12 - 10 - 2017, 03:44 PM | رقم المشاركة : ( 19121 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أفراح الرجوع للرب هذا اختبار الكثيرين من الأتقياء: (1) يعقوب: ما كان أصعبها السنين التي قضاها عند خاله لابان، والتي وضع الوحي عنوانًا لها «لأَنَّ الشَّمْسَ كَانَتْ قَدْ غَابَتْ» (تك28: 11)! كانت أيامًا مظلمة بلا دفء ولا شعاع نور، إلى أن رد الرب نفسه في لقاء مبارك، عند مخاضة يبوق، فغيَّر حاله إلى أمير الله «وَبَارَكَهُ هُنَاكَ ... وَأَشْرَقَتْ لَهُ الشَّمْسُ»، فقال: «إِنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ، وَنُجِّيَتْ نَفْسِي» (تك32: 29-31). فيا لها من فرحة وبهجة إذ يعود المؤمن يستمتع برؤية وجه الرب من جديد! (2) داود: عاش داود تدريبات مؤلمة، وليالي طويلة مظلمة بسبب سقطته الأدبية، كما مر بنا؛ لكن بعد رد نفسه هتف بالقول في المزمور ذاته: «افْرَحُوا بِالرَّبِّ وَابْتَهِجُوا يَا أَيُّهَا الصِّدِّيقُونَ، وَاهْتِفُوا يَا جَمِيعَ الْمُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ» (مز32: 3، 4، 11). (3) الراجعون من السبي: عند الذهاب إلى السبي البابلي قال الرب لشعبه على لسان إرميا: «وَأُبَطِّلُ مِنْ مُدُنِ يَهُوذَا وَمِنْ شَوَارِعِ أُورُشَلِيمَ صَوْتَ الطَّرَبِ وَصَوْتَ الْفَرَحِ» (إر7: 34). وكم كانت أحزان الشعب وهم في السبي، ومدينتهم أورشليم مُستعبدة للأعداء! لكن ما أن تدخل الرب وردهم مرة أخري لديارهم، وحرر أرضهم، حتى نسمع ترنيمتهم: «عِنْدَمَا رَدَّ الرَّبُّ سَبْيَ صِهْيَوْنَ، صِرْنَا مِثْلَ الْحَالِمِينَ. حِينَئِذٍ امْتَلأَتْ أَفْوَاهُنَا ضِحْكًا، وَأَلْسِنَتُنَا تَرَنُّمًا ... عَظَّمَ الرَّبُّ الْعَمَلَ مَعَنَا وَصِرْنَا فَرِحِينَ» (مز126: 1-3). وهذا ما سبق ووعد به الرب على لسان إرميا أيضًا: «هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: سَيُسْمَعُ بَعْدُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ الَّذِي تَقُولُونَ إِنَّهُ خَرِبٌ... صَوْتُ الطَّرَبِ وَصَوْتُ الْفَرَحِ، صَوْتُ الْعَرِيسِ وَصَوْتُ الْعَرُوسِ، صَوْتُ الْقَائِلِينَ: احْمَدُوا رَبَّ الْجُنُودِ لأَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ» (إر33: 10، 11). |
||||
12 - 10 - 2017, 03:45 PM | رقم المشاركة : ( 19122 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فرح رد النفس «رُدَّ لِي بَهْجَةَ خَلاَصِكَ» كانت هذه الصرخة المُرَّة والصادقة لداود، الذي حُرِمَ من الأفراح والتعزيات بسبب خطيته (2صم11). ورغم قول ناثان النبي له: «الرَّبُّ أَيْضاً قَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ. لاَ تَمُوتُ» (2صم12: 13)، إلا أنه استمر - ولفترة طويلة - يُعانى جفاف التعزية، وانقطاع الأفراح القلبية. وما أقسى هذه الحالة على نفس تقيٍّ قد اختبر يومًا أمام الرب ”شبع سرور“، وفي حضرته تهلَّل قلبه ”بذبائح الهتاف“؛ لذلك ها هو يصرخ تائبًا متضرِّعًا للرب حتى يرد له تلك البهجة التي انقطعت.(مز51: 12) وهذه الصرخة تشرح لنا مبادئ إلهية هامة لحياتنا كمؤمنين: أولاً: المؤمن الحقيقي ومرارة البعد عن الرب إن خلاصنا الآن ثابت، ومقامنا كقديسين في المسيح مؤسَّس فقط على كفاية عمل المسيح؛ فلا تؤثر فيه أبدًا ضعفاتنا «لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ» (عب10: 14). لكن الشركة مع الرب شيء آخر؛ تتأثر وتنقطع إذا وُجِدت خطية لم يُحكَم عليها «إِنْ رَاعَيْتُ إِثْمًا فِي قَلْبِي لاَ يَسْتَمِعُ لِيَ الرَّبُّ» (مز66: 18). وهيهات للمؤمن أن يفرح، وهو قد أحزن الروح القدس في داخله. فداود، في وقت سمو شركته مع الرب، هتف قائلاً: «جَعَلْتُ الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ. لأَنَّهُ عَنْ يَمِينِي فَلاَ أَتَزَعْزَعُ. لِذَلِكَ فَرِحَ قَلْبِي وَابْتَهَجَتْ رُوحِي... أَمَامَكَ شِبَعُ سُرُورٍ، فِي يَمِينِكَ نِعَمٌ إِلَى الأَبَدِ» (مز16: 8، 9، 11)، وبأشواق قلبية للرب يقول: «وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ»، ثم يُضيف: «فَأَذْبَحُ فِي خَيْمَتِهِ ذَبَائِحَ الْهُتَافِ. أُغَنِّي وَأُرَنِّمُ لِلرَّبِّ» (مز27: 4، 6). لكن الحال تبدَّل تمامًا وقت زلته، فاختفت ترانيم الفرح، وتسلل الحزن لقلبه، فعبَّر قائلاً: «لَمَّا سَكَتُّ بَلِيَتْ عِظَامِي مِنْ زَفِيرِي الْيَوْمَ كُلَّهُ... تَحَوَّلَتْ رُطُوبَتِي إِلَى يُبُوسَةِ الْقَيْظِ» (مز32: 3، 4)، وأيضًا: «لَوِيتُ. انْحَنَيْتُ إِلَى الْغَايَةِ. الْيَوْمَ كُلَّهُ ذَهَبْتُ حَزِيناً» (مز38: 6). ومرة أخرى نراه حزينًا بلا أفراح أو ترنم، وقت ذهابه إلى أخيش- عدو الرب وشعبه - ليحتمي هناك عنده، وطوال إقامته هناك، لا نقرأ أنه ترنم بمزمور واحد! فالخطية تقطع الشركة وتُوقف الأفراح. ليتنا نتضرع للرب: «لَيْتَكَ ... تَحْفَظُنِي مِنَ الشَّرِّ حَتَّى لاَ يُتْعِبُنِي» (1أخ4: 11). أما أساف فهو صورة لمؤمن هجر المقادس، فغار من الأشرار، وحسد عمال الإثم. وفي مرارة نفسه شعر بأن عيشته مع الرب بلا نفع، فقال: «حَقًّا قَدْ زَكَّيْتُ قَلْبِي بَاطِلاً وَغَسَلْتُ بِالنَّقَاوَةِ يَدَيَّ». وما أقسى النتائج المؤلمة، إذ امتلأ بالحزن العميق الذي عبر عنه بالقول: «لأَنَّهُ تَمَرْمَرَ قَلْبِي وَانْتَخَسْتُ فِي كُلْيَتَيَّ» (مز73: 13، 21، 22)! ثانيًا: ضرورة الرجوع القلبي للرب لرد الشركة والأفراح لا علاج لحالة الكآبة التي سبّبها الخطية غير المحكوم عليها، إلا بالتوبة والرجوع إلى الرب. وهناك خطورة من المراوغة والتظاهر بأن كل شيء على ما يرام، ومن خداع القلب بالتظاهر بالتعزية والفرح، فهذا يضطر الله أن يحكم علينا بالتأديب، لأننا لم نحكم على أنفسنا. والأفراح القلبية الحقيقية لا تأتي إلا بعد التوبة الحقيقية لأن: (1) الفرح الحقيقي مرتبط بالرب (في4: 4)، ودعنا لا ننسى أن إلهنا قدوس ولا يتنازل عن متطلبات قداسته؛ وأنه لا فرح بدون رؤية الرب، ولا رؤية ً للرب بدون قداسة «الْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ» (عب12: 14). (2) يريد الرب أن يصل بالمؤمن المخطئ - من خلال تدريبات إلهية - لأن يدرك رداءة الجسد الذي فيه، وجسامة الخطأ في حق الرب. وعلاج الله لا يكون ”على عثم“. فالرب لا يُعطي أفراحًا للقلب إلا بعد التوبة الحقيقية، والرجوع القلبي للرب (2كو7: 10). ثالثًا: أفراح الرجوع للرب هذا اختبار الكثيرين من الأتقياء: (1) يعقوب: ما كان أصعبها السنين التي قضاها عند خاله لابان، والتي وضع الوحي عنوانًا لها «لأَنَّ الشَّمْسَ كَانَتْ قَدْ غَابَتْ» (تك28: 11)! كانت أيامًا مظلمة بلا دفء ولا شعاع نور، إلى أن رد الرب نفسه في لقاء مبارك، عند مخاضة يبوق، فغيَّر حاله إلى أمير الله «وَبَارَكَهُ هُنَاكَ ... وَأَشْرَقَتْ لَهُ الشَّمْسُ»، فقال: «إِنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ، وَنُجِّيَتْ نَفْسِي» (تك32: 29-31). فيا لها من فرحة وبهجة إذ يعود المؤمن يستمتع برؤية وجه الرب من جديد! (2) داود: عاش داود تدريبات مؤلمة، وليالي طويلة مظلمة بسبب سقطته الأدبية، كما مر بنا؛ لكن بعد رد نفسه هتف بالقول في المزمور ذاته: «افْرَحُوا بِالرَّبِّ وَابْتَهِجُوا يَا أَيُّهَا الصِّدِّيقُونَ، وَاهْتِفُوا يَا جَمِيعَ الْمُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ» (مز32: 3، 4، 11). (3) الراجعون من السبي: عند الذهاب إلى السبي البابلي قال الرب لشعبه على لسان إرميا: «وَأُبَطِّلُ مِنْ مُدُنِ يَهُوذَا وَمِنْ شَوَارِعِ أُورُشَلِيمَ صَوْتَ الطَّرَبِ وَصَوْتَ الْفَرَحِ» (إر7: 34). وكم كانت أحزان الشعب وهم في السبي، ومدينتهم أورشليم مُستعبدة للأعداء! لكن ما أن تدخل الرب وردهم مرة أخري لديارهم، وحرر أرضهم، حتى نسمع ترنيمتهم: «عِنْدَمَا رَدَّ الرَّبُّ سَبْيَ صِهْيَوْنَ، صِرْنَا مِثْلَ الْحَالِمِينَ. حِينَئِذٍ امْتَلأَتْ أَفْوَاهُنَا ضِحْكًا، وَأَلْسِنَتُنَا تَرَنُّمًا ... عَظَّمَ الرَّبُّ الْعَمَلَ مَعَنَا وَصِرْنَا فَرِحِينَ» (مز126: 1-3). وهذا ما سبق ووعد به الرب على لسان إرميا أيضًا: «هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: سَيُسْمَعُ بَعْدُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ الَّذِي تَقُولُونَ إِنَّهُ خَرِبٌ... صَوْتُ الطَّرَبِ وَصَوْتُ الْفَرَحِ، صَوْتُ الْعَرِيسِ وَصَوْتُ الْعَرُوسِ، صَوْتُ الْقَائِلِينَ: احْمَدُوا رَبَّ الْجُنُودِ لأَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ» (إر33: 10، 11). أحبائي ليتنا نتجاوب مع معاملات الروح القدس الذي ينخس كل قلب فينا لا يزال مسبيًا في العالم إلى الآن، فيتحول القلب رجوعًا إليه، لنستمتع بغفرانه الأبوي، وبالتطهير العملي، فنختبر مرة أخري الفرح الحقيقي، وتُصبح الكأس ريّا، ويمتلئ الفم ضحكًا، واللسان ترنمًا، والقلب سجودًا لاسمه الكريم. |
||||
12 - 10 - 2017, 03:48 PM | رقم المشاركة : ( 19123 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الفرح العائلي «لِيَكُنْ يَنْبُوعُكَ مُبَارَكًا، وَافْرَحْ بِامْرَأَةِ شَبَابِكَ» (أم5: 18) كم يُسر الله أن يصنع لقديسيه بيوتًا أمينة، يبنيها لهم وبهم (مز127: 1)، ويُسر أيضًا أن يجد راحته فيها، ويجد القديسون ملاذًا لإراحة أحشائهم، والعلم المرفرف عليها طابعه المحبة والفرح والسلام، وفيما يكون الظلام دامسًا في العالم الذي حولها، يُرى النور ساطعًا في مساكنهم (خر10: 22، 23)، ويُسمع ”صَوْت التَرَنُّم وَالخَلاَصٍ فِي خِيَامِهم“ (مز118: 15). ولقد عبَّر بلعام في نبواته عن جمال بيوت شعب الله وهم في البرية بقوله: «مَا أَحْسَنَ خِيَامَكَ يَا يَعْقُوبُ، مَسَاكِنَكَ يَا إِسْرَائِيلُ!»، وشبهها بِـ”أَوْدِيَةٍ مُمْتَدَّةٍ“ دائمة الخضرة والنضارة، و”كَجَنَّاتٍ عَلى نَهْرٍ“ دائمة الإثمار، و”كَشَجَرَاتِ عُودٍ غَرَسَهَا الرَّبُّ“ يُشتم منها أزكى الروائح، رائحة المسيح الذَّكيَّة؛ و”كَأَرْزَاتٍ عَلى مِيَاهٍ“ شامخة ثابتة لا تتزعزع، متجهة إلى أعلى طالبة ما فوق حيث المسيح جالس، ومستقيمة الأفرع لتظلل مَن يلوذ بها (عد24: 5، 6). ويُقدِّم لنا الكتاب عِلَة الفرح ومصدره الحقيقي في البيت؛ ألا وهو الإيمان بالرب يسوع المسيح، الذي عندما يُرحَّب به في البيت، يغمر الفرح أرجاءه، ويحل السلام في أركانه، ويملأ الخير جنباته؛ وهذا ما نراه في بيت سجان فيلبي، فبعد أن «كَلَّمَاهُ (بُولُسُ وَسِيلاَ) وَجَمِيعَ مَنْ فِي بَيْتِهِ بِكَلِمَةِ الرَّبِّ ... اعْتَمَدَ فِي الْحَالِ هُوَ وَالَّذِينَ لَهُ أَجْمَعُونَ ... وَتَهَلَّلَ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ إِذْ كَانَ قَدْ آمَنَ باللهِ» (أع16: 32-34). وكم هو مُفرح لقلب الرب عندما يُطيع المؤمن أقوال الكتاب، فيحب امرأته ويفرح بها! في أول بيت أسسه الرب، نرى آدم يفرح بامرأته التي أحضرها له الرب لتكون «مُعِينًا نَظِيرَهُ»، وعبَّر عن الفرح الذي فاض من قلبه بأقوال شعرية نطقها بلسانه: «هَذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هَذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ» (تك2: 23). ويُقدم لنا الوحي في أمثال 5 مقارنة هائلة بين العلاقات غير الشرعية التي تُضيّع جمال الشباب ونضارته، وتسلب قوة الإنسان وصحته، بل والحياة بجملتها (أم5: 9-11، 22)؛ والعلاقة الزوجية التي بحسب مشيئة الله، فيقول: «اِشْرَبْ مِيَاهًا مِنْ جُبِّكَ، وَمِيَاهًا جَارِيَةً مِنْ بِئْرِكَ. لاَ تَفِضْ يَنَابِيعُكَ إِلَى الْخَارِجِ، سَوَاقِيَ مِيَاهٍ فِي الشَّوَارِعِ. لِتَكُنْ لَكَ وَحْدَكَ، وَلَيْسَ لأَجَانِبَ مَعَكَ. لِيَكُنْ يَنْبُوعُكَ مُبَارَكًا، وَافْرَحْ بِامْرَأَةِ شَبَابِكَ» (أم5: 15-19). وكم هو أمر جميل أن نقرأ عن وعد الله للتقي «امْرَأَتُكَ مِثْلُ كَرْمَةٍ مُثْمِرَةٍ فِي جَوَانِبِ بَيْتِكَ. بَنُوكَ مِثْلُ غُرُوسِ الزَّيْتُونِ حَوْلَ مَائِدَتِكَ. هَكَذَا يُبَارَكُ الرَّجُلُ الْمُتَّقِي الرَّبَّ» (مز128: 3، 4). والكرمة رمز للفرح، والزيتون رمز للإنعاش والسلام. وكما يفرح الرجل بامرأة شبابه، هكذا يعمل على سرورها وفرح قلبها، كما أوصى الرب في الناموس: «إِذَا اتَّخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً جَدِيدَةً، فَلا يَخْرُجْ فِي الجُنْدِ، وَلا يُحْمَل عَليْهِ أَمْرٌ مَا. حُرًّا يَكُونُ فِي بَيْتِهِ سَنَةً وَاحِدَةً، وَيَسُرُّ امْرَأَتَهُ التِي أَخَذَهَا» (تث24: 5). وعن أفراح الزوج بامرأته نقرأ عن سليمان في نشيد 3: 11 «اُخْرُجْنَ يَا بَنَاتِ صِهْيَوْنَ، وَانْظُرْنَ الْمَلِكَ سُلَيْمَانَ بِالتَّاجِ الَّذِي تَوَّجَتْهُ بِهِ أُمُّهُ فِي يَوْمِ عُرْسِهِ، وَفِي يَوْمِ فَرَحِ قَلْبِهِ». وعندما يُعبِّر الرب عن فرحه بأورشليم في زمان المُلك يُشبهه أيضًا بفرح العريس بالعروس، فيقول: «لأَنَّهُ كَمَا يَتَزَوَّجُ الشَّابُّ عَذْرَاءَ، يَتَزَوَّجُكِ بَنُوكِ. وَكَفَرَحِ الْعَرِيسِ بِالْعَرُوسِ يَفْرَحُ بِكِ إِلَهُكِ» (إش62: 5). وقد عبَّر يوحنا المعمدان عن فرحه لفرح العريس باعتباره صديق العريس في قوله: «مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ، وَأَمَّا صَدِيقُ الْعَرِيسِ الَّذِي يَقِفُ وَيَسْمَعُهُ فَيَفْرَحُ فَرَحًا مِنْ أَجْلِ صَوْتِ الْعَرِيسِ. إِذًا فَرَحِي هَذَا قَدْ كَمَلَ» (يو3: 29). ثم هناك الفرح داخل العائلة بين الأولاد والوالدين؛ فعن البيت الذي يبنيه الرب الإله كي يثبت طول الحياة، نقرأ هذا القول: «هُوَذَا الْبَنُونَ مِيرَاثٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، ثَمَرَةُ الْبَطْنِ أُجْرَةٌ. كَسِهَامٍ بِيَدِ جَبَّارٍ، هَكَذَا أَبْنَاءُ الشَّبِيبَةِ. طُوبَى لِلَّذِي مَلأَ جُعْبَتَهُ مِنْهُمْ» (مز127: 3-5). والطوبى هنا تعني يا لسعادة وفرح هذا البيت! ونقرأ أيضًا في مزمور 144: 12 «لِكَيْ يَكُونَ بَنُونَا مِثْلَ الْغُرُوسِ النَّامِيَةِ فِي شَبِيبَتِهَا. بَنَاتُنَا كَأَعْمِدَةِ الزَّوَايَا مَنْحُوتَاتٍ حَسَبَ بِنَاءِ هَيْكَلٍ». ويا لها من تعبيرات تُظهر فرح وسعادة الوالدين الذين لهم أبناء وبنات بهذه الصفات الجميلة! وعن الفرح بالإخوة نقرأ عن فرح ِهَارُون بلقاء موسى حيث قال الرب لموسى: «أَلَيْسَ هَارُونُ اللاَّوِيُّ أَخَاكَ؟ ... هَا هُوَ خَارِجٌ لاِسْتِقْبَالِكَ. فَحِينَمَا يَرَاكَ يَفْرَحُ بِقَلْبِهِ» (خر4: 14)، ثم نقرأ: «فَذَهَبَ (هَارُونُ) وَالْتَقَاهُ فِي جَبَلِ اللهِ وَقَبَّلَهُ» (خر4: 14، 27). ولعلنا نذكر فرح يوسف وإكرامه لإخوته بصفة عامة، ولبنيامين بصفة خاصة (تك43). ودعونا لا ننسى مريم أخت موسى، وكيف كانت تُراقب السفط في النيل، وكم فرحت عندما انتشلته ابنة فرعون، وعرضت عليها أمر المُرضعة. ولا ننسى راحاب التي طلبت علامة الأمانة والحفظ لعائلتها، وكيف نالوا الخلاص من الموت. حقًا «هُوَذَا مَا أَحْسَنَ وَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَسْكُنَ الإِخْوَةُ مَعًا! ... لأَنَّهُ هُنَاكَ أَمَرَ الرَّبُّ بِالْبَرَكَةِ، حَيَاةٍ إِلَى الأَبَدِ» (مز133: 1-3). |
||||
12 - 10 - 2017, 03:52 PM | رقم المشاركة : ( 19124 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأُخوّة المسيحية والفرح «أَلَيْسَ هَارُونُ اللاَّوِيُّ أَخَاكَ؟ ... فَحِينَمَا يَرَاكَ يَفْرَحُ بِقَلْبِهِ» (خر4: 14) حاول موسى أن يستعفي من الإرسالية التي أمره الرب بها، شعورًا بجسامتها، فإذا بالرب يشجعه، بأنه سيُرسل معه هارون أخاه، فقال له: «أَلَيْسَ هَارُونُ اللاَّوِيُّ أَخَاكَ؟ أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ هُوَ يَتَكَلَّمُ، وَأَيْضًا هَا هُوَ خَارِجٌ لاِسْتِقْبَالِكَ. فَحِينَمَا يَرَاكَ يَفْرَحُ بِقَلْبِهِ». ومن جانب آخر «قَالَ الرَّبُّ لِهَارُونَ: اذْهَبْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ لاِسْتِقْبَالِ مُوسَى. فَذَهَبَ وَالْتَقَاهُ فِي جَبَلِ اللهِ وَقَبَّلَهُ» (خر4: 14، 27). لقد فرح هارون برؤية موسى، فهو لم يَرَه منذ أربعين سنة؛ ولسماعه منه عن الأخبار السارة المتعلِّقة بإخراج الشعب من مصر، وإصعاده إلى الأرض الجيدة. وفي الآية المقتبسة أعلاه نرى جانبين مرتبطين بالفرح: أولاً: الجانب الأدبي (الروحي) يتمثل في ثلاثة أمور تتعلق بموسى وهارون كأخوين: (1) علاقة جديدة: يقول الرب عن هارون «اللاَّوِيُّ أَخَاكَ». لاوي يعني ”يقترن“، وبقوله: «أَخَاكَ»، يرسم أمامنا المحبة التي تجمع المؤمنين، وتؤلِّف بينهم في علاقة روحية جديدة، تأسست على اقترانهم بالروح القدس معًا كإخوة «وَأَنْتُمْ جَمِيعًا إِخْوَةٌ» (مت23: 8). إن أول كلمة عذبة في سمعها، عميقة في تأثيرها، سمعها شاول الطرسوسي من حنانيا: «أَيُّهَا الأَخُ شَاوُلُ» (أع9: 17). (2) شركة فريدة: عندما استقبل هارون موسى «قَبَّلَهُ» عندما رآه. والقُبلة هنا علامة ودليل المحبة والشركة (نش1: 2؛ 8: 1؛ رو16: 16). عندما كان هارون في مصر وموسى في مديان، لم يكن بينهما شركة، أما الآن فمن هذا اللقاء بدأت الشركة بينهما. وعند رؤية موسى، دخل السرور والفرح لقلب هارون. وهذا ما نجده في العهد الجديد، فعندما رأى بولس إخوة رومية «شَكَرَ اللهَ وَتَشَجَّعَ» (أع28: 15)، وكان قد تضرع للرب لكي يراهم وليتعزى بينهم (رو1: 11، 12). كذلك يشتاق يوحنا الشيخ لرؤية القديسين والتمتع بهم (2يو12). إن رؤية القديسين والشركة معهم تشبه العسل على نشابة يوناثان، تنير العينين وتفرح القلب. ليعطنا الرب نعمة ومعونة، لكي لا نهمل شركتنا مع إخوتنا، فلا نحرم أنفسنا من فرح التواجد معهم (رجاء الرجوع إلى ملا3: 16؛ أف5: 19). (3) إرسالية مجيدة: لقد أرسل الرب موسى وهارون معًا، ليُخرجا الشعب المأسور من مصر. بلا شك إن وجود هارون برفقة موسى، كان سبب فرح وتشجيع له «اَلصَّدِيقُ يُحِبُّ فِي كُلِّ وَقْتٍ، أَمَّا الأَخُ فَلِلشِّدَّةِ يُولَدُ» (أم17: 17)، و«اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ ... لأَنَّهُ إِنْ وَقَعَ أَحَدُهُمَا يُقِيمُهُ رَفِيقُهُ» (جا4: 9، 10). إن الرب يسوع عندما عيَّن السبعين رسولاً، أرسلهم اثنين اثنين، وبعد الرجوع من الإرسالية، عادوا جميعًا فرحين (لو10). إنني عندما أخدم مع أخي، نتشجع معًا، نفرح معًا، ولو حدث ضيق أو اضطهاد في طريق الخدمة، نصلي ونسبح معًا، كما حدث مع بولس وسيلا في فيلبي (أع16). ثانيًا: الجانب الرمزي يمكن أن نرى في موسى رمزًا للمسيح المرفوض الآن من العالم ومن إخوته «َلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ ... وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ» (يو1: 10، 11). ونجد في هارون صورة لجماعة المؤمنين في الوقت الحالي، إذ هم مملكة كهنة، يقدمون الذبائح الروحية لله بالمسيح. ويمكن أن نجد في هذا الجانب أمرين أيضًا، مرتبطين بالفرح، في علاقتنا بالرب يسوع: (1) رؤية وأفراح: فرح هارون برؤية موسى، ونحن نفرح عندما نرى الرب بالإيمان في وسطنا «َفَرِحَ التّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوُا الرَّبَّ» (يو20: 20). إن رؤيتنا للرب لا تتأتى إلا بالقداسة ونقاوة القلب «الْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ»، «طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ» (عب12: 14؛ مت5: 8). ليتنا نراعي في سلوكنا مبادئ القداسة، سرًا وعلنًا، روحًا وجسدًا، فينعكس ذلك علينا بفرح عظيم. (2) سجود إلى الصباح: يقول الرب عن هارون: «هَا هُوَ خَارِجٌ لاِسْتِقْبَالِكَ» ونحن «فَلْنَخْرُجْ إِذًا إِلَيْهِ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ حَامِلِينَ عَارَهُ»، ثم «فَلْنُقَدِّمْ بِهِ فِي كُلِّ حِينٍ للهِ ذَبِيحَةَ التَّسْبِيحِ» (عب13: 13، 15). يتحدث موسى عن لاوي فيقول: «يَضَعُونَ بَخُورًا (صورة لكمالات المسيح وأمجاده) فِي أَنْفِكَ، وَمُحْرَقَاتٍ عَلى مَذْبَحِكَ (صورة للمسيح كمن أشبع قلب أبيه من خلال حياته وموته)» (تث33: 10)، وهو صورة للسجود الذي نقدّمه الآن للآب، من خلال ابنه، حتى يأتينا كوكب الصبح المنير. وعند إقبال الصبح، تم الخلاص للشعب من أعدائه، وأعقب ذلك الترنيم والتسبيح (خر14؛ 15). وبالنسبة لنا «فَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا» (رو13: 11)، وفي بيت أبينا في العلا، سنترنم الترنيمة الجديدة ونحن مُمسكون القيثارات (رؤ5). |
||||
12 - 10 - 2017, 03:56 PM | رقم المشاركة : ( 19125 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الفرح في التجارب «اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ» (يع1: 2) كتب يعقوب إلى الاثني عشر سبطًا الذين في الشتات، وكانوا من اليهود الذين دخلوا إلى المسيحية وتركوا اليهودية، ولهذا السبب كانوا يواجهون الاضطهادات ويحتملون أحزانًا بالظلم. وقد شجَّعهم أن يحسبوه كل فَرَحٍ حينما يقعون في تجارب متنوعة، وهو أمر يخالف تمامًا رد الفعل الطبيعي؛ ذلك لأن المسيحي يفهم الأمور ويتعامل معها بطريقة مختلفة بناء على قناعات مختلفة. فهو يرى الحياة أنها المسيح، الذي هو المعنى والقيمة والهدف للحياة، ويرى الموت أنه ربح، ويرى الألم أنه هبة وعطية. لهذا يستطيع أن يفرح وسط الأحزان.ولهؤلاء أيضًا كتب الرسول بولس مُشجعًا إياهم على احتمال الآلام قائلاً: «صَبِرْتُمْ عَلَى مُجَاهَدَةِ آلاَمٍ كَثِيرَةٍ ... وَقَبِلْتُمْ سَلْبَ أَمْوَالِكُمْ بِفَرَحٍ» (عب10: 32–34). كذلك كتب الرسول بطرس لهؤلاء المؤمنين أيضًا يقول: «الَّذِي بِهِ تَبْتَهِجُونَ، مَعَ أَنَّكُمُ الآنَ - إِنْ كَانَ يَجِبُ - تُحْزَنُونَ يَسِيرًا بِتَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ ... تَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ» (1بط1: 6-8)، وهو ما لا يمكن أن يفهمه العالم أو يستوعبه. وبنفس القناعة كتب بولس عن اختبار شخصي قائلاً: «كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ» (2كو6: 10). فعندما كان في فيلبي، وتعرَّض للإهانات البالغة والأذى النفسي والجسدي، وطُرح في السجن الداخلي ورجليه في المقطرة، «ونَحْوَ نِصْفِ اللَّيْلِ كَانَ بُولُسُ وَسِيلاَ يُصَلِّيَانِ وَيُسَبِّحَانِ اللهَ» (أع16: 25). بأي منطق إنساني، وبأي طاقة نفسية يحدث هذا؟ الجواب: إن المسيحي الحقيقي هو شخص مختلف، لأنه سماوي، يمتلك حياة سماوية، ويعيش بمبادئ سماوية، وبالتالي فإن رد فعله مختلف عن الناس. وليس بولس فقط الذي اختبر هذا الفرح وسط الآلام، بل أيضًا التلاميذ في بداية تاريخ الكنيسة، عندما تعرضوا للاضطهاد والجلد، «ذَهَبُوا فَرِحِينَ ... لأَنَّهُمْ حُسِبُوا مُسْتَأْهِلِينَ أَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ» (أع5: 41). وليس في الاضطهادات فقط، بل عندما سمح الرب لبولس بشوكة في الجسد، لازمته مدى الحياة، وأشعرته بالضعف والمذلة، وتضرع إلى الرب من جهتها ثلاث مرات، ولم يرفع الرب الشوكة، لم يُحبَط أو يكتئب، بل نسمعه يقول: «أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ (وليس ابتُليت بشوكة) ... فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ» (2كو12: 7–10). كيف ولماذا؟ لأن عنده رصيدًا من القناعات الراسخة التي تعلَّمها من الله وكلمته، والتي تجعله مختلفًا في أحزانه، كما في أفراحه، عن الناس. لقد كتب للمؤمنين في رومية قائلاً: «بَلْ نَفْتَخِرُ (نفرح) أَيْضًا فِي الضِّيقَاتِ» (رو5: 3)، وذلك لأننا نعلم أن مصدرها هو الله المُحبّ والحكيم الذي لا يُخطئ، وأن هناك نتائج مباركة ستتحقق، لأننا «نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ». وما هي التجارب المتنوعة التي يشير إليها الكتاب؟ إنها الآلام في طريق البر والآلام من أجل المسيح. «إِنْ تَأَلَّمْتُمْ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، فَطُوبَاكُمْ» (1بط3: 14)، «إِنْ عُيِّرْتُمْ بِاسْمِ الْمَسِيحِ، فَطُوبَى لَكُمْ» (1بط4: 14). إنها تجارب من الله مباشرة، وتحت إشرافه وسيطرته، وليست حصادًا لأخطاء زرعناها. إنها جرعات محسوبة يسمح بها الله طبقًا لخطته الرائعة لكل واحد من أولاده، وهو يهمس مُطمئنًا كل مؤمن في حيرته: «مِنْ عِنْدِي هَذَا الأَمْرَ» (1مل12: 24). لهذا فإننا نتقبل الأمور بهدوء وسلام وبفرح من يده الرحيمة، عالمين أنه من خلال الألم يحقِّق مجده فينا، ويُنجز قصده الصالح بنا، ويُشكِّل في أوانينا، ويطبع صورته فينا. ويضيف يعقوب وهو يتحدث عن التجارب التي تأتي من الله لامتحان الإيمان قائلاً: «طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ (يا لسعادته وغبطته)، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ» (يع1: 12). وإذ يُفَكِّر المؤمن الذي يجتاز في تجربة في المكافأة المجيدة أمام كرسي المسيح، يتشجع ويفرح. إن «الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالاِبْتِهَاجِ» (مز126: 5). و«عِنْدَ الْمَسَاءِ يَبِيتُ الْبُكَاءُ، وَفِي الصَّبَاحِ تَرَنُّمٌ» (مز30: 5). وعندما نفهم، ولو جزئيًا، غرض الله من التجارب، وأن له مشروعًا يريد أن يتمجد من خلاله، وأنه قد اختارنا نحن ليشرفنا بأن نشاركه في مشروعه الناجح، ويحقِّق نتائج تمتد للأبدية، حتى لو كان هذا المشروع مُكلفًا؛ فإننا وإن زرعنا بالدموع، سنحصد بالابتهاج. إن الشعور بتعاطف الرب وحضوره مع المؤمن في محنته ليسنده ويشجعه ويعزيه، سيغمره بالفرح ويرفعه فوق الألم والتجربة. كما أن التغيير الذي يحدث في المؤمن بعد التجربة، وكيف ستفيح منه رائحة عطرة بعد الكسر، وسيصبح مصدر إنعاش وبركة للآخرين، وسيحمل معه تأثيرات إلهية قوية حيثما ذهب، ويعزي الآخرين بالتعزية التي تعزى هو بها من الله، هذا سيملأ قلبه بالفرح المقدس. ربما ينظر البعض إلى نهاية حياة بولس على أنها نهاية مأساوية، فكيف لهذا البطل أن يموت وهو في السجن وحيدًا بعيدًا عن أحبائه. لقد أفنى حياته في خدمة السَيِّد، ضحى بكل شيء، واحتمل المشقات، فماذا كانت المكافأة؟ لقد قُطعت رأسه في السجن. لكن بولس رأى الأمور بشكل مختلف، وكان راضيًا تمامًا عن سني حياته وما أُنجز فيها، وأن المسيح قد تعظم في حياته، وسيتعظم أيضًا في موته. لهذا وضع التقرير عن حياته قائلاً: «إِنِّي أَنَا الآنَ أُسْكَبُ سَكِيبًا (والسكيب يتكلم عن الفرح، وكان يُسكب على الذبائح، رائحة سرور للرب)، وَوَقْتُ انْحِلاَلِي قَدْ حَضَرَ. قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ» (2تي4: 6–8). إن الحياة جعلته حبيسًا في الجسد الترابي الوضيع هنا على الأرض، وكان راضيًا أن يبقى فيه لأجل بركة إخوته وخدمتهم. أما الموت الذي يتوقعه الآن فهو المركبة التي تحمله إلى السماء بعيدًا عن كل ما يُعكر أو يُكدر. ويا له من فرح مجيد! |
||||
12 - 10 - 2017, 04:00 PM | رقم المشاركة : ( 19126 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الفرح في الحزن «كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ»! (2كو6: 10) تبدو هذه العبارة كأنها لغز بالنسبة لأهل العالم، فالوضع الطبيعي الذي يفهمه الإنسان العادي أنه عندما تدخل الأحزان إلى الحياة فإن الأفراح ترحل. والمسيحي يعرف الأفراح والأحزان كباقي البشر، ولكنه يستطيع أن يتمتع بفرح إلهي لا يعرفه أهل العالم، وله أحزانه التي لا يدركها أهل العالم أيضًا، لأنهم لم ينلوا الطبيعة الإلهية التي منحها الله لأولاده. ودعنا نناقش هذا الأمر في دائرتين.أولاَ: الرب يسوع في حياته على الأرض قيل عن شخصه المجيد بالنبوة إنه «رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحُزْنِ» (اش53: 3). وعندما نتتبع حياته على الأرض كما سجلتها الأناجيل نجد أن هذه العبارة تمت فعلاً. فبالرغم من كونه البار والكامل القدوس إلا أنه اختبر آلامًا ومعاناة كباقي البشر، آلام الحرمان والفقر والجوع وعدم فهم الناس له، بالإضافة إلى المعاناة التي عاناها بسبب شهادته عن شخصه المجيد. عندما بكى أمام قبر لعازر كان يرى أجرة الخطية التي تجسمت في موت لعازر، فذرف الدموع بغزارة، تعبيرًا عن عمق شعوره بمرارة الخطية. وكم حزن بسبب ما فعلته الخطية بالبشر، فقسَّت قلوبهم وجعلتهم يرفضون الشخص الذي أظهر لهم كل أحشاء الله ومراحمه. لقد تألم بسبب رفض شعبه له، فبكى على أورشليم (لو19: 41). نقرأ في إنجيل لوقا 10: 21، وفي متى 11: 21، 26 أنه وبخ المدن التي صنع فيها أكثر قواته لأنها لم تتب. لقد أغلقت هذه المدن أبوابها في وجه الشخص الذي أتى مُحمَّلاً بنعمة الله، وتكلم عن الدينونة العتيدة على هذه المدن بسبب عدم إيمانها؛ ولكن في هذه اللحظة الصعبة نقرأ: «وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَهَلَّلَ يَسُوعُ بِالرُّوحِ وَقَالَ: أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ، رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هَذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ. نَعَمْ أَيُّهَا الآبُ، لأَنْ هَكَذَا صَارَتِ الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ» (لو10: 21). هنا نتعلم سر الفرح في حياة الرب يسوع. إن كان قد تألم بسبب رفض شعب إسرائيل له كالمسيا، فإنه في الوقت نفسه استطاع أن يفرح ويُسر بمشيئة الآب. فإن كانت إسرائيل قد أغلقت أبوابها في وجهه الكريم، فقد رأى الرب يسوع بابًا آخر قد فُتح له من الآب، أن يعطى هذه العطية الثمينة، الكنيسة. وهذا كان بالنسبة للآب مجد أعظم، وبالنسبة للابن فرح أعظم لقلبه. ثانيًا: الرسول بولس لا يوجد خادم تألم وتحمَّل المشقات مثل الرسول بولس، الذي تشبَّه بسيده الرب يسوع. فقد شارك المسيح في آلامه واستطاع أن يقول: «الآنَ افْرَحُ فِي آلاَمِي لأَجْلِكُمْ، وَأُكَمِّلُ نَقَائِصَ شَدَائِدِ الْمَسِيحِ فِي جِسْمِي لأَجْلِ جَسَدِهِ: الَّذِي هُوَ الْكَنِيسَةُ» (كو1: 24). وعندما استعرض أتعاب الخدمة ومعاناتها الكثيرة والمتنوعة في 2كورنثوس 11، أضاف قائلاً: «عَدَا مَا هُوَ دُونَ ذَلِكَ: التَّرَاكُمُ عَلَيَّ كُلَّ يَوْمٍ، الاِهْتِمَامُ بِجَمِيعِ الْكَنَائِسِ» (2كو11: 28). هذا بالإضافة إلى أوجاعه بسبب رفض الكثيرين لشهادته عن المسيح، وخاصة أنسبائه حسب الجسد، وأيضًا بسبب المشكلات في بعض الكنائس التي وُجدت فيها شرور أدبية وانقسامات، وعدم توقير اسم الرب ولا سيما عندما يجتمعون لصنع ذكرى موته، وأيضًا بسبب التعاليم الشريرة التي أنكرت القيامة. لقد كتب مرة: «لأَنِّي مِنْ حُزْنٍ كَثِيرٍ وَكَآبَةِ قَلْبٍ كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ بِدُمُوعٍ كَثِيرَةٍ» (2كو2: 4). هذا الخادم الأمين الذي اختبر المتاعب والأحزان في الخدمة، هو نفسه الذي كتب كثيرًا عن الفرح في رسالة فيلبي وقال لهم: «مُقَدِّمًا الطِّلْبَةَ لأَجْلِ جَمِيعِكُمْ بِفَرَحٍ». وأيضًا «لَكِنَّنِي وَإِنْ كُنْتُ أَنْسَكِبُ أَيْضًا عَلَى ذَبِيحَةِ إِيمَانِكُمْ وَخِدْمَتِهِ، أُسَرُّ وَأَفْرَحُ مَعَكُمْ أَجْمَعِينَ» (في1: 4؛ 2: 17). • لتصبح خادمًا حقيقيًا للآخرين يجب أن تكون على استعداد دائم لقبول أفراحًا جديدة، وأيضًا أحزانًا جديدة. فالرجل الذي ينفق نفسه من أجل الآخرين، لا يمكن أبدًا أن يكون رجلاً حزينًا كُليًا؛ ولكنه لم يَعُد في حالة من الفرح الصافي؛ فكلّما أزداد تكريسه عُمقًا، ذاق فرحًا لا يُنطَق به، ولكن نجد في قاع كأس الفرح قليلاً من الحزن، الذي كان سببًا قويًا ليشعر بهذا الفرح. (فيليبس بروكس) • إن فرح الرب هو تسليح لنا ضد هجمات أعدائنا الروحيين، فهو يضع أفواهنا بعيدًا عن المُتع التي يستخدمها المُجَرِب كالطُعم في صنارته. (متى هنري) |
||||
12 - 10 - 2017, 04:07 PM | رقم المشاركة : ( 19127 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
غيرني قناعات روحك وإيمانك بما تؤمن به فى أعاماقك نحو كل شيء هو الخيال بالنسبه للآخرين وهو الروح الجديده لكل من يعرف نقاء أعماقك.، إحتضار العالم بالحق وتمخضه إن سُلطان تسلط علي كل شيء.، حينما تعرفه وتسلطه تعلم أنك مطارد من الهواء . تُطارد بما لا تراه .، لكن تري كيف يريد أن يجذبك .وكيف يظل يخنق قيك لتحتضر كما العالم الذي سقط تحت سلطان خِداع من تسلط عليه.، إنخداعي منه هو الحرب التي ينجح فيها علي .، دائما يخدعني ودائما أعرف أني برغبتي خُدعت .، إيها المُتسلط علي كل شيء .، تسلط علي لأتغير ,، تسلط علي لأنجو . تسلط علي بقوتك . غيرني .، سُلطانك الآبدي تسلط علي به ولا تدع شيء غيرك يتسلط علي.، حُريتي التي منك حررني بها من حريتي التي لي .، |
||||
13 - 10 - 2017, 05:08 PM | رقم المشاركة : ( 19128 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يسوع حزينًا
يسوع حزينًا يسوع الذي كان فرحًا لجميع الشعب، كما أعلن ملاك الرب للرعاة: ".. فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ:" (لوقا 2: 10) الذي عاش زمنًا على أرضنا وجال يصنع خيرًا ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس، ويشيع الفرح في كل مكان ذهب إليه، هل ممكن أن يستبدّ به الحزن؟! نعم، فقد عاش إنسانًا كاملاً، واختلجت في قلبه كل المشاعر الإنسانية. كان حزن يسوع أعمق وأمرّ من كل حزن، لأنه حزن نابع من قلب يحب هو أكبر وأعظم من كل قلب. أحبّ خاصته وخاصته لم تقبله؛ رفضوه وقاوموه وطردوه . جاء إلى وطنه الذي عاش فيه سنينًا يعلّم في المجمع الذي كان يتردّد عليه كثيرًا في صباه. بهتوا واستنكروا وتعثروا وقالوا في لهجة ساخرة: "أَلَيْسَ هذَا ابْنَ النَّجَّارِ؟ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ،" ؟! لم يستمعوا إلى كلامه ولم يقبلوا أعماله. رفضوه ولفظوه وتنكروا له. حزن يسوع وقال في لوعة: "لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَفِي بَيْتِهِ" (متى 13: 55; 57) حتى إخوته لم يكونوا يؤمنون به. هل هناك حزن أكثر ألمًا وقسوة من أن يرفضك أهلك والذين تحبهم حبًّا خاصًا خالصًا؟! * نظر يسوع إلى أورشليم مفخرة كل من عاش فيها وانتمى إليها. جال بنظره في بيوتها المتراصة العامرة بسكانها. تأمل قباب قصورها وهيكلها وهي تعلو شامخة نحو السماء. واعتصر الحزن قلبه وغمرت روحه لوعة ورثاها: "يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا،.." كم جال في طرقاتها ينادي ويعلن عن اقتراب ملكوت السماوات ويظهر للناس السبيل إلى الحياة الأبدية، لكن صوته ضاع في ضجيج المدينة الكبيرة ولم يجد استجابة لصراخه. تفجر حزنه وخرج صوته ملتاعًا وهو يقول: "..كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا!" (متى 23: 37) وَلَمْ تُرِيدُوا! كلمات تقطر مرارة وألمًا... يريد أن يجمعهم ويحميهم تحت جناحيه. وهم لا يريدون. يرى الخطر الذي يهددهم ويريد أن يحفظهم بعيدًا عنه ويحتضنهم بذراعيه كما تضع الدجاجة فراخها تحت جناحيها وتبعد عنهم كل سوء. الدجاجة تبذل نفسها لتحفظ فراخها آمنين سالمين. عندما يشتعل الحريق تسرع وتجمع فراخها تحت جناحيها وتحترق هي وتبقى الفراخ حية تحت جسدها المحترق! هكذا يريد وهم يرفضون! ما أقسى الرفض عليه وهو يعرض الحب والحماية لهم! حزن يسوع على أورشليم الحبيبة ومن يعيشون فيها ورثاها. وفي موقف آخر عندما كان صاعدًا إلى أورشليم نزل راكبًا جحشًا من منحدر جبل الزيتون والتلاميذ يفرشون ثيابهم تحت أقدام الجحش ويهللون قائلين: "مُبَارَكٌ الْمَلِكُ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! سَلاَمٌ فِي السَّمَاءِ وَمَجْدٌ فِي الأَعَالِي" (لوقا 19: 38) أرسل يسوع بصره ونظر إلى المدينة، واختلجت مشاعره، وحزن قلبه، وسالت دموعه وبكى عليها. بكى يسوع حزنًا على المدينة التي أحبها من كل قلبه، وعرف مصيرها المروع والهلاك القادم عليها. حزن لأنها ترفضه وترفض خلاصه وترفض حمايته لها. * كان رؤساء الكهنة والكتبة يخططون للتخلص من هذا الذي استطاع في فترة قصيرة أن يجمع كل هذه الجماهير حوله. رأوا سلطانهم على الشعب يتحوّل عنهم، ويلتفون حوله مأخوذين بأقواله وأعماله. روت كلماته عطشهم وسلبت عقولهم، فقد كان يعلّمهم كمن له سلطان. جذبهم حبه لهم وهو يتحنن عليهم ويشفي مرضاهم. كان العمي يبصرون، والعرج يمشون، والبرص يطهرون، والصم يسمعون، والموتى يقومون! رأى رؤساء الكهنة والكتبة فيه خطرًا يهدد مكانتهم، فأرادوا أن يزيلوه من طريقهم. كان موجودًا ظاهرًا في كل مكان ومن السهل الفتك به، لكنهم كانوا يخافون من الشعب الملتفّ دائمًا حوله، ومن أن يختفي ويخرج من وسطهم بعيدًا عن متناول أيديهم كما حدث حين همّوا أن يرجموه وهو في الهيكل. بحثوا عن أحد من أتباعه ليسلّمه لهم. وجدوا ضالتهم في يهوذا الإسخريوطي، الذي كان التلاميذ يأتمنونه على الصندوق والذي كان له مكانة خاصة بينهم. نراه حين دهنت مريم قدمي يسوع بالطيب يعترض قائلاً: "لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هذَا الطِّيبُ بِثَلاَثَمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ؟ " (يوحنا 12: 5) ويعلق يوحنا قائلاً إنه لم يكن يبالي بالفقراء، بل لأنه كان سارقًا وكان الصندوق عنده. يذكر متى أنه بعد ذلك مباشرة ذهب يهوذا إلى رؤساء الكهنة وطلب منهم مالاً مقابل أن يسلمه لهم. خيانة تلميذ كان مقرّبًا منه مدة طويلة. بعد ذلك وقبل عيد الفصح بقليل على العشاء بعد أن غسل يسوع أرجل تلاميذه، لفت نظر من حوله إلى المكتوب قديمًا: " اَلَّذِي يَأْكُلُ مَعِي الْخُبْزَ رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ." ثم اضطرب بالروح وامتلأ قلبه بالحزن وهو يقول: "..الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي!." (يوحنا 13: 18; 21) كان يسوع متألمًا لخيانة أحد تلاميذه له. لم يغضب أو يثور أو يؤنب يهوذا ويطرده. حزن. حزن يسوع. واجه الخيانة بالحزن. واجه الشر بالحزن. الحزن النبيل! دخل يسوع وتلاميذه جثسيماني، وابتدأ يحزن ويكتئب وفقال لهم: " .. «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدًّا حَتَّى الْمَوْتِ. اُمْكُثُوا ههُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي»." (متى 26: 38) ثم تقدم قليلاً وخرّ على الأرض وكان يصلي، وقد صار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض. ثلاث مرات عاد إلى تلاميذه ووجدهم نيامًا من الحزن. أما هو فلم ينم. صلّى وكانت صلاته تقطر حزنًا وألمًا وهو يخاطب الآب: "قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ»." (لوقا 22: 42) ثم دخل يهوذا وحوله جمع مسلّح بسيوف وعصي وتقدّم إلى يسوع وقبّله! ".. أَبِقُبْلَةٍ تُسَلِّمُ ابْنَ الإِنْسَانِ؟ " (لوقا 22: 42; 48) قبلة كلها خيانة وسمّ، فكيف لا يحزن؟! على قدر حب يسوع العميق لنا يكون حزنه علينا حين نرفضه وننكره. ويعتريه الأسى الشديد حين يرى أولئك الذين لا يستفيدون من خلاصه الذي سفك في سبيله دمه على الصليب ليحقق عدالة الله، ويفتح الطريق إلى الحياة الأبدية ليكونوا معه في ملكوته، لأنه هكذا أحبّ الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية. وهم لا يبالون. * * * أشكرك أحبك كثيراً... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||
13 - 10 - 2017, 05:15 PM | رقم المشاركة : ( 19129 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كثير ما يحدث شر
نسأل هل موت او حادث او مصيبه من الله أمكن الشيطان هل الطوفان وحرق سدوم من الله أم من الطبيعة أم من الشيطان اتمني أجد كتاب يشرح الشر والألم بمفهوم مسيحي حقيقي سلام لشخصك العزيز والمحبوب من الله، صدقني الموضوع مش محتاج كتب ولا شرح كتير، لأن الفلسفة مصدرها الملحدين والمفكرين الذي اتعبوا الإنسانية وأبعدوها عن رؤية الحق وجعلوا الرؤيا الصحيحة ضبابية، والناس سارت ورائهم كقطيع يسير وراء راعيه، لكي يحوروا المعاني لتتكيف مع تفكيرهم لكي يجذبوهم للمسيحية، ولكي يدافعوا عن الكتاب المقدس حسب تصورهم أمام الآخرين الذين لا يؤمنون به، ويجعلونه محبوباً لديهم. مع أن المشكلة تكمن في عدم وعي الإنسان وانفتاحه الحقيقي على الله في المسيح لذلك أظلم فكره وبدأ يحيا بالفلسفة مبتعداً عن إعلان كلمة الله فدخل في أزمنة التيه وضل وبدأ يغشى عقله غيوم عدم التوبة وتكريس الحياة لله بصدق وأمانة حقيقية وقد انفتح - بكامل وكل وعيه وإدراكه - على طريق معرفة الخير والشرّ في انفصال واضح عن الله توضحه الأيام وتزيده تعمق وتأصل، بسبب قلبه النجيس المخادع والذي هو أخدع من كل شيء، فالمشكلة الحقيقية ليست في الله بل في الإنسان نفسه، فمنذ البداية سقط، والسقوط وحده هو الذي يشرح الشرّ والموت الذي دخل إلى العالم لأن الإنسان تخلى عن الله، فالإنسان منذ الخلق كان رأس الخليقة وتاجها، والرب قال لآدم بعد سقوطة ملعونة الأرض بسببك، إذاً مين السبب لسقوط العالم كله والمرار الذي يحيا فيه عبر الأيام والعصور كلها، هو فقط ملكه ورأسه "أي الإنسان"، لأن بعد السقوط الطبيعة نفسها انقلبت على الإنسان وصار لا سلام ولا ضمان في كل شيء، بل هجر إلهي وشعور عميق بالانفصال عنه، والكل مال نحو الموت الذي تبعه الفساد. فالإنسان بعد السقوط لم يقف عند حد بل بدأ يخترع الشرّ على كل شكل ولون وزاد عبر العصور والأيام، والشرّ نفسه نتيجته أُسقطت على الإنسان واستخدم وطوع لتأديب الإنسان لكي يتوب، فمكتوب في سفر الرؤيا: + وأما بقية الناس الذين لم يقتلوا بهذه الضربات فلم يتوبوا عن أعمال أيديهم حتى لا يسجدوا للشياطين وأصنام الذهب والفضة والنحاس والحجر والخشب التي لا تستطيع أن تُبصر ولا تسمع ولا تمشي (رؤيا 9: 20) ونتيجة لعدم وعي الإنسان الذي صار في اتجاهين، الاتجاه الأول عدم وعي المؤمنين بطريق الآلام والضيقات والتألم مع العالم بسبب انقلاب الطبيعة نفسها وتغيرها أو كل الآلام التي تأتيه عن طريق المتمسكين بالشرّ، لأن المسيحي الحقيقي طريقه طريق المسيح الرب، طريق الآلام إلى الجلجثة حتى الموت، والإتجاه الآخر اتجاه الأشرار الذين بدورهم يزيدون شراً على شر وإثماً فوق إثم، مما يفسد الأرض، ومن ثمَّ يشعرون بغضب من الطبيعة نفسها التي تنقلب عليهم، لأن الله بيستخدم الطبيعة للتأديب والتربية، واحياناً يُظهر العقوبة التي تُظهر هلاك الخطية المدمرة للبشرية لكي تكون مثالاً وعبره، لكن الإنسان - للأسف - بدأ يحور الموضوع لكي لا يتوب لذلك خطئيته باقية، ولذلك مكتوب: + وجدفوا على إله السماء من أوجاعهم ومن قروحهم ولم يتوبوا عن أعمالهم (رؤيا 16: 11) فالإنسان عنده إصرار عجيب على عدم التوبة، بل كل ما يفعله لكي يهرب أنه يجدف على اسم الله الحي ويُنسب له كل الأفعال الشريرة التي هو يرتكبها بحريته وإرادته، أو يهرب من موضوع انقلاب الطبيعة أو ظهور التأديب الإلهي بإعلان واضح في الكتاب المقدس وظاهر كشمس النهار، ويحور الكلام لمعاني أخرى، والسبب أنه أحب الظلمة أكثر من النور، وهو غير قابل للتأديب لأنه قلبه غلظ وتحجر بسبب عقله وفلسفته، وهنا تكمن المشكلة الحقيقية والمعضلة التي ليس لها حل، وهيهات أن عرف الإنسان أن يتصالح مع الطبيعة أو يفهم الأحداث الطبيعية من حوله والتي سببها السقوط، وذلك بسبب انه بعناد ظل منعزلاً عن الله ولا يُريد أن يعود لله الحي.
ودعني أسألك سؤال إيه اللي خلى مثلاً شعب إسرائيل يُسبى قديماً، اليست هي خطاياهم، ولذلك أدبهم الله وسلملهم لأعدائهم لأنه تخلى عن حمايتهم، فهنا مصيبة السبي هل هي من الله أم من الشيطان أم من الناس، أليست بدأت من الناس أولاً بالخضوع للغواية مع أن عندهم الوصية ومع ذلك لم يحيوا بالإيمان وعصوا وتمردوا على الله ونسوا شريعته، ثم بسبب ذلك تخلى الله عنهم، فاستلمهم أعدائهم وسبوهم، والهدف من ترك الله هو التأديب، لأن من بعد التخلي تبدأ كل مصيبة ليحصد الإنسان نتيجة أعمال شره وفساده وعناد قلبه القاسي. + يَا رَبُّ أَلَيْسَتْ عَيْنَاكَ عَلَى الْحَقِّ؟ ضَرَبْتَهُمْ فَلَمْ يَتَوَجَّعُوا. أَفْنَيْتَهُمْ وَأَبُوا قُبُولَ التَّأْدِيبِ. صَلَّبُوا وُجُوهَهُمْ أَكْثَرَ مِنَ الصَّخْرِ. أَبُوا الرُّجُوعَ (إرميا 5: 3) |
||||
13 - 10 - 2017, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 19130 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من هو الإنسان الذي يهوى الحياة، ويحب كثرة الأيام ليرى خيرا. صن لسانك عن الشر، وشفتيك عن التكلم بالغش. مزامير 12:34-13 يذكرنا الله أن كلماتنا لها تأثير على حياتنا. ليس هناك تأثير أسوأ على الحياة من الكذب و الكلام الشرير. الخداع يتسبب في ضرر لا يمكن السيطرة عليه. أنه لا يضر فقط المستمعين بل سندفع ثمنه في حياتنا. لنتكلم بالصدق و الصلاح و بما هو مفيد و مقدس و صحيح و مبارك. (راجع أفسس 20:4- 12:5). إلهي القدوس البار و أبي نقي قلبي و طهر كلماتي من كل غش و افتراء و سوقية و شر و كذب و مبالغة و تشويه و الكلام الجارح. لتكن أقوال فمي و فكر قلبي مرضية أمامك يا رب. باسم يسوع. آمين |
||||