04 - 10 - 2017, 02:43 PM | رقم المشاركة : ( 19041 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصليب على جبل حفيت في العين دولة الإمارات یقع جبل حفیت في الحدود بین سلطنة عمان ودولة الإمارات حیث یتبع لسلطنة عمان الثلثان الشرقي والجنوبي الغربي اما الجزء الشمالي فیتبع لدولة الإمارات . و يرتفع جبل حفيت 1,240 متر فوق سطح البحر. ويقع إلى الجنوب مباشرة من مدينة العين راسماً الحدود بين الإمارات وسلطنة عمان. وتمكن رؤيته بسهولة من الفضاء. قمت بزيارة الى قريبي هناك، وبدأ يخبرني عن افتخاره بايمانه فهو يشارك في قداس الأحد والأعياد وفخور بالعمل الذي يقوم به وبالمال الذي يجنيه. الصعود الى ذلك الجبل ليس بالأمر السهل، فقساوة الجبل وطول الطريق يهلكان السيارة ولكن الرؤية من أعلى الجبل تستحق عناء القيادة. وصلنا وكان الطقس رائعاً، جلست استمع الى قريبي يحدثني عن حياة السهر الذي يعيشها بين دبي وابو ظبي، فهو يقود سيارته اواخر الاسبوع للتمتّع بأجواء السهر هناك. سألته: هل تستحي بيسوع؟ فقال: حاشى، إن يسوع هو الهي وبه افتخر. قلت: صدقت، فقد قال يسوع كل من يستحي بي أمام الناس استحي به امام ابي في السماوات. ذهبنا لتناول الطعام فطلبت منه الصلاة قبل ذلك، ورسمت اشارة الصليب. نظر اليّ قريبي وقال: الأفضل الا تقوم بهذه الحركة هنا، لا نريد أن يتذمّر الآخرون منا، فأنا مقيم في هذا البلد والحرية متاحة، ولكن ليس من المحبب رسم اشارة الصليب في العلن فهذا يزعج البعض. سكت، ومشينا حتى وصلنا الى اعلى قمم الجبل وكان قريبي في الأسفل ينظر اليّ، فتحت ذراعيّ وناديته بأعلى صوتي: جميل هذا المكان ولكن هل تعرف ما ينقصه؟ فقال: ماذا الآن؟ اجبت بأعلى صوتي: كم جميل أن نرفع الصليب هنا فيعلم الناس انّ بابل مهما ارتفعت فهي لن تصل الى عظمة الفداء. خجل قريبي مني وبدأ بالتذمّر، وفي طريق العودة اعلن بصراحة عن غضبه قائلاً: أنت لم تحترمني، فأنا قد اخسر عملي لو انّ أحدهم سمعك تهتف بالصليب هنا. فقلت: إن الصليب عند الهالكين جهالة اما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله. هل نخجل بربنا أمام الناس؟ هل نفتخر بايماننا في منازلنا ونخفيه أمام الآخرين خوفاً على مصالحنا وحياتنا؟ كم منا ماتوا دفاعاً عن ايمانهم وكم منا نالوا اكليل الغار لأنهم لم يخجلوا من اشارة الصليب. علمنا يا رب أن نفتخر بك، في المدن والقرى، في الجبال والوديان، فانت الهنا، وبك نعترف ولك المجد والقوة والحمد الى أبد الدهور. امين |
||||
04 - 10 - 2017, 02:44 PM | رقم المشاركة : ( 19042 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما روته لوسيا في فاطيما هو نفسه ما رواه النبي دانيال الذي التقى الملاك جبريائل قد یتساءل البعض عند قراءة ھذا العنوان عن الفائدة من معرفة العلاقة التي تجمع بین الملائكة إلا ان ذلك یسمح لنا باكتشاف عالم من ٌّ الغنى والمواھب والتأكد من ان الملائكة تتدخل في مراحل عدیدة من حیاتنا كل ّ حسب المھمة التي أولاھا الله إیاھا وفي هذا السياق، يعطينا الرعيان لوسيا، خاسينتا وفرنسيسكو عناصر مهمة جداً للتفكير في الموضوع. وتروي لوسيا في يومياتها ان الظهور الأوّل للملاك كان على شكل نور أنصع من الثلج وكأنه بلور، وجهه متوهج وعيناه كأنها شعاعَي شمس… إن ما روته لوسيا رواه أيضاً دانيال الذي التقى بجبرائيل، رئيس الملائكة: “فعت طرفي ونظرت، فإذا برجل لابس كتانا، يشد وسطه بذهب خالص من أوفاز، وجسمه كالزبرجد، ووجهه كمنظر البرق، وعيناه كمشعلي نار، وذراعاه ورجلاه كمنظر النحاس الصقيل، وصوت أقواله كصوت جمهور.” (دانيال ١٠، ٥ – ٦) إن القديس جبرائيل، مرسال اللّه هو رئيس الملائكة الذي يكتنز هذا النور الآتي من الأعالي، من اللّه الذي أصبح انسان. وهذا يعني ان جبرائيل يتمتع بدور أساسي في عمليّة الخلاص فهو من بشر العذراء بولادة يسوع… إن الرسالة التي نقلها القديس جبرائيل هي أهم رسائل الخليقة: التجسد وهي رسالة نور. فهذا ما قاله بندكتس السادس عشر “إن مجيء المسيح يبدد ظلمات العالم وينشر على البشر نور الآب….” يحمل الملائكة النور معهم، النور الذي وحده اللّه يعطيه لكن لا أيّة صورة للّه، بل اللّه المتجسد، اللّه الذي أصبح انساناً من خلال ابنه يسوع المسيح. يحمل كلّ من القديس جبرائيل وملاك البرتغال هذا النور، فهما يحملان النور. لكن من الواجب الحذر، ان مهمة الملائكة هي بنقل يسوع المتجسد لا الطاقة. إن العلاقة البديهيّة بين القديس جبرائيل والبرتغال هي انه كما كان القديس جبرائيل مرسل اللّه لدى السيدة العذراء، هكذا في البرتغال، حضّر الملاك الأطفال لظهورات السيدة. لا يعرف الملائكة ما في قلب الإنسان ولذلك تتنتظر رده وهنا قُدسيّة وجمال العلاقة بين الطرفين فكما يقول بندكتس السادس عشر:تكتنز الإفخارستيا قوة عضويّة تحوّل كلّ شيء، ومن خلال هذا التحوّل أراد اللّه نفسه ان يجمع ملائكته بالملاك جبرائيل في التجسد وفي البرتغال مع فاطيما. |
||||
04 - 10 - 2017, 02:55 PM | رقم المشاركة : ( 19043 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كنز خفي تحت الأرض عمره 1500 سنة تم اكتشاف كنيسة فريدة من نوعها تحتوي على لوحات جدارية مذهلة، وسط منطقة كابادوكيا التركية. اكتشف علماء الآثار كنيسة فريدة من نوعها منحوتة في الصخر تحت الأرض في نفسهير، وسط منطقة كابادوكيا التركية. وقد تزينت الكنيسة بلوحات جدارية لم يسبق لها مثيل تُصوّر صعود المسيح، ويوم القيامة، وإطعام الجموع، وصور للقديسين والأنبياء. اكتُشفت الكنيسة خلال عمليات التنقيب والتنظيف تحت سطح أرض المدينة التي عُثر عليها مؤخرا كجزء من مشروع حضري في نفسهير، وتقع داخل قلعة تعود إلى القرن الخامس. تتوقع السلطات أن تجعل هذه الكنيسة من كابادوكيا مركزا أكثر أهمية للحج للمسيحيين الأرثوذكس. سميح إسطنبولو أوغلو، عالم الآثار الذي ترأس الأعمال في كل من المدينة تحت الأرض والكنيسة، أوضح أنّ جدران الكنيسة انهارت بسبب الثلوج والأمطار، ولكن سيتم إصلاحها ضمن أعمال مشروع الترميم. فيجب جَمْعُ قطع اللوحات الجدارية واحدة واحدة وتَجمِيعها من جديد. عندما اكتُشِفَت، كانت الكنيسة مغمورة بالتراب. ورأى علي أيدين، عضو آخر في الفريق الأثري المسؤول عن اكتشافات نفسهير، أنّه يجب تجفيف الكنيسة ببطء من أجل تفادي المزيد من الضرر للجدران، على أثر الرطوبة تحت الأرض. “لقد توقفنا عن العمل من أجل حماية لوحات الحائط والكنيسة. في فصل الربيع، حين يصبح الطقس أكثر دفئا، سننتظر الرطوبة لتتبخر وبعد ذلك سنبدأ بعملية إزالة التراب. وقد برز عدد قليل فقط من اللوحات، فيما سيتم الكشف عن اللوحات الأخرى فور إزالة التراب. ثمّة لوحات مهمة في الجزء الأمامي من الكنيسة تُظهر صلب يسوع وصعوده إلى السماء. كما يوجد لوحات جدارية تُبيّن الرسل والقديسين وموسى وإيليا “. زار الحجاج المسيحيون والسياح منذ فترة طويلة كابادوكيا لتكويناتها الصخرية المخروطية المعروفة التي كانت بمثابة الصوامع للرهبان في وقت مبكر. وتعتبر الكنيسة المكتشفة حديثا دليل على أن ملاجئ المنطقة الجغرافية لا تزال من كنوز الإيمان الأكثر خفية. |
||||
04 - 10 - 2017, 06:09 PM | رقم المشاركة : ( 19044 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يونان النبي قبل زمن بعيد، كان يعيش في أرض اسرائيل رجل أسمه يونان، وفي يوم من الايام، أخبره الله أن يذهب الى نينوى أكبر وأقوى مدينة في العالم وكان على يونان أن يحذر كل الناس هناك بأن الله يعرف كم هم أشرار، عصى يونان الله! فبدلا من الذهاب الى نينوى ركب يونان سفينة وأبحر بعيدا في الاتجاه المعاكس الى مكان يسمى ترشيش فأرسل الرب الاله ريحا عظيمة على البحر، فاصبحت عاصفة قوية! وخشي البحارة ان تنكسر السفينة وتغرق أصبحت العاصفة أسوأ وأسوأ وفي ذعر كبير صلى البحارة لآلهتهم والقوا كل الحمولة من المركب لتخفيف السفينة، لكن ذلك لم يساعد أبدا كان يونان الوحيد بالداخل الذي لم يصلي وبدلا من ذلك كان مستلقيا داخل السفينة ونائم ووجده قبطان السفينة فقال له " ما لك نائما؟" قم اصرخ الى الهك عسى أن يفتكر الاله فينا فلا نهلك وصار واضحا للبحارة أن مشكلتهم مرتبطة بيونان الذي اخبرهم أنه كان يحاول الهرب من الرب، فقالوا له" ماذا نصنع بك ليسكن البحر عنا؟" فقال لهم" خذوني واطرحوني في البحر فيسكن البحر عنكم، لانني عالم انه بسببي هذه الريح الشديدة عليكم" لم يرد البحارة طرح يونان من السفينة، ولذا جدف الرجال بقوة ليرجعوا السفينة الى البر فلم يستطيعوا لان البحر كان يزداد اضطرابا عليهم كان هناك فقط شيئا واحدا يمكن عمله! فبعد الصلاة من أجل المغفرة، اخذ البحارة يونان وطرحوه في البحر. وبينما اختفى يونان تحت الامواج، هدأ البحر والريح سكنت والتغير المفاجئ في الجو اخاف البحارة أكثر من خوفهم من العاصفة ولابد وأنهم عرفوا ان الله فقط يمكن ان يفعل ذلك وفي خوف كبير سبحوا الرب وفي أثناء ذلك تلقى الرسول المتمرد مفاجأة كبيرة وعرف يونان أن لا أحد يمكن ان ينقذه من الغرق وهو عاجز يغوص في اعماق البحر، وكان يمكن أن يغرق فعلا لكن الله كان لديه خططا أخرى وأما الرب فأعد حوتا عظيما ليبتلع يونان وقد جاء الحوت في الميعاد المناسب وفي جرعة واحدة أصبح يونان خارج البحر وفي بطن الحوت وبقي داخل الحوت لمدة ثلاثة أيام وكان لديه كثير من الوقت للتفكير والصلاة أخيرا بعد ثلاثة أيام وعد يونان الله بأن يطيعه وعلى الفور أمر الرب الحوت فقذف يونان الى البر مرة أخرى أمر الله يونان أن يذهب الى نينوى ويعظ كلمة الله وهذه المرة ذهب يونان ودخل المدينة وصاح فيها بعد اربعين يوما تنقلب نينو صدق أهل نينوى كلمة الله ونادوا بصوم ليظهروا لله أنهم كانوا آسفين على آثامهم حتى الملك تواضع أمام الله ونزل عن عرشه وجلس في الرماد وأمر كل الناس أن يتحولوا من طرقهم الشريرة وعنفهم وأن يصلوا للرب أن يسامحهم وبالفعل فقد سامحهم الله ولابد وأنه كان يوم فرح عظيم في نينوى عندما أدرك الناس أن الله قد سامحهم لكن كان هناك شخصا واحدا غاضبا ألا وهو يونان ولكن لماذا غضب يونان؟ لقد أخبر الله قائلا:" علمت انك رؤوف ورحيم بطئ الغضب وكثير الرحمة" وبعبارة أخرى كان يونان يعرف أن الله دائما سامح هؤلاء الذين يأسفون على آثامهم ويطيعون كلمة الله وعلى ما يبدو فأن يونان لم يحب أهل نينوى ولم يرد لهم أن يُسامحوا كان يونان غاضبا جدا من الله حتى أنه قال له: فالآن يارب خذ نفسي مني، لأن موتي خير من حياتي وبينما كان يونان جالسا ذات يوم خارج المدينة ليرى ما سيعمله الله بعد ذلك، أعد الرب نباتا له أوراقا كبيرة نمت بسرعة وظللت يونان من حرارة الشمس طوال اليوم في الصباح التالي أرسل الله دودة أكلت النبات، ثم أعد الرب ريحا قوية ساخنة فذبل يونان جدا حتى أعتقد أنه سيموت وكل هذا جعل يونان أكثر غضبا ثم قال الرب ليونان:" هل أغتظت بالصواب؟ أنت أشفقت على النبات الذي لم تتعب فيه ولا ربيته، الذي ظهر في ليلة واحدة ومات في ليلة أفلا أشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة التي يوجد فيها آلالاف من الناس؟ |
||||
05 - 10 - 2017, 05:58 PM | رقم المشاركة : ( 19045 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ثوب العذراء الأخضر لقلب مريم الطاهر هل تعلم ما هو؟ ثوب العذراء الأخضر ليس على مثال ثوب الكرمل فهو ليس شارة لأي رهبنة، أخوية أو نظام رهباني، وليس من المطلوب ارتداءه حول العنق، وبالرغم من ذلك هو إلهام من السيدة العذراء ومعروف في العديد من البلدان، خاصة فرنسا حيث بدأت قصّته. يعود أصل هذا الإكرام الى ظهور العذراء الطوباوية للأخت جوستين بيسكيبورو من راهبات المحبة التي أسّسها القديس فينسنت دي بول في فرنسا، في عيد ميلاد العذراء في 8 أيلول\سبتمبر 1840. تيتّمت جوستين وهي في سنّ الطفولة، وتبنّاها أحد أقربائها الأغنياء، الذي ترك لها ثروته. لكن جوستين أدارت ظهرها للثروة وللمركز الدنيوي ودخلت دير المبتدئات في 27 تشرين الثاني\نوفمبر 1839. في 28 كانون الثاني\يناير 1880 بدأت تظهر لها السيدة العذراء، لكن فقط في شهر أيلول يوم ذكرى ميلادها أعطتها الثوب الاخضر. في ذلك اليوم بينما كانت تصلي في كنيسة بشارع دو باك (هي الكنيسة نفسها حيث ظهرت العذراء للقديسة كاثرين لا بورييه – ظهورات الأيقونة العجائبية) ظهرت السيدة العذراء مرتدية ثوباً ناصع البياض ومعطفاً سماوياً وكانت خصلات شعرها تتدلّى على كتفيها. في يدها اليمنى تحمل قلبها المشتعل والذي كان يتوهّج بأشعّة رائعة، وفي يسارها كانت تحمل شريطاً يتدلّى منه قطعة خضراء وحيدة. على جانبها تظهر صورة العذراء المباركة كما ظهرت في الرؤيا، وعلى الجانب الآخر صورة قلب مريم الطاهر ملتهباً، ومطعونا بسيف ومحاطاً بصليب صغير وعبارة “يا قلب مريم الطاهر، صلِّ لأجلنا الآن وفي ساعة موتنا”. أوضحت العذراء للراهبة جوستين بيسكيبورو أن التعبّد لقلب مريم الطاهر سيكون مصدر للكثير من الارتدادات والتوبة العميقة، ولكثير من النعم الأخرى. استغرق الأمرالعديد من الظهورات والإلحاح حتى تحقّق الأمر وأُنشِأت العبادة. منحها الموافقة البابا بيوس التاسع عام 1863 وعام 1870. يمكن مباركة ثوب العذراء الأخضر ببركة بسيطة من أي كاهن ولا توجد حاجة لصيغة خاصة للبركة. وليس مطلوباً ارتدائه حول العنق. يمكن أن يُعلّق على الملابس أو حفظه في الجيب، عند السرير، او في الغرفة. كل ما يحتاج فعله الشخص هو أن يردّد مرة واحدة في اليوم الدعاء “يا قلب مريم الطاهر، صلِّ لأجلنا الآن وفي ساعة موتنا” من أجل الحصول على النعم الممنوحة من خلال الثوب أو أن يردّده يومياً على نية شخص مريض أو لنيل نعمة ارتداد احد أفراد العائلة. |
||||
05 - 10 - 2017, 06:15 PM | رقم المشاركة : ( 19046 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
محبة الله لنا ومحبتنا للآخرين(2)
محبة الله لنا ومحبتنا للآخرين(2) تكلمنا في المرة الماضية عن ( محبة الله للإنسان(1) ) كما هي موضّحة في : (يوحنا 16:3) وأيضاً في رومية : "وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا." (رومية 8:5) كما هناك آيات أخرى كثيرة. والآن سنتكلم عن علاقة محبة الله لنا بمحبتنا نحن للآخرين. وبما أن هذا المجال واسع جداً سوف نقتصر على ما جاء في إنجيل يوحنا بهذا الخصوص. • من المعروف أنه في : (يوحنا 1-12) تكلم المسيح وتعامل مع أناس كثيرين كأفراد أو جماهير. فنراه في عرس في قانا الجليل في (يوحنا 2) ومع نيقوديموس في (يوحنا 3) كما مع المرأة السامرية ومع كثيرين من أهل السامرة في (يوحنا 4) ونراه يجيب عن اعتراضات اليهود وعلى عدم إيمانهم في (يوحنا 5) في (يوحنا 6) أطعم الآلاف من الذين أتوا ليسمعوا كلامه. وهكذا إلى أن نراه ضيف الشرف في عشاء في بيت عنيا. وبعد ذلك تحدث مع الجموع وقال لهم: "مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ آمِنُوا بِالنُّورِ لِتَصِيرُوا أَبْنَاءَ النُّورِ». تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهذَا ثُمَّ مَضَى وَاخْتَفَى عَنْهُمْ." (يوحنا 36:12). أما من (يوحنا 13) إلى القبض عليه في بستان جثسيماني في (يوحنا 18) فقد كان المسيح يخاطب تلاميذه فقط، وذلك ليعدّهم لحقيقة فراقه لهم. فقال لهم: "لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ..أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا،... آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا، " (يوحنا 1:14-3). ووعدهم أن يرسل لهم المعزي الآخر الروح القدس الذي سيعلمهم كل شيء ويذكرهم بكل ما قاله المسيح لهم : (انظر 16:14، و17، و26)، كما علمهم كيف يكونون مثمرين وذلك بالثبات فيه كالغصن في الكرمة : (1:15-8)، وأخبرهم أن العالم قد يبغضهم كما أبغضه : (18:15-19)، بل يأتي وقت فيه يظن كل من يقتلهم أنه يقدم خدمة لله : (1:16 و2). ولكن الوصية العظمى التي قالها، بل كررها مراراً في هذا الجزء من إنجيل يوحنا فهي المتعلقة بالمحبة فقال لهم: " وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا." (يوحنا 34:13). لماذا يسميها وصية جديدة؟ الجواب هو لأنها محبة من نوع جديد، ومصدرها والدافع لها هو مصدر ودافع جديد، وهو محبة المسيح. أن نحب بعضنا بعضاً كما أحبنا المسيح. وهي جديدة أيضاً لأنها تختلف عن الفكرة التي كانت شائعة وهي أن تحب من يحبك وتبغض من يبغضك (متى 43:5). هي جديدة وتبقى جديدة على مدى الزمن، لا تقل قيمتها ولا يصيبها ضعف أو نقصان، لأن المثال الذي تقتفيه هو محبة المسيح لنا. وكرر المسيح هذه الوصية في : (يوحنا 12:15-13) "هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ. لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ." • لاحظ أنه لا يقول هذه إحدى وصاياي. بل هذه هي وصيتي. والدافع لتتميم هذه الوصية هو محبته لنا، كما أن محبته هي المثال الذي يضعه أمامنا. فبقدر ما نتأمل في محبة المسيح تزداد محبتنا للآخرين. وهناك عبارتان قالهما المسيح بخصوص محبته لنا تستحقان التفكير العميق: الأولى قالها لتلاميذه، والثانية قالها للآب. وإذ نقرأ هذه الآيات لا بد أن ندرك أننا واقفون على أرض مقدسة. وعلينا أن نقرأها بكل إجلال واحترام، بل بتعبّد وخشوع. • العبارة الأولى في : (يوحنا 9:15) " كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي." هل نستطيع حقاً أن نستوعب عمق هذه العبارة؟ أليس لذلك كان الرسول بولس يصلي من أجل المؤمنين ليعرفوا هذه المحبة الفائقة المعرفة؟ ليتنا نفكر طويلاً فيما قاله المسيح : " كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا"! • والعبارة الثانية في : (يوحنا 23:17) في صلاة المسيح من أجل تلاميذه ومن أجلنا نحن الذين نؤمن به بواسطة شهادتهم. قال مخلصنا المجيد للآب: "أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ، وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي." أترى أيها القارئ العزيز ما تتضمنه هذه الآيات؟ كما أحبّ الآب ابنه الحبيب الوحيد القدوس الذي كان دائماً يعمل مشيئة الآب، هكذا أحبنا المسيح (يوحنا 9:15). وكما أحب الآب ابنه الحبيب يسوع المسيح هكذا أحبنا الآب (يوحنا 23:17). تأمل في هذا، اشرب من هذا المنهل، من هذا النهر الغزير المتدفّق. لترتوِ نفسك بهذه المحبة العجيبة الفائقة المعرفة. ماذا نقول لهذا؟ كم يجب أن تحصرنا هذه المحبة؟! ولكن لا ننسى أنه كما أحبنا هكذا يريد منا أن نحب بعضنا بعضاَ. • وهناك ملاحظة أخرى يجدر بنا أن نتأملها: في حديث المسيح الوداعي مع تلاميذه. أراد المسيح لهم ثلاثة أشياء: السلام والفرح والمحبة، لا بل أقول: أراد لهم سلامه هو، ومحبته هو، وفرحه هو، فقال: "سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ." (يوحنا 27:14). "إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي،" (يوحنا 10:15). "كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ" (يوحنا 11:15). • سلامه، محبته، فرحه! والسلام والفرح هما من ثمار المحبة إذ لا يمكن أن يكون هناك سلام وفرح بدون محبة. البيت الذي يتمتّع بالمحبة يتمتّع بالسلام والفرح. الكنيسة التي تتصف بالمحبة يسودها السلام والفرح. فخير لي أن أكون بين جماعة من المؤمنين يحبون بعضهم بعضاً حتى إن لم تكن عندهم مواهب بارزة من أن أكون في أي وسط آخر مهما كان عظيماً ولكنه مجرّد من المحبة. فلا فائدة من العلم بدون محبة. " الْعِلْمُ يَنْفُخُ، وَلكِنَّ الْمَحَبَّةَ تَبْنِي." (1كورنثوس 1:8). قال أخ تقيّ يحب الرب، وكان رجلاً بسيطاً من قرى صعيد مصر: ”إن الإخوة المؤمنين مثل القصب [أي قصب السكر]، حتى الأعوج حلو“. هذه هي روح المحبة الحقيقية، فالمحبة التي يعلمنا إياها معلمنا المجيد يسوع المسيح هي محبة لا تتوقّف على إعجابنا بمن نحبهم، بل هي محبة قلبية بالرغم من العيوب والنقائص التي فينا جميعاً. هذه هي المحبة التي تفرّح قلب الرب. لأنها في هذا تشبه محبة الرب لنا. فنحن إذ كنا " بِالطَّبِيعَةِ أَبْنَاءَ الْغَضَبِ كَالْبَاقِينَ أَيْضًا، اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ " (أفسس 3:2-5). • ولنتذكّر أن المحبة التي يوصينا بها الرب ليست فقط نحو المؤمنين الآخرين، بل هو يعلمنا أن الوصية الأولى والعظمى هي أن : " وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى. وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ" (مرقس 30:12-31). بل علّمنا المسيح محبة الأعداء قائلاً: "سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ،" (متى 43:5-44). كذلك يوصينا الروح القدس بالمحبة في دائرة الأسرة: " أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا، " (أفسس 25:5). وتتكرر التوصية بالمحبة مراراً في الرسائل مثلما جاء في : (1بطرس 8:4) "وَلكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُمْ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ شَدِيدَةً، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا." وفي : ( كولوسي 14:3) "وَعَلَى جَمِيعِ هذِهِ الْبَسُوا الْمَحَبَّةَ الَّتِي هِيَ رِبَاطُ الْكَمَالِ." وفي : (أفسس 1:5-2) "فَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِاللهِ كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ،وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا " . ولا يسعنا المجال أن نقتبس كل ما جاء عن المحبة، فهي تُذكر كأول عنصر في ثمر الروح القدس (غلاطية 22:5). هذه المحبة ليست بالكلام واللسان بل بالعمل والحق. وفي المرة القادمة أن يتأنى الرب في المجيء سنتكلم عن الصفات التي تولّدها المحبة. فكن دائماً مستعدا * * * أشكرك أحبك كثيراً... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||
05 - 10 - 2017, 06:17 PM | رقم المشاركة : ( 19047 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رسالة تخص النمو في الصلاة من جهة الخبرة
تحية محبة في الربحينما نبدأ في التجاوب مع نداء النعمة وننجذب إليها ونمسك بها، يمسنا الحب الإلهي عميقاً ويثبت فينا الرغبة لحفظ الوصية، ويولد فينا شوق مُلتهب ورغبة جامحة للمثول أمام الله والوقوف في محضره، وفي هذه الحضرة وحدها نرتاح وتهدأ نفوسنا، لأن حملنا الثقيل يقع من على أكتافنا، لأن في تلك الساعة فأن مسيح القيامة والحياة يرفع الثقل الذي نشعره، سواء من جراء سقطة سقطناها أو من أوجاع العالم والآلام النفسية التي نمر بها، أو ثقل حروب الخطايا والآثام التي نُحارب بها، أو الأفكار التي تأتي من العدو علينا ليوهمنا أننا غير مستحقين لهذه الحضرة المجيدة لكي لا ندخلها أو نتواجد فيها، لأن الروح القدس هو المعين لأنه يضع امامنا ذبيحة الكفارة الإلهية، إذ يُعيد تشكيل أذهاننا ويرسم أمامنا يسوع المسيح مصلوباً كحمل الله رافع خطية العالم، حتى يجعلنا نحتقر هذه الأفكار ونستخف بها لأن دم يسوع المسيح يُطهرنا من كل خطية، لأن به وحده حق لنا الدخول لتلك الحضرة المقدسة بجدارة استحقاق شخص الرب نفسه. وحينما نتأصل في تلك الرؤية ونجعلها دائماً أمام أعيننا ونتمسك بها بإيمان الثقة الراسخ الذي لا يتزعزع، فأننا ننتصر على الفكر المخالف ومن ثمَّ يهرب منا ولا يأتينا، وتصير الصلاة حياتنا فعلياً ومكان راحتنا وفرح قلبنا، واستمرار تعزيتنا وشبع قلبنا.ومن هنا نبدأ في اقتناء التقوى، والتي بدورها تولِّد فينا بغضة الشر، ومن ثمَّ نقتني حُزناً بسبب الوجع الذي نشعره بسبب نقص الكمال الذي فينا، هذا الذي بدوره يُثمر فينا ثمر الوداعة وتواضع القلب، لأن بإدراك نقصنا أمام الكمال الإلهي، وعجزنا أن نعمل أعمال البرّ النوراني المتوافق مع الطبيعة الإلهية، يجعلنا نرى محبة الله المتسعة الفائقة بكونه هو من أعد لنا الأعمال الصالحة في المسيح يسوع لنسلك فيها بنعمته الخاصة، لأن الروح القدس هو من ينقل إلينا البرّ الإلهي، لأن مجرى النعمة صار مفتوحاً على البشر الذين آمنوا بالنور والحق والحياة فدخلوا سراً في المسيح يسوع الذي بغيرة لا يكون نعمة ولا أي شيء من البركات الإلهية. وهذه هي خبرة النمو في الصلاة، لأنها شركة في النور، والنور هنا يختص بإشراق نور وجه الله الحي، وهو وحده الذي يُنير العينين، فنرى ما لا يُرى ونتذوق هذه الخبرات فنحيا باستقامة، ونسير في طريق الحياة باستقامة بلا عوج، لأن التقوى هي الكنز المُقتنى في الصلاة الحافظ النفس من الشرّ، لأنها تحفظ الضمير حساساً ضد الخطية، وعلى قدر ما نظل نختبر الصلاة مستمرين فيها بلا هوادة وباستمرار، على قدر ما تنمو التقوى فينا، ومن ثم نزداد وداعة واتضاع، ومن هنا يبدأ الثبات ويستمر، فنُثمر لحساب مجد الله الحي.لذلك فأن الصلاة هي حياة مستمرة لا تتوقف ابداً إلى الدهر، لأننا من هنا ونحن على الأرض نبدأ ندخل في الشركة الحقيقية مع الله الحي بالحب والتقوى، وسنستمر ننمو ونزداد في تلك الحضرة عينها التي ستستمر معنا إلى الأبد، لأن الأبدية هي الحياة مع الله، تبدأ من هنا ولا تنتهي إلى الأبد، لأنها حياة أبدية، لذلك فأن الصلاة ليست مجرد أوقات بنقضيها في مواعيدها، لكنها حياة نحياها، لذلك فهي الأكسجين الذي نحتاجه لنتنفس، الطعام الذي نحتاجه لنتقوى، هي المادة الحافظة لنفوسنا، هي الدواء الذي يعالج جراحنا، هي كل شيء لنا، فأن أهملناها تعبنا وسقطنا وانعزلنا عن الحياة وانطفأ فينا الشوق للدخول للحضرة الإلهية، وبالتالي سندخل في الظلمة، وان لم ننتبه سريعاً لنهرب منها للنور، فأنها تتسلط علينا ويكبلنا العدو بقيود الكسل المُريع، ومن ثمَّ يطفو على السطح كل خبراتنا القديمة في الشرور، ونعود لذلك التذكار المُرّ الذي للخطية حتى يلتف حولنا ليخنقنا ومن ثمَّ يعدمنا، ومن هنا يبدأ سقوط من النعمة بل ومن الإيمان نفسه، لأن من الخطورة التامة الابتعاد عن حضرة الله، وترك سلاح الصلاة العظيم الذي يستطيع أن يقهر كل قوى الشر والفساد التي في العالم، لأنها مهما قويت فأنها لا تقدر أن تقف أمامه. وهناك أمور كثيرة كنت أود أن أكتبها، لكن خير الكلام في التركيز لتسليم خبرة من أجل البنيان، وترك كل واحد يغرف من الحضرة الإلهية ليكمل بمسيرته وخبرته ما قد نقص في القول، لأن الفعل والعمل أهم من كل قول، وسلام من الله إلى قلوبكم ودعم نعمته يكون في كل عمل محبة تعملونه من أجل محبتكم لله الحي آمين. |
||||
05 - 10 - 2017, 06:20 PM | رقم المشاركة : ( 19048 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هو الثقة بما يُرجى والإيقان بأمور لا تُرى كم من الوعود التي تحمل توقيع الله نفسه نجدها في الكتاب المقدّس، وهي لنا كأولاد الله؛ إن كنّا نؤمن بأن الله سوف يفي بها. أما إن اخترنا موقف الشّك وعدم اليقين، فستتحوّل حياتنا إلى بريّة قاحلة مجدبة. فالإيمان كما تعرّفه كلمة الله: "هو الثقة بما يُرجى والإيقان بأمور لا تُرى". إيماننا يجعل ما يُرجى حقيقة بالنسبة إلينا، وكأننا قد حصلنا عليه. كما أنه يمنح يقينًا لا يتزعزع، بأن بركات الله غير المنظورة هي أكيدة وحقيقيّة بشكل قاطع. وبكلمة أخرى، إنه يُحضر المستقبل ليصبح ضمن نطاق الحاضر، كما يجعل غير المنظور منظورًا. فالإيمان هو الثقة بإلهنا الجدير بالثقة، والاقتناع بأن ما يقوله هو صحيح، وبأن مواعيده ستتم. ليس الإيمان قفزة في الظلام. ولا يقتصر على ما هو معقول وممكن، لكنه يغزو نطاق المستحيلات. قال أحدهم: "الإيمان يبدأ عندما تنتهي الأمور الممكنة. لأنها إن ظلّت ممكنة؛ لا يتمجّد الله بها". فالإيمان العظيم يرى الوعد، وينظر إلى الله وحده، يهزأ بالمستحيلات، ويهتف: "الأمر سيتم". صديقنا، إن الإيمان الذي نتحدّث عنه مبنيّ على كلمة الله، وعلى صدق مواعيد الله، لذلك عندما يتواجه المؤمن مع تحدّيات الحياة وأتعابها، يسرع إلى الرب ليلقي بأحماله عليه، متّكلا على وعده القائل :" تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ" متى 11: 28، وفي ظروف الاحتياج يتمسّك بوعد الرب: "فَيَمْلأُ إِلهِي كُلَّ احْتِيَاجِكُمْ بِحَسَبِ غِنَاهُ فِي الْمَجْدِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" فيلبي 4: 19، وعندما يتعرّض للأخطار يطالب الرّب بتحقيق وعده القائل: "كلّ آلة صوّرت ضدّك لا تنجح" إشعياء 54: 17 ، وفي أيام الخوف يتمسّك بوعد الرب: "لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الْمُمْسِكُ بِيَمِينِكَ، الْقَائِلُ لَكَ: لاَ تَخَفْ. أَنَا أُعِينُكَ" إشعياء 41: 13، هذه الوعود إلى جانب المئات من الوعود الأخرى، التي يستطيع المؤمن أن يتمتّع بها؛ إن كانت لديه الثقة الكاملة والإيمان اليقيني بأن الله يستطيع أن يفي بها. فهل تصدّق هذه الوعود وتثق بأن الله يستطيع أن يدبّر احتياجاتك، ويتعّهدك بالحماية، ولن يُنقص عن حياتك شيئًا واحدًا بل يمكن أن يزيد من سعادتك إن سلكت بالاستقامة معه؟ أم ما تزال على موقفك المتشكّك الذي يحجب عن حياتك البركات التي لك في مواعيد الله؟ إن الشك الذي يعرقل مسيرة الإيمان في حياتنا يتنكّر في أشكال عديدة، إنه يعمل من وراء أقنعة متنوّعة.. كقناع "الخوف" من عدم تتميم الله لوعوده، وقناع "القلق" مما يخبئه المستقبل، وقناع "الإحباط والغضب" من أنّ الله لن يحلّ المعضلة، وقناع "الانزواء" بالابتعاد عن الآخرين حتى عن الرّب بإقامة الحواجز. لذلك علينا أن ننتبه إلى الأقنعة الظاهرة وننتزعها؛ عندئذ سندرك أن المشكلة الحقيقية تكمن في الشك. إن اتجاه المؤمن إلى موقف الشك أمر خطير، لدرجة أن الله من محبّته يمتحن إيمان أولاده بتعريضهم لاختبارات الإيمان بانتظام. وإن فشلوا؛ يُعيد امتحانهم ليقدّم لهم فرصة ثانية. فإن كنت تعاني من نكسة في العمل، أو ضآلة في الدخل، أو ربما لديك ابن متمرد يسبّب انكسارًا في قلبك، أمور تبدو كسحب داكنة .. اعلم أنها امتحانات يتعرّض لها المؤمن، لتنقية إيمانه، تدريبات يتعلّم من خلالها أن يضع ثقته بالله وليس في الظروف أو في قدراته الذّاتيّة التي طالما خانته، فالحياة تمضي قُدمًا بشكل أفضل بكثير؛عندما يضع الإنسان كلّ إيمانه وثقته بإلهه العظيم. ففي حياة الإيمان لا يصلح أن تقول: "سوف أومن عندما أرى"! بل يجب أن تقول: "سوف أرى عندما أومن". فالله يخبرنا بأشياء بعيدة عن بصيرتنا، والإيمان يجسّم هذه الأشياء ويجعل الأمور التي لا تُرى أكثر حقيقة من الأشياء التي تُرى. بهذه الطريقة ابتدأنا مسيرتنا مع المسيح، لأننا عندما وضعنا ثقتنا به؛ لم تكن كلّ الوعود الإلهيّة قد وُضعت لنا في بنك الإيمان، فكان ارتباطنا بالمسيح هو الخطوة الأولى في خطوات الإيمان، فنحن قد عرفنا وصدّقنا محبّة الله بالإيمان، وهكذا نستطيع ان نتمتّع بوعود الله الصادقة ولنا اليقين التام بأنه قادر على الوفاء بها. |
||||
05 - 10 - 2017, 06:25 PM | رقم المشاركة : ( 19049 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ولادة يسوع ولادة يسوع (لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ) صدر الأمر من القيصر: لتُكتتب كُلُّ الْمَسْكُونَةِ. (فَذَهَبَ الْجَمِيعُ لِيُكْتَتَبُوا، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ). لتدّون اسماؤهم في سجل الاكتتاب العام للمسكونة كلّها. كانت مريم في شهرها, وإذ استغربت ضرورة السّفر إلى بيتَ لحمٍ قالت: (مَعُونَتِي مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ) (عَوْناً فِي الضِّيقَاتِ وُجِدَ شَدِيداً). أركبها يوسف الدّابة وانطلقا (مِنَ الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ، إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ). كان الطّقس خريفيّاً, والطريق وعرة, والمسافة ليست قليلة. في الطريق تحادثا عن رؤى القدير, وعن جدّهم داود صاحب الوعد . (مَتَى كَمِلَتْ أَيَّامُكَ وَاضْطَجَعْتَ مَعَ آبَائِكَ أُقِيمُ بَعْدَكَ نَسْلَكَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَحْشَائِكَ وَأُثَبِّتُ مَمْلَكَتَهُ). وبينما أوراقُ الشّجر الصفراء ذَهَبُ الخريفِ تتساقط عليهم, والنسمات الباردة تلفحهم, كان يوسف يلفّ مريم بعباءته. افترشوا الأرض ليلاً بين الأشجار, فوق الصخور وبين الدّواب. ناموا في الطريق ثلاثة أيّام قبل وصولهم بيت لحم. تشاركوا مع رفاق الطرّيق طعامهم وشرابهم. واذ وصلوا بيت لحم لم يسمعوا فيها ترانيم جدّهم داود, بل هرج ومرج, وصخب يصنعه جنود القيصر. كلّ الأماكن مزدحمة ولا مكان لنزيل جديد. (وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ), أمّا يوسف فاضطرب. تحت قبّة الفضاء, في قرية صغيرة مزدحمة بضجيج النّاس, ووسط الهتافات لقيصر, وصراخ السماسرة على المنازل, وأصوات الدّواب التي تغشي المكان, كانت مريم تئنُّ من المخاض وليس من يَرْثِي. لكن من العُلى (الرَّبَّ أَرْسَلَ مَلاَكَهُ), فقادهم إلى مكانٍ مُلحقٍ بمنزله, مخصّص للدواب, باتا فيه. في مكانٍ ناءٍ, حقيرٍ ومظلمٍ, وعلى ضوء مشعلٍ صغيرٍ. في مذودٍ قد تَركت الأغنام طعامها فيه ونامت تلك الليلة جائعة. بدون ضجيج أو زغاريد, بدون ذبائح بدون أناشيد. بين انفاس الحيوانات ورائحة روثها المتبخّر. في صمت وسكون, ومع رفع الذّبيحة المسائيّة ولِدَ لنا ولدٌ وأُعطينا ابناً من السّماء, ملك الملوك وربّ الأرباب. (وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ). بعد العناء, لم يُعطَ يوسف مكاناً يليق بالقادم إلينا سوى المذود. هل ضاقت الأرض بالمنازل فاستبدلت بها مذاود الغنم والبقر. ألا تعرف الأرض نزيلها, أم اعتادت استضافة العظماء بالمذاود, والأدنياء بالقصور. لم يَحتجَّ المولود على سوء الضيافة, فالذي ترك مجد السماء وتسبيحات الملائكة ليأتينا, سيّان عنده إن ولد في قصرٍ أو كوخٍ حقير. لأنه (أَيْنَ الْبَيْتُ الَّذِي تَبْنُونَ لِي وَأَيْنَ مَكَانُ رَاحَتِي). ألا يوجد من يُكرم هذا المولود, ابهتي أيّتها السّماوات بل انشقّي, (قد دْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ) والصّمتُ يلفّه. فانشقّت السّماء ومجد الرّب أضاء, وصدر الأمر فوق قُبّة الفضاء في المكان الفسيح: (لْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ الله). وإذ ضاق صبر الملائكة من جحود الأرض ترنمت: (الْمَجْدُ لِلَّهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ). أُسند ظهر المولود إلى خشب المذود, كما أُسند في شبابه الى خشب الصليب. هل هي مصادفة, ام انّنا منذ الطفولة ندربه كيف يُسند ظهره للخشب, لئلا يفاجأ على الصليب بقسوته. كان يوسف ومريم بلا منظر لدى العالم وقيصر فَلم يَلمحهما أحد, لكنّهما في المذود وضعا, من سيقتلع قيصر وروما وممالك العالم, لتسود فيه مملكة ليست منه. عجيب أنت في أعيننا, أخذت صورة عبد ومع ذلك أنت من فوق. لبست ثيابنا ونزلت, بينما عبدك يصرخ ويقول: (لَيْتَكَ تَشُقُّ السَّمَاوَاتِ وَتَنْزِلُ مِنْ حَضْرَتِكَ تَتَزَلْزَلُ الْجِبَالُ). ألم تغيرك ثيابنا, ما أبهاك, ما أروعك ما أشهاك, ما زلت فوق كل الخليقة. نعم, أخذت صورة عبدٍ نجارٍ لتبني, أليس كل بيت يبنيه إنسان ما, ولكن أنت باني الكل, بل بنيت أجمل من الكل. بنيت بيتك, وبيتك نحن, ومن تعب نفسك رأيت وشبعت. أيّ شعور خالج الله يوم ميلاده. الذي صنع كلّ ما هو كائن وسدد لكلّ من له احتياج, الآن عاجز له احتياج, طفل بلا لغة ولا تناسق عضلاتٍ ولا اسنان تَمضغ. الذي هو (الرَّبُّ فِي الْعُلَى أَقْدَرُ), الآن فرصة العالم لخذله وقهره, وتسميره على الصليب حين يكبر. الذي يصوح صوته قِمم الشّجر, الآن يبكي وبالكاد تسمعه مريم. الذي (فِي الزَّوْبَعَةِ وَفِي الْعَاصِفِ طَرِيقُهُ وَالسَّحَابُ غُبَارُ رِجْلَيْهِ), و(اللاَّبِسُ النُّورَ كَثَوْبٍ), الآن يُملّح ويُلفُّ بقماط ليُحمل. (الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ), يصير في حضن مريم. أيها المولود هل بكيت مثلنا, (الإِنْسَانَ مَوْلُودٌ لِلْمَشَقَّةِ. الإِنْسَانُ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ، قَلِيلُ الأَيَّامِ وَشَبْعَانُ تَعَبًا). إن كانت بدايتك هكذا فالنّهاية كيف تكون. كان عظيماً ان يُصنع الانسان على صورة الله, امّا ان يصير الله على صورة الانسان منحدراً من سماواته العُلا إلى خشب المذود. فهذا أعظم. منقول عن كتاب (مخلص العالم), لمؤلفه نبيل سمعان يعقوب |
||||
06 - 10 - 2017, 04:56 PM | رقم المشاركة : ( 19050 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نظروا إليه واستناروا، ووجوههم لم تخجل. مزامير 5:34 نحن مثل القمر . المجد الذي نظهره هو انعكاس لله و هو بركة للآخرين من خلالنا. انظر إلى الله من أجل رجائك و قوتك و قيمتك و أساسك و أمنك و نورك. أبي أنظر لك و أبحث عنك . كن قريبا مني بينما أواجه التحديات و التجارب. لا تدع الشرير يأتيني بالعار بسبب الخطية و الضعف. انتصر على الشر في حياتي بمجدك. باسم يسوع. آمين. |
||||