منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16 - 10 - 2017, 06:22 PM   رقم المشاركة : ( 19181 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الْمُسْتَقِيمُونَ يَجْلِسُونَ فِي حَضْرَتِكَ

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
" الْمُسْتَقِيمُونَ يَجْلِسُونَ فِي حَضْرَتِكَ."
يحدثنا الكتاب عن المسيح بأنه كان يصعد إلى الجبل ليصلي. وأريد أن أحدثكم عن ثلاثة جبال هامة في الكتاب المقدس:
الجبل الأول:
جبل سيناء

محضر مخيف يَهْوَهْ
إنه جبل الوصايا والشريعة. كان محضر يَهْوَهْ مخيفًا جدًا :
".. احْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَصْعَدُوا إِلَى الْجَبَلِ أَوْ تَمَسُّوا طَرَفَهُ. كُلُّ مَنْ يَمَسُّ الْجَبَلَ يُقْتَلُ قَتْلاً."
(الخروج 19: 12)
، وكان الشعب في خوف عظيم.
*
الجبل الثانى:
جبل التطويبات
حيث تحدث الرب بالموعظة على الجبل وقال:
"طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ يَهْوَهْ".
(متى 5: 8)
يسميهم الرب يسوع "أنقياء القلب" ويسميهم داود "المستقيمون".
وعند جبل التطويبات نجد الوسيلة أو الطريقة التي بها نستطيع أن نجلس ونكون في محضر الرب.
*
الجبل الثالث:
جبل الجلجثة
إنه جبل الصليب والموت الفدائى لأن الدينونة رُفعت عن المؤمن. قال الرسول بولس :
"إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ".
(رومية 1:8)
على جبل التطويبات كان المسيح معلمًا، وعلى جبل الجلجثة نجده فاديًا ومخلصًا. فجبل التطويبات يرفع أعيننا إلى جبل الجلجثة حيث الفداء. ومنه تكون استقامة القلب. إنه يكشف عن عجزنا الكلي لفداء أنفسنا فنصرخ مع بولس الرسول :
"وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هذَا الْمَوْتِ؟".
(رومية 24:7)
والمنقذ الوحيد هو رب المجد يسوع المسيح.
ولذلك نرى كيف أن داود تدارك هذا الأمر وقال :
"..الْمُسْتَقِيمُونَ يَجْلِسُونَ فِي حَضْرَتِكَ".
(مزمور 13:140)
وعندما نتأمل كلامه وكيف يكون محضر يَهْوَهْ، يمكننا أن نتصوره في نقطتين أساسيتين:
أولاً:
حضرة يَهْوَهْ مخيفة ومهوبة
فكيف يجلس الإنسان في محضر يَهْوَهْ؟
ثانيًا:
من هم المؤهلون للجلوس في حضرة الرب؟
*
أولاً:
حضرة يَهْوَهْ مخيفة ومهوبة
نجد في العهد القديم وصفًا يَهْوَهْ في مهابته وعظمته ومخافته.
"لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ فِي وَسَطِكَ إِلهٌ عَظِيمٌ وَمَخُوفٌ".
(التثنية 21:7 )
ويقول المرنم في المزمور :
"لأَنَّ الرَّبَّ عَلِيٌّ مَخُوفٌ، مَلِكٌ كَبِيرٌ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ".
(مزمور 2:47)
وفي سفر الخروج قال الرب لموسى:
"لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي، لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ".
( الخروج 20:33)
وفي رسالة العبرانيين يقول :
"مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ يَهْوَهْ الْحَيِّ!".
(العبرانيين 31:10 )
من هذه الأمثلة وغيرها الكثير في كتابنا المقدس، نرى أن الحضور والوجود في محضر يَهْوَهْ غير ممكن للإنسان. فكيف يتعامل الإنسان مع الله؟
وكيف يقول داود في مزموره:
"الْمُسْتَقِيمُونَ يَجْلِسُونَ فِي حَضْرَتِكَ".
ماذا يعني بذلك؟
وكيف يكون الإنسان مستقيمًا في نظر يَهْوَهْ حتى يستطيع أن يجلس في حضرة الرب ويتعامل معه؟
كيف ونحن مولودون في الخطية، والكتاب يقول:
" الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ."
(رومية 3: 12)
وهذا يأتي بنا إلى النقطة الثانية وهي:
*
ثانيًا:
من هم المؤهلون للجلوس فى حضرة الرب؟
قال داود: "المستقيمون"
هم الذين يستطيعون أن يكونوا في محضره. وهنا يأتي السؤال:
كيف يمكن لإنسان خاطئ أن يكون مستقيمًا في عيني الرب. هذا يحدث فقط من خلال عمل الصليب، لأن الصليب يشفي ويخلّص.
الرب يشفي - في الصليب - من كل مرض روحي وكل خطية. وعند جبل الجلجثة كل شيء ممكن.
في سفر هوشع يقول الرب:
"أَنَا أَشْفِي ارْتِدَادَهُمْ. أُحِبُّهُمْ فَضْلاً، لأَنَّ غَضَبِي قَدِ ارْتَدَّ عَنْهُ".
(هوشع 4:14 )
ويقول عدد 9:
"فَإِنَّ طُرُقَ الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ، وَالأَبْرَارَ يَسْلُكُونَ فِيهَا".
ونجد أن يَهْوَهْ يسرع لإنقاذ أبنائه الذين يعيشون في مخافته وقد اغتسلوا بدم الخروف.
والرب يخلص:
الاعتماد على صخرة الجلجثة.
يقول داود:
"قُلْتُ لِلرَّبِّ:
أَنْتَ إِلهِي. أَصْغِ يَا رَبُّ إِلَى صَوْتِ تَضَرُّعَاتِي".

(المزامير 140: 6)
ويقول أيضًا في عدد 7
"يَا رَبُّ السَّيِّدُ، قُوَّةَ خَلاَصِي، ظَلَّلْتَ رَأْسِي فِي يَوْمِ الْقِتَالِ".
إنه يقول:
"قُوَّةَ خَلاَصِي"
وهي قوة الصليب الخارقة التي تخلص من كل خطية ومن سيطرة إبليس والخطية.
"وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ يَهْوَهْ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ".
(يوحنا 1: 12)
*
قال الرب يسوع في الموعظة على الجبل:
"طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ يَهْوَهْ".
ويصبح القلب مستقيمًا ونقيًّا عندما يحل المسيح فيه، وهذا يحدث عندما نعترف ونقبل المسيح مخلصًا شخصيًّا لنا.
"الْمُسْتَقِيمُونَ يَجْلِسُونَ فِي حَضْرَتِكَ"،
أي يكونون قريبين من الرب.
"أَمَّا أَنَا فَبِالْبِرِّ أَنْظُرُ وَجْهَكَ. أَشْبَعُ إِذَا اسْتَيْقَظْتُ بِشَبَهِكَ".
(المزامير 17: 15)
وأخيرًا أختم بما ورد في سفر الرؤيا :
"هؤُلاَءِ الْمُتَسَرْبِلُونَ بِالثِّيَابِ الْبِيضِ،
مَنْ هُمْ؟ وَمِنْ أَيْنَ أَتَوْا؟

..هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ أَتَوْا مِنَ الضِّيقَةِ الْعَظِيمَةِ، وَقَدْ غَسَّلُوا ثِيَابَهُمْ وَبَيَّضُوا ثِيَابَهُمْ فِي دَمِ الْخَرُوفِ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ هُمْ أَمَامَ عَرْشِ يَهْوَهْ (أي في محضره إلى الأبد)، وَيَخْدِمُونَهُ نَهَارًا وَلَيْلاً فِي هَيْكَلِهِ..".
(رؤيا13:7-15)
هل أنت تتمتع بالوجود في حضرة يَهْوَهْ ؟
هل حصلت على الخلاص ونلت التبرير الذي بالإيمان؟
فأستعد .. اقترب مجيء المسيح ..
فهل أنت مستعد أن تقف في محضره ..
* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 
قديم 17 - 10 - 2017, 11:23 AM   رقم المشاركة : ( 19182 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ظهورات شفاءات كبيرة للعذراء فى الهند
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قالت تلمیذات ھندوسیات وكاثولیكیات في إحدى مدارس الھند أنھن عاین ظھوراً للمسیح وعدة ظھورات للعذراء مریم مرفقةً برائحة ٍ الیاسمین، وشھدن على توبة وشفاء فتاة من مشكلة في أذنھا. حصلت الظھورات في تاریخین منفصلین في كنیسة القدیس أمبروز والمدرسة الابتدائیة الملاصقة لھا في إدانافكاد في ولایة كیرالا. وقیل أن الظھور بدأ في 28 سبتمبر عندما ذھبت تلمیذة ھندوسیة إلى الكنیسة للصلاة عن نیة شفاء أذنھا. فوضعت القلیل من الماء المقدس على أذنھا، ومن ثم أخبرت صدیقاتھا في الصف أن الماء المقدس سرعان ما ساعد في شفاء أذنھا. وعندما غادرت التلمیذات المدرسة للصلاة في الكنیسة، نظرن إلى السماء وشاھدن رؤیا للمسیح وھو یُجلد. فرددن اسم یسوع ودخلن إلى الكنیسة لشكر الله على شفاء أذن الفتاة. ّ عندھا، تطوعت الفتاة الكاثولیكیة الوحیدة بین التلمیذات لكي ترشدھن في صلاة المسبحة. لكنھا لم تكن تعلم أسرار النور التي تُتلى أیام الخمیس فاستعانت بمعلمة. ّ وعندما وصلت المعلمة، كانت الفتیات یصلین. فقالت إحداھن للمعلمة أن العذراء كانت واقفةً تحت المذبح. وتحدثن عن رائحة یاسمین. وفیما كانت المعلمة تُخرج ّ التلمیذات من الكنیسة، أخبرنھا أن المرأة في الظھور تبعتھن وطلبت منھن عدم المغادرة. وعندما اصطحب الراعي دسیلفا الأطفال إلى الكنیسة للصلاة، قلن أنھن رأین العذراء مریم واقفةً تحت المذبح. لكن الراشدین لم یروا شیئاً. وبحسب التلمیذات، فقد ّ وعدتھن ّ العذراء بمساعدتھن في دراستھن ّ وبإرسال الروح القدس إلیھن، وبأخذھن إلى السماء. ٌ في الثالث من أكتوبر، صلى جمع ّ غفیر المسبحة مع الرائیات. وبعد فترة، اشتم ّ الجمیع عطر زھور یاسمین. وقالت التلمیذات أنھن رأین العذراء مریم مجدداً. عندما ّ طلب الكاھن منھن تحدید البقعة، رأى الحشد نوراً ساطعاً، وقال الكاھن أنھ شعر بأن أحداً ما یربّت على رأسھ. وروى كثیرون في الجمع أنھم نالوا ھبة التوبة أثناء صلاتھم. إشارة إلى أن الكنیسة كانت قد خططت لإقامة أمسیة صلاة في 12 أكتوبر.
 
قديم 17 - 10 - 2017, 11:51 AM   رقم المشاركة : ( 19183 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ثلاثة أسباب تجعلنا نفرح

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



(1) نفرح لأننا أصبحنا سماويين
أي شهادة ميلادنا هي من السماء. وهذا ما ذكره الرسول بولس مُقارنًا مَن يهتمون بالأرضيات مع مَن كُتِبَت أسماؤهم في السماوات، فقال: «الَّذِينَ نِهَايَتُهُمُ الْهَلاَكُ، الَّذِينَ إِلهُهُمْ بَطْنُهُمْ وَمَجْدُهُمْ فِي خِزْيِهِمِ، الَّذِينَ يَفْتَكِرُونَ فِي الأَرْضِيَّاتِ. فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ» (في3: 19-21).

(2) نفرح لأن الله أبونا

كما يقول الكتاب: «وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ» (يو1: 12)، «فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ» (رو8: 17).

(3) نفرح لأننا ضمنا الحياة الأبدية

المواهب والمعجزات لا تضمن لنا الخلاص ضمانًا أبديَّـًا، لأن الرب نفسه قال: «كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!» (مت7: 22، 23). ومن هنا نتعلَّم أن صنع المعجزات ليست دليلاً على الخلاص، ولكن كتابة الأسماء في السماوات هي الدليل القاطع والبرهان الساطع على امتلاك المؤمن للحياة الأبدية.
 
قديم 17 - 10 - 2017, 11:51 AM   رقم المشاركة : ( 19184 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

افْرَحُوا أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي السَّمَاوَاتِ
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

«لاَ تَفْرَحُوا بِهذَا: أَنَّ الأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ،
بَلِ افْرَحُوا بِالْحَرِيِّ أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي السَّمَاوَاتِ»

(لو10: 7)

دار في خيالي ذات مرة أنني كنت في مكتب الصحّة، وهناك وجدت رجلاً بدينًا يقترب من عامه الستين، يجلس وراء مكتب مصنوع من الصاج الخفيف على كرسي متهالك، وأمامه سِجلِّين من السجلات الحكومية الكبيرة التي عندما تُفتَح يكون أحد طرفيها على جانب المكتب والطرف الآخر تعدّى الحد الآخر للمكتب.

وكان يقف أمامه رجلين، الأول يُدْلي بمعلومات مثل الاسم واسم الأب واسم الأم ... إلخ. فيقوم بتدوينها في هذا أحد السِجِلّين، وهو منفرج الأسارير ويقول للشخص الواقف أمامه: ”ألف مبروك، يتربى في عِزَّك“. وبعدها يردف قائلاً: ”ياللا عايزين الحلاوة يا عم“.

ولكن على العكس تمامًا عندما رأيته يفتح السجل الآخر للشخصٍ الآخر، وهو يسأل أيضًا عن الاسم والسن واسم الأب والأم ... إلخ. فيدون البيانات وهو منقبض الأسارير ويتمتم بصوت خافت، مستغفرًا الله.

هذان المشهدان دفعاني لسؤال الموظف، بعد أن انصرف الرجلان اللذان كانا يقفان أمامه: ما هذان السجلان؟!
وهنا وضع الرجل قلمه على المكتب ورجع بظهره إلى الخلف وأخذ نَفَسًا عميقًا، ورفع يده اليمنى وخبط على السجل الأول، وقال: ”شوف يا أستاذ، الدفتر ده اسمه دفتر المواليد“، وبجملة استدراكية أردف قائلاً: ”عقبال عندك“. ثم رفع يده اليسرى ووضعها على السجل الثاني وقال: ”أما الدفتر ده“، وبجملة اعتراضيًّة، نظر إليَّ قائلاً: ”بعيد عنًّك وربنا يديك طولة العمر؛ دفتر الوفيات“. ثم أكمل قائلاً: ”أصل يا بيه، الأسامي اللي في الدفتر الأول ها ييجي عليها يوم تتنقل إلى الدفتر الثاني؛ يعني من دفتر المواليد إلى دفتر الوفيات“.

وهنا بدأ الحوار ينحو منحًى آخر. فقلت للرجل: ”لكن ما ينفعش ننقل الأسماء من الدفتر الثاني - وأشرت بأصبعي لسجل الوفيات – إلى الدفتر الأول (مشيرًا أيضًا إلى سجل المواليد)؟“

وهنا قهقه الرجل قائلاً بصوت عالٍ، ليشُدّ انتباه كل من في الغرفة: ”يا سبحان الله! انت بتهذّر يا أستاذ. ده طريق اتجاه واحد فقط. يعني زي ما بيقولوا الخواجات one way“.
وهنا قلت له: ”لكن عندي ليك خبر سار“.
فقال: ”ما هو؟“
قلت له: ”أعرف شخصًا يستطيع أن ينقل الأسماء من دفتر الوفيات إلى دفتر المواليد، ومن يُكتب اسمه بهذه الطريقة يغمره فرح لا ينطق به ومجيد“.

فقال لي بتحدٍّ شديد ونبرات كلها استهجان واستنكار: ”مفيش إنسان على وجه الأرض يقدر يعمل اللي أنت بتقول عليه“.
أجبته: ”هذا صحيح ولكن هذا الشخص الذي أقول لك عنه هو الرب يسوع المسيح الذي قال مرة: «اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ، حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللهِ، وَالسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ» (يو5: 25)، وساعتها يتولد الإنسان من جديد، وينتقل من سجل الوفيات إلى سجل المواليد، وتمتلئ النفس بالأفراح الغامرة التي لا تدانيها أفراح العالم“.

كثيرٌ من الناس بعد أن يُولدوا الولادة الطبيعية، وتُكْتَبْ أسماءهم في سجل المواليد، ويشُقُوا طريقهم في الحياة، يبدأون رحلة البحث عن الفرح، ويبذلون الجَهد المضني لكي تُكتب أسماءهم في سجلات النجاح الزمني؛ فمنهم من يتوق لكتابة اسمه في سجلات الفن، أو السياسة، أو الرياضة، أو البيزنس، أو العلم، ويريدون أن تكون أسماءهم ذائعة الصيت، ولكن هذه لا تجلب الأفراح. وحتى في الدوائر الروحية مثل الخدمة أو المواهب، ليست هي مصدر الفرح، وهذا ما أعلنه الرب للتلاميذ، حين أرسل السبعين رسولاً أمام وجهه «فَرَجَعَ السَّبْعُونَ بِفَرَحٍ قَائِلِينَ: «يَا رَبُّ، حَتَّى الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِاسْمِكَ! فَقَالَ لَهُمْ: ... لاَ تَفْرَحُوا بِهذَا: أَنَّ الأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ، بَلِ افْرَحُوا بِالْحَرِيِّ أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي السَّمَاوَاتِ» (لو10: 7).

ومن هذا الإعلان نستنتج على الأقلّ ثلاثة أسباب تجعلنا نفرح لكتابة أسمائنا في السماوات:

(1) نفرح لأننا أصبحنا سماويين
أي شهادة ميلادنا هي من السماء. وهذا ما ذكره الرسول بولس مُقارنًا مَن يهتمون بالأرضيات مع مَن كُتِبَت أسماؤهم في السماوات، فقال: «الَّذِينَ نِهَايَتُهُمُ الْهَلاَكُ، الَّذِينَ إِلهُهُمْ بَطْنُهُمْ وَمَجْدُهُمْ فِي خِزْيِهِمِ، الَّذِينَ يَفْتَكِرُونَ فِي الأَرْضِيَّاتِ. فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ» (في3: 19-21).

(2) نفرح لأن الله أبونا

كما يقول الكتاب: «وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ» (يو1: 12)، «فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ» (رو8: 17).

(3) نفرح لأننا ضمنا الحياة الأبدية

المواهب والمعجزات لا تضمن لنا الخلاص ضمانًا أبديَّـًا، لأن الرب نفسه قال: «كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!» (مت7: 22، 23). ومن هنا نتعلَّم أن صنع المعجزات ليست دليلاً على الخلاص، ولكن كتابة الأسماء في السماوات هي الدليل القاطع والبرهان الساطع على امتلاك المؤمن للحياة الأبدية.

 
قديم 17 - 10 - 2017, 11:54 AM   رقم المشاركة : ( 19185 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الفرح .. في الضيقة العظيمة!

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

«افْرَحِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَالسَّاكِنُونَ فِيهَا.
وَيْلٌ لِسَاكِنِي الأَرْضِ وَالْبَحْرِ، لأَنَّ إِبْلِيسَ نَزَلَ إِلَيْكُمْ وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ!
عَالِمًا أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَلِيلاً»

(رؤ12: 12)

قريبًا سيأتي الرب لأخذ قديسيه إليه في الاختطاف. ويعقب ذلك فترة زمنية تتجاوز السبع سنوات بقليل، مليئة بالضيقات والضربات والويلات على العالم (رؤ6-18)، تزداد حدتها وشدتها في النصف الثاني من هذه المدة، وسيكون للشعب القديم ”إسرائيل“ نصيب وافر من هذه الضيقة، كما نفهم من نبوات الكتاب المقدس، الذي يُسميها «وَقْتُ ضِيقٍ عَلَى يَعْقُوبَ» (إر30: 7)، و«الضِّيقَةِ الْعَظِيمَةِ» (رؤ7: 14). وكما تضايق إخوة يوسف عليه بعد أن ذاقوا الأمَرَّين في مصر وقت سني جوع الأرض، في معاملات تدريبية قادتهم إلى التوبة والاعتراف بأشنع جريمة ارتكبوها بحق يوسف، الذي جاء إليهم ليفتقد سلامتهم، مُرسلاً من أبيه يعقوب. هكذا بالتمام؛ ولكن على قياس أكبر، سيتضايق اليهود جدًا لسبب جريمتهم الأشنع برفضهم المسيا، الذي جاء إليهم في ملء الزمان مرسلاً من الآب، ليفتقدهم «الْمُشْرَقُ مِنَ الْعَلاَءِ»، فما كان منهم إلا أن هتفوا قائلين: «اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!» (لو23: 21؛ يو19: 6)، «دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا» (مت27: 25).

والرب سيُوجِد لنفسه وسط هذه الضيقة العظيمة بقية من هذه الأمة بالتحديد، سترجع إليه من القلب، وتعترف بجريمة الآباء والأجداد. هؤلاء الأتقياء سيجتازون الضيقة العظيمة مع مَنْ يقبلون شهادتهم من بين الأمم عن المسيا الوشيك أن يرجع ظاهرًا بالمجد والقوة، ليؤسِّس مُلكَه السعيد العتيد على الأرض «أَلْفَ سَنَةٍ» (رؤ20). هذه البقية التقية، مع أنها ستجتاز هذه الفترة العصيبة، إلا أنها ستستند على الرب كمصدر معونتها ورجائها الوحيد الذي ليس فقط سيحفظها في الضيقة، وسيخرجها منها بظهوره بالمجد والقوة في آخر هذه السنوات السبع.

أما عن الحالة في هذه المدة، النصف الثاني من الأسبوع والتي يحددها الكتاب بالأيام (1260 يومًا)، أي 3 سنوات ونصف، فيقول يوحنا الرائي «وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا قَائِلاً فِي السَّمَاءِ: الآنَ صَارَ خَلاَصُ إِلهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمُلْكُهُ وَسُلْطَانُ مَسِيحِهِ، لأَنَّهُ قَدْ طُرِحَ الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا، الَّذِي كَانَ يَشْتَكِي عَلَيْهِمْ أَمَامَ إِلهِنَا نَهَارًا وَلَيْلاً... مِنْ أَجْلِ هذَا، افْرَحِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَالسَّاكِنُونَ فِيهَا. وَيْلٌ لِسَاكِنِي الأَرْضِ وَالْبَحْرِ، لأَنَّ إِبْلِيسَ نَزَلَ إِلَيْكُمْ وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ! عَالِمًا أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَلِيلاً» (رؤ12: 10-12).

ومن الواضح هنا أن ثمة حدث هام وخطير ستبدأ به هذه الفترة العصيبة على الأرض، إذ سيُطرَح الشيطان من السماء إلى الأرض وبه غضب عظيم، عالمًا أن له زمانًا قليلاً، وبالتالي سيركز كل غضبه وانتقامه في هذه الفترة المحدودة لتكون ”وَيْلاً لِسَاكِنِي الأَرْضِ وَالْبَحْرِ“. ولكن على النقيض التام، سيكون الأمر في السماء التي منها سيُطرَح إذ يقول الوحي «مِنْ أَجْلِ هذَا، افْرَحِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَالسَّاكِنُونَ فِيهَا» (ع 12).

إذًا فهذه الفترة سيميزها الفرح في السماء، والويل على الأرض. فيا لغبطة ساكني السماء في هذه الفترة؛ وأبرزهم مؤمنو الكنيسة. ويا لبؤس ساكني الأرض وقتها، وغالبيتهم من غير المؤمنين بالمسيح (عدا بقية تقيّة صغيرة أمينة كما سبقت الإشارة، وهم ليسوا من مؤمني الكنيسة).

القارئ العزيز: بعد دخول الخطية إلى العالم، صارت الأرض، برًا وبحرًا وجوًا، مجالاً للويلات ولعَبَث إبليس وجنوده؛ ولولا وجود الروح القدس اليوم على الأرض في المؤمنين بالمسيح (الكنيسة الحقيقية) لاستُعلن سر الإثم تمامًا (2تس2: 7)، كما سيحدث عن قريب.

أما السماء، فطالما كانت مرفأ الغبطة والسرور والهناء لسكانها على مر العصور، وتعاقب الأجيال. على أنه قريبًا ستُستعلَن هذه المباينة الرهيبة بقوة بين الأرض والسماء، عندما يجتاز العالم في الضيقة العظيمة. تُرى: هل ستكون وقتها من سكان السماء المغبوطين، الذين افتُدوا بدم المسيح وهم معه كل حين؟ أم ستكون وقتها من سكان الأرض الذين رفضوا محبة الحق في عهد النعمة الحالي، فلم يتبقَ أمامهم سوى يوم الانتقام والويلات المتعاقبة، والشيطان المطروح إليهم من السماء، وبه غضب عظيم، لينتهي بهم المآل إلى العذاب الأبدي مع إبليس وملائكته؟

إن المباينة تستحق التأمُّل وسرعة حسم القرار قبل ضياع الفرصة وفوات الأوان.

 
قديم 17 - 10 - 2017, 12:01 PM   رقم المشاركة : ( 19186 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

علاقة الإنسان بالله
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



في هذا المثل نرى جانبًا من جوانب علاقة الإنسان بالله. فلقد ميَّز الله الإنسان بمواهب متنوعة، ليستخدمها كوكيل عنده لتحقيق هدفه وخطته على الأرض. ولكن الانسان فشل في ذلك نتيجة سماعه لأكاذيب إبليس. لذلك كان أحد أهداف مجيء ربنا يسوع المسيح إلى العالم هو أن يُعيد الإنسان إلى وضعه الصحيح. ووضعنا الجديد هو «أَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ، لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَ للهِ» (1كو6: 19، 20). ولكي يُتمّم الرب عمله فينا وبنا، أعطانا مواهب روحية مختلفة «لَنَا مَوَاهِبُ مُخْتَلِفَةٌ بِحَسَبِ النِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَنَا» (رو12: 6)، وأصبحت علينا مسؤولية أن نكون أمناء في استخدامها بالطريقة الصحيحة، مطبِّقين القول: «لِيَكُنْ كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ مَا أَخَذَ مَوْهِبَةً، يَخْدِمُ بِهَا بَعْضُكُمْ بَعْضًا، كَوُكَلاَءَ صَالِحِينَ عَلَى نِعْمَةِ اللهِ الْمُتَنَوِّعَةِ» (1بط4: 10).

 
قديم 17 - 10 - 2017, 12:02 PM   رقم المشاركة : ( 19187 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

«كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا سَيُعْطِي عَنْ نَفْسِهِ حِسَابًا للهِ»
(رو14: 12)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


بالتأكيد كلنا نشتاق ونتوقع مجيء الرب الثاني الذي وعد به كنيسته «أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا» (يو14: 2، 3)، ولكن هل نتذكر أنه بعد أن يتم الاختطاف، ونلاقي الرب في الهواء، سيتبع ذلك الوقوف أمام كرسي المسيح لنُعطي حسابًا «لأَنَّنَا جَمِيعاً سَوْفَ نَقِفُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ ... فَإِذًا كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا سَيُعْطِي عَنْ نَفْسِهِ حِسَابًا للهِ» (رو14: 10-12).

هل أفكِّر كيف سيكون موقفي في ذلك الوقت؟ وهل أستطيع أن أقول مع بولس الرسول: «قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ» (2تي4: 7)؟ هل أستطيع أن أقول مع العبد الأمين: «يَا سَيِّدُ ... وَزَنَاتٍ سَلَّمْتَنِي. هُوَذَا ... وَزَنَاتٍ أُخَرُ رَبِحْتُهَا فَوْقَهَا» (مت25: 20-22)؟ وهكذا أفرح وابتهج وأنا أسمع منه هذه الكلمات العظيمة: «نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ».

إنها مسؤولية هامة وخطيرة. فلنتأمل قول الرسول يوحنا: «إِذَا أُظْهِرَ يَكُونُ لَنَا ثِقَةٌ، وَلاَ نَخْجَلُ مِنْهُ فِي مَجِيئِهِ» (1يو2: 28). وليتنا دائمًا نمتحن أنفسنا، وخاصة في استخدام الوزنات والمواهب ليكون كل منا هذا «الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ». وعندما يأتي الوقت وأقف أمام كرسي المسيح أفرح ولا أخجل.

 
قديم 17 - 10 - 2017, 12:03 PM   رقم المشاركة : ( 19188 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

«نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ!
كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ.
ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ» (مت25: 21، 23)


«نِعِمَّا (حسنًا فعلت) أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! ... ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ» ... ما أحلى هذه الكلمات التي يتمنى كل واحد فينا أن يسمعها! إنها عبارة ذكرها السيد الرب، عندما تكلم عن مَثَل الإنسان الذي سافر، وقبل سفره أعطى عبيده وزنات لكي يتاجروا بها حتى يعود. وعندما رجع من سفره جَمَعَ عبيده ليحاسبهم عما فعلوه بأمواله (مت25: 14–23). جاء الذي أخذ الْخَمْسَ وَزَنَاتٍ وقال: «يَا سَيِّدُ ... هُوَذَا خَمْسُ وَزَنَاتٍ أُخَرُ رَبِحْتُهَا فَوْقَهَا». والذي أخذ الْوَزْنَتَيْنِ قال: «يَا سَيِّدُ ... هُوَذَا وَزْنَتَانِ أُخْرَيَانِ رَبِحْتُهُمَا فَوْقَهُمَا». فقال السيد لكل منهما: «نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ».

تُرى ما هي الرسالة التي يُريد الرب أن يُوصلها لنا من خلال هذا المَثَل:

أولاً: علاقة الإنسان بالله

في هذا المثل نرى جانبًا من جوانب علاقة الإنسان بالله. فلقد ميَّز الله الإنسان بمواهب متنوعة، ليستخدمها كوكيل عنده لتحقيق هدفه وخطته على الأرض. ولكن الانسان فشل في ذلك نتيجة سماعه لأكاذيب إبليس. لذلك كان أحد أهداف مجيء ربنا يسوع المسيح إلى العالم هو أن يُعيد الإنسان إلى وضعه الصحيح. ووضعنا الجديد هو «أَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ، لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَ للهِ» (1كو6: 19، 20). ولكي يُتمّم الرب عمله فينا وبنا، أعطانا مواهب روحية مختلفة «لَنَا مَوَاهِبُ مُخْتَلِفَةٌ بِحَسَبِ النِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَنَا» (رو12: 6)، وأصبحت علينا مسؤولية أن نكون أمناء في استخدامها بالطريقة الصحيحة، مطبِّقين القول: «لِيَكُنْ كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ مَا أَخَذَ مَوْهِبَةً، يَخْدِمُ بِهَا بَعْضُكُمْ بَعْضًا، كَوُكَلاَءَ صَالِحِينَ عَلَى نِعْمَةِ اللهِ الْمُتَنَوِّعَةِ» (1بط4: 10).

ثانيًا: «كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا سَيُعْطِي عَنْ نَفْسِهِ حِسَابًا للهِ»
(رو14: 12)


بالتأكيد كلنا نشتاق ونتوقع مجيء الرب الثاني الذي وعد به كنيسته «أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا» (يو14: 2، 3)، ولكن هل نتذكر أنه بعد أن يتم الاختطاف، ونلاقي الرب في الهواء، سيتبع ذلك الوقوف أمام كرسي المسيح لنُعطي حسابًا «لأَنَّنَا جَمِيعاً سَوْفَ نَقِفُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ ... فَإِذًا كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا سَيُعْطِي عَنْ نَفْسِهِ حِسَابًا للهِ» (رو14: 10-12).

هل أفكِّر كيف سيكون موقفي في ذلك الوقت؟ وهل أستطيع أن أقول مع بولس الرسول: «قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ» (2تي4: 7)؟ هل أستطيع أن أقول مع العبد الأمين: «يَا سَيِّدُ ... وَزَنَاتٍ سَلَّمْتَنِي. هُوَذَا ... وَزَنَاتٍ أُخَرُ رَبِحْتُهَا فَوْقَهَا» (مت25: 20-22)؟ وهكذا أفرح وابتهج وأنا أسمع منه هذه الكلمات العظيمة: «نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ».

إنها مسؤولية هامة وخطيرة. فلنتأمل قول الرسول يوحنا: «إِذَا أُظْهِرَ يَكُونُ لَنَا ثِقَةٌ، وَلاَ نَخْجَلُ مِنْهُ فِي مَجِيئِهِ» (1يو2: 28). وليتنا دائمًا نمتحن أنفسنا، وخاصة في استخدام الوزنات والمواهب ليكون كل منا هذا «الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ». وعندما يأتي الوقت وأقف أمام كرسي المسيح أفرح ولا أخجل.
 
قديم 17 - 10 - 2017, 12:05 PM   رقم المشاركة : ( 19189 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أفراح الملك الألفى
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


إننا نحيا في عالم لا ترى أعيننا فيه إلا مشاهد الحزن والكدر، وآذاننا لا تلتقط منه إلا أصوات الألم والأنين، وذلك بسبب دخول الخطية بوجهها القبيح إلى العالم. لكن هناك ”العالم العتيد“ (عب2: 5)، ولن تكون فيه أتراح، ولكن فقط الأفراح.

من الذي سيبتهج ويفرح في الملك الألفي؟ في الواقع سيعُمّ الفرح الكون كله، بدائرتيه السماوية والأرضية. وهذا الملك له سمات كثيرة منها القداسة والبر والعدل. وهذه السمات غير متوفرة في أي من حكومات الأرض في الوقت الحالي، ولكن متى وُجدت في الحالة الألفية ستُنشئ في الأرض جوًا من السعادة والفرح لم تعرفه الأرض من قبل، وطالما حلمت به البشرية على مر العصور؛ فأفلاطون في كتابه الشهير ”المدينة الفاضلة“ أو ”اليوتوبيا“ أتى بوصف لمدينة كل مواطنيها ينعمون بالفرح والسعادة، نتيجة الغنى والرخاء وعدل الحكام. والكتاب المقدس تكلَّم عن رغبة البشر في أن يأتي ”مشتهى كل الأمم“. ولا شك أن جميع الثورات التي حدثت على مر العصور هي محاوله من البشر لتحقيق السعادة، التي هي - كما يرينا الواقع - أبعد بكثير عن متناول البشر، لكن عن يقين ستتحقق في المستقبل.

والكتاب المقدس يُطلعنا على جو العالم في ظل حكم المسيح في أجزاء كثيرة من كلمة الله. إنه عالم يسود فيه البر والصلاح، ليس فيه إثم أو شر؛ عالم لا تصدر فيه أحكام ظالمه أو جائره، دون محاباة للوجوه؛ عالم يسود فيه السلام الكامل، بلا أمراض أو مستشفيات؛ ولا يعرف كلمة الموت، إلا بحكم قضائي سريع وناجز من أعلى دائرة في الكون، دون استئناف أو نقض - لدرجة أن يعيش الناس لمئات السنين. تخيلوا عالَمًا تتم فيه إزالة اللعنة، وتُستعاد البيئة إلى نقائها البكر، بحيث «يَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ، وَيَرْبُضُ النَّمِرُ مَعَ الْجَدْيِ، وَالْعِجْلُ وَالشِّبْلُ وَالْمُسَمَّنُ مَعًا، وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا» (إش11: 6). قد يبدو هذا الوصف بعيد المنال ولا يمكن أبدًا أن يكون حقيقة واقعة من وجهة النظر الإنسانية، ومع ذلك هذا الوصف يسرد بدقة الظروف خلال مملكة الرب يسوع في المستقبل.

وسر الأفراح الحقيقية أن في هذه المملكة سيملك المسيح بشخصه وبصفته؛ فبشخصه لأنه المالك الحقيقي المستحق، ومعه صك الملكية بالخلق وبالفداء (رؤ5: 9)؛ وبصفته فسيملك:

أولاً: بصفته ابن داود الذي يعطيه الله كرسي داود أبيه ووعد ألا يكون لملكه نهاية (لو1: 32): وفي هذا تتميم للعهد الداودي، وتتميم لقول النبي: «وَيُقَالُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: هُوَذَا هذَا إِلهُنَا. انْتَظَرْنَاهُ فَخَلَّصَنَا. هذَا هُوَ الرَّبُّ انْتَظَرْنَاهُ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ بِخَلاَصِهِ» (إش25: 8، 9). وأيضًا: «وَمَفْدِيُّو الرَّبِّ يَرْجِعُونَ... وَفَرَحٌ أَبَدِيٌّ عَلَى رُؤُوسِهِمِ. ابْتِهَاجٌ وَفَرَحٌ يُدْرِكَانِهِمْ. وَيَهْرُبُ الْحُزْنُ وَالتَّنَهُّدُ» (إش35: 10؛ 51: 11). لا يستطيع أحد أن يدرك كَمِّ الحزن الذي اجتاز فيه هذا الشعب على مَرّ التاريخ، بعد رفضهم لملكهم الحقيقي، وهذا ما جعل قلب الرب يعتصر بالحزن وهو يرثي الشعب والمدينة (مت23: 37). فبعين النبوة رأى المعاناة الطويلة التي سيجتاز فيها الشعب ابتداءً من تيطس الروماني 70م، ومرورًا بالهلكوست 1941-1945م الذي قُتل فيه نحو 20 مليون يهودي في أتون المحرقات، وانتهاءً بالضيقة العظيمة؛ ضيقة يعقوب (إر30: 7)، والتي ستفوق في قسوتها وحِدَّتها وشدتها كل ما سبق. ولكن أخيرًا في المُلك الألفي العتيد ستأتي أيام البركة التي طالما انتظروها. ويقارن الكتاب بين الماضي بأحزانه، والمستقبل بأفراحه قائلاً: «لأَجْعَلَ لِنَائِحِي صِهْيَوْنَ، لأُعْطِيَهُمْ جَمَالاً عِوَضًا عَنِ الرَّمَادِ، وَدُهْنَ فَرَحٍ عِوَضًا عَنِ النَّوْحِ، وَرِدَاءَ تَسْبِيحٍ عِوَضًا عَنِ الرُّوحِ الْيَائِسَةِ» (إش61: 3)، وأيضًا «وَيَفْرَحُ قَلْبُهُمْ كَأَنَّهُ بِالْخَمْرِ، وَيَنْظُرُ بَنُوهُمْ فَيَفْرَحُونَ وَيَبْتَهِجُ قَلْبُهُمْ بِالرَّبِّ» (زك10: 7). ولنلاحظ أن كلمة الفرح تكرَّرت في هذا العدد الأخير ثلاث مرات: فهم سيفرحون بسبب رؤيتهم للخلاص الذي صنعه الرب، والبنون سيشاركون الآباء هذا الفرح، وأيضًا سيفرحون بالرب، أي ليس بالعطية فقط بل بالعاطي نفسه

ثانيًا: سيملك أيضًا بصفته ابن الإنسان الذي يملك على كل الأرض: فتفرح المملكة الحيوانية والنباتية، ويتمّ القصد الذي قصده الله مع آدم، ولكن آدم فشل فيه هو ونسله من بعده. ففي الأنهار تختنق الأسماك وتتعفن على الشواطئ، ونرى الأشجار وهي تذبل، والمدن التي تعاني من الهواء الملوَّث، وتصاعد قلق العالم من جراء الآثار العكسية المدمِّرة للإنسان على بيئته.
ولكن في مُلك ابن الإنسان، ستعود الأفراح للمملكة الحيوانية التي سيسودها السلام «يَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ، وَيَرْبُضُ النَّمِرُ مَعَ الْجَدْيِ، وَالْعِجْلُ وَالشِّبْلُ وَالْمُسَمَّنُ مَعًا، وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا» (إش11: 6). وفي مزمور 8: 6 يقول المرنم: «تُسَلِّطُهُ عَلَى أَعْمَالِ يَدَيْكَ. جَعَلْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ»؛ أي سمك البحر وطيور السماء وحيوانات الأرض. سيرجع كل شيء إلى أصله لأنها «أَزْمِنَةِ رَدِّ كُلِّ شَيْءٍ» (أع3: 21).

وعلى نطاق المملكة النباتية سيتم القول: «وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنِّي أَسْتَجِيبُ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَسْتَجِيبُ السَّمَاوَاتِ وَهِيَ تَسْتَجِيبُ الأَرْضَ، وَالأَرْضُ تَسْتَجِيبُ الْقَمْحَ وَالْمِسْطَارَ وَالزَّيْتَ» (هو2: 21-23). ولنلاحظ التشبيه الرائع الذي يستخدمه الكتاب هنا، فالقمح والمسطار والزيت تُطالب الأرض أن تُعطيها احتياجها من ريٍّ وطمي، والأرض بدورها تطالب السماوات بالري والشمس والمطر لسد إعواز الأرض، والجالس في السماوات يجيب الكل. وإشعياء أيضًا يصف الحالة نفسها قائلاً: «تَفْرَحُ الْبَرِّيَّةُ وَالأَرْضُ الْيَابِسَةُ، وَيَبْتَهِجُ الْقَفْرُ وَيُزْهِرُ كَالنَّرْجِسِ. يُزْهِرُ إِزْهَارًا وَيَبْتَهِجُ ابْتِهَاجًا وَيُرَنِّمُ»، «لأَنَّكُمْ بِفَرَحٍ تَخْرُجُونَ وَبِسَلاَمٍ تُحْضَرُونَ. الْجِبَالُ وَالآكَامُ تُشِيدُ أَمَامَكُمْ تَرَنُّمًا، وَكُلُّ شَجَرِ الْحَقْلِ تُصَفِّقُ بِالأَيَادِي» (إش35: 1، 2؛ 55: 12).

أفراح الأمم في الملك الألفي: في الملك الألفي نقرأ: «أَنَّ الأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ الرَّبِّ كَمَا تُغَطِّي الْمِيَاهُ الْبَحْرَ» (إش11: 9؛ حب2: 14). وسيعرف كل البشر الرب، فتتم كلمات المرنم: «يَا جَمِيعَ الأُمَمِ صَفِّقُوا بِالأَيَادِي. اهْتِفُوا ِللهِ بِصَوْتِ الابْتِهَاج» (مز47: 1)، «لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الأَرْضَ تُخْرِجُ نَبَاتَهَا، وَكَمَا أَنَّ الْجَنَّةَ تُنْبِتُ مَزْرُوعَاتِهَا، هكَذَا السَّيِّدُ الرَّبُّ يُنْبِتُ بِرًّا وَتَسْبِيحًا أَمَامَ كُلِّ الأُمَمِ» (إش61: 11).

في الواقع يعوزنا الوقت والمجال لسرد أفراح المُلك التي تملأ صفحات الوحي، ولكن يكفينا قولاً أنه أخيرًا ستتم الصلاة التي علَّمها الرب لتلاميذه، لتصبح مشيئته كما في السماء كذلك على الأرض أيضًا، وصارت ممالك العالم للرب ومسيحه، له كل المجد.
 
قديم 17 - 10 - 2017, 12:10 PM   رقم المشاركة : ( 19190 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أفراح المُلك في دائرته السماوية
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ! لأَنَّ عُرْسَ الْحَمَلِ قَدْ جَاءَ، وَامْرَأَتُهُ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا. وَأُعْطِيَتْ أَنْ تَلْبَسَ بَزّاً نَقِيًّا بَهِيًّا، لأَنَّ الْبَزَّ هُوَ تَبَرُّرَاتُ الْقِدِّيسِينَ» (رؤ19: 7، 8)

لقد جاء الوقت لكي تأخذ الكنيسة وضعها كَمَن هي «مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ» (أف1: 23)؛ ولتملك، بعد أن عاشت هنا على الأرض نزيلة وغريبة، في عالم رفضها، كما رفض سيدها من قبلها. نعم، لقد جاء وقت استعلانها بالمجد للعالم، بعد أن عاشت على مدى ألفي عام مستترة مع المسيح، وكان القديسون فيها «مُعْتَازِينَ مَكْرُوبِينَ مُذَلِّينَ، وَهُمْ لَمْ يَكُنِ الْعَالَمُ مُسْتَحِقًّا لَهُمْ» (عب11: 37، 38). وجاء الوقت لتتِم مقاصد الله النهائية من جهتها، وتتم مقاصد النعمة في مجملها، ويستحضرها المسيح للعالم في مجدها، كما يليق بعروسه. والشعور بالفرح هنا يخص الكنيسة في المقام الأول بصفتها العروس، ولكن ستشمل دائرة الأفراح معها أيضًا قديسي العهد القديم (دا7: 22؛ 12: 3)، بصفتهم المدعوين للعرس.

في سفر الرؤيا نرى القديسين السماويين مرموزًا لهم بالشيوخ، ولكن ما أن نصل إلى عُرس الخروف حتى يختفي لقب ”الشيوخ“ وتظهر الكنيسة كالعروس، بلا غضن أي بلا تجعدات الشيخوخة، ولا عيب البتة. والباقون يظهرون كالمدعوين؛ وستبدأ مع بداية المُلك استعلان الأفراح، وهذه الأفراح ستستمر معهم طول الأبدية. ويوحنا الرائي يصف لنا العروس هنا بأنها فرحة بل ومتهللة، وأسباب الفرح نستطيع أن نجملها كالتالي:

(1) لبسها البَزّ النقي

إن العروس «هَيَّأَتْ نَفْسَهَا، وَأُعْطِيَتْ أَنْ تَلْبَسَ بَزًّا نَقِيًّا بَهِيًّا». نحن نعلم أن الإيمان هو الطريق إلى السماء بالنعمة المطلقة، ولكن المُلك على الرغم من أن فيه جانبًا عظيمًا من النعمة (1بط1: 13)، ولكن يدخل فيه أيضًا عامل المسؤولية، بمعنى أن العروس استثمرت فترة الخطبة في تهيئة نفسها؛ فكل عمل صالح، وكل جهاد روحي، وكل تجربة احتُملت، وكل ضبط للنفس وتعفف، وكل اجتماع حُضر، وكل صلاة رُفعت، وكل عطية قُدِّمت، وكل ضيقة وقتية اجتزنا فيها، جاء الوقت لتنال مقابلها مكافآت في صورة أكاليل، وحتى كأس الماء البارد له أجره العظيم أمام كرسي المسيح. ستُفحص «تَبَرُّرَاتُ الْقِدِّيسِينَ» في ضوء كرسي المسيح، الذي سيُظهَر أمامه المؤمنون قبل العُرسِ مباشرة، حيث يَمتحن نور العرش تلك الأعمال، ويظهر ما كان خفيًا منها، ويصرِّح الرب للمؤمنين أن يلبسوا منها ما كان فقط «بَزٌّ نَقِيٌّ بَهِيٌّ»، أي ما عُمل بالروح القدس، وغرضه مجد الله فقط، والباقي سيُحرَّق بالنار. هذا هو المستفاد من عبارة «أُعْطِيَتْ أَنْ تَلْبَسَ».

(2) فرحتها بتمجيد عريسها
فلقد جاء الوقت لاستعلان عريسها في المجد. فالمرأة الفاضلة مكتوب عنها «زَوْجُهَا مَعْرُوفٌ فِي الأَبْوَابِ حِينَ يَجْلِسُ بَيْنَ مَشَايِخِ الأَرْضِ» (أم31: 23). في الفترة الحالية التي يُقال عنها ”زمان رفض المسيح“، هو غير معروف على الإطلاق، حتى في بعض دوائر الاعتراف المسيحي؛ ولكن في فترة المُلك سيكون المسيح وحده وليس معه آخر، «مُعْلَمٌ بَيْنَ رَبْوَةٍ» (نش5: 10). سيجيء وقت ردّ اعتباره في العالم الذي احتقره. ففي مجيئه الأول كان وديعًا ومتواضعًا، ولكن عند دخوله إلى العالم في الاستعلان سيدخل بكل مجد الله، وسيكون المجد هو علامته، وهذا مما لا شك فيه سيُسعد عروسته (مت24: 30؛ رؤ19: 11-16).

(3) انتهاء الأحزان وسنوات التأهيل

فالضيقات التي تجتازها الكنيسة حاليًا، إذا نُظِر إليها من منظور مجرَّد، تكون صعبة للغاية، ولكنْ عند مقارنتها بالمجد العتيد الأبديّ الذي ينتظرنا عندئذٍ تصبح خفيفة ووقتيَّة. إنّ الدروس التي نتعلّمها من خلال الضيقات في هذا العالم ستُنتج أثمارًا كثيرة لمصلحتنا في العالم الآتي. هنا قطرات قليلة من الآلام، ولكنْ هناك محيط شاسع من الأمجاد. فمن الطبيعي والمنطقي أن يكون في طريق المؤمن الاضطهاد والآلام (يو16: 33؛ 2تي3: 12). والرسول بولس يُخبر مؤمني تسالونيكي أن هذه الاضطهادات والضيقات التي يحتملونها هي طريق التأهيل لملكوت الله الذي لأجله يتألمون أيضًا. فنحن متَّحِدون مع الرب الذي رُفض وتألم من الناس، وبذلك نبرهن على أهليتنا لهذا الملكوت باستعدادنا لاحتمال الآلام من اجل المسيح «إِنْ كُنَّا نَصْبِرُ فَسَنَمْلِكُ أَيْضًا مَعَهُ» (2تي2: 12).

ما أروع ما ينتظر الكنيسة من أفراح؛ ففي كل العهد الجديد لا نقرأ عن الكنيسة أنها هتفت «هَلِّلُويَا!»، ولكن هنا ولأول مرة، بل ولأربع مرات متتالية، يُسمع الصوت من السماء قائلاً: ”هَلِّلُويَا“. وهذا ليس بغريب في أن يتَّحد الكُل في الهتاف، عندما يُعلَن عن مُلك الرب يسوع وعُرسه، وعن أفراح السيد وهو يرى من تعب يديه وتشبع نفسه، وعن أفراح عروسته.

 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 05:22 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025