![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 19241 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أب الرهبان مقصد الزائرين ومجيب السائلين ![]() [COLOR=#000000 !important]على أبواب دير وسط صحراء شاسعة يقف المئات من الزوار لنوال البركة والصلوات، لم يبال أحدهم بمشقة الطريق وقطع المسافات، يزيل تعبهم صوت الرياح المحمل بعطر القداسة هنا دير الأنبا أنطونيوس، يعتبره العالم «أب الأسرة الرهبانية» ومؤسس الحركة الرهبانية في العالم كله بالرغم من وجود حركات رهبانية سابقة له.[/COLOR] [COLOR=#000000 !important]يسرع الوافدون قاصدين أيقونات القديسين، وخاصة قديس الدير الشهير بمؤسس الرهبنة بأرض مصر وراعي أول رعيل لرهبانيات الشركة - تشارك الرهبان في الصلوات والأكل والقداسات - بعدما كان منهج التوحد لقاصدي الصحراء من أجل التعبد لله.[/COLOR] [COLOR=#000000 !important]بين الآلاف الوافدين هموم وأحزان، طلبات واحتياجات، أمور كثيرة يقصدون الأديرة لرفع الصلوات كونها شاهدًا على قداسة سكانها الأوائل من الرهبان، قاطعين أميالًا وأميالًا لرفع طلب أو احتياج.[/COLOR] [COLOR=#000000 !important]أمام صورة القديس أنبا أنطونيوس أب الرهبان وقف رجل خمسيني تعلقت عيناه بالأيقونة وظل يردد كلمات غير مفهومة مناجيًا ومطالبًا ومتحدثًا إلى صاحب الأيقونة قديس الدير، ووسط هدوء أجهش صوت الرجل بالبكاء طالباً معونة القديس.[/COLOR] [COLOR=#000000 !important]ومع تزايد أعداد الوافدين لم يتزحزح من موقعه ليفتح الطريق لآخرين النظر لصورة أب الرهبان كما لو أراد أن يقول «لن أتركك قبل قضاء مقصدي وتلبية طلبي»، وظل طويلًا أمامها، ومع مرور الوقت بدأ يستشعر مؤخرًا الألم نتيجة الوقوف، فأوقد شمعة أمام الأيقونة وغادر المكان قليلًا.[/COLOR] [COLOR=#000000 !important]دقائق معدودة وعاود الدخول إلى موضع الزيارة ليعيد الكرة مجددًا كما لو أراد أن ينطلق القديس من «رسمه» ليقطع وعدًا بتحقيق رغبته أو مطلبه، ووقف أمام كتابات تحمل إنشادًا وتسبيحًا في القديس ليرددها عدة مرات متتالية.[/COLOR] [COLOR=#000000 !important]فى ختام زيارته وقف أمام الصورة ذاتها مبتسمًا، ويبدو أن قلبه وضميره اطمأنا بأن القديس استجاب إليه وسيتدخل في أمره وتحقيق مطلبه.[/COLOR] [COLOR=#000000 !important]قديس الدير «أنطونيوس» وُلد في بلدة «قمن العروس» التابعة لبني سويف حوالي عام ٢٥١ م، من والدين غنيين. مات والده فوقف أمام الجثمان يتأمل زوال هذا العالم.[/COLOR] [COLOR=#000000 !important]وفي عام ٢٦٩ م دخل ذات يوم الكنيسة سمع الإنجيل يقول: «إن أردت أن تكون كاملًا اذهب وبِع كل مالك ووزعه على الفقراء، وتعال اتبعني»، فشعر أنها رسالة شخصية تمس حياته عاد إلى أخته الشابة ديوس يعلن لها رغبته في بيع نصيبه وتوزيعه على الفقراء ليتفرغ للعبادة بزهد، فأصرت ألا يتركها حتى يسلمها لبيت العذارى بالإسكندرية، وبدأ رحلته مع الصحراء إلى أن لقب بـ«أب الرهبان».[/COLOR] |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19242 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لماذا يُسمى المؤمن بالمسيحي؟ ![]() جاءت كلمة «مسيحي» في الكتاب المقدس ثلاث مرات (أع11: 26؛ 26: 28؛ 1بط4: 16). وفي هذه المرات الثلاث لم تُستخدم لتصف شكلاً ظاهريًا للانتماء للمسيح مثل التسمي بأسماء مسيحية، أو الذهاب إلى دور عبادة مسيحية، أو الاحتفال بأيام وبأعياد لها طابع مسيحي. وإنما جاءت الكلمة لتصف صنفًا من البشر، في جنسهم وأصلهم وصنف حياتهم وتوجهاتهم وانتماءاتهم، صاروا مثل المسيح. فليس المسيحي هو مَن وُلد في دائرة المسيحية، وإنما المسيحي هو من امتلك حياة المسيح؛ الحياة الأبدية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19243 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لماذا يتألم المسيحي؟ ![]() لأن المسيحي كائن سماوي يعيش على الأرض تُعلّمنا كلمة الله أن المسيح الذي مات وقام، قد صار بعد قيامته رأسًا لجنس جديد. فحَبَّة الحنطة التي وقعت في الأرض وماتت قد أتت بالثمر الكثير (يو12: 24). ولقد كان هذا الثمر الكثير من ذات صنف وشبه وخصائص ونوعية حياة حبة الحنطة، الذي هو المسيح المُمات والمُقام من بين الأموات (تك1: 11). فامتلاك المؤمن للحياة الجديدة قد أتْحَده بالمسيح، وفصله عن العالم. والنتيجة الطبيعية لذلك هي شعور المؤمن بالغربة في العالم، فلم يَعُد العالم يُبهجه، ولم يعُد بريق العالم يخطف عينيه، ولم تعُد مبادئ العالم تحكم تصرفاته، ولم تعُد آباره تروي عطش المؤمن الذي يجوع ويعطش دومًا إلى البر؛ بل إن العالم كله، الموضوع في الشرير، أصبح غابة من الشوك تُحيط بسوسنة الرب في أودية الأرض (نش2: 2). فكم من الألم الذي يتجرعه المؤمن في كل يوم نتيجة سكناه في بيئة ليست بيئته! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19244 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() حياة المسيحي من صنف حياة المسيح ![]() من الناحية الأخرى تنفتح طاقات غضب العالم وكراهيته لتنصب على رؤوس المؤمنين، لا لكونهم قتلة أو خاطفين أو مُغتصبين، أو فاعلي شر، وإنما لأنهم تابعون للمسيح، ويحملون نفس حياته وملامحه وصفاته الأدبية (مت10: 22). فإذا عرفنا لماذا أبغض العالم المسيح، يسهل علينا أن نعرف لماذا يبغض العالم المسيحي. فيقول الرب - تبارك اسمه - عن سبب بغضة العالم له: «وَهَذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيِّآتِ يُبْغِضُ النُّورَ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئَلاَّ تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ. وَأَمَّا مَنْ يَفْعَلُ الْحَقَّ فَيُقْبِلُ إِلَى النُّورِ، لِكَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ أَنَّهَا بِاللهِ مَعْمُولَةٌ» (يو3: 19-21). فكما كان المسيح، بنوره وبره وتقواه، كاشفًا وفاضحًا لظلمة هذا العالم ولفساده، حتى إنهم أسلموه للصليب حسدًا، بالرغم من أنهم لم يجدوا فيه خطية تستوجب الموت؛ هكذا كل مسيحي امتلك حياة الله، هو بحياته الجديدة وعمل الروح القدس فيه يسلك كما سلك ذاك (1يو2: 6)، وبالتالي يفضح فساد أهل العالم وفجوره، حتى إن العالم يستغرب أن المؤمن لا يركض معه إلى فيض الخلاعة (1بط 4: 4). ولكن العالم يتجاوز حد الاستغراب إلى حد الكراهية والسباب، بل قد يصل إلى حد القتل بعد العذاب، وهذا هو مستقبل مَن يمتلك حياة المسيح، ويدخل في شركة معه ويسير خلفه. وكلما كان المؤمن أكثر قربًا من الرب في الشركة، وكلما صار أكثر شبهًا بالرب عمليًا، زادت بغضة العالم له، وزادت آلامه كمسيحي مِن يد العالم. فكراهية العالم للمؤمن، وتألم المؤمن كمسيحي من العالم، يتناسب تناسبًا طرديًا مع شركتنا بالرب والتصاقنا به. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19245 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() معونات روح المجد للمسيحي في احتمال الألم ![]() على أن الرب وعد بمساندة ودعم فوري لكل مسيحي يتألم أو يُعيَّر باسم المسيح. وهذا الدعم لا يأتي من الأرض، سواء كان مِن حكام أو دساتير أو قوانين وضعية. فلقد ذكرنا آنفًا أن العالم بكل أنظمته صار عدوًا للمسيحي، كما كان عدوًا للمسيح. لكن هذه المساندة وهذا الدعم يأتي من فوق؛ من المجد «لأَنَّ رُوحَ الْمَجْدِ وَاللهِ» - الروح الآتي من المجد؛ عربون المجد الآتي - «يَحِلُّ عَلَيْكُمْ»؛ على مَن يتألم كمسيحي (1بط 4: 14). يا للمجد الذي كان يُغلِّف المشهد ويلمع على وجه استفانوس وهو يُرجم كمسيحي لأجل اسم المسيح! ويا للمجد الذي أحاط بصفوف الشهداء - عبر العصور - وهم في طريقهم للسيف والقتل كمسيحيين لأجل اسم المسيح، فجعلهم يُرنمون ويتهللون، وتصاعدت نغمات ترنيماتهم مع إيقاعات أصوات السيوف وزئير الأسود! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19246 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مكافآت المسيحي المتألم ![]() إن الكتاب الذي كشف لنا ملامح طريق الألم ولم يُخفِهِ عنا، كشف أيضًا نهاية الطريق ودخولنا إلى المجد. فها الرسول بولس يتغنى قائلاً: «فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا» (رو8: 18). وسيأتي يومٌ، وذا قريب، عندما ينتهي المدمع وشقاء الطريق، عندما ينتهي بنا الطريق الضيق إلى اتساعٍ ورحبٍ لا حَصْرَ فِيهِ، عندما يستقبلنا الرب نفسه في الهواء مرحبًا ومطيبًا قائلاً: حملوا الصليب وما استحوا بي في البشر بل ما ابتغوا حظًا سوى اسمي المُحتقر فليجلسوا معي على عرش الظفر وليُلبسوا أكاليل مجدِ قد بـهـر وليشبعوا من نعمة بيميني |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19247 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الآلام المقدسة ![]() «فَلاَ يَتَأَلَّمْ أَحَدُكُمْ كَقَاتِلٍ، أَوْ سَارِقٍ، أَوْ فَاعِلِ شَرٍّ، أَوْ مُتَدَاخِلٍ فِي أُمُورِ غَيْرِهِ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ كَمَسِيحِيٍّ، فَلاَ يَخْجَلْ، بَلْ يُمَجِّدُ اللهَ مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ» (1بط4: 15، 16) كتب الرسول بطرس- الشيخ والشاهد لآلام المسيح وشريك المجد العتيد - إلى إخوته المُشتَّتين والمُتغرِّبين والمُتألمين، نتيجة لتبعيتهم للمسيح، لتثبيتهم؛ واضعًا أمام أعينهم معونات الله الموهوبة لهم، ليُواصلوا الجهاد، وأيضًا مُستعرضًا أمام أعينهم أنواعًا متعددة من الآلام الموهوبة لهم كنتيجة حتمية لتبعيتهم للمسيح. ومن ضمن ما استعرضه أمامهم، هذا النوع المُرّ الحُلو الذي هو “التألم كمسيحي”، وكما كتب الرسول بولس للفيلبيّين قائلاً: «لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ» (في1: 29). لماذا يُسمى المؤمن بالمسيحي؟ ![]() جاءت كلمة «مسيحي» في الكتاب المقدس ثلاث مرات (أع11: 26؛ 26: 28؛ 1بط4: 16). وفي هذه المرات الثلاث لم تُستخدم لتصف شكلاً ظاهريًا للانتماء للمسيح مثل التسمي بأسماء مسيحية، أو الذهاب إلى دور عبادة مسيحية، أو الاحتفال بأيام وبأعياد لها طابع مسيحي. وإنما جاءت الكلمة لتصف صنفًا من البشر، في جنسهم وأصلهم وصنف حياتهم وتوجهاتهم وانتماءاتهم، صاروا مثل المسيح. فليس المسيحي هو مَن وُلد في دائرة المسيحية، وإنما المسيحي هو من امتلك حياة المسيح؛ الحياة الأبدية. لماذا يتألم المسيحي؟ ![]() لأن المسيحي كائن سماوي يعيش على الأرض تُعلّمنا كلمة الله أن المسيح الذي مات وقام، قد صار بعد قيامته رأسًا لجنس جديد. فحَبَّة الحنطة التي وقعت في الأرض وماتت قد أتت بالثمر الكثير (يو12: 24). ولقد كان هذا الثمر الكثير من ذات صنف وشبه وخصائص ونوعية حياة حبة الحنطة، الذي هو المسيح المُمات والمُقام من بين الأموات (تك1: 11). فامتلاك المؤمن للحياة الجديدة قد أتْحَده بالمسيح، وفصله عن العالم. والنتيجة الطبيعية لذلك هي شعور المؤمن بالغربة في العالم، فلم يَعُد العالم يُبهجه، ولم يعُد بريق العالم يخطف عينيه، ولم تعُد مبادئ العالم تحكم تصرفاته، ولم تعُد آباره تروي عطش المؤمن الذي يجوع ويعطش دومًا إلى البر؛ بل إن العالم كله، الموضوع في الشرير، أصبح غابة من الشوك تُحيط بسوسنة الرب في أودية الأرض (نش2: 2). فكم من الألم الذي يتجرعه المؤمن في كل يوم نتيجة سكناه في بيئة ليست بيئته! حياة المسيحي من صنف حياة المسيح ![]() من الناحية الأخرى تنفتح طاقات غضب العالم وكراهيته لتنصب على رؤوس المؤمنين، لا لكونهم قتلة أو خاطفين أو مُغتصبين، أو فاعلي شر، وإنما لأنهم تابعون للمسيح، ويحملون نفس حياته وملامحه وصفاته الأدبية (مت10: 22). فإذا عرفنا لماذا أبغض العالم المسيح، يسهل علينا أن نعرف لماذا يبغض العالم المسيحي. فيقول الرب - تبارك اسمه - عن سبب بغضة العالم له: «وَهَذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيِّآتِ يُبْغِضُ النُّورَ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئَلاَّ تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ. وَأَمَّا مَنْ يَفْعَلُ الْحَقَّ فَيُقْبِلُ إِلَى النُّورِ، لِكَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ أَنَّهَا بِاللهِ مَعْمُولَةٌ» (يو3: 19-21). فكما كان المسيح، بنوره وبره وتقواه، كاشفًا وفاضحًا لظلمة هذا العالم ولفساده، حتى إنهم أسلموه للصليب حسدًا، بالرغم من أنهم لم يجدوا فيه خطية تستوجب الموت؛ هكذا كل مسيحي امتلك حياة الله، هو بحياته الجديدة وعمل الروح القدس فيه يسلك كما سلك ذاك (1يو2: 6)، وبالتالي يفضح فساد أهل العالم وفجوره، حتى إن العالم يستغرب أن المؤمن لا يركض معه إلى فيض الخلاعة (1بط 4: 4). ولكن العالم يتجاوز حد الاستغراب إلى حد الكراهية والسباب، بل قد يصل إلى حد القتل بعد العذاب، وهذا هو مستقبل مَن يمتلك حياة المسيح، ويدخل في شركة معه ويسير خلفه. وكلما كان المؤمن أكثر قربًا من الرب في الشركة، وكلما صار أكثر شبهًا بالرب عمليًا، زادت بغضة العالم له، وزادت آلامه كمسيحي مِن يد العالم. فكراهية العالم للمؤمن، وتألم المؤمن كمسيحي من العالم، يتناسب تناسبًا طرديًا مع شركتنا بالرب والتصاقنا به. معونات روح المجد للمسيحي في احتمال الألم ![]() على أن الرب وعد بمساندة ودعم فوري لكل مسيحي يتألم أو يُعيَّر باسم المسيح. وهذا الدعم لا يأتي من الأرض، سواء كان مِن حكام أو دساتير أو قوانين وضعية. فلقد ذكرنا آنفًا أن العالم بكل أنظمته صار عدوًا للمسيحي، كما كان عدوًا للمسيح. لكن هذه المساندة وهذا الدعم يأتي من فوق؛ من المجد «لأَنَّ رُوحَ الْمَجْدِ وَاللهِ» - الروح الآتي من المجد؛ عربون المجد الآتي - «يَحِلُّ عَلَيْكُمْ»؛ على مَن يتألم كمسيحي (1بط 4: 14). يا للمجد الذي كان يُغلِّف المشهد ويلمع على وجه استفانوس وهو يُرجم كمسيحي لأجل اسم المسيح! ويا للمجد الذي أحاط بصفوف الشهداء - عبر العصور - وهم في طريقهم للسيف والقتل كمسيحيين لأجل اسم المسيح، فجعلهم يُرنمون ويتهللون، وتصاعدت نغمات ترنيماتهم مع إيقاعات أصوات السيوف وزئير الأسود! مكافآت المسيحي المتألم ![]() إن الكتاب الذي كشف لنا ملامح طريق الألم ولم يُخفِهِ عنا، كشف أيضًا نهاية الطريق ودخولنا إلى المجد. فها الرسول بولس يتغنى قائلاً: «فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا» (رو8: 18). وسيأتي يومٌ، وذا قريب، عندما ينتهي المدمع وشقاء الطريق، عندما ينتهي بنا الطريق الضيق إلى اتساعٍ ورحبٍ لا حَصْرَ فِيهِ، عندما يستقبلنا الرب نفسه في الهواء مرحبًا ومطيبًا قائلاً: حملوا الصليب وما استحوا بي في البشر بل ما ابتغوا حظًا سوى اسمي المُحتقر فليجلسوا معي على عرش الظفر وليُلبسوا أكاليل مجدِ قد بـهـر وليشبعوا من نعمة بيميني |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19248 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي ![]() قال الرب يسوع: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي» (يو12: 26)؛ فالذي يخدم الرب يتبعه، ليس في طريق المحبة فقط كالمثال الكامل والمقياس السامي في كل حب، كما قال: «لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ» (يو15: 13)، وليس في اتضاعه فقط كما قال: «تَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ» (مت11: 29)، وليس في البذل والعطاء فقط لأنه قال: «مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ» (أع20: 35)، لكن يتبعه أيضًا في طريق آلام الخدمة، لأن طريق الخدمة طريق محفوف بالآلام. وهذا ما قاله الرب لحنانيا عن شاول الطرسوسي: «هَذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ اسْمِي ... لأَنِّي سَأُرِيهِ كَمْ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ مِنْ أَجْلِ اسْمِي» (أع9: 15، 16). وهذا ما أكده عن نفسه قائلاً: «لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ» (في3: 10). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19249 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() آلام يجلبها الخادم لنفسه ![]() بسبب عصيانه وعدم طاعته لصوت الرب وإرشاد الروح القدس. وهذا ما حدث مع يونانـ عندما قال له الرب: «قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ عَلَيْهَا، لأَنَّهُ قَدْ صَعِدَ شَرُّهُمْ أَمَامِي»، لكن للأسف لم يُطِع الرب، وقام ليهرب إلى ترشيش من وجه الرب؛ فكان سبب مصيبة وآلام له وللذين معه في السفينة، وبسبب الريح الشديدة والنوء العظيم صرخوا كل واحد إلى إلهه، ثم طرحوا الأمتعة التي معهم إلى البحر، وطرحوا يونان في البحر. والرب أعد حوتًا عظيمًا ابتلعه، ومن جوف الحوت صرخ في ضيقه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19250 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() آلام من المقربين إلينا ![]() عندما لا يفهموننا: فعندما أراد داود أن ينزل ويحارب جليات ويقتله، ويخلِّص شعب الله، ويُزيل العار عن إسرائيل «حَمِيَ غَضَبُ أَلِيآبَ عَلَى دَاوُدَ وَقَالَ: لِمَاذَا نَزَلْتَ ... أَنَا عَلِمْتُ كِبْرِيَاءَكَ وَشَرَّ قَلْبِكَ، لأَنَّكَ إِنَّمَا نَزَلْتَ لِتَرَى الْحَرْبَ» (1صم17: 28). وهذا نفس ما حدث مع مريم أخت لعازر عندما كانت جالسه عند قدمي الرب تسمع كلامه، فقالت أختها مرثا: ««يَا رَبُّ، أَمَا تُبَالِي بِأَنَّ أُخْتِي قَدْ تَرَكَتْنِي أَخْدِمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُعِينَنِي!» (لو10: 40). وعندما كسرت القارورة، وسكبت الطيب على رأس الرب يسوع «كَانَ قَوْمٌ مُغْتَاظِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ، فَقَالُوا: لِمَاذَا كَانَ تَلَفُ الطِّيبِ هَذَا؟ لأَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هَذَا بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ. وَكَانُوا يُؤَنِّبُونَهَا. أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ: اتْرُكُوهَا! لِمَاذَا تُزْعِجُونَهَا؟ قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَنًا!» (مر14: 4- 6). آلام من إخوة كذبة: وهذه من أسوأ الآلام والأخطار التي يتعرض لها الخادم، حيث يُظهر البعض أنهم مؤمنون بالمسيح، لكنهم - في حقيقتهم - أتباع الشيطان، إذ يُدبرون له مكايد في الخفاء، ويقفون ضده وضد ما يُقدِّمه من تعاليم، قاصدين إفساد الإيمان المسيحي، وهذا من أصعب الآلام في طريق الخدمة. آلام من الشيطان: حيث يهيج الشيطان الناس الأشرار ضد الخادم وخدمته، وهذا ما فعله مع بولس وسيلا في فيلبي (أع16). فبعد أن أخرج بولس روح العرافة من الجارية، أمسكوا بولس وسيلا وجرُّوهما إلى السوق إلى الحكام. وإذ أتوا بهما إلى الولاة، قالوا: «هَذَانِ الرَّجُلاَنِ يُبَلْبِلاَنِ مَدِينَتَنَا، وَهُمَا يَهُودِيَّانِ، وَيُنَادِيَانِ بِعَوَائِدَ لاَ يَجُوزُ لَنَا أَنْ نَقْبَلَهَا وَلاَ نَعْمَلَ بِهَا، إِذْ نَحْنُ رُومَانِيُّونَ ... فَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا ضَرَبَاتٍ كَثِيرَةً وَأَلْقُوهُمَا فِي السِّجْنِ وَأَوْصُوا حَافِظَ السِّجْنِ أَنْ يَحْرُسَهُمَا بِضَبْطٍ. وَهُوَ إِذْ أَخَذَ وَصِيَّةً مِثْلَ هَذِهِ أَلْقَاهُمَا فِي السِّجْنِ الدَّاخِلِيِّ وَضَبَطَ أَرْجُلَهُمَا فِي الْمِقْطَرَةِ» (أع16: 16-24). آلام من الأشرار: مثل التعرض للإساءة والطرد كما قال الرب للتلاميذ: «طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ» (مت5: 11). وأيضًا التعرض للإيذاء الجسدي. |
||||