الوصية. المياه الرديئة هي الخطيئة التي تسلطتْ على البشر، سكبت الموتَ على كل الجنس البشري، وبها أصبح مقفرًا. تقيأت الحية الكبيرة السم في رأس النبع، ففسد كل نهر الناس، وولّد الموتَ. ولما كانت الخليقة بطبيعتها مملوءة جمالاً، فقد أفسدتها الخطيئة لتصير بغيضة ومقفرة. التجاوز عن الوصية أدخل الموتَ، وجعل الأرض مقفرة، بكدر (ثفالة) الخمر التي مزجتها الحية في أذن حواء. القديس مار يعقوب السروجي |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 193843 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() v هنا سرّ الابن: شفى المياه الرديئة، وأصلح ذلك الينبوع عندما تفقَّده. ما أن عبر النبي النهر حتى التقى بالسرّ الذي تجلى، ووقف كنيِّرٍ لمن يتطلع إليه. وبما أن السرّ تجلَّى جدًا، فقد اتضح بأنه لم يقم هو بالشفاء، لكنه كان رمزًا للحقائق. القرية الحسنة الموقع هي الخليقة كلها، التي كانت جميلة قبل تجاوُز الوصية. المياه الرديئة هي الخطيئة التي تسلطتْ على البشر، سكبت الموتَ على كل الجنس البشري، وبها أصبح مقفرًا. تقيأت الحية الكبيرة السم في رأس النبع، ففسد كل نهر الناس، وولّد الموتَ. ولما كانت الخليقة بطبيعتها مملوءة جمالاً، فقد أفسدتها الخطيئة لتصير بغيضة ومقفرة. التجاوز عن الوصية أدخل الموتَ، وجعل الأرض مقفرة، بكدر (ثفالة) الخمر التي مزجتها الحية في أذن حواء. القديس مار يعقوب السروجي |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 193844 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فَبَرِئَتِ الْمِيَاهُ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ، حَسَبَ قَوْلِ أليشع الَّذِي نَطَقَ بِهِ. [22] رسالة كل نبي حقيقي وخادم للكلمة هي تحويل النفوس التي أجدبها روح العالم، المياه المُرَّة، لتصير فردوسًا روحيًا للرب. يتحقق هذا بإلقاء الملح فيها خلال صحنٍ جديدٍ. ما هو هذا الصحن الجديد إلا خبرة الحياة المُقامَة. وكما يقول الكتاب: "هوذا الكل قد صار جديدًا". أما الملح فهو عمل الروح القدس فينا، إذ يجعلنا ملحًا للعالم. يليق بالمؤمن الحامل الروح أن يكون كالملح، بلمسات حبه الخفيفة يُملِّح الآخرين، كما يفعل الملح بالطعام فلا يفسد. ويليق به ألا يضع أنفه في حياة الآخرين، فيكون كمن يسكب كمية ضخمة من الملح على الطعام فيفسده. لنعمل، ولكن بلمسات هادئة خفيفة وفعالة، فلا نكون محبين للاستطلاع أو إلزام الآخرين بأفكارنا ومفاهيمنا. v يبدو أن ذاك الينبوع المُر يعني آدم، الذي نبع منه الجنس البشري. قبل مجيء أليشع الحقيقي، أي ربنا ومخلصنا، إذ بقى الجنس البشري بلا ثمر ومُر خلال خطية الإنسان الأول. مع أن الإناء الجديد الذي ألقي فيه ملح يمثل الرسل، لكنه بلياقة نقبل أن فيه سرّ تجسد الرب. الآن وُضع الملح فيه، أي الحكمة، إذ نقرأ: "لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ... مُصْلَحًا بِمِلْحٍ" (كو 6:4). علاوة على هذا، حيث أن المسيح ليس فقط "قوة الله"، بل وأيضًا "حكمة الله" (1 كو 1: 24)، فإن جسد المسيح يشبه إناءً جديدًا مملوءًا من الحكمة الإلهية عندما صار الكلمة جسدًا. لذلك أُلقى الإناء الجديد بالملح في المياه المُرَّة بواسطة أليشع، وتحولتْ إلى العذوبة والأثمار. هكذا الإناء الجديد، أي الكلمة المتجسد أرسله الله الآب ليرد الجنس البشري من ينبوع مياه مُرَّة إلى مياه حلوة، ويقوده إلى الحب الطاهر عوض العادات الشريرة والعقم في الأعمال الصالحة، ويرده إلى الإثمار بالعدل. حقًا يا إخوة ألا يبدو لكم أن الإناء الجديد المملوء من ملح الحكمة الإلهية قد وُضِعَ في المياه عندما نزل المسيح الرب إلى النهر ليعتمد؟ عندئذ تحوَّلتْ كل المياه إلى العذوبة وتقدَّست بهذا الإناء الجديد، أي جسد المسيح. نتيجة لذلك ليس فقط صارت المياه غير عقيمة، بل أنتجت نعمة المعمودية في كل العالم مسيحيين بلا عدد كثمرٍ متزايدٍ، ومحصولٍ وفيرٍ للغاية. v أُشير إلى المياه لتعني الشعب في سفر الرؤيا: "الْمِيَاهُ الَّتِي رَأَيْتَ... هِيَ شُعُوبٌ... وَأُمَمٌ" (رؤ 17: 15). علاوة على ذلك، واضح جدًا أن الإناء الذي به الملح الذي وُضع في الماء يمثل الرسل كما أشار ربنا في الإنجيل عندما قال: "أنتم ملح الأرض" (مت 5: 13). لذلك بنعمته جعل رسلاً جددًا من الإنسان العتيق، وملأهم من ملح تعاليمه وحكمته الإلهية، وأرسلهم إلى كل العالم كما إلى ينبوع الجنس البشري، لينزع عنه عدم إثماره ومرارته. أخيرًا، فإنه منذ ذاك الوقت الذي فيه قدَّم ملح الحكمة الإلهية للقلوب البشرية اُنتزعت كل مرارة في العلاقات أو عدم إثمار في الأعمال الصالحة. v نحن أيضًا أيها الإخوة المحبوبون قد تقبَّلنا دون أي استحقاق صالح سابق أعمالاً صالحة عظيمة من الرب خلال نعمته السخية، واستحققنا أن نتحول من المرارة إلى العذوبة، ودعينا من عدم الإثمار إلى الإثمار في الأعمال الصالحة. الأب قيصريوس أسقف آرل بتحقيق هذا لم يُطهِّر أليشع إنسانًا واحدًا، ولا قدَّم شفاءً لأسرة واحدة، بل قدَّم شفاءً لأهل المدينة كلها. لو أنه تأخر في فعل ذلك لصارت المدينة غير آهلة للسكان تمامًا... لقد قام بتطهير الناس حين طهَّر المياه. وبمباركة نبع المياه قدَّم فائدة للنبع، كما لو كانت للنفوس... إذ يقول الرسول الطوباوي بولس إن هذه الأشياء حدثت معهم كرمزٍ (1 كو 10: 6)، دعونا نرى المعنى الحقيقي لهذا الرمز، أي أن تلك المدينة التي كانت تعاني من الجدب، وما يعنيه الصحن، وأيضًا الذي طُرح ليهب صحة. نقرأ في نفس الرسول أن هذا قيل عن الكنيسة "افرحي أيتها العاقر التي لم تلد. اهتفي واصرخي أيتها التي لم تتمخض" (غل 4: 27؛ إش 54: 1). إذن الكنيسة هي المدينة المجدبة، لأن حال المياه كانت رديئة قبل مجيء المسيح، أي بسبب دنس شعوب الأمم، ولم تكن قادرة أن تحبل بأبناء لله بسبب عقمها. لكن عندما جاء المسيح وأخذ جسدًا بشريًا مثل صحن من الطين، أصلح رداءة المياه، بمعنى أنه نزع دنس الشعب، وللحال صارت الكنيسة التي كانت عاقرًا مثمرة. الأب مكسيموس أسقف تورين القديس جيروم صوّر البتولَ بالجرة الجديدة التي لم تدنُ منها الوصمة نهائيًا... بالملح مثّل الابن الوحيد، لأنه هو الذي يملح كل تفاهة الطعام بطعمه المميز. بالوعاء الجديد صوّر جسد الشابة الطاهر، وبالملح صوّر الابن الذي يملح الأذواق التافهة. نزل الملح إلى المياه الرديئة فشفاها، وهذا يعني أن الابن شفى بميلاده جنس آدم. كانت القرية الحسنة كلها مريضة (فاسدة)، ومُعذَّبة، إلى أن افتقدها الملح وشفاها. هكذا كانت كل الخليقة الجميلة مملوءة موتًا، حتى أشرق الابن من مريم، وشفى الأحياء. لو لم تسكب الجرة الجديدة الملحَ على نبع المياه المريضة لما شُفيت. ولو لم تلد البتول ابن الله، لما قام الجنس البشري من سقطته. مزج الملحَ في شراب المياه ليشرب كل واحدٍ، كما مزج الله الابن بالبشر، فأحيا الكل. هلم وشاهد الملح تشربه المياه الرديئة، ويأكل الموتى ابنَ الله فيحيون. المياه بالملح، والشعوب بالجسد اقتنوا العافية، وعاشت الأرض كأريحا التي كانت مريضة... ألقى أليشع الملح بسرّ الابن، وأزال اللعنة، وشفى المياه التي كانت مريضة. وأظهر كيف يأتي ابن الله إلى العالم، وبه تُرفَع لعنة الأرض فيشفيها. نقض أليشع قصاص يشوع بن نون (يش 6: 26)، وأزال اللعنة من النبع بالملح الذي ألقاه. وصوَّر المسيحَ الذي أبطل حكم الآب، وبصليبه رفع لعنة الأرض، وبه شُفيت. الآب في البداية لعن الأرض بسبب آدم، ويشوع بن نون لعن أريحا عندما استأصلها. بذلك الملح زالت اللعنة من أريحا، وبأليشع بطل منها الموت الذي حلّ بها. هناك صُورت صورة عظمى لابن الله، لأنه يبطّل اللعنة، ويمنع الموت عن الإنسانية. القديس مار يعقوب السروجي |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 193845 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() v يبدو أن ذاك الينبوع المُر يعني آدم، الذي نبع منه الجنس البشري. قبل مجيء أليشع الحقيقي، أي ربنا ومخلصنا، إذ بقى الجنس البشري بلا ثمر ومُر خلال خطية الإنسان الأول. مع أن الإناء الجديد الذي ألقي فيه ملح يمثل الرسل، لكنه بلياقة نقبل أن فيه سرّ تجسد الرب. الآن وُضع الملح فيه، أي الحكمة، إذ نقرأ: "لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ... مُصْلَحًا بِمِلْحٍ" (كو 6:4). علاوة على هذا، حيث أن المسيح ليس فقط "قوة الله"، بل وأيضًا "حكمة الله" (1 كو 1: 24)، فإن جسد المسيح يشبه إناءً جديدًا مملوءًا من الحكمة الإلهية عندما صار الكلمة جسدًا. لذلك أُلقى الإناء الجديد بالملح في المياه المُرَّة بواسطة أليشع، وتحولتْ إلى العذوبة والأثمار. هكذا الإناء الجديد، أي الكلمة المتجسد أرسله الله الآب ليرد الجنس البشري من ينبوع مياه مُرَّة إلى مياه حلوة، ويقوده إلى الحب الطاهر عوض العادات الشريرة والعقم في الأعمال الصالحة، ويرده إلى الإثمار بالعدل. حقًا يا إخوة ألا يبدو لكم أن الإناء الجديد المملوء من ملح الحكمة الإلهية قد وُضِعَ في المياه عندما نزل المسيح الرب إلى النهر ليعتمد؟ عندئذ تحوَّلتْ كل المياه إلى العذوبة وتقدَّست بهذا الإناء الجديد، أي جسد المسيح. نتيجة لذلك ليس فقط صارت المياه غير عقيمة، بل أنتجت نعمة المعمودية في كل العالم مسيحيين بلا عدد كثمرٍ متزايدٍ، ومحصولٍ وفيرٍ للغاية. v أُشير إلى المياه لتعني الشعب في سفر الرؤيا: "الْمِيَاهُ الَّتِي رَأَيْتَ... هِيَ شُعُوبٌ... وَأُمَمٌ" (رؤ 17: 15). علاوة على ذلك، واضح جدًا أن الإناء الذي به الملح الذي وُضع في الماء يمثل الرسل كما أشار ربنا في الإنجيل عندما قال: "أنتم ملح الأرض" (مت 5: 13). لذلك بنعمته جعل رسلاً جددًا من الإنسان العتيق، وملأهم من ملح تعاليمه وحكمته الإلهية، وأرسلهم إلى كل العالم كما إلى ينبوع الجنس البشري، لينزع عنه عدم إثماره ومرارته. أخيرًا، فإنه منذ ذاك الوقت الذي فيه قدَّم ملح الحكمة الإلهية للقلوب البشرية اُنتزعت كل مرارة في العلاقات أو عدم إثمار في الأعمال الصالحة. v نحن أيضًا أيها الإخوة المحبوبون قد تقبَّلنا دون أي استحقاق صالح سابق أعمالاً صالحة عظيمة من الرب خلال نعمته السخية، واستحققنا أن نتحول من المرارة إلى العذوبة، ودعينا من عدم الإثمار إلى الإثمار في الأعمال الصالحة. الأب قيصريوس أسقف آرل |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 193846 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() v انظروا مدى عظمة استحقاقات أليشع! في إقامته الأولى في مدينة أبنائه جاء بثمرٍ كثيرٍ. فبنزع عقم المياه جعل كثيرين ينتفعون. بتحقيق هذا لم يُطهِّر أليشع إنسانًا واحدًا، ولا قدَّم شفاءً لأسرة واحدة، بل قدَّم شفاءً لأهل المدينة كلها. لو أنه تأخر في فعل ذلك لصارت المدينة غير آهلة للسكان تمامًا... لقد قام بتطهير الناس حين طهَّر المياه. وبمباركة نبع المياه قدَّم فائدة للنبع، كما لو كانت للنفوس... إذ يقول الرسول الطوباوي بولس إن هذه الأشياء حدثت معهم كرمزٍ (1 كو 10: 6)، دعونا نرى المعنى الحقيقي لهذا الرمز، أي أن تلك المدينة التي كانت تعاني من الجدب، وما يعنيه الصحن، وأيضًا الذي طُرح ليهب صحة. نقرأ في نفس الرسول أن هذا قيل عن الكنيسة "افرحي أيتها العاقر التي لم تلد. اهتفي واصرخي أيتها التي لم تتمخض" (غل 4: 27؛ إش 54: 1). إذن الكنيسة هي المدينة المجدبة، لأن حال المياه كانت رديئة قبل مجيء المسيح، أي بسبب دنس شعوب الأمم، ولم تكن قادرة أن تحبل بأبناء لله بسبب عقمها. لكن عندما جاء المسيح وأخذ جسدًا بشريًا مثل صحن من الطين، أصلح رداءة المياه، بمعنى أنه نزع دنس الشعب، وللحال صارت الكنيسة التي كانت عاقرًا مثمرة. الأب مكسيموس أسقف تورين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 193847 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() v لقد رأت (والدتك باولا Paula) أن ينبوع الناموس مُرّ للغاية وعقيم، هذا الذي شفاه يشوع الحقيقي بحكمته، محوِّلاً إيَّاه إلى بئر عذبة ومُخصبة. القديس جيروم |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 193848 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() v ألقى الملح في إناءٍ جديدٍ ليصوّر هناك الولادة الكاملة في حضن البتول الطاهرة. صوّر البتولَ بالجرة الجديدة التي لم تدنُ منها الوصمة نهائيًا... بالملح مثّل الابن الوحيد، لأنه هو الذي يملح كل تفاهة الطعام بطعمه المميز. بالوعاء الجديد صوّر جسد الشابة الطاهر، وبالملح صوّر الابن الذي يملح الأذواق التافهة. نزل الملح إلى المياه الرديئة فشفاها، وهذا يعني أن الابن شفى بميلاده جنس آدم. كانت القرية الحسنة كلها مريضة (فاسدة)، ومُعذَّبة، إلى أن افتقدها الملح وشفاها. هكذا كانت كل الخليقة الجميلة مملوءة موتًا، حتى أشرق الابن من مريم، وشفى الأحياء. لو لم تسكب الجرة الجديدة الملحَ على نبع المياه المريضة لما شُفيت. ولو لم تلد البتول ابن الله، لما قام الجنس البشري من سقطته. مزج الملحَ في شراب المياه ليشرب كل واحدٍ، كما مزج الله الابن بالبشر، فأحيا الكل. هلم وشاهد الملح تشربه المياه الرديئة، ويأكل الموتى ابنَ الله فيحيون. المياه بالملح، والشعوب بالجسد اقتنوا العافية، وعاشت الأرض كأريحا التي كانت مريضة... ألقى أليشع الملح بسرّ الابن، وأزال اللعنة، وشفى المياه التي كانت مريضة. وأظهر كيف يأتي ابن الله إلى العالم، وبه تُرفَع لعنة الأرض فيشفيها. نقض أليشع قصاص يشوع بن نون (يش 6: 26)، وأزال اللعنة من النبع بالملح الذي ألقاه. وصوَّر المسيحَ الذي أبطل حكم الآب، وبصليبه رفع لعنة الأرض، وبه شُفيت. الآب في البداية لعن الأرض بسبب آدم، ويشوع بن نون لعن أريحا عندما استأصلها. بذلك الملح زالت اللعنة من أريحا، وبأليشع بطل منها الموت الذي حلّ بها. هناك صُورت صورة عظمى لابن الله، لأنه يبطّل اللعنة، ويمنع الموت عن الإنسانية. القديس مار يعقوب السروجي |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 193849 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لعن الصبيان المقاومين للحق ثُمَّ صَعِدَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى بَيْتِ إِيلَ. وَفِيمَا هُوَ صَاعِدٌ فِي الطَّرِيقِ، إِذَا بِصِبْيَانٍ صِغَارٍ خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ، وَسَخِرُوا مِنْهُ، وَقَالُوا لَهُ: اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ! اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ! [23] كانت بيت إيل هي البلدة التي وُجد فيها عجل يربعام. وهناك أيضًا أقام بعض بني الأنبياء الذين اعتبروا إيليا سيدًا لهم ومُعَلِّمًا. من ثم كان هناك صراع ديني عنيف. كان أليشع يغطي رأسه كعادة الشرق الأوسط في ذلك الحين. فعبارة "يا أقرع، يا أقرع" لم تكن سخرية أطفال، بل إهانة لرئيس بني الأنبياء في بيت إيل، وهي إهانة مباشرة لله. ولابدَّ أنها كانت بإيعاز من آبائهم الذين على وجه الخصوص جَنُوا العقاب الذي وقع على الصبيان. في الهند تعبير "أصلع الرأس" لا يشير إلى عدم وجود شعر في الرأس، إنما غالبًا ما يستخدم عن أناس لهم غنى وفير. كان العبرانيون يقدّرون الرأس الجميلة المملوءة بالشعر، ويستنكرون تمامًا الصلعة (إش 15: 2)، يستخدم تعبير "أصلع" للسخرية والاحتقار، يعني إنسانًا وضيعًا وتافهًا. إن فهمنا عبارة "رجل اشعر" إن شعر إيليا كان طويلاً ومرخيًا، فعلى العكس كانت قرعة أليشع غير عادية. v يبدو أن وقاحة الأولاد كانت ثمرة تعليم والديهم، الذين كانوا أثمة يحملون عداوة لإيليا ولتلاميذه. ويمكننا القول إنهم كانوا قد أُرسلوا من سادتهم ليرددوا ما قد تعلَّموه. الكلمة التي نطق بها أليشع لتلاميذ إيليا أعلنوها للمواطنين زملائهم (في بيت إيل)، وذلك بخصوص صعود سيدهم، وقد أحزنت شعب بيت إيل بطريقة صعبة. لهذا أظن أن هؤلاء الأطفال لم يشيروا فقط إلى صلعته، إنما صبُّوا له شتائم لتشويه سمعته، حتى لا يصدق أحد كلامه، إن ردد في بيت إيل ما قد أقنع به كثيرين في أريحا. القديس أفرام السرياني وَنَظَرَ إِلَيْهِمْ، وَلَعَنَهُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ. فَخَرَجَتْ دُبَّتَانِ مِنَ الْوَعْرِ، وَافْتَرَسَتَا مِنْهُمُ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَلَدًا. [24] بعد أن تمتع أليشع النبي بقوة الله الفائقة التي تَجَلَّت في أول عمل له بعد صعود سيده، حيث ضرب نهر الأردن برداء إيليا، وحوّل المياه الردية إلى مياه عذبة بالملح الذي في الصحن الجديد، خرج صبيان المدينة، غالبًا ما كانوا شبابًا، يسخرون منه. لم يكن تصرف الفتيان هنا نوعًا من التسلية يمارسها بعض الأطفال أو الصبيان عن سذاجة، لكنهم كانوا شبانًا تحركوا لمقاومة عمل الله. يبدو أن عددهم كان كبيرا، إذ قيل: [كان من بينهم اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَلَدًا]. خرجوا بخطة واضحة يسخرون بكلمات لها معناها. من هم هؤلاء الصبيان الصغار؟ 1. يرى البعض أن بيت إيل كمركزٍ رئيسيٍ لعبادة العجل، لم يكن البعض يقبل دخول رجل الله إلى المدينة[77]. كان ذلك ربما خطة قد أعدها عدو الخير إبليس خلال كهنة البعل والعاملين لحساب الوثنية. فما حلَّ بالصبيان كان لتأديب عائلاتهم المقاومين للحق الإلهي. 2. يرى آخرون أنهم تلاميذ لمُعلِّم كرَّس حياته للتعليم ضد التقوى والحياة الصالحة[78]. يتساءل البعض: لماذا يسمح الله بافتراس اثنين وأربعين صبيًا بسبب كلمات سخرية نطقوا بها ضد أليشع النبي؟" أولاً: كانوا شبابًا مثل جماعات الـgangs، غالبًا ما كانت سخريتهم هادفة نحو تحطيم الإيمان بالله الحيّ، وربما كانوا يجتذبون أعدادًا كبيرة من الشباب حولهم. لذا كانت حياة أليشع النبي في خطر لكثرة عددهم وطبيعة إثمهم وعدم احترامهم الواضح للسلطة. ثانيًا: أراد الله بما حدث أن يتغلغل الخوف في قلوب أية عصابة أخرى مثل هذه، فلو لم يخف هؤلاء الصبيان من سخريتهم برجل الله أليشع، لصاروا خطرًا يهدد حياة جميع رجال الله. ثالثًا: يرى البعض في قولهم لأليشع: "اصعد يا اقرع"، مكررين ذلك أنهم يسخرون مما أعلنه للشعب عن صعود مُعلِّمه إيليا. وكأنهم يقولون: "إن كان إيليا ذو الشعر الطويل قد صعد في مركبة نارية إلى السماء، فما الذي يمنع من صعودك يا أيها الأقرع؟" أيضًا كان ذلك نوعًا من التسخيف لإيليا الصاعد في مركبة نارية نحو السماء، فقد بقى الأشرار يقاومونه حتى بعد صعوده. لم تكن السخرية موجهة ضد أليشع شخصيًا، وإنما كانت ضد رسالته النبوية والعمل الإلهي خلاله وخلال مُعَلِّمه إيليا. ما فعله هؤلاء الصبيان كان يُمثِّل خطة خطيرة قام بها أهل بيت إيل، فقد سمعوا كيف كرَّمه بنو الأنبياء في أريحا عندما رأوه قد شق نهر الأردن بقوة الله خلال رداء إيليا، وأصلح مياه النبع بطريقة فائقة لحساب كل أهل المدينة. بهذا بدأت أريحا تشهد لصعود إيليا رجل الله. فلكي يُحطِّموا هذه الكرازة قبل وصول أليشع إلى بيت إيل أرسلوا هؤلاء الصبيان، لتحطيم نفسيته، ولكي لا يصغِ أحد من بيت إيل إلى كلماته بخصوص صعود إيليا بمركبة نارية. استخدم الأب يوحنا الدمشقي هدا الحدث كمثال لضرورة تكريم أناس الله. v أول شيء، الأماكن التي يستريح فيها الله القدوّس وحده في أماكن مقدّسة هي الثيؤتوكس والقدّيسون. هؤلاء الذين يتشبهون بالله قدر المستطاع، حيث اختاروا أن يتعاونوا مع الاختيار الإلهي. لذلك يسكن الله فيهم. فإنّه حقًا يدعوهم آلهة، ليس بالطبيعة ولكن بالتبنّي، مثلما ندعو قضيب الحديد الساخن مشتعلاً، ليس بطبيعته، ولكن لأنّه اشترك في العمل مع النار. إنه يقول: "تكونون قدّيسين، لأنّي قدّوس الرب إلهكم" (لا 19: 2) هذا أولاً، وبعد ذلك اختيار الخير، فبمجرّد أن نختار الخير، يساعد الله الذين اختاروا الخير أن يزدادوا في الخير، لأنّه يقول: "وأسير بينكم" (لا 26: 12). نحن هياكل الله، وروح الله ساكن فينا (1 كو 3: 16) "وأعطاهم سلطانًا على أرواح نجسة حتى يخرجوها، ويشفوا كل مرضٍ وكل ضعفٍ" (مت 10: 1). وأيضًا: "من يؤمن بي، فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضًا، ويعمل أعظم منها" (يو 14: 12). "يقول الرب حاشا لي؛ فإني أكرم الذين يكرّمونني" (1 صم 2: 30) و"إن كنّا نتألّم معه، لكي نتمجّد أيضًا معه" (رو 8: 17) "الله قائم في مجمع الله، في وسط الآلهة يقضي" (مز 82: 1). لذلك حيث أنّهم آلهة، ليس بالطبيعة، ولكن لأنّهم شاركوا الطبيعة الإلهيّة، فيجب أن يُبجَّلوا، ليس لأنّهم يستحقّونه، ولكن لأنّهم يحملون في داخلهم ذاك الذي هو معبود بالطبيعة. نحن لا نبتعد عن الحديد المشتعل ونرفض أن نلمسه بسبب طبيعته، لكن لأنّه اشترك مع ما هو ساخن بالطبيعة. والقدّيسون يُبجّلون، لأن الله مجَّدهم. ومن خلاله أصبحوا مخوفين للأعداء، ومفيدين للإيمان. هم ليسوا آلهة بطبيعتهم، ولكن لأنّهم كانوا خدَّامًا محبّين لله، لذلك نُبجِّلهم، لأن الملك يتكرم من خلال التكريم المُقدَّم لخدّامه المحبوبين. هم خدَّام طائعون، وأصدقاء مُقرَّبون، ولكنّهم ليسوا الملك نفسه. عندما يصلّي المرء بإيمان مُقدِّمًا دعواه باسم صديق مُفضَّل، فإن الملك يقبل الدعوة من خلال الخادم الأمين، لأنّه يقبل التكريم الذي أُعطي لخادمه. لذلك هؤلاء الذين يتقدَّمون إلى الله من خلال الرسول يستمتّعون بالشفاء، لأن ظل الرسل أو مناديلهم ومناشفهم التي تلمسهم مملوءة من الدواء. هؤلاء الذين يرغبون في عبادتهم مثل الله ممقوتون، ويستحقّون النار الأبديّة. أما الذين بسبب عجرفتهم يرفضون أن يكرِّموا خدّام الله، فسوف يُحكم عليهم على عجرفتهم وإظهارهم عدم التكريم لله. الأطفال الذين أساءوا إلى أليشع هم مَثَل لذلك، لأن الدببة افترستهم (2 مل 2: 23). القديس يوحنا الدمشقي خامسًا: لم يستدعِ النبي الدبتين، إنما ترك الأمر في يدي الله، الذي أرسل الدبتين من الغابة. لقد لعنهم بالرب، أي لعنهم بذاك الذين يقاومونه ويسيئون إليه. لم يطلب النقمة لنفسه، ولم يسأل شيئًا لتأديبهم، لكن الله هو الذي أرسل الدبتين من الوعر لتشهدا لخطورة مقاومة الحق الإلهي فافترستاهم. لم يرد في الكتاب المقدس أن أليشع صلَّى لكي يُعاقَبوا بمثل هذا العقاب. كان هذا عقاب الله لدينونة هذه العصابة الغير تقية. سادسًا: سمح الله بذلك لأن السخرية برجال الله أمر شائع في كل العصور، خاصة بين الأجيال الناشئة، فأراد الله تقديم درسٍ للأجيال كلها. ما فعلوه ليس بالإهانة صغيرة، لأن هؤلاء الصبيان سخروا بنبي الله. وبما أن النبي يُمثِّل فم الله بالنسبة للشعب، لأنه يكلمهم بكلام الله، يكون خطأ هؤلاء الصبيان في نبي الله موجَّه أيضًا إلى الله في شخص هذا النبي. سابعًا: يرى العلامة ترتليان أن الله سمح بافتراس هؤلاء الصبية الساخرين بالنبي ليؤكد أنه ليس لديه محاباة، فكما يهلك الغرباء الوثنيين المقاومين للحق هكذا يؤدب شعبه حتى وإن كانوا صبيانًا صغارًا متى أصرُّوا على الشر. ثامنًا: يربط بعض الآباء مثل القديس أغسطينوس ومار يعقوب السروجي هذا الحدث بصلب رب المجد يسوع، حيث سخر به الصالبون، قائلين: "أصلبه! أصلبه!" يقدمون لنا تبريرًا لخروج الدُبتين اللتين افترستا الصبيان الساخرين بأليشع. إذ يرون في أليشع رمزًا للطبيب الذي يشفي مياه الطبيعة البشرية التي حلّ بها الفساد، فإن الصبيان يشيرون إلى جماعة الصالبين الذين سخروا بعمل الفداء. لقد جحد الصالبون السيد المسيح الذي جال يصنع معهم خيرًا. صاروا أشبه بصبيان غير متعقلين، يسلكون بجهالة، ويدفعون بأنفسهم تحت نير اللعنة. هذا هو حال رؤساء الكهنة والكهنة والكتبة والفريسيين الذين سخروا بالسيد المسيح أثناء محاكمته، وظنوا أنهم قادرون أن يتشفُّوا فيه، إذ فضح رياءهم، عوض تقديمهم الشكر بمجيئه، والكرازة به، والشهادة لتحقيق النبوات. v تذكروا الإنجيل (مت 27: 33) حيث صلبوه في موضع الجلجثة. أضف إلى ذلك، أولئك الذين سخروا بصليبه، افترستهم الشياطين الذين هم أشبه بالوحوش. فإن هذا أيضًا ما عناه سفر آخر، عندما كان أليشع النبي صاعدًا خرج إليه صبيان صغار وسخروا به، "اصعد يا أقرع! اصعد يا أقرع!" أما هو فليس في شيء من القسوة، إنما خلال السرّ جعل هؤلاء الصبيان تفترسهم دبتان خارجتان من الغابة. لو أن هؤلاء الصبيان لم يُفترَسوا، هل كانوا سيعيشون حتى الآن؟... ليته لا يسخر أحد بصليب المسيح. لقد سيطرت الشياطين على اليهود وافترستهم، فإنه في موضع الجلجثة صرخوا بأسلوب صبياني، غير مدركين ما يقولونه: "اصعد يا أقرع!" فإنه ماذا يعني "اصعد"، سوى "اصلبه، اصلبه" (لو 23: 21). فإن الطفولة توُضع أمامنا لكي نقتدي بالتواضع، كما توضع أمامنا لكي نحذر من الغباوة. القديس أغسطينوس يرى مار يعقوب السروجي وراء الصبيان إبليس عدو الخير الذي يحرك الخاضعين له ككلابٍ تنبح ضد المُخلِّص، وتسخر به. لم يكن ممكنًا لإبليس أن يقف صامتًا، وهو يرى الطبيب السماوي يشفي الطبيعة البشرية، ويرد لها صحتها وجمالها. عاشرًا: كان يليق بالكل أن يُقدِّموا ذبيحة شكر لله على تحويل المياه المُرَّة إلى مياه عذبة، والأرض الجدباء إلى أرض مثمرة، لكن عوض الشكر والتسبيح لله، قدَّموا استخفافًا بالله، واستهزاءً بنبيِّه أليشع، فما حلّ بالصبيان هو ثمر طبيعي لروح السخرية بالله وبأعماله، وبالعاملين معه! v في الوقت الذي كان فيه الطوباوي أليشع في اليهودية، لم يُكرم هو وغيره من الأنبياء بواسطة غالبية الشعب، بل وكانوا موضوع سخرية وإهانات، حاسبين إياهم مجانين يمتلكهم الشيطان. حقًا حدث في ذلك الوقت عندما أرسل أليشع أحد أبناء الأنبياء ليمسح ياهو ملكًا، قال القواد الذين كانوا جالسين مع ياهو: "لماذا جاء هذا المجنون إليك؟" (2 مل 9: 11)... فعل الصبيان ذلك بتحريض من والديهم، فإنه واضح أنه ما كان لهؤلاء الصبية أن يصرخوا هكذا لو أن هذا لا يُسر والديهم. لذلك حزن أليشع الطوباوي من أجل هلاك الشعب، أو بالحري أراد الروح القدس خلال أليشع أن يوقف كبرياء اليهود، فجعل دبَّتين تأتيان وُتمزِّقان الاثنين وأربعين صبيًا. سبب ذلك الفعل هو أنه عندما يُضرب الصبيان يتأدب الكبار، ويكون موت الأولاد درسًا للآباء. لعلهم يتعلمون على الأقل الخوف من النبي هذا الذي رفضوا أن يحبوه عندما صنع معجزات. على أي الأحوال تمادَى اليهود في شرورهم... فتحقق فيهم المكتوب: "لِبَاطِل ضَرَبْتُ بَنِيكُمْ. لَمْ يَقْبَلُوا تَأْدِيبًا" (راجع إر 2: 30). الأب قيصريوس أسقف آرل العلامة ترتليان v الآن بحسب الحرف أيها الأعزاء المحبوبون يليق بنا أن نؤمن أن الطوباوي أليشع كان مدفوعًا بغيرة إلهية ليصلح الشعب أكثر منه أنه بدافع الغضب عندما سمح بتمزيق الصبيان اليهود، لم يكن غرضه الانتقام بل الإصلاح، بالحقيقة أيضًا حمل بوضوح هذا رمزًا لآلام ربنا ومخلصنا. كما صرخ الأولاد غير المُهذَّبين نحو الطوباوي أليشع قائلين: "اصعد يا أقرع؛ اصعد يا أقرع!"، هكذا أيضًا في أيام الآلام كان اليهود مختلي العقل يصرخون بكلمات شريرة نحو المسيح، أليشع الحقيقي: "اصلبه! اصلبه! ماذا تعني: "اصعد يا أقرع!" سوى "اصعد على الصليب ناحية الجلجثة". لاحظوا يا إخوة أنه في أيام أليشع قُتِلَ اثنان وأربعون صبيًا، هكذا بعد 42 عامًا من آلام ربنا جاء دُبَّان: فاسبسيان وتيطس وحاصرا أورشليم. لاحظوا أيضًا يا إخوة أن حصار أورشليم تم في أثناء الاحتفال بالفصح. هكذا بحُكْم الله العادل نالوا العقاب المستحق في نفس الأيام التي فيها عُلق أليشع الحقيقي، ربنا ومخلصنا، على الصليب... نقرأ في التاريخ أن ثلاثة ملايين يهودي اجتمعوا في أورشليم؛ ومليون ومائة ألف منهم قتلوا بالسيف أو الجوع، ومنهم ألف شاب اُقتيدوا إلى روما. في نصرة (للعدو) حُوصرت المدينة سنتين، وعدد كبير من الموتى أُلقوا خارج المدينة حتى صارت أجسادهم مرتفعة في علو الأسوار. هذا الخراب سبق فرُمز له بالُدبِّتين اللتين مَزَّقتا الاثنين وأربعين صبيًا الساخرين بالطوباوي أليشع. فتحقق ما قاله النبي: "ُيفسدها الخنزير من الوعر، ويرعاها وحش البرية" (مز 80: 13)، لأنه كما أشرنا بعد الاثنين وأربعين عامًا تقبلت الأمة الشريرة ما تستحقه من الُدبِّين فاسيبسيان وتيطس. الأب قيصريوس أسقف آرل صنع نصرًا بالمياه الرديئة التي شفاها، ووهب الصحة للأرض المريضة والقفرة. بنبوته وضع حدًّا للموت وأبعده، وبعد أن ظهر جبروته خرج ليذهب. شرع يسلك طريقه وهو يصعد إلى بيت إيل، فالتقاه هازئون تجاسروا عليه بالإهانة. صبيان ملعونون أبناء تربية المياه الرديئة، سخروا بالطبيب الذي افتقدهم مجانًا. ماذا كان يشبه سوى ربنا الذي احتقره اليهود بعد أن شفى مرضاهم؟ أولئك مَن كانوا يشبهون إلا هؤلاء الذين عاينوا قوات ربنا، وعادوا وشتموه وأثموا؟ أعني أولئك كانوا الصالبين سريًا، لأنه هو أيضًا كان يحمل سرّ ابن الله. بعد أن شفى المياه الرديئة، سُخِرَ منه، مثل المسيح الذي كان يُهان بعد صنع القوات. منع الموتَ، وعاد أبناء العبرانيين يجازونه شرًا، لأنهم يفترون على كل الحسنات. ضمد جرحًا عظيمًا وشفاه ولم يأخذ أجرة، ولم يكفهم هذا، بل جازوه إهانة وشتمًا. افتقد المياه وأعطى العافية للينبوع، وإذ قام الطبيب الصالح ليغادر، زوَّدوه بالإهانة. أبناء العبرانيين أعطوه الإهانة أجرة رجليه (سلوكه)، لأنهم يكافئون الأطباء دائمًا بالشر. لم يطالبهم أن يعطوه شيئًا عندما شفاهم، وكان يرافقه أبناء الثعابين بالشتائم. القديس مار يعقوب السروجي علة تعثرنا بمثل هذه التصرفات الصادرة عن رجال الله عدم إدراكنا لمفاهيمهم الروحية، وعدم معرفتنا ما في قلوبهم وأفكارهم. فما يفعله رجال الله لا يدركه الجسدانيون والنفسانيون، لأنهم لا يتمتعون بالشركة مع الله مثل الروحيين، الذين لا يفعلون شيئًا إلا خلال اتحادهم بالقدوس. v حين تسمع بأنه لعن الصبيان، لا تظن بأن غضبه غلبه، واستعد لينتقم من الهزء. فالشجرة صالحة كلها، ولم تصنع ثمارًا رديئة، لأن كل ثمارها حسنة. الرجل الموجود فيه حياة الموتى والنبوة، لم يصنع سوءًا بالغضب كما نقول. لو لم يقصد أن يفيد لما لعنهم، لما سلَّم الصبيان إلى الدُبتَين بسبب إهانته... ألا تنظر إلى تصرفاته كيف كانت حسنة، إذ اهتم بشفاء الناس وحياتهم؟ فينحاس الذي قتل ومنع الموت من المعسكر، هل نقول إذًا أنه قاتل لأنه قتل؟ كان البهي يحمل الصلاة في قلبه، والرمح في يده، ليمنع بكل الوسائل الموتَ المتفشي. ولا يُقال إنه قتل... بل صلَّى، فاستعمل القتل كأنه صلاة... هكذا جميع الشرفاء وأبناء النور يتحركون بالروح، (ليقوموا) بأعمال للمساعدة. عندما يقتلون يريدون أن يُحيوا، لأن إرادتهم أسمى من الشرور، على مثال الله. الروحاني بعيد عن النفساني بأفعاله، ولا يقدر أن يعرف أموره عندما تُصنع. لهذا عندما ينظر إليه يتعثر، حيث يظن شيئًا بدل شيءٍ بخصوص الروحاني. وأنت عندما تنظر إلى أليشع، اُنظر إليه هكذا: إنه رجل مملوء كله روحًا وتمييزًا. وإذ نسج الله نفسه، كان يصنع كل أعماله ليساعدهم بقلبٍ صالحٍ. كان قلبه مأسورًا بالله بالروح الذي أخذه، ولم يكن يقدر أن يتحرك للعمل بدونه. استنارت نفسه بالرب الذي حلَّ فيها، ولم يكن يتعثر، لأنه كان يسير فيه كما في أثناء النهار. كان قد عظُم الرجل بالغنى الإلهي من ذلك الكنز الذي أعطاه إياه مُعلِّمه حين صعد. أخذ المفتاح العظيم، يفتح ويغلق كل الخلائق، ليقوم مثل وكيل بيت الله. القديس مار يعقوب السروجي وَذَهَبَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى جَبَلِ الْكَرْمَلِ، وَمِنْ هُنَاكَ رَجَعَ إِلَى السَّامِرَةِ. [25] كانت السامرة عاصمة المملكة، وكان لأليشع بيت فيها (2 مل 5: 3، 9؛ 6: 32). وكان يعاشر الملك والشيوخ، وله اعتبار خاص لديهم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 193850 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ثُمَّ صَعِدَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى بَيْتِ إِيلَ. وَفِيمَا هُوَ صَاعِدٌ فِي الطَّرِيقِ، إِذَا بِصِبْيَانٍ صِغَارٍ خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ، وَسَخِرُوا مِنْهُ، وَقَالُوا لَهُ: اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ! اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ! [23] كانت بيت إيل هي البلدة التي وُجد فيها عجل يربعام. وهناك أيضًا أقام بعض بني الأنبياء الذين اعتبروا إيليا سيدًا لهم ومُعَلِّمًا. من ثم كان هناك صراع ديني عنيف. كان أليشع يغطي رأسه كعادة الشرق الأوسط في ذلك الحين. فعبارة "يا أقرع، يا أقرع" لم تكن سخرية أطفال، بل إهانة لرئيس بني الأنبياء في بيت إيل، وهي إهانة مباشرة لله. ولابدَّ أنها كانت بإيعاز من آبائهم الذين على وجه الخصوص جَنُوا العقاب الذي وقع على الصبيان. في الهند تعبير "أصلع الرأس" لا يشير إلى عدم وجود شعر في الرأس، إنما غالبًا ما يستخدم عن أناس لهم غنى وفير. كان العبرانيون يقدّرون الرأس الجميلة المملوءة بالشعر، ويستنكرون تمامًا الصلعة (إش 15: 2)، يستخدم تعبير "أصلع" للسخرية والاحتقار، يعني إنسانًا وضيعًا وتافهًا. إن فهمنا عبارة "رجل اشعر" إن شعر إيليا كان طويلاً ومرخيًا، فعلى العكس كانت قرعة أليشع غير عادية. v يبدو أن وقاحة الأولاد كانت ثمرة تعليم والديهم، الذين كانوا أثمة يحملون عداوة لإيليا ولتلاميذه. ويمكننا القول إنهم كانوا قد أُرسلوا من سادتهم ليرددوا ما قد تعلَّموه. الكلمة التي نطق بها أليشع لتلاميذ إيليا أعلنوها للمواطنين زملائهم (في بيت إيل)، وذلك بخصوص صعود سيدهم، وقد أحزنت شعب بيت إيل بطريقة صعبة. لهذا أظن أن هؤلاء الأطفال لم يشيروا فقط إلى صلعته، إنما صبُّوا له شتائم لتشويه سمعته، حتى لا يصدق أحد كلامه، إن ردد في بيت إيل ما قد أقنع به كثيرين في أريحا. القديس أفرام السرياني |
||||